دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

abdo saleh999

قيادة القوات الجوية
صقور الدفاع
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
1,027
التفاعل
825 4 0
أولاً: حرب فيتنام 1968



كانت حرب فيتنام حقل التجارب الخصب الذي أدى إلى ازدهار الحرب الإلكترونية المضادة. فعندما أدخل السوفيت الصواريخ سام ـ 2 إلى فيتنام، تحول الموقف لصالح الفيتناميين، وحينما تم تزويدهم بالمدفعية المضادة للطائرات عيار 57 مم والموجهة بالرادار، أدى ذلك إلى نجاحهم في إسقاط أول طائرة مقاتلة أمريكية من نوع فانتوم F-4، لتجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في وضع يستلزم توفير أنظمة إنذار رادارية RWR، تتكامل في عملها مع أنظمة الإعاقة المحمولة جواً.

بدأ الإعداد للمشروع Quick Reaction Capability: QRC، الذي يعني المقدرة على رد الفعل السريع، وقد صُمم على أساس استخدام نظام مستودع الإعاقة ALQ-51؛ في تكامل مع نظام مستودع قصف الرقائق المعدنية ALE-29؛ لخداع الصواريخ سام -2، إضافة إلى توفير ممرات اقتراب مستورة من أجهزة الكشف الراداري المعادية Chaff Corridor باستخدام الرقائق المعدنية، وحتى يمكن تدمير مصادر التهديد المتمثلة في الرادارات الأرضية، زودت الولايات المتحدة الأمريكية طائراتها بالصاروخ الشهير "شرايك" المضاد للإشعاع Anti Radiation Missiles: ARM، الذي يتجه نحو شعاع الرادار، حتى يصل للهوائيات ويدمرها.

في غضون ثلاثة أشهر فقط من دخول الصاروخ سام ـ2 إلى حلبة التهديد، ظهرت الطائرات F-15 المجهزة بنظام Wild Weasel المضاد للإشعاع الراداري، التي زودت برادارات للإنذار، والتبييت Radar Homing and Warning RHAW عن إطلاق الصواريخ المعادية؛ مثل الرادار APR-125، ومستقبل التحذير الراداري السلبي عن رادارات توجيه الصواريخ المعادية من نوع APR-26.

وحتى يواجه السوفيت هذا التطوير الأمريكي، طوّروا الصاروخ سام ـ2، باستخدام الرادار "فان سونج"، الذي يعمل في حيز التردد H,G، إلاّ أن رد الفعل الأمريكي كان سريعاً؛ إذ استخدمت مستودعات إعاقة ALQ-101 التي تتوافق مع حيز التردد الجديد.

في عام 1966، تحولت حرب فيتنام إلى حرب إلكترونية كاملة، حينما غطت شبكه رادارات الإنذار الأمريكية أجواء فيتنام الشمالية كلها، وكانت القوات البحرية الأمريكية هي أول من أحس بالأهمية الزائدة لأنظمة الإنذار والإعاقة المحمولة جواً، فطوّرت القاذفات A-6 Intruder بتجهيزها بنظام إعاقة ضوضائي ALQ-76 وبمستقبلات رادارية؛ للتحذير والإنذار عن رادارات توجيه الصواريخ السوفيتية.

في عام 1969، استخدم السوفيت حيز التردد I\J هرباً من الإعاقة إلى حيز جديد، إلاّ أن رد الفعل الأمريكي كان سريعاً؛ فاستخدم مستودع الإعاقة ALQ-119، الذي اشتمل على إعاقة ضوضائية، وإعاقة خداعية في حيز I\J. وهكذا، تتجلى سلسلة الفعل ورد الفعل لتظهر أهمية وجود القاعدة التقنية التي تتوافق، سريعاً، ومتطلبات تحقيق المهام الصعبة.
 
رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

ثانياً: حرب أكتوبر 1973



منذ أوائل الستينيات القرن العشرين الميلادي، بدأت معظم الدول ذات الجيوش الحديثة في تكوين وحدات فرعية خاصة بالأعمال الإلكترونية المضادة في بعض فروعها الرئيسية، مثل القوات الجوية، والبحرية، واختلفت الدول الأوربية بالزيادة والنقصان في ذلك المجال، بما في ذلك قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ودول أخرى بالمنطقة. ولكن ظل الاتحاد السوفيتي "السابق"، والولايات المتحدة الأمريكية حتى يناير 1970، هما الدولتان اللتان تضمان تنظيماً عاماً للحرب الإلكترونية، على المستويات المختلفة، ثم كانت مصر التي دخلت هذا المجال بصورة فاعلة عام 1970.

وفي أوائل عام 1970، بدأ الاتحاد السوفيتي "السابق" في توريد بعض معدات الحرب الإلكترونية، التي تدعم أعمال قتال الدفاع الجوي، والقوات الجوية، متمثلة في معدات إعاقة إلكترونية، لإعاقة القوات الجوية الإسرائيلية. وخلال عام 1971، تشكلت بعض وحدات للحرب الإلكترونية، على المستوى الإستراتيجي والتعبوي.

كانت الحرب الإلكترونية إحدى مفاجآت حرب أكتوبر بالنسبة لإسرائيل؛ إذ كانوا قد أخرجوها من حسابهم مع خروج السوفيت. وقد اشتركت في حرب أكتوبر، وحدات الحرب الإلكترونية، وعاونت أعمال قتال القوات البرية، والبحرية، والجوية، والدفاع الجوي، إضافة إلى بعض أعمال الحرب الإلكترونية على المستوى الإستراتيجي.

في السادس من أكتوبر 1973 نفذت القوات العربية المشتركة في مصر وسورية هجومها المفاجئ على إسرائيل، وصاحبت عملية الهجوم العربي عملية إعاقة لاسلكية على مواصلات القوات الإسرائيلية، أدت إلى إرباك في ممارسة القيادة والسيطرة الإسرائيلية، وإعاقة وصول أو تلقي الأوامر. وقد دعمت وحدات الحرب الإلكترونية على كافة المستويات الإستراتيجية، والتعبوية، والتكتيكية أعمال قتال القوات البرية، والفروع الرئيسية الأخرى، وبما يخدم معركة الأسلحة المشتركة.

وعلى الجانب الآخر، زوّدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بكميات كبيرة من رقائق التداخل السلبي CHAFF، وهو أسلوب كان قد استخدم منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية، وفيتنام، وكان الجديد فقط في هذا الاستخدام هو تصميم رقائق الألومنيوم؛ بحيث تعمل ضد الترددات العاملة في رادارات الدفاع الجوي المصرية، وكانت الرقائق توضع في كبسولات داخل مستودعات خاصة PODS في الطائرات، وتطلق بوساطة الطيار، وبجانب ذلك استخدم الإسرائيليون مشاعل الأشعة تحت الحمراء "الحرارية" لخداع الصواريخ سام ـ7، وقد حققت هذه الوسائل بعض النجاح في بادئ الأمر.

استخدم الإسرائيليون العديد من أساليب الإعاقة العشوائية Noise Jamming، والإعاقة النبضية Pulse Jamming، وكذلك أسلوب استخدام الأهداف المقلدة، خاصة ضد الصواريخ سام ـ7. كما تمكن الإسرائيليون من تزويد طائراتهم بجهاز تحذير راداري جديد Radar Warning Receiver RWR مركب في مستودع خاص، ويمتاز بقدرته على استقبال موجات كهرومغناطسية ذات تردد عالٍ للغاية، وأكبر بكثير من تردد رادار سام ـ6، ورادار نظام "الشيلكا"، وبذلك يُعد مصدراً للإنذار عن تتبع هذه الرادارات للطائرة.

زوّدت إسرائيل جميع زوارق الطوربيد بأجهزة التداخل والخداع، وطُليت معظم قطعهم البحرية بطلاء قادر على امتصاص الأشعة الكهرومغناطيسية الخاصة بالرادار، واستخدمت لذلك مواد قابلة للامتصاص، وهي مادة قادرة على تحويل الإشعاع الكهرومغناطيسي إلى نوع آخر من مصادر الطاقة، وهي الطاقة الحرارية التي يمكن أن تبددها المياه، أو الهواء بدلاً من أن ترتد من الأسطح العاكسة.

وعلى الجبهة السورية، اكتشفت أجهزة الإنذار الإسرائيلية أحد التشكيلات البحرية السورية، كما استطلعت خواص الإشاعات الرادارية التي استقبلتها، وبتحليل هذه الخواص تمكنوا من تمييز القطع البحرية السورية، ونوع تسليحها، وعندما اقتربت مسافة التشكيل البحري السوري إلى التشكيل البحري الإسرائيلي، قام كلاهما بالفتح على أقصى سرعة ممكنة، عندها بدأ الإسرائيليون بتشغيل أجهزة التداخل لديهم؛ لإخلال التوجيه للصواريخ السورية، كما أطلقوا عدداً كبيراً من شرائح التداخل السلبي "الرقائق المعدنية". وتوقفت نتيجة هذه المعركة بالكامل على مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه بوسائل الحرب الإلكترونية؛ حيث كان العامل الحاسم فيها هو مدى التوفيق في اتخاذ الإجراءات الإلكترونية المضادة لدى كل جانب، وكانت هناك حقيقة واضحة، وهي أن الصواريخ تحتاج إلى النظام الراداري للتوجيه، بينما يمكن للوسائل الإلكترونية أن تخدع؛ بل وتحيد هذا النظام الراداري. وفي هذه المعركة تمكن الإسرائليون، بالفعل، من إخلال التوجيه للصواريخ السورية التي سقطت في عرض البحر دون أن تصيب أهدافها.

انعكاسات حرب أكتوبر 1973 على تطوير الحرب الإلكترونية عالمياً

أهم نتائج أعمال الحرب الإلكترونية في حرب أكتوبر 1973

ظهرت الأهمية البالغة لدور الحرب الإلكترونية في المعركة الحديثة من خلال حرب أكتوبر 1973؛ مما أدى إلى قيام الدولتين العظميين، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، بدراسة شاملة لهذه الحرب؛ لاستكمال التطوير والأبحاث، ولاشك أن هذه الحرب قد استخدمت حقلاً للتجارب من الدولتين؛ لاختبار أحدث ما لديهما من أسلحة ومعدات، فلم يكن خافياً أن تزويد إسرائيل بالقنبلة التليفزيونية AGM-65، التي استخدمت على الجبهة المصرية، مما دعا الأمريكان إلى تصميم جيل جديد من الصاروخ "مافريك" هو الصاروخ AGM-45 الموجه بالليزر، وهو يُعد من الصواريخ الراكبة لشعاع الرادار.

إن الدرس الأول المستفاد من حرب أكتوبر 1973 هو أن نهاية الطائرات، والدبابات قد حانت، ولكن التطور الحالي في الطائرات، وأسلحة التدمير الجوي، واستخدام الطائرات التي لا يستطيع الرادار اكتشافها؛ كالطائرة "الشبح" الأمريكية، والطائرة "كادار" الإسرائيلية يُعد رداً كافياً على استمرار الطائرة، كما إن تزويد الدبابات بوساطة أجهزة الرؤية الليلية، وأجهزة تحديد الاتجاه الراداري، واستخدام الحاسب الآلي أصبح دلالة واضحة على مدى التقدم الذي حققته الدبابات بما يحقق استمرارها.

كان من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 هو اتهام المخابرات الإسرائيلية بالعجز والفشل، وعدم توقع الهجوم العربي، وعدم قدرتها على إنذار الحكومة الإسرائيلية بالهجوم المتوقع؛ مما هدد كيان إسرائيل نفسها بالفناء، كما كان من أهم الدروس أيضاً، عجز إسرائيل عن مهاجمة التفوق النوعي لأسلحة الدفاع الجوي المصرية، وإغفالهم العناصر الرئيسية المطلوب توافرها من إجراءات، وأساليب الحرب الإلكترونية المضادة وهي تلك العناصر، والإجراءات التي زوّدتهم بها الولايات المتحدة أثناء القتال، بعد أن فقدت إسرائيل العديد من طائراتها ودباباتها، وهذا أيضاً يثبت عجز المخابرات لديهم Signal Intelligence SIGINT عن الحصول على المعلومات اللازمة.

تتمثل نتائج حرب أكتوبر وتأثيرها في مفاهيم الفكر المتصلة بتطوير نوعية السلاح المستخدم في كل تخصص، حيث لا يزال في الإمكان تحقيق المفاجأة، وعلى كافة المستويات، على الرغم من توافر التكنولوجيا المتقدمة للاستطلاع بالأقمار الصناعية، وبطائرات التجسس، الأمر الذي انعكس في ابتكار نظم مراقبة، وإنذار أرضية وجوية.

كما زادت فاعلية الطيران أمام قوات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، وذلك بسبب ابتكار وسائل متقدمة للتشويش، والإعاقة الإلكترونية، والحرارية تزود بها الطائرات؛ بغرض التضليل، والخداع. وابتكار طائرات موجهة من دون طيار للقصف الجوي، والاستطلاع. Remotely Piloted Vehicles: RPV.

ترسخ مفهوم الحرب الإلكترونية والتأكد من فاعليتها؛ لمساندة المجهود البري، والبحري، والجوى، في مجال الاستطلاع، الأمر الذي انعكس في حث الجهود لمداومة ابتكار أساليب متطورة.

كان من نتائج تحقيق المفاجأة في حرب أكتوبر 73، السعي لتصميم وإنتاج نظام متطور ومتكامل؛ للاستطلاع على كافة المستويات، يتمثل في النظم الآتية:

أ. نظام الاستطلاع الاستراتيجي


وتكفله شبكة متكاملة من مجموعة أقمار صناعية تدور في مدارات حول الأرض؛ لتغطى نطاقات الاستطلاع فوق القارات، والمحيطات في الكرة الأرضية، وفي هذا المجال أطلق ويطلق الاتحاد السوفيتي السابق، والولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من الأقمار الصناعية؛ لتدور حول الأرض في برنامج متصل سوف يستمر تنفيذه في شكل ثابت في المستقبل.

ب. نظام الاستطلاع التعبوي



ويكفله نظام للمراقبة والإنذار محمول جواً؛ كنظام AWACS الأمريكي المحمول في الطائرة بوينج E-3A، ونظام MOSS الروسي المحمول في الطائرة TU-114 ويشمل هذا النظام: "راداراً للمراقبة والإنذار، وحاسباً إلكترونياً، وأجهزة متقدمة للإرسال، والاستقبال" محمولة جواً، ومتصلة بالقواعد الأرضية للصواريخ والمقاتلات، للإبلاغ في دقة عن مواقع الأهداف؛ لتدميرها. وتحلق الطائرات المزودة بهذا النظام على ارتفاع 30 ألف قدم بما يتيح لها الكشف الراداري على كافة الارتفاعات، وفي كل الاتجاهات، وهذا يكفل لها الإنذار المبكر تجاه المواقف الطارئة، والتعامل المباشر معها.

تغيّر مفهوم الفكر العسكري الإسرائيلي، واتجه إلى تجهيز الطائرات بمعدات الإعاقة الإلكترونية؛ حتى تتمكن الطائرات من حرية العمل من دون تدخل من القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي المعادى، مع توفير نظام إنذار فوري، وسيطرة تحقق سرعة توجيه الطائرات إلى الأهداف المعادية لتدميرها. وتوجيه عناية خاصة لدعم الإمكانات التكنولوجية في مجال الاستطلاع، وجمع المعلومات جواً، وبحراً، وبراً بما يحقق الإفادة القصوى من المواقف؛ لمصلحة الاستخدام الأمثل لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المعارك.
 
رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

ثالثا: حرب فوكلاند 1982



كانت حرب فوكلاند مجالاً وتجربة استفاد منها الإنجليز كثيراً. فقد كانت "لهاريير"أنسب الطائرات للدعم الأرضي؛ لِمَا تتمتع به من قصر ممرَي الإقلاع والهبوط؛ وهو ما يتناسب مع مسرح عمليات يفتقر إلى أرض، وتؤدي فيه القوة البحرية الدور الكبير. عانت الطائرة "لهاريير"بسبب نقص وسائل الإعاقة للحماية الذاتية المحمولة جواً Airborne Self Protection Jamming: ASPJ. ونظراً إلى هذه الظروف، قام العلماء الإنجليز بما يشبه المعجزة؛ إذ صمموا، ونفذوا 10 مستودعات للحماية الذاتية، خلال فترة قياسية لا يمكن تصديقها، لم تتجاوز الأسبوعين. إن تحديد خصائص مصادر التهديد الأرضية المحتمل مواجهتها يؤدي الدور الأكبر في تصميم مستودعات الحماية الذاتية.

تلقى العلماء المهمة في 6 مايو 1982؛ ليطير أول مستودع في 14 مايو 1982، أي بعد أسبوع. وتمت التجربة، ولكنها أخفقت، مما سبب آلاماً نفسية قاسية لطاقم التطوير الذي عمل على عجل. ولم يكن الخطأ سوى مصهر "فيوز" صغير احترق في وحدة التغذية، وجرى إصلاحه؛ ليتولد الأمل من جديد بعد معالجة المشكلة. وأعيدت التجربة في 15 مايو 1982؛ ليثبت المستودع Blue Eric نجاحه عملياً؛ ليبدأ تجهيز 10 مستودعات خلال أربعة أيام فقط، لتصبح الطائرة "الهاريير" جاهزة للإجراءات الإيجابية، بعدما جهزت بتلك المستودعات، علاوة على مستودع الإعاقة السلبية ALE-40 الذي يوفر الإعاقة بالرقائق المعدنية، والمشاعل الحرارية.
 
رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

رابعا: عملية سهل البقاع 1982 "سلام الجليل"



. الإعداد للعملية

أجمعت معظم الكتابات والتحاليل، التي تناولت هذه العملية، أنها مثال متكامل متقن الأدوار؛ لعملية خداع إلكتروني متعدد الزوايا، ويرجع النجاح في هذه العملية إلى استخدام إسرائيل نوعيات متقدمة من الأسلحة، والمعدات الفنية، وأساليب متطورة في التعامل مع هذا التجمع من الصواريخ، معتمدة على المعلومات الدقيقة والشاملة عن هذه الصواريخ، وقد عملت على تحديث هذه المعلومات أولاً بأول، منذ دخول تلك الصواريخ منطقة سهل البقاع 1981، ومنفذة الدروس المستفادة من حرب 1973، وخاصة في التعامل مع وسائل الدفاع الجوي، ومع القوات الجوية معاً، وقد أجريت العملية على النحو التالي:

أ. قبل العملية، بوقت طويل، تمكنت إسرائيل من جمع كافة البيانات والمعلومات عن هذه الصواريخ بوساطة الطائرات الموجهة من دون طيار بشكل رئيسي، وكذلك وسائل الاستطلاع الأخرى، محددة مراكز الصواريخ، الرئيسية والاحتياط، ومواقعها وتردداتها، وفترات العمل وأسلوب رفع أوضاع الاستعداد لهذه الصواريخ.

