أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء تطوير أسلحة على أساس مبادئ فيزيائية جديدة من قبل المتخصصين في مؤسسة “إيرا” التقنية العسكرية في أنابا.
أفادت وزارة الدفاع أنه تم عقد اجتماع مائدة مستديرة في إيرا، بمشاركة النائب الأول لوزير الدفاع رسلان تساليكوف، الذي نظمه المركز القومي للبحوث التابع لمعهد كورشاتوف.
تجدر الإشارة إلى أنه تمت مناقشة مجالات البحث الجديدة ذات الأولوية في الاجتماع: “المركبات الفضائية الصغيرة”، “الأسلحة القائمة على مبادئ فيزيائية جديدة”، “منصات المعلومات الجغرافية” و”دعم الأرصاد الجوية والجيوفيزيائية”.
كما تحدثوا عن تقنيات تطوير الذكاء الاصطناعي للأسلحة والمعدات العسكرية والخاصة.
وقالت الوزارة “العمل جار بالفعل في كل هذه المجالات”.
الأسلحة التي تستند إلى مبادئ فيزيائية جديدة هي أنواع وأنظمة أسلحة جديدة، تستند عواملها إلى ظواهر طبيعية وعمليات فيزيائية لم تستخدم من قبل في المجال العسكري.
في آب (أغسطس) 2018، قدم الجنرال ألكسندر ليونوف، رئيس الدفاع الجوي العسكري للقوات الجوية الروسية، تقريراً عن إدخالها في الدفاع الجوي العسكري.
وفي يونيو حزيران 2019 ، أشار وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو أيضًا إلى أنه قريبًا سيصل سلاح جديد تمامًا إلى الجيش الروسي، وتستند خصائصه القتالية إلى طاقة الليزر وتقنيات تفوق سرعة الصوت.
يذكر أن سيرغي شويغو أعلن بدء أعمال “إيرا” في خريف عام 2018. وقد أشار إلى أن المهمة الرئيسية لها هي البحث والتطوير في الاتبكارات العلمية والتكنولوجيات في مجال الدفاع والأمن.
الذكاء الاصطناعي العسكري
أصبحت المعدات العسكرية المعتمدة على الذكاء الإصطناعي تتطور الآن كثيراً في هذا الاتجاه، ويقول فنسنت بولانين، الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، إن أنظمة التنقل وتحديد مواقع الأهداف أصبحت مؤتمتة على نطاق واسع، ولكنه أضاف أن جميع أنظمة الأسلحة المستخدمة في الميدان حالياً تحتفظ معها برجال.
ومن جهته يؤكد باتريك بيزومبيز، نائب مدير المركز المشترك للمفاهيم والعقائد والتجارب، أن الآلة تظل تابعة للإنسان، وهذا هو المبدأ الذي ما زالت تسير عليه الجيوش الرسمية. ولكن وراء الكواليس يؤكد بعض الصناعيين أنه لابد يوماً ما من الاستغناء عن مشغلين من لحم ودم لأنهم بطيئون جداً.
ويؤكد جان كريستوف نويل، باحث مشارك في مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أننا نتحدث اليوم عن صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ولا يمكن لبطاريات الأرض إسقاطها.
وفي السنوات المقبلة، سيكتسب هذا النظام كفاءة أكثر بفضل جرعة من الذكاء الاصطناعي.
ففي المستقبل، ستكون الروبوتات قادرة على تحليل الكثير من البيانات ولن تهتز وترتجف أيديها عند إطلاق النار، كما يمكن تحسين مسارات ذخائرها.
ويذكر أن المناقشات حول الأسلحة ذاتية الحكم استمرت في الأمم المتحدة منذ عام 2013.
وأظهرت بعض الاختبارات الحديثة تفوق الكمبيوتر على البشر. ففي أكتوبر 2015، قام سلاح الجو الأمريكي بوضع العديد من الطيارين ذوي الخبرة في مواجهة مع ذكاء اصطناعي اسمه ألفا، ففازت الآلة على خصومها بعد أن كانت تلتقط مسبقاً كل خطوة من خطواتهم.
فتشجعت القوى الكبرى بهذه النتائج وبدأت تستثمر مليارات الدولارات في هذا المجال، ولكن الانتقال من لعبة المحاكاة إلى القتال الميداني لن يكون سهلاً، لأن الروبوتات الجنود تطرح مشاكل أخلاقية هائلة. أيجوز أن نعطي الآلة الحق بقتل الإنسان؟ هل ستكون قادرة على تجنب الأخطاء؟ يقول باتريك بيزومبيز: «دون إنكار الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي، يجب أن نظل واعين لأدائه الفعلي، إن لم نقل أداءه المحدود. وحتى الآن، يظل الذكاء الاصطناعي مصطنعاً أكثر مما هو ذكي».
ومن بين الأسلحة المزودة بالذكاء الاصطناعي المستخدمة حالياً برج سوبرايجيس 2 الأوتوماتيكي القادر على تحديد شكل بحجم إنسان عن بعد كيلومترين أو ثلاثة كيلومترات سواء أكان الوقت ليلاً أو نهاراً. ويقع هذا البرج على الحدود بين الكوريتين، وبإمكانه كشف المتفجرات. ويعمل من أنشأه على تحديث برامج تحدد في النهاية شكل الأصدقاء والأعداء.
وما يثير الإعجاب أيضاً أن هناك دبابات صغيرة تعمل تلقائياً ويتم اختبارها على جانبي المحيط الأطلسي، وتم تزويدها بالصواريخ، ويمكنها نقل حمولات ثقيلة تلقائياً، كما يمكنها أن تتقدم فرقة عسكرية على الأرض.
والطائرات المسيّرة بدون طيار تتطور بدورها هي أيضاً، فبإمكانها أن تطير بشكل مستقل فوق منطقة ما بحثاً عن علامات معادية تنفجر فوقها عند الحاجة.
وقريباً، ستتحرك هذه الآلات بأسراب وبشكل أصغر حجماً للهجوم على الدفاعات المعارضة. كما يتدرب الأمريكيون على إطلاق سرب من الطائرات بدون طيار من الطائرات المقاتلة، وفي المختبرات ينظم الباحثون معارك وهمية بين عدة أسراب يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي.