وهذه وجهة النظر الليبية
بطولات منسية......معركة خليج سرت
من ٣٥ عاما وفى مثل هذة الايام وتحديدا يومى ٢٤ و٢٥ مارس سنة ١٩٨٦ حدثت بطولات منسية قام بها الجيش الليبي
تلك التي سطرها ابطال الجيش الليبي وقام بملاحم السيادة والدفاع عن الحدود البحرية والجوية الليبية والتي حاولت إنتهاكها البحرية الامريكية.
ففي ذلك الشهر وفي اشد ايام الطوارئ والتوتر والضغوطات علي كافة القوات المسلحة الليبيه في الجبهة التشادية حيث كانت القوات البرية والجوية بالمعارك مع قوات التحالف هناك.
وفي الجبهة الشماليه علي طول الساحل مع القوات الامريكيه ممثله في الاسطول السادس في كماشه وضغط علي الجيش الليبي .
ولكن الشجعان كانو في الموعد رغم التضحيات الجسيمه فنسرد هنا بالتفصيل ومن شهادات الشهود علي العصر المواجهة البطولية بين البحرية الليبية ودفاعها الجوي ضد الاساطيل الامريكية سنة 1986م بخليج سرت.
أحداث يوم 24 مارس بخليج سرت:
فلقد قامت البوارج الأمريكية والتي تقف في عرض البحر مقابل الشواطئ الليبية بالمياه الاقليميه المحاديه لخط 32 وتُطلق مقاتلاتها الحربية الجوية للقيام بمناورات عسكرية بُغية الاستفزاز تارة وبُغية تأكيد سطوة أمريكا على المياه الدولية المقابلة لليبيا تارة أخرى , ومن جهة اخرى فقد كانت ليبيا تري ان المياه الواقعة في خط عرض 32 هي مياه إقليمية ليبية ويجب احترام سيادتها وإلا سيتم التعامل بشكل عسكري ضد كل من يدخل دون إذن الحكومة الليبية.
ففي شهر مارس عام 1986 وفي عجالة اكتمل تركيب محطة صواريخ فيجا (( سام 5 )) بمنطقة أبوهادي جنوب شرق قاعدة القرضابية الجوية على بعد 3.5 كم تقريبا، وجاء الاستعجال بسبب عودة تحرش طياران الأسطول السادس وبداية مناوشاتها قرابة خط الموت والذي لم تقترب منه بتاتا طوال الستة سنوات الأخيرة بعد المواجهة المباشرة مع صقور السيخوي 22 الليبية في 19 أغسطس عام 1981 .
وتطورت الإحداث على النحو التالي : -
بداية من الساعة 00 .7 من يوم 24 مارس 1986 أقلعت أولى طائرات الأسطول وهي طائرة الاواكس (HAWKEYE) للقيام بمهام الكشف و الاستطلاع والتوجيه ، وكانت كل قطع الأسطول تبعد حوالي 300كم من الساحل الليبي اي إنها كانت خارج خط 32.5درجة شمالا .
كانت سفينة العمليات والقيادة (CORONADO) والتي تقوم بقيادة هذه المناورة والتي يتوفر بها كل انواع الإتصالات منها عبر الاقمار الاصطناعية وكامل القطع البحرية المشتركة في المناورة اضافة الى الاتصال بالرئيس الأمريكى نفسه في أي لحظة، وبدأ الطيران الأمريكي بتكثيف الطلعات الجوية في خليج سرت على بعد 180 - 300 كم من الشاطئ وعلى ارتفاع 4-8 ألاف متر .
كان طيران طائرة الاواكس وجميع طائرات الأسطول في اليوم الاول للمناورة بمحاذاة خط 32درجة شمالا وكان ارتفاعها بين 4 و6 كم، وبهذا فإنها أبقت جميع قطاعات دفاعاتنا الجوية في توتر وارهاق .
كانت كل الأهداف الجوية مكشوفة من قبل رادارات الدفاع الجوي الليبي منها أهداف حقيقية ومنها أهداف إلكترونية (وهمية) وكانت جميع وحدات الدفاع الجوي العاملة جاهزة للاشتباك مع طائرات الأعداء أما طائرات الاعتراض فكانت جاهزة للقيام بعمليات الاعتراض، والمظلات الجوية والتي كانت كثيرة وخاصة شمال طرابلس ليلا ونهارا في حال ما تم اختراق خط 32 درجةشمالا، فبعض من الطائرات كانت مجهزة بدخائر جو/أرض وخاصة الطائرات القاذفة و ميج 23، اما الميراج(5) فقد تمركزت في مهبط النموة جنوب مصراته، للقيام بأي عملية قد يطلب تنفيذها في اي وقت.
