سياسة تعدد المصادر تضع الولايات المتحدة في مأزق في الخليج

صقر الامارات 

كاميكازي
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
34,207
التفاعل
103,090 1,002 2
سياسة تعدد المصادر تضع الولايات المتحدة في مأزق في الخليج


قد تخسر أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الأمريكية التصميم الشركات الخليجية في مقابل التصاميم المحلية، مثل الطائرة بدون طيار Yabhon-R هذه، التي صممتها وصنعتها شركة أدكوم سيستيمز ومقرها أبو ظبي، والتي شوهدت في معرض دبي للطيران لعام 2011. (Photo: KARIM SAHIB, AFP/Getty Images)



واشنطن – يحذر العديد من الخبراء من أن مزيجًا من الاضطرابات السياسية والاقتصادية في منطقة الخليج يدفع القوى الإقليمية إلى التوجه بعيدًا عن الولايات المتحدة لتلبية احتياجاتها العسكرية.

إن الانسحاب الأمريكي المفاجيء من الدعم العسكري لمصر في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي، فضلاً عن الانسحاب المحتمل من منطقة الخليج، إلى جانب انخفاض أسعار الغاز، وكذلك الارتفاع المتزايد في قيمة الدولار، يحفز دول الشرق الأوسط للعودة مرة أخرى إلى أوروبا، أو حتى روسيا والصين، عند السعي إلى تلبية احتياجاتها من المعدات العسكرية.

وتعيد دول الخليج التأكيد على ضرورة تعدد المصادر، خوفًا من إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة بالتوقف عن دعم المنتجات الأمريكية في أي لحظة.

وهناك صفعة أخرى محتملة للصناعة الأمريكية؛ وذلك مع بحث شركات الدفاع الأمريكية عن فرص أخرى في الخارج في الوقت الذي تثار فيه الشكوك حول الموازنة.

وفي هذا الصدد قال دوغ باري، المحلل الجوي البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، “كان هناك أمر ما، لم يُعِد بعض من كبار المسؤولين في المنطقة النظر فيه تمامًا، ولكن فقط أعادوا تقييم إلى أي مدى يعتمدون على الولايات المتحدة وما إذا كان من الحكمة أن يكون لديهم خيار آخر أم لا”.

وقالت أليكس ليبولانجر، المحلل لدى فروست آند سوليفان، أن تلك المخاوف السياسية تدفع “الدول الخليجية إلى التعامل مع الأوروبيين والروس ومصنعي المعدات الأصلية الناشئين بدلاً من الحليف الأمريكي التقليدي، بغض النظر عن مدى الاستفادة [المبيعات العسكرية الأجنبية] الممكنة من وراء حزم وحلول الدعم”.

ويضيف ريتشارد أبولافيا، المحلل لدى تيل جروب، أن الدروس المستفادة من السنوات القليلة الماضية تقود دول الخليج إلى “مضاعفة الاعتماد على تعدد المصادر، إلى جانب إقامة المزيد من العلاقات الاستراتيجية مثل فرنسا أو بريطانيا، والأهم من ذلك كله، الاعتراف بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي من حيث العمليات العسكرية”.

وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن تستغني دول مجلس التعاون الخليجي تمامًا عن المنتجات الأمريكية، إلا أن القرار بالاتجاه نحو أوروبا يأتي في وقت تتزايد فيه الطلبات لشراء الطائرات المقاتلة وطائرات التدريب ومعدات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، الأمر الذي يمثل موجة من التدفق النقدي لا ترغب الشركات الأمريكية في تفويتها.

سوق المقاتلات

وفي واحدة من تلك المنافسات الأخيرة بشأن الطائرات المقاتلة، تتطلع الإمارات العربية المتحدة لشراء مقاتلات من الجيل المقبل لتحل محل سربها الحالي المكون من طائرات F-16 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن وطائرات Mirage 2000 الفرنسية. إذ تنوع الإمارات والعديد من دول الشرق الأوسط من مصادر أسرابها بشكل تقليدي، حيث تشتري الطائرات من أوروبا وكذلك الولايات المتحدة. إلا أن العديد من الخبراء يقولون أن الولايات المتحدة قد تفقد موقعها في هذه السوق، وذلك بسبب الجدل الدائر حول الطائرة F-35.

