حكاية شعب لن تنتهي بطعنات غدر

عبدالوهاب احمد

لم يكن تاريخ السادس عشر من الشهر العاشر من العام الماضي يومٌ عادي بالنسبة للكردستانيين في الإقليم والعالم ، ولم يتوقع أكثر المتشائمين بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد تنظيم داعش وتراجع الوضع الإقتصادي والمعيشي في الإقليم أن ما ينتظره والكردستانيين من اليوم التالي سيكون كارثياً إلى هذا الحد ، مواقف وتصريحات نارية انتقامية تصدر تباعاً من بغداد وعواصم الدول الإقليمية في طهران وأنقرة ضد الكرد والرئيس مسعود البارزاني تلخصت مجملها في إنزال أشد العقاب بحق من ارتكب " جرم " إجراء الاستفتاء في 25/9/2017 وصوت له بنعم .

داخلياً ، كانت التحركات واللقاءات اليومية بين قيادات الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تظهر للمتابع والشارع المترقب أن هناك تنسيق عالي في المستويين السياسي والعسكري بين الطرفين ، حتى خُيل ، أن الجبهة الكردية الداخلية لم تشهد انسجاماً وتآلفاً من قبل كالتي شدته قُبيل اليوم المشؤوم . نعم ، كانت لغة التحدي والمواجهة مع بغداد دفاعاً عن الحقوق والقضية واضحة في الخطاب الرسمي ، ولم يكن هذا التوجه ببعيد عن نبض الشارع الكردي في الإقليم . بعد استنفاذ كل السبل الدبلوماسية للحيلولة دون حدوث الصدام العسكري المباشر بين الجيش العراقي والبيشمركه ، وفشل المساعي السياسية التي بذلت لردع بغداد من الأقدام على هذه الخطوة أدرك الجميع أنه لم يبقى أمامهم إلا خيار الدفاع عن المكتسبات والمقاومة ضد عنجهية وبربرية الحكومة المركزية ورئيسها حيدر العبادي بتأجيج بريطاني خبيث في الخفاء وبعد أن تقاعست أمريكا عن لعب دورها في الحفاظ على أمن واستقرار وحماية مشروعها في العراق .

كلا الطرفين ، بغداد واربيل كانا يدركان أن الحسم سيكون في كركوك ومنها ستنتهي كل شيء ، ومن أجل ذلك حشدت قوات عسكرية ضخمة على جانبي خط النار ، والطرفين كانوا مقتنعين أن أية معركة تدوم ليوم أو يومين كفيلة أن تقلب موازين القوى على الأرض ، وتبدّل من مواقف الكثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وهي التي كانت تراقب التحركات العسكرية في تلك المنطقة عن كثب ، وقد تتدخل في أي لحظة لوقف حرب قد يشعل العراق والمنطقة برمته إذا ما استمرت لأيام ، ومن هنا ، تغلغل اصحاب المخططات الشيطانية من النخر الموجود في خاصرة المشروع القومي الكردي في الإقليم ، ووجدوا ما أرادوه عند ثلة من هواة الامتيازات والصفقات المربحة شخصياً ، وضمنوا شق وحدة الصف العسكري في اللحظات الأخيرة قُبيل بدء المعركة بساعات . قاسم سليماني مبعوث المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في العراق وقائد فيلق القدس اتقن تنفيذ فصول التآمر من خلال إغراق شلّة من الأشخاص ينتمون لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني بالامتيازات والوعود " الكاذبة " كالتي أعلنت عنها في وسائل الإعلام حول حصر إدارة مدينة كركوك بهم ، ودفع رواتب الموظفين في السليمانية ، وفتح مطارها ومعابرها مع إيران ، وتخصيص ميزانية مالية للكرد تحت سيطرة حزب الإتحاد الوطني الكردستاني ..... إلخ . اشخاص لم يجمعهم بقاسم سليماني سوى الحقد الدفين على شخصية الرئيس مسعود البارزاني وحزبه ، إلى جانب وهم الاستحواذ والاستفراد بالإدارة في كركوك ونفطها ، لم تمضي ساعات من بدء الهجوم الوحشي للجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي على كركوك حتى وأن أعلن المتخاذلون عن نواياهم وصفقاتهم مع أعداء الشعب الكردي والاقليم ، فأمروا بسحب قواتهم وعتادهم الثقيل من الجبهات كافة وتركوا جميع خطوط التماس دون مقاومة أمام قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي ليعبر الأخير بكل سلاسة الى العمق داخل مدينة كركوك وتحتلها مع باقي المناطق الممتدة إلى خانقين وطوز خورماتو حتى الحدود الإيرانية .

في الصباح الذي لم يخلد فيه الكردستانيين الى النوم من هول المصيبة والكارثة ، كان العابرون يهلهلون بنصرهم المزعوم في كركوك ، لتجتاح موجة من الحزن والحسرة الممزوجة بالآهات والدموع عيون الحالمين بغد أفضل بعد تصويتهم بنعم للاستفتاء ، ثُلة من الانتهازيين والصبيان بددوا شعور شعب بأكمله للخلاص من الدكتاتورية ونيل الحرية في استقلاله ، لم يتوقف مخطط المتربصين بضرب مكتسبات الإقليم السياسية والاقتصادية والإدارية على حدود كركوك ، بل دفعتهم نشوة الإنتصار المزعوم للتوجه نحو اربيل ودهوك وزاخو للقضاء على ما حققت من مكاسب عبر عشرات السنين من النضال والتضحيات الجسام التي قدمتها البيشمركة والشعب الكردي من أجلها .

