سطور من وحي هزيمة حزيران المريرة
بقلم : نورالدين احمد حسين
صادف اليوم الجمعة, الخامس من حزيران , مرور 53 عاما من تاريخ هزيمة حزيران المريرة ,التي شنتها دولة العدوان اسرائيل على ألآمه العربية , بشكل سافر و بغطاء و تواطؤ أمريكي مفضوح ,كشف عن بعض خفاياه هنري كسينجر .
و حقيقة ان وقع و مرارة هذه الخسارة التاريخية الفادحة لأمتنا العربية كبير , و رغم أنني ولدت بعده بثلاث سنوات الا انني أشعر بمرارة و قع هذا المصاب الجلل وكأنني عاصرته في زمنه, ومثل هذه الاحداث ولو بعد مئات السنين ستبقى مؤلمة الأثر في تاريخ شعوبنا العربية.
و اليوم ,نشهد عنصرية صهيونية تمارس على كافة الأراضي العربية التي التهمتها اسرائيل بعد النكسة ,فالضفة أصبحت في مرمى نيران الضم و كذلك الجولان ,الذي وهبه الرئيس الاميركي ترامب لإسرائيل ,وكأنها وقف اميركي, في مشهد يعيدنا الى سيناريو وعد بلفور 1917, و لنشهد ولادة وعد ترامب 2019 .
ولو رجعنا بذاكرة ألايام الى عدوان حزيران 1967,لنستعيد بعض المشاهد الحزينة , المرافقة للكارثة , من تدمير للترسانة العربية لثلاثة جيوش ,و أسر الآلاف من جنود مصر و أذلالهم تحت اشعة الشمس و أجبارهم على المسير في صحراء سيناء اللاهبة ,لابل ان هناك من أكد في شهادات تاريخية اعدام عدد كبير من الأسرى المصريين بدم بارد.
وبلدي ألاردن ,الذي كانت يشرف على الضفة الغربية والتي كانت جزء من المملكة الأردنية الهاشمية ,ومدينة القدس من ضمنها ,وقع عليها العدوان المباغت الغادر في ذلك اليوم المشؤوم , و رغم قلة الامكانيات الحربية و التجهيزات لدى الجيش الاردني المرابط هناك ,ألا انه دافع دفاع الباسلين ,وكبد الصهاينة خسائر كبيرة, على جبهة الضفة الغربية وصلت الى 500 قتيل ,مما اضطرهم للاستعانة بالطيران , مستغلاً تفوقه المطلق على الاجواء , و أحرق ألارض , و سقطت القدس و نابلس و الخليل و باقي مدن الضفة الغربية الواحدة تلو ألاخرى .
في غضون أربعة أيام, غيرت اسرائيل تاريخ المنطقة و غطته بلون كئيب , لتبدا فصول المعاناة ,في زخم اكبر مما كان عليه منذ النكبة 1948,وابتلعت كامل التراب الفلسطيني , و سقطت مدن تاريخية كبرى , في ايدي جيش العصابات , وحلت بالجيش الاردني خسارة فادحة ,بعديده وعتاده , و ترتب على هذا الاحتلال هجرة الى الضفة الشرقية و زيادة في الاوضاع الصعبة على الاردن .
ما يدمي الفؤاد ,مشاهد رمزية , وهي أن ترى جنود الاحتلال يتجولون بدورياتهم داخل القدس وهم ينشدون نشيد دولتهم الغاصبة ( بيتاح هتكفا ) , و يتجمعون و يتصورون عند القبة الشريفة في يوم النصر و التوحيد لمدينة اورشليم كما يزعمونه, وهناك صور لجنود و مجندات صهيونيات في قمة التحدي و الاستفزاز لنا , ولتاريخ طويل أمتد من عهد الخليفة عمر بن الخطاب ,لهذه المدينة الشريفة والتي أعادها صلاح الدين الايوبي الى الحضن ألاسلامي بعد احتلال صليبي غاشم دام تسعين عاماً.
سيبقى ألامل في نفس كل مسلم و عربي شهم و أصيل بعودة الحقوق الى اصحابها , و العتمة و ان طالت أوقاتها لابد للفجر من بزوغ , و نطلب الرحمة لكل شهيد اردني و عربي سقط على أرض فلسطين و سيناء و الجولان .