في اليوم الثاني للمناورة الساعة 13:00 ظهرا اخترقت ثلاث سفن هجومية امريكية خط 32 جنوبا (الطراد الصاروخي TICONDYOGA و مدمرتين CARON و SCOTT) وكانت تحت حماية اكثر من 100 طائرة على هيئة نصف دائرة في منطقة خليج سرت بقصد تغطية وحماية الاسطول ولم تقم الطائرات باختراق خط 32 ابدا، حيث قامت بدوريات من على مسافة 100 و 130 كم من الساحل مع محافظتها على ارهاق وسائل الدفاع الجوي في حالة توتر وارهاق واستعداد.
وفي الساعة 13:40 ظهرا وصلت إشارة من غرفة عمليات قطاع الدفاع الجوي تفيد بكشف طائرتين متجهتين نحو مدينة سرت ( المسافة 160 كم ) الاتجاه 12 درجة ، الارتفاع من 4 الي 5 كم ، السرعة 160 م/ ث ) .
تم كشف الهدف من قبل الكتيبتين الأولي والثانية بواسطة معلومات الدلالة على الأهداف التقريبية ( من محطة الرصد ابورونا - 14 ) خلال 3:30 دقيقة ( هذا ما وضحته فيما بعد وثائق المراقبة ) في هذه الفترة اتخذت قيادة الدفاع الجوي في مدينة سرت قراراً بتدمير طائرات البحرية الأمريكية ، وفي الساعة 13:50 قامت كل كتيبة على حدة من مجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " بمراقبة طائرات البحرية الأمريكية المسافة 115 كم ، الاتجاه 12 الدرجة ، الارتفاع 5 الي 4 كم ، السرعة 160 م / ث وبوتيرة رمي 8 ثواني تم إطلاق صواريخ فردية، بعد 25 - 30 ثانية من رماية الصواريخ بدأت الأهداف في المناورة " الانقضاض ( بدون تغيير المسار )، وانهوا هذه المناورات على ارتفاع 2 - 2.5 كم .
وبعد 95 ثانية طيران تم التقاء الصواريخ بالهدف بمعل 8 ثواني ( المسافة - حوالي 100 كم . )، لم تتوقف مجموعة الكتائب عن العمل بعد الرماية . ففي الساعة 42 . 18 كشفت كتيبة الصواريخ الأولي م / ط " فيقا " هدفاً على مسافة 120 كم وعلى ارتفاع 3 كلم.
وفي الساعة 18:44 قام آمر مجموعـة كتائـــب في سـرت ( بسبب عدم وجود اتصال مع غرفة العمليات قـطاع الدفـاع الجوي ) وبصورة مستقلة باتخاذ قرار تدمير الهــدف الــذي تـم اكتشافه بصـاروخ واحـد ( المسافة 100 كم ، الارتفاع - 3 كم ) .
وبعد 28 - 30 ثانية من إطلاق الصاروخ قام الهدف بنفس المناورة " الانقضاض - الغوص " إلي ارتفاع 5 .1 كم ، وتم التقاء الصاروخ بالهدف على مسافة 85 كم وعلى ارتفاع 5 .1 كم بعد حوالي 85 ثانية من طيران الصاروخ من خلال تحليل الرماية عـن ثـلاث أهـداف .
بالرغم من اختفاء إشارات الأهداف عن شاشات المبينات لمحطة الإنارة ومحطة الكشف والدلالة على الأهداف لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " ( بالإضافة إلي تتبع النتائج وعرضها لاحقاً ) ، وحساب الرميات الثلاثة لكتائـب الصواريـخ ( م / ط فيقا ) يوم 24 من شهر الربيع ـ مـارس 1986 ف والتي سمحت باستنتاج أنه لا يقل عن تدمير طائرتين من طيران الأسطول السادس الأمريكي .
لا شك أن العدو انذهل من جدية الدفاع الجوي الليبي وأعاد حساباته وبعد ثلاث ساعات عاودت أهداف أخري اجتياز خط الموت بصحبة طائرة التشويش وعلى الفور تغيرت ذاتيا ذبذبة توجيه صواريخ المحطة وانطلق الصاروخ الثاني وبرزت من جديد الرسالة الإلكترونية في شاشة التحكم تؤكد إصابة الهدف وتدميره .
فأطلقت إحدى الطائرات الأمريكية الذبذبة الجديدة للمحطة وأطلقت مباشرة صاروخ هارم المضاد للرادارات إلا أن رعاية الله حفظت هوائي المحطة وأصاب الصاروخ الأمريكي كيبل نقل المعلومات بين غرفة التحكم ومنصة إطلاق الصواريخ . وبهمة عالية تحرك جنود الوطن وصدرت التعليمات بفك كيبل التحكم المركب في المحطة التي لم تجهز بعد في مدينة بنغازي ونقل علي الفور إلي قاعدة القرضابية ومنها إلي محطة الفيقا وبعد وقت وجيز أعطي آمر الكتيبة التمام إلي غرفة عمليات الدفاع الجوي بجاهزية الكتيبة من جديد ودخولها للعمل .
