المشير عامر يرفض التنحي بعد نكسة وهزيمة حرب 1967 ويصرّ على البقاء قائداً للجيش .... !

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
إقتباس
خاض السيد عبدالحكيم عامر خمس حروب انهزم فيها جميعاً، خاض حرب ١٩٤٨ ضابطاً وانهزم، وخاض حرب ١٩٥٦ قائداً وانهزم، وخاض معركة انفصال سوريا وانهزم، ثم خاض حرب اليمن وانهزم، ولم يقبل الرجل أن يغادر عالمنا قبل أن يهدينا «أمّ الهزائم» في حرب ١٩٦٧، ثم ترك المشير مدرسة كاملة في انتصار اللسان وانكسار السلاح.


فقرة تحمل فى طياها حقائق لا بمكن إنكارهم ...

فهل يعتبر نشرهم ... تشويه شخصية وتلفيق، أم تساعد تلك السطور على توضيح الحقائق ... وتثبيتهم

التاريخ المصرى مثل تاريخ أى دولة ، يحتوى على صفحات مجهولة ... ولأسباب عديدة تيقى هذه الصفحات مجهولة للأيد ... ولكن تاريخ مصر، يحتوى على صفحة مفتوحة للجميع "تطمس أسرارها لتبقى مجهولة"... ... وياله من تناقض ... صفحة "أسرار ... خالية من الأسرار ؟؟؟؟"

صفحة عن دقائق حاسمة ، تركت خلفها ... أثارها العمبقة فى النفوس ، وقبورها المجهولة فى الصحراء ...وتشويهاتها اليشعة فى نفوسنا ... وعواقبها بعيدة المدة منذ دهور .... هى الصفحة المشينة التى تحتوى على سرد لنتائج ... ولكن ينقصها وضع التفاصيل .....

صفحة تحتوى على سطور تفاصيل "عـــار وصمة هزيمة عسكرية ، تحت عنوانها الرئيسى "إفلاس قيادى عسكرى" ...

أسياب معظم سطورها مجهولة ... وأحيانا مطموسة ... ولا يوجد أمام أعيننا سوى عدة كتب قليلة ... أضخمها وأكثرها توسعا فى الشرح يتسم بالصفة الصحتفية الدعائية المحنكة ... وأقلهم شهرة ، ما ينقل تفاصيل عما كان يدور داخل إطار الدائرة الصغيرة التى أحاطت بمركز القيادة .... وقتها

سأبدأ بتعليقالصحفى أحمد المسلماني الذى نشره فى موقع جريدة "المصري اليوم" المصرية...

حقا ، إنهم سطـــور منقولة .... ولكنهم يكفوا كبداية ....

لقد وضحت باللون الأحمر ... الفقرات التى تعتبر فى رأئى الخاص ... ليس فقط حقيقة واقعة ينكرها كقير من المتحمسين ، ولكن أيضا .. يمكن إعتبارهم كإقتراح للمناقشة ...

وأضفت فى النهاية ... فقرات وسطور قلم لا يمكن الأدعاء ، بأنه "صحافى دعائى حانك" ولكن سرد وتوثيق ونشر أسرار وحقائق تاريخية ... قد تكون مجهولة لبعضنا



يحى الشاعر ..


إقتباس
"...............



أحمد المسلماني

خاض السيد عبدالحكيم عامر خمس حروب انهزم فيها جميعاً، خاض حرب ١٩٤٨ ضابطاً وانهزم، وخاض حرب ١٩٥٦ قائداً وانهزم، وخاض معركة انفصال سوريا وانهزم، ثم خاض حرب اليمن وانهزم، ولم يقبل الرجل أن يغادر عالمنا قبل أن يهدينا «أمّ الهزائم» في حرب ١٩٦٧، ثم ترك المشير مدرسة كاملة في انتصار اللسان وانكسار السلاح.

حوّل المشير عامر علوم الحرب إلي مجرد ثرثرة عسكرية، وحوّل الخطط والخرائط في ميادين القتال إلي محافل ومكائد لا تليق بمقام الرجال!

كان عبدالحكيم عامر مجرد ضابط عادي لا يشي بالكثير مما يلفت الانتباه أو يثير الاهتمام، ثم كانت الثورة المجيدة التي أكلت أبناءها، وتركت مصائر الوطن في أيدي عدد من الذين لا تتجاوز قدراتهم إدارة اتحاد للطلاب أو جمعية تعاونية.

ابتعد عن الواجهة أولئك الضباط الذين كانوا يعرفون ما هو أكثر من الثورة، ممن كان لهم رأي ورؤية، وإدراك لمعالم الخريطة وحقائق الأشياء، وبقي في الواجهة من يجيدون لغو الحديث ولهو السلوك.
تولي عبدالحكيم عامر - الذي لا يعرف شيئاً عن الحرب والقتال، ولا يعرف شيئاً مهماً عن أي شيء آخر - قيادة الجيش المصري في حرب ١٩٥٦.

كان العدوان الثلاثي علي مصر في هذه الحرب مروعاً، وكانت تقوده عاصمتا القوة في العالم الحديث لندن وباريس، وكانت القاهرة خارجة للتو من جراح الثورة وآلام التحرير.

وقد أدي الوضع الدولي الجديد الذي كانت تحل فيه واشنطن وموسكو محل لندن وباريس، مضافاً إليه وسابقاً عليه موقف القيادة السياسية والمقاومة الشعبية العظيمة إلي هزيمة العدوان وتأكيد الاستقلال الوطني.


لكن حرب ١٩٥٦ قد انتهت إلي نجاح سياسي مصحوب بالفشل العسكري، وكان ذلك الفشل العسكري ذريعاً، ولم يكن عبدالحكيم عامر في أدائه يزيد علي الخطابة والدعاء!

وكان الطبيعي أن يرحل عامر غير مأسوف عليه، وأن يتولي قيادة الجيش من يعيد بناءه بعد عصور الاستعمار اللعينة، وأن يؤسس لقوة عسكرية محترمة تليق بمكانة الوطن وآمال المواطنين. لكن اللواء عبدالحكيم عامر صار مشيراً، والعسكري المتواضع الذي انهزم أصبح واحداً من مارشالات العالم الكبار!

