لعل الوتيرة السريعة والنوعية للصفقات التسليحية التي أبرمها الجيش المصري منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن تعيد الى الذاكرة صفقة الأسلحة والذخائر التي وقعها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تشيكوسلوفاكيا عام 1955 بقيمة 250 مليون دولار لأن التشابه بين الحالتين كبير وخاصة فيما يتعلق بشمول الصفقات الحديثة كافة أفرع القوات المسلحة المصرية وتضمنها اعداد كبيرة من الأسلحة المتطورة والنوعية و التي نقلت الجيش المصري من خانة "التسلح الدفاعي" الذي ظل فيها منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 الى خانة عسكرية أخرى يجوز ان نطلق عليها "التسلح الهجومي بعيد المدى".
- فيما يلي نلقي نظرة سريعة على اهم الصفقات العسكرية التي وقعتها مصر و كيفية تأثير هذه الصفقات على العقيدة العسكرية المصرية.
سلاح البحرية
- إنضم الى سلاح البحرية المصري عدة قطع بحرية مهمة خلال الفترة الماضية وهي:
- الفرقاطة الشبحية الثقيلة "FREMM"
- بلغت تكلفتها 800 مليون يورو وهي تعد اهم القطع البحرية التي انضمت إلى البحرية المصرية اواخر يوليو / تموز الماضي ، يبلغ طولها 142 مترا و عرضها 20 مترا و يصل مداها العملياتي الى 11 ألف كلم ، تم تزويدها بمعدات الكترونية و رادارية خاصة حسب المواصفات المصرية بجانب تسليح يتكون من 8 صواريخ سطح - سطح من طراز "إكزوسيت" و 32 خلية اطلاق لصواريخ "أستر15" للدفاع الجوي بالإضافة إلى مدفع من عيار 76 ملم ومدفعين من عيار 20 ملم يعملان بالتحكم عن بعد ضد الأهداف الجوية والبحرية المُقتربة ورشاشين ثقيلين عيار 12.7 ملم، يضاف الى ذلك قاذفا طوربيد مزودان بـ 19 طوربيدا مضادًا للغواصات من النسخة "MU-90" يبلغ مدى الواحد 23 كلم ويصل الى عمق 1000 متر.
- سفينة الهجوم البرمائي الفرنسية "Mistral"
- في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وقعت مصر وفرنسا اتفاقًا بشأن تزويد مصر بحاملتي مروحيات من طراز Mistral بعد فسخ الصفقة بين فرنسا وروسيا. بقيمة 1.2 مليار يورو، ويتوقع ان تدخل حاملتا المروحيات الى الخدمة في البحرية المصرية في آذار/مارس القادم، تبلغ حمولتها 22 ألف طن وطولها 199 مترًا وعرضها 32 مترًا ويضم طاقمها 180 شخصًا. وبالنسبة لتسليحها تضم منظومتين صاروخيتين للدفاع الجوي من نوع ""simbad و4 رشاشات من عيار 12.7 ملم، إلى جانب مدفعين من عيار 130 مللم ويضاف الى ما سبق حمولة تقدر بـ 16 مروحية ثقيلة او 35 مروحية خفيفة بجانب رصيف داخلي طوله 60 مترا يتسع لأربع سفن انزال خفيفة بجانب اماكن اعاشة تكفي لـ450 شخصًا لمدة 6 أشهر او900 شخص لمدة قصيرة ومرآب يتسع لنحو 70 آلة عسكرية، تبلغ مساحة سطح السفينة 5200 مترا مربع ويتضمن 6 مرابض يمكنها استيعاب جميع أنواع المروحيات وتمتلك السفينة مستشفى تبلغ مساحته 750 مترًا مربعًا، يتضمن 20 غرفة.
- الكورفيت الصاروخي الشبحي الفرنسي "GOWIND 2500"
- تعاقدت مصر عام 2014 مع فرنسا لشراء أربعة كورفيتات صواريخ شبحية فرنسية ثقيلة من طراز " GOWIND 2500" دخل اول كورفيت منها الخدمة في البحرية المصرية في الشهر الماضي وتم الاتفاق على بناء الثلاثة كورفيتات المتبقية في الترسانة البحرية بالأسكندرية، حسب اتفاق فرعي تم ابرامه لنقل تكونولجيا البناء والتصميم، على ان يتم تسليم الكورفيتات بحلول عام 2017 مع احتمالية طلب مصر التعاقد على كورفيتين اضافيين من النوع نفسه بقيمة 500 مليون يورو، بلغت قيمة الصفقة 1 مليار يورو يضاف اليها قيمة التسليح المضاف للكورفيتيات والذي تتراوح قيمته ما بين 400 الى 650 مليون يورو.
- يقدر طول كورفيت"GOWIND 2500" بـ 102 مترا وعرضه 16 مترا ويصل مداه العملياتي الى نحو 7500 كلم ويحمل طاقما مكونا من 80 فردا، بالنسبة للتسليح يحمل الكورفيت رادارا متطورا بمدى رصد يبلغ 250 كلم ومنظومات رصد ومراقبة وتشويش إلكتروني متطورة ومنظومة متكاملة مضادة للغواصات، إلى جانب مدفع مضاد للسفن عيار 76 ملم يعمل بالتحكم الآلي وصواريخ مضادة للسفن من نوع إكزوسيت بمدى 180 كلم بالإضافة الى 16 خلية إطلاق عمودي لصواريخ ميكا للدفاع الجوي بمدى 20 كلم وقاذفين ثلاثيي الأنابيب للطوربيدات من طراز MU-90 ومدفعين من عيار 20 مللم مع وجود مهبط للمروحيات وحظيرة تتسع لمروحية واحدة في مؤخرة الكورفيت.
- الكورفيت الصاروخي الشبحي الأمريكي "Ambassador MK III"
- تعتبر مصر اول دولة في الشرق الاوسط تمتلك "كورفيت" هجوميا من هذا النوع تم تصميمه وبناؤه بمواصفات خاصة بالبحرية المصرية حصرا، إذ تسلمت اثنين منه عام 2014 واثنين آخرين عام 2015 في صفقة قيمتها الأمريكية 1.3 مليار دولار بواقع 325 مليون دولار للكورفيت الواحد شاملة لكافة التجهيزات والانظمة القتالية والالكترونية ، يبلغ طول الكورفيت 60 مترا و العرض 10 أمتار، ويبلغ مداه الأقصى 3700 كم و طاقمه مكون من 36 فردا ويتوقع ان تطلب مصر شراء كورفيتين اضافيين من النوع نفسه.
بالنسبة للتسليح فيشمل قاذفان رباعيان لاطلاق صواريخ Harpoon Block II الجوالة المضادة للسفن يبلغ مداها 124 كلم بعدد 8 صواريخ و وحدة دفاع جوي مزودة بـ21 قاذف صواريخ RIM-116 سطح/جو موجهة بالاشعة تحت الحمراء والردار السلبي وتتميز بقدرتها على الهجوم في كل الاتجاهات بعد اطلاقها والاختصاص في اصابة الصواريخ الموجهة المضادة للسفن في المقام الأول بجانب المروحيات والطائرات المقتربة ويبلغ مداها 9 كلم ، يضاف الى ما سبق مدفع عيار 76 ملم الإيطالي يستطيع اطلاق 120 طلقة في الدقيقة حتى مسافة 30 كلم مع امكانية استخدام قذائف DART الموجهة المضادة للصواريخ الجوالة المضادة للسفن حتى مسافة 5 كلم وعلى ارتفاع مترين اثنين عن سطح البحر، ومدفع سداسي مضاد للطائرات من عيار 20 ملم مزود بطلقات خارقة متخصص في اسقاط الصواريخ المقتربة من السفينة ويبلغ مداه الفعال 3.6 كلم ومعدل الاطلاق يقارب الـ 4500 طلقة في الدقيقة .
يضاف الى القطع البحرية السابق ذكرها أربع غواصات ديزل هجومية من نوع "Type 209" المانية الصنع اعلن قائد القوات البحرية المصرية الشهر الجاري انه تم الاتفاق مع الجانب الألماني على شرائها بحيث تدخل اول غواصة من هذا النوع الى الخدمة في البحرية المصرية عام 2016 ويستمر توريد باقي الغواصات بحد اقصى عام 2018 ، تمثل هذه الغواصات اضافة مهمة جدا للبحرية المصرية نظرا لأن الغواصات الموجودة حاليا في الخدمة من طراز "Romeo" المحدثة في الصين لا تمتلك قدرات صاروخية، في حين ان الغواصات الألمانية تمتلك 14 منصة اطلاق لصواريخ " Harpoon" المضادة للسفن بجانب الطوربيدات المضادة للسفن من عيار 533 مللم .