وكانت النتيجة حسب ما سجله حاسب المحطة الإلكتروني وما أثبتته وسائل التتبع الروسية فيما بعد كونه أول استخدام لصواريخ سام 5 بشمال أفريقيا ضد أهداف أمريكية .
أما حسب الرواية الأمريكية فإن الصواريخ لم تصب اهدافها (لاحقا سيعترف الامريكان باصابة الطائرة اف - 14) الساعة 19:29 مساء وبعض المصادر تقول الساعة 11 ليلا.
ضرب زورق وميض من قبل الامريكان:
وبحسب بيانات طائرة الاواكس فإنها تابعت خروج زورق صاروخي ليبي(وميض) من ميناء مصراته متجه شرقا فقامت الاواكس بتوجيه طائرتين نوع A-6 من على متن حاملة الطائرات أمريكا باتجاه الزورق وميض والذي كان في مهمة دورية على مسافة 80 ميل شمال شرق مصراته.
وبحسب الرواية الأمريكية فإن الزورق وميض اقترب من السفن الأمريكية مسافة 10ميل( لماذا لم يطلق صواريخه اذا)، وكان مزود بصواريخ قادرة على إصابة سفن الأسطول ومنها حاملة الطائرات..(وهذا أمر بعيد الاحتمال) وقال مسئول أمريكي يوم 26/3 ان الزورق كان يحمل صواريخ فرنسية الصنع يصل مداها إلى 38 ميل وقال نفس المصدر أن الأسطول تابع الزورق من لحظة خروجه لأكثر من ساعة ولكنه لم يذكر لماذا لم يهاجم الزورق قطع الأسطول وهو بهذا القرب المزعوم منها وهو قادر على ذلك .
قامت طائرة A-6 بإطلاق صاروخين على الزورق وميض من نوع هاربون وهو صاروخ مضاد للسفن ولأول مرة تتم رمايته في مناورة حقيقية للاسطول الأمريكي وطائراته، فأصاب الصاروخ الأول الجزء العلوي للزورق بفعل القوة التفجيرية لرأس الصاروخ والتي تساوي 227 كجم من المواد المتفجرة.
وبهذا التفجير فقد استشهد جميع من كانوا في الطابق العلوي للزورق من بحارة ومن بين هؤلاء الشهداء أمر الزورق نقيب بحار (البشير شقليلة)، واتضح لاحقا بأن مجموع من استشهد في الزورق بلغ (11بحار) رحمهم الله جميعا.
واستمر محرك الزورق يشتغل ولولا النيران لكان بمقدور الزورق الرجوع إلى الساحل او أقرب ميناء، ولكن منظومة إطفاء الحريق خرجت عن الخدمة نتيجة الإصابة الصاروخية وقد حاول من تبقى من أفراد الطاقم محاولة إطفاء النيران (وهذا من مصدر أمريكي) باستخدام اسطوانات إطفاء الحريق ولكن جهودهم لم تفلح فقرروا مغادرة الزورق قبل فوات الاوان حيث قاموا بإنزال قارب النجاة وتركوا الزورق يحترق بعدما وصلت النيران الى مستودع الدخيرة .
كانت عملية إخلاء الزورق ممن تبقى من أفراد الطاقم وعددهم (16بحار) الحل الصحيح والامثل للنجاة ممن تبقى من بحارته ولم تاخد أكثر من خمسة دقائق وخلال دقائق اشتعلت النيران في مقدمة الزورق وبدأت قذائف 76مم بالانفجار.
وعلى ارتفاع منخفض ظهرت طائرة أمريكية(مروحية)وبدأت بإطلاق نيران رشاشاتها على قارب النجاة والذي به من تبقى حيا من أفراد الطاقم ( انظروا إلى الحقد ولماذا هذا الحقد إن لم تكن قد سقطت لهم طائرات بفعل صواريخ سام - 5 التي انكروها).
بعد ابتعاد المجموعة الناجية بحوالي ميل واحد انفجرت ذخائر صواريخ الزورق وميض وما هي إلا دقائق حتى غرق الزورق وميض مباشرة واستمر قارب النجاة بمن فيه متجها نحو الساحل طوال الفترة الليلية حتى ظهرت سفينة تجارية اسبانية فقامت بانقاذهم والرجوع بهم إلى أقرب ميناء.
ضرب الخافرة عين زقوط:
لقد تم استهداف الخافرة الصاروخية عين زقطوط، حيث كان في مهمة دورية وإستطلاع، وهي كذلك بالمنطقة ليلتها عندما تم إستهدافها من قبل طائرات الأسطول السادس الأمريكي وغرقها بالكامل، وإستشهاد كل أفراد الطاقم تقبلهم الله بواسع رحمته و مغفرته.
نتبين مدي الحقد والعنجهية والتغطرس فنتيجة لعدم تمكن الامريكان من اجتياز خط الموت واسقاط اي طائره اقتربة قامو بجربمتهم النكراء بالتشفي بتدمير الخافره والزورق عنوه والرماية حتى علي الناجين.