كان بإمكان المشير عامر إذن أن يحمد الله ويشكر الظروف، ليبدأ بناء جيش وطني قوي ليستفيد من محنة ١٩٥٦.

لكن المشير راح يدير جيشاً أكبر يتمدد من القاهرة إلي دمشق بمثل ما أدار به جيش ١٩٥٦، وحكم المشير سوريا التي أصبحت تمثل دولة واحدة مع مصر منذ عام ١٩٥٨ ثم انفصلت سوريا دون أن يطلق المشير رصاصة واحدة للدفاع عن دولة الوحدة، بل إنه هو شخصياً قد جري اعتقاله وإهانته وترحيله!

كان بإمكان المشير من جديد أن يستوعب الدرس، درس الأداء العسكري غير اللائق في حرب ١٩٥٦، ثم العجز الكامل علي الإدارة العسكرية لانقسام الدولة في ١٩٦١. ولكن المارشال راح يعطينا درساً جديداً في اليمن!

مثل الأداء العسكري المصري في اليمن كارثة لا حدود لها، وبلغت خسائر جيشنا في اليمن أكبر من خسائره في حرب أكتوبر ١٩٧٣.

فشل المشير في مواجهة قبائل يمنية فقيرة في المال والسلاح الحديث، وطيلة سنوات الحرب الممتدة من عام ١٩٦٢ إلي عام ١٩٦٧ لم يحسن المشير من أداء قواته حتي وقعت الواقعة فجري سحب قواتنا من هناك إلي هنا.. فقد حلت ببلادنا أم الكوارث في يونيو ١٩٦٧.

لم يطلق المشير رصاصة ولا طائرة ولا دبابة.. لم يفعل الرجل أي شيء.. أي شيء.. وأكرر للمرة الثالثة أي شيء!

لقد تذكرت المشير عامر هذه الأيام، بينما حرب لبنان تتوالي يومياتها، وحين تابعت أداء السيد حسن نصر الله وما تضمن أداؤه من إطلاق لصواريخ وإزعاج لحيفا وإصابة لقطعة عسكرية بحرية وقتل أربعة من طاقمها، والحفاظ لأكثر من عشرة أيام من القتال علي عدم أسر أي من مقاتليه!

تذكرت في هذه الأثناء المشير عامر الذي كان يملك جيشاً وسلاحاً وقضية، ولكنه....!


لا رحم الله من أسسوا للهزيمة في هز الوطن، ولا سامح الله كل من تسببوا في وضعنا الراهن.. فيمن جعلونا مجرد شهداء في الساحات ومناضلين علي الشاشات!

إن أداء السيد حسن نصرالله لا يمثل معجزة، ولكن أداء المارشال عبدالحكيم عامر كان هو المعجزة!

*نقلا عن جريدة "المصري اليوم" المصرية

............"
تعليق وتنبيه هام للأمـــانة بالنسبة لمواضيعى عن

نكسة حرب 1967 ونقل ودمج فقرات من مراجع ومصادر مختلفة


أرجــــو التفضـــل بالعلم بننى أعتمد فى مواضيعى عن حرب 1967 على مصادر مختلفة وأنقل وأدمج فقرات من المراجع والصور والخرائط ....

ولا أود أن أعطى القارىء أى فمرة خاطئة ، بأن السطور بكاملهم من ... قلمى....

سيلاحظ القارىء هاتين العلامتين للتدليل على أن الموضوع مدمج ومنقول

".........
وبينهما النص
............."

وقد وجهت النظر الى ذلك فيما بلى

كم أنني أنشر تنويه هام بالنسبة لأستعمال تعبيرات "عــربية" ومصرية فى التواريخ وخلافه ... وأيضا عن المراجع والكتب عن مشاركات موضوع " نكسة حرب 1967 " ......!!! أو
نكسة حرب 1967 ...حرب الأيام الستة.......!!!


د. يحى الشاعر


 
الفقرة ألمنسوخة أدناه ، تحمل فى طياها حقائق لا بمكن إنكارهم ...

فقد كان ... المشير عامر يقود جيشاً ... قويا ... "هــــزم" ... وترسانة سلاح حديث ... إبـيـدت ... وقضية وطنية ثابتة .... تـــخـلى عنها ... ، ولكنه أثبت ، بأنه وبـطـريـقـة قيادته ، كن يملك القدرة الباهرة على .... الفـــشـــل .... !!!!

دقائق حاسمة ، تركت خلفها ... أثارها العمبقة فى النفوس ، وقبورها المجهولة فى الصحراء ... وتشويهاتها اليشعة
فى نفوسنا ... وعواقبها بعيدة المدة منذ دهور .... تحطمت بعدهم آمـــال أمة ... مصـــرية ... أحـــلام شـــعوب عربية ... وكــرامة الملايين ... وأرواح اللآلاف من الشهداء ...


إقتباس
خاض السيد عبدالحكيم عامر خمس حروب انهزم فيها جميعاً، خاض حرب ١٩٤٨ ضابطاً وانهزم، وخاض حرب ١٩٥٦ قائداً وانهزم، وخاض معركة انفصال سوريا وانهزم، ثم خاض حرب اليمن وانهزم، ولم يقبل الرجل أن يغادر عالمنا قبل أن يهدينا «أمّ الهزائم» في حرب ١٩٦٧، ثم ترك المشير مدرسة كاملة في انتصار اللسان وانكسار السلاح.
أحمد المسلماني


صفحة تاريخ مشينة تحتوى على نتائج ... ولكن ينقصها وضع التفاصيل .....

