تكنولوجيا المراقبة الحدودية

JUGURTHA

عضو
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
3,441
التفاعل
4,784 1 0
تكنولوجيا المراقبة الحدودية
58_43_s.jpg
تتمتع نظم المراقبة التي تنشر سواء على حدود طويلة أو عند أي طوق خارجي قصير المسافة، ببعض المزايا المشتركة، وهي القدرة على كشف الدخلاء والتعرف إليهم، مع غربلة التحركات غير المهددة أو الطبيعية مثل الطيور المحلقة أو الحيوانات التي تتنقل تقليصاً للإنذارات الخاطئة.
وينبغي على كل نظام أن يكون قادراً على العمل ٢٤"٧ في أحوال الرؤية الضعيفة والطقس القاسي، خصوصاً ذلك الذي تصحبه مواد تعتيمية مثل الرمال والدخان والغبار. وينبغي أن تمتد النظم على مئات آلاف الأمتار لتتلاءم مع أية تدابير أمنية مادية، وأن تكون قادرة على الكشف والتمييز ما بين المسافرين لأغراض تجارية والمجرمين والمهربين بالإضافة إلى التهديدات الإرهابية والعسكرية مثل فرق الاستطلاع والقوات الخاصة.
وهناك العديد من المنافسات القائمة لتنفيذ حلول الأمن الحدودي، وأكبر مشروع للأمن الحدودي يتمثل بمبادرة الأمن الحدودي الخاصة بوزارة الأمن الوطني المصممة لتحقيق أمن الحدود الأميركية مع المكسيك، وتبلغ قيمتها بحسب بعض التوقعات ٤٧ مليار دولار، وتعتبر Boeing المتعاقد الرئيسي لتنفيذها، وهي تتولى مهمة تركيز حدود اختبارية على مدى ٢٨ ميلاً. وليست الولايات المتحدة الطرف الوحيد الذي يسعى لتأمين حماية حدوده الوطنية، فالمملكة العربية السعودية، أقامت حماية حدودية وهي ما زالت قيد التوسع مع الدول المجاورة ضمن مشروع يقدر بمليارات الدولارات، كذلك فإن النروج تسعى لتحسين المراقبة على حدودها البحرية الشمالية مع روسيا من خلال مزيج بين المراقبة بواسطة الأقمار الاصطناعية ومراكز المراقبة الساحلية، بالإضافة إلى الموجودات المستخدمة بحراً. ومع رصد ميزانية ١٠٠ مليون دولار، من المرجح أن تستخدم سلسلة من الحلول غير المخصصة للاستخدام العسكري. كذلك فإن الإمارات العربية المتحدة هي في صدد شراء نظام "الحارس" الخاص بها، والذي يتمثل بشبكة من المستشعرات الحدودية بعد أن تم التعاقد لتنفيذ المرحلة الأولى بقيمة ٧٤ مليون دولار من خلال ائتلاف ما بين شركتي Asia Global Technologies (AGT) و Advanced Integrarted Systems (AIS)، وسيتم دمجها ضمن برنامج "درع" DERA الذي يهدف إلى تأمين الحماية للبنى التحتية الحكومية الحرجة.

التكنولوجيا
تسعى بعض الدول للحصول على حلول جاهزة لتحاشي مشاكل النظم الموصى عليها. وتعرض Harris RF Communications مستوعب الأمن الحدودي Border Security Shelter كحل جاهز، مستخدِمة مجموعة من تجهيزات Harris، تحديداً في مجال الأمرة والتحكم؛ بحيث توفر التراسل والاستخبار على الإشارات ودمج البيانات والبريد الإلكتروني وإدراك الواقع الميداني. وفيما يختص بالاتصالات، يوفر المستوعب الاتصال الشبكي المحلي العالي القدرة مع الاتصال بشبكات الأقمار الاصطناعية والخليوي وتلك الخاصة بالأمن الوطني مثل Tetra وGSM. تشمل تكنولوجيا المستشعرات النظام البري غير المأهول Falcon Watch الخاص بالشركة وغيره من رادارات المراقبة البرية وكاميرات الفيديو وتلك العاملة بالأشعة تحت الحمراء. كذلك تسوق Selex Systems Integration نظم أمرة وتحكم خاصة بالأمن الحدودي وغيرها من الحلول الجاهزة المشابهة الموضوعة في الخدمة لدى إيطاليا وغيرها من الزبائن. تستمد Raytheon خبرتها في برنامج حماية الحدود والبنى التحتية Border and Infrastructure Protection من انخراطها في برنامج SIVAM البرازيلي للمراقبة الحدودية ومبادرة الحدود الإلكترونية e-Borders البريطانية.
