المفتى: لا توجد جماعة إسلامية والدولة هى "جماعة المسلمين" التى يجب لزومها

safelife

عضو
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
8,319
التفاعل
17,861 0 0
المفتى: لا توجد جماعة إسلامية والدولة هى "جماعة المسلمين" التى يجب لزومها

4201518115353418.jpg

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ردا على سؤال "ما حكم الانتماء إلى ما يسمى بالجماعات الإسلامية؟"، إن الانتماء هو الانتساب، والجماعة تطلق على عدد من الناس، والمقصود هنا جماعة ذات فكر واحد، وهو هنا الفهم الخاص بالجماعة تجاه الإسلام. وأضاف المفتى: "ظهرت جماعات كثيرة دينية تدعى أنها تعمل من أجل خدمة الإسلام من خلال رؤيتها، وتركز على عدة أمور تراها هى الأجدر بالاهتمام والنشر والعمل على ذلك، وبعض هذه الجماعات كانت لها وجهة فكرية، وبعضها كان له وجهة سياسية، وبعضها أضاف إلى ما سبق حمل السلاح لتطبيق ما يراه وفرضه ولو بالقوة إن استطاعت إلى ذلك سبيلا". وتابع: "أما جماعة المسلمين فى الحقيقة، والمذكورة فى كتب التراث، فهم من اجتمعوا على الحقِّ الذى كان عليه النبى ﷺ، وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وسُمُّوا أهل السنة والجماعة؛ لانتسابهم لسنة النبى ﷺ، واجتماعهم على الأخذ بها: ظاهرًا وباطنًا فى القول والعمل والاعتقاد، ودلَّ على ذلك قوله ﷺ: «إن بنى إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين ملة؛ كلها فى النار إلا ملة واحدة، فقيل له: ما الواحدة؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابى» (أخرجه الترمذى). وأوضح أن المسلمين جماعة واحدة، وليسوا جماعات متعددة، إلا أنه قد شذ عنها قديما فرق مختلفة كالخوارج والشيعة التى بدأت فى الظهور والتكوين، بسبب ما حدث من خلافات فى نهاية عهد الإمام على رضى الله عنه، وغير ذلك من الفرق عبر العصور، وكانت كل فرقة من هذه الفِرَق تَدَّعِى أن مذهبها يُفسِّر ما كان عليه النبى ﷺ والصحابة. وأكد أن الأمر بلزوم الجماعة (أهل السنة والجماعة) معناه أمْر الله تعالى للأمة الإسلامية بالاجتماع على الحق، ونهيها عن التفرُّق والاختلاف؛ لافتا إلى أنه بوجود خليفة المسلمين الإمام الأعظم حاكم الأقطار الإسلامية كانت جماعة المسلمين هى المبايِعة له؛ لأنها مأمورة ببيعته ونصرته وعدم الخروج عليه إلا أن يأتى بكفر بواح. وأضاف: "بعد سقوط الخلافة لم يبق لنا من العلامات التى ترشدنا للجماعة المسلمة التى يجب لزومها إلا مفهوم الكثرة من المسلمين، والسواد الأعظم الذى اجتمع عليه أغلب المسلمين سلفًا وخلفًا، فهذه هى جماعة المسلمين التى يجب لزومها ويمثلها الآن الدولة بمؤسساتها؛ ذلك لأن الأحاديث النبوية صرحت بهذا المفهوم، قال رسول الله ﷺ: «يدُ الله على الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم؛ فإنه من شذَّ شذَّ فى النار» (أخرجه الحاكم)، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أمتى لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم» (أخرجه ابن ماجه). وعن معنى لزوم الجماعة، أوضح أن الاجتماع قد يكون حسيًّا كاجتماع الناس فى مكانٍ ما، وقد يكون معنويًّا كاجتماع الأمَّة على الإيمان بالله ورسوله فى رابطة إيمانية تتجاوز المكان، بل قد تتجاوز الزمان بالتواصل مع الأمة عبر التاريخ، وتقدير منزلة هذا التاريخ فى إطار المرجعية، قال الإمام الشافعى: «معنى أمر النبى ﷺ بلزوم جماعة المسلمين: لزوم ما عليه جماعتهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما، ومن قال بما تقول به جماعة المسلمين - أهل السنة والجماعة - فقد لزم جماعتهم، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمين فقد خالف جماعتهم التى أمر بلزومها»، أى أنه لم يعتبر الاشتراك فى المكان دليلا على الانتماء للجماعة؛ بل يجب إظهار الموالاة لله ورسوله والرضا بمرجعية الشرع فى الأمور على درجاتها وعلى درجات الأحكام. وأشار المفتى إلى أن هناك أوامر شرعية تأمرنا بعدم مفارقة الجماعة، فقد قال النبى ﷺ: «من رأى من أميره شيئًا يكرهه، فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرًا فيموت إلا مات ميتة جاهلية» أخرجه البخارى، وقال أيضًا: «من نزع يدًا من طاعة لم تكن له حجة يوم القيامة ومن مات مفارق الجماعة؛ فإنه يموت موتة الجاهلية» (أخرجه ابن حبان). واخختم الفتوى، قائلا:"بناء على ما سبق، فإن الشرع الشريف أَمَرَنَا بلزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج عليها، حتى لو كانت النية صالحة؛ لأن هذا يؤدى إلى الفرقة والتشرذم بين المسلمين، وإحداث فتن وانتهاكات لا يعلم مداها إلا الله".

 
عودة
أعلى