أسياب معظم سطورها مجهولة ... وأحيانا مطموسة ... ولا يوجد أمام أعيننا سوى عدة كتب قليلة ... أضخمها
وأكثرها توسعا فى الشرح يتسم بالصفة الصحفية الدعائية المحنكة ... وأقلهم شهرة ، ما ينقل تفاصيل عما كان
يدور داخل إطار الدائرة الصغيرة التى أحاطت بمركز القيادة .... وقتها

تتزايد علامات الأستفهام .... وتتكاثر الأسئلة ويزداد عددهم بشكل مستمر ... وكل يوم

لا يعنى حبى وتقديرى للرئيس جمال عبدالناصر ، أن أغلق عينى عن مناقشة وإنتقاد "أخطاء" سياسية قيادية ذو نتائج فظيعة ... فلست من عابدى الأشخاص ... مهما يكونوا ولكننى أعبد الله سبحانه وتعالى ...

نقرأ كتب صحافيين يتمتعوا بقدرة القلم .. والشهرة ، ولكننى أقرأ ما يكتبوا ... بتحفظ كبير ...

يقول العديد أنهم يسجلون "حوادث التاريخ" .. وعند التمعن فى سطور بعضهم، نجدهم ... يسجلون ... تأليها ... لأنفسهم

لذلك ، لا يبقى لنا سوى البحث ... والأعتماد على مصادر أخرى ، تسرد حوادث تاريخية ، من زاوية نظر أخرى ... وتحت أضواء نور مختلفة ...

تمسك عبد الحكيم عامر ... ، وصمم ... وخـســر .... روحه وقيمته وصيته فى التاريخ ... ، فالتاريخ العالم يحتوى على قصص القادة العسكريين ... الناجحين ... والفاشلين ...

- الفاشلين العسكريين اليابانيين ، يقتلوا أنفسهم بالسيف "الساموراى"
- الفاشلين العسكريين الآخرين ينتحروا ويقتلوا أنفسهم بإطلاق النار على راسهم

موضوع عبدالحكيم عـــامر ... المـــارشـــال الأول فى التاريخ المصرى وتاريخ الدول العربية يختلف ...

ما هى القصة ...؟؟؟؟ وراء ستائرها ...؟؟؟

إنها قصة ألصـــراع على الحكم .... والسلطة ... والتصميم على البقاء وإحتكار الحكم .... فهل يعتبر نشر قصصه حتى نتفهم .. تشويه شخصية وتلفيق، أم تساعد تلك السطور على توضيح الحقائق ... وتثبيتهم

التاريخ المصرى مثل تاريخ أى دولة ، يحتوى على صفحات مجهولة ... ومثل تاريخ كل دولة ، ولأسباب عديدة تيقى تلك الصفحات مجهولة للأيد ... ولكن تاريخ مصر، يحتوى على صفحة مفتوحة للجميع "تطمس أسرارها لتبقى مجهولة"... ... وياله من تناقض ... صفحة "أسرار ... خالية من الأسرار ؟؟؟؟"

لقد أخطأ الرئيس جمال عبد الناصر بالتمسك بصديقه ... وبذلك إ فأنه يتحمل قدره من المسئولية ... فلو لم يكن قد تمسك به ، لما حدث ما حدث ...

فيما يلى فقرات وسطور قلم لا يمكن الأدعاء ، بأنه "صحافى دعائى حانك" ولكن سرد وتوثيق ونشر أسرار وحقائق تاريخية ... قد تكون مجهولة لبعضنا... كيف أن المشير عامر رفض التنحي بعد نكسة وهزيمة حرب 1967 وأصرّ على البقاء قائداً للجيش .... !!!

يحى الشاعر ..

".............

الجزء الأول - البداية الأولى

* المشير عامر يرفض التنحي ويصرّ على البقاء قائداً للجيش

بعد انتهاء الرئيس جمال عبد الناصر من إلقاء خطاب التنحي اتصل بي المشير عبد الحكيم عامر في مكتبي وقال لي: يا سامي حابعث لك بيان للإذاعة باستقالتي وكمان شمس بدران، وطلب مني تبليغ ذلك للرئيس، وكلمت الرئيس وأبلغته بهذه الرسالة، وفي نفس الوقت اتصلت بمحمد فائق وزير الإعلام وطلبت منه التزام اليقظة توقعا لإرسال المشير عامر أو شمس بدران بيانا أو يذهبا بنفسيهما أو أحدهما لإذاعة بيان استقالتهما وقلت له إن تعليمات الرئيس تقضي بعدم السماح لأي شخص أيا كان بإذاعة بيانات لا بالتأييد ولا الاستقالة إلا بعد الاتصال بي شخصيا ورجوته ألا يترك مكتبه ويمنع دخول أي أشخاص لمبنى الإذاعة والتليفزيون وبالطبع فقد أثارت هذه التعليمات مشكلات كثيرة وكبيرة بين محمد فائق وبين العديد من المسؤولين وغيرهم.

وفي أعقاب استجابة الرئيس جمال عبد الناصر للضغوط الشعبية داخليا وخارجيا ووصول المزيد من الرسائل من كثير من زعماء ورؤساء العالم (يرجع للصحافة المحلية والعالمية في هذا الشأن)- وعودته عن الاستقالة يوم10 يونيو/ حزيران 1967 غادر المشير عبد الحكيم عامر مقر القيادة العامة في التاسع من يونيو ظهرا بعد أن كان قد قال للرئيس إنه لن يتوجه إلى مبنى القيادة العامة في اليوم التالي أي 11/6/1967 كما وعد الضباط الذين كانوا قد قابلوه في منزله وتوجه إلى شقة خاصة تخص اللواء طيار عصام الدين محمود خليل قائد المخابرات الجوية وكانت هذه الشقة تستخدم كمنزل أمين، وكان هدف المشير هو الإقامة فيها بصفة سرية إلا أن أمره انكشف قبل مرور أربعة وعشرين ساعة فقط لعدد لا بأس به من قادة وضباط القوات المسلحة، وبدأ البعض منهم يتصل به تليفونيا وفي مقدمتهم الفريق محمد صدقي محمود والفريق عبد العزيز مصطفى والفريق سليمان عزت واللواء عبد الرحمن فهمي واللواء عبد الحليم عبد العال، وكانت المكالمات كلها تدور في حدود المجاملات الشخصية وعرض الخدمات، وكانت ردود المشير عامر تحمل طابع جس النبض للتصرف على ضوء موقف كل منهم مع تجنب إظهار ذلك صراحة طبعا.