يعتبر التصوير البعيد المدى العالي النوعية أمراً بالغ الأهمية. فالصورة هي أبلغ تعبير، وهذا ما توفره النظم الكهربصرية. وقد حازت FLIR Systems على عقد مهم في أيار/ مايو الماضي لتوفير نظام Star SAFIRE III لمجموعة من برامج حماية القوات الأميركية. ويذكر ان النظام Star SAFIRE III هو النظام الكهربصري/ العامل بالأشعة تحت الحمراء الخاص ببرنامج حماية السفن Shipboard Protection System للبحرية الأميركية.
طور فرع منتجات الأشعة تحت الحمراء في شركة L-3 Communications مجموعة من المنتجات الخاصة بهذه السوق. فالنظام Thermal Eye 0042xp Advanced يعتبر نظام كشف بالأشعة تحت الحمراء غير مبرد بأبعاد ٣٢٠ ٢٤٠ متوفر ضمن منصب توجيه أفقي وعامودي مع حماية كاملة على ٣٦٠ درجة ويمكنه كشف النشاطات البشرية حتى مسافة ١٨٠٠ متر.
كذلك تملك شركة Kylmar مجموعة من الحلول المخصصة لهذه السوق. فنظام التصوير Starlight LIC004M يوفر حلول تكثيف الصورة من تكنولوجيا الجيل الثاني والثالث اللتين تتضمنان أفضلية ذاتية على حلول التصوير الحراري السابقة من ناحية التعرف إلى الأهداف. كذلك فإن النظام TIS006M يوفر حلاً مرناً وميسر الكلفة مع مدى يصل إلى ٢ كلم ويزن ٨ كلغ فقط. اما نظام CT00061 من الشركة نفسها فوفر قدرة كشف الأهداف واكتسابها كنظام معزز للمراقبة الساحلية يتضمن وحدة ليزرية لكشف المدى، ويصل مداه لرصد السفن إلى ٢٠ كلم على الخط الساحلي.
تنتج شركة Magna BSP رادارات كهربصرية سلبية تستخدم وحدتي كاميرا حرارية لتوليد صورة سلبية رادارية مكبرة من مدى ١٥٠٠ متر، ويتمكن مستخدمو هذه الرادارات من إقامة قطاعات للإنذار محددة مسبقا مستويات للتهديد وتصنيف للأهداف تستند إلى حجم الهدف وحركته وارتفاعه عن الأرض. ويمكن أن يكون هذا النظام محمولاً فردياً أو بحجم أكبر.
وحيث يوفر التصوير الكهربصري صوراً تفصيلية وتعريفاً للأهداف الجوية. وإن هذه القدرة القريبة المدى تستكمل بإدخال رادارات مراقبة برية أبعد مدى وأكبر حجماً.
يستخدم رادار المراقبة البرية المستمرة E1/M-2112 من IAI Elta أربع منظومات ثابتة للكشف على ٩٠ درجة لتوفير تغطية وافرة في كل الاتجاهات بينما يظهر ناتجها للمشغل على شاشة واحدة، والنموذج الأقوى هو M02، الذي يستطيع كشف شخص يمشي على بعد ٢٠ كلم ومركبة على بعد ٤٠ كلم، ويستطيع تتبع ٥٠٠ هدف تقريباً.
يوفر نظام BOR-A 055 من Thales قدرة رادار المراقبة الأرضية ضد الأهداف البرية والبحرية والجوية المنخفضة الارتفاع حتى مدى ٨٠ كلم مع قدرة التتبع أثناء المسح لما يصل إلى ٣٠ هدفاً. أما رادار Squire الأصغر حجماً بكثير المصمم لينقل في حقيبتي ظهر فهو يملك طاقة ضعيفة جداً لتحاشي الانكشاف، يستطيع كشف الأهداف حتى مدى ٢٤ كلم.
يوفر نظام الإنذار Homeland Alerter 001 من Thales الحماية الأمنية سلبياً من أجل كشف الأهداف الجوية الصغيرة والكبيرة. يستخدم نظام التصوير فيه التردد الراديوي من موجات البث المدنية FM لإنارة الهدف بدلاً من القيام بنفسه بعملية البث، حيث يوفر وسيلة مجزية جداً من الناحية الاقتصادية لتوفير الحماية للحدود الجوية.
بدلاً من الاستمرار في اعتماد الحلول المأهولة، يتحول المستخدمون إلى الطائرات دون طيار لخفض تكاليف المراقبة المستمرة. فإن الجمارك ووكالة حماية الحدود الأميكريتين تستخدمان عدداً من الطائرات دون طيار Predator B وتخطط لحيازة ما يصل إلى ١٨ طائرة إضافية. أما الطائرة دون طيار Herti من BAE Systems فتملك أقصى قدر ممكن من التكنولوجيا الجاهزة (COTS) - حتى أن منصة الطيران نفسها هي طائرة انزلاقية من صنع بولندي - لتوفير تكنولوجيا الطائرات دون طيار التي يسهل تصديرها بسرعة وصيانتها بشكل حاسم.
