شكوك حول صحة تسريبات ويكيليكس عن تسلم إيران صواريخ متطورة من كوريا الشمالية

شكك خبراء ومسؤولون استخباراتيون أميركيون بصحة ما جاء في وثائق سربها "ويكيليكس" من أن إيران حصلت على 19 صاروخاً متطوراً من كوريا الشمالية من نوع "موسودان" يمكنه إصابة أهداف في أوروبا.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، في عددها الصادر في 1 كانون الأول/ ديسمبر، عن خبراء ومسؤولين استخباراتيين أميركيين أنه لا يوجد دليل على أن الصاروخ المعروف أيضاً باسم "بي أم ـ 25" جاهز للعمل أو أنه جرى اختباره أصلاً.

 

وأشاروا إلى أن إيران لم تعرض يوماً صواريخ من هذا الطراز في استعراضاتها العسكرية المتكررة، مشككين في إمكانية أن تكون كوريا الشمالية قد سلمت صواريخ من هذا النوع لإيران.

وكشفت كوريا الشمالية في عرض عسكري في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، في الذكرى الخامسة والستين لتأسيسها، عن صاروخ موسودان، إلاّ أن خبراء قاموا بتحليل صور الصاروخ قالوا إنه يبدو مزيفاً.

والحديث عن تسلم إيران صواريخ من كوريا الشمالية جاء في برقية دبلوماسية مؤرخة في 24 شباط/ فبراير الماضي، حول لقاء جرى في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2009، بين مسؤولين روس وأميركيين اجتمعوا في إطار برنامج ثنائي لمراقبة التهديدات الصاروخية من إيران وكوريا الشمالية.

وشهد اللقاء تضارباً في الآراء، فالروس قالوا إن البرنامج الصاروخي الإيراني لا يشكل تهديداً كبيراً بقدر ما يعتقد الأميركيون.

وقال الروس في اللقاء إن صاروخ "بي أم ـ 25" قد لا يكون موجوداً على الإطلاق، واصفينه بالصاروخ الغامض. في حين أعرب الأميركيون عن اعتقادهم اأن كوريا الشمالية باعت الصاروخ إلى إيران رغم أنهم أقروا أنهم لم يروه في حياتهم.

وقال الخبير بالصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن "الجانب الأميركي لم يؤكد بحزم أن لديه أدلة على أنّ بي أم ـ 25 موجود في إيران"، في إشارة إلى النقاشات التي جرت في اللقاء الأميركي ـ الروسي المذكور.

من جانبه، أشار الخبير تيودور بوستول، وهو بروفسور في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ومسؤول سابق في البنتاغون، إلى أن من يدعي وجود صاروخ لدى إيران يمكنه أن يبلغ أوروبا فعليه أن يقدم دليلاً على الأقل.

وأضاف "الإيرانيون يحبون عرض الصور لما لديهم، لأن جزءاً من لعبتهم هو أن يظهروا كباراً في عيون غيرهم، لذلك لا يوجد سبب لإبقائه (الصاروخ) في السر. تفاجئني تأكيدات الجانب الأميركي".