وفي مساء نفس اليوم العاشر من يونيو1967 اتصل شمس بدران تليفونيا بالرئيس عبد الناصر ورجاه أن يقابل بعض قادة القوات المسلحة، فرفض الرئيس هذا الاقتراح ونبه شمس بدران أنه لا شأن له بمثل هذه المسائل الآن وقال له: “يا شمس لن نعود لقصة عرائض 1882".

وفي حوالي العاشرة من صباح يوم 11يونيو1967 حضر إلى مبنى السكرتارية الخاصة لرئيس الجمهورية بمنشية البكري، بعض القادة العسكريين وطلبوا مقابلة الرئيس وحددوا مطالبهم في بند واحد هو “عودة المشير عبد الحكيم عامر إلى قيادة القوات المسلحة” ورفض الرئيس مقابلتهم ثم كلفني في نفس الوقت بإعداد قرار رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة بإحالتهم إلى المعاش وهم: الألوية عبد الرحمن فهمي وعبد الحليم عبد العال وحمزة البسيوني.

وانتقل المشير عبدالحكيم عامر بعد ذلك إلى منزله في الجيزة، وكان المنزل يتكون من طابقين وبدروم ويطل على النيل في المنطقة بجوار فندق شيراتون القاهرة وفيه حديقة كبيرة ومحاط بسور عال، وكان يوجد بالبدروم مكاتب السكرتارية والحراسة الخاصة للمشير.

وفي هذا المنزل ازدادت الحركة حيث أخذ يتصل به الضباط من الذين عادوا حديثا من سيناء وبعض العناصر المدنية والعسكرية الأخرى، إلى جانب إخوته وأقاربه الذين قدموا من “إسطال” بلدة المشير في محافظة المنيا وقد حضر عدد منهم بناء على طلبه للإقامة معه في منزله بالجيزة.

ومع اتساع الحركة غير العادية في منزل المشير عبد الحكيم عامر بالجيزة، كلف الرئيس عبد الناصر صلاح نصر بالاتصال بالمشير وإبلاغه بأن هذا الوضع لا يليق بعبد الحكيم وغير مقبول، وأنه يجب إنهاؤه.. لكن المشير عامر رد عليه بأنه سوف يغادر منزله إلى بلدته إسطال في محافظة المنيا في صعيد مصر، وفعلا سافر إليها.. وأخذ يلتقي بأفراد عائلته وأبناء البلدة ويردد في جلساته معهم.. أنه لن يرضى إلا بالعودة لقيادة الجيش.. وأنه لن يقبل أن يكون "طرطورا".. أو تشريفاتي كصلاح الشاهد!..

وقد لحق به في إسطال كلا من عباس رضوان وشمس بدران وصلاح نصر محاولين التعرف الى نواياه وتلمس السبل الملائمة لتسوية الأزمة بينه وبين الرئيس عبد الناصر، كما توجه إلى هناك أيضا محمد حسنين هيكل بناء على طلب المشير عامر وبموافقة الرئيس، وكان موقف الرئيس مرتكزا على إمكانية تسوية الأزمة على أساس واحد لا مناقشة فيه هو أن يترك المشير عبدالحكيم عامر قيادة القوات المسلحة ويصبح نائبا لرئيس الجمهورية وهو الاقتراح الذي كان المشير عامر يرفضه بشدة ويردد أمام كل من اجتمع به، شمس بدران وصلاح نصر ومحمد حسنين هيكل وحسين عبد الناصر ومحمد أيوب:

"أن الرئيس قد خلى به.. وهو لا يريد أن يكون في موقف المتفرج على الأحداث ولا حل إلا بالعودة إلى قيادة القوات المسلحة وليس لأي موقع آخر، وأنه لن يقبل المساس بأي ضابط مهما كانت الأسباب: لا معاش.. ولا استيداع.. ولا اعتقالات.. لا إجراء من أي نوع كان وتحت أي مسمى..

وكان يكرر دائما عبارة: "أنا ما اشتغلشي تشريفاتي زي صلاح الشاهد.. ولا أقبل أن أقوم باستقبال القادمين من الخارج وأودع المسافرين والمغادرين للبلد وأنا واقف مكتوف اليدين لا أستطيع أن أدافع عن رجالي".

وقد نقل كل هؤلاء اقتراحا للرئيس عبد الناصر بأن يتوجه المشير لفترة من الوقت إلى يوغسلافيا، يمكن بعدها أن تهدأ النفوس.

وفي 14 يونيو 1967 عاد شمس بدران إلى القاهرة قادما من إسطال وصرح لعبد المجيد شديد.. أنه مراقب.. وأنه يوجد من يحوم حول منزله باستمرار، وأنه لا يقوم بأي نشاط ضار”،ثم أضاف قائلا بالنص: “أنا لو عاوز أعمل انقلاب أعمله وأنا قاعد في بيتي"!

وكان شمس بدران يعلم تماما أن عبد المجيد شديد سوف يبلغ هذا الحديث نظرا للعلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بالرئيس عبدالناصر ولمعرفة شمس بدران أن عبدالمجيد شديد يقدس الشرعية.

أما المشير عامر فقد عاد من إسطال في أول يوليو/ تموز 1967 بعد لقائه بمحمد حسنين هيكل الذي تمكن من إقناعه بأن بقاءه في إسطال يعني رضاؤه بالنفي الاختياري بعيدا عن القاهرة، واستقر المشير في منزله بالجيزة، لكنه واصل نفس نشاطه السابق، وكانت نية الرئيس قد استقرت دون تراجع على تنحية عبدالحكيم عامر ومعه شمس بدران، وإن واصل محاولات احتواء الأزمة ومنع تفاقمها.

