منطقة عازلة ممتدة من لبنان إلى سوريا
هل ستقيم إسرائيل منطقة عازلة جنوب سورية؟
ترجمة: ليث الطميزي
2016-07-26 21:07:00
رام الله – الحياة الجديدة – بدأ الأمر في شهر أيار من العام الحالي، مع إعلان الاحتلال عن تشكيل وحدة تواصل للتنسيق مع المواطنين السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السوريّة في جنوب سوريا، بعد توزيع الاحتلال لمساعدات على نحو 35 قرية في ذات المنطقة خلال شهر رمضان.
ثم في 11 من يوليو من العام الحالي، نشرت قوات الاحتلال عددًا من الجرافات العسكرية والدبابات على عمق 300 مترًا داخل الأراضي السورية في محافظة القنيطرة، وشرعوا بإطلاق النار تجاه أي شخص يحاول الاقتراب منهم.
على الرغم من وجود سياسة إسرائيلية بعدم التدخل في الشأن السوري - عدا تقديم المساعدة الطبية لأكثر من 2000 سوري، بينهم مقاتلون من جبهة النصرة- بعض الشخصيات السوريّة المعارضة التي على علاقة قوية مع مسؤولين إسرائيليين، أكدت لموقع "المونيتور" الأمريكي اهتمامها بإنشاء منطقة عازلة في الجنوب السوري.
كمال لبواني، وهو معارض سوري تبرأ منه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لزيارته "إسرائيل" عدة مرات خلال السنتين الماضيتين، يعدّ مدافعًا قويًا عن مشروع إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا، وأشار إلى وجود تغير واضح في لهجة دائرة صنع القرار لدى إسرائيل.
يقول لبواني :"لقد تفاجأت خلال زيارتي للكنيست الإسرائيلي، أنهم وافقوا على إنشاء المنطقة العازلة، وإذا طلبنا ذلك منهم، فإنهم مستعدون للمساعدة".
ويضيف لبواني في حديثه لموقع "المونيتور" الأمريكي :"التقيت عدة شخصيات رفيعة المستوى، ودبلوماسيين أجانب، لدفع فكرة إقامة المنطقة العازلة".
وبين لبواني، أن السفير الأمريكي لدى الاحتلال أبدى موافقته على الفكرة، مضيفًا أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لم يرفض الفكرة حين عُرضت عليه.
وفقًا للبواني، فإن سلطات الاحتلال قد وافقت على إقامة المنطقة العازلة، حيث من المفترض أن تكون على عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية، وعلى طول 20 كيلومتر على طول الحدود، تبدأ من قرية الحضر الدرزية بالجولان المحتل، إلى جنوب محافظة القنيطرة السورية، تمتد على مدى 17 قرية، يقطنها أكثر من 15 ألف شخص.
ويوضح لبواني، أن الاحتلال سيستخدم حجة الحفاظ على الأمن القومي أمام المجتمع الدولي، وسيحمون بذلك حدودهم، وبعد إنشاء المنطقة العازلة، ستحذو الأردن وتركيا حذوها، وتقيم مناطق عازلة على حدودها مع سوريا.
هذا ورأت "لجنة التواصل الإسرائيلية" النور في شهر أيار من عام 2016، بحجة تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للمواطنين السوريين في الجنوب السوري، في جهود لكسب القلوب والعقول، وتتبع لوحدة "ياكال" العسكرية الإسرائيلية، والتي أنشأت خلال العملية العسكرية لجيش الاحتلال في جنوب لبنان، بهدف التواصل والتنسيق مع المواطنين اللبنانيين، والقوى العسكرية اللبنانية.
مع بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، بدأ الاحتلال بالتواصل مع مواطنين تحت ما يسمى "سياسة السياج الجيد"، ووفقًا لمواطنين لبنانيين، فقد شكل الاحتلال شبكة من المتعاونين لعبت دورًا في إشعال فتنة طائفية ضد الفلسطينيين.
في غضون أشهر من الحرب الأهلية اللبنانية، أنشأ الاحتلال ما يسمى بـ"جيش لبنان الحر" تحت قيادة العقيد سعد حداد، وفي عام 1980، عندما أصاب حداد المرض، تحول الجيش إلى "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة أنطوان لحد، وكانت مهمته تحديد الأهداف الفلسطينية واللبنانية لصالح الاحتلال، وفتح الطريق أمام الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.
يقول روبرت روك، رئيس قسم التاريخ في جامعة توسون بالولايات المتحدة، والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية والسورية:" نظرًا لتاريخها الطويل من العلاقات وعبر حدودها الشمالية، إسرائيل عبارة عن لاعب سرمدي، وترى الأوضاع في جنوب سورية من خلال معايير استراتيجية".
ويضيف روك:" شيء مشابه لمشروع "السياج الجيد" يُقام في المكان، وبعيدًا عن العلاقات الجيدة والإنسانية، هنالك بالتأكيد أهداف استخباراتية من وراء هذه العملية".
