جهاز تجسسي سري أصابته مظاهر الفساد والترهل

مصحف و بندقية

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
10,807
التفاعل
6,997 5 0




"الموساد والعمليات الكبرى" (1/2)

جهاز تجسسي سري أصابته مظاهر الفساد والترهل


5D019E8



واجهة كتاب "الموساد والعلميات الكبرى" (أرشيف)
المجد-
يقدم كتاب "الموساد والعلميات الكبرى" الذي يعرضه الدكتور عدنان أبو عامر ، استعراضاً تاريخياً إسرائيلياً بأهم إنجازات جهاز الموساد وإخفاقاته، ويحاول بطريقة ذكية "الاحتيال" على مقص الرقيب العسكري الإسرائيلي لنشر ما كان محظوراً إلى أمد قريب تناوله في (إسرائيل)، محاولاً توجيه نقد –ولو ضمني- إلى أداء الجهاز الأشهر في تاريخ المخابرات العالمية. يمثل الكتاب إضافة نوعية لكتابات سابقة حول جهاز الموساد، لاسيما وأنه يدخل إلى تفاصيل -كانت وما زالت- مظلمة في تاريخ الكتابات التي تناولت الصراع العربي الإسرائيلي، ودور المؤسسات الأمنية والأجهزة الاستخبارية التي شكلت محوراً مهماً في العديد من أحداثه الفاصلة.
معلومات النشر:
عنوان الكتاب: الموساد والعمليات الكبرى
المؤلفان: ميخائيل بار زوهر ونيسيم مشعال
إصدار: يديعوت أحرونوت وسفري حيمد
عدد الصفحات: 391 صفحة
لغة الكتاب: العبرية
سنة الإصدار: 2010
عمل في الظلام
يعود الكتاب إلى البدايات الأولى لتأسيس جهاز الأمن الخارجي الإسرائيلي، ويطلق عليه اختصاراً اسم "الموساد"، إلى العام 1951، بقرار صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، "دافيد بن غوريون"، ليكون بمثابة ذراع استخبارات رئيسي ضمن أجهزة الاستخبارات السرية المتعددة، وفيما يعتبر دور الموساد محدوداً وغير مباشر في العمل الاستخباري في الضفة الغربية وقطاع غزة خصوصاً، والأراضي الفلسطينية عموماً، إلا أن ساحات عمله خارج حدود الدولة واسعة وغير محدودة.

