لقد تميز العام الماضي بالنسبة لروسيا بوجود أحداث بارزة في مجال الدفاع، حيث تم تحديث القوات المسلحة بما في ذلك الأسطول البحري على نطاق واسع خاصة وأن الأسطول يعتبر أداة رئيسية لتعزيز دور روسيا كقوة بحرية عظمى في الساحة العالمية.
وقد بدأ عام 2013 بإدخال غواصة “يوري دولغوروكي” أحدث الغواصات النووية الإستراتيجية الصاروخية إلى قوام الأسطول البحري الروسي، وينتهي هذا العام مع إدخال غواصة “الكسندر نيفسكي” من نفس الفئة. ويشير المحللون إلى أن حركة تطور بناء الغواصات النووية يسمح بالقول أن روسيا ستكون قادرة بحلول عام 2020 على تحديث كامل قوتها النووية الإستراتيجية البحرية. ويتضمن الأسطول حالياً ست غواصات نووية إستراتيجية من فئة “الدلفين- 667BDRM “. مع الإشارة إلى أن هذه الغواصات خضعت لعمليات الإصلاح والتجديد وهي مجهزة بصواريخ “سينيفا” الباليستية، ويحدثنا مدير تحرير مجلة الدفاع الوطني إيغور كوريتشينكو بهذا الشأن قائلاً:
“نتوقع أن تعمل هذه الغواصات المحدثة حوالي 10 – 12 وربما 15 سنة أخرى ضمن الأسطول البحري الروسي، ومن ثم سيتم تبديلها بغواصات من فئة “بوراي” الحديثة. وعندما تنتهي خدمة هذه الغواصات النووية الإستراتيجية فسوف يكون لدينا 4 من فئة بوراي ضمن أسطول المحيط الهادي و4 أخرى في الأسطول الشمالي. بعبارة أخرى سيتم العمل على توفير دوريات قتالية مستمرة لاثنين من الغواصات على الأقل: واحدة في الشمال وأخرى في أسطول المحيط الهادي، واللتين ستكونان على استعداد لإجراء إطلاق فوري للصواريخ تجاه أي خصم محتمل”.
بالإضافة إلى غواصات بوراي الإستراتيجية فإنه سيتم إدخال ما لا يقل عن 8 غواصات نووية جديدة متعددة المهام من فئة مشروع 885 “ياسين” بحلول عام 2020 والمزودة بصواريخ كروز من الجيل الرابع مع العلم أن السفينة الأولى “سيفيرودفينسك” أصبحت جاهزة تقريباً.
كما سيتم العمل على تصنيع غواصات جديدة تعمل على الديزل من فئة مشروع 636 “فارشافيانكا” وسفن من فئة مشروع 677 “لادا” وضمها إلى وحدات الغواصات البحرية الروسية. جميع هذه الغواصات سوف تكون مزودة بأحدث المنظومات القتالية بما في ذلك على سبيل المثال صواريخ كروز من مجموعة كلوب.
وأخيراً بالإضافة إلى مختلف الأحداث والفعاليات الحربية البحرية للعام المنصرم والمتميز ليس فقط بإنتاج غواصات “بوراي” الحديثة ومعدات عسكرية جديدة أخرى، فسوف يذكر التاريخ بأن عام 2013 كان عام رفرفة العلم الروسي على شواطئ الجمهورية العربية السورية، حيث تم إعادة تشكيل مجموعة السرب البحرية الروسية التي ستتواجد بشكل دائم في مياه البحر الأبيض المتوسط، وبذلك يمكن القول أن الأسطول الروسي عاد بعد فترة انقطاع طويلة ليأخذ مكانه في محيطات العالم دون رجعة.
الأسطول الروسي- 2013: تحديث وانتشار