ب. أطلقت إسرائيل عدداً من الطائرات الموجهة من دون طيار مزودة بعواكس ركنية، لتظهر كطائرات القتال على شاشات الرادار السورية. وفي الوقت نفسه، كانت بالجو طائرة الإنذار والتوجيه E-2C، وطائرة الإعاقة "البوينج 707".

ج. كان لا بد للدفاعات السورية، عند كشفها لأهداف قادمة لقصفها، أن تشغل محطات الرادار لتشتبك مع هذه الطائرات.

هنا التقطت الطائرة E-2C ترددات الرادارات، وزوّدت بها طائرة "البوينج 707" لأغراض الإعاقة، والطائرات المقاتلة، وكذلك صواريخ أرض/ أرض الإسرائيلية الصنع من نوع "زئيف" راكبة الشعاع التي استعملتها للمرة الأولى، عملياً، لأغراض تدمير وسائل الكشف؛ لمنظومة الدفاع الجوي السورية.

وتحت ستر الإعاقة الإلكترونية، جرت الأعمال القتالية التالية في تواكب زمني منظم:

أ. قصفات مدفعية ميدان مركزة على مواقع الصواريخ.

ب. رمايات صواريخ "زئيف" راكبة الشعاع من مسافة أكثر من 35 كم.

ج. هجمات جوية بقوة 2 - 4 طائرة لكل بطارية؛ لاستكمال تدميرها سواء بصواريخ "شرايك" راكبة الشعاع، أو بالأسلحة التقليدية.

ومع بداية العملية، كانت الطائرات الموجهة من دون طيار تنفذ عمليات الاستطلاع الجوي، وترسل صورة تليفزيونية فورية للقيادة الإسرائيلية؛ للتأكد من دقة الإصابات، وإخراج الصواريخ عن العمل، كما نفذت هذه الطائرات مهام تحديد مواقع الأهداف المطلوب تدميرها لقنابل "الكوبرهيد" الليزرية.

2. تنفيذ العملية: الأسلوب الإسرائيلي المستخدم في تدمير بطاريات الصواريخ السورية في سهل البقاع بلبنان 1982

أ. النظم والوسائل الإلكترونية المستخدمة

(1) طائرات السيطرة والإنذار المبكر E2-C.

(2) طائرات موجهة من دون طيار "سكوت، ماستيف، سامسون".

(3) طائرات إعاقة إيجابية، وحاملة للصواريخ راكبة للشعاع F-4G نظام Wield Weasel.

(4) طائرات إعاقة إيجابية "بيتش كرافت" RU-21J.

(5) مستودعات الحماية الذاتية لطائرات القتال، تشمل مستودعات إعاقة إيجابية ومستودعات إعاقة سلبية للرقائق.

(6) صواريخ راكبة الشعاع أرض/ أرض "زئيف".


ب. أسلوب التنفيذ



(1) اقتراب الطائرات الموجهة من دون طيار المزودة بعواكس ركنية، لتبدو كطائرات حقيقية؛ مما أجبر وسائل الدفاع الجوي السوري على تشغيل معظم راداراتهم؛ مما أعطى الفرصة لطائرات الاستطلاع الإلكتروني المتمثلة في الطائرة E2-C، وبعض الطائرات من دون طيار من كشف الخصائص الفنية للرادارات السورية.

(2) إرسال الخصائص الفنية للرادارات السورية إلى طائرات الإعاقة، وطائرات القتال؛ لإعداد مستودعات الإعاقة للحماية الذاتية للعمل وفق تلك الخصائص مع تكثيف أعمال الإعاقة أثناء اقتراب طائرات القتال.

(3) قيام الموجة الأولى من طائرات القتال بنشر وسائل الإعاقة السلبية المتمثلة في الرقائق المعدنية؛ لإخفاء طائرات الهجمة، وكذلك الطائرات الشراعية "سامسون" لاستنزاف صواريخ الدفاع الجوي السوري ضد أهداف خداعية.

(4) إطلاق الصواريخ "زئيف" راكبة الشعاع أرض/ أرض ضد الرادارات السورية، قبل دخول الطائرات المهاجمة لمناطق التدمير.

3. سمات العملية

من أبرز سمات العملية ما يلي:

أ. الاستخدام المتجانس واسع النطاق لمعدات الحرب الإلكترونية، والمعروف أغلبها عالمياً.

ب. أدت الدروس المستفادة من حربها السابقة مع العرب 1973 كعادة إسرائيل، دائماً، إلى تطوير واضح بالقوة الجوية، وتطوير فن أساليب القتال، والاستخدام، وتطوير في بعض، الأسلحة والمعدات لخدمة المهمة.

ج. الدور المهم الذي أدّاه الاستطلاع الإلكتروني، والتليفزيوني، الذي نفذته الطائرات الموجهة من دون طيار قبل العملية بوقت طويل، حددت خلالها جميع الإمكانات الفنية، والتكتيكية، وأماكن التمركز، والتوقيتات، وأوضاع الاستعداد؛ مما سهل عملية تدمير هذه الصواريخ.
 
رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

خامسا : عملية خليج سرت 1986



رُسِم خطُ وهمي في خليج "سرت" على بعد 100 ميل من السواحل الليبية سُمي "خط الموت"، واتخذ الرئيس الأمريكي "ريجان" من ذلك الخط الوهمي ذريعة للقيام بمزيد من المناورات على طول الساحل الليبي طوال شهري فبراير، ومارس 1986، ومع كل اقتراب من الساحل الليبي، كانت طائرات الاستطلاع الإلكتروني ترصد الإشعاع الكهرومغناطيسي لأنظمة الدفاع الجوي الليبي، ومحطات الرادار.

وكان الغرض الرئيسي يتمثل في الحصول على البصمات الكهرومغناطيسية لرادارات الصاروخ سام ـ5 GAMON، الذي تسلحت به ليبيا، فالصاروخ، في عرف القيادة الأمريكية، تهديد خطير؛ إذ يبلغ مداه 250 كم، وسرعته 4 ماخ، وقادر على التعامل مع الأهداف على ارتفاع حوالي 9.500 قدم؛ مما يشكل تهديداً خطيراً لطائرات الاستطلاع الإلكتروني، وطائرات الإنذار المبكر مثل "الأواكس".

وكان الهدف واضحاً في رصد مواقع شبكات الرادار الجانبية، والخلفية Side Net Radar، وBack Net Radar التي توجد في مواقع الصاروخ سام ـ5. وفي مناورة الأسبوع الأخير من مارس 1986، تجاوزت الطائرات الأمريكية عمداً "خط الموت"، ومع إثارة أنظمة الدفاع الجوي الليبية، رصدت البصمات الرادارية لرادارات الصاروخ "سام ـ5"، وبقية رادارات الدفاع الجوي، وعندما أطلقت عدة صواريخ سام ـ5 رصدت الترددات، وكود التتبع للصاروخ، ورادارات الإنذار التي تعمل معه، ونتج عن الاشتباك تدمير محطتي صواريخ، وثلاثة قوارب حربية، وكان الفوز الحقيقي هو تسجيل البصمات الكهرومغناطيسية للصواريخ سام- 5، ورصد محلاتها بدقة.

2. غارة مباغتة



في الساعة السابعة من مساء الاثنين 15 أبريل 1986 بتوقيت أمريكا، الثانية فجر الثلاثاء 16 أبريل، بتوقيت ليبيا أغارت حوالي 18 طائرة EF-111 ، و15 طائرة A-6 على أهدافها المخططة في ليبيا، وبلغ إجمالي الطائرات التي خصصت للمهمة 120 طائرة، لم تشترك حوالي 90 طائرة منها في الهجوم مباشرة.

ونظراً لتعدد الأهداف، فلقد رأى القادة على حاملتي الطائرات "أمريكا"، و"كورال سي" أنه لا بد من الاستعانة بقوة إضافية من الطائرات لزيادة الفاعلية. وتقرر اشتراك 18 طائرة F-111 أمريكية أقلعت من 3 قواعد جوية أمريكية في إنجلترا، والتقت الطائرات القادمة من بريطانيا مع الطائرات المنطلقة من حاملتي الطائرات "أمريكا"، و"كورال سي" اللتان اقتربتا من الساحل الليبي لمسافة 240 كم، وعليها 270 طائرة، ومعها 30 قطعة بحرية أخرى؛ لأغراض المعاونة، والحماية، والحراسة.

وقد استمر الهجوم الأمريكي فترة تتراوح بين 11 و12 دقيقة على خمسة أهداف وقد استخدمت الطائرات A-6 الصواريخ الموجهة تليفزيونيا من حاملات الطائرات.
 
رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

سادسا: حرب تحرير الكويت



1. إعداد مسرح الحرب الإلكتروني

أ. أعمال الحرب الإلكترونية منذ بدء الأزمة "أغسطس 1990"

لم تبدأ أعمال الحرب الإلكترونية للقوات المتحالفة مع الغزو العراقي للكويت، ولكن تمت عمليات الاستطلاع الإلكتروني والمراقبة من الدول العظمى على مدار 24 ساعة، لمراقبة القوات العسكرية، وللحصول على المعلومات وتأكيدها؛ سواء من محطات المراقبة والإنذار الإستراتيجية، أو من العناصر التعبوية والتكتيكية للاستطلاع الإلكتروني المنتشرة من داخل الدول الصديقة لها والقريبة من مسرح العمليات المنتظر، أو من خلال السفن الحربية والطائرات الحربية المتجولة بالقرب من مسارح العمليات التي تحمل كافة المستشعرات الإلكترونية، وربما من خلال الوسائل المدنية من أجل تجميع المعلومات اللازمة للصراع.

علاوة على ذلك استخدمت الأقمار الصناعية للاستطلاع التي تطلقها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي "السابق" ودول أخرى.

ومن المؤكد أن الدول المتحالفة ـ وعلى رأسها الولايات المتحدة ـ قد كثفت أعمال الاستطلاع، والمراقبة للعناصر الإلكترونية العراقية مع بدء الغزو العراقي للكويت، وظلت تتابعها من أجل التخطيط لعملية تحرير الكويت "عملية عاصفة الصحراء" في الفترة التالية، وهو ما نفذ فعلاً في منتصف شهر فبراير 1991. وعلى الفور خصصت الولايات المتحدة الأمريكية عناصر الاستطلاع الآتية:

(1) خمس طائرات أواكس للإنذار المبكر لمراقبة الأوضاع في المنطقة بخلاف خمس طائرات أخرى موجودة لدى القوات السعودية.

(2) قمر صناعي واحد من نوع "لاكروس" يستطيع رصد الدبابات، والشاحنات.

(3) خمسة أقمار صناعية من نوع KH-11 وKH-12 تستطيع أن تميز التفاصيل الدقيقة مثل أنواع الدبابات، ومواصفاتها.

(4) ثلاثة أقمار صناعية من نوع SIGNT للتنصت على الاتصالات اللاسلكية.

ب. معدات الحرب الإلكترونية ووسائلها التي اشتركت في الحرب

قبل عمليات التحرير مباشرة رُصد العديد من معدات الحرب الإلكترونية لكل من: "الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا".

(1) الولايات المتحدة الأمريكية

(أ) معدات الحرب الإلكترونية المحمولة جواً

• 12 مقاتلة استطلاعية F-4 فانتوم.

• 12 طائرة عمليات حرب إلكترونية EF-111.

• 6 طائرات استطلاع إستراتيجي TR-1.

• 4 طائرات أواكس "بوينج E-3 سنترى".

• طائرة بوينج EC-135 حرب إلكترونية.

• طائرة بوينج EC-130 حرب إلكترونية نظام "هيركوليز"، وغيرها.

(ب) معدات الحرب الإلكترونية للقوات البحرية

• 12 طائرة رصد وإنذار إستراتيجيي مبكر E-2C.

• 12 طائرة مهمات إلكترونية E-6 براولر.

• سلاح المارينز: 6 طائرات مهمات إلكترونية E-6 براولر.

(2) بريطانيا

أرسلت تشكيلاً يضم عدد أربع طائرات رصد، ودورية، واستطلاعاً بحرياً بعيدة المدى من نوع "نمرود".

(3) فرنسا

10 تشكيلات مقاتلات استطلاعية من نوع "اتندارد ـ 4".

هذا، بخلاف معدات أخرى مجهزة على السفن.

ج. أعمال الحرب الإلكترونية مع الاستعداد لبدء هجوم القوات المتحالفة

كثفت القوات المتحالفة منذ يوم 16 يناير 1991 عمليات المراقبة والاستطلاع؛ وهو ما يطلق عليه تدقيق المعلومات المتوافرة لدى هذه القوات، وتبعها بدء عمليات التشويش اللاسلكي، والراداري بوساطة الوسائل المتوافرة كافة؛ سواء الأرضية، أو الجوية من طريق الأقمار الصناعية، وكانت هذه العمليات هي الشواهد الدالة على التحضير للهجوم، وهو ما نُفذ فعلاً في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي 17 يناير 1991 مباشرة؛ إذ بدأ الهجوم الجوي للقوات المتحالفة.

2. نظم الحرب الإلكترونية التي استخدمت خلال العملية، وما نفّذته من مهام

أ. نظام للإنذار المبكر والتوجيه عن بعد محمول جواً بطائرات AWACS

كان يوجه، وينسق أعمال قتال المقاتلات، والقاذفات في الجو، واستطلاع الأهداف المعادية ورصدها بعمق 500 كم على مختلف الارتفاعات، وفي مختلف الأحوال الجوية، والرؤية ليلاً ونهاراً، وفي ظروف الرؤية الصعبة.

ب. نظام للاستطلاع الفضائي عن بعد

خاص بمسرح العمليات في الكويت، وفي عمق الأراضي العراقية، ضم أكثر من 14 قمراً صناعياً للاستطلاع والتجسس؛ لرصد الأهداف الاستراتيجية، والتعبوية، وأوضاع القوات العراقية، وتنسيق أعمال القتال، وهذه الأقمار تستطيع رصد أهداف يقل حجمها عن 13 سم. كما أن هناك نوعاً من الأقمار "لاكروس"، الذي كان قد أطلق من مكوك الفضاء "أتلانتيك" في 1988؛ يستطيع التقاط صور فوتوغرافية لأي هدف على الأرض يزيد حجمه عن نصف متر، بل إن أشعته الرادارية قادرة على اختراق سطح الصحراء لعدة أقدام تحت الأرض، مما يساعد المخططين على تحديد مواقع المخابئ.

ج. حشد التحالف الدولي مجموعة كبيرة من أجهزة التجسس فوق العراق، والكويت منذ الاجتياح العراقي للكويت. وأُطلقت فعلاً أقمار صناعية متخصصة إلى الفضاء لمراقبة الوضع عن كثب، إلى جانب أقمار أخرى تولت مهام التنصت على اتصالات القادة والسياسيين العراقيين؛ سواء عبر الهاتف، أو الأجهزة اللاسلكية. وكان يحلق قمران صناعيان ـ مرة كل يومين ـ فوق الخليج، هما من نوع KH-11 المعروف أيضاً باسم KEYHOLE، وحتى عندما يبعدان عن المنطقة، فإن آلات التصوير الجانبية المزودان بها تستطيع إرسال صورة إلى "مركز معالجة الصور القومي" التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية خارج واشنطن.

وهذه الأقمار تمكن محللي وكالة الاستخبارات المركزية من الجلوس في واشنطن، ومراقبة القادة العراقيين وهم يحركون دباباتهم عبر الصحراء،.

د. برزت في المراحل الأولى لحرب الخليج طائرات الإنذار المبكر المحمولة جواً "الأواكس" E-3A بوصفها أكثر مصادر التجسس التفصيلي أهمية، وقد كانت هذه الطائرات من نوع "بوينج - 707" معدة للتجسس، وإدارة معارك جوية معقدة، بالطيران 24 ساعة في الجو، وأعطت قوات التحالف الدولي فوائد أساسية في الحرب الجوية الخاطفة.

وقد هرعت طائرة الاستطلاع الجوي J-STARS إلى المنطقة الخليجية، للتحري عن التحصينات الأرضية للقوات العراقية. التي حققت نجاحاً في هذا المجال.

ورغم هذا التقدم التكنولوجي، وقدرة الأقمار الصناعية على اختراق البث الراداري للإعداد، واكتشاف مصادرهم الحرارية، فقد برزت عوائق أمام التحالف الدولي؛ فمثلاً عمد قادة صواريخ سكود العراقيون إلى الاحتماء تحت الجسور، أو داخل المباني، مع إيقاف الرادارات عن العمل، وإطفاء مولدات الطاقة الخاصة بها. وكانوا يظهرون فقط عندما تكون هناك غيوم في السماء، أو عندما يعتقدون أن الأقمار الصناعية بعيدة عن المنطقة.

كذلك حاول القادة العسكريون العراقيون تجنب التحدث بوساطة اللاسلكي، وهم يملكون نظاماً جديداً للاتصالات يستخدم الألياف البصرية "الضوئية"؛ وهي كابلات مدفونة تحت الأرض لبث الرسائل، بدلاً من استخدام اللاسلكي التقليدي.

هـ. تحصل القواعد الأمريكية ـ الأسترالية في داخل أستراليا على معلومات ترد إليها من 15 قمر تجسس على ارتفاعات كبيرة، بعضها ثابت فوق الخليج والبعض الآخر يتحرك في مدارات تمر فوق المنطقة، وتعد "نورونجار" أهم قاعدة أسترالية للتجسس، وتبعد 500 كم شمال غرب "اديلير"، وتدار بوساطة قيادة مشتركة من سلاح الجو الأمريكي، ونظيره الأسترالي.

وتجمع "نورونجار" معلومات وصوراً من أقمار صناعية تابعة لبرنامج دعم الدفاع الأمريكي DSB، التي تستخدم تلسكوباً يعمل بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن أدخنة العادم الصادرة من صاروخ "سكود" أطلق لتوه، وخلال دقيقة واحدة ترسل المعلومات، والصور إلى القادة الأمريكيين في المملكة العربية السعودية.

ويدير قاعدة "باين جاب" على بعد 20 كم من "اليس سبرينغز" خبراء من الاستخبارات المركزية الأمريكية وزملاؤهم من أستراليا. وتستخدم هذه القاعدة في التنصت على الاتصالات العسكرية، والمدنية العراقية من طريق أقمار صناعية.

