ثلاث قوات تنقل السلاح الإيراني الى سوريا مرورا بأجواء العراق..تقرير

تعتبر إيران شريك أساسي لجانب سوريا ضمن الحرب الدائرة منذ سنوات في سوريا ،وتعمل عل. مد الدولة السورية بالدعم العسكري إضافة للدعم الإقتصادي ولكن هناك ثعوبات متزايدة تقف في وجة إيصال الأسلحة الإيرانية لسوريا .

حيث تتعرض شحنات الأسلحة الإيرانية التي ترسل إلى سوريا منذ عامين تقريباً لغارات إسرائيلية، أثناء تفريغ الشحنات وشحنها من المطار إلى مستودعات التخزين، أو في المستودعات ذاتها، وآخر هذه الغارات وقعت في الساعات الأولى من يوم الجمعة 14 فبراير حيث قصفت غارات جوية إسرائيلية المنطقة الفاصلة بين مطار دمشق الدولي وحي السيدة زينب، مما أدى إلى تدمير شحنة أسلحة وصلت لتوها من إيران إلى سوريا.

موقع “إيران اینترنشنال” أعد تقريراً عن مدى التكلفة الباهظة للنقل الجوي للأسلحة من إيران إلى سوريا، والمخاطر التي تتعرض لها الطائرات الناقلة للشحنات.

وأشار الموقع إلى أن هناك ثلاث قوات رئيسية مشاركة في النقل الجوي للأسلحة من طهران إلى دمشق وحماه، هي القوات الجوية للجمهورية العربية السورية، والقوات الجوية التابعة لجيش إيران، والقوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني.

منذ فترة طويلة كان يتم نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا بطائرات النقل الضخمة “إليوشين 76 تي دي”، التابعة لأسطول النقل “585 إم”، السوري، هذه الطائرات لها استخدامات عسكرية ومدنية، وأحيانًا كانت تنقل الإمدادات واللوازم الطبية التي كانت تحتاجها دمشق في أيام حصار معظم أحيائها من قبل الجماعات المناهضة لها.

طيران ياس

مع تصاعد الحرب الأهلية في سوريا، ازدادت مهمات القوات الجوية التابعة للحرس الثوري تحت غطاء شركة طيران ياس، مما تسبب في كثير من المتاعب لهذه الشركة، وأدى في النهاية إلى توقيف طائراتها في تركيا وتعليق رحلاتها فوق هذه الدولة.

بعد ذلك تم استخدام المجال الجوي العراقي لنقل الأسلحة، إلى أن تم توقيف الرحلات تحت ضغط الولايات المتحدة، وتم تعليق رحلات هذه الشركة واستبدالها بشركة إيران إير (هما)، وتعاقدت عندها وزارة الدفاع والقوات المسلحة الإيرانية مع طائرة شحن من طراز بوينغ لنقل شحنات الأسلحة من طهران إلى سوريا.

وبعد مدة، شرعت شركة طيران ماهان المخصصة لنقل الركاب في إرسال معدات عسكرية ومرتزقة تابعين لفيلق القدس، ولذا فرضت وزارة الخزانة الأميركية لاحقًا عقوبات على الطائرات المشاركة في هذا العمل.

تكاليف باهظة

ومع ظهور داعش واحتلاله جزءًا كبيرًا من محافظة الأنبار العراقية، وحاجة الحكومة العراقية الملحة إلى المساعدة العسكرية الإيرانية، وكذلك تزويد وتدريب الميليشيات المسلحة التابعة لفيلق القدس لمحاربة داعش، تم رفع القيود المفروضة على الطائرات العسكرية التي تحمل أسلحة من إيران إلى سوريا، وعليه تمكن الحرس الثوري الإيراني منذ ذلك الوقت وحتى الآن من إرسال الأسلحة والقوات العسكرية مباشرة إلى سوريا، حيث يقوم بذلك إما تحت غطاء شركة طيران ياس، التي تغير اسمها وأصبح “بويا إير”، أو بالطائرات العسكرية “إليوشين 76 تي دي” (Il-76TD) وتنظم رحلتين أسبوعيًا من طهران إلى دمشق.

بحسب الموقع الإيراني فإن سلاح الجو التابع للجيش الإيراني بنقل شحنات الأسلحة إلى سوريا منذ ديسمبر 2012، وكانت رحلات هذه القوات تتم باستخدام رمز الهوية والبيانات الخاصة بشركة معراج للخطوط الجوية التي تملكها رئاسة الجمهورية، وفي النهاية واجهت هذه الشركة عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية.

