محتويات هذا المقال ☟
كشف تقريرٌ نشره موقع “غلوبال فاير باور” المختص بالشأن العسكري عن أضخم 10 جيوش في منطقة الشّرق الأوسط لناحية عدد المروحيات الهجومية التي تمتلكها.
ويشرح التّقرير أنّ المروحية الهجومية هي عبارة عن مروحية عسكرية تتسلّح بصواريخ موجّهة “جو – أرض” ومدافع آلية، كما أنّ بعض المروحيات يمكنها حمل صواريخ “جو – جو”، وهي مصمّمة لمهاجمة الأهداف الأرضية، كالمشاة والمدرعات والدبابات.
وبحسب التّقرير، فقد احتلّت تركيا المرتبة الأولى بامتلاكها 94 مروحية هجومية تلتها إسرائيل بـ 48 مروحية هجومية، فيما حلّت المملكة الأردنية الهاشمية في المرتبة الثالثة بعدد 47 مروحية هجومية.
وحلّت كلّ من جمهورية مصر العربية ودولة الجزائر في المرتبة الرابعة بامتلاك كلّ منهما 46 مروحية هجومية.
وفي المرتبة الخامسة حلّ السودان بـ 43 مروحية من هذا النوع، وتلته المملكة العربية السعودية في المرتبة السادسة بـ 34 مروحية هجومية.
وحلّ العراق في المرتبة السابعة بـ 32 مروحية هجومية، ثمّ دولة الإمارات العربية المتحدة بامتلاكها 30 مروحية هجومية.
أما سوريا فاحتلت المرتبة التاسعة بـ 28 مروحية هجومية، بينما احتلت دولة البحرين المرتبة العاشرة بـ 22 مروحيّة هجومية.
أهمية الطائرات المروحية في القتال
أن الحوامات الهجومية لا تتوقف أهميتها على تدمير الدبابات المعادية فقط ولكنها أصبحت جزءاً من المنظومة القتالية التي لا غنى عنها لكسب الحرب، فخلال حرب تحرير الكويت عندما استخدمت ضمن منظومة الأسلحة الهجومية كانت تقوم بالتدمير السريع لمعدات العدو، وإفقاده الرغبة في القتال وكانت هذه الحوامات تواجه بالتهديدات الأرضية مثل الصواريخ المحمولة على الكتف وأنظمة الدفاع الجوي المتحركة .
ولكنه بعد تقدم نظم الحماية الذاتية أصبحت هذه الطائرات قادرة على العمل والقيام بأدوارها القتالية بشكل أكثر فاعلية، فالرادارات ذات الموجات المليمترية ونظم التصويب المتقدمة جعلت مشغلي الحوامات الهجومية يتجنبون ويتفادون التهديدات مثل قواعد صواريخ الدفاع الجوي وذلك بفضل الاكتشاف المبكر لهذه القواعد الصاروخية والتقاط الإشارات المنبعثة من راداراتها والاشتباك وتدمير هذه القواعد في وقت قصير.
ولقدجعلت أنظمة الاستشعار المتقدمة للأسلحة الموجهة مثل النظام الصاروخي (هل فاير) AGM-114 المضاد للدبابات والأنظمة الصاروخية المضادة للرادارات جعلت مشغلي الحوامات الهجومية في مأمن من مهاجمة التهديدات المضادة الأرضية.
ونظراً للتوسع الحاصل في أعداد الدول الممتلكة للطائرات الهجومية العمودية وتوسع السوق العالمي لبيع وشراء هذه الطائرات. فإن في الصراعات المستقبلية سوف تجد الجيوش المتحاربة نفسها تقاتل بطائرات عمودية ليس فقط ضد الدبابات ولكن سيكون مواجهة بين طائرات عمودية وطائرات عمودية معادية ومثل هذا السيناريو أوجد مفهوماً جديداً وهو أن لا تشمل مهمة الحوامات الهجومية قتال الدبابات والمعدات الأرضية فقط ولكن سوف تشمل عملياتها أيضاً مقاتلة الحوامات المعادية .
بحيث يكون تسليح الطائرة العمودية الهجومية يشمل أسلحة جو-أرض وجو-جو وهذا المفهوم الجديد قد برز على الساحة مؤخراً بعد تزايد الدول التي تمتلك حوامات هجومية وقد تكون الحوامات الصديقة والمعادية من نفس الطراز.