و. استُخدمت معدات إعاقة على الأرض، أو في الجو، أو من السفن، أو الطائرات الموجهة من دون طيار، ومن هذه المعدات ما يستخدم للمعدات اللاسلكية، ومنها ما يستخدم للأجهزة الرادارية.

ومن أحدث هذه المعدات التي استخدمت خلال عمليات تحرير الكويت طائرات E-6 "براولر" التابعة للبحرية الأمريكية، وطائرات EF-111 "رايغن" التابعة لسلاح الجو الأمريكي، هذه الطائرات كُلفت بتتبع أنظمة الرصد والكشف الرادارية، والحرارية التابعة للقوات العراقية، ثم التشويش عليها، وتضليلها، وتعميتها، والعمل على تحييدها تماماً إذا أمكن، إضافة إلى متابعتها لأي محاولات قد ينفذها الخصم للتشويش على الأنظمة الإلكترونية، والرادارية الصديقة تمهيداً لمكافحة هذه المحاولات وتعطيل تأثيرها.

ومن نظم الإعاقة الرادارية المستخدمة ما يلي:

أ. نظام "شاف" Chaff

ويتكون من صفائح معدنية رقيقة؛ قطعت بأطوال معينة، وتقصف بكميات كبيرة من الطائرات ، أو المركبة الجوية؛ لتشكل غمامة من الصفائح يتقاذفها الهواء، فتعكس الطاقة الرادارية المنبعثة من محطات المراقبة والتوجيه الأرضي، وتمنعها من رصد الهدف الحقيقي. وقد استخدم نوع حديث بالاستعاضة عن الصفائح بمسحوق معدني يحقن في الهواء؛ ليشكل رذاذا يغطي بقعة واسعة من الأجواء؛ إذ يختفي أثر الطائرة فيها.

ب. نظام التشويش المتعدد الذبذبات

عندما يتنبه الطيار إلى وجود محطات رادار عاملة، يطلق هذا الجهاز الذي يرسل شعاعاً على مختلف الترددات العاملة، وتبدو شاشة الرادار بيضاء كما أنها مثقلة بالأهداف العديدة المتداخلة، التي يستحيل التمييز بينها.

ج. جهاز التشويش المقذوف بالمظلة

ترسل هذه الأجهزة ـ بعد قصفها بالهواء ـ ذبذبات على ترددات مختلفة؛ بحيث تغطي حيزاً واسعاً من الموجات؛ فتؤثر على عمل الرادارات، وتشل فاعليتها؛ إضافة إلى ما تحدثه من تشويش على شاشات الرادار. تبدو هذه الأجهزة المسقطة بالمظلات على لوحات التوقيع في غرف العمليات، كأنها طائرات تشويش إلكتروني، فتنشط وسائل الدفاع الجوي للتصدي لها، وتتسبب في هدر الطاقة الدفاعية وتشتتها وتبددها.

كانت السيادة التي حصلت عليها الحرب الإلكترونية من البداية إلى النهاية السبب الرئيسي ـ ويحتمل أن يكون أهم سبب النجاح للعمليات الجوية لقوات التحالف ضد العراق. فالحرب الإلكترونية التي شنت بمختلف الطرق والأساليب التي يمكن تخيلها،مكنت القوات الجوية المتحالفة من إرباك الدفاعات الجوية العراقية خلال الأسابيع الستة للحرب؛ مما أدى إلى فتح الطريق لطائرات الحلفاء، وحمايتها خلال تنفيذ مهامها القتالية.

3. رد فعل القادة على دور الحرب الإلكترونية في العمليات

الفريق الجوي "تشارلز هورنر" ـ قائد القوات الجوية الأمريكية في الرياض ومايسترو الحملة الجوية ـ لقوات التحالف أعطى الحرب الإلكترونية ما تستحقه من تقدير لنتائجها الهائلة، وفي إجابته على سؤال وجه إليه عن نتائج الأعمال الإلكترونية خلال الحرب؛ ذكر بأنها كانت أحد الأنوار الساطعة في حرب الخليج، خاصة في ظل العدد الهائل للطلعات الجوية للحلفاء، والكثافة العالية للدفاعات الجوية العراقية.

وأضاف الفريق "هورنر" أن خسائر الحلفاء بلغت عشر طائرات، بالرغم من آلاف الصواريخ التي أطلقتها القوات العراقية عليها، وهذا ليؤكد على أن تكامل الحرب الإلكترونية مع عمليات التدمير الإلكتروني بوساطة نظام الطائرات "الوايلد ويسيل"؛ قد أثبت فاعليته بدرجة مؤكدة.

4. تأثير أعمال الحرب الإلكترونية على أعمال القتال

كانت الإجراءات المضادة جزءاً من الترسانة الإلكترونية للقوات الجوية المتحالفة التي قادتها القوات الجوية الأمريكية. وقد استخدمت هذه القوات كل الوسائل الإلكترونية في القتال ضد قوات، ووسائل الدفاع الجوي، والاتصالات العراقية التي سحقت، أو خدعت، أو شوش عليها بوساطة عمليات الإعاقة والخداع، ثم بوساطة الصواريخ والقنابل.

ومثال للمعركة الإلكترونية الحديثة، كان على طائرات الشبح من نوع F-117A مهاجمة رادارات الدفاع الجوي العراقي، التي لم تتمكن من رؤيتها أثناء اقترابها. وباستغلال الثغرات التي حدثت في الحقل الراداري العراقي نفذت موجات الطائرات الحليفة في مقدمتها الطائرات (وايلد ويسيل)، والمقاتلات القاذفة بالهجوم، وقد أكدت الطائرة F-117 للعالم أن الحرب الإلكترونية الحديثة تعتمد على خداع الرادارات أو تعميمها، وعدم تمكينها من رؤية الهدف بالدرجة نفسها التي تعتمد عليها في تدمير الرادارات.

ويمكن وصف سيناريو الحرب الإلكترونية ـ في التعامل مع حيز الطيف الكهرومغناطيسي الكلي للمعركة ـ بأنها عملية مستمرة تتناول التعامل مع وسائل الاكتشاف، ثم التمييز، ثم الاستحواذ، فالمتابعة، ثم إطلاق الصواريخ وتوجيهها، وأخيراً التعامل مع طبات الصواريخ.

وقد أتمت الحرب الإلكترونية معركتها في عاصفة الصحراء بالتعامل المتتالي مع أجزاء حيز الطيف الكهرومغناطيسي؛ بدءاً بالإعاقة من بعد بوساطة الطائرات EF-111 ضد رادارات الكشف والتمييز لقوات الدفاع الجوي العراقية، وانتهاءً بالأنظمة المحمولة على طائرات القتال التي تعاملت مع الجزء الأخير للحيز الكهرومغناطيسي المتمثل في نظم توجيه الصواريخ.

جاءت نتائج عاصفة الصحراء تأكيداً لدور الحرب الإلكترونية الأمريكية؛ إذ تعرضت الحرب الإلكترونية الأمريكية في السنوات الأخيرة لفشل عدة أنظمة حرب إلكترونية حيوية؛ سواء من حيث التطوير، أو من حيث العمل، إلاّ أن عاصفة الصحراء أوضحت الجانب الآخر من القصة ألاَ وهو جانب النجاح، ويرى أحد مسؤولي الحرب الإلكترونية في وزارة الطيران الأمريكية أن عاصفة الصحراء أكدت أن نظم الحرب الإلكترونية للقوات الجوية الأمريكية كانت أفضل كثيراً مما كانوا يتوقعون، وأنهم كانوا يعلمون بمدى كفاءتها، غير أنهم لم يستطيعوا إثبات ذلك إلى أن جاءت عاصفة الصحراء وأكدت فاعليتها.

وفي مقالة لمجلة Air Force Magazine الأمريكية مع الفريق الجوي "هورنر"، استعرض معدات الحرب الإلكترونية واستخداماتها في عاصفة الصحراء كالآتي:

أ. طائرات إعاقة منطقة

أو ما يعرف بطائرات الإعاقة من بُعد Stand Off Jamming؛ سواء بوساطة الطائرة EF-111 التابعة للقوات الجوية، أو طائرات البحرية EA-6B، التي وجهت إشعاعاتها الإلكترونية إلى رادارات اكتشاف الأهداف للقوات العراقية؛ إذ عجزت عن إدراك حقيقة الأهداف المعادية وسط الأهداف العديدة الزائفة.

ب. مستودعات الأعمال الإلكترونية المضادة المركبة في الطائرات

بغرض توفير الحماية الذاتية لها؛ بإعاقة رادارات توجيه الصواريخ، وخداعها بالرقائق، وبإطلاق المشاعل الحرارية؛ لإفشال توجيه الصواريخ الباحثة عن الحرارة.

ج. طائرات التدمير الإلكتروني

سواء الفانتوم F-4G التابعة للقوات الجوية، أو طائرات البحرية FIA-18، وكلتاهما تعمل في مهمة "وايلد ويسيل"؛ إذ تطلق صواريخ مضادة للأشعة الرادارية ذات سرعة عالية High Speed Anti Radiation Missiles HARM على الرادارات الأرضية المعادية؛ مما يجبر عمال الرادارات على عدم إبقائها في وضع العمل لفترات طويلة.

وقد أدت هذه الأساليب مجتمعة إلى تحويل الطائرات المغيرة إلى أشباح؛ سواء كانت مصممة لهذا الغرض STEALTH، أو كانت طائرات تقليدية.

