محتويات هذا المقال ☟
أعاد الجيش الأمريكي اليوم نشر 4 قواعد عسكرية في كوريا الجنوبية، في إجراء يتزامن مع عودة التوتر بين واشنطن وكوريا الشمالية، وينهي الاختلافات حول إزالة التلوث والتنمية الإقليمية.
وبدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إجراءات عملية لإعادة القواعد لحامية يونغسان في وسط سيئول، التي كانت مقرا للقوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية، وتركتها لضمان إقامة مشروع ضخم لإنشاء حديقة وطنية هناك كما هو مخطط.
يذكر أن القواعد المعادة الأربع هي معسكر النسر ومعسكر لونغ في مدينة وانجو، على بعد 130 كم شرق سيئول وأجزاء من السوق العسكري بوبيونغ، غرب العاصمة مباشرة وجزء شيا رينغ في معسكر كامب هوفي في دونغ-بو-تشون ، شمال سيئول. وتم إغلاقها بالفعل بين عامي 2009 و 2011.
وتوصل الحلفاء إلى اتفاق في اجتماع اللجنة المشتركة الـ200 بموجب اتفاقية وضع القوات الأمريكية في معسكر همفريز، المجمع العسكري الأمريكي في بيونغ تيك، على بعد 70 كيلومترا جنوب سيئول.
وقال مسؤولون في سيئول إن الجانبين اتفقا على إعادة القواعد مع مواصلة المشاورات بشأن المسؤوليات عن إزالة التلوث عن القواعد، وسبل تعزيز الإدارة البيئية للمنشآت التي تخضع حاليا لسيطرة القوات الأمريكية في كوريا والقضايا الأخرى ذات الصلة.
وجاء الاتفاق بعد أن أبدى المكتب الرئاسي في سيئول رغبته في أغسطس بتسريع عملية تسليم 26 منشأة عسكرية تابعة للقوات الأمريكية وسط مخاوف السكان من أن أي تأخير إضافي قد يعقد جهود إزالة التلوث بالنسبة للقواعد التي تم إخلاؤها بالفعل وآفاق التنمية الإقليمية.
وتعتبر إعادة القواعد جزءا من خطة النقل الموسعة لتوحيد القواعد الأمريكية في جميع أنحاء شبه الجزيرة إلى حاميتين في بيونغتايك وديغو، بهدف تعزيز الاستعداد الدفاعي والكفاءات التشغيلية في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
وعكست الاتفاقية الأخيرة آمال العديد من الكوريين الجنوبيين في أن قاعدة يونغسان، التي خضعت لهيمنة القوات الأجنبية بما في ذلك اليابانيون خلال الحكم الاستعماري لشبه الجزيرة، ستعود إليهم بالكامل.
وأسست القوات الأمريكية مقر يونغسان في يوليو 1957 بعد انتهاء الحرب الكورية 1950-1953.
وتحتفظ القوات الأمريكية في كوريا بنحو 28,500 جندي.
علاقات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة
تُعد علاقات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من العلاقات الدولية الوثيقة منذ 1950، عندما ساعدت الولايات المتحدة في إنشاء دولة كوريا الجنوبية الحديثة وقاتلت إلى جانبها بدعم من الأمم المتحدة في الحرب الكورية (1950 – 1953). وخلال العقود الأربع اللاحقة، تقدمت كوريا الجتوبية تقدمًا كبيرًا على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية، وخفضت على نحو ملحوظ اعتمادها على الولايات المتحدة.
ومن إدارة رو تاي وو إلى إدارة رو مو هيون، سعت كوريا الجنوبية إلى إقائمة شراكة مع الولايات المتحدة، وهو ما جعل العلاقة بين الدولتين معرضة لبعض الضغوط، خاصة بسبب التصريحات المعادية للولايات المتحدة وكوريا لدى الجانبين.
إلا أن العلاقات بين الدولتين تحسنت كثيرًا في عهد إي ميونغ باك المحافظ والمؤيد للتقرب من الولايات المتحدة. في لقاء قمة العشرين في لندن 2009، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما كوريا الجنوبية بأنها “واحدة من أقرب حلفاء أمريكا وأعظم أصدقائها.” واختيرت كوريا الجنوبية لتكون حليفًا رئيسيًّا خارج الناتو.
العلاقات العسكرية
اتفقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على التحالف العسكري في 1953. ويرابط في كوريا الجنوبية نحو 29,000 عسكري أمريكي. واتفق الجانبان على التعهد بتطوير رؤية التحالف للتعاون الدفاعي في المستقبل. ووفقًا لما هو متفق عليه بين الدولتين، ستخضع القوات المسلحة الكورية الجنوبية للقيادة العسكرية الأمريكية في حال نشبت الحرب الكورية من جديد. ومن المخطط أن تعاد القيادة لكوريا الجنوبية في 2020.
تجري الدولتان مناورات مشتركة يشارك فيها عشرات الآلاف من القوات، غالبًا ما تستثير هذه المناورات تصريحات معادية وتهديدات بحرب نووية من جانب كوريا الشمالية. في 2016، تناقلت وسائل الإعلام مشاركة 15 ألف عسكري أمريكي ونحو 300 ألف عسكري من قوات كوريا الجنوبية.
لم تسمح الولايات المتحدة بنقل تقنيات صفيف المسح الإلكتروني النشط وغيرها من التقنيات التي سعت كوريا الجنوبية إلى الحصول عليها من أمريكا لتطوير مقاتلات الجيل الخامس محليًّا. وفي أكتوبر 2015، أعاد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر تأكيد رفض بلاده لنقل هذه التقنيات.