- سلاح الجو
شهد هذا القطاع تحديثا مهما ونوعيا تمثل في تعاقده مع فرنسا لشراء 24 مقاتلة متعددة المهام من نوع "Rafale" النسخة "DM" و "EM" دخل منها ثلاث طائرات الى الخدمة الفعلية في سلاح الجو المصري لتصبح هذه الصفقة من اسرع الصفقات التسليحية في التاريخ المعاصر ويتوقع تسليم باقي المقاتلات بالتتابع حتى عام 2018 ، تعتبر "Rafale" إحدى مقاتلات الجيل الرابع متعددة المهام ويبلغ وزنها بدون حمولة 9,500 كجم وتبلغ سرعتها القصوى في الارتفاعات العالية 2,000 كم بالساعة و تمتلك رادارا متفوقا قادرا على تعقب 40 هدفًا مختلفًا، كما تتميز بصغر بصمتها الرادارية RCS حيث لا تزيد على 0.4 متر هو ما يزيد من صعوبة رصدها ومواجهتها. بالنسبة لتسليحها فتحمل الرافال تشكيلة متنوعة من صواريخ جو- جو، وجو- سطح مثل صواريخ ميكا وميتيور أكزوسيت، و القنابل الموجهه مثل "GBU-12" إلى جانب مدفع رشاش من عيار 30 مللم ، و يعد مداها الطويل من اهم مميزاتها حيث يبلغ مداها الأقصى نحو 3700 كم.
أضف الى مقاتلات الرافال عدة انواع مختلفة من الطائرات والمروحيات يننتظر ان تنضم للأسطول الجوي المصري على النحو التالي:
- مقاتلات روسية من نوع "Mig35" والتي تعاقدت مصر مع روسيا على شراء 46 مقاتلة منها لتكون بمثابة مقاتلات الصف الثاني في سلاح الجو المصري ويتوقع بدء وصول اولى المقاتلات العام القادم ويستمر التسليم حتى عام 2020.
- طائرات النقل الاستراتيجي: يتفاوض سلاح الجو المصري مع روسيا لشراء عدد من طائرات النقل الاستراتيجي من نوع " Il-76MD-90A " كما يتفاوض ايضا مع شركة ايرباص لشراء طائرات النقل العسكري المتعددة الاستخدامات " A400M Atlas" و التي من الممكن استخدامها في عمليات التزويد بالوقود جوا.
- المروحيات: يحتاج الجيش المصري لعدد من المروحيات القتالية لتحل محل المروحيات الفرنسية الخفيفة من نوع "غازيل" كما يحتاج الى مروحيات بحرية للعمل على متن سفينتي الإنزال البرمائي "Mistral" والكورفيت "GOWIND 250" والفرقاطة "FREMM"، ومن اجل هذا الغرض يقوم سلاح الجو المصري بتقييم عدد المروحيات التي يمكن شراؤها لهذا الغرض لتضاف الى 50 مروحية استطلاعية هجومية من نوع" kamov ka-52 alligator" التي تم التعاقد عليها بالفعل ويتوقع بدء تسليم الأعداد الأولية منها في الربع الأول من العام المقبل، وتشمل القائمة المحتملة المروحيات الفرنسية المضادة للغواصات من نوع "NH-90" والنسخة البحرية من المروحية الهجومية الروسية " "kamov ka-52 المسماه "Ka-52K" و المروحية الفرنسية القتالية " Eurocopter Tiger".
- الطائرات دون طيار: بالأضافة الى البرنامج التصنيعي المشترك بين مصر و الصين لأنتاج طائرة الأستطلاع دون طيار "ASN-209" وقعت الهيئة العربية للتصنيع المصرية مؤخرا إتفاقية لتجميع طائرات بدون طيار من طراز "Patroller" مع شركة ساجيم الفرنسية ليتم التجميع النهائي لهذه الطائرات داخل مصنع الطائرات الخاص بالهيئة في مصر.