وبعد رفض الحكومة العراقية السماح لطائرات الشحن الإيرانية بإجراء رحلات جوية باستخدام مواصفات ورمز هوية شركة معراج، لجأت القوات الجوية هذه المرة إلى مواصفات ورمز هوية شركة كاسبين للطيران، لنقل الأسلحة من مطار مهر آباد في طهران إلى دمشق، وقد أدى أيضا إلى فرض العقوبات على هذه الشركة.

ومع ذلك، وبعد تحسن العلاقات مع العراق، لم يتم التصدي للرحلات الجوية التي كانت تنفذها القوات الجوية التابعة للجيش الإيراني عبر مجال العراق الجوي باتجاه سوريا، حيث استمرت هذه الرحلات حتى يومنا هذا على الرغم من الانخفاض الكبير الذي شهدته.

رصد المحادثات

وفي الساعات الأولى من يوم 16 سبتمبر 2018 عندما كانت القوات الجوية الإسرائيلية ترصد المجال الجوي والمحادثات اللاسلكية لقوات الحرس الثوري الإيراني عبر استخدامها طائرة آيتام (Aitam) لنظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا، وطائرات شاويت (Shavit) للتجسس الإذاعي والإلكتروني، اطلعت حينها على دخول طائرة بوينغ من طراز “747-2جيه9إف” (Boeing 747-2J9F) التابعة للقوات الجوية في الجيش الإيراني، إلى مطار دمشق الدولي، وتحمل شحنة من الصواريخ البالستية.

وبعد دقائق من تفريغ الشحنة، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية من طراز “إف-16” هذه الشحنة بصواريخ (Delilah) مما أدى إلى إصابة عدد من القوات الإيرانية والسورية التي كانت بالقرب من الشحنة، كما أدى هذا الاستهداف إلى إصابة محركات الطائرة الإيرانية وهيكلها.

وبالتالي بقيت الطائرة الإيرانية ذات الرقم التسلسلي “8113-5” في مطار دمشق بعدما كانت إيران قد أنفقت قبل أشهر، مليارات التومانات لصيانتها وتعديلها في شركة فجر آشيان للصيانة، التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية.

وبعد أسابيع من الجهود التي بذلها الموظفون الفنيون في القوات الجوية في الجيش الإيراني، تم تصليح هذه الطائرة بشكل مؤقت في دمشق، وتمكنت من العودة إلى مطار مهر آباد في الساعات الأخيرة من 20 نوفمبر عام 2018 لإجراء العمليات النهائية من التعديل والصيانة.

“فارس إير قشم”

في عام 2017، قامت شركت “فارس إير قشم” للطيران ومقرها في منطقة قشم الحرة والتابعة للحرس الثوري الإيراني، بشراء طائرتين بوينغ مستعملتين من طراز “747-218 إف”، عبر شركة ماهان للطيران، وبعد وصولهما إلى البلاد، استخدمتهما في عمليات نقل الأسلحة من طهران إلى دمشق، بدءًا من عام 2018. وبعد ذلك تولت هاتان الطائرتان بأرقام تسجيل “EP-FAA”، و”EP-FAB” معظم عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا.

الغارة الأخيرة

وفي 12 فبراير الحالي، أي قبل يوم واحد تقريبًا من الغارة الجوية الإسرائيلية على دمشق، نقلت إحدى هاتين الطائرتين برقم تسجيل “EP-FAB” شحنة أسلحة إلى دمشق حيث رصدتها أنظمة التجسس العسكرية الإسرائيلية، وفي نهاية المطاف استهدفتها القوات الجوية الإسرائيلية في الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي 14 فبراير الحالي.

وفي الوقت الراهن، تتولى كل من شركة “فارس إير قشم” للطيران التابعة للحرس الثوري الإيراني عبر استخدامها طائرات بوينغ من طراز “747”، والقوات الجوية السورية عبر استخدامها طائرة “إليوشن 76 إي إل”، يتوليان مهمة إيصال جزء كبير من الأسلحة الإيرانية إلى سوريا.

كما أن القوات الجوية الإسرائيلية ترفض استهداف هذه الطائرات، بسبب مظهرها غير العسكري وكذلك دورها المهم في الرصد والاعتراض وطبيعة الشحنات العسكرية.