جميع تلك اللقاءات الحميمية بين قيادات الحزبين الرئيسين والابتسامات أمام عدسات الفضائيات تلاشت خلف حجم المخطط الذي كان يرسمه أعداء الخارج بالتوافق مع أدوات الداخل ، مخطط كان يهدف إلى إنهاء كل ما هو قائم كردياً من مؤسسات دستورية شرعية معترفة بها في الدستور العراقي بغية تفكيكها وإخضاع الإقليم بالمطلق لسيطرة حكومة المركز عبر سلسلة من الإجراءات والخطوات ، بدأت باحتلال كركوك والمناطق المتنازعة عليها وكانت ستنتهي بحل البرلمان واسقاط الحكومة في أربيل مروراً بفرض واقع الادارتين على الشعب الكردي في السليمانية واربيل ، إلا أن ومرة أخرى وسريعاً ، استنهض البيشمركة الحقيقيين الهمّة والعزيمة التي لا تلين ، ونفض عن اسمه غبار وأنفاس جوقة المتخاذلين في السادس عشر من أكتوبر ليسطروا اروع ملاحم البطولة والتضحية في معركة بردى ( التون كوبري ) وزمار - سحيلة ، و خاضوا معركتين منفصلتين تحت شعار " الحياة الحرة أو الموت ، نكون أو لا نكون..." ، ليرغموا بعدها العالم وبغداد لرغبة هذا الشعب وقيادته الحكيمة الرئيس مسعود البارزاني في العيش بحرية وكرامة بدل الرضوخ لشروط واملاءات حاكم بغداد المؤقت حيدر العبادي ومن خلفه إيران وتركيا ، معركتين أجبرت أمريكا على إعادة حساباتها وموقفها من كل ما جرى وسيجري في الإقليم لو بقيت في موقع المتفرج على انهيار مشروعها المزعوم في المنطقة على يد حلفاء إيران واذرعها في العراق ، وبقدر شعور الخذلان والغدر الذي لازم الكردستانيين وقيادته السياسية لحظة احتلال كركوك انتعشت صرخة النصر والتحدي في بردى وزمار ومخمور ، لتبدأ بعدها معركة جديدة عنوانها الدبلوماسية الناعمة ، أنقذت الإقليم والكردستانيين من الفوضى والدمار واللاستقرار ، تكللت مؤخراً بفوز عريض لأصحاب هذا النهج في انتخابات البرلمان العراقي والاقليم معاً ، وعادت أربيل لتتبوأ موقعها الحقيقي في صنع القرار السياسي في العراق ، وتعود للعب دورها المحوري في التوازنات الإقليمية والدولية .

لا شك ، تبعات يوم الغدر في 16/10/2017 كانت قاسية على الكرد ومكتسباتهم في الإقليم ، خاصة في تلك المناطق التي احتلتها حكومة بغداد بدعم من قوات الحشد الشعبي ، إلا أن بسالة وشجاعة البيشمركة في التصدي لطموح بغداد في النيل من كيان إقليم كردستان في معركتي بردى والزمار أجهض هذا الطموح في مهده ، وافشلت مخططات أعداء الشعب الكردي في إيران وتركيا ، ليسجل في التاريخ مجدداً حكاية شعب ثائر لن تنتهي بتآمر الخارج وطعنات الغدر في الداخل .


عن شبكة رووداو
 






قاعدة الكوت الجوية إحدى قواعد قيادة طيران الجيش المهمة والحيوية والتي كان لها دوراً كبيراً في طرد عصابات داعش الإرهابية واستطاعت عبر طائراتها المتعددة والمتطورة بشكل فاعل أن تغير مجرى الحرب بشكل فاعل وملموس من خلال ما تملكه طائرتها من أسلحة متطورة وحمولة كبيرة وتواجدها بشكل مستمر في كافة قواطع وقيادات العمليات

والقاعدة تضم ثلاثة أجنحة هي الطيران والفني والميرة ويرتبط بها معمل تصليح ميداني وفوج حراسة حماية ال10 وبالإضافة إلى مهمات القاعدة القتالية المتعددة فهناك تدريب ليلي ونهاري مستمر من اجل رفع الكفاءة والقدرة القتالية للطيارين الذين اثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في تأمين الحماية لكافة مدن العراق الحبيب.



 
قيادة عمليات ديالى تنفذ عملية استباقية في سلسلة جبال حمرين



شرعت تشكيلات فرقة المشاة الخامسة العاملة ضمن قيادة عمليات ديالى، بعمليات استباقية لتفتيش المناطق الممتدة لسلسة جبال حمرين من ناحية جولاء في محافظة ديالى، وصولا لقضاء طوز خرماتو في محافظة صلاح الدين،

وأسفرت العملية عن تدمير مضافات إرهابية والعثور على مخلفات حربية، هذا وانطلقت العملية من عدة محاور.



 
73540D68-C66A-483A-91C0-647E79BCFACA.jpeg


 
منقولة :

هذا عنترة بن هايس جايكم على فرسه


DpqUtqIXoAAxA9A.jpg
 
عباس مطشر :

في العام الدراسي الجديد هذا تم حل مشكله ازمه نقص المدارس الابتدائيه في عموم العراق،بنصب جوادر الفواتح المقوسه
مع تآكيد مديريات التربيه للمعلمين بنقل هاجس الحزن والمآتم الى قلوب التلاميذ!
في هذه المدارس الحديثه يوبخ التلميذ عند الابتسامه
ويقال له على الأقل احترم الجادر الكاعد بيه
عند دخول اي تلميذ متآخر يقولون له زملاؤه الله بالخير
يآتي بعض التلاميذ على شكل معازيب حاملين قوري جاي يوزع على التلاميذ!
يتم تسجيل الحظور في دفتر خاص يجرد نهايه الاسبوع.

عيش وشوف في العراق العظيم...

 
عودة
أعلى