وقال أبولافيا أنه من المتوقع بشكل كبير أن تقوم الإمارات بشراء مجموعة أخرى من طائرات F-16 الأمريكية يقدر عددها بنحو 30 طائرة. ولكن برزت العديد من الشائعات تفيد بأن الدولة تتطلع لشراء مقاتلات أوروبية بدلاً من تلك الطائرات الأمريكية.

وأضاف أبولافيا أن هذا قد يعكس توتر العلاقات الإماراتية الأمريكية بشأن الاتفاق النووي مع إيران. ونتيجة للاتفاق النووي مع إيران، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية عدم بيع أحدث طائرات شركة لوكهيد من الجيل الخامس لأي دولة أخرى من دول المنطقة لنهاية هذا العِقد.

وأفادت تقارير صادرة عن ديفينس نيوز أن الإمارات استأنفت في وقت سابق من هذا العام المفاوضات بشان طلب شراء طائرات Rafale لتحل محل سرب طائرات الـMirage 2000.

وفي تصريحات لديفينس نيوز قال بايرون كالان، المحلل لدى كابيتال ألفا بارتنرز، “لقد حصلوا بالفعل على طائرات F-16، لذا فإنهم سيسعون لتحقيق التوازن من خلال شراء مقاتلات أوروبية، وذلك بدلاً من الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى وجهة نظر دولة الإمارات العربية المتحدة وهي: “إننا لن نعتمد كليًا على الولايات المتحدة أو أوروبا”.

وأضاف كالان أن الإمارات قد تختار شراء طائرات من طراز F/A-18 التي تنتجها شركة بوينج، والتي تصنعها الشركة حاليًا لصالح القوات البحرية، ولكن هذه النتيجة غير محتملة.

وفي سياق متصل قال أبولافيا أن الإمارات تُعد بمثابة السوق الرئيسية للطائرات المقاتلة في المنطقة. وسوف تشتري قطر طائرات Rafale؛ بينما اتفقت الكويت في الوقت ذاته على شراء 28 طائرة مقاتلة من طراز Eurofighter Typhoon. كما تبرز العديد من الشائعات تفيد بأن الكويت تتطلع لشراء طائرات من طراز F/A-18، غير أن أبولافيا قال أن هذا غير محتمل.

وأردف كالان أن هناك تعقيد آخر يتمثل في تجميد وزارة الدفاع الألمانية إنتاج طائرات Eurofighter بعد اكتشاف مشكلة فنية جديدة فيها. وأضاف أن السعوديين يمكنهم اختيار شريحة ثانية من طائرات Eurofighter بعد توقف الإنتاج، ولكن هذا الأمر غير محتمل.

واستطرد كالان قائلاً، “سيضطر البرنامج إلى التوقف إذا لم يتدخل السعوديون في الأمر هنا”. “من المرجح أن يكون للكثير من الأمور دور في تغيير ذلك … من الصعب أن يتوقف برنامج ثم تراه يعود للعمل مرة أخرى”.

معدات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والدفاع الجوي

بالنسبة للعديد من دول الخليج، هناك حاجة متزايدة لمعدات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، لا سيما وأنه يجري استيعاب الدروس المستفادة من حملتي اليمن وسوريا.

وفي هذا الصدد قال باري، “بمجرد دخولك في عملية جوية، فإن ذلك هو الوقت الذي تبدأ فيه تحديد مواطن النقص لديك والأشياء التي تحتاج الاستزادة منها”. وأضاف، “المنصة التوربينية الخفيفة ذات نمط الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، والطائرات بدون طيار ذات العلو المتوسط وقدرة تحمل طيران عالية، والمراقبة البحرية، والقدرة على رصد ما يحدث في الجوار – كل هذه الأشياء ستكون محط اهتمام دول الخليج”.

من الناحية النظرية، ينبغي أن تتميز الولايات المتحدة فيما يتعلق بمبيعات أنظمة الطائرات بدون طيار في المنطقة. غير أن القيود التجارية، التي فرضتها الحكومة الأمريكية من جانبها، قد قيدت بشكل كبير من قدرة الشركات المصنعة الأمريكية على بيع الطائرات بدون طيار للخارج.