- الدفاع الجوي
إلى جانب وصول دفعات من النسخ الأحدث "M2" من منظومات الدفاع الجوي روسية الصنع في مصر "9K330 Tor" و "9K37 Buk" عام 2014، تعاقدت مصر على وحدات من منظومة الدفاع الجوي الروسية " S-300 VM / Antey-2500 " بعدد 3 بطاريات بالأضافة الى وحدة القيادة والسيطرة الخاصة بها في صفقة قيمتها 1 مليار دولار أمريكي وقد بدأت مصر بالفعل في تسلم هذه المنظومات نهاية 2014 سينتهي تسليم كامل هذه المنظومة قبل حلول نهاية عام 2016 .
وتعد هذه المنظومة من اهم وسائط الدفاع الجوي التي يمتلكها الجيش المصري نظرا لاستطاعتها اسقاط الأهداف على بعد 250 كلم وعلى ارتفاع 30 كلم فوق سطح الأرض وتخدم هذه المنظومة في 3 دول فقط، هي روسيا وفنزويلا ومصر.
يشار إلى أنه في مارس 2015 تم رفع الحظر عن توريد مقاتلات من نوع "F16" وصواريخ "هاربون" وقطع غيار دبابات لمصر وكان تم تجميد تسليم هذه المعدات في أكتوبر 2013 إثر ثورة 30 يونيو والتي خلعت الرئيس السابق محمد مرسي ، و بالفعل تسلمت مصر في شهر تموز/يوليو الماضي ثماني مقاتلات F-16 بلوك 52 ويبقى أربع مقاتلات اخرى ستتسلمها خلال العام الجاري. كما انه تم التوصل لاتفاق على استئناف برنامج الإنتاج المُشترك للدبابة "M1 Abrams" في مصر طبقا لعقد تم توقيعه بين الجانبين في نهاية عام 2011 للإنتاج المُشترك لـ 125 دبابة أبرامز بقيمة 395 مليون دولار وبدأ الإنتاج في يوليو عام 2013 ثم توقف نتيجة لتجميد الصفقات العسكرية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عقب ثورة 30 يونيو.
كما اعلنت الولايات المتحدة انها ستقدم مساعدات أمنية لمصر اعتبارا من العام المالي 2018 تخصص لاربع فئات وهي مكافحة الإرهاب ، وأمن الحدود، وأمن سيناء ، والأمن البحري، وصيانة الأنظمة العسكرية الموجودة بالترسانة المصرية.
- اذن بعد العرض السابق لا بدَّ من الإجابة على سؤال "لمن تتسلح مصر؟" ، و الإجابة تتلخص في عدة نقاط، مصر تتسلح في المقام الأول كي تدشن عودة سياسة تنويع مصادر التسليح التي اصيبت بالجمود في الفترة الممتدة من منتصف السبعينيات وحتى اوائل القرن الحالي، فباتت فرنسا وروسيا من اهم موردي الأسلحة الى مصر بدرجة تفوق فعليا الولايات المتحدة الأمريكية التي لعبت هذا الدور خلال السنوات الماضية، في التسلح المصري ايضا رسالة للمحيط الإقليمي، فمصر على اعتاب مواجهة محتملة مع اثيوبيا على خلفية "سد النهضة" وقد تجد نفسها مضطرة لضرب السد عسكريا ان فشلت الحلول التفاوضية "ولهذا كان التعجل في الحصول على مقاتلات الرافال لدرجة ان فرنسا زودت مصر بثلاث طائرات من هذا النوع كانت في الأساس مصنعة لصالح سلاح الجو الفرنسي".
رسالة اخرى توجهها مصر لإسرائيل ، فصفقات التسلح المصرية "خصوصا البحرية" تعتبر ردا مباشرا على الصفقات النوعية التي ينتظر كيان الاحتلال تنفيذها مثل المزيد من غواصات "دولفين" الألمانية ذات القدرات المتفوقة ومقاتلات السيادة الجوية من نوع "F35" وغيرها، و الرسالة الأخيرة موجهه للداخل المصري ومفادها ان الجيش المصري الذي ظل في حالة جمود تسليحية طوال 30 عام مضت بات الآن جيشا عصريا يمتلك احدث الأسلحة في جميع الفروع وجاهز للتدخل في المحيط الإقليمي في حالة تهديد أمن مصر "و ليبيا القريبة تعتبر على رأس المناطق التي يتدخل فيها الجيش المصري بشكل غير مباشر".
- السؤال الذي يجب ان ننتظر الأيام القادمة للإجابة عليه هو: هل ستترك الولايات المتحدة مصر تقوي جيشها اكثر واكثر، ام ستبحث لمصر ربما عن "فيتنام" تستنزف جيشها الذي صمد ومازال في سيناء منذ السبعينات؟
http://www.alahednews.com.lb/116939/4/الصفقات-العسكرية-المصرية-...-لمن-تتسلح-القاهرة؟#.Vjpr7tIrLUI
- فيما يلي نلقي نظرة سريعة على اهم الصفقات العسكرية التي وقعتها مصر و كيفية تأثير هذه الصفقات على العقيدة العسكرية المصرية.
سلاح البحرية
- إنضم الى سلاح البحرية المصري عدة قطع بحرية مهمة خلال الفترة الماضية وهي:
- الفرقاطة الشبحية الثقيلة "FREMM"
- بلغت تكلفتها 800 مليون يورو وهي تعد اهم القطع البحرية التي انضمت إلى البحرية المصرية اواخر يوليو / تموز الماضي ، يبلغ طولها 142 مترا و عرضها 20 مترا و يصل مداها العملياتي الى 11 ألف كلم ، تم تزويدها بمعدات الكترونية و رادارية خاصة حسب المواصفات المصرية بجانب تسليح يتكون من 8 صواريخ سطح - سطح من طراز "إكزوسيت" و 32 خلية اطلاق لصواريخ "أستر15" للدفاع الجوي بالإضافة إلى مدفع من عيار 76 ملم ومدفعين من عيار 20 ملم يعملان بالتحكم عن بعد ضد الأهداف الجوية والبحرية المُقتربة ورشاشين ثقيلين عيار 12.7 ملم، يضاف الى ذلك قاذفا طوربيد مزودان بـ 19 طوربيدا مضادًا للغواصات من النسخة "MU-90" يبلغ مدى الواحد 23 كلم ويصل الى عمق 1000 متر.
- سفينة الهجوم البرمائي الفرنسية "Mistral"
- في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وقعت مصر وفرنسا اتفاقًا بشأن تزويد مصر بحاملتي مروحيات من طراز Mistral بعد فسخ الصفقة بين فرنسا وروسيا. بقيمة 1.2 مليار يورو، ويتوقع ان تدخل حاملتا المروحيات الى الخدمة في البحرية المصرية في آذار/مارس القادم، تبلغ حمولتها 22 ألف طن وطولها 199 مترًا وعرضها 32 مترًا ويضم طاقمها 180 شخصًا. وبالنسبة لتسليحها تضم منظومتين صاروخيتين للدفاع الجوي من نوع ""simbad و4 رشاشات من عيار 12.7 ملم، إلى جانب مدفعين من عيار 130 مللم ويضاف الى ما سبق حمولة تقدر بـ 16 مروحية ثقيلة او 35 مروحية خفيفة بجانب رصيف داخلي طوله 60 مترا يتسع لأربع سفن انزال خفيفة بجانب اماكن اعاشة تكفي لـ450 شخصًا لمدة 6 أشهر او900 شخص لمدة قصيرة ومرآب يتسع لنحو 70 آلة عسكرية، تبلغ مساحة سطح السفينة 5200 مترا مربع ويتضمن 6 مرابض يمكنها استيعاب جميع أنواع المروحيات وتمتلك السفينة مستشفى تبلغ مساحته 750 مترًا مربعًا، يتضمن 20 غرفة.
- الكورفيت الصاروخي الشبحي الفرنسي "GOWIND 2500"
- تعاقدت مصر عام 2014 مع فرنسا لشراء أربعة كورفيتات صواريخ شبحية فرنسية ثقيلة من طراز " GOWIND 2500" دخل اول كورفيت منها الخدمة في البحرية المصرية في الشهر الماضي وتم الاتفاق على بناء الثلاثة كورفيتات المتبقية في الترسانة البحرية بالأسكندرية، حسب اتفاق فرعي تم ابرامه لنقل تكونولجيا البناء والتصميم، على ان يتم تسليم الكورفيتات بحلول عام 2017 مع احتمالية طلب مصر التعاقد على كورفيتين اضافيين من النوع نفسه بقيمة 500 مليون يورو، بلغت قيمة الصفقة 1 مليار يورو يضاف اليها قيمة التسليح المضاف للكورفيتيات والذي تتراوح قيمته ما بين 400 الى 650 مليون يورو.
- يقدر طول كورفيت"GOWIND 2500" بـ 102 مترا وعرضه 16 مترا ويصل مداه العملياتي الى نحو 7500 كلم ويحمل طاقما مكونا من 80 فردا، بالنسبة للتسليح يحمل الكورفيت رادارا متطورا بمدى رصد يبلغ 250 كلم ومنظومات رصد ومراقبة وتشويش إلكتروني متطورة ومنظومة متكاملة مضادة للغواصات، إلى جانب مدفع مضاد للسفن عيار 76 ملم يعمل بالتحكم الآلي وصواريخ مضادة للسفن من نوع إكزوسيت بمدى 180 كلم بالإضافة الى 16 خلية إطلاق عمودي لصواريخ ميكا للدفاع الجوي بمدى 20 كلم وقاذفين ثلاثيي الأنابيب للطوربيدات من طراز MU-90 ومدفعين من عيار 20 مللم مع وجود مهبط للمروحيات وحظيرة تتسع لمروحية واحدة في مؤخرة الكورفيت.
- الكورفيت الصاروخي الشبحي الأمريكي "Ambassador MK III"
- تعتبر مصر اول دولة في الشرق الاوسط تمتلك "كورفيت" هجوميا من هذا النوع تم تصميمه وبناؤه بمواصفات خاصة بالبحرية المصرية حصرا، إذ تسلمت اثنين منه عام 2014 واثنين آخرين عام 2015 في صفقة قيمتها الأمريكية 1.3 مليار دولار بواقع 325 مليون دولار للكورفيت الواحد شاملة لكافة التجهيزات والانظمة القتالية والالكترونية ، يبلغ طول الكورفيت 60 مترا و العرض 10 أمتار، ويبلغ مداه الأقصى 3700 كم و طاقمه مكون من 36 فردا ويتوقع ان تطلب مصر شراء كورفيتين اضافيين من النوع نفسه.
بالنسبة للتسليح فيشمل قاذفان رباعيان لاطلاق صواريخ Harpoon Block II الجوالة المضادة للسفن يبلغ مداها 124 كلم بعدد 8 صواريخ و وحدة دفاع جوي مزودة بـ21 قاذف صواريخ RIM-116 سطح/جو موجهة بالاشعة تحت الحمراء والردار السلبي وتتميز بقدرتها على الهجوم في كل الاتجاهات بعد اطلاقها والاختصاص في اصابة الصواريخ الموجهة المضادة للسفن في المقام الأول بجانب المروحيات والطائرات المقتربة ويبلغ مداها 9 كلم ، يضاف الى ما سبق مدفع عيار 76 ملم الإيطالي يستطيع اطلاق 120 طلقة في الدقيقة حتى مسافة 30 كلم مع امكانية استخدام قذائف DART الموجهة المضادة للصواريخ الجوالة المضادة للسفن حتى مسافة 5 كلم وعلى ارتفاع مترين اثنين عن سطح البحر، ومدفع سداسي مضاد للطائرات من عيار 20 ملم مزود بطلقات خارقة متخصص في اسقاط الصواريخ المقتربة من السفينة ويبلغ مداه الفعال 3.6 كلم ومعدل الاطلاق يقارب الـ 4500 طلقة في الدقيقة .
يضاف الى القطع البحرية السابق ذكرها أربع غواصات ديزل هجومية من نوع "Type 209" المانية الصنع اعلن قائد القوات البحرية المصرية الشهر الجاري انه تم الاتفاق مع الجانب الألماني على شرائها بحيث تدخل اول غواصة من هذا النوع الى الخدمة في البحرية المصرية عام 2016 ويستمر توريد باقي الغواصات بحد اقصى عام 2018 ، تمثل هذه الغواصات اضافة مهمة جدا للبحرية المصرية نظرا لأن الغواصات الموجودة حاليا في الخدمة من طراز "Romeo" المحدثة في الصين لا تمتلك قدرات صاروخية، في حين ان الغواصات الألمانية تمتلك 14 منصة اطلاق لصواريخ " Harpoon" المضادة للسفن بجانب الطوربيدات المضادة للسفن من عيار 533 مللم .
- سلاح الجو
شهد هذا القطاع تحديثا مهما ونوعيا تمثل في تعاقده مع فرنسا لشراء 24 مقاتلة متعددة المهام من نوع "Rafale" النسخة "DM" و "EM" دخل منها ثلاث طائرات الى الخدمة الفعلية في سلاح الجو المصري لتصبح هذه الصفقة من اسرع الصفقات التسليحية في التاريخ المعاصر ويتوقع تسليم باقي المقاتلات بالتتابع حتى عام 2018 ، تعتبر "Rafale" إحدى مقاتلات الجيل الرابع متعددة المهام ويبلغ وزنها بدون حمولة 9,500 كجم وتبلغ سرعتها القصوى في الارتفاعات العالية 2,000 كم بالساعة و تمتلك رادارا متفوقا قادرا على تعقب 40 هدفًا مختلفًا، كما تتميز بصغر بصمتها الرادارية RCS حيث لا تزيد على 0.4 متر هو ما يزيد من صعوبة رصدها ومواجهتها. بالنسبة لتسليحها فتحمل الرافال تشكيلة متنوعة من صواريخ جو- جو، وجو- سطح مثل صواريخ ميكا وميتيور أكزوسيت، و القنابل الموجهه مثل "GBU-12" إلى جانب مدفع رشاش من عيار 30 مللم ، و يعد مداها الطويل من اهم مميزاتها حيث يبلغ مداها الأقصى نحو 3700 كم.
أضف الى مقاتلات الرافال عدة انواع مختلفة من الطائرات والمروحيات يننتظر ان تنضم للأسطول الجوي المصري على النحو التالي:
- مقاتلات روسية من نوع "Mig35" والتي تعاقدت مصر مع روسيا على شراء 46 مقاتلة منها لتكون بمثابة مقاتلات الصف الثاني في سلاح الجو المصري ويتوقع بدء وصول اولى المقاتلات العام القادم ويستمر التسليم حتى عام 2020.
- طائرات النقل الاستراتيجي: يتفاوض سلاح الجو المصري مع روسيا لشراء عدد من طائرات النقل الاستراتيجي من نوع " Il-76MD-90A " كما يتفاوض ايضا مع شركة ايرباص لشراء طائرات النقل العسكري المتعددة الاستخدامات " A400M Atlas" و التي من الممكن استخدامها في عمليات التزويد بالوقود جوا.
- المروحيات: يحتاج الجيش المصري لعدد من المروحيات القتالية لتحل محل المروحيات الفرنسية الخفيفة من نوع "غازيل" كما يحتاج الى مروحيات بحرية للعمل على متن سفينتي الإنزال البرمائي "Mistral" والكورفيت "GOWIND 250" والفرقاطة "FREMM"، ومن اجل هذا الغرض يقوم سلاح الجو المصري بتقييم عدد المروحيات التي يمكن شراؤها لهذا الغرض لتضاف الى 50 مروحية استطلاعية هجومية من نوع" kamov ka-52 alligator" التي تم التعاقد عليها بالفعل ويتوقع بدء تسليم الأعداد الأولية منها في الربع الأول من العام المقبل، وتشمل القائمة المحتملة المروحيات الفرنسية المضادة للغواصات من نوع "NH-90" والنسخة البحرية من المروحية الهجومية الروسية " "kamov ka-52 المسماه "Ka-52K" و المروحية الفرنسية القتالية " Eurocopter Tiger".
- الطائرات دون طيار: بالأضافة الى البرنامج التصنيعي المشترك بين مصر و الصين لأنتاج طائرة الأستطلاع دون طيار "ASN-209" وقعت الهيئة العربية للتصنيع المصرية مؤخرا إتفاقية لتجميع طائرات بدون طيار من طراز "Patroller" مع شركة ساجيم الفرنسية ليتم التجميع النهائي لهذه الطائرات داخل مصنع الطائرات الخاص بالهيئة في مصر.
- الدفاع الجوي
إلى جانب وصول دفعات من النسخ الأحدث "M2" من منظومات الدفاع الجوي روسية الصنع في مصر "9K330 Tor" و "9K37 Buk" عام 2014، تعاقدت مصر على وحدات من منظومة الدفاع الجوي الروسية " S-300 VM / Antey-2500 " بعدد 3 بطاريات بالأضافة الى وحدة القيادة والسيطرة الخاصة بها في صفقة قيمتها 1 مليار دولار أمريكي وقد بدأت مصر بالفعل في تسلم هذه المنظومات نهاية 2014 سينتهي تسليم كامل هذه المنظومة قبل حلول نهاية عام 2016 .
وتعد هذه المنظومة من اهم وسائط الدفاع الجوي التي يمتلكها الجيش المصري نظرا لاستطاعتها اسقاط الأهداف على بعد 250 كلم وعلى ارتفاع 30 كلم فوق سطح الأرض وتخدم هذه المنظومة في 3 دول فقط، هي روسيا وفنزويلا ومصر.
يشار إلى أنه في مارس 2015 تم رفع الحظر عن توريد مقاتلات من نوع "F16" وصواريخ "هاربون" وقطع غيار دبابات لمصر وكان تم تجميد تسليم هذه المعدات في أكتوبر 2013 إثر ثورة 30 يونيو والتي خلعت الرئيس السابق محمد مرسي ، و بالفعل تسلمت مصر في شهر تموز/يوليو الماضي ثماني مقاتلات F-16 بلوك 52 ويبقى أربع مقاتلات اخرى ستتسلمها خلال العام الجاري. كما انه تم التوصل لاتفاق على استئناف برنامج الإنتاج المُشترك للدبابة "M1 Abrams" في مصر طبقا لعقد تم توقيعه بين الجانبين في نهاية عام 2011 للإنتاج المُشترك لـ 125 دبابة أبرامز بقيمة 395 مليون دولار وبدأ الإنتاج في يوليو عام 2013 ثم توقف نتيجة لتجميد الصفقات العسكرية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عقب ثورة 30 يونيو.
كما اعلنت الولايات المتحدة انها ستقدم مساعدات أمنية لمصر اعتبارا من العام المالي 2018 تخصص لاربع فئات وهي مكافحة الإرهاب ، وأمن الحدود، وأمن سيناء ، والأمن البحري، وصيانة الأنظمة العسكرية الموجودة بالترسانة المصرية.
- اذن بعد العرض السابق لا بدَّ من الإجابة على سؤال "لمن تتسلح مصر؟" ، و الإجابة تتلخص في عدة نقاط، مصر تتسلح في المقام الأول كي تدشن عودة سياسة تنويع مصادر التسليح التي اصيبت بالجمود في الفترة الممتدة من منتصف السبعينيات وحتى اوائل القرن الحالي، فباتت فرنسا وروسيا من اهم موردي الأسلحة الى مصر بدرجة تفوق فعليا الولايات المتحدة الأمريكية التي لعبت هذا الدور خلال السنوات الماضية، في التسلح المصري ايضا رسالة للمحيط الإقليمي، فمصر على اعتاب مواجهة محتملة مع اثيوبيا على خلفية "سد النهضة" وقد تجد نفسها مضطرة لضرب السد عسكريا ان فشلت الحلول التفاوضية "ولهذا كان التعجل في الحصول على مقاتلات الرافال لدرجة ان فرنسا زودت مصر بثلاث طائرات من هذا النوع كانت في الأساس مصنعة لصالح سلاح الجو الفرنسي".
رسالة اخرى توجهها مصر لإسرائيل ، فصفقات التسلح المصرية "خصوصا البحرية" تعتبر ردا مباشرا على الصفقات النوعية التي ينتظر كيان الاحتلال تنفيذها مثل المزيد من غواصات "دولفين" الألمانية ذات القدرات المتفوقة ومقاتلات السيادة الجوية من نوع "F35" وغيرها، و الرسالة الأخيرة موجهه للداخل المصري ومفادها ان الجيش المصري الذي ظل في حالة جمود تسليحية طوال 30 عام مضت بات الآن جيشا عصريا يمتلك احدث الأسلحة في جميع الفروع وجاهز للتدخل في المحيط الإقليمي في حالة تهديد أمن مصر "و ليبيا القريبة تعتبر على رأس المناطق التي يتدخل فيها الجيش المصري بشكل غير مباشر".
- السؤال الذي يجب ان ننتظر الأيام القادمة للإجابة عليه هو: هل ستترك الولايات المتحدة مصر تقوي جيشها اكثر واكثر، ام ستبحث لمصر ربما عن "فيتنام" تستنزف جيشها الذي صمد ومازال في سيناء منذ السبعينات؟
http://www.alahednews.com.lb/116939/4/الصفقات-العسكرية-المصرية-...-لمن-تتسلح-القاهرة؟#.Vjpr7tIrLUI