وبدأ في نفس اليوم تنفيذ حملة اعتقالات وتطهير شملت عددا من قادة القوات المسلحة وبعض الضباط من دفعة، 1948 دفعة شمس بدران، الذين كانوا يشكلون تنظيما خاصا كان يتولاه شمس بدران بشكل سري، لم يعلم به القائد الأعلى للقوات المسلحة وكانت قد ضبطت نوتة في مكتب شمس بدران في مبنى القيادة العامة بكوبري القبة تحوي أسماء هذا التنظيم وسلمها الفريق محمد فوزي للرئيس عبد الناصر، وبناء على ذلك اتخذت إجراءات التحفظ، وأودع الضباط في إحدى الفيلات في منطقة المعادي، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس الأمة عن محافظة المنيا بعد إسقاط المجلس لعضويتهم عنه.

لكن النشاط المسلح والمشبوه أخذ يتزايد في منزل عامر، وجرى توزيع السلاح على الأفراد الموجودين في المنزل وفي نفس الوقت واصل كل من عباس رضوان وصلاح نصر وكمال رفعت ومحمد حسنين هيكل وعبد المحسن أبو النور بشكل انفرادي وكذلك شعراوي جمعة وحلمي السعيد وسامي شرف بذل المساعي لاحتواء الأزمة وتهدئة الأوضاع وقد ذهبنا نحن الثلاثة حلمي وشعراوي وأنا سويا، في محاولات للتقريب بين وجهات النظر واحتواء الخلاف في إطار عودة المشير ليكون نائبا لرئيس الجمهورية فقط، دون أن يكون له أدنى علاقة بالقوات المسلحة وكان رد المشير باستمرار هو الرفض ومكررا العبارات التي ذكرها من قبل تعليقا على هذا الاقتراح.

كان جوهر القضية هو أن المشير ينظر إلى الجيش على أنه إقطاعية تابعة له ولا يريد التنازل عنها تحت أية ظروف، ويرى أيضا في استرداده سلطاته في الجيش بمثابة رد اعتبار له في ضوء مسؤوليته الكبرى عن وقوع الهزيمة العسكرية في نفس الوقت الذي كان يسعى فيه الرئيس عبدالناصر إلى إعادة بناء قوات مسلحة جديدة محترفة ووفقا لمعايير تختلف تماما عما كان سائدا قبل النكسة والعمل على إبعادها عن الصراعات السياسية وتفرغها الكامل للمعركة القادمة من أجل استرداد الأرض المحتلة.

وحاول شمس بدران مرة أخرى التقدم بحلول وسط، لكن جمال عبد الناصر أصر على عدم عودة المشير عامر إلى القوات المسلحة مرة أخرى.

وخلال شهر يوليو1967 أقدم المشير عبد الحكيم عامر على بعض التصرفات التي زادت الأزمة اشتعالا وتمثلت في الآتي:

1- توزيع نص استقالة زعم أن المشير عامر قدمها للرئيس عبد الناصر بعد النكسة لكن اتضح أنها نفس الاستقالة التي سبق أن تقدم بها عقب أزمة مجلس الرئاسة سنة، 1962 وأن شقيقة السيدة نفيسة عبد الحميد حواس والشهيرة ببرلنتي عبد الحميد، زوجة المشير عامر- بعقد عرفي- وتدعى السيدة زهرة هي التي قامت بإعادة طبع هذه الاستقالة في إحدى قرى مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية وقامت بتوزيعها هي وزوجها وقام جهاز المباحث العامة بضبطهما مع الآلة الكاتبة والمطبعة وشارك في توزيع الاستقالة بعض الضباط وبعض أعضاء مجلس الأمة أيضا بينهم النائب عبد الصمد محمد عبد الصمد وآخرين من محافظة المنيا بهدف خلق رأي عام مؤيد للمشير عامر.

2-اتصال المشير عامر بالسفير السوفييتي في القاهرة تليفونيا بعد الثامن من يونيو1967ودار الحديث حول اتهام الإتحاد السوفييتي بالاشتراك في مؤامرة دولية ضد مصر تسببت في وقوع الهزيمة العسكرية وتبين أن المشيركان يعتزم إرسال خطاب للسفير بهذا المعنى إلا أن صلاح نصر أقنعه بالامتناع عن هذه الخطوة.

ومع استمرار النشاط في منزل المشير تم وضع خطة لمراقبة تحركاته بكل ما تحمله هذه المهمة من حساسية، أولا لأن المستهدف بالمراقبة هو المشير،وثانيا بأن ثمة تهديداً بإمكانية تورط أفراد من القوات المسلحة بما قد يعكسه ذلك من تأثيرات سلبية على معنوياتها في هذه المرحلة الدقيقة، وقد تم التنسيق بين كل الأجهزة المعنية لتنفيذ المهمة على النحو التالي:

1- تقوم المخابرات العامة بمراقبة المنافذ القريبة من منزل المشير عامر الذي كان يرتبط بعلاقات قوية مع صلاح نصر، ولكن هذه الرقابة تم كشفها أو سربت أخبارها وهو الاحتمال الأرجح فتم إيقافها على أثر حديث تليفوني طويل بين المشير وصلاح نصر، والحقيقة أننا كنا نريد أن نكشف عن يقين عن مدى الارتباط بين الرجلين حتى في مجال مسألة خطيرة كهذه.

2-تقوم المباحث العامة بمراقبة دائرة أوسع حول منزل المشير وحددت هذه الدائرة من جامعة القاهرة حتى فندق شيراتون القاهرة والشوارع المؤدية إليها ولا داعي لتفاصيل مثل هذه العمليات لطابعها الفني الذي لا يهم القارىء.

3- تتولى المخابرات الحربية مراقبة منافذ القاهرة وجميع الطرق التي تسلكها عادة تحركات القوات المسلحة.

ومن جانبنا كانت تعقد في مكتبي اجتماعات مستمرة يوميا وفي بعض الأحيان مرتين في اليوم لتقييم الموقف كان يحضرها كل من أمين هويدي وشعراوي جمعة والفريق محمد فوزي واللواء محمد الليثي ناصف واللواء محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية واللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة والعميد إبراهيم سلامة من المخابرات الحربية.

ولم تسفر المتابعة عن أكثر من تردد بعض أفراد من القوات المسلحة المعروفين بولائهم للمشير عامر على منزله بالجيزة إضافة إلى بعض أقارب المشير الذين قدموا من المنيا وبعضهم كانوا أعضاء في مجلس الأمة إلى ان جاء يوم 24 يونيو1967حيث تتابعت الأحداث بصورة متلاحقة وفي توقيت متقارب بشكل غريب وتداعت على النحو التالي:

1- حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء يوم 24يونيو اتصل بي تليفونيا علي صبري نائب رئيس الجمهورية واستفسر مني عن مكان الرئيس فأبلغته بأنه موجود بالدور العلوي بالمنزل فقال: “إذا كان سيادة الرئيس موش محتاجك دلوقت هات عربيتك وتعال في البيت حالا لأن هناك موضوع على جانب كبير من الأهمية والخطورة لازم تيجي تسمعه لتنقله للرئيس فورا".

2-وقبل ان أغادر مكتبي للتوجه لمنزل على صبري، دخل سكرتيري مندفعا وقال لي يا افندم العميد اركان حرب عمر أحمد خطاب قائد مجموعة الملحقين العسكريين في المخابرات الحربية موجود ويريد مقابلتك فورا في أمر خطير وعاجل فاستقبلته واقفا وطلبت منه أن يذكر عنوان الموضوع بسرعة نظرا لاضطراري الى الخروج في أمر عاجل، فقال انه لديه معلومات ببوادر مؤامرة يخطط لها عبد الحكيم عامر، فطلبت منه أن يبقى في مكتبي ولا يتحدث مع مخلوق لحين عودتي وإنني لن أتأخر كثيرا.

3- نزلت وركبت السيارة وقبل أن أدير المحرك أطل عليّ السكرتير ونادى بصوت عال لأنتظر وقفز من شباك مكتبه بالدور الأرضي وجرى إلى حيث أقف قائلا: يا افندم العقيد أركان حرب عبدالعاطي أبو سيف من الدفاع الجوي اتصل الآن تليفونيا من الشارع ويريد لقاءك بعد منتصف الليلة في أمر ضروري جدا وقال إنه سينتظرك في نهاية شارع بيروت من ناحية الميريلاند بمصر الجديدة... أقول له إيه؟

(وكان هذا الضابط من تلاميذي في الكلية الحربية ولم ألتق به منذ أن كان يدرس في مدرسة المدفعية سنة1950 إلا أني كنت أتابع تقدمه العلمي والعسكري لأنه كان من الضباط النوابغ والمبدعين في الدفاع الجوي وكان مثالا للضبط والربط والأخلاق العالية).

فطلبت من السكرتير إبلاغه بأني سأكون في المكان الذي حدده في منتصف الليل بالضبط قائدا سيارة فيات 1100 زرقاء اللون.

وانطلقت مسرعا إلى منزل علي صبري وكان في شارع العروبة في ذلك الوقت ووجدت اللواء طيار كمال حمادة مدير التدريب في القوات الجوية في ذلك الوقت وهوزوج شقيقة علي صبري أيضا، وجدته منتظرني على الباب، ودخلنا على عجل إلى الصالون لأجد علي صبري يستجوب أحد الشباب الذي يرتدي قميصاً أبيض وبنطلوناً رمادياً وعرفني به على أنه الملازم أول طيار محمد حمادة وطلب إليه أن يعيد ما قاله من قبل أمامي فقال: “إنه بدأت منذ أمس حركة نشطة في الطيران لصالح المشير عبد الحكيم عامر بقيادة الملازم أول طيار م. ح. والنقيب طيار ع.ص. والنقيب طيار ت. ز. وكانت بالأمس مجرد محاولات لجس النبض وخلق رأي عام إلا أنها تطورت إلى خلق شكل تنظيمي مع بعض الضباط فقررت أن أسايرهم وأظهرت استعدادي لمشاركتهم في التحرك بطائرتي إذا ماكلفت بذلك.. وأضاف أنه سارع بإخطار اللواء كمال حمادة لصلة القرابة بينهما وأبدى استعداده لتنفيذ ما نراه لتأمين البلاد والمحافظة على سلامتها من منطلق وطني حيث أنه مؤمن أن البلد لا تتحمل أي عمل صبياني – هكذا قال هو أو أي عمل غير مسؤول وخارج على الشرعية.

واتفقنا على أن يقوم بمسايرتهم ووضعنا له أسلوباً مؤمناً للاتصال والتبليغ بأي تطورات جديدة.

وعدت إلى مكتبي حيث أبلغت أن الرئيس طلبني وأمر أن أتصل به فور عودتي، وحاولت الاتصال لكنه لم يرد ففهمت أنه في صالة السينما، وطلبته هناك واستأذنته في أن ألقاه فورا وتمت هذه المكالمة بحضور العميد عمر خطاب الذي طلبت منه البقاء في مكتبي للمرة الثانية إلى أن أعود إليه.

التقيت الرئيس أمام صالة السينما والتفت إليّ مبتسما ونحن في طريقنا إلى مكتبه وقال:

"ازيّك يا استاذ؟!.. انت عامل زي النحلة اليومين دول... بس إوعى تدوخ وتقع مني.. أخبارك إيه؟وكنت فين؟

فقلت: “والله يا افندم الأخبار موش ولابد".

قال: “ليه؟ هما اليهود هجموا على القاهرة؟"

فقلت: “والله سيادتك قلبك حاسس باللي بيحصل.. ده اليهود فعلا ناويين يهجموا على القاهرة".

فاندهش الرئيس ونظر إليّ بعينيه اللامعتين النافذتين قائلا: “دول لو هجموا على القاهرة حايغرزوا في الوحل وحايتحملوا خسائر لا قبل لهم بها وهما موش من الغباء بحيث يقدموا على مثل هذه الخطوة المجنونة”. فقلت له: “بس في رأيي إنهم أغبياء لأنهم بدأوا فعلا من داخل القاهرة.. إن يهود مصر بدأوا يتحركوا من الداخل يا افندم.

قال: “إزاي بقى يا أستاذ"؟.

