محتويات هذا المقال ☟
أمريكا فشلت فشلا ذريعا في أفغانستان وتكبدت خسائر فادحة في الأموال والأرواح
تحدثت صحيفة إسرائيلية عن “الفشل الأمريكي” في أفغانستان بعد عمل استمر 20 عاما، حيث عادت حركة طالبان إلى السيطرة على البلاد بعد كل هذه السنوات، رغم الخسائر الأمريكية الهائلة؛ في الأرواح والأموال.
وقالت “يديعوت أحرنوت” في افتتاحيتها بعنوان “الفشل الأمريكي”، والتي كتبها تسيبي شميلوفيتس، إنه في نيسان/أبريل 2021، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن “الجيش الأمريكي سينهي انسحابا تاما من أفغانستان قبل 11 أيلول/سبتمبر المقبل، في الذكرى السنوية الـ20 لعملية البرجين التوأمين التي بسببها اجتاحت الولايات المتحدة البلاد”.
وأضافت: “أسند بايدن قراره هذا لسلفه في المنصب دونالد ترامب، في حين تشير معظم الاستطلاعات، إلى أن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين تؤيد عودة الجنود إلى الديار”.
قرار الإنسحاب خاطىء
استطلاع لمعهد “غالوب” نشر نهاية تموز/يوليو الماضي، أظهر أنه لأول مرة يعتقد نصف الأمريكيين، أن قرار الخروج للحرب في أفغانستان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2001، كان خاطئا”.
وذكرت “يديعوت”، أن “بايدن مدعوما بهذا الإسناد السياسي، انطلق إلى الدرب كي يعيد من أفغانستان 3 آلاف جندي بقوا فيها”، مضيفة: “لقد ضرب الواقع وجه الأمة؛ فالمبنى الورقي الذي بنته الولايات المتحدة على مدى 20 سنة إنهار في أقل من 20 يوما، وحركة طالبان تسيطر على الدولة”.
وأوضحت أن “هذه هي الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، والتي أخذت حياة 2400 جندي أمريكي وما لا يقل عن 150 ألف أفغاني، انتهت بالضبط مثلما حذر معظم الخبراء؛ الولايات المتحدة تنثني، طالبان تسيطر”، منوها أنه “بعد ثلاثة أيام من عمليات 11 سبتمبر، صادق الكونغرس الأمريكي بالإجماع تقريبا على الخروج لحرب طالبان والقاعدة في أفغانستان”.
حرب سريعة تحولت لكابوس
وأضافت: “كان يفترض بهذه الحرب أن تكون سريعة نسبيا، لأن التقدير، أن تنظيم طالبان بدائي، وبالفعل، في غضون بضعة أسابيع سيطر الأمريكيون والناتو على معظم أفغانستان، وعندها، في 2003 قرر الرئيس جورج بوش الابن.
اجتياح العراق وتحطمت كل الخطط، وفي غضون سنة كان في أفغانستان والعراق مئات آلاف الجنود الأمريكيين، ولكن يتبين أن للجيش الأقوى في العالم، هناك حدود لقوة الإنسان والمقدرات”.
ونوهت الصحيفة، أن “الحرب القصيرة والضربة الساحقة لطالبان والقاعدة أصبحت كابوسا بعد 20 سنة، وفي مرحلة معينة ما عاد يمكن لأحد أن يشرح ما الذي تفعله أمريكا في أفغانستان، في حين كان التفسير الرسمي؛ “نحن نؤهل الجيش الأفغاني للتصدي لطالبان”، وعليه؛ إما كان الأفغان ليسوا تلاميذ نجباء أو كان هذا مسبقا طمسا للوعي”.
وأفادت أن “20 عاما من حرب واشنطن في أفغانستان كلفت الولايات المتحدة أكثر من تريليوني دولار”، منوهة أن “صور الأيام الأخيرة محرجة للولايات المتحدة، ولكن البديل كان البقاء هناك إلى الأبد؛ في واقع لا يكون فيه بوسع أمريكا حتى أن تتحد للانتصار على الوباء في البيت، في حين معظم الأمريكيين لا يرغبون في الاستمرار في دفن جنودهم القتلى في الجانب الآخر من العالم”.