مع تغير وضع السياسة الجغرافية العالمي عقب انهيار الاتحاد السوفياتي وقيام النظام العالمي الجديد، أعادت الدول الغربية النظر باستخدام قواتها العسكرية التي تحولت من قوات مدافعة عن تلك الدول، إلى قوى تدخّل في العالم، مع إعطاء دور مميز للقوات البحرية المكلفة بنقل هذه القوى المشتركة باعتبار أنّ القوات البحرية هي الذراع التنفيذي للسياسة الخارجية للدولة.
وبهذا تحول الصراع البحري بعد العام 1989 من صراع بحري يدور في المياه الزرقاء(العميقة ) ويرتكز على الردع النووي بواسطة الغواصات الذرية التي يمكنها إطلاق صواريخ تحمل رؤوس نووية عابرة للقارات، الى صراع يدور في المياه ” البنية” (قليلة الأعماق) بواسطة قوات تدخل مشتركة برية محمولة بواسطة القوات البحرية التي تتولى قذف هذه القوى المشتركة نحو البر بواسطة مراكب الإنزال والطوافات وتامين الدعم الناري البحري بواسطة الطائرات المقاتلة المرابطة على متن هذه المراكب وصواريخ الكروز المحمولة على متن المراكب والغواصات المساندة مع متابعة مساندتها العسكرية من البحر.
لذلك عمدت مختلف الدول الغربية إلى العمل على تعزيز أسطولها الحربي بمراكب تسمح بنقل قواتها المشتركة الى نقاط التدخل في العالم مع تامين حمايتها في البحر بواسطة مدمرات وغواصات وحاملات طائرات اثناء الانتقال وطيلة فترة تنفيذ عملياتها البرمائية.
وكانت الأساطيل تتميز في ما مضى بضخامة حجمها وأعدادها الهائلة، على عكس اليوم. فمع تتطوّر الصناعة الحربية، باتت جيوش العالم تميل إلى استبدال عدد الأساطيل الكبير بأساطيل أقلّ عدداً. من هنا، نلحظ أنّ الشركات المصنّعة للأسلحة منكبّة على إنتاج أساطيل أكثر فعالية لتستغني القوات عن تلك القديمة والكثيرة وتدخل إلى الخدمة أساطيل أقل عدداً وأكثر كفاءة وقدرة في القتال.
ومن أهم الدول العظمى التي تتبع هذا التوجه، الولايات المتحدة الأميركية. فقد دخلت سفن دعم هجومية برمائية من نوع LPD- 17 سان انطونيو الخدمة لدى البحرية الأمريكية. ومن المقرر أن يتم استبدال ما يزيد عن 41 سفينة قديمة العهد بـ 11 سفينة جديدة من هذه الفئة. وعلى غرار سابقاتها الأصغر حجماً منها، تتجلى مهام هذه السفينة البرمائية بالنقل والرسو على اليابسة، ودعم عناصر قوات مشاة البحرية الأميركية بعدما تطأ أقدامهم اليابسة. وتختلف السفينة الجديدة عن النماذج القديمة من ناحية الحجم والكلفة والقدرات والتقنيات المستخدمة لأداء تلك المهام. وقد تم تصميم هذه السفينة الجديدة لتشغيل الطائرة MV- 22 اوسبري، والحوامات والحاملات البرمائية .
على الرغم من تميز تصميمها بخصائص متقدمة، إلا أن عدد المشاكل والمخاطر التي واجهتها هذه السفينة أكبر وأقوى بكثير من المعتاد. وقد تعرضت السفن الأولى لانتقادات. ونظراً لهذه المشاكل، نقلت سفينة يو أي أي سان انطونيو إلى البحرين بسبب تسرب في النفط. ولم تكن السفينة الوحيدة من هذه الفئة التي تضررت بسبب المشاكل الميكانيكية الخطيرة. أما بالنسبة للتكاليف فقد بلغت ضعف ما كان متوقعاً، لتصل كلفة السفينة الواحدة أكثر من 1.6 مليار دولار، أي ضعفي أو ثلاثة أضعاف ثمن “أل دي بي روتردام”، وأكثر من 10 أضعاف Endurance Class LDP.
“أل دي بي -17 سان أنطونيو”: سفينة الولايات المتحدة الأميركية البرمائية الجديدة