الانسحاب القسري لكل من الحكومة السورية، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وسيطرة قوى المعارضة السورية والجماعات المتطرفة على المنطقة، شكّل ضغطًا على المواطنين هناك، الذين أخذوا ينزحون داخليًأ؛ بسبب الاشتباكات المستمرة بين الجيش النظامي وقوى المعارضة، والاشتباكات الداخلية بين الفصائل المعارضة.
وفقًأ لكمال لبواني، عندما تقدم إسرائيل المساعدات الإنسانية والطبية للمواطنين السوريين في جنوب سوريا، فإنهم سيتوقفون عن النظر إلى إسرائيل كعدو، مضيفًا أن إسرائيل تدير شبكة شاملة لجمع المعلومات والاستخبارات عبر الجنوب السوري.
ويقول لبواني :"الناس فقراء وجياع الآن، لذلك لا مانع لديهم من العمل مع أي أحد مقابل القليل من المال، وإسرائيل لديها وصول لأي مكان لمعلومات عديدة".
رجل الأعمال موتي كاهانا، وهو أمريكي-إسرائيلي مؤسس للمنظمة غير الحكومية الأمريكية، التي تسمى "منظمة عمل لله"، والتي تهدف لإنشاء المنطقة العازلة، والذي عمل عن قرب مع لبواني، قال أن الحكومة الإسرائيلية أعطته الضوء الأخضر للمباشرة بعملية إنشاء المنطقة العازلة.
يقول كاهانا:" لقد بدأنا العمل بالفعل، وخلال الأسبايع القليلة القادمة سنبدأ بإحضار اللوازم إلى المنطقة العازلة السورية"، وتابع حديثه قائلًا:"الحكومة الإسرائيلية سوف تسمح لنا بإحضار المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين، وليس لديها مانع من توسعنا منظمة أمريكية غير ربحية -نحن- ومساهمتها في إحضار المساعدات".
يوضح كاهانا، أن المرحلة الأولى تكمن في إحضار المعدات والمساعدات الطبية، أما الخطوة الثانية فستتركز على التعليم وفتح المدارس، والثالثة المساعدة في إشاء قوى شرطة محلية.
يضيف كاهانا:" لقد حددنا أي القرى والمدن التي سنعمل بها، لكني لا أستطيع بعد الإشارة إلى مواقعها"، رافضًا الكشف عن هوية القوى السورية التي تتحالف معهم.
وللتأكيد أكثر، بعد تشكيل "لجنة التواصل الإسرائيلية"، بدأت المساعدات بالظهور بالفعل في مناطق سيطرة المعارضة السورية، حيث قال أبو عمر الجولاني، المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في القنيطرة والجولان، أن شبكة من المتعاونين تعمل مع الجانب الإسرائيلي سمحت بقدوم تلك المساعدات من الجولان السوري المحتل.
ويضيف الجولاني:"لا نعلم من هم، لكنهم ياتون في الليل لتوزيع المساعدات على 35 قرية، من بينها قرية صيدا الجولان، وقرية صيدا الحانوت، وقرية غدير البستان"، مبينًا أن توزيع المساعدات يتم بشكل منتظم في المنطقة.
يقول لبواني:" هنالك حوالي 14 كتيبة مقاتلة في المنطقة، من الجيش السوري الحر إلى جبهة النصر ولواء شهداء اليرموك التابع لتنظيم الدولة الإسلامية، ولا أحد منها لديه مشكلة مع إسرائيل، وكذلك إسرائيل ليس لديها مشاكل معهم، المشاكل داخلية فحسب، بين المجموعات المختلفة ذاتها".
المعارض السوري عصام زيتون، وهو أيضًأ على علاقة مع الاحتلال، أكد وجود علاقات سرية بين إسرائيل وعدد من قادة الكتائب السورية، خصوصًا تلك التي تشارك في مركز العمليات العسكرية بالأردن.
ويؤيد زيتون، وهو السوري الوحيد الذي دعاه الاحتلال لحضور مؤتمر الأمن السنوي في هرتسيليا، فكرة إقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري.
يقول زيتون:" لقد عملت على مدى السنوات الخمس الماضية، محاولًا فتح هذه النافذة المغلقة". مشيرًا إلى شراكته مع إسرائيل، ويضيف:" لقد كانت أدمغتنا مغسولة بأن إسرائيل هي عدونا، ولكنها ليست كذلك في الواقع، هي الجهة الوحيدة التي تحارب أعدائنا".
وفقًا لزيتون، فمن المفترض أن يبدأ نطاق المنطقة العازلة من قرية جباتا الخشب في الجولان المحتل، وتمتد إلى قرية صيدا الجولان وتل الحارة، مفسرًا إياها بناءً على الإحداثيات التي قدمها لبواني، مشيرًا إلى المناطق التي تم توزيع المساعدات الإسرائيلية فيها.