وقال مايك بليدز، المحلل لدى فروست آند سوليفان، أنه على الرغم من تخفيف هذه القيود مؤخرًا، إلا أن هذا التأخير قد فتح الباب أمام المنصات المنافسة من إسرائيل وروسيا والصين. وعلى الرغم من إشارته إلى أن إسرائيل لا تمثل تهديدًا كبيرًا على السوق الخليجية، إلا أن الصين وروسيا قد غزتا هذه السوق.

وأضاف بليدز، “خلاصة القول هي أن هناك الكثير من الطلب على الطائرات بدون طيار في منطقة الخليج”. “فإذا لم نقم نحن ببيع تلك الطائرات، فإن الصين ستقوم بذلك بكل سرور”.

وقال بليدز أن بيع الطائرات بدون طيار المسلحة الأمريكية الصنع، على وجه الخصوص، إلى أي دولة يُعد أمرًا صعبًا نظرًا إلى المواقف المحلية بشأن استخدام إدارة أوباما للطائرات بدون طيارات لشن غارات جوية في جميع أنحاء العالم.

وأقر باري بذلك، مشيرًا إلى أن “الصينيين سيقومون أساسًا بعرض الأشياء التي امتنعت الولايات المتحدة كثيرًا عن عرضها في الأسواق”.

كما احتدمت المنافسة على الصعيد المحلي، وذلك مع إطلاق العديد من الدول برامج طائرات بدون طيار محلية؛ حيث أفادت العديد من التقارير أن المملكة العربية السعودية تعمل على تطوير نظام محلي بالاشتراك مع شكرة دينيل داينامكس الجنوب أفريقية، بينما تتوقع ليبولانجر “اهتمامًا متزايدًا بأنظمة الأسلحة التي يصنعها مصنعو المعدات الأصلية الإقليمية من تركيا والإمارات العربية المتحدة، وخصوصًا الطائرات بدون طيار”.

وقال أبولافيا أن ثمة فجوة أخرى كشفتها الحملة على اليمن تتمثل في الحاجة إلى طائرات القيادة والسيطرة، وربما المراقبة البحرية.

وأقر باري بأن الحاجة إلى أنظمة القيادة والسيطرة كانت معروفة لبعض الوقت، مضيفًا أن العمليات في اليمن قد تساعد في جعلها على قمة قوائم الطلبات لدى دول مجلس التعاون الخليجي.

وهذه ربما هي النقطة المضيئة بالنسبة للشركات الأمريكية في منطقة الخليج، إذ لا تزال الشركات المصنعة الأمريكية هي الرائدة على الصعيد العالمي في مجال أنظمة القيادة والسيطرة والدوريات البحرية.

وأضاف، “إذا جمعت كل هذه الأمور مع بعضها، تجد أن هناك فجوات عدة في تغطية القدرات التي تتناسب مع الحاجة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي”.

واستطرد قائلاً، “إنهم بحاجة إلى قدرات محلية أكبر، ولكن لديك أيضًا رغبة في إيجاد مصدر ما في أي مكان آخر. والجهات الوحيدة التي تنتج شيئًا ما يساعد حقًا على تقوية هذه الفئات، القدرات المتطورة، هي في الواقع الشركات الأمريكية. لذا فإنك لن تنوع من مصادرك في هذا المجال إذا كنت تريد الحصول على قدرات متطورة”.

وفي سياق متصل قال باري أن هناك مجال آخر قد تجد الشركات المصنعة الأمريكية فيه دفعة كبيرة وهو الدفاع الصاروخي، مشيرًا إلى أنه “كان هناك الكثير من الصواريخ قصيرة المدى تُطلق من اليمن، لذا سيتركز اهتمام الدول على اقتناء أنظمة الدفاع الصاروخي”.

ويذكر ألكسندر جوفوفيتش أن الولايات المتحدة قد ركزت على تقديم المبيعات العسكرية الأجنبية إلى الدول المتورطة في الصراعات في اليمن وسوريا، ولكنها دعمت بشكل خاص “تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي ردًا على ما يعتبر ضغطًا غربيًا ضعيفًا على إيران”.

ويضيف جوفوفيتش، “لم يكن القصد من تلك الصور المثيرة التي تظهر صواريخًا إيرانية موضوعة في أنفاق تحت الأرض تهديد الولايات المتحدة فحسب، بل أيضًا الدول الخليجية”.


http://arabic.defensenews.com/?p=1181
 
عودة
أعلى