الصواريخ البحرية المضادة للسفن

معمر القذافى

عضو مميز
إنضم
8 أكتوبر 2008
المشاركات
2,471
التفاعل
81 0 0
الصواريخ البحرية المضادة للسفن


المقدمة:

1. أن الصواريخ المضادة للسفن هي أسلحة حديثة الظهور نسبياً وقد لجأت معظم بحـــريات العالم إلــــى الاعتماد عليها حيث أثبتت فاعلية قتالية عالية ومصدر تهديد خطير لخطـوط مواصلات العدو وأهدافه وقواعده وسفنه. مما دعى الدول المختلفة إلى دراسة هذا السلاح والاستفادة من النتائج التي حققها.

2. لقد حققت الصواريخ المضادة للسفن نجاحاً كبيراً في تنفيذ واجباتها بسبب ما تتمتع به مــن
دقة إصابة،مدى كبير، قوة تدميرية، مرونة في الاستخدام وإمكانية إطلاقها مـــــــن مختلف
المنصات، وهذا ما حصل بالفعل عندما تمكنت زوارق الصواريـخ المصرية نوع كومــــار
في تشرين أول عام 1967 مـــن إغراق المدمرة الإسرائيلية ايلات.
الغاية

3. التعرف على الصواريخ المضادة للسفن ومكوناتها ومميزاتها .
نبذة تاريخية

4. لقد كان من الواضح بعد الحرب العالمية الثانية أن موازين القوى البحرية تميل لصالح الـولايات المتحدة والمعسكر الغربي تجاه الاتحاد السوفيتي السابق والكتلة الاشتراكية، حيث تمتعت البحريات الغربية بميزات كثيرة منها امتلاكها لحاملات الطائرات والقواعد البحرية والتسهيلات الكثيرة فـــــي مختلف دول العالم، كل ذلك ساهم في تطويق الاتحاد السوفيتي السابق وجعله غير قادر على فتح قطعه البحريــــــة إلا عبر بوابات يسيطر عليها الغرب، لذلك كان على السوفيت حماية سواحلهم والأهداف الحيوية في الداخل مـــــن الهجوم بالطائرات المنطلقة من حاملات الطائرات الأمريكية، من هنا ظهرت فكرة أنتاج صواريخ تطلق من منصات ساحلية لمجابهة هذا التهديد تكون مؤثرة ضمن مداها من الساحل، ولما كــان ذلك غير كافي لتغطية مديات عمل حاملات الطائرات ظهرت فكرة تسليح زوارق صغيرة بهذه الصواريخ تتمكن مـــــن التحرك والمناورة بسرعة كبيرة. وكانت المنظومة الأولى التي ظهرت في الخمسينات هي الصاروخ شــــادووك (SS-N-3) ثم ظهرت زوارق الهجوم السريع المسلحة بالصواريخ (ب-15) طراز كومار و أوســــا وكذلك ســـــــــــفن الحراسة. ودخلت هذه الزوارق الخدمة عام 1958 .
5. برزت فاعلية الصواريخ البحرية سطح - سطح في 21 تشرين أول 1967 عندما استطاع زورق مصري نوع كومار من إصابة المدمرة الاسرائيلية ايلات، وذلك أثناء تقربها من الساحل المصري قبالة بورسعيد مما أدى إلى إغراقها، فأحدث ذلك تغير في مفاهيم الأسلحة البحرية وكما يأتي:
أ‌. دخول سلاح جديد بإمكانه حسم المعركة البحرية، حيث اثبت تفوقه الحاسم على الأسـلحة التقليدية (المدفعية والطوربيد) وذلك مـــــن حيث المدى الكبير والقوة التدميرية العالية والدقة وهو ما أدى إلى زيادة أمكانية تحقيق المباغتة في المعركة البحرية.
ب‌. ظهور سلاح الصواريخ احدث تغييراً في المفاهيم البحرية السائدة، خلاصته انه بالإمكان اسـتخدام منصات بحرية صغيرة قليلة الكلفة نسبياً مسلحة بهذه الصواريخ في الصراع ضـــــد قطع بحرية اكبر ذات كلفة عالية، وانهى بذلك مفهوم ظل سائداً لفترة طويلة بأن الغلبة للســــــفينة الأكبر التي تحمل أسلحة أكثر ومدفعية ذات عيار اكبر.

6. لقد استخدمت الصواريخ المضادة للسـفن في الحروب الحديثة بكفاءة عالية واثبتت النجاحات
واحرزت ثقة القوات البحرية المختلفة فقد استخدمت في الحرب الهندية الباكســتانية وحرب
فوكلاند والحـــرب العراقية الايرانية و حرب الخليج 1991 .
مكونات الصاروخ البحري المضاد للسفن

7. بصورة عامة تتكون الصواريخ المضادة للسفن من عدد من الأجزاء الرئيــــسية، واهم هذه
الأجزاء هي:
ا .البدن. يمثل الجزء الرئيسي والذي يحتوي على جميع المكونات الرئيســـــية للصاروخ،
ويصمم البدن بأصغر حجم ممكن، ويوفر شكله وقياســــــــاته المتطلبات الايروديناميكية
والمتانة المطلوبة, أن أفضل المواد لصـــناعة البدن هي سبائك الألمنيوم والمغنيــــسيوم
الخفيفة الوزن.
ب .الطيار الآلي . وهو عبارة عن أجهزة آلية تســـــتخدم لموازنة طيران الصاروخ، ويمكن
تلخيص واجباته كــما يأتي:
أولا . موازنة الصاروخ بالنسبة لمركز الثقل.
ثانيا . تنفيذ الأوامر الصادرة من رادار التوجيه الذاتي حيث يستلم الطيار الآلي أشــــارة
السيطرة من الرادار ليرسل بدوره إشارات السيطرة لأسطح السيطرة المناسبة .
جـ. رأس التوجيه الذاتي. تعرف أجهزة التوجيه بأنها مجموعة الأجهزة التــــي توفر عملية
قيادة الصاروخ نحو الهدف. ولمعظم الصواريخ البحرية المضادة للســـــــــفن شكل من
إشـكال التوجيه النهائي، وتكون بصورة عامة أما توجيه ذاتي ايجابي أو بالأشــــعة تحت
الحمراء أو تلفزيوني وأكثرها شيوعاً هـــــو رادار التوجيه الذاتي.
د. منظومة الدفع. أن اختيار النوع المناسب من المحركات يعتمد علــــــى المدى والارتفاع
والسـرعة المصمم لأجلها الصاروخ. أما أنواع المحركات المناســـــــــــبة للصاروخ فهي
المحركات الصـــــــاروخية والتوربينات النفاثة وقد يستخدم المحرك النووي في المستقبل.
هـ. الرأس الحربي . وهو عبارة عن فراغ يحتوي على المواد المتفجرة المراد إيصالها إلـــى
الهدف لتنفجر فيه أو فوقه وقد يحتوي على حشوات مخففة لأغراض التدريب.
و . وحدة الطاقة الكهربائية. وتســـتخدم لتجهيز أجهزة الصــــاروخ (أجهزة التوازن، توجيه،
المتفجرات، أجهزة قياس الارتفاع) بالطاقة الكهربائية وتتألف من:
أولا . مصدر الطاقة الكهربائية (بطارية).
ثانيا . مجموعة السيطرة على أجهزة الصاروخ.
أنواع الصواريخ المضادة للسفن

8. يوجد أربعة أنواع من الصواريخ المضادة لسفن وهي :
ا . صواريخ سطح – سطح . تطلق من السفن الحربية مثل الصاروخ (ب –15).
ب . صواريخ جو – سطح. تطلق من الســــــمتيات البحرية والطائرات الثابتة الجناح مثل
الصاروخ اكزوسيت Am-39)) .
ج. صواريخ ساحل – سطح . ويطلق من منصات ثابتة أو متحركة على الســــــــاحل مثل
الصاروخ (Hy-2) والصاروخ اكزوسيت MM-40, MM-38) ) .
د . صواريخ تحت الماء – سطح . تطلق من الغواصات ضد سفن الســطـــح
مميزات الصاروخ المضاد للسفن

9. صممت الصواريخ المضادة للسفن لإصابة وتدمير السفن ولهذا السبب يراعى في تصميمها
واســــتخدامها عدد من المتطلبات التعبوية. وتتصف هذه الصواريخ بخواص تعبوية جعلت
منها الســــــلاح الرئيــسي في الحرب البحرية ومن هذه الخواص:
ا . مدى الإطلاق. يتراوح مدى الصواريخ من عدة كيلومترات إلـــــــــى مئات الكيلومترات،
ويعتمد المدى علـى المنصة الحاملة، وسائل ومديات الكشـف الراداري، منظومة التوجيه
الخاصــة بالصاروخ وعلى منظومة الدفع. وقد كانت صواريخ الأجيال الأولـــــــى محددة
بمدى الكشــف الراداري للزوارق والســفن الحاملة للصواريخ والذي لايزيد عـــــن عدة
عشرات مـن الكيلومترات. ألا أن تطور وسائل وأساليب التوجيه اللاحق ساعد على أطلاق
الصواريخ إلى مسافات بعيