اتهامات أمريكية وسوفيتية متبادلة وحلم شارون باحتلال الإسماعيلية يتبدد على أيدي الصاع

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
24 أكتوبر: اتهامات أمريكية وسوفيتية متبادلة ، وشارون يرى حلمه باحتلال الإسماعيلية يتبدد أمام عينيه على أيدي الصاعقة المصرية.
...



حرب أكتوبر


- الحلقة الثانية وثلاثون -
..


24 أكتوبر: اتهامات أمريكية وسوفيتية متبادلة ، وشارون يرى حلمه باحتلال الإسماعيلية يتبدد أمام عينيه على أيدي الصاعقة المصرية.

أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...
والآن تظهر الحقيقة... زكبف أن الصاعقة قد أنقذت مصر ....

لهم تحية من القلب ... ولهم الشكر


يحى الشاعر


المصدر





24 أكتوبر: اتهامات أمريكية وسوفيتية متبادلة ، وشارون يرى حلمه باحتلال الإسماعيلية يتبدد أمام عينيه على أيدي الصاعقة المصرية.
حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة الـ 32
للمرة الخامسة أو السادسة يرسل الزعيم السوفييتي رسالة شديد اللهجة للرئيس الأمريكي نيكسون بسبب استمرار إسرائيل في الهجوم على القوات المصرية شرق وغرب القناة برغم صدور القرار الثاني من مجلس الأمن لوقف جميع العمليات العسكرية. في هذه المرة طلب بريجينيف من نيكسون خطوات محددة تقوم بها الولايات المتحدة لإلزام إسرائيل بالالتزام بوقف إطلاق النار. وقد رد الرئيس الأمريكي برسالة فيها مجموعة من الإجراءات والخطوات التي تضمن إلتزام إسرائيل الكامل والفوري بوقف إطلاق النار. وبرغم كل هذا فقد تبين بعد ذلك بساعات أن إسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية بحثا عن نصر سياسي وإعلامي بسقوط إحدى مدن القناة في أيديها.

ما الذي كان يجري بالتحديد على الجبهة المصرية شرق وغرب القناة ؟



إذا رجعنا إلى الوراء قليلا صباح يوم 18 أكتوبر ، وكانت القوات الإسرائيلية التي أحدثت الثغرة وعبرت إلى الجانب الغربي من القناة وبدأت تصلها الإمدادات العسكرية عبر رأس الجسر التي أقامته ، أصبحت هذه الثغرة لها أبعاد سياسية وإعلامية ، فقامت القيادة المصرية بتكليف قائد الفرقة 23 المشاة الآلية، اللواء 23 المدرع، فور وصوله من شرق القاهرة، بالهجوم على منطقة أبو سلطان وتدمير العدو بها، وفوجئ قائد اللواء 23 مدرع، بمجموعتين عمليات تتصديان له، لتدمير معظم دبابات اللواء، ولتلحق بكتيبة المقدمة التي دفعت قبله بوقت قصير.

أمر قائد الجيش الثاني الميداني، بتصفية القوات الإسرائيلية شرقاً وغرباً في وقت واحد، ووضع تحت قيادة رئيس أركان الجيش الفريق سعد الدين الشاذلي ـ والذي كان يدير القتال في رأس الكوبري الموحد للجيش في الشرق ـ الفرقة 16 المشاة، والفرقة 21 المدرعة من قوات الشرق، والفرقة 23 مشاة آلية وما تبقى من اللواء 23 مدرع، وما تبقى من اللواء 116 مشاة آلية، وكتيبة المظلات من قوات الغرب.

ولكن حدث ظهر يوم 18 أكتوبر، وقبل بدء الهجوم المضاد بدقائق أن تعرض رأس كوبري الجيش الثاني لهجمات جوية مكثفة، أعقبها قصف مدفعي بعيد المدى وأصيب قائد الفرقة 16 المشاة ونقل إلى مستشفيات القاعدة. وأثر القصف الجوي والمدفعي على وحدات المشاة الآلية المكلفة بمهاجمة قرية الجلاء لاستردادها، كما تعرضت دبابات اللواء الأول المدرع، من الفرقة 21 مدرعة، لنيران الدبابات الإسرائيلية التي هاجمته من الشرق والجنوب، وتعرض كذلك لنيران دبابات أخرى من غرب القناة، وتدمر ما بقي منه، وتقلص عدد دباباته إلى 9 دبابات فقط، واضطر قائد الجيش إلى
سحب باقي اللواء 24 مدرع من الفرقة الثانية، وضمه على الفرقة 21 مدرعة، حيث قام بالهجوم، مع باقي دبابات الفرقة 21، والفرقة 16، إلا أنهم قوبلوا بهجوم متفوق لدبابات العدو أجبرهم على التوقف لصده، وازداد انكماش مواقع الفرقة 16.