إن الاستشعار لدى اختراق السياج هو أحد القدرات التي تلبيها شركات متعددة. تستشعر هذه النظم عندما يتم قطع السلك أو عند ابتعاد الأسلاك عن بعضها البعض متى تم إلقاء أحد السلالم عليها مثلاً. فقد تم نشر نظام كشف الدخلاء Taut Wire من Magal Security لدى زبائن متعددين على مسافة مجموعها ٤٠٠٠ كلم. كما أن نظام حماية الطوق الخارجي من Ortek يملك عمر تشغيلي قدره ٢٠ سنة كما هو معلن.
توفر المستشعرات البرية دون مُلازَمة حلاً يتطلب القليل جداً من القوى البشرية للمراقبة المستمرة. وقد حازت الشركة الأميركية McQ على عقد بقيمة ٨،٤ مليون دولار للمستشعر دون ملازمة OmniSense لبرنامج SBInet، المصمم لكشف العبور غير الشرعي للحدود الأميركية مع المكسيك. ويعتبر ربط عدة مستشعرات دون ملازمة أمراً صعباً من الناحية الميدانية، ويتم دراسة عدد من التكنولوجيات الجاهزة التي تشمل النطاق الفائق العرض وشبكات ZigBee التي تتميز باستهلاك ضئيل للطاقة وسرعات معقولة لنقل البيانات. ويوفر المستشعر PIR04-3 من Kylmar شريطاً للإنذار المبكر سهل النشر في منطقة معينة مثل وادٍ صغير أو فجوة غير مغطاة بشكل مناسب من قبل وسائل المراقبة الأخرى، ويكون مركز التحكم بالمستشعرات على بعد حتى ٣ كلم منها. أما الشركة الإسرائيلية SpiderTech فهي في المراحل الأخيرة لاستكمال السياج الافتراضي Tarantula الذي يتألف من خطوط من المستشعرات دون ملازمة يتم نشرها في أي شكل لتوفير حدود كشف خطية ويكون جهاز كمبيوتر واحد قادرا على تغطية كلم واحد من المستشعرات ويكون لكل مستشعر مدى ٣٠ متراً لرصد عنصر بشري واحد راجل، ويستطيع أيضاً كشف النشاطات تحت الأرض حتى عمق ٣٠ متراً. وتشمل العروض الأخرى في هذا المجال نظام Falcon Watch من Harris، ونظام Terrain Commander 2 من Textron، ونظام المراقبة المحلية المدمج Local Area Control System من Thales، الذي يستخدم مستشعري الشركة MIS و Classic 0002.
تتولى أستراليا تحديث المراقبة البحرية لديها ضمن مشروع Sentinel لدى المتعاقد الرئيسي Cobham من خلال فرع محلي للشركة. وفي هذه السنة، تم حيازة أسطول جديد من طائرات Dash 8-002 مجهزة بالكاميرا Wescam MX51 من L-3 Communications والرادار SeaVue من Raytheon ضمن عقد تم منحه سنة ٢٠٠٦ حيث تدفع بموجبه الحكومة الأسترالية أجرة المراقبة بالساعة، ضمن عقد خدمة لمدى ١٢ سنة. وقد يتم في المستقبل استخدام المراقبة بواسطة الطائرات دون طيار والأقمار الاصطناعية. ويمكن استخدام الموجودات العسكرية لكن ذلك مركز على مجالات تهديد محددة.
لدعم حماية ومراقبة المرافئ، تعرض Harris نظام RealSite Harbor الذي يولد نموذجاً ثلاثي الأبعاد يضم ميزات متوفرة بشرياً عن معلومات قياس الأعماق والملاحة بالإضافة إلى برمجية RealSite من Harris، لإدخال الصور الواقعية وايرادها بالأبعاد الثلاثة من أجل أقصى دقة في عرض الصورة على المستخدم. يشمل النظام مواد مثل :الطافيات وأنوار الإرشاد وخطوط الأنابيب والأسلاك.
كانت شركة الفضاء السويدية Swedish Space Corporation مثلاً أول من اعتمد حلاً يمزج بين المراقبة البحرية من الفضاء ومن الجو باستخدام رادار فضائي ذي فتحة تنسيقية SAR تُمزج معطياته مع رادار محمول جواً للمراقبة الجانبية مداه ١٦٠ كلم، ووحدة مسح كهربصرية وبالأشعة تحت الحمراء. ويعتقد البعض أن ذلك هو المزيج الأفضل الميسّر مادياً لمواجهة تحديان الحدود البحرية. والنظام هو أصلاً في الخدمة لدى خفر السواحل السويدي وقد كان كذلك لأكثر من ٢٥ سنة.
أخيراً، إن المستشعرات الخاصة بالمراقبة من البحر متوفرة بسهولة في الاسواق. فرادار المراقبة المتعدد الأنساق Seaspray 0057E من Selex Communications هو في الخدمة لدى خفر السواحل الأميركي، وتم بيع أكثر من ٥٠٠ رادار منه حول العالم.
 
عودة
أعلى