قلت: “عندي في خلال ساعة واحدة ثلاثة بلاغات على جانب كبير من الأهمية والخطورة، وهي ليست تحريات أو تخمينات أو استنتاجات أو تقارير من الأجهزة الأمنية بل بلاغات حية وشخصية من ضباط عاملين ومن أفرع مختلفة من القوات المسلحة وكلها تقود إلى نتيجة واحدة وهي وجود مؤامرة يدبرها المشير عبد الحكيم عامر ومن حوله".

نظر الرئيس إليّ نظرة حادة فاحصة وقال بهدوء وبصوت خافت نسبيا: “إنت متأكد من اللي بتقوله يا سامي إنت عارف إنه في مثل هذه الظروف التي نمر بها من نكسة عسكرية أحدثت صدمة في أوساط الشعب إلى تنحي ثم استمرار في تحمل المسؤولية.. إلى العلاقات المعروفة بين عبدالحكيم ورجاله في القوات المسلحة،وسيطرة النزعة العاطفية على أي مبدأ آخر، كل ده قد يدفع البعض إلى تخيل أشياء وأوهام لا أساس لها من الصحة... وإنت عارف إن هناك عهد ودستور غير مكتوب بيننا في مجلس الثورة أن من يترك الساحة لأي سبب لا يتآمر أو ينقلب على المسيرة، الحقيقة أنا لا أتخيل مثل هذا، وخصوصا من حكيم!!

فقلت للرئيس: “يا افندم البلاغات اللي عندي هي:

1- بلاغ من العميد أ. ح. عمر أحمد خطاب من المدرعات وقائد مجموعة الملحقين العسكريين في المخابرات الحربية وذكرت ملخص البلاغ.

2-بلاغ الملازم أول طيار محمد حمادة من القوات الجوية وأعدت على الرئيس ما سمعته من هذا الضابط بحضور علي صبري وكمال حمادة.

3- المكالمة التليفونية من عبد العاطي أبو سيف من الدفاع الجوي والذي سأقابله في منتصف الليلة.

ورجوت الرئيس أن يسمح لي بلقاء آخر بعد مقابلة ابو سيف، ووافق الرئيس وقال لي اتصل بي فور عودتك من مقابلته لنقّيم المعلومات والبلاغات ونضعها في قالبها الصحيح.

خرجت من مقابلة الرئيس لألتقي بالعميد عمر خطاب الذي بادرني بالتعبير عن خشيته من انكشاف أمره فطمأنته بأن لدينا نظاماً وأسلوب تأمين دقيق للمنطقة المحيطة كلها ولو كان هناك أدنى شك حول وجودك هنا لكانت الصورة اتضحت من وقت وصولك وحتى الآن، وبدأ عمر خطاب بلاغه قائلا:

"إن أحد الجنود من رجاله المخلصين منذ أن كان يخدم في سلاح الحدود- وهو جندي نوبي وهو يعمل في منزل المشير عامر في الجيزة أبلغه اليوم من منطلق حرصه على بلده أنه منذ ثلاثة ايام بدأت حركة غير عادية في مقر إقامة المشير تمثلت في الآتي:

1- إقامة تحصينات أمنية داخل المنزل والحديقة.

2- تجهيز غرفة في الحديقة ذات مدخلين كل منهما يؤدي إلى شارع مختلف وبحيث يكون المشتل المجاور للمنزل ساترا للداخل أو الخارج منه.

3- وصلت للمنزل أسلحة صغيرة رشاشات خفيفة وبنادق وطبنجات وصناديق قنابل يدوية.

4- بدء تردد أفراد بملابس مدنية من بينهم شخصيات معروفة بسابق ترددها الى المنزل إلى جانب وجوه جديدة يبدو من سلوكياتها أنهم عسكريون، وأن هذه الزيارات تتم في مواعيد غير عادية غالبا بعد الساعة الحادية عشرة أو عند منتصف الليل ويحرص كل من يحضر دون استثناء - على محاولة التخفي أثناء دخولهم، وعندما يدخلون للغرفة يكون المشير شخصيا في انتظارهم أو ينزل من البيت في نفس موعد وصول كل منهم وفي الغالب لا تستغرق المقابلة أكثر من نصف الساعة والحديث يدور همسا، أو يتم تبادل أوراق مع بعضهم.

والأمر الذي لفت نظر المبلّغ وأثار شكوكه أن العقيد علي شفيق صفوت السكرتير العسكري للمشير عامر والمسؤول عن ترتيب المقابلات لم يكن ظاهرا في الصورة وغير موجود بل إن الذي تولى ترتيب المقابلات أشخاص آخرون، وأضاف أنه شاهد عباس رضوان نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الأسبق يرتب بعض هذه المقابلات بل ويصطحب بنفسه بعض هؤلاء الشباب ويشارك في المقابلة بينهم وبين المشير عامر.

وبعد قليل ومع تباشير الصباح المبكر اتصل بي تليفونيا محمود حسين عبد الناصر مدير مكتب كمال الدين رفعت في ذلك الوقت وأبلغني أن زوجة احد ضباط الدفاع الجوي اتصلت بكمال الدين رفعت وناشدته أن يتدخل ليحول دون أن يتورط زوجها في تحرك عسكري ضد الشرعية كما أبلغني أن كمال رفعت يريد أن يسمح وقت الرئيس عبد الناصر بلقائه صباح اليوم لأمر مهم.

أبلغت الرئيس بهذه الرسالة وقابله فعلا ولم تخرج المقابلة وما دار فيها عن هذا البلاغ.

ومن ثم أصبح لدينا البلاغات التالية في ساعات محدودة قليلة:
  • 1- بلاغ الملازم أول طيار محمد حمادة.
  • 2- بلاغ العميد عمر خطاب من المخابرات الحربية وهو من سلاح المدرعات.
  • 3- بلاغ العقيد عبد العاطي أبو سيف من الدفاع الجوي.
  • 4- بلاغ النقيب عبد الستار من السكرتارية الخاصة للمشير عامر.
  • 5- بلاغ السيد كمال الدين رفعت.