في الغرب كان اللواء 23 مدرع قد دمر،وأصيب قائده، واجتاحت الدبابات الإسرائيلية مواقع اللواء 116 مشاة آلية الضعيفة، واضطر قائد الجيش الثاني الميداني للدفع بباقي لواء المظلات الرقم 182 في نفس اليوم، وذلك مثل له مشكلتين كبيرتين : ظروف القتال الصعبة، والمهام الغير معتاد عليها.

أما الظروف الصعبة: فقد تمثلت في عدم قدرة قائد الجيش على التحديد الدقيق حجم العدو وأوضاعه وفكرة أعماله القتالية، وهي معلومات ضرورية كحد أدنى لينفذ المهام المكلف بها، كذلك لم تكن هناك معلومات عن عناصر الجيش الثاني الميداني نفسه، والتي سيتعاون معها اللواء 182 مظلات المصري، أين مكانها؟ وما هي قدراتها؟ ما هي الأعمال القتالية القائمة بها؟. أما المهام التي كلف اللواء المظلي (دون الكتيبة 85 مظلية، والتي اشتركت من قبل، ويظن قائد الجيش إنها "قد تكون شمالاً غرب مطار الدفرسوار") فقد حددها قائد الجيش في خمس نقاط:
  • تأمين الساتر الترابي الغربي ما بين جبل مريم والدفرسوار، ومنع القوات الإسرائيلية من احتلالها، ومعاونة قواتنا في الشرق منها.
  • منع القوات الإسرائيلية من توسيع الاختراق في الدفرسوار، وتطهير منطقة الدفرسوار من أي قوات إسرائيلية.
  • الاستعداد لتكوين مجموعات قنص دبابات، لتدمير الدبابات الإسرائيلية في رأس الكوبري الإسرائيلي.
  • تأمين المعابر في سرابيوم، ومنع القوات الإسرائيلية من الوصول إليها، وصدها وتدميرها.
  • السيطرة على المنطقة من جنوب الإسماعيلية، وحتى مطار الدفرسوار شرقاً، والطريق الموازي للترعة الحلوة غرباً. مع التركيز على تقاطعات الطرق، والمدقات والهيئات الحاكمة والمخاضات.
وقد تمكنت الكتيبتان المظليتان، التي يتكون منهما قوة اللواء، من تنفيذ المهام الموكلة إليهم، خاصة تأمين الساتر الترابي والمعابر، وتعرضا لهجمات من الدبابات الإسرائيلية أمكن صدها، بخسائر طفيفة نسبياً.


وفيما بعد صدر البيان العسكري رقم (53):
التاريخ: 21/10/1973
سعت : 2058

الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة
"بسم الله الرحمن الرحيم
دارت طوال اليوم أضخم وأعنف المعارك بين تشكيلاتنا البرية وقوات العدو شرق القناة وفي منطقة الدفرزوار وقد سيطرت قواتنا على هذه المعارك بثبات وثقة وكبدت العدو خسائر كبيرة في معداته وأفراده.

كما قامت قواتنا بعدد من الهجمات المضادة ضمت بعدها أجزاء جديدة من الأرض شرق القناة وتمكنت من أسر عدد من أطقم الدبابات المعادية وتقدر خسائر العدو في هذه المعارك طوال اليوم وحتى سعت إعداد هذا البيان بما
يلي:

تدمير 70 دبابة ـ تدمير 40 عربة مجنزرة ـ إسقاط وتدمير 25 طائرة منها
12 طائرة هليوكبتر ـ أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والأسرى".

.......

كان قائد الجيش الثاني، والقيادة العامة كذلك، قلقاً من أعمال قتال مفارز الدبابات الإسرائيلية، التي تهاجم قواعد الصواريخ أرض / جو غرب القناة وتدمرها، مع عدم وجود وحدات مضادة للدروع في الغرب.

كذلك كانت إحدى المشاكل الرئيسية، وجود إعداد كبيرة من الاحتياطي المستدعي للقوات المصرية، غرب القناة مباشرة، حيث تم دفعه مبكراً إلى مناطق تمركز الفرق المشاة، قبل الحرب، وبقوا بها، وأصبحت بعد عبور القوات الإسرائيلية للغرب، داخل نطاق أعمال القتال، وهي غير مسلحة، وغير منظمة، ولا يوجد لها قيادة، يمكنها اتخاذ إجراء مناسب.

الأمر الثالث كان استمرار تدفق الدبابات الإسرائيلية إلى الغرب، حيث عبر ليلة
18/19 أكتوبر مجموعة العمليات الرقم 252، بقيادة الجنرال كلمان ماجن،
ليصبح لدى القوات الإسرائيلية في الغرب ثلاث مجموعات عمليات، مكونة من
7 ألوية مدرعة (حوالي 800 دبابة) ولواء مظلي، ولواء مشاة آلي.

بانتقال مجموعات العمليات الإسرائيلية الثلاث الرئيسية التابعة لقيادة الجبهة الجنوبية إلى غرب القناة كان لا بد أن ينقل الجنرال شيموئيل جونين قيادته، خلف قواته في الغرب، وخصص المهام لكل مجموعة من الثلاث كالآتي:
  • مجموعة العمليات الرقم 143 بقيادة الجنرال إيريل شارون تضغط شمالاً للوصول إلى مدينة الإسماعيلية، وتستولي عليها.
  • مجموعة العمليات الرقم 162 بقيادة الجنرال إبراهام آدان، تضغط جنوباً للوصول إلى مدينة السويس، وتستولي عليها.
  • مجموعة العمليات الرقم 252 بقيادة الجنرال كلمان ماجن، تصفي جيوب المقاومة المتبقية في الغرب حول رأس الكوبري، ثم تتحرك على الجانب الأيمن لمجموعة آدان، ومؤخرته وتؤمنهما، وتقطع طريقيّ 12، والسويس ـ القاهرة وتسيطر على المنطقة بينهما (منطقة المرتفعات الجبلية المسيطرة) وتعزل الجيش الثالث في الشرق تماماً.
كان الهدف الرئيسي للعمليات الإسرائيلية في الغرب، فتح ثغرة في نظام الدفاع الجوي، تسمح للطائرات الإسرائيلية العمل بحرية أكثر، وحصار قوات الجيش الثالث الميداني في الشرق، والاستيلاء على مدينة السويس، الذي يرتبط اسمها بقناة السويس، مما يمكن استغلاله عالمياً، إعلامياً ... وسياسيا فيما بعد في أي مفاوضات لفك الاشتباك.


القتال في المنطقة الخلفية للجيش الثاني:
لم يكن للقوات المصرية، في غرب القناة، داخل حدود الجيش الثاني الميداني، سوى اللواء 182 مظلي ـ وقد انضمت إليه كتيبته الثالثة بعد استكمالها ـ وكتيبتي صاعقة من المجموعة 129 صاعقة، أما باقي الوحدات فقد استنزفت في هجمات متكررة، فردية، أدت إلى انخفاض في قدراتها القتالية، وفقدت معظم أسلحتها وضباطها، وعدد كبير من أفرادها، وأصبح من المحتم إعفاؤها من مهامها القتالية، وسحبها للخلف، لإعادة تنظيمها وتسليحها.

كانت مجموعة شارون قد انتشرت شمال الدفرسوار، في مجموعات قتال بالكتائب، وبدأت في الضغط في اتجاه الإسماعيلية، مدمرة كل ما تجده أمامها، كانت أوامر شارون، يوم 18 أكتوبر، لقائد اللواء المظلي التابع له، ضرورة الاستيلاء على سرابيوم، حتى يمكن أن يدفع قواته شمالاً للوصول إلى الإسماعيلية، هدفه الرئيسي. كلف قائد اللواء المظلي، إحدى كتائبه بمهاجمة الدفاعات حول سرابيوم والاستيلاء عليها، إلا أن كمائن قوات الصاعقة المصرية، من المجموعة 129 صاعقة تصدت لها. وكبدتها خسائر جسيمة، فانسحبت جنوباً، بعد فشلها في المحاولة الثانية كذلك.

