محتويات هذا المقال ☟
قال موقع “ديفينس وورد” :برزت روسيا كأكبر مورد للأسلحة إلى الدول الأفريقية، واستحوذت على نصف سوق الأسلحة فيها، بمعدل مضاعف عن حصة الصين والولايات المتحدة بالقارة السمراء.
العامل المادي دفع أفريقيا نحو السلاح الروسي
ويرى مراقبون أن لجوء الدول الأفريقية إلى الأسلحة الروسية يعود بدرجة أساسية للعامل المادي، نظرا لعدم قدرة الكثيرين منهم على تحمل تكاليف الأسلحة الغربية، ما يدفعها إلى التوجه إلى موسكو بدرجة أولى.
وأشار الموقع إلى أن “روسيا لم تعلن عن آليات مبيعات الأسلحة للدول الأفريقية”، لافتا إلى أن الجزائر تعد أكبر مستورد للأسلحة الروسية في الساحة الأفريقية، وسادس أكبر مستورد للسلاح الروسي في العالم.
وذكر الموقع أن الجزائر حصلت على 12 طائرة روسية من طراز (سوخوي/ سو-34)، وتخطط لشراء 12 طائرة جديدة من طراز (سو-57)، إلى جانب حصولها على 42 مروحية قتالية من طراز (ميل/ مي-28)، و8 مروحيات نقل من طراز (مي-26).
وقال الأمريكي برادلي بومان مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن “روسيا حاولت على مدار السنوات القليلة الماضية.
بيع أسلحة للجزائر، من أجل توسيع نفوذها في شمال أفريقيا، بنفس الطريقة التي سعت من خلالها لتوسيع نفوذها بالشرق الأوسط”.
محتوى مبيعات الأسلحة الروسية
وبحسب ” ديفينس وورد”، فقد شملت المبيعات الروسية إلى القارة الأفريقية في السنوات الخمس الماضية، 12 طائرة من طراز (سو-30).
ونظارات للرؤية الليلية مثبتة على خوذة، و12 طائرة هيلكوبتر من طراز (مي-35)، ونظام (بانتسير إس1) للدفاع الجوي، وطائرتي هيلوكبتر من طراز (ميل/ مي-17).
وتطرق الموقع إلى أنه رغم حصول روسيا على مكانة رئيسية في توريد الأسلحة لجميع أنحاء العالم، إلا أنها لا تزال تفقد مكانتها أمام الولايات المتحدة.
موضحا أن “بيع الأسلحة الروسية انخفض بنسبة 18 بالمئة بين عامي 2010 و2014، مقابل نمو صادرات الأسلحة الأمريكية في الفترة ذاتها بنسبة 23 بالمئة”.
وبيّن أن روسيا تعد ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، منوها إلى أنها باعت معظم أسلحتها إلى: الهند (25%)، والصين (16%)، والجزائر (14%)، والقارة الأفريقية بشكل إجمالي (17%).
وأفادت بيانات حديثة لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، بأن أفريقيا استوردت خلال عامي 2015 و2019، ما يقارب الـ49 بالمئة من معداتها العسكرية من روسيا.
وهو ما يمثل ضعف حجم الأسلحة التي تم شراؤها من الولايات المتحدة (14%) والصين (13%).
اتفاقيات للتعاون العسكري بين روسيا ودول إفريقية
وبحسب ما أعلنت روسيا، فإنها وقعت اتفاقيات للتعاون العسكري مع عدد من الدول الأفريقية العام الماضي، وهي بوركينا فاسو ومالي والسودان وجمهورية الكونغو.
ما يرفع العدد الإجمالي للاتفاقيات إلى أكثر من 100 اتفاقية عسكرية، وبلغ حجم صادرات المنتجات العسكرية الروسية أكثر من 15.2 مليار دولار.
تعزيز الإقتصاد الروسي
واستعرض موقع “dw” الألماني استراتيجية موسكو طويلة المدى، في تصدير الأسلحة إلى أفريقيا، تعزيزا للاقتصاد الروسي خلال العقدين الماضيين، مؤكدا أن موسكو تمكنت من تعميق علاقتها مع أفريقيا وأصبحت أكبر مورد للأسلحة في القارة.
