من أهم القرارات في تاريخ البشرية !حادثة أزمة خليج الخنازير

al kanase

عضو
إنضم
27 أكتوبر 2020
المشاركات
1,376
التفاعل
2,078 24 3
الدولة
Morocco
main-qimg-0ec684763e95766b6eab4b008c98f3a2-lq

في عام 1962 نصب الاتحاد السوفييتي سراً قواعد لصواريخ نووية في كوبا هدفها ضرب الولايات المتحدة الامريكية عن قرب إذا تطلب الأمر... واكتشفت المخابرات الامريكية تلك القواعد وبات العالم على وشك حرب نووية عالمية واستنفر الجيش الأمريكي بكل قطاعاته وفرض حظراً بحرياً على كل السفن التي تقترب من كوبا وكانت هنالك غواصة نووية روسية في عمق البحر اقتربت من المنطقة دون أن تعلم عن الأحداث وتعرضت المنطقة التي فوقها لقصف من طائرة أمريكية وما جعل الأمر أكثر خطورة هو أن صافرة إنذار داخل الغواصة أطلقت لتعلن إطلاق صاروخ نووي أميركي على الأراضي السوفييتية وتكرر الأمر اكثر من مرة واعتقد طاقم الغواصة ان الحرب العالمية الثالثة قد بدات ولم يكن قادراً على الاتصال بالقيادة بسبب العمق فقام الطاقم بتجهيز الصواريخ النووية لضرب الأهداف الأمريكية وكان البروتوكول العسكري يتطلب موافقة قادة الغواصة الثلاثة وتم التصويت ووافق اثنين ورفض الثالث وهو الضابط فاسيلي ارخيبوف وأنقذ العالم حيث قرر اعتباره إنذاراً خاطئاً ولو وافق فاسيلي على الضربة لاشتعلت الحرب العالمية الثالثة..تسمى تلك الحادثة أزمة خليج الخنازير
 

عند قراءتي لهذا السؤال تذكرت فورًا قصة الضابط الروسي "فاسيلي أرخيبوف"
main-qimg-3105bfc6663e116f44c0cea545612c46-lq

مصدر الصورة:
في 27 أكتوبر عام 1962 حدثت أزمة الصواريخ الكوبية الشهيرة بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ نووية في دولة كوبا هدفها ضرب الولايات المتحدة إذا تطلب الأمر.
رأت الولايات المتحدة في ذلك تهديدًا نوويًا مباشرًا و قامت بوضع ترسانتها النووية في حالة الاستعداد الكامل.
من الواضح أمامنا أن هناك قوتان نوويتان عُظمتان على شفا حرب نووية مدمرة.
في ذلك الوقت كانت هناك غواصة سوفيتية اسمها (B-59) في عمق البحر الكاريبي قريبة من سواحل أمريكا، تمكنت البحرية الأمريكية من رصدها، وهاجموها بصواريخ مائية حتى يجبروها على الصعود إلى السطح والاستسلام ليتعرفوا عليها.
main-qimg-f45af9a0d1cbf11999156356ad37bf1c-lq

مصدر الصورة:
ولكن البحرية الأمريكية لم تكن تعلم بأن تلك الغواصة تابعة للاتحاد السوفييتي وبأنها تحمل صواريخ نووية مُدمرة. وأثناء كُل صاروخ يطلقه الأسطول الأمريكي كانت الغواصة تهتز جاعلة كل من عليها في حالة خوف ورعب شديدين.
ظن طاقم الغواصة أن الحرب بالفعل قد اندلعت، وبسبب فقدان الاتصال مع موسكو كان القائد الأول مُصراً على إطلاق الصواريخ والطوربيدات النووية على الأسطول الأمريكي، ولكن البروتوكول العسكري يتطلب للقيام بذلك موافقة الضباط الثلاثة الكبار، وافق القائد الثاني على إطلاق الطوربيدات النووية على الفور، وفي لحظات صمت رهيبة وعلى الرغم من الأجواء الصعبة والحارة للغاية نتيجة تعطل أجهزة تكييف الهواء بالغواصة، كان مصير العالم بين الوجود والفناء يتوقف على قرار القائد الوحيد الذي رفض، وهو" فاسيلي أرخيبوف Vasili Arkhipov".
بالطبع دخل أرخيبوف مع الضباط الآخرين في مشادة عنيفة، ولكن في النهاية أقنع أرخيبوف القائد الأول بأن القنابل المرسلة نحوهم من الأسطول الأمريكي ليست شيء عدواني، وإنما إجراء روتيني فقط حتى يجبروا الغواصة على الصعود ليتم التعرف عليها، ونصحه بتجنب الاحتدام، والصعود إلى السطح، وانتظار الأوامر من قادة الاتحاد السوفيتي، وحدث ذلك بالفعل، حتى جاءتهم الأوامر بالعودة إلى موسكو.
الآن بإمكانك أن تتخيل إذا كان أرخيبوف من المتعصبين ضد أمريكا، أو لم يتناول قهوته في ذلك اليوم، وكان مِزاجه سيئًا، واتفق مع الضباط الآخرين، فبمجرد أن ترسل الغواصة قذائفها النووية معلنةً بذلك بداية الحرب العالمية الثالثة، وليست كأي حرب أخرى ولكنها حرب نووية قادرة على تدمير أغلب أشكال الحياة على الأرض وإبادة دول بأكملها، ناهيك عن ملايين البشر الذين سيموتون أو يُشوهون (لأن أي معركة نووية تنشب بين البلدين كان معناها شبه المؤكد هو شتاء نووي يدمر العالم بأكمله)، لو حدث ذلك تُرى كيف سيكون العالم اليوم؟!
يقول الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي «لو تم القرار فإن ذلك من شأنه أن يُدمر مُعظم أنحاء العالم». ويقول توماس بلاتو مُدير الأرشيف الأمن القومي الأمريكي أن أرخيبوف «قد أنقذ العالم». وقال شليزنجر مُستشار إدارة جون كينيدي واصفاً تلك اللحظة «بأنها أخطر لحظة في تاريخ البشرية».
main-qimg-f2e903f400a18b552eea92dcc9323adc-lq

مصدر الصورة:
في الختام بالتأكيد أنقذ أرخيبوف كوكب الأرض و الجنس البشري من أسوأ نهاية ممكنة وحده. و حتى الأن يتم ذكر هذه الحادثة كأقرب نقطة لاندلاع الحرب العالمية الثالثة.
الهوامش




 
عودة
أعلى