    وعلى ضوء هذا الموقف طلب الرئيس مزيدا من تجميع المعلومات وبحث موقف كل من:
  • 1- شمس بدران.
  • 2-عباس رضوان.
  • 3- المخابرات العامة.
  • 4- العقيد علي شفيق صفوت.
وفي 28 يوليو/ تموز 1967 وردت معلومات تفيد بأن جلال هريدي (أقوال شمس بدران وجلال هريدي وأحمد عبد الله وآخرين ممن حوكموا أمام محكمة الثورة برئاسة السيد حسين الشافعي سنة 1968) اقترح عقب سحب سرية الحراسة من منزل الجيزة وضع خطة لاختطاف الرئيس جمال عبد الناصر بعد أن يدعوه المشير عامر لزيارته في الجيزة ثم تجرى محاكمته أي الرئيس أمام كل من المشير وشمس بدران وجلال هريدي.

وفي نفس الوقت اقترح شمس بدران أن يختفي شخصان مسلحان في حقيبة سيارة المشير عند زيارته للرئيس في منشية البكري ثم يقوم هذان الشخصان باختطاف الرئيس ويتوجهان به إلى منزل المشير بالجيزة.

واستمرت تداولات هذه المجموعة وتحركاتها حتى يوم 24أغسطس1967 حيث تم الاتفاق على وضع خطة التحرك والاستيلاء على السلطة قام المشير عبدالحكيم عامر بإملائها بنفسه وكتب وعدل فيها بخط يده من غرفة نومه وأمكن الحصول على هذه الورقة وهي من بلوك نوت مسطر ومكتوب بعضها بقلم حبر جاف أزرق والبعض الآخر بقلم حبر جاف أحمر وهي التعديلات التي كانت بخط يد المشير شخصيا.

(هذه الورقة كانت محفوظة في أرشيف السري للغاية في سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكري).

وكانت الخطة تتضمن مرحلتين:

الأولى يتم تنفيذها في الساعات الأولى من صباح 27 أغسطس 1967 بقيام وحدات من الصاعقة بالاستيلاء على مقر القيادة الشرقية في القصاصين مع تأمين طريق القاهرة/ الإسماعيلية والقاعدة الجوية في إنشاص وكانت تنص على ما يلي:

"يؤمن المقدم أحمد عبد الله من الصاعقة القوات اللازمة لتأمين وصول المشير إلى إنشاص مقر قيادة الصاعقة”، ثم يتحرك المشير إلى قيادة المنطقة الشرقية بالإسماعيلية تحت حماية الصاعقة وبعض ضباط القيادة الشرقية الذين تم الاتفاق معهم على تأييد مطالب المشير، ومن هناك في الإسماعيلية يوجه المشير عامر نداء إلى الرئيس جمال عبد الناصر بمطالبه التي تشمل إعادة الضباط المفصولين والمحالين إلى المعاش أو الاستيداع والمعتقلين إلى وظائفهم السابقة".

وكان التقدير بالطبع أن الرئيس لن يقبل الاستجابة لهذه المطالب ومن ثم تبدأ خطوات المرحلة التالية.

المرحلة الثانية وتشمل:

1-تأمين منطقة القاهرة بقيام شمس بدران بالسيطرة على اللواء المدرع المتمركز شرق القاهرة، وسيطرة عثمان نصار على الفرقة المدرعة في دهشور ويعاونه في ذلك شمس بدران أيضا.

2-الاستيلاء على التلفزيون والإذاعة: المبنى ومحطات الإرسال في أبو زعبل والمقطم.

3- شملت الخطة أيضا واجبات أخرى لجهاز المخابرات العامة، تحت قيادة صلاح نصر تقضي بتجهيز أطقم اعتقالات لبعض القيادات والمسؤولين تحت إشراف وتوجيه عباس رضوان وكان الرئيس جمال عبد الناصر على رأس هذه القائمة ووردت أسماء كل من زكريا محيي الدين علي صبري شعراوي. جمعة أمين هويدي سامي شرف (ورد بجوار اسمي عبارة “منشية البكري”) الليثي ناصف، ثم عبارة" والأسماء التي أمليت لعباس".

4- إعلان انتقال السلطة وتنصيب عبد الحكيم عامر، مع تشكيل مجلس للقيادة يضم كلا من عبد الحكيم عامر، وعباس رضوان، وشمس بدران، وصلاح نصر، وآخرين، إلى جانب قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة الفريق طيار محمد صدقي محمود والفريق بحري سليمان عزت والفريق عبدالمحسن مرتجي.

5- يتولى عباس رضوان مهمة تأمين السيطرة على مدينة القاهرة والإشراف على اعتقال كبار المسؤولين والشخصيات المؤثرة بالتنسيق مع كل من الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية العسكرية والمخابرات الحربية والمخابرات العامة حيث تعهد صلاح نصر بتوفير الأطقم التي تساعد على إنجاح هذه العملية.





أ. سامي شرف
تاريخ الماده:- 2004-08-23

........."


إنتهى النقل من مذكرات سامى شرف ....






يحى الشاعر
 
وللاسف كان الفشل هو النتيجة النهائية لهذا الرجل بالأنتحار !!!!!

ولاحول ولاقوة الا بالله

قرئت سطورك بتمعن كبير !!

وفعلاا هناك صفحات غابت واوراق تم دفنها مع المشير عامر !!
 
فعلا ..

وستوضع العديد من المواضيع التي ستنشر خلا الأسابيع القادمة ، الكثير من خلفيات هذه الحرب .. وكفاءات الرجل التي كانت لا تتعدي "قيادة" كتيبة مدفعية ... بسبب رتبته "صاغ" .. أي "رائد" علمه .. وخبراته ، علاوة علي أن حياته الخاصة لم تكن تسمح له ... بالتفرغ ..

ويكفي التنويه ...ز بالسحاب الأزرق الذي كان مشهور عنه أنه ... مدمنه ... أو بمعني أصح "الحشيش" ...

رغم طيب قلبه ... فقد أدي إلي أكبر نكسة أصابت مصر والعرب والعروبة



د. يحي الشاعر
 
عودة
أعلى