ولفت الموقع إلى أن روسيا نجحت في نيسان/ أبريل الماضي في عقد أول صفقة توريد زوارق هجومية إلى دولة أفريقية، مشيرا إلى أن هذه الأخبار لم تحظ باهتمام دولي كبير.
إلا أنها تشكل نجاحا كبيرا لروسيا، ضمن استراتيجيتها في البحث عن موطئ قدم بأفريقيا، وتوسيع خريطة تصديرها للأسلحة في القارة.
وذكر أن الدور الروسي في أفريقيا تراجع بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لكنه بحلول عام 2000، عاد بشكل ملحوظ، وتمكنت موسكو خلال العقدين الماضيين من أن تصبح أكبر مصدر للأسلحة لأفريقيا، بفضل نمو صادرات الأسلحة الروسية إلى الجزائر.
3 دول عربية تتصدر أكبر متلقي للأسلحة الروسية بأفريقيا
ووفق بيانات SIPRI، فإن الجزائر تتصدر أكبر متلقي للأسلحة الروسية في أفريقيا، تليها مصر والسودان وأنغولا، مؤكدة أنه “في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كانت 16 دولة أفريقية تتلقى أسلحة روسية.
لكن بين عامي 2010 و2019 ارتفع الرقم إلى 21 دولة”.
واعتمدت روسيا على سياسة إعفاء الدول الأفريقية من ديونها، بهدف تعزيز العلاقة العسكرية معها، وهو ما ظهر عام 1996 حينما أعفت أنغولا من 70 بالمئة من ديونها البالغة 5 مليارات دولار.
ما دفع أنغولا لتوقيع صفقات أسلحة جديدة خلال السنوات الخمس الماضية، وأصبحت من أكبر عملاء أفريقيا للأسلحة الروسية بعد الجزائر ومصر والسودان.
وألغت موسكو ديون الجزائر البالغة 5.7 مليار دولار في عام 2006، ما دفعها لتوقيع صفقة جديدة لشراء أسلحة روسية مقابل 7.5 مليار دولار.
أهداف روسيا في إفريقيا أبعد من الإقتصاد
وقال موقع “dw” الألماني إن “اهتمام روسيا المتزايد بأفريقيا لا يقتصر على الأسباب الاقتصادية، بل يمتد لأسباب سياسية واستراتيجية”، موضحا أن “روسيا تعتبر أفريقيا شريكا رئيسيا محتملا في رؤية النظام العالمي المتعدد الأقطاب”.
وتابع الموقع: “جرت أول قمة روسية أفريقية في سوتشي عام 2019، كوسيلة لزيادة تحديد إمكانيات التعاون عبر القارة”، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أن تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، يمثل إحدى أولويات سياسة بلاده الخارجية.
وأفاد بأن الأسلحة الروسية تشكل (31%) من إجمالي ما تعتمد عليه مصر، مبينا أنه بعد الانقلاب العسكري عام 2013، بدأت الولايات المتحدة في زيادة مساعداتها العسكرية للقاهرة.
لكن الباب بقي مفتوحا أمام الأسلحة الروسية والفرنسية، وبدأت هذه البلدان في نقل الأسلحة بسرعة إلى مصر.
وأشار إلى أن روسيا تتميز بسرعة في توريد الأسلحة للدول، بسبب عدم وجود مجموعات ضغط مدنية تعارض صفقات السلاح، إلى جانب السرية التي تعتمد عليها صناعات الدفاع الروسية.
صادرات الأسلحة الصينية
وتوقع الموقع أن يتطور الدور الصيني في صادرات الأسلحة إلى القارة الأفريقية في السنوات المقبلة، حيث يشكل حاليا (13%) في المرتبة الثالثة بعد روسيا والولايات المتحدة، منوها إلى أن روسيا تشارك التكنولوجيا العسكرية الحساسة كجزء من علاقاتها المتنامية مع الصين.