الحوامات الهجومية
لقد أكتسبت الحوامات الهجومية شهرة واسعة خاصة الحوامة أباتشي (AH-64A) خلال حرب تحرير الكويت، ولكن في عام 1999م خلال العمليات في البلقان لم تحقق هذه الطائرات ما حققته في حرب تحرير الكويت حيث كانت صواريخ الدفاع الجوي المتطورة التي كانت لدى الصرب تمثل تهديداً حقيقياً على طائرات الأباتشي
(AH-64A) حيث كان تحويل هذا الطائرات لم يتم بعد إلى (AH-64D) وهو التحويل الذي يجهز هذه الطائرات برادارات (Long Bow) التي تحدد بدقة موقع أنظمة الدفاع الجوي المعادية.
كذلك أثبتت الحرب فوق يوغسلافيا السابقة أهمية التدريب القتالي الجيد لمشغلي الحوامات والذي اتبعته القوات الأمريكية نتيجة الدروس المستفادة من الحرب فوق يوغسلافيا السابقة.
حوامات الأباتشي
بالإضافة إلى ذلك فإن الأجيال الحديثة للأباتشي قد زودت بنظم جمع معلومات بحيث تمكن الطاقم والقائد من إدراك الموقف حوله بشكل غير مسبوق سواء بالنسبة للقوات المعادية أو الصديقة. ولقد استخدمت الأباتشي (AH-64A) في أفغانستان جنباً إلى جنب مع الطائرة الهجومية العمودية Super Cobra وأظهرت الطائرة الأخيرة
قوة نيران فعالة خلال العمليات وتقوم الولايات المتحدة بإجراء تعديلات على الطائرة (سوبر كوبرا) لتحسين قدرتها القتالية.
وبسبب الشهرة الواسعة التي حصلت عليها الطائرة الأباتشي فقد أنتجت شركة بوينج حتى الآن 1100 طائرة أباتشي تعمل في عدة جيوش في دول العالم منها 827 طائرة للعمل بجيش الولايات المتحدة، ودخل الخدمة في دولة الإمارات وحدها عدد 200 طائرة أباتشي النموذج (A) وسوف تقوم بتحديثها وذلك بتجهيزها برادار التحكم في النيران (Long Bow) ومجموعة الصواريخ (هل فاير) والصواريخ المضادة للرادارات. كما تقوم الولايات المتحدة بتحديث ما لديها من طائرات الأباتشي من النموذج (A) إلى النموذج (D) وتبلغ قيمة التحديث 3.2 مليار دولار أمريكي ويشمل التحديث تجهيز الطائرة بالرادار (Long Bow) للتحكم في النيران مع أنظمة رقمية أخرى.
أما بالنسبة للطائرة العمودية الأوروبية الهجومية القاتلة للدبابات (Tiger) فهي تجد منافسة شديدة في السوق العالمي من الطائرة أباتشي. ولكنها تفوقت عليها في مناقصة توريد الحوامات الهجومية إلى استراليا حيث اختارت استراليا الحوامة تايجر في صفقة تقدر ب 622 مليون دولار أمريكي مقابل توريد عدد (22) طائرة (تيجر) للاستطلاع المسلح. وقد تسلمت فرنسا وألمانيا هذا العام عدد 160 حوامة (Tiger) من أصل (392) حوامة. بينما فضلت تركيا الحوامة كوبرا من الجيل الأحدث حيث ترغب تركيا في الحصول على عدد 145 من الحوامة كوبرا المعدلة والتي يصل ثمنها إلى 4 مليارات دولار أمريكي.
وهناك لدى الولايات المتحدة برنامجاً لتحديث الحوامات (Super Cobra) وذلك بتزويد عدد 180 حوامة منها برادار Long Bow أيضاً وقد استخدمت هذه الطائرة في حرب تحرير الكويت وتنافس هذه الحوامة الحوامة أباتشي والحوامة (Tiger) في السوق العالمي.
.
أما الحوامة الروسية الأحدث (Kamov K50) فهي مزودة بدوارين يدوران في اتجاهين متعاكسين ويقودها طيار واحد. وذلك بعكس كل التصاميم الحالية الأخرى للحوامات الهجومية التي يستخدم فيها مقعدين مترادفين وبذلك أصبحت الحوامة الروسية (K-50) أصغر حجماً قياساً بالحوامات المقاتلة الأخرى.
.
وبالنسبة للحوامة الأمريكية الأحدث (كومانشي) فمن المتوقع أن تحصل على نفس الشهرة التي حصلت عليها الأباتشي وهي تمثل الجيل المقبل من الحوامات القتالية، حيث من المتوقع أن تدخل الخدمة في الجيش الأمريكي في عام 2009م وتتميز الكومانشي بعدة ميزات أهمها الأسلحة المثبتة داخل الهيكل وذلك لخفض البصمة الرادارية وسوف تزود هذه الحوامة برادار التحكم في النيران Long Bow ويخطط الجيش الأمريكي لامتلاك 1213 حوامة كومانشي.