حفتر يغادر موسكو دون أن يوقع فهل تتدخل مصر عسكريا في ليبيا؟

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين روس، الثلاثاء، أن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، غادر موسكو من دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.

وأعلنت الخارجية الروسية أنها ستواصل العمل مع أطراف الأزمة في ليبيا من أجل التوصل إلى اتفاق، حسبما نقلت وكالة “تاس”.

وكشفت مصادر متطلعة أن مفاوضات موسكو بين الوفدين الليبيين، انتهت من دون التوصل لاتفاق، مع تباينات واسعة برزت حول بنود وثيقة تثبيت الهدنة.

وعقد قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة طرابلس فايز السراج، مفاوضات برعاية روسية في إطار الجهود الدولية الساعية لاحتواء الأزمة الليبية، ووقف إطلاق النار، الاثنين.

وأعلن مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، حميد الصافي، أن جولة المحادثات المطولة في موسكو انتهت من دون التوصل إلى اتفاق. وذكر الصافي أن المحادثات لم تكن مباشرة ولم يعقد لقاء بين حفتر والسراج.

أوجه الخلاف بين السراج وحفتر

ذكرت مصادر روسية أن تباينات واسعة برزت حول بنود وثيقة تثبيت الهدنة وآليات مراقبتها.

وبرز الخلاف بالدرجة الأولى حول الدور التركي، مع رفض الجيش الوطني الليبي أي وجود لتركيا في عمليات مراقبة الهدنة، كما ظهر خلاف آخر حول مسألة سحب القوات إلى الثكنات.

وحسب المصادر يصر حفتر على دخول الجيش الوطني الليبي إلى العاصمة طرابلس، ويطالب بانسحاب جميع المرتزقة الذين تم جلبهم من سوريا وتركيا.

كما يطالب حفتر بإشراف دولي على وقف إطلاق النار، ويوافق في الوقت نفسه على دخول مساعدات إنسانية للطرفين. ويدعو قائد الجيش الليبي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تنال ثقة البرلمان الليبي.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد طالب المبعوث الدولي غسان سلامة بتشكيل لجنة عسكرية من 10 أعضاء، مناصفة بين الجيش الليبي وحكومة طرابلس.

وفي المقابل يطالب السراج بانسحاب قوات الجيش الليبي إلى ما قبل 4 أبريل، ويصر على التمسك بمنصب “القائد الأعلى للقوات المسلحة”.

هل تتدخل مصر عسكريا في ليبيا؟

بعد فشل المفاوضات بات الطريق مفتوحا أمام تدخل الجيش المصري في ليبا وخاصة بعد إعلان تركيا إرسال قواتها رسميا إلى ليبيا لدعم حكومة السراج ولكن رئيس البرلمان المصري علي عبد العال، أشار ألى أن مصر لا تقدم الحلول العسكرية على الحلول السياسية، مشيرا إلى مصر أيضا كانت قد طالبت بالحل السلمي في سوريا واليمن من قبل. الأمر عينه أشار إليه وزير الخارجية المصري سامح شكري حين أشار إلى أن “الصراع في المنطقة يحتاج إلى حلول سياسية  لا قوى عنف أو تيارات إرهابية “.

غير أن الرغبة المصرية في عدم التدخل عسكريا في ليبيا شيئ، وما تفرضه النوازل لاسيما إذا تهدد الأمن القومي المصري شيئ آخر، فالحدود الليبية المصرية تتجاوز الـ1200 كيلومتر وليست مأهولة بالسكان، ولا توجد دولة في العالم بدءا من الولايات المتحدة قادرة على منع التسرب من حدودها، وعليه فإن علامة الاستفهام التي تطرح نفسها بنفسها :”هل تنتظر مصر أن تتحول ليبيا إلى حاضنة جديدة للدواعش وبقية الجماعات الأصولية الإرهابية، بدعم وتشجيع من تركيا وقطر، الأمر الذي يضع مصر في مواجهة الخطر الأعلى من التهديد؟

أهداف التقارب التركي مع حكومة السراج


يعلم القاصي والداني أن الهدف الرئيس من اتفاقيتي السراج-أردوغان غير موصول بمصالح ليبيا أو الليبيين ، وإنما الهدف الرئيس يمضي في اتجاهين:

الأول: هو مشارعة ومنازعة مصر فيما يتعلق بحقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، وإفساد وإبطال الاتفاقيات المصرية اليونانية القبرصية.

الثاني: هو محاولة إعادة إحياء دولة الخلافة الواهية الأبوكريفية على الأراضي الليبية، ومن ثم العودة إلى مصر من الشباك بعد أن طرد المصريون الإخوان المسلمين من الباب وفق ما يراه مراقبون للشأن الليبي.

العقيدة القتالية للجيش المصري

أن العقيدة القتالية للقوات المسلحة المصرية عقيدة دفاعية عن الأرض والتراب المصريين، أي أنها لم تكن عقيدة غزو أو هجوم أبدا ، إلا إذا حدث ما يهدد الحدود المصرية والشعب المصري، وهذا ما حدث بالفعل مرتين خلال العقود الأربعة المنصرمة.

أفضل تعبير يصف حالة مصر اليوم ويجيب عن السؤال عنوان هذه القراءة :”إن اردت السلم.. استعد للحرب”، فالحق والأمن والأمان والاستقرار يحتاجان إلى هراوة غليظة، كما أشار رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل ذات مرة.