إضافة لما سبق، ضمت المعركة الإلكترونية للتحالف عناصر حيوية أخرى. فكان للطائرة EC-130 المعروفة باسم Compass Call، دور حيوي في التشويش على معظم الاتصالات العسكرية العراقية على كافة المستويات.

ومن الأنظمة الأخرى مستودع الإعاقة ALQ-184، وكانت القوات الجوية الأمريكية قد تعاقدت في 1982 على تطويره؛ ليناسب العمل مع عدد كبير من الطائرات، وخلال الاختبارات العملية لهذا المستودع ظهرت مشكلة في أحد أجزائه، وكان من الممكن أن توقف إنتاجه؛ غير أن القوات الجوية كانت قد قررت المضي في إنتاجه بمعدل منخفض، قبل إجراء الاختبارات، ونتيجة لذلك، فإن عدداً لا بأس به من طائرات القتال الأمريكية كانت قادرة على دخول الحرب بهذه المستودعات ALQ-184 التي أدت دوراً كبيراً في خداع الصواريخ الموجهة رادارياً، وقللت كثيراً من خسائر الطيران.

والنظام الثاني الذي استخدم، هو نظام الإعاقة الداخليALQ–135 ، وقد بدأت الشركات في تصنيعه للقوات الجوية الأمريكية منذ 1983 بناء على إستراتيجية مطالب "البنتاجون" من معدات الحرب الإلكترونية التي وضعت في أوائل الثمانينات للقرن العشرين الميلادي. وأدى هذا النظام أداءً محدوداً في عاصفة الصحراء، نتيجة لاستخدامه في عدد محدود من المقاتلات F-15C، لكن كان له نصيب الأسد في كثير من طلعات جو/ جو الناجحة في عاصفة الصحراء.

ولا تتوقف قصة نجاح الحرب الإلكترونية في عاصفة الصحراء على استخدام النظم الحديثة فقط؛ إذ إن معظم طائرات القوات الجوية كانت تحمل أجيالاً قديمة؛ مثل المستودعاتLQ-119 وALQ-131، وكلها أدت واجبها على الوجه الأكمل.

إضافة لما سبق، أوضحت عمليات عاصفة الصحراء سلامة قرار القوات الجوية الأمريكية في الثمانينات بإنتاج أجهزة تحذير راداري حديثة لمقاتلاتها، وأحد هذه الأجهزة هو جهاز التحذير الراداري ALR-56C، الذي زودت به كل الطائرات المقاتلة F-15E، وكثير من الطائرات F-15C، وكان للحاسبات الإلكترونية التي تعيد برمجة أجهزة التحذير الراداري دوراً حيوياً، وهذه الحاسبات تدخل حالياً في معظم أجهزة التحذير الراداري الحديثة.

ومع التطور في أجهزة التحذير الراداري، بدأت القوات الجوية الأمريكية في إنتاج نظم تحذير ضد الصواريخ؛ لاستكمال التحذير الراداري الموجود على طائرات القتال، فجهاز التحذير الراداري قد لا يكون حساساً إلاّ بالنسبة للصواريخ الموجهة رادارياً المقتربة من الطائرة، بينما نجد أن نظام التحذير ضد الصواريخ مصمم لاكتشاف باقي أنواع الصواريخ؛ بما فيها تلك المستخدمة لمستشعرات أشعة تحت الحمراء، أو كهروبصرية "كهروضوئية". وتنفذ نظم التحذير ضد الصواريخ، حالياً، بوساطة عدد محدود من طائرات القوات الجوية منها B-52 وF-111، وطائرات المهام الخاصة. كما تبحث القوات الجوية على نظم تحذير ضد الصواريخ لطائرات النقل مثل: C-141، وC-5، وC-130، وكذلك المقاتلات مثل: F-15، وF-16.

5. استخدام التكنولوجيا الحديثة في أعمال الحرب الإلكترونية

أدّت طائرات الاستطلاع JOINT-STARS، وطائرات الإنذار المبكر AWACS المحمولة على متن الطائرات "البوينج 707" وظيفة المفتاح للإمداد بالصور الرادارية للأرض مشتملة على رصد القوات أثناء تحركها.

وببعض التفصيل، فقد اعتمدت قيادة قوات الحلفاء إلى حد كبير، على الطائرات "الفانتوم" المجهزة للاستطلاع من نوع RF-4C المعروفة باسم "الحارس القومي للقوات الجوية الأمريكية"، وطائرات R-IA7 التابعة للسلاح الجوي، وميراج RAD-5، وميراج RAD-2000 للمملكة العربية السعودية، وطائرات ميراج لدولة الإمارات، وكل هذه الطائرات كانت مجهزة بآلات تصوير ضوئية، فيما عدا طائرات الميراج لدولة الإمارات، فقد زودت بأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء IRLS مركبة داخل مستودعات استطلاع معلقة من نوعCORS.

قدمت فرنسا نظاماً لمستقبل النظم الكهروضوئية باستخدام طائرات الميراج FI-CR، المزودة بمستشعرات الأشعة تحت الحمراء من نوع SAT، وهو ذو سرعة مسح دورانية فائقة Super Cyclope ومتصل بالمحطة الأرضية من نوع SARA، عن طريق دائرة نقل معلومات UHF، وهذه المحطة الأرضية مكونة من ثماني كبائن خاصة؛ منها كبينتان إحداهما لاستقبال الصور والتفسير الفوري لها، والأخرى لنقل الصور المعالجة إلى شبكة قيادة الجيش.

زُوِدَّت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني من نوع تورنادو CR-IA بمستشعرات الاستطلاع، كلفت ست طائرات منها بمهمة الصيد الليلي؛ لمنصات إطلاق صواريخ "سكود" المتنقلة، وفي الوقت نفسه كانت مجهزة بكل نظام الاستطلاع الكهروضوئي لشركة "بريتش ايروسبيس" Bretcj Airospeac البريطانية، ويشمل آلة تصوير "فينتن" من نوع IR-4000 الرأسي، الباحثة أسفل جسم الطائرة، بينما فتحة آلة التصوير أسفل الكابينة.

ولتفادي فقد أي وقت لتنفيذ أعمال الاستطلاع، وللاستفادة الكاملة من معلومات الاستطلاع خططت القوات الأمريكية تعميم نظم الاستطلاع الجوية التكتيكية المتقدمة ATARS بدءاً من عام 1993؛ إذ حلت نظم الاستطلاع باستخدام آلات التصوير الكهروضوئية، ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء بدلاً من نظم الاستطلاع بآلات التصوير الفيلمية المتقادمة في كل من القوات الجوية، والبحرية الأمريكية، علماً بأن الصور التي تلتقط بهذه المستشعرات تراجع فورياً بوساطة طاقم الطائرة، ويمكن برمجتها بنظام رقمي، ثم بثها عبر دوائر نقل المعلومات واسعة الترددات والمؤمنة إلى المحطات الأرضية؛ للتقييم الفوري للموقف، وتوضيحه أمام القادة.

6. أهم أسباب نجاح الحرب الإلكترونية في معاونة قوات التحالف في حرب الخليج

أ. فعالية الطائرة الخفية في حرب الخليج الثانية

في أثر حرب الخليج الثانية، قيل إن المستوى العالي من دقة الإصابة للطائرات الخفية، التي لم تواجه مقاومة تذكر أثناء غاراتها، أدى إلى تدمير عدد من الأهداف، بحوالي نصف عدد الطلعات اللازمة لإنزال التدمير نفسه، إذا ما استخدمت الطائرات التقليدية، إضافة إلى ذلك، لا تحتاج الطائرات الخفية إلى مصاحبة من المقاتلات للحماية، أو طائرات تأمين لتحييد الدفاعات الجوية المعادية، مما يخفف، كذلك، الطلب على خدمات طائرات الصهريج لتزويد الطائرات بالوقود جواً؛ حيث أعلنت شركة "لوكهيد" أن 16 طائرة تقليدية تستخدم في هجومها الأسلحة دقيقة التوجيه تحتاج إلى 16 مقاتلة للدعم، و12 طائرة لتحييد الدفاعات الأرضية، و11 طائرة تزود بالوقود من الجو، أي ما مجموعه 55 طائرة، ويمكن، الآن، تنفيذ المهمة نفسها بثماني طائرات خفية، وطائرتين تزود بالوقود من الجو، أي ما مجموعه 10 طائرات فقط.

استخدم عدد قليل من طائرات الاستطلاع الخفية بعيدة المدى من نوع TR-3A من صنع شركة "نورثروب"، في بعض طلعات الاستطلاع؛ حيث حصلت على معلومات رقمية بوساطة التصوير الحراري لأهداف تولت الطائرة F–117A ضربها، لاحقاً. ويعتقد أن تلك المعلومات، بعدما حولت، لحظة بلحظة، إلى صور عن الأهداف بثت، مباشرة، في أثناء التحليق إلى غرفة العمليات الرئيسية من طريق طائرات الاستطلاع TR-1 و U-2، أو الأقمار الصناعية.

ب. تنظيم أعمال الاستطلاع الإلكتروني المحمول جواً ووسائله والنظم المصاحبة له

ببدء الأزمة العراقية ـ الكويتية، سارعت القيادة الأمريكية إلى إرسال أربع طائرات استطلاع إلكتروني، وإنذار مبكر "أواكس" إلى قاعدة الرياض الجوية. وفي الوقت نفسه شرعت القيادة الأمريكية في نشر منظومات من الأقمار الصناعية زاد عددها على تسع منظومات، وضمت أكثر من 500 جهاز فضائي، منها، 50 جهازاً تقريباً مخصصة للاستطلاع عبر الأقمار الصناعية التي تعيد البث، وتتصل بالمراكز الأرضية لجمع المعلومات، ومن ثم تبلغها للقوات .

وقد كانت عناصر هذا العمل الأساسي كالآتي:

(1) السيطرة الجوية

كان لا بد من وجود سيطرة جوية لتأمين أعمال طائرات الاستطلاع الإلكتروني، تمت من خلال عمليات توجيه الطائرات الهجومية: طائرات "تورنادو"، وطائرات F-111، وطائرات "ميراج 2000"، وغيرها نحو أهدافها، وتوجيه طائرات F-15؛ لاعتراض الطائرات العراقية التي تحاول التدخل في المعركة، أو اعتراض الطائرات المغيرة، كذلك تبليغ المعلومات للطائرات العمودية المضادة للدبابات "أباتشى وغيرها"، وتوجيه طائرات الإنقاذ العمودية نحو أماكن سقوط الطائرات الحليفة؛ لإنقاذ الطيارين، إضافة إلى مساعدة الطائرات وتوجيهها للعودة إلى قواعدها بعد تنفيذ واجباتها.

(2) الاستطلاع

يشمل كشف أنواع الطائرات المعادية "العراقية"، وتحديد اتجاهات الطائرات المهاجمة على الارتفاعات المنخفضة، وتبليغ المعلومات إلى قواعد إطلاق صواريخ "باتريوت" عن الصواريخ المهاجمة منذ انطلاقها، وتحديد مسار هذه الصواريخ، والاتصال بالأقمار الصناعية؛ لتوصيل المعلومات؛ لإعادة بثها للقيادة الاستراتيجية، إضافة إلى السيطرة والتعرف على جميع الطائرات الحليفة.

(3) الحرب الإلكترونية

وتشمل اكتشاف مراكز الإعاقة الإلكترونية المعادية، والتعامل معها بإجراءات إلكترونية مضادة، بفضل منظومة CSME، والتنصت على تردد الرادارات المعادية، ونقل البيانات الملتقطة عنها إلى الطائرات الإلكترونية الأخرى، مثل طائرات E-2C المخصصة للاستطلاع البحري، والطائرات الإلكترونية من دون طيار، إضافة إلى توفير الحماية لطائرات الأواكس ذاتها بوساطة الحرب الإلكترونية المضادة.

(4) الرصد

جمع المعلومات من طائرات الاستطلاع "الطائرات من دون طيار"، ومن الطائرات الأخرى في شأن تحركات القوات العراقية، ومواقعها، وأسلحتها المكتشفة.

(5) الاتصالات ومنظومة جمع المعلومات

وتشمل الاتصال بالأقمار الصناعية الخاصة بالمراقبة والرصد، ونقل المعلومات إليها عبر قمر صناعي وسيط. كذلك نقل المعلومات والبيانات الفنية إلى المقر العام، والمحافظة على الاتصال مع طائرات الأواكس الأخرى.

اضطلعت طائرات أواكس بهذه الواجبات في الفترة من منتصف أغسطس 1990 حتى نهاية فبراير 1991، وذلك بطلعات بلغ مجموعها 400 طلعة تقريباً، وبلغ مجموع ساعات الطيران نحو خمسة آلاف ساعة طيران، وكانت الطائرات الأربع تحلق طوال النهار والليل من خلال ما يزيد على 120 ألف طلعة جوية، بمعدل يومي يراوح بين 2500، وثلاثة آلاف طلعة تقريباً.

ويظهر ذلك مدى الضغط الذي تعرضت له طائرات الأواكس، وهي تؤدي عملها بصورة مستمرة، مما استدعى تنظيم مناوبة بالخدمة؛ بحيث يعمل كل فريق من ثمانية خبراء لمدة معينة "6-8 ساعات"؛ إذ إن كل عامل يستطيع أن يوجه، 25 طائرة ويقودها في وقت واحد فيكون مجموع الطائرات التي توجهها طائرة الأواكس هو 200 طائرة في آن واحد. وأدى هذا الضغط الكبير، كذلك، إلى وصول الحاسبات الآلية إلى حد الإشباع، مما استدعى جلب حاسبات آلية أكبر قدرة من الولايات المتحدة الأمريكية. أما بالنسبة إلى منظومات الأقمار الصناعية سواء المستخدمة في جمع المعلومات أو نقلها، فقد كان لكل منظومة منها دور محدد كالآتي:

(أ) منظومة القمر الصناعي؛ للاستطلاع البصري ـ الإلكتروني KH-11: وهي التي قدمت المعلومات عن الأهداف العراقية للضربة الجوية المكثفة الأولى لطيران قوات التحالف. ويستطيع هذا القمر تبعاً لمسار حركة الشمس، مسح منطقة تمتد حتى 2100 كم ويصور الأغراض، والأهداف المطلوبة تصويراً دقيقاً من مدار ارتفاعه 500 كم عن سطح الأرض.

(ب) القمر الصناعي للاستطلاع الراداري "لاك روس": وهو قمر حديث، يستطيع تصوير الأهداف المراد استطلاعها تصويراً دقيقاً.

(ج) القمر الصناعي للاستطلاع الإلكتروني: استخدم قمران هما "فيريت ـ د"، و"ماغنوم"، وقد خصصا؛ لتحديد إحداثيات المحطات الرادارية العاملة، والتقاط الإشارات اللاسلكية، وكشف مواصفات أجهزة بثها، وكذلك التنصت على المكالمات الهاتفية، التي تتحقق من طريق قناة اللاسلكي في شبكات الاتصال العسكرية.

(د) منظومة EMPOSS: استخدمتها القيادة الفضائية الأمريكية من أجل معالجة عدد من المشكلات التي برزت، وزيادة إمكانات وسائل الاستطلاع الفضائية في أثناء تنفيذ الأعمال القتالية. وعلى سبيل المثال، جهزت هذه المنظومة لاكتشاف إطلاق الصواريخ البالسيتية، لرفع فاعلية مجموعات الصواريخ "باتريوت" المخصصة في الأساس؛ للصراع ضد صواريخ "سكود"، والصواريخ الروسية المماثلة.

(هـ) منظومة أقمار الاتصالات الفضائية FS ATCOM: تعني الاتصال الفضائي للقيادة الإستراتيجية الجوية الأمريكية، وقد أقيم لهذه القيادة مقر متقدم من أجل قيادة القاذفات الاستراتيجية B-52.

(و) الأقمار المخصصة للتقوية، وإعادة البث DSTCS: وقد خصصت لتأمين الاتصالات على المستوى التكتيكي، وعلى مستوى العمليات؛ وفقا لمتطلبات القوة الجوية الأمريكية، والمعروفة باسم 3 TAC، إضافة إلى قنوات الاتصال ذات المجال الواسع Le-Sat للأجهزة الفضائية، التي استخدمت لإعادة بث المعلومات من مركز الاستطلاع الفضائي الموجود في الولايات المتحدة، إلى المقر الخاص الذي أنشئ لقيادة القوات الأمريكية في منطقة الأعمال القتالية في السعودية.

(ز) منظومة القمر الصناعي DSTCS، والقمر الصناعي FLETSAT: التي استخدمت؛ لتنظيم شبكة أجهزة الإرسال والاستقبال.

(ح) المنظومة الفضائية NAFSTAR: استخدمت لاختبار طرق الاستخدام المتكامل لمنظومة الاتصال بوساطة الأقمار الصناعية، وتمكنت القيادة الأمريكية، بفضل هذه المنظومة، من تصحيح مسار الصواريخ الجوالة والجوية، ومن زيادة دقة طلعات الطيران إلى أهدافها في الوقت المناسب، وبخاصة في الليل. وجدير بالذكر أن القوات البرية الأمريكية على مستوى؛ فرقة ـ لواء ـ كتيبة، مزودة بأجهزة تحديد المكان مما يتيح الفرصة لتحديد أماكن تمركز هذه القوات بخطأ لا يتجاوز 16 متر. مع تحديد سرعة تحركها بوساطة الإشارات المرسلة "والمؤمنة من التشويش" من القمر الصناعي الملاحي "نافستار" لهذا النظام، الذي ساعد القوات البرية الأمريكية على تنفيذ أعمالها بنجاح في الظروف الليلية، وفي الأحوال الجوية السيئة بمنطقة الأعمال القتالية.

كانت هذه المجموعة من الأقمار الصناعية إحدى أهم الوسائل للحصول على المعلومات الاستطلاعية عن القوات العراقية؛ سواء المنتشرة على أرض العراق، أو الكويت، وتمكنت هذه الأجهزة من تحقيق مسح منتظم لمسرح العمليات طوال الوقت، وعلى سبيل المثال، كان تحليق الأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع البصري ـ الإلكتروني تنفذ بمعدل 14 مرة في اليوم، وبفاصل زمني يتراوح بين 20 دقيقة و6 ساعات، أمّا الأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع الراداري، فقد نفذت من 4 - 5 تحليقات في اليوم الواحد، وبالفاصل الزمني نفسه المماثل للأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع الفني اللاسلكي التي نفذت 12 تحليقاً في اليوم الواحد.
 
رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

سابعا: حرب البلقان عام 1999


إذا كانت الحرب الإلكترونية قد أدت دوراً إيجابياً في كافة الحروب السابقة، فإن حرب البلقان أثبتت أن من سيمتلك المجال الكهرومغناطيسي، سيكون له السبق في السيطرة على الخصم وإفقاده السيطرة على قواته وأسلحته وطائراته وسفنه. كما أنه سيكون لديه كل ما يدور لدى الخصم من معلومات يتم تداولها بكافة نظم الاتصال والتوجيه.

وبقدر ما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي وسائل الحرب الإلكترونية المعقدة، التي شملت الاستطلاع الإلكتروني بكافة تخصصاته، والإعاقة الإلكترونية بكل أنواعها وأشكالها، بقدر ما لاقت مقاومة من خلال إجراءات وأدوات تكنولوجية حافظت عليها القوات اليوغسلافية كأحد عناصر المقاومة للمعدات الإلكترونية، ومعدات السيطرة والتوجيه على النيران المتوفرة لديها. حيث عملت رادارات الدفاع الجوي ومعدات القيادة والسيطرة بمرونة ويسر وذكاء قاوم كل الأعمال الإلكترونية المضادة لها.

وحتى نضع أيدينا على الدور الذي أدته الحرب الإلكترونية في العمليات الجوية في كوسوفا، فكان لزاماً تعرّف نظم الدفاع الجوي الصربي، التي كانت تعتمد على الصواريخ سام -2 Sam-2، والصواريخ سام -6 Sam-6 ذاتية الحركة ذات رادارات من طراز 1S91 والتي لم يكن متوفراً منها إلا أعداد قليلة. كما كان متوفراً لها نظام سام -9 Sam-9 المنتج محلياً والمزود بباحث حراري ليس لديه القدرة على مواجهة أعمال الإعاقة الحرارية، وكذلك النظام سام-13 Sam-13، وهو تطوير للنظام سام -9، ثم الأنظمة سام -7، وسام -16، وسام -18 Sam- 7, Sam-16, Sam-18.

وقد استغلت يوغسلافيا هذه الأنظمة في توفير الدفاع الجوي على المسرح، بما فيه من قوات برية وقواعد جوية، وقاومت القوات الجوية لحلف شمال الأطلسي لفترة طويلة استمرت أكثر من 79 يوماً.

1. أعمال المساندة الإلكترونية الأمريكية ESM

اعتمدت القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في الحصول على المعلومات عن النشاط الإلكتروني للقوات الصربية من خلال نظم أرضية ونظم محمولة جواً, وبعض النظم البحرية والفضائية، وانحصرت النظم الأرضية في وسائل ومعدات استطلاع لاسلكي وراداري ومعدات رؤية حرارية، وأجهزة كشف حراري، ومستشعرات تليفزيونية، ولكنها كانت لمديات قصيرة تصل إلى عشرات الكيلومترات. عدا بعض الأنظمة الخاصة بالاستطلاع اللاسلكي.

ولذلك نشرت قوات حلف شمال الأطلسي عدداً كبيراً من الطائرات الموجهة من دون طيار، مسلحة بنظم استشعار مختلفة، قامت بالمرور في مسارات متعددة لكشف القوات، واستخدمت وسائل التوجيه لها لتعديل مساراتها. كما استخدمت نظم اتصالات حديثة ومؤمنة للحصول على المعلومات الفورية التي يتم التقاطها.

كما استفادت قوات حلف شمال الأطلسي من نظم المستشعرات المحمولة جواً في الطائرات التي تعمل في مجال الحرب الإلكترونية بنظام SOJ، والتي تستغل فيها هذه المستشعرات في أعمال الاستطلاع الإلكتروني، وكذلك في تأكيد المعلومات التي يتم الحصول عليها من نتائج أعمال الاستطلاع الإلكتروني الأرضي والطائرات الموجهة من دون طيار، من النوع GANT-750.

إلا أن الاعتماد الأساسي للحصول على المعلومات للقوات الأمريكية كان من خلال طائرات الاستطلاع الإلكتروني المخصصة لأعمال الاستطلاع اللاسلكي والاستطلاع الراداري، بما تحمله من معدات ومستودعات خاصة بهذه المهام. وذلك بالإضافة إلى شبكة الأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء الخارجي، التي تراقب القوات اليوغسلافية بالتصوير المرئي والحراري، بالإضافة إلى أعمال التنصت اللاسلكي ومتابعة النشاط الراداري.

وعلى سبيل المثال، فقد زودت طائرات الحلف بمستشعرات كهروضوئية للتحليل الدقيق للأهداف، حتى تحقق دقة إصابة. وحينما تأكد المخططون لحلف شمال الأطلسي من أن الخطر الرئيسي ضد القوات الجوية للتحالف هو الصواريخ ذات المستشعرات الرادارية والحرارية التابعة للدفاع الجوي الصربي، ركزت أعمال الاستطلاع الإلكتروني لكشف هذه الوسائل وتحديد محلاتها لتدميرها. وقد استغلت في مهام الكشف والتحديد للوسائل الإلكترونية عناصر الاستطلاع الإلكتروني المحمولة على سطح حاملة طائرات أمريكية وحاملة طائرات إنجليزية كانت مشتركة في تنفيذ المهام ضد القوات الصربية.

كما استخدمت مستودعات تدقيق الأهداف في الطائرات F-16 لتحديد مواقع الأهداف الإلكترونية الهامة.

وقد حملت معظم الطائرات المشتركة في الحملة الجوية مستودعات الدعم الإلكترونية من النوع ADVANCDE Concept Technology Demonstration: ACTD وهو معمل لتحليل المعلومات داخل مستودع له رد فعل سريع للإشعاعات الإلكترونية، حيث يقوم باستقبالها وتحليلها، وله اتصال مع باقي مكونات المنظومة من خلال 16 وصلة بيانات إلى مراكز القيادة، التي تبلغ فوراً طائرات الخمد الراداري لتتولى تدمير الأهداف المكتشفة.

2. الأعمال الإلكترونية المضادة ECM

خلال ثلاثة مراحل للعملية عام 1999: المرحلة الأولى 24-27 مارس، المرحلة الثانية 28-31 مارس، المرحلة الأخيرة 31 مارس - 10 يونيه، التي استمرت 71 يوماً كانت أعمال الاستطلاع الإلكتروني مستمرة ومتواصلة.

استخدمت الطائرات EA-6B للإعاقة، سواء أثناء الهجوم الجوي كإعاقة مصاحبة، أو أثناء الهجوم الجوي كإعاقة خارج المدى، أو من بعد SOJ، كما استخدمت أعمال الإطلاق للأهداف الخداعية وشكّل نظام الشرك المقطور AN/ALE-50 أهمية بالغة في العمل ضد وسائل الدفاع الجوي.

استخدمت مستودعات الإعاقة الإيجابية في معظم الطائرات المهاجمة وحملت بمستودعات الحماية الذاتية ALQ-131II، وذلك بعد برمجة تكتيكات مختلفة ضد التهديدات الرادارية لوسائل الدفاع الجوي الصربي.

استخدمت طائرات F-16 في عمليات الخمد الراداري كذلك لوسائل الدفاع الجوي، خاصة في مرحلة اختراق نظام الدفاع الجوي الصربي ومحاولة إحداث ثغرة في هذا النظام.

وبرغم تواضع نظم الدفاع الجوي الصربي، إلا أنها شكلت صعوبة في أعمال قتال القوات الجوية لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي أدى إلى تحذير الطيارين بعدم العمل على ارتفاع أقل من 10 آلاف قدم، إلا أن أعمالا لحرب الإلكترونية التي صاحبت التشكيلات الجوية أثناء تنفيذ مهامها أدت إلى نجاح هذه المهام، ولكن بكثافة عالية لأعمال الحرب الإلكترونية.

وقد كانت حادثة سقوط الطائرة الشبح F-117 الأمريكية درساً قاسياً، حيث كان السبب الرئيسي لسقوطها هو فقدان الدعم الكافي من نظم الحرب الإلكترونية للهجوم الجوي بهذا النوع من الطائرات، إلى جانب سبب آخر هو أن فتح أبواب التسليح لهذه الطائرة كان يزيد من المقطع الراداري لها بما يسهل كشفها رادارياً.

وقد أثبتت عمليات حرب البلقان أن استثمار أعمال الاستطلاع الفضائي والمحمول جواً في ظل أعمال الإعاقة الإلكترونية كان له الأثر الأكبر في تدمير مراكز القيادة والسيطرة ووسائل الدفاع الجوي والقواعد الجوية والبنية الأساسية للقوات الصربية.

وقد استخدمت في هذه الحرب، على سبيل التجربة، القنابل الكربونية التي تطلق بعد تفجيرها العديد من القطع الكربونية التي تُحدث توصيلات للأجزاء الكهربية في محطات توليد الطاقة، بحيث ينتج عنها خلل في التيار الكهربائي، وهذا ما جعل صربيا تعيش في ظلام دامس لعدة أيام متصلة.

بالإضافة لما سبق، فقد نفذت حرب المعلومات، على نطاق واسع، من خلال شل شبكات الحاسبات للنظم العسكرية والمدنية من طريق بث الفيروسات، الأمر الذي أدى إلى شلل في القطاعات التي تعتمد على المعلومات الرقمية المحللة، وقد استمر هذا الشلل حتى نهاية الحرب.
 
رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية

الف شكر على الموضوع الرائع وحقا يستحق تقيم
 
عودة
أعلى