بالنسبة لإسرائيل، سيكون من المفيد للغاية إنشاء منطقة عازلة، لصد الطائرات السورية من الاقتراب من الحدود، ومنع حزب الله من تنفيذ هجمات في الجولان المحتل.
المصدر: موقع "
المونيتور" الأمريكي
- See more at:
http://alhaya.ps/ar_page.php?id=190cbfcy26266620Y190cbfc#sthash.wnOgwDle.dpuf
اسرائيل تنشيء منطقة عازلة جنوب لبنان
28/07/2016 [ 23:22 ]
أمد/ تل أبيب : قالت صحيفة المونيتور إن إسرائيل باشرت العمل لإقامة منطقة عازلة "آمنة" على حدودها مع سوريا في مساحة تسيطر عليها بعض فصائل المعارضة، وإنها قطعت في الإجراءات التنفيذية مسافة متقدمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في شهر أيار/مايو الماضي بدأت إسرائيل جهودها في هذا الإطار بجنوب سوريا، عبر الإعلان عن إنشاء وحدة ارتباط إسرائيلية تتولى التنسيق مع السكان السوريين القاطنين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في جنوب البلاد.
وأفادت أن إسرائيل قامت بعد ذلك بتوزيع المساعدات على 35 قرية خلال شهر رمضان في المنطقة نفسها.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي قام بعد ذلك، بتاريخ 11 تموز/ يوليو بنشر عدة بلدوزرات ودبابة واحدة داخل عمق الأراضي السورية بمسافة 300 متر في منطقة القنيطرة، حيث بدأت بالحفر مهددة بإطلاق النار على أي شخص يقترب منها.
ونقلت المراسلة الصحفية نور سماحة عن بعض شخصيات المعارضة السورية البارزة الذين تربطهم بإسرائيل علاقات قوية، اهتماما متزايدا في إنشاء منطقة آمنة بجنوب سوريا.
وقالت إن الأعمال الجارية على الأرض تدل على أن هذا المشروع يجري تنفيذه.
موافقة الكنيست
ووفقا للصحيفة، فإن كمال اللبواني- المعارض السوري المؤيد بقوة لفكرة المنطقة الآمنة جنوب سوريا، والذي التقى مسؤولين إسرائيليين خلال العامين الماضيين- لاحظ تغيرا في النغمة لدى صناع القرار في إسرائيل.
وأضاف اللبواني أنه تفاجأ من موافقة الكنيست على هكذا مشروع، وأن الإسرائيليين موافقون عليه إن طلب السوريون ذلك، منوها أنه التقى مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين البارزين و دبلوماسيين أجانب من أجل دفع الفكرة إلى الأمام.
واشنطن لا تعارض
وتابع اللبواني أن السفير الأمريكي في إسرائيل أخبره أثناء الاجتماع معه أن الأمريكيين لن يعارضوا المشروع، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يرفضه عندما تم تقديم المقترح إليه.
وبحسب اللبواني، فإن المنطقة الآمنة الموافق عليها من قبل الإسرائيليين، تمتد مسافة عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية بطول يصل إلى 20 كيلومترا على امتداد الحدود، بدءا من جنوب قرية حضر الدرزية إلى جنوب القنيطرة وتشمل أكثر من 17 قرية بمجموع سكان يصل إلى 15 ألفا.
وتابع أن الإسرائيليين قالوا إنهم سيستخدمون أمنهم القومي كذريعة أمام المجتمع الدولي، وإنهم يريدون حماية حدودهم، وعقب ذلك- كما قال الإسرائيليون – “يستطيع الأردنيون والأتراك إنشاء مناطقهم الآمنة الخاصة بهم”.
على 3 مراحل
ويعمل موتي كاهانا، الإسرائيلي الأمريكي ومؤسس منظمة آماليا الأمريكية غير الحكومية، بشكل وثيق مع اللبواني في دعم المنطقة الآمنة.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية أعطته الضوء الأخضر للعمل داخل المنطقة الآمنة المحددة.
وأضاف أن منظمته بدأت العمل وأنها ستجلب المؤن إلى المنطقة الآمنة السورية خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية ستسمح لمنظمته بإحضار المساعدات الإنسانية للشعب السوري وأن إسرائيل ترغب بأن تقوم منظمة أمريكية غير حكومية بالتوسع في عملها وإحضار الإغاثة.
وأوضح أن المرحلة الأولى من العمل تقضي بإحضار الأدوية والمعدات، فيما ستشهد المرحلة الثانية فتح مدارس والتركيز على التعليم، أما المرحلة الثالثة فسيتم فيها المساعدة على إنشاء و تجهيز قوة شرطة محلية.
وتابع أنه تم تحديد القرى والبلدات التي سيتم العمل بها، إلا أنه لا يستطيع ذكر مواقعها بالتحديد، كما رفض تحديد الجماعات المعارضة التي ستنسق معها منظمته.
http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/07/southern-syria-opposition-israel-safe-zone.html
الخبران من يومين يا محاسن الصدف !!!!!!