سيول تعزيز قوتها العسكرية في مضيق هرمز وسط مخاوف ايرانية

 

أعلنت وزارة الدفاع الكورية يوم الثلاثاء الماضي أنه تم اتخاذ قرار بإرسال وحدة “تشونغ هيه” البحرية إلى مضيق هرمز، مشيرة إلى أن الوحدة ستعمل بصورة منفصلة عن التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هناك. وبهذا، سيمكن لسيول الاستجابة لمطلب واشنطن بالمشاركة في حماية سلامة الملاحة البحرية في مضيق هرمز، وتقليل التأثيرات السلبية المحتملة على العلاقات مع طهران، في نفس الوقت.

وأضافت الوزارة أنه تم اتخاذ هذا القرار بعد النظر بعين الاعتبار إلى الوضع في الشرق الأوسط وللمساعدة على ضمان سلامة المواطنين الكوريين الجنوبيين وحرية حركة السفن التي تسير في المنطقة، وذلك من خلال توسيع نطاق العمليات الإقليمية لوحدة “تشونغ هيه” لتشمل المناطق القريبة من خليج عُمان والخليج العربي.

وتقوم وحدة “تشونغ هيه” بتنفيذ مهامها الآن في منطقة خليج عدن لحماية سلامة السفن الكورية والمواطنين الكوريين من القرصنة.

وبموجب هذا القرار، سترسل وزارة الدفاع الكورية ضابطي اتصال تابعين لها إلى قيادة التحالف العسكري الدولي لحرية حركة السفن في مضيق هرمز، للتعاون بين الوحدة الكورية والتحالف الدولي.

كما ستقوم الدفعة الجديدة الحادية الثلاثون من وحدة “تشونغ هيه” المكونة من 300 جندي بتوسيع نطاق عملياتها لتشمل مضيق هرمز، حيث تم إرسال هذه الدفعة إلى خليج عدن مؤخرا على متن المدمرة “وانغ كون” المجهزة بمروحية “لينكس” المضادة للغواصات.

ومن جانبها، قررت اليابان أيضا إرسال 260 جنديا وأصول عسكرية تضم فرقاطة تابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية، وطائرة دورية من طراز “بي-3 سي” إلى منطقة مضيق هرمز.

وتعد حماية سلامة الملاحة البحرية في مضيق هرمز أمرا مهما لمصالح كوريا الوطنية، نظرا لأن حوالي 70% من النفط الخام الذي تستورده كوريا الجنوبية يتم نقله عبر ذلك المضيق، حيث تمر أكثر من 900 ناقلة نفط كورية بالمضيق سنويا.

وبالإضافة إلى ذلك، يتم نقل حوالي 20% من الاستهلاك العالمي من النفط الخام عبر مضيق هرمز، وهو ما يعنى أن مستقبل الاقتصاد العالمي والكوري يعتمد على سلامة الملاحة البحرية في ذلك المضيق.

ويمكن القول إن قرار الحكومة الكورية إرسال قوات إلى مضيق هرمز قد جاء بعد الأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية أولا، ثم علاقات التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في المقام الثاني، إلى جانب العلاقات الجيدة القائمة بين كوريا الجنوبية وإيران.

ومن جانبها، رحبت واشنطن بقرار سيول إرسال قوات كورية إلى مضيق هرمز ، قائلة إن هذا القرار يدل على متانة التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

أما إيران فأعربت عن قلقها إزاء قرار سيول، حيث قال مسؤول في وزارة الخارجية الكورية إن طهران أعربت عن هذا القلق عندما تم إبلاغها بقرار سيول خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي عبر القنوات الدبلوماسية بناء على موقفها الأساسي الذي يعارض وجود أي قوات أو سفن أجنبية في منطقة مضيق هرمز.

وأكد المسؤول على ضرورة بذل جهود كي لا يؤثر القرار سلبا على العلاقات بين سيول وطهران.

وقوبل قرار الحكومة بإراس قوات إلى مضيق هرمز بردود فعل متباينة من قبل الأحزاب السياسية حيث أعرب الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة الثلاثة عن تأييدها، فيما أبدى الحزبان المعارضان، حزب العدالة وحزب الديمقراطية السلام، معارضتهما لذلك القرار.

                                 قلق ايرانــــــــــي !!!!!

أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية بأن إيران أعربت عن “قلقه”ا إزاء قرار كوريا الجنوبية إرسال قوات عسكرية لمضيق هرمز، وفقا ما صرحت به وزارة الخارجية الكورية، الثلاثاء.

الوكالة نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية دون ذكر اسمه قوله إن سيول “تضع المصلحة الوطنية وسلامة الكوريين أولا”.

المسؤول أكد أولوية الحرص على سلامة الكوريين الموجودين في المضيق في إجابته عن سؤال يتعلق بإمكانية تأثر العلاقات الثنائية بين سيول وطهران إثر قرار دعم الوجود العسكري الكوري في مضيق هرمز.

وتابع المسؤول “لدينا مصلحتنا الوطنية الخاصة، وعلينا حماية شعبنا وضمان حرية ملاحة سفننا”.

ثم تابع “إيران لديها موقفها الخاص ونحن أخذنا موقفنا بناء على مصلحتنا الوطنية”.

وكانت سيول أخبرت طهران بقرارها خلال عطلة الأسبوع الماضي، وفقا لما صرح به ذات المسؤول.

ويأتي قرار كوريا الجنوبية أياما بعد طلب الولايات المتحدة من حلفائها مشاركتها في عملية حماية المضيق بعد سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها السفن في المنطقة على يد الحرس الثوري الإيراني.

لكن سيول أكدت أن وحدة تشيونغهيه التي أرسلتها ستؤدي مهمتها بشكل مستقل دون الانضمام إلى التحالف الذي تقوده واشنطن.

ضابط في البحرية الأميركية يراقب مضيق هرمز