ويرى المؤلفان أن جهاز الموساد مع مرور الوقت، كجهاز تجسسي سري يعمل في "الظلمة" بعيداً عن الأضواء، وخارج أطر الرقابة القانونية والقضائية، أصابته الكثير من مظاهر الفساد والترهل والتضخم، كما اعترف العديد من كبار مسئوليه السابقين. هذه المظاهر، ولّدت دعوات متكررة بين فترة وأخرى، بعد كل فضيحة كبرى، أو فشل ذريع، لضرورة إجراء إصلاحات داخلية، وإعادة تنظيم جذرية لأقسامه وهياكله، ومهامه ووظائفه، حيث لا يتم الإعلان عن حجم ميزانياته التي يحصل عليها من خزينة الدولة، ما يجعله عرضة للـ"أعطاب"،ومظاهر التسيب والفساد.
ويقتحم الكتاب "مساحات ملغومة" كانت إلى أمد قريب حصراً على كُتاب وباحثين عرب، حين يربط اسم "الموساد" بسلسلة طويلة من الإخفاقات والعمليات الفاشلة، التي هزّت صورته، وتسببت مراراً بحرج بالغ لـ(إسرائيل)، وأحياناً ألحقت ضرراً بعلاقاتها على المستوى الدولي.
الترهل الإداري
تجلت الإخفاقات والنجاحات الاستخباراتية في ممارسات جهاز الموساد، في إشرافه على العديد من العمليات الأمنية الخارجية، حيث أورد الكتاب( 22 ) عملية استخبارية معقدة، لا يتسع المجال لذكرها في هذا العرض السريع. لكن ما يستوقف القارئ للكتاب تركيزه على جملة منها، أهمها: قصف المفاعل النووي السوري، اعتقال الضابط الألماني "أيخمان"، اغتيالات القادة الفلسطينيين خلال سنوات السبعينيات، فضيحة كشف العميل "إيلي كوهين" في سوريا، إلى أن يصل إلى عمليتي اغتيال قائد حزب الله العسكري عماد مغنية في دمشق، ونظيره في حماس محمود المبحوح في دبي.
وقد أرجع المؤلفان هذه الإخفاقات إلى ثلاث مشاكل أساسية نشأت لدى جهاز الموساد ودوائره المتخصصة، وتتمثل في:
أ‌- تدفق المادة الخام غير الدقيقة إلى قادة الجهاز.
ب‌- توزيع المادة الاستخبارية على محافل البحث، وبعثرة معلوماتها، وعدم الخروج بتقدير جيد.
ت‌- الترهل الإداري الذي يلعب دوراً مهماً في عملية الإخفاق.
وبالتالي، يؤكد الكتاب أن سلسلة الإخفاقات هذه لجهاز الموساد، انعكست سلباً على واقع (إسرائيل) كدولة، وعلى علاقاتها الخارجية وسياساتها مع دول العالم, ما يجعل المسؤولية الكبرى تقع على عاتقها في إعادة النظر في العديد من سياساتها الأمنية والعسكرية والسياسية.
الحرب على العقول
ما يجعل الكتاب الذي بين أيدينا واحداً من الكتابات القليلة التي لا تقدم فقط رؤية إسرائيلية لعمل المؤسسة الأمنية الاستخبارية، بل في كونه يتناول تركيبة جهاز الموساد، وأدواره وعملياته السابقة، ويتطرق إلى محاولة استخلاص العبر من أجهزة استخباراتية عالمية أخرى حتى يتمكن من مواجهة هذه الأخطار. وأظهر المؤلفان ما أسموه بـ"الميول القائمة في البيئة الاستراتيجية"، التي يجب على أجهزة الاستخبارات ممثلة بالموساد الاستعداد لها في العقد المقبل، مشيرين إلى المخاطر الأمنية المحدقة بـ(إسرائيل).
ورغم المعلومات الهائلة التي يقدمها الكتاب، إلا أنه اكتفى بالإشارة إلى تلك المخاطر، دون التوسع فيها، مع أنها تقع في صلب عمل الموساد كذراع أمني واستخباري متقدم لـ(إسرائيل)، ومنها:
1- سقوط أنظمة عربية معتدلة، بالترافق مع امتلاك سلاح نووي.
2- استعداد جهات متطرفة لتنفيذ عمليات هائلة، بالتزامن مع تسرب سلاح غير تقليدي.
3- تبلور دولة فلسطينية معادية، إلى جانب اندلاع انتفاضة في أوساط عرب الـ48.
وقد اجتهد الكتاب في شرح الآثار العملانية لهذه الأخطار على نظرية الأمن الإسرائيلية، ومن ثم عمل الموساد الميداني، مقدماً سلسلة من التوصيات والمقترحات، من أهمها:
أ- شن حرب سرية في جبهة واسعة في ضوء طابع الأعداء، وغياب المشروعية السياسية لاستخدام النار، فالعمل السري يسمح أيضاً بتقليص مخاطر التصعيد، رغم أن ذلك ليس مضموناً.
ب- تنفيذ "عمليات أمنية "جراحية معقدة" في مناطق بعيدة.
ج- إحباط واسع ضد الأعمال السرية، والجرائم الإستراتيجية على الصعيد الداخلي.
د- تطوير قدرات هجومية ودفاعية في الشبكة العنكبوتية، كموضع قتال جديد في عصر المعلومات.
هـ- توفير معلومات دقيقة، وبكمية عالية لتجسيد "القدرات النارية" للجيش الإسرائيلي.
و- توفير معلومات لتحقيق مصالح أمنية، كردع الأعداء عن الحرب، وإحباط مشاريعهم، والكشف عن نواياهم، أو توفير معلومات استخبارية ضد من يعملون تحت ستار من السرية والخداع للأسرة الدولية.
ز- تصعيد "الحرب على العقول"، بكشف المعلومات التي تؤثر على شرائح مختلفة، للمساعدة في تحقيق أهداف أمنية قومية.
 
رد: جهاز تجسسي سري أصابته مظاهر الفساد والترهل

أتمنى أن أجد هذا الكتاب في المكات اللبنانية
شكراً
 
عودة
أعلى