أرسل شارون كتيبة دبابات لدعم اللواء المظلي، الذي عاود الهجوم مرة أخرى،
يوم 19 أكتوبر، بمعاونة الدبابات ووحدات مشاة آلية، وتمكن من اختراق المواقع المصرية حول سرابيوم، ثم هاجم كتيبة المظلات المدافعة عنها، وأجبرها على الارتداد، مما أضطرها إلى نسف الكوبري المقام على الترعة الحلوة، والارتداد شمالاً.

سحب قائد اللواء 182 مظلي، المصري، قواته شمالاً، حتى موقع طوسون، كأوامر رئيس أركان القوات المصرية، الفريق سعد الدين الشاذلي، والذي كان موجوداً في قيادة الجيش الثاني، كما انضم إليه بقايا اللواء 118 مشاة آلي، وركزت الدفاعات على المعابر والكباري، واتخذت الإحتياطيات اللازمة لنسفها إذا حاولت الدبابات الإسرائيلية عبورها.

كان انسحاب اللواء 182 مظلي إلى طوسون، ذو تأثير بالغ على دفاعات الفرقة 16، الفرقة 21 في الشرق، إذ أصبح جانبها معرضاً لنيران الدبابات الإسرائيلية من الغرب، لذلك أمر رئيس الأركان المصري، بارتداد القوات في الشرق إلى الشمال حتى محاذاة دفاعات اللواء المظلي المصري عند طوسون، وفقدت الدفاعات في الشرق 6 كم دون قتال، سارع الإسرائيليون لاحتلالها في الحال والضغط على الدفاعات من جديد.

دفعت القيادة العامة، المجموعة 39 قتال خاصة ـ وكانت تابعة للاستخبارات العسكرية المصرية ـ إلى قيادة الجيش الثاني، لدعم أعمال القتال في نطاقه، وكلفت في الحال بالانتشار جنوب نفيشة، وعمل كمائن للدبابات الإسرائيلية، وقد نفذت المجموعة مهمتها جيداً، وكبدت مجموعات القتال المدرعة الإسرائيلية، التي تقدمت من جهتها خسائر كبيرة، واستشهد قائد المجموعة في نفس يوم وصول مجموعته لمنطقة عملها.

اصطدمت قوات شارون مرة أخرى، بعناصر المظلات المصرية يوم 20
أكتوبر، أثناء تقدمها شمالاً، وتمكن بعد معركة عنيفة من الاستيلاء على محطة طوسون، وفي 21 أكتوبر، هاجمت الدبابات الإسرائيلية آخر مواقع المظلات المصرية عند تبة الشيخ حنيدق، وأستولت عليها، وأرتدت بقايا اللواء المظلي شمالاً، حيث صدرت الأوامر بإعادة تجميعه، داخل الإسماعيلية، لمعركة فاصلة.

كان شارون يسابق الزمن، ليستولي على مدينة الإسماعيلية، قبل وقف إطلاق النار، والذي أصبح وشيكاً، وكان يريد تحقيق شهرة، باحتلاله مدينة مصرية غرب القناة، لذلك، أمر قادة وحداته المدرعة، ضرورة تحطيم المقاومات المصرية أمامهم بسرعة.

ظن شارون أن طريقه إلى الإسماعيلية، أصبح خالياً من أي قوات أو مقاومة مصرية، بعد انتهاء وحداته من الاستيلاء على مواقع المظليين المصريين، إلا أن الوحدات المدرعة الأمامية، اصطدمت فجأة بكمائن عديدة في المناطق الشجرية، جنوب الإسماعيلية، صباح يوم 22 أكتوبر، وكانت الكمائن المصرية منتشرة على مواجهة كبيرة وبعمق، ولم ينج من الدبابات الأمامية أحد، كان يحتل المنطقة مجموعة من الصاعقة الرقم 129 التابعة للجيش الثاني الميداني، وقد نظمت أعمال قتالها وفقاً لتكتيكات الصاعقة التي دربوا عليها، مستغلين طبيعة الأرض الشجرية وكثرة القنوات المائية التي تحد من مناورة وسرعة الدبابات. كما أنضم لهذه المجموعة، المجموعة 139 صاعقة من احتياطي القيادة العامة، والتي كانت مكلفة بالتسلل حتى الكباري الإسرائيلية، عند الدفرسوار، وتأمين جماعة صاعقة بحرية (ضفادع بشرية)، ستقوم بنسف الكباري، بواسطة ألغام بحرية ضخمة، ولم يكن من
الممكن في مثل الوضع الذي وصلت إليه القوات الإسرائيلية (على المشارف
الجنوبية للإسماعيلية)، وبالحجم الكبير من القوات غرب القناة، أن تنجح كتيبتي الصاعقة المكلفة بهذه المهمة من الوصول لهدفها.

أدى عنف قتال مجموعات الصاعقة، إلى توقف قوات شارون، جنوب الترعة الحلوة، ولم تتمكن من العبور شرقها، وأصبحت هدفاً للأسلحة المضادة للدروع، المصرية، المنتشرة بين الأشجار، والتي نسقت مواقعها ونيرانها، على أساس إصابة الدبابات على أقصى مدى للصواريخ، لإجبارها على التوقف بعيداً عن ترعة الإسماعيلية الحلوة، حيث كان قائد مدفعية الجيش الثاني، العميد محمد عبدالحليم أبو غزالة، قد خطط نيران مجموعات مدفعياته، في الغرب والشرق (16 كتيبة مدفعية بها حوالي 280 مدفع) في حشود نيرانية كثيفة، صبت كلها على الدبابات الإسرائيلية، المتوقفة، خارج مدى الصواريخ المضادة للدروع.

استمرت وحدات شارون تحاول الاقتراب من جنوب ترعة الإسماعيلية لعبورها والاستيلاء على المدينة، وعاونته الطائرات الإسرائيلية بهجمات عنيفة على المدينة، وأعطبت كل كتائب صواريخ الدفاع الجوي في قطاع الجيش الثاني الميداني، ودفع شارون مفارز مدرعة من دباباته ومشاتة الآلية على محورين (طريق المعاهدة، الطريق الصحراوي) ليستولي على الكباري المقامة عليهما (كوبري نفيشة، والكوبري العلوي) تمهيداً، لغزو المدينة، ولكنها ارتدت على أعقابها بخسائر كبيرة، إذ تصدت لها وحدات من الصواريخ المضادة للدروع وصدتها وأجبرتها على الانسحاب.

حاول شارون معاودة الهجوم، في منتصف يوم 22 أكتوبر، وتقدمت
المفارز المدرعة على محوري طريق المعاهدة، وترعة السويس الحلوة، إلا أن
كمائن الصاعقة دمرت دباباته الأمامية، وأوقعت اللواء المظلي الإسرائيلي
في كمين خسر فيه 50 قتيلاً، وأجبرت كل قوات شارون المتقدمة على التراجع.
بعد الغروب بقليل، وفي الساعة السادسة والدقيقة الثانية والخمسين يوم 22 أكتوبر، كان موعد سريان وقف إطلاق النار، طبقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 338.

انشغلت وحدات شارون في جمع قتلاها وجرحاها، حيث تعذر إرسال طائرات عمودية لإخلاءهم للخلف، لخطورة الموقف في المنطقة، ولم يتمكن شارون من تحقيق حلمه بالشهرة، على حساب مدينة الإسماعيلية.


انتظرونا في الحلقة القادمة وفيها: برغم كل التأكيدات السياسة الأمريكية ، تقارير المخابرات الأمريكية تؤكد "إسرائيل مستمرة – وستستمر - في عملياتها العسكرية".



صورة الوثيقتين
watheqa_65_1.gif

watheqa_65_2.gif

watheqa_65_3.gif

watheqa_66_1.gif

watheqa_66_2.gif

watheqa_66_3.gif

watheqa_66_4.gif

ترجمة الوثيقتين

سري
24
اكتوبر 1973
عزيزي الرئيس لقد تلقينا معلومات مؤكدة أن القوات الإسرائيلية تشن الآن هجوماً واسع النطاق بالدبابات والطائرات المقاتلة على ميناء "الأدبية " على الجانب الغربي من قناة السويس بغرض واضح وهو احتلال هذا الميناء في إنتهاك شديد لقرار مجلس الأمن الجديد بإطلاق النار.
وفي نفس الوقت تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة القوات المصرية شرق القناة في القطاع الجنوبي.
إن هذه الخطوات التي تتسم بتحدي القرارات الدولية قام بها القادة الإسرائيليون بعد ساعات فقط من تأكيد مجلس الأمن على الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار وبعد تأكيداتكم بأن الولايات المتحدة مسئولة بالكامل عن إلتزام إسرائيل بالوقف الكامل للاشتباكات.
ماذا يحدث؟! ... إننا كلما توصلنا لاتفاق وتلقينا تأكيدات جازمة منكم بتنفيذها نرى هذا الخرق والتحدي لقرارات مجلس الأمن.
إننا بطبيعة الحال عندنا تساؤلات عن السر وراء ما يحدث. وأريد أن أقولها صراحة أيها الرئيس أننا واثقون أنكم عندكم إمكانية التأثير على إسرائيل لوقف سلوكها الإستفزازي.
إنني أرجو أن يفي كل منا بكلمته وبالتفاهمات التي توصلنا إليها.
إنني سأكون ممتنا لتلقي معلومات منكم بالخطوات المحددة التي ستتخذونها تجاه إسرائيل لكي تلتزم إلتزاماً فورياً وكاملاً بقراري مجلس الأمن في 22 و 23 أكتوبر.
مع احترامي
ليونيد بريجينيف​
--------------------------------​

عزيزي السكرتير العام ليونيد بريجينيف
إن حكومة الولايات المتحدة ترغب في إخباركم بالخطوات العاجلة التي اتخذتها لإيقاف تجدد الاشتباكات في الشرق الأوسط:
1- لقد أبلغنا الحكومة الإسرائيلية بأن أي عمليات عسكرية جديدة ستؤدي إلى تدهور شديد في العلاقات بين حكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل.
2- لقد طلبنا من الملحق العسكري لسفارتنا في تل أبيب بأن يقوموا شخصياً بمراقبة الأنشطه العسكرية الإسرائيلية في مناطق تجدد القتال للتأكد من أن القوات الإسرائيلية لن تقوم بأي عمليات هجومية.
3- لقد قمت بالتدخل شخصياً مع رئيسة الوزراء الإسرائيلة لوقف القتال.
وقد تلقت الولايات المتحدة بعد ذلك هذه التأكيدات الرسمية :
• الملحق العسكري الأمريكي تمت دعوته إلى جبهة القتال.
• منذ وقف إطلاق النار في الساعة السابعة صباحاً لم يحدث في أي مكان أي محاولة إسرائيلية للتقدم ولن يفعلوا هذا مستقبلاً.
• في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم طلبت إسرائيل من مراقبي الأمم المتحدة أن ينتقلوا إلى الطرق المؤدية من القناة إلى الغرب ليتأكدوا من عدم وجود تحركات للقوات الإسرائيلية.
• ليس لدى الإسرائيلين أي نية لتحريك قواتهم من غرب القناة إلى شرقها لمهاجمة القوات المصرية في الجيش الثالث. إسرائيل تحاول صد الهجمات فقط. لم تبلغ أي عمليات في القطاع الشمالي من الجبهة المصرية ولا على الجبهه السورية.
• المراقبون الموجودون في القاهرة لم يصلوا بعد إلى جبهة القتال ربما لأن المصريين يمنعونهم. سنكون شاكرين إذا استخدمتم نفوذكم حتى تسمح القاهرة لهؤلاء المراقبين بالذهاب إلى الجبهة.
ونريد أن نبلغكم أيضاً بالمعلومات التالية:
إن إسرائيل حصلت على رسالة من وزير الحربية المصري أثناء القتال الآخير وبهذه الرسالة:
1- نداء للقوات المصرية أن تستمر في القتال.
2- وعد بالدعم الجوي.
3- قال إن 250 دبابة تم إرسالها من القاهرة لإختراق القوات الإسرائيلية غرب القناة.
الإسرائيليون يعرفون أن ثمة تحركات لفرقة مدرعة بالقرب من القاهرة ولكنهم غير متأكدين إذا كانت هذه الفرقة تتحرك بإتجاه غرب القناة ولا بعدد الدبابات التي فيها.
في ضوء هذه التأكيدات والخطوات التي قامت بها الحكومة الأمريكية فإننا نطلب من الحكومة السوفيتية ضمانات بأن الجانب المصري يلتزم أيضاً بإتفاقات وقف إطلاق النار.
المخلص
ريتشارد نيكسون

 
شكرا اخوي يحيى بارك الله فيك
 
عودة
أعلى