شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

إنضم
27 أكتوبر 2009
المشاركات
837
التفاعل
37 0 0
الخزر هم شعوب تركية مغولية استوطنت المنطقة الممتدة من شمال القوقاز الى نهر الفولغا واخضعت تحت حكمها كثيرا من الشعوب كبلغار الفولغا والروس الذين بقيو يدفعون لها الجزية حتى عام 965 حين قام الأمير الروسي سفياتوسلاف الأول (دوق كييف) بهزيمة جيوشهم مما أدى الى تحطمهم كامبراطورية حيث تشتت قسم منهم في روسيا ومنها تسربو الى شرق أوروبا بينما بقي قسم أخر في منطقة ضيقة عند الفولغا السفلى في استقلال ذاتي الى أن أتت عليهم الغزوات المغولية في القرن الثالث عشر الميلادي فأنهت وجودهم وشتت ما بقي منهم في المناطق الروسية والشرق أوروبية حتى وصلو الى ألمانيا وقد أكد الكاتب اليهودي البريطاني الجنسية أرثر كويستلر، الذي ولد عام 1905 في بودابست- المجر، في كتابه الذي صدر عام 1976 بعنوان السبط الثالث عشر أن معظم اليهود الأشكناز وخاصة يهود أوروبا الشرقية ،هم من أحفاد الخزر ويذكر أن كويستلر كان من دعاة الصهيونية والعودة الى ارض اسرائيل، كما شغل منصب مساعد لزئيف جبوتنسكي أحد زعماء الحركة الصهيونية.
من الطبيعي أن ما قاله كويستلر لم يعجب الصهاينة أبدا لأنه أظهر للعالم مالم يرغب الصهاينة أن يظهر فهو ينهي أسطورة الشعب اليهودي الواحد ، و يقوض مطالب الصهيونية المزعومة بعودة الشعب اليهودي إلى وطنه الأم فلسطين. كما أن ذلك يعني، أن معظم اليهود الذين نجوا من النازية الألمانية ليسوا من أصول سامية بل من أصول خزرية، وهذا يعرض شعار" معاداة السامية" الذي استعمله الصهاينة كمظلة لهم ولمطالبهم للخطر.
ولذلك ثارت ثائرة اليهود والصهاينة ولم تهدأ، وكتبوا ردوداً عديدة على كويستلر تشكك بالدقة التاريخية لكتابه. وما برح العلماء اليهود ينشرون دراسة جينية تلو أخرى تشكك بعلاقة الأشكناز بالخزر، منها دراسة نشرت عام 2005. ويشير اللغويون اليهود أن الأشكناز إن كانوا خزريي الأصول، فإن اللغة اليديشية التي يتحدثونها تخلو فعلياً من التأثيرات التركية التي ينتسب إليها الخزر... الخ...
وعلى كل فرغم تلك الدراسات الجينية(احداها دراسة ادعو فيها ان نسبة من يحملون جينات الخزر بين الاشكناز هم 12 % فقط) فاننا لا نستطيع التسليم بها بالمطلق أولا لمعرفتنا بالنفوذ اليهودي في مختلف الدوائر العلمية الغربية ولن تكون الدوائر العلمية الخاصة بالحمض النووي استثناء وخاصة أن تلك الدراسات تتعارض أيضا مع دراسات لجهات علمية أخرى ربما تكون أبعد عن التأثر بعبث النفوذ اليهودي فقد اتضح من تقرير نشره علماء جينات اميركيون عدم انتماء اليهود الاشكناز الى الاجناس التي تعيش في الشرق الاوسط، ذلك ان العينات التي قام العلماء بفحصها جاءت من سبع مجموعات يهودية: هي الاشكناز وروما وشمال افريقيا والاكراد والشرق الاوسط واليمن واثيوبيا، بينما يمثل الاشكناز الغالبية العظمى لليهود الحاليين، فإن المجموعات التي اتفقت مع الجينات العربية تنتمي كلها الى طائفة السفاراديم، ولم تتفق جينات الاشكناز الا مع جينات بعض سكان مناطق سورية والعراق، وخاصة في الشمال منهما ومن المعروف خضوع تلك المناطق للتأثير السلالي لشعوب آسيا الوسطى التركية-المغولية منذ عهد السلاجقة الى العصر العثماني.
ولا يفوتنا أن نذكر بالدكتور المصري زاهي حواس الامين العام للآثار في مصر، اجراء فحوص الحمض النووي على اي من المومياءات المصرية. والسبب الذي جعله يحرم استخدام احدث الوسائل العلمية عند فحص المومياءات هو خشيته ـ كما قيل ـ من اعطاء اليهود فرصة، لاثبات انهم ساهموا في بناء الاهرام المصرية رغم موافقته على ان الفحص بالحمض النووي هو سبيلنا الوحيد للتأكد من شخصية أصحاب المومياءات، فإنه رفض هذه الوسيلة بحجة انه «قد يعطي الفحص الفرصة للبعض لاختلاق قصص وحكايات نحن في غنى عنها.. لذلك فإننا لن نسمح باجراء هذه الابحاث.. فقد منعنا تماما هذه الابحاث على المومياءات الملكية، وكذلك الهياكل العظمية من مقابر العمال بناة الاهرام، لأنه يمكن ان يندس احد الصهاينة ضمن فريق العمل ويقوم بدراسة الهياكل العظمية الخاصة بالعمال بناة الاهرام ويشير الى ان بناة الاهرام كانوا يهودا».
ومع أن كويستلر كان يهودياً صهيونياً اعتبر أن مشروعية "إسرائيل" تنبع من القرار الدولي بتأسيسها وليس من أي عهد توارتي أو علاقة جينية مع العبرانيين القدامى، فإن العبرة السياسية لدراسته التاريخية بسيطة تماماً: إذا كان الأشكناز الذين يشكلون الآن غالبية يهود العالم ويسيطرون على الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي العالمي خزراً، أي اتراك المنابت، فإن ذلك يخرجهم من العرق السامي، كما أنه يخرجهم من نسب سيدنا إبراهيم، ومن أي عهد للنبي موسى، فهم ليسوا من أحفاد العبرانيين القدماء... وهذا لا يفقدهم الحق ب"أرض الميعاد" فحسب حسب توراتهم نفسها، بل يحرمهم أيضاً من حق توجيه تهمة "معاداة السامية" لمن يعاديهم في الغرب لأنهم ببساطة ليسوا "ساميين"
لذلك، كان لا بد لعلوم التاريخ والجينات واللغويات أن تثبت أن الأشكناز ليسوا خزراً ولو وقفت كل تلك العلوم على رأسها، لأن مصلحة اليهود والإمبريالية العالمية تقتضي ذلك، ولهذا فإننا لا نستطيع أن نثق بالمصداقية العلمية أو بمهنية أي من البحوث التي تدحض كويستلر ما دامت المشروعية التاريخية للكيان الصهيوني والمشروعية السياسية للوبي اليهودي العالمي على المحك.
أيا كان الأمر فان الذي لا شك فيه هو أن ثمة شعب هو الخزر كان يقطن يوماً ما المنطقة الواقعة إلى الشمال من ضفاف بحري قزوين والأسود، وأن ذلك الشعب المؤلف من قبائل شبه حضرية شكل له دولة في القرن السابع الميلادي، أي في نفس الفترة التي قامت فيها الدولة العربية-الإسلامية الأولى.
ومما لا شك فيه أيضاً أن تلك الدولة الخزرية الصاعدة خاضت سلسلة من الحروب مع العرب في القرنين السابع والثامن الميلادي. وقد وقعت أولى تلك الحروب في العهد الراشدي عام 650 ميلادي كما جاء في تاريخ الطبري، حيث تقدمت قوة عربية بقيادة عبد الرحمن بن ربيعة لفتح شمال القوقاز وحققت اختراقاً حقيقياً حتى اصطدمت بقوة خزرية ردتها على أعقابها على أبواب مدينة بلنجر وقد تمددت دولة الخزر وبسطت نفوذها على شبه جزيرة القرم بعد ذلك فيما استمرت المساجلات بينها وبين الدولة العربية-الإسلامية الصاعدة في مناطق القوقاز وشمال ايران الحالية، وقد تحالفت دولة الخزر أبان ذلك مع البيزنطيين، قبل أن تقوى شوكتها وتدخل في صراعات معهم.
بعد هذه المقدمة ندخل في صلب الموضوع فما يهمنا من الموضوع هو الحروب العربية الخزرية التي حصلت في العهد الأموي والتي شهدت ذروة الصدام بين الطرفين وقد استفدنا معلومات مفيدة عن ذلك الصراع من الانترنت الروسية التي تحدثت بتفصيل عن الخزر وعن حروب العرب معهم ونحاول نقل أهم المعلومات كما وجدناها.
في عهد الخلافة الأموية انطلقت الفتوحات العربية الاسلامية في عدة اتجاهات وفي أماكن مختلفة فواجهو القوط الغربيين غربا في اسبانيا ثم الفرنجة في فرنسا وواجهو الترك شرقا في ما وراء النهر كما واجهو البيزنطيين والخزر شمالا ولكن في هذه المرة فان الجيش العربي الاسلامي اخترق ما وراء القفقاز وبقوة وقطع مسافات كبيرة .
حيث بدأت حرب متواصلة بين الخزر والعرب تبادلا فيها النجاحات وكان البيزنطيين قد شكلو وفقا لخطة من الامبراطور ليو الثالث تحالفا مع دولة الخزر (توج فيما بعد بزواج قسطنطين ابن ذلك الامبراطور بأميرة خزرية).
وقد بدأت الحروب العربية الخزرية في العصر الأموي أثناء الحصار الثاني الذي قام به الجيش الأموي للقسطنطينية عام 717-718 حين قام الخزر بالتحرش بأذربيجان التي كانت تحت الحكم الأموي مما اضطر الخلافة الأموية الى توجيه قطع من جيشها الى تلك المناطق في وقت كانت كانت فيها تحتاجها في حربها مع البيزنطيين أثناء حصار القسطنينية في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك واستؤنفت المناوشات في عهد الخليفة يزيد بن عبد الملك حيث أظهر فيها الجراح بن عبد الله الحكمي حاكم منطقة جنوب القوقاز(وكانت تضم اقليم أذربيجان اضافة الى أرمينية وجورجيا التي كانتا تخضعان للسلطة العربية مع احتفاظهما باستقلال ذاتي) براعة واستطاع جيدا حماية منطقته وقد كان النشاط العسكري الأموي وقتها مقتصرا على الدفاع بسبب تركيز الطاقة العسكرية على جبهات أخرى شرقا وغربا باستثناء غارة هجومية قام بها الجراح بن عبد الله الحكمي داخل دولة الخزر عام 722 اكتفت بالغنائم والأسرى على مدينة بلنجر.
ولكن في العام 730-731 قام الخزر بأعنف وأقوى هجوم لهم داخل أراضي دولة الخلافة وكان ذلك في عهد هشام بن عبد الملك.
اذ هاجم جيش خزري ضخم (قدرته المصادر العربية ب 300 ألف مقاتل) منطقة أذربيجان تحت قيادة بارجليم ابن خاقان الخزر الذي اقتحم مناطق السيطرة العربية عبر مضيق داريل(الذي يعد حاليا نقطة بين الحدود بين جمهوريات انغوشيا واوسيتيا الشمالية وجورجيا) وعبر الران حتى وصل الى اقليم اذربيجان شمال ايران الحالية وكان والي المنطقة الجراح بن عبد الله الحكمي الذي سبق له أن حارب الخزر كما أسلفنا لا يملك القوات الكافية لمواجهة ذلك الجيش الخزري قد شغل بجيشه مناطق حصينة في جبل سبلان منتظر قدوم تعزيزات من الخلافة, ولكن الجراح لسبب ما(ربما بسبب تهديد الخزر لمدينة أردبيل عاصمة ولايته) قرر النزول ومواجهة الخزر بالقوات التي معه(وكانت مؤلفة من 25 ألف مقاتل) والتي كان الخزر يتفوقون عليها تفوقا ساحقا وجرت معركة غير متكافئة بين الفريقين قرب أردبيل جرت أحداثها في الأيام 6-8 كانون الأول عام 730 واستمر القتال يومين وأبيدت فيها زهرة القوات الأموية وفي مساء اليوم الثاني ومع حلول الظلام ترك كثير من المقاتلين في الجيش الأموي أرض المعركة ولاذو بالفرار ولم يبقى مع الجراح قوات كبيرة وفي اليوم الثالث قام الخزر بهجوم أخير فر الجنود الأمويون أمامه وحسب الرواية فان الجراح استطاع أن يوقف الفرار وأقنع المقاتلين بالقتال معه والموت في سبيل الله واستشهد الجراح نفسه في تلك المعركة وقام القائد الخزري بقطع رأسه ووضعه على رمح .
ولم ينجو من المقاتلين العرب المسلمين في تلك المعركة الا بضع مئات وبعد تحطيم تلك القوة الأموية قام الخزر بحصار أردبيل وأحاطوها بالمنجنيقات وبعد مقاومة قصيرة استسلمت المدينة وقام الخزر بقتل ما تبقى من المقاتلة فيها وسبي السكان ثم انطلقت وحدات من الجيش الخزري للقيام بغارات عميقة فوصلت الى محيط الموصل وديار بكر ولكن تم صد الغارة على تلك المناطق ووفقا للمصادر العربية (الطبري) فان الجنود العرب كانو غاضبين من اهانة رأس قائدهم الجراح مما جعلهم يقاتلون بقوة فتمكنو من دحر الخزر في ضواحي الموصل .
ثم قام جيش أموي تحت قيادة مسلمة بن عبد الملك شقيق الخليفة هشام بن عبد الملك بهجوم مضاد تمكن فيه من استرداد المناطق التي احتلها الخزر ثم عبر الحدود بين الخلافة ودولة الخزر وقام بغارة احتل فيها مدينة بلنجر التي تقع شمال القوقاز فترة وجيزة ثم تركها محملا بالغنائم والأسرى وقام مسلمة بتحصين مدينة دربند(تقع حاليا في داغستان على شاطئ بحر قزوين وتشكل ممرا على شكل مضيق جبلي) والتي صارت ثغرا وحدا فاصلا بين دولة الخلافة ودولة الخزر .
وفي العام 737 ميلادية تحرك القائد مروان بن محمد(ابن عم الخليفة هشام بن عبد الملك والخليفة المستقبلي الذي سيكون أخر الخلفاء الأمويين وسيقتل على يد العباسيين) على رأس جيش من 120 ألف مقاتل واقتحم به أراضي دولة الخزر عبر مضيقي دربند وداريل واقتحم الجيش الأموي مدينة سمندر عاصمة الخزر ثم تابع مطاردة خاقان الخزر الذي هرب في عمق دولته وواصل الجيش الأموي مطاردته ووصل الجيش الأموي أثناء المطاردة الى النهر السلافي(على الراجح نهر الدون او الفولغا في الجنوب الروسي) حيث تم تحطيم الجيش الخزري بالكامل وطلب الخاقان الخزري السلام وفي مقابل الاحتفاظ بعرشه وعد الخاقان باعتناق الاسلام ويبدو أن اسلامه كان ظاهريا ويرجح أنه ارتد عنه فيما بعد وذلك أن الأمويين لم يقوو مراكزهم في الأماكن التي وصلوها بل انسحبت جيوشهم بناء على الاتفاق الذي عقد مع الخاقان وبعد انسحابهم بقيت دولة الخزر مستقلة ثم اشتعلت فتن داخلية في دولة الخلافة ابتدأت مع موت هشام بن عبد الملك وتولي الخليفة الوليد الثاني بن يزيد الحكم وانتهت بمصرع مروان بن محمد أخر خليفة أموي وانتهاء الخلافة الأموية عام 750 ميلادية وبدأ العصر العباسي مما أعطى الخزر فرصة لتنفس الصعداء واعادة تنظيم دولتهم والتحلل من الاتفاق السابق ويبدو أن العباسيين فيما بعد لم يهتمو بمواصلة الحرب ضد الخزر (كانت دولتهم عموما غير توسعية على عكس الدولة الأموية).
واستغلالا لتلك الاضطرابات ارتد خاقان الخزر بولان، بعدما أعلن إسلامه، ليؤكد على استقلاليته عن الخلافة الإسلامية وعن البيزنطيين المسيحيين في آنٍ معاً، فأشهر يهوديته في خطوة سياسية أخذت بعين الاعتبار بأن المسلمين العرب والمسيحيين البيزنطيين كلاهما يعترف باليهودية ديانةً سماوية.. وتهودت مع بولان الطبقة الخزرية الحاكمة على الأقل وكان الخزريون قبل ذلك وثنيين، وقد حدث ذلك في أربعينات القرن الثامن ، وهكذا نشأت دولة الخزر اليهودية.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن دولة الخزر تلك لعبت دور حامية حمى يهود العالم، فكانت تقيم العلاقات السياسية والتجارية مع الجاليات اليهودية البعيدة (غير الخزرية)، وكانت تتبنى قضاياهم، وتنتقم لهم إن تعرضوا لأذى، وكانوا يهاجرون إليها، وكان حكامها يستقدمون الحاخامات من حول العالم لتعليم اليهودية للخزريين الذين لم تنتشر اليهودية تماماً بينهم إلا بعد فترة طويلة من الزمن. المهم أن دولة الخزر بين أواسط القرن الثامن الميلادي والقرن العاشر كانت بالنسبة ليهود الأمس ما تمثله "إسرائيل" ليهود اليوم: دولة اليهود الوحيدة في العالم.
ويبدو أن الديانة اليهودية اقتصرت على شعب الخزر الذي كان الشعب الرئيسي والحاكم في تلك الدولة أما باقي الشعوب ضمن تلك الدولة فقد بقيت على أديانها الأصلية الوثنية ومنها ما اعتنق الاسلام كعدد من الشعوب في القوقاز الشمالي اضافة لبلغار الفولغا ومنها من اعتنق المسيحية كالروس ويشير كثير من الرحالة المسلمين (ومن بينهم ابن فضلان ) الى وجود تلك الشعوب المسلمة داخل دولة الخزر التي زاروها ووصفوها.
وفي النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي وبعد توقف استمر 25 عاما قام الخزر بغارتين على القوقاز واحدة الاولى في 762 في عهد الخليفة المنصور حيث قامو بغارة كبيرة بجيش ضخم لم تصمد له القوة الموجودة لدى والي المنطقة يزيد بن أسيد ولكن الغارة اقتصرت على أخذ الغنائم والأسرى وانسحب الجيش الخزري بعدها والثانية في 799 في عهد هارون الرشيد والتي أغارو فيها على أرمينية وأذربيجان حيث بقوا هناك 70 يوما قبل ان يرسل لهم هارون الرشيد قوة بقيادة يزيد بن مزيد وخزيمة بن خازم التميمي الذين تمكنا من طردهم من المنطقة وكانت تلك الغارتين أخر نشاط حربي للخزر في تلك المنطقة (القوقاز) وأخر احتكاك حربي لهم مع العرب وباستثناء تلك الغارتين فقد عاشت دولة الخزر مع الخلافة الاسلامية العباسية في سلام وعلاقات ودية تجارية وثقافية , وتمتينا لتلك العلاقات السلمية فان كثيرا من الولاة العرب والمسلمين لأرمينية وأذربيجان تزوجو من بنات ملوك الخزر ومن بينهم يزيد بن أسيد السلمي الذي تزوج من خاتون ابنة خاقان الخزر بهاتور والفضل بن يحيي البرمكي الذي تزوج أيضا من ابنة خاقان الخزر.

حملت الهجمة العربية العاتية التي حصلت أواخر العهد الأموي الخزر على تهجير شعبهم من المناطق الجنوبية المتاخمة لحدود دولة الخلافة (رغم بقاء تلك المناطق تحت سيطرة دولة الخزر الا انها بعد تلك الهجرة بقيت مسكونة فقط بشعوبها الأصلية ولم يعد الخزر الذين يشكلون الشعب الحاكم يسكنونها) وقد انتقل شعب الخزر للسكن شمالا الى ضفاف نهري الدون والفولغا حيث أقامو عاصمتهم الجديدة اتيل على نهر الفولغا تاركين بذلك العاصمة القديمة سمندر الأقرب الى الحدود مع دولة الخلافة .
وقد تصادفت تلك الأحداث مع ظهور بلغار الفولغا في تلك المنطقة(وهم شعب سيعتنق الاسلام فيما بعد وسيتصلون بسفارات مع الخلافة العباسية ويطلبون من الخلافة العباسية ارسال من يعلمهم أمور دينهم) الذين دخلو في تشكيل الشعوب المقيمة في أراضي دولة الخزر والخاضعة للشعب الخزري.

اضافة الى زيادة اهتمام الخزر بالتوسع شمالا نتيجة محاولتهم تحاشي أي مواجهة واسعة مع دولة الخلافة قدر الامكان فزحفو وضمو القرم الى دولتهم وضغطو أكثر على الروس الغير خاضعين لسلطتهم(حيث كان هناك من الروس من يقيم داخل دولة الخزر ويخضع لحكمهم بينما كان هناك من كان مستقلا خارج حدود دولة الخزر ) وأجبروهم على دفع الجزية لهم الى أن قوي عود دولة كييف الروسية ووصل بها الأمر الى حصار القسطنطينية في عامي 941 و 944 وفي بداية عام 945 م قتل الأمير إيغور في قلاقل داخلية في دولته، وكان لا يزال في الثالثة والثلاثين من عمره، وكان احد أبنائه "سفياتوسلاف ، وهو موضوعنا، لا يزال في الثالثة من عمره (ولد عام 942 م)، فعقدت أمه أولغا معاهدة مع البيزنطيين بعد أن أصبحت وصيةً على العرش حتى بلغ سفياتوسلاف السن القانونية لتولي الحكم عام 963م.



وكانت لحظة تولي سفياتوسلاف للحكم في "دولة كييف الروسية" بداية النهاية بالنسبة للدولة اليهودية الخزرية التي انتعشت على مدى قرنين ونيف. فانطلق سفياتوسلاف الأمير الشاب، وهو المحارب الذي كره الإدارة وعاش مع الجيش، في سلسلة من الحملات العسكرية المتواصلة لتوسيع دولته حتى أصبحت خلال أقل من عشر سنوات أكبر دولة في أوروبا تتمدد من نهر الفولغا إلى البلقان. وقد كانت دولة الخزر أقوى دولة في أوروبا الشرقية وقتها، وكانت عائقاً أمام تمدد دولة "روس كيييف" غرباً وجنوباً، كما أن الخزر كانوا يتقاضون المكوس والضرائب على التجارة بين الشمال والجنوب عبر البحر الأسود، وكان ذلك أحد الموارد المالية الرئيسية لدولتهم وجيشها، ولكنه كان يضعف دولة السلاف الناشئة.


المهم، استند سفياتوسلاف في البداية للتحالف الذي أقامته أمه مع البيزنطيين عقب مقتل أبيه عام 945، وإلى التوتر الذي اعترى العلاقات البيزنطية-الخزرية بسبب "اضطهاد اليهود" المزعوم في بيزنطة. وبدأ الحملة ضد دولة الخزر الإقليمية، وهاجم مدينة "ساركل" الخزرية عام 965 م ومحقها، وأقام فيها مستعمرة سلافية، ثم استباح مدينة "كيرش" (تاموطرقان) الخزرية في القرم ولكنه لم يثبت وجوده بها. وفي عام 968 أو 969 م اجتاح هذا البطل السلافي المقدام عاصمة دولة اليهود الخزر "أتيل" وأزالها من الوجود، حتى قال أحد زوارها: "هاجم الروس، فلم تبقَ فيها حبة عنب ولا زبيبة، ولا ورقة شجر على غصنها"، وما برح العلماء ينقبون عن آثارها حتى اليوم، وفي عام 2008 أعلن فريق من علماء الآثار الروس أنهم اكتشفوا بقاياها أخيراً!


وبعد تدمير القوة المركزية للخزر، ترك الأمير الشاب سفياتوسلاف وراءه الخزر كامارة صغيرة فقدت سيطرتها على شعوب المنطقة ليتوجه لمحاربة قوى إقليمية أكثر أهمية، وبعدها بسنوات قتل سفياتوسلاف في عام 972 وهو لم يزل في الثلاثين من عمره في كمين نصبه له بعض أتباعه من قومٌ أتراك (غير الخزر) بتآمر مع البيزنطيين الذين خشوا نفوذ سفياتوسلاف وتصاعد قوته، خاصة بعدما دخل مناطق نفوذهم في أدريانوبل (أديرن) مما أثار الرعب في شوارع القسطنطينية وفتح صفحة جديدة من المعارك بين "روس كييف" وبيزنطة (مما اشغلها عن العرب والمسلمين).


ولأن سفياتوسلاف كان محارباً وليس رجل دولة يبني المؤسسات، فقد تفككت الدولة التي أسسها بعد مقتله وتصارع خلفاؤه على فتاتها... مع أن دولة "روس كييف" عادت وصعدت بعد ذلك بزمن.

و سفياتوسلاف هذا هو أمير محارب عرف عنه شدة البطش وشدة التقشف، فكان لا ينتقل مع عربات أو أواني في حملاته، ولا ينام في خيام، بل يفترش البطانية التي يضعها على حصانه، ويضع السرج تحت رأسه كوسادة. وإذا أراد أن يأكل، كان يلقي بشرائح اللحم التي يقطعها بسكينه على النار. وكان يحلق رأسه إلا من ذنبٍ في أعلى رأسه، ولكنه كان كثيف الشاربين، ويلبس رداء أبيض دوماً.ويعده الروس بطلا قوميا وله نصب مقام له في روسيا على حصانه بعد أن أطاح بسيفه بمحارب يهودي خزري، ونلاحظ في ذلك النصب حافر حصان سفياتوسلاف وهو يدوس على درع ذلك اليهودي المحلى بنجمة داوود.
وقد بقي هؤلاء الخزر بعد تدمير امبراطوريتهم على يد الروس فترة من الزمن في جيب صغير كدويلة تضم شعبهم فقط دون وجود شعوب أخرى تخضع لهم واستمرت تلك الحالة حتى مجيء الاعصار التتري المغولي في القرن الثالث عشر والذي حطم دويلتهم وشتت شملهم.
 
التعديل الأخير:
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

قبل الدخول بصلب الموضوع اخي كان لي سؤال عن الاصل او العرق السامي

من اين جاء بالاصل ؟؟
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

قبل الدخول بصلب الموضوع اخي كان لي سؤال عن الاصل او العرق السامي

من اين جاء بالاصل ؟؟
العرق السامي أخي يحمل السلالة الجينية j والتي تفرعت ل j1 و j2 و j*
بالنسبة ل j1 فهو موجود عند العرب اليمنيين ذوي الأصول القحطانية(العرب العاربة) ويوجد كثير منه في بلاد الشام والعراق وخاصة عند البدو ولذلك يدعونه بجين القبائل العربية.
j2 أو ما يسمى بالجين الفينيقي وهو يوجد لدى اكثر شيء لدى الكنعانيين وكنعانيي الساحل (الفينيقيين) اضافة الى العموريين والأراميين ونقطة كثافته الرئيسية في سواحل بلاد الشام.
وقد أثبتت الدراسات الخاصة بالدي ان ايه على مجموعات من الأشراف(وهم بالتالي قرشيين عدنانيين) تركز هذا الجين فيهم الى جانب الجين j1 ولا عجب في ذلك فاسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام بابلي عموري(من مدينة أور جنوب العراق) على الأرجح وحين جاء الى منطقة الجزيرة العربية تزوج من بنات العرب العاربة الذين كانو هناك واختلط أبناءه ببنات هؤلاء مما أدى الى أن يحمل العرب المستعربة الجينين j1 و j2 معا وهذا ملاحظ على من يعود بنسبه الى القبائل العدنانية(العرب المستعربة) .
j* وهذا الجين نادر جدا وان كان لا زال يتواجد في بعض المناطق النائية جنوب الجزيرة العربية مما دفع البعض للافتراض أنه جين العرب البائدة كعاد وثمود وجديس وطسم وغيرهم.
بالنسبة لسؤالك اخي الكريم عن الموطن الأصلي للساميين فقد اختلف العلماء حول الموطن الأصلي لللساميين ومن أشهر الآراء في هذا الباب تلك التي تقول إنه:
1-أرض إرمينية وكردستان: ويعتمد أصحاب هذا الرأي على أدلة دينية ولغوية توراتية. فقد ورد في العهد القديم أن سفينة نوح رست على جبل في إرمينية وقد عاش نوح وأبناؤه في هذه المنطقة، وقد لعن حام وأبعد منها، ورحل عنها يافث، وبقي فيها سام الذي نشأ أبناؤه هناك فيها، ومن ذريته كان أرفكشد. ويزعم هؤلاء أن في هذه المنطقة إقليم يسمى أربختس، وهذا الاسم ما هو إلا تغيير أرفكشد وهو أحد أبناء سام قائلين أنّ الفاء والباء حروف شفوية والكاف والخاء حروف متقاربة المخارج، أي أن أصل أربختس هو < أربخست < أرفكشد.
2- أرض بابل في العراق، أي جنوب العراق، وقد قال بهذا الرأي: إرنست رينان، ، وفرينـز هومل، وبيترز، وأغناطيوس جويدي، الذي يقول إن الكلمات المشتركة في النبات والحيوان والظواهر الجغرافية في اللغات السامية تناسب بيئة جنوب العراق وبلاد بابل. فمثلا كلمة نهر موجودة في الأكادية والعبرية والآرامية والعربية والسبئية والأثيوبية بينما بعض هذه اللغات لا يوجد أنهار بأرضها كالعربية، فالجزيرة تخلو من مثل هذه الظاهرة الجغرافية. ويتساءل من أين جاء هذا اللفظ في العربية. يقول لا جواب لهذا في رأيه إلا أن يكون العرب قد عرفوا النهر من قبل، وكان في لغتهم وبقي فيها بعد أن انتقلوا من موطنهم الأصلي. كذلك يزعم أن الجبل له كلمات مختلفة في اللغات السامية: في الآرامية طورا، وفي الأكادية شادوا، وفي العبرية صر، وفي العربية جبل، وهذا في رأيه يعود إلى أنهم لم يعرفوا هذه الظاهرة في موطنهم الأول، وعندما تفرقوا في البلاد التي فيها جبال كل منهم وضع له لفظا مختلفا عن الآخر.
ومن الانتقادات التي وجهت إلى هذا الرأي:
أ- هناك وثيقة تبين أن أحد الملوك الساميين في العراق وهو الملك سرجون الأكادي 2600 ق.م كتب عن أصله في نقش مشهور يفهم منه أنه وعشيرته قد جاءوا إلى العراق من شرقي جزيرة العرب.
ب- هناك وثائق كثيرة تدل على أن أرض العراق كانت أرضاً غير سامية في الأصل حيث كانت موطناً للسومريين وهم جنس غير سامي، ولهم عادات ولغة وملامح غير سامية.
ج- إن وجود كلمة نهر في جميع اللغات السامية مع عدم وجود نهر في بعض المناطق ليس دليلاً قويا، لأن الجزيرة العربية كانت في قديم الزمان بلادا خصبة ذات أنهار وجنان. وأما اختلافهم في كلمة جبل فلا دليل يستفاد منه لأننا نراهم اختلفوا في كلمة رجل ، وقمر ولا يستطيع أن يزعم زاعم أنهم لم يعرفوا مسمياتها إلا بعد رحيلهم من بابل.
3- أرض إفريقيا : التي قد انتقلوا منها إلى آسيا منها. وقد قال بهذا الرأي المستشرق البريطاني بارتون ونولدكه، مدللا عليه الأخير بوجود تشابه بين اللغات الحامية واللغات السامية. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: كيف اختفت اللغات السامية من أفريقيا ما عدا الحبشية القريبة من جزيرة العرب؟ إن ما يتكلم عنه نولدكه مرحلة موغلة في القدم تعود إلى ما قبل العائلة الحامية السامية. هذه الدلائل اللغوية غير واضحة والتشابه لا يعني أن الأصل لا بد أن كان في إفريقيا. لم لا يكون أصل الحاميين والساميين في جزيرة العرب ثم انتقل الحاميون إلى إفريقيا ؟
4- شمال سورية بلاد آمورو كما كانت تسمى في النقوش القديمة. ويحتج المستشرق الأمريكي كلاي بوثائق تقول إن الأسرة البابلية الأولى قد جاءت إلى العراق نازحة من الغرب من إقليم آمورو في سورية، ويشير كلاي إلى بعض التشابه بين الأساطير العراقية والأساطير الفينيقيية وأساطير الساميين في بلاد سورية. هذا التشابه في الخرافات والأساطير لا يقوم دليلا لأن هناك تأثيرات متبادلة بين الإقليمين. ثم كيف يمكننا أن نبرر انتقال الإنسان من بيئة غنية بالنبات والزراعة والمياه والطقس اللطيف إلى مناطق قاحلة. ثم كيف استطاعوا قطع الصحراء قبل استئناس الجمال التي لم يثبت استئناسه إلا في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد.
5- جزيرة العرب (اليمن خاصة): قال بهذا عدد من المستشرقين مثل إيراهارد شرادر وأيده من بعد فنكلر، وتيله، والأب فنسان، والأثري الفرنسي جاك دي مورجان، والمستشرق الإيطالي كايتاني، الذين يرون أن الموطن الأصلي للساميين كان شبه الجزيرة العربية." وهذا ما أكده إسرائيل ولفنسون, ويؤيد هذا الرأي الأمور التالية: (أ) إن انتقال البشر من المناطق القاحلة إلى الخصبة أمر منطقي تماما. أما القول بعكسه فليس له ما يؤيده من ناحية العقل أو التاريخ. (ب) إن العربية تحتفظ بكثير من السمات اللغوية للغة السامية الأم بينما فقد هذه السمات كثير من اللغات السامية المحاذية لأقوام غير سامية، ومن يحتفظ بالسمات الأولى هو أولى بالأصل من غيره، ولا يعقل أن يكون العرب قد انتقلوا من مناطق لأقوام غير سامية ثم جاءوا إلى جزيرة العرب وبقوا محتفظين بسماتها القديمة. (ج) وجود سمات مشتركة بين العبرية والسبئية، يؤكد هذا ما ذهب إليه مرجوليوث من أن الوطن الأصلي لبني إسرائيل هو بلاد اليمن وليس شبه جزيرة سيناء، وقد اعتمد في رأيه هذا على بعض الخصائص اللغوية المشتركة بين السبئيّة والعبرية، إلى جانب اعتماده على تشابه العادات والتقاليد والأخلاق الدينية عند السبئيين وبني إسرائيل. (د) وجود علاقة بين أسماء بعض الآلهة السامية في الأساطير البابلبية مثل تيامت، وهي آلهة وثنية تهيمن على السواحل، واسم ساحل تهامة وهو ساحل البحر الأحمر في غرب الجزيرة العربية. وعلاقة لغوية بين الأسماء الدينية في التوراة والقرآن الكريم كجنة عدن وبلاد عدن في جنوب الجزيرة العربية (ه)من الذين قالوا بهجرة الكنعانيين من الخليج العربي المؤرخ القديم الشهير (هيرودوتس )نقلاً عن علماء صور الذين ذكروا له ذلك و(إسترابو) الجغرافي الروماني 64ق.م ـ 19م الذي أشار إلى المقابر الموجودة في جزر البحرين بأنها تشابه مقابر الفنيقيين، وان سكان هذه الجزر يذكرون أن أسماء جزائرهم ومدنهم هي أسماء فينقية وقال ايضاً إن في هذه المدن هياكل تشبه الهياكل الفينيقية الشامية.
وقد عثر رجال شركة الأرامكو في الأحساء على مقابر أخرى تشبه بصورة عامة المقابر التي عثر عليها في البحرين، كما عثر الرحالة (جون فلبي) على مثل هذه المقابر في (الخرج) و (الأفلاج) من أعمال نجد وعلى رأيه ربما كان الفينيقيون من هاتين المنطقتين، حيث هاجروا بعدئذٍ إلى سواحل المتوسط.
 
التعديل الأخير:
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

بارك الله فيك استاذ محب الاضطلاع فقد اجبت في مضوعك على بعض الاسئلة التي انا كنت ابحث لها على جواب فقد شاهدت المسلسل رحلة ابن فضلان الشهيرة وكان له احتكاك مع هذه القويمة فوضحت لي بعض ماكنت اصبوا اليه بارك الله فيك
ياليت لو تزيد تعملنا موضوع مفصل على تلك الرحلة فهي كانت تتناول التعريف بتلك شعوب تلك المنطقة تقبل تقييمي
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

موضوع ممتاز حقيقة وانا شخصيا من المهتمين بهذه الامور والمواضيع بارك الله فيك موضوع رائع حقيقة
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

الأخ الفاضل ناصيرو شكرا على التقييم وان شاء الله سأبحث وسأكتب عن رحلة ابن فضلان الشهيرة والتي اختلطت كثيرا بالأساطير حتى أن السينما أنتجت عنها فيلما يدعى المحارب رقم 13 وسمته أحمد بن فهلان.

أخونا الكريم المتألق الزعيم شرفنا كثيرا مروركم على موضوعي المتواضع وتشريفكم له.
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

مشكور أخي الكريم الجاسوس السعودي على مرورك.
 
التعديل الأخير:
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

قبل الدخول بصلب الموضوع اخي كان لي سؤال عن الاصل او العرق السامي

من اين جاء بالاصل ؟؟

السامية هي كلمة تدل على اللغات

يتحدث باللغات السامية حاليا حوالي 467 مليون شخص، ويتركز متحدثوها حاليا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أفريقيا. أكثر اللغات السامية انتشارا هذه الأيام هي العربية إذ يفوق متحدثيها 422 مليون متحدث [1] ، تليها الأمهرية بـ27 مليون متحدث ثم العبرية بـ5 ملايين متحدث ثم التيغرينية بحوالي6,7 ملايين متحدث.

اللغات السامية كانت لهجات شفاهية متداولة بين شعوب الشرق الأوسط. وقد سبقت الكتابة بها. وجدت كتابات أكادية سامية تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد أي قبل حوالي 5 آلاف سنة مما يجعلها من أقدم اللغات المكتوبة في العالم. انقرضت معظم لغات الشرق الأوسط ولم تبق إلا في النصوص الدينية فقط ولعدة قرون.

ولقد كان فك شفرة مخطوطات اللغة المسمارية وهي لغة غير سامية أدى لاستعادة اللغات التي كانت مستعملة قديما في بلاد الرافدين لدي السومريين والبابليين والحيثيين والكاشانيين. ويقال أن هذه اللغة قد اندثرت في القرن الثالث أو الثاني ق.م. وقد كان في جنوب بلاد الرافدين توجد السومرية ولهجات من اللغات السامية . وكان شمالها وفي الشام لغات ولهجات سامية وفي غربي نهر دجلة كانت اللغة الأكادية وقبلها كانت اللغة العمورية .لكن لم يبت علماء اللغات القديمة عن أسباب إختفاء هذه اللغات القديمة
 
التعديل الأخير:
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

شكرا أخي حاسفار87 على مرورك والمعلومات القيمة التي أضفتها.
وعلى كل اتمنى ان لا نحول مسار الموضوع المتعلق بالخزر ودولتهم وحروبهم مع العرب المسلمين.
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

موضوع رائع وثقافة عالية جدا تتمتع بها أخى محب اضطلاع
فتحية طيبة لك أخى الكريم
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

والله موضوع جميل وملئ بالمعلومات القيمة وشكرا علي المجهود المبذول وجزاك الله كل خير ولي سؤال من فترة كبيييرة قبل الاتشراك في المنتدي قرأت كزائر موضوع يتحدث علي بدايات البشرية والعصور القديمة جدااا ماقبل (حتي ماقبل الفراعنة) وللاسف اعجز حتي عن تذكر اسمه فارجو النصيحة منكم في اي قسم ابحث
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

شكرا على الموضوع اخي لكن عندي سؤال انت تقول ان العرب العدنانيين يجمعون بين جينيين اي ان القبائل العدنانيية الموجودة الان تختلف جيناتها عن جينات باقي قبائل الجزيرة وللعلم القبائل العدنانية الموجودة الان هي (قريش/مطير / عتيبة /ثقيف/سليم/تميم/عنزة/والعدوان في الاردن)
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

الأخ الكريم حور محب مشكور كثيرا على الاطراء
الأخ أمير علي شكرا جزيلا على مرورك وان رأيت ذلك الموضوع سأتيك بالرابط ان شاء الله
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

شكرا على الموضوع اخي لكن عندي سؤال انت تقول ان العرب العدنانيين يجمعون بين جينيين اي ان القبائل العدنانيية الموجودة الان تختلف جيناتها عن جينات باقي قبائل الجزيرة وللعلم القبائل العدنانية الموجودة الان هي (قريش/مطير / عتيبة /ثقيف/سليم/تميم/عنزة/والعدوان في الاردن)
مشكور أخي الكريم على مرورك الجميل ومع انني كنت أريد قدر الامكان أن لا أدخل موضوعا أخرا بموضوعي ولكن سأجيب على سؤالك.
أقول بالنسبة للعدنانيين فقد كانت النظرية السائدة أولا ونتيجة لبعض الدراسات الجينية تقول بأنهم يحملون الهابلوغروب j2 الخاص بالشعوب الشامية والعراقية(وهي ايضا شعوب سامية وتعود بأصلها للجزيرة العربية على الأرجح باستثناء السومريين) وأتت دراسات أخرى أثبتت وجود الهابلوغروب j1 الذي يحمله العرب القحطانيين أو اليمانيين أو العاربة كما يسمون وقد حاول البعض الاستنتاج ان العرب العاربة والمستعربة يعودون لجد واحد على عكس ما هو سائد ولكن احدث دراسات الحمض النووي تثبت انهم يحملون الهابلوغروب j1 مع الهابلوغروب j2 مما يعني انهم يحملون جينات العرب العاربة مع جينات الشعوب السامية الشمالية أيضا وليس في هذا أي غرابة اذا ما عرفنا أن اسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام من الشعوب السامية العراقية وفي نفس الوقت فان امتزاج دم أولاده وأحفاده بدماء العرب العاربة قد أدى الى ذلك الجمع بين الهابلوغروبين ولكن في النهاية فان هذا لا ينفي أن للعدنانيين والقحطانيين جد واحد فالرواية الدينية سواء منها اليهودية أو الاسلامية تنسب كل تلك الشعوب لسام بن نوح عليه االسلام اضافة الى أن دراسات الحمض النووي أثبتت حمل كل الشعوب السامية لجينات متقاربة أطلقو عليها اسم السلالة الجينية j والتي لها 3 تفريعات كما سبق وأسلفت.
 
التعديل الأخير:
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

تاريخ ومعلومات وسرد أكثر من رائع لفترة من التاريخ العربى أنا نفسى رغم انى من محبى التاريخ لم أكن اعلم عنها شيئاً
تقبل منى الشكر والتقدير
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

تاريخ ومعلومات وسرد أكثر من رائع لفترة من التاريخ العربى أنا نفسى رغم انى من محبى التاريخ لم أكن اعلم عنها شيئاً
تقبل منى الشكر والتقدير
مشكور أخي الكريم Trojan King على مرورك وسعيد جدا برؤية مشاركاتك في موضوعي.
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

و سفياتوسلاف هذا هو أمير محارب عرف عنه شدة البطش وشدة التقشف، فكان لا ينتقل مع عربات أو أواني في حملاته، ولا ينام في خيام، بل يفترش البطانية التي يضعها على حصانه، ويضع السرج تحت رأسه كوسادة. وإذا أراد أن يأكل، كان يلقي بشرائح اللحم التي يقطعها بسكينه على النار. وكان يحلق رأسه إلا من ذنبٍ في أعلى رأسه، ولكنه كان كثيف الشاربين، ويلبس رداء أبيض دوماً.ويعده الروس بطلا قوميا وله نصب مقام له في روسيا على حصانه بعد أن أطاح بسيفه بمحارب يهودي خزري، ونلاحظ في ذلك النصب حافر حصان سفياتوسلاف وهو يدوس على درع ذلك اليهودي المحلى بنجمة داوود.
وقد بقي هؤلاء الخزر بعد تدمير امبراطوريتهم على يد الروس فترة من الزمن في جيب صغير كدويلة تضم شعبهم فقط دون وجود شعوب أخرى تخضع لهم واستمرت تلك الحالة حتى مجيء الاعصار التتري المغولي في القرن الثالث عشر والذي حطم دويلتهم وشتت شملهم.

sav.jpg

محطم دولة اليهود الخزر سفياتوسلاف أيغورفيتش SVIATOSLAV I IGOREVICH
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

sav.jpg

محطم دولة اليهود الخزر سفياتوسلاف أيغورفيتش sviatoslav i igorevich
أخي الكريم حاسفار87 مشكوووووووووووووووور جدا على تلك الاضافة واغناءك لموضوعنا المتواضع بصورة ذلك النصب الذي تحدثنا عنه.
 
رد: شعب الخزر ودولته وحروبه مع العرب

كان آلاف الناس في العالم وإلى وقت قريب لا يعرفون شيئا عن يهود الخزر ولم يسمعوا بالدولة الخزرية اليهودية. أذكر أنني قبل عامين كنت أحاضر في ناد للمثقفين السلوفاك في مدينة سلوفكية ولقد تحدثت عن يهود الخزر ومملكتهم وسقوطها عندما وقف أستاذ جامعي مختص في التاريخ ليقول أنه لم يسمع بدولة الخزر اليهودية. لقد عملت الصهيونية وأصدقاءها في الغرب كل ما في وسعهم لاخفاء هذه الحقيقة لأنها تشكل خطرا حقيقيا على مطالب الصهاينة بعودة ما يسمى بالشعب اليهودي إلى فلسطين.
<b>من المعروف أن يهود اليوم سواء في داخل إسرائيل أو خارجها ينقسمون إلى طائفتين: أولهما الطائفة الأشكنازية وتتألف من يهود أوروبا وخاصة شرقها وقسم كبير من يهود أمريكا وتمثل هذه الطائفة قمة الهرم في الحركة الصهيونية وفي المؤسسة الحاكمة في إسرائيل على مختلف مستوياتها. والطائفة الثانية تدعى(السفراديم) وتتألف من اليهود الشرقيين وخاصة اليهود العرب ويهود العالم الاسلامي. وتنظر الطائفة الأولى إلى الثانية بعين الاحتقار والاستعلاء والغطرسة العنصرية.
-الكاتب اليهودي البريطاني الجنسية أرثر كويستلر، الذي ولد عام 1905 في بودابشت- المجر، أثبت في كتابه الذي صدر عام 1976 بعنوان القبيلة الثالثة عشر أن معظم اليهود الأشكناز وخاصة يهود أوروبا الشرقية ،هم من أحفاد الخزر

الخزر شعب من أصول تركية عاش في القرون الوسطى واعتنق حوالي عام 740 م الديانة اليهودية. وسبب تحول شعب الخزر إلى اليهودية غير معروف لحد الان ، ويعتقد أن هذا الشعب الذي وقع بين قوتين عظيمتين هما الامبراطورية البيزنطية المسيحية من جهة والخلافة الاسلامية من جهة أخرى، قرر اعتناق ديانة ثالثة هي اليهودية، وأن ملك الخزر وحاشيته اعتنقوا الديانة اليهودية تحديا لضغوط المسيحيين في بيزنطة وضغوط المسلمين من الشرق . تختلف المصادر في تعليل الأسباب ولكن حقيقة اعتناق الخزر لليهودية هي فوق الشك. . ولقد ذكر المؤرخون العرب دولة الخزر اليهودية في كتبهم، فنجد ذكر لهم في كتاب الفهرس لابن النديم ، كما ذكرهم المسعودي والدمشقي والبكري وغيرهم واجتمعوا على أن الخزر اعتنقوا الديانة اليهودية وكانوا يستعملون حروف الهجاء العبرية .
ولعل أهم الوثائق التي تتحدث في هذا الأمر هي ما سمي باسم : الرسائل الخزرية و هي رسائل تبودلت بين اليهودي حسداي بن شربوط ، كبير الوزراء لخليفة قرطبة عبد الرحمن الثالث ، والملك يوسف ملك دولة الخزر. أما حسداي هذا فلقد ولد في قرطبة عام 910 م لأسرة يهودية، أتقن ممارسة الطب وصناعة العقاقير فاتخذه الخليفة طبيبا لبلاطه ، ثم أصبح مسؤولا عن تنظيم أموال الدولة، و بعد ذلك أقامه الخليفة وزيرا لخارجيته وخاصة في المعاملات الدبلوماسية المعقدة مع بيزنطة. ويروى أن حسداي نفسه سمع أول ما سمع بوجود مملكة يهودية مستقلة في بلاد الخزر من بعض التجار القادمين من خراسان في بلاد فارس، فأرسل لملك الخزر يوسف رسالة تتضمن حديثا عن ازدهار إسبانيا في عهد العرب ، وكيف أن اليهود عاشوا في كنفها في رخاء وعز لم يعهدوا لهما مثيلا من قبل، ثم يتحدث كيف عرف بوجود دولة الخزر اليهودية ويسأل عن أصول شعب الخزر اليهودي.
رد الملك يوسف على حسداي في رسالة مطولة هي مزيج من الواقع والخيال يشرح فيها كيف تراءى له في منامه ملك نصحه باعتناق اليهودية، كما تفاخر بعظمة مملكته والمعارك التي قام بها.
يعتقد المؤرخون أن دخول الخزر في الديانة اليهودية لم يأت بين يوم وليلة ولكن جاء على مراحل، وذلك بتأثير اليهود الذين هربوا أو جرى ترحيلهم من العاصمة البيزنطية بسبب وطأة الحكم البيزنطي والاضطهاد الديني في عهد الأباطرة يوستنيانوس الأول وهرقل وليو الثالث وليو الرابع ورومانوس. لقد فر اليهود من بيزنطة إلى بلاد الخزر، لكونها كانت معروفة بسعة الأفق ولم تعرف الاضطهاد الديني .
ومن المصادر الأخرى التي تتحدث عن اليهود الخزر ، ما يسمى بوثيقة كمبرج لأنها محفوظة في مكتبة هذه الجامعة. لقد كشف عن هذه الوثيقة مع وثائق أخرى في أواخر القرن التاسع عشر في كنيس اليهود بالقاهرة. ورغم أن حالة الوثيقة سيئة وأولها مفقود وآخرها مفقود ، إلا أننا تستطيع أن نفهم من الرسالة أن كاتبها يهودي خزري يتحدث عن بلاد الخزر ببلادنا ويشير إلى الملك بمولاي ، ويعتقد أن كاتبها من رجال البلاط أيام الملك يوسف .
يبين كويستلر أنه بعد تدمير امبراطورية الخزر في القرن الثالث عشر ميلادي على يد المغول والروس، هجر اليهود الخزر إلى أقطار أوروبا الشرقية وخاصة روسيا و بولندة، حيث نجد في مطالع العصر الحديث أعظم تجمعات لليهود، وبهذا فإن معظم اليهود الشرق أروبيين واليهود في العالم وخاصة الولايات المتحدة حيث هاجر اليهود الشرق أروبيون إليها خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، هم من أصول خزرية.
<b>الدكتور ألفرد لينتال من الشخصيات المعروفة في الأوساط السياسية الأمريكية والعالمية، فرغم أنه يهودي إلا أنه من المناضلين المعروفين ضد الصهيونية و معتقداتها النظرية ومسلكها العملي. لينتال في كتابه(الصهيونية)
يقول : أن ما أثبته كويستلر في كتابه عن اليهود الخزر والأصول الخزرية لليهود الشرق أروبيين، ليس بشيء جديد على الاطلاق. إن حقيقة الأصول الخزرية للأكثرية اليهودية في العالم كانت معروفة منذ زمن طويل . ولكن كويستلر من سماهم القبيلة الثالثة عشرة.
لينتال في كتابه( أي ثمن إسرائيل؟ ) الذي صدر عام 1954 أي ثلاثة وعشرون عاما قبل صدور كتاب كويستلر، يتحدث عن الأصول الخزرية ليهود شرق وغرب أوروبا. المؤلف تحدث عن اعتناق الخزر للديانة اليهودية وكيف رحل اليهود الخزر بعد تدمير بلدهم إلى أوروبا الشرقية ومنها إلى سائر أوروبا، و ذكر كذلك كيف أن الصهيونية عملت كل ما في وسعها لاخفاء هذه الحقيقة لأنها تشكل خطرا حقيقيا على إدعاءاتها بحق اليهود في فلسطين.
يؤكد لينتال أنه لا يوجد علاقة أونتروبولوجية( عرقية) بين زعماء الصهيونية ومعظم يهود العالم وبين فلسطين. فلسطين التي يدعي الصهاينة أنها وطنهم ويرغبون العودة إليها لم تكن وطنا لهم ولا لأجدادهم ولا يوجد لهم أي علاقة عرقية بها. ( نفس المصدر)
من الطبيعي أن ما قاله كويستلر و لينتال وغيرهم لم يعجب الصهاينة أبدا، لأنهم أظهروا للعالم ما لم يرغب الصهاينة في أن يظهر. ما قاله لينتال وكويستلر ينهي أسطورة الشعب اليهودي الواحد، و يقوض مطالب الصهيونية المزعومة بعودة الشعب اليهودي إلى وطنه الأم فلسطين. كما أن ذلك يعني، يتابع ليلنتال، أن معظم اليهود الذين نجوا من النازية الألمانية ليسوا من أصول سامية بل من أصول خزرية، وهذا يعرض شعار
( معاداة السامية) الذي استعمله الصهاينة كمظلة لهم ولمطالبهم للخطر، وأين سيكون الصهاينة والصهيونية بدون مظلة (معاداة السامي) ؟ لذلك قام الصهاينة وأصدقائهم في أمريكا والغرب، بحملة شعواء ضد كويستلر وكتابه وضد لينتال وأفكاره واتهموهم بمعاداة السامية مع أن كلاهما يهوديان.
الحقيقة أن ادعاء الصهاينة بأن الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم ذوي أصول واحدة تعود إلى فلسطين، وأن اليهود في العالم من أصول أجدادهم الذين رحلوا من فلسطين، تدحضها حقائق تاريخية كثيرة، وذلك بسبب اعتناق كثير من الناس من جنسيات مختلفة للديانة اليهودية . والذين لم يكن لهم علاقة أثنيه على الاطلاق بالأصول العبرية والاسرائيلية.( دي لاسي أوليري: جزيرة العرب قبل البعثة، ترجمة وتعليق موسى علي الغول،منشورات وزارة الثقافة الأردنية، طبعة1 عام 1990، ص : 188 ).
يؤكد بيرنارد لويس في كتابه (الشرق الأدنى : 2000 عام من التاريخ منذ نشوء المسيحية، نشر عام 1995). أن الوثائق تؤكد أنه حوالي عام 510 ميلادي، جرى تحول جماعي للآلاف من مواطني الإمبراطورية الفارسية لليهودية. ولقد جرى هذا التحول خوفا أو نتيجة للنفوذ اليهودي في الإمبراطورية الفارسية آنذاك.
لقد اعتنق الديانة اليهودية شعوب مختلفة وأفراد من شعوب مختلفة، مثل الشعب العربي في اليمن، وبعض العرب في نجد والحجاز، كما اعتنق اليهودية كثير من اليونان والبلغار والمجر . كما انتشرت الديانة اليهودية في مختلف أركان الامبراطورية الرومانية حتى وصلت فرنسا وإسبانيا، ولقد نقل التجار اليهود عقيدتهم إلى الهند والصين . ويظهر أن اليهودية أيضا تأثرت بالديانة الزرادشية الفارسية التي احتكوا بها احتكاكا مباشرا. ( بيرنارد لويس : الشرق الأدنى : 2000 عام من التاريخ منذ نشوء المسيحية، نشر عام 1995 ) .
لقد أكد المؤرخ العربي ياقوت الحموي أن يهود بنو قريظة وبني النضير الذين أقاموا في المدينة هم من القبائل العربية في الجزيرة واعتنقوا الديانة اليهودية. ( ياقوت الحموي : معجم البلدان، ج الرابع ، ص : 385 و 460 ) ويؤكد هذا القول اليعقوبي في تاريخه ويقول أن القبائل اليهودية في المدينة من العرب من قبيلة جذام .
<b>لقد انتشرت اليهودية في بقاع مختلفة من جزيرة العرب ووصلت جنوب الجزيرة حيث كانت قبائل عربية بكاملها تتحول إلى اليهودية. وكان من أهم الذين دخلوا هذه الديانة (ذو نواس) وهو من العائلة اليمنية المالكة وكان يسمى (زرعة) ويلقب بذي النواس أي ذي الشعر الجعدي، ولقد أصبح ملكا على اليمن وحمير وأعلن اعتناقه لليهودية وسمى نفسه يوسف وفرض على عرب اليمن اعتناق اليهودية، وإليه يعزى قتل وحرق نصارى نجران ، حيث خيرهم بين اعتناق اليهودية أو القتل فرفضوا اعتناق اليهودية فحفر لهم أخدودا وحرق من حرق بالنار وقتل من قتل بالسيف. ولقد شكى من نجى منهم فعل ذي النواس إلى قيصر الروم النصراني فطلب هذا من حليفه ملك الحبشة الذي كان أيضا نصرانيا أن يقوم بعقاب ذي النواس واليهود على فعلتهم فسير لهم حملته المعروفة بقيادة رجل اسمه أرياط وكان في جنده أبرهة الحبشي الذي عرف فيما بعد (بالأشرم). فركب أرياط البحر حتى نزل بساحل اليمن وسار إليه ذو النواس في حمير ومن أطاعه من قبائل اليمن ، فلما التقوا انهزم ذو النواس وأصحابه . فلما رأى ذو النواس ما نزل به وبقومه وجه فرسه إلى البحر ثم ضربه فخاض به وغرق وكان آخر العهد به. (تهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون ، المجمع العلمي العربي الاسلامي، ص: 27
في الحقيقة أنه يكفي اليوم أن نفتح الموسوعة اليهودية على الإنترنت وتحت كلمة الخزر فإننا، إلى جانب المعلومات الكافية عن الخزر وأصولهم ومملكتهم وكيفية اعتناقهم لليهودية وتحول الشعب الخزري بكاملة إلى الديانة اليهودية وانتشارهم في شرق أوروبا بعد سقوط مملكتهم، فإننا سنجد خارطة توضيحية توضح انتشار الديانات المسيحية واليهودية والإسلام في العالم. الخارطة كذلك توضح المنطقة الخاصة بالمملكة الخزرية وتسميهم بصريح العبارة (اليهود الخزر).
لقد تحدث الكاتب الروسي المعروف اليكسندر صولجينيتسين في كتابه(مائتا عام معا- تاريخ العلاقات الروسية اليهودية) والذي صدر في موسكو عام 2001 عن ألأصول الخزرية لمعظم اليهود الروس ويهود شرق أوروبا. ويعد هذا الكتاب من الكتب القيمة فهو يصف بدقة العلاقات بين الروس واليهود وتطورها واستغلال اليهود الإقتصادي للشعب الروسي.
يتفق أهل الإختصاص على حقيقة اعتناق الخزر لليهودية وبختلفون في النسبة التي يشكلها هؤلاء من مجموع اليهود الأشكناز. هناك دراسات كثيره من باحثين أروبيين حول نسبة اليهود ذوي الأصول الخزرية من مجموع اليهود الشرق أروبيين أو الأشكناز و لا يمكننا سرد هذه الدراسات في هذا المقال القصير ولكننا نستطيع أن نبين أن دارسي هذا الموضوع ينقسمون إلى فئتين، الصهاينة وأصدقائهم يقللون من أثر اليهود الخزر على نسبة اليهود الشرق أوروبيين أما المؤرخون الجادون والحياديون فهم يؤكدون أن معظم اليهود الأشكناز أو الشرق أروبيين هم من أصول خزرية.
لقد قام بول واكسلر بدراسة شاملة لكل من الجهتين والبراهين التي يطرحونها دعما لرأيهم تحت عنوان( ماذا تعلمنا لغة اليديش عن أصول اليهود الأشكناز) ولقد وصل إلى نتيجة أن يهود شرق أوروبا أو الأشكناز هم في معظمهم خليط من الأصول السلافية والخزرية التركية. وبعد دراسة شاملة ودقيقة التي قام بها المختصون في دراسة لغة اليديش وصل واكسلر إلى نتيجة أن اليديش ليست لهجة ألمانية كما كان يدعي البعض وإنما هي لغة ذات أصول تركية وإيرانية وكانت اللغة الرسمية للخزر ولقد حملها معهم اليهود الخزر بعد سقوط دولتهم وتبعثرهم في أروبا الشرقية وقسم من الغربية. ولقد دخل إلى اليديش مع مرور الأيام كثير من التعبيرات السلافية والألمانية.
كيفين ألين بروك في كتابه ( يهود الخزر) يقتفي آثار اليهود في أوروبا الشرقية ويؤكد أن الآثار التي خلفها اليهود من أسلحة وأواني وكتابات في مناطق أثرية مثل تشيلاريفو في الصرب، إيليند في المجر، ساركيل في روسيا، بالانجار في القوقاز، نوفاهراديك في روسيا البيضاء ، بيركا في السويد وغيرها ،هي خزرية بامتياز. الصحفي والمؤلف الإسرائيلي إسرائيل شامير يؤكد هذه الحقيقة ويقول أن اليهود لا يكونون قومية أو شعبا وأن أصولهم في غالبيتها خزارية تركية إلى جانب الأصول السلافية وانه ليس لهم أي علاقة أثنية بشعوب فلسطين القديمة وان الشعب الفلسطيني هو الوريث الحقيقي لشعوب فلسطين التاريخية.
أما الدكتور شلومو ساند البروفيسور في جامعة تل أبيب فإنه في كتابة الأخير (متى وكيف اختلق الشعب اليهودي) والذي ضرب رقما قياسيا في مبيعاته يؤكد أن القومية اليهودية هي ميثولوجيا ولقد جرت فبركتها قبل مئة عام من أجل تبرير إقامة الدولة الإسرائيلية . ويؤكد أن اليهود لم يطردوا من الأراضي المقدسة و معظم يهود اليوم ليست لهم أي أصول عرقية في فلسطين التاريخية، وأن الحل الوحيد هو إلغاء الدولة اليهودية إسرائيل.
شلومو ساند يؤكد أن اليهود الذين يعيشون الآن في إسرائيل وأماكن أخرى من العالم لا ينحدرون من الشعب القديم الذي سكن (مملكة يهوذا) ذلك أن أصلهم هو من شعوب مختلفة تحولت إلى اليهودية خلال فترات تاريخية مختلفة وفي مناطق مختلفة من حوض المتوسط والمناطق المجاورة له. وهذا لا ينطبق فقط على يهود شمال أفريقيا فحسب، بل يشمل أيضا غالبية المناطق التي دان أهلها بالوثنية وتحولوا إلى اليهودية، من يهود اليمن الذين تحولوا إلى اليهودية منذ القرن الرابع الميلادي إلى اليهود الأشكناز في شرق أوروبا اللاجئين من مملكة الخزر الذين تحولوا إلى اليهودية في القرن الثامن.
ذهب شلومو ساند بعيداً في التاريخ اليهودي لآلاف السنين ليقوض الافتراضات التاريخية الصهيونية. فهو يثبت أن الشعب اليهودي لم يوجد قط كأمة عرقية (قومية) بأصل معروف، ولكنه مزيج من مجموعات بشرية اعتنقت اليهودية في مراحل مختلفة من التاريخ، على عكس الرواية الصهيونية التي تقول بالأصل التاريخي الواحد لليهود. وقد جادل زاند عدداً من المذاهب الفكرية الصهيونية حول المفهوم الأسطوري والملفق الذي يعتبر اليهود شعباً قديماً، واعتبر أن ذلك يقود إلى تفكير عنصري حقيقي.
<b>استنادا إلى شلومو ساند فإن وصف اليهود باعتبارهم أمة عزلت نفسها وتتجول في المنافي عبر البحار والقارات ووصلوا أخيراً إلى نهاية الأرض، ومع تقدم الصهيونية فقد عادوا على شكل مجموعات إلى وطنهم اليتيم، ما هو سوى أسطورة مخترعة. وحسب ساند فإن الحقيقة تقول إنه تم اختراع الشعب اليهودي في القرن التاسع عشر بتأثير مثقفين من أصل يهودي نشؤوا في ألمانيا متأثرين بالشخصية الوطنية التراثية للأمة الألمانية، وأخذوا على عاتقهم مهمة اختراع شعب يهودي عن طريق استعادة الماضي يتوافق مع خلق شعب يهودي معاصر.
ويفسر شلومو ساند انتشار اليهود في العالم، بأن الديانة اليهودية هي التي انتشرت وليس الشعب اليهودي. على اعتبار أن الديانة اليهودية كانت ديانة تبشيرية على عكس ما هو شائع. كما يؤكد أن معظم الإضافات الحاسمة في أعداد اليهود في العالم تشكلت إثر ضعف و انهيار مملكة الخزر والتي شكلت إمبراطورية ضخمة نهضت في العصور الوسطى .
لعل هذه العجالة تقنع أؤلئك المشككين وتثبت بما لا مجال للشك فيه أن نتنياهو وشارون وإسحق شامير وبيجن ووايزمن وليبرمان والبقية الباقية من الصهاينه إلى جانب الغالبية العظمى من يهود العالم ليس لهم أي علاقة أونتروبولوجية( عرقية) أو تاريخية مع فلسطين . فلسطين التي يدعي الصهاينة أنها وطنهم ويرغبون العودة إليها لم تكن وطنا لهم ولا لأجدادهم ولا يوجد لهم أي علاقة عرقية بها.
>د. نضال الصالح/فلسطين<
 
عودة
أعلى