محتويات هذا المقال ☟
هل يبتلع الوحش داعميه في باكستان ..مخاوف متعددة وترقب شديد
يتغير وجه القتال في أفغانستان بسرعة متواترة وذلك منذ بدء إنسحاب القوات الأمريكية والأطلسية منه ,وطالبان بدأت تتوسع ويتوقع أن تستولي على السلطة خلال مدة وجيزة وهذا الأمر يثسر مخاوف حقيقية لدى باكستان.
فمنذ عقدين والمؤسسة الأمنية الباكستانية تدعم بجزء كبير حركة طالبان في الحرب الأفغانية، ولكن مع استيلاء طالبان على مساحات شاسعة من البلاد ويبدو أنها على وشك الاستيلاء على السلطة، ينتشر الذعر بين مسؤولي باكستان، حيث يمكن أن ينمو الوحش الذي صنعته حتى يلتهم صانعه.
ومنذ الغزو الأمريكي عام 2001 الذي أطاح بنظام طالبان المدعوم من باكستان في كابول، قدم الجيش الباكستاني القوي دعمًا محسوبًا بعناية للجماعة بشكل غير رسمي، وسمح للمتمردين الأفغان بالعمل من أراضيه، إذ أرادت باكستان تعزيز حركة طالبان لمواجهة نفوذ عدوها الهند في أفغانستان، وحتى يكون لها وكيل قوي هناك بعد رحيل الولايات المتحدة.
باكستان تنفي دعم طالبان
ووفقا لصحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، تعتبر باكستان حليفا رسميا للولايات المتحدة منذ عام 2001، ولذلك تنفي الحكومة الباكستانية دعمها لطالبان، ولكنها تقول إن لديها تأثيرا محدودا على الجماعة.
ومع اجتياح طالبان لثلث مناطق أفغانستان بعد الانسحاب العسكري الأمريكي ومحاصرة المدن الرئيسية في البلاد، أصبحت السلطات الباكستانية الآن مضطرة للتعامل مع العواقب غير المقصودة لسياساتها.
وقال مسؤولون باكستانيون كبار إن استيلاء طالبان الكامل على السلطة أو اندلاع حرب أهلية جديدة في أفغانستان من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية ضد المصالح الوطنية لإسلام أباد.
وقال وزير الدفاع الباكستاني السابق، اللفتنانت جنرال المتقاعد نعيم لودي: ”نحن مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بأفغانستان، عرقيًا ودينيًا وقبليًا، لدرجة أنه كلما وقعت حرب أهلية، تتورط فيها باكستان تلقائيًا، والحرب الأهلية في أفغانستان هي آخر شيء تود باكستان حدوثه“.
تدفق اللاجئين هاجس لباكستان
هذا وتخشى باكستان تدفق اللاجئين عبر الحدود المليئة بالثغرات والتي من شأنها أن تضيف إلى 1.4 مليون لاجئ أفغاني مسجل يعيشون بالفعل في البلاد.
والأسوأ من ذلك، أن انتصار طالبان الأفغانية من شأنه أن يحفز المتشددين الإسلاميين في باكستان الذين تضاءلت قوتهم نتيجة للعمليات العسكرية المتتالية في المناطق الحدودية القبلية في البلاد.
وقال مسؤول باكستاني بارز: ”سوف يتشجع جهاديونا وسيقولون: إذا كان من الممكن هزيمة أمريكا، كيف سيقف الجيش الباكستاني في طريقنا؟ والحرب لا تناسبنا على الإطلاق، فقد رأينا عواقبها لـ 40 عامًا“.
باكستان توقف الدعم لطالبان
والآن تقول إسلام أباد إنها لم تعد تريد أن تكون الداعم الرئيسي لنظام منبوذ، كما كان الحال عندما سيطرت طالبان على كابول بين عامي 1996 و2001، وبدلاً من ذلك، تهدف باكستان إلى التوصل لتسوية سلمية من خلال التفاوض.
تمنح طالبان نصيبًا كبيرًا من السلطة السياسية في كابول، إلى جانب الشرعية الدولية والتمويل.
هذا وتعثرت محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية والساسة في الدوحة بقطر إلى حد كبير، حيث قال مسؤولون أفغان إن التمرد يسعى إلى استخدام المفاوضات لإضفاء الشرعية على غزواته العسكرية.
”وول ستريت جورنال“..