أطلق الجيش اللبناني النار مساء الأربعاء، على طائرات إسرائيلية مسيرة في جنوب لبنان. وقالت قيادة الجيش إن “طائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي مسيرة آتية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، خرقت الأجواء اللبنانية عند الساعة 19:35، وحلقت فوق أحد مراكز الجيش في منطقة العديسة”، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام.
وأشارت الوكالة إلى أن الجيش تصدى لها وأطلق النيران تجاهها، ما اضطرها للعودة من حيث أتت، لافتة إلى أن “طائرة استطلاع ثانية قامت بالتحليق فوق منطقة كفركلا لبعض الوقت، وما لبثت أن غادرت الأجواء اللبنانية باتجاه الأراضي المحتلة”.
وتابعت: “حلقت أيضا طائرة ثالثة فوق المركز نفسه، وأطلق الجيش النار مجددا في اتجاهها فعادت إلى أدراجها”.
وذكرت الوكالة في وقت سابق أن “الجيش اللبناني أطلق النار على طائرة استطلاع إسرائيلية معادية في العديسة، بعد رصدها بالعين المجردة وخرقها الأجواء اللبنانية”.
وفي السياق ذاته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “طائراته المسيرة التي تعرضت لإطلاق نار جنوب لبنان، أنهت مهمتها دون أضرار”.
وكان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان أكد الثلاثاء، على حق “اللبنانيين بالدفاع عن النفس بكل الوسائل، وأن الوحدة الوطنية أمضى سلاح في وجه العدوان”، وذلك في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي وسقوط طائرتين مسيرتين فوق الضاحية الجنوبية ببيروت.
وقال المجلس في بيان صحفي بختام جلسة استثنائية له عقدها عقب الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي اللبنانية، إن “هذا حق محفوظ في ميثاق الأمم المتحدة، لمنع تكرار مثل هذا الاعتداء على لبنان وشعبه وأراضيه”.
ولفتت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إلى أن “المجلس أبقى مقرراته سرية تنفيذا للقانون
الطائرات الإسرائيلية تستوطن المجال اللبناني للرد على أي ضربة
أفاد تقرير لموقع ”ديبكا“ الإستخباري، مساء الثلاثاء، أن رسائل نقلتها إسرائيل خلال الساعات الأخيرة عبر قنوات سرية إلى لبنان، أكدت خلالها رفضها القاطع للإشارات الصادرة عن منظمة حزب الله، والتي تتحدث عن تجهيزها لتنفيذ عمل انتقامي محدود لن يتسبب في اشعال الحرب.
وتحدثت مصادر مقربة من حزب الله، الثلاثاء، عن التجهيز لتوجيه ضربة ”مدروسة“ ضد إسرائيل بحيث لا تؤدي إلى حرب كرد فعل على عملية الطائرات المسيرة في بيروت، مضيفة أن الهدف هو توجيه رد ”لن يؤدي إلى حرب.. لا يريدها حزب الله ولا إسرائيل“.
ونقل موقع ”ديبكا“ عن مصادر عسكرية واستخبارية أن إسرائيل أكدت بصورة قاطعة أنها لن تتعامل مع هذا الأمر بمنطقين، وأن أي عملية عسكرية من قبل حزب الله ضد أهداف إسرائيلية مدنية أو عسكرية، ”ستؤدي إلى ضربة عسكرية كاسحة ضد حزب الله في لبنان“.
وأضافت المصادر أنه من أجل التأكيد على الموقف الإسرائيلي، يتواجد سلاح الجو على مدار الساعة داخل المجال الجوي اللبناني، وأن هذا التواجد يخلق وضعًا لن تضطر فيه إسرائيل للانتظار قبل الرد على أي هجوم من جانب حزب الله، لافتة أن الرد الإسرائيلي سيكون فوريًا.
ونوّه الموقع إلى أن حزب الله في حاجة إلى أن يضع بالاعتبار أن الهجوم على أهداف إسرائيلية حتى لو كان في صورة إطلاق صواريخ، سيعني توجيه رد إسرائيلي ضد أهداف لحزب الله من دون أن تعلم بيروت أي أهداف ستقصفها المقاتلات الإسرائيلية.
وتابع أنه على الرغم من تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بتوجيه نيران المضادات الأرضية من الآن فصاعدًا إلى المقاتلات الإسرائيلية التي تتسلل للمجال الجوي اللبناني، فإنه حتى الآن لم يطلق ولو رصاصة واحدة ضد هذه المقاتلات.
وتشير تقديرات استخبارية، يقول الموقع، إلى أن حزب الله سيبذل جهدًا من أجل توجيه ضربة ضد هدف إسرائيلي خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، أي حتى موعد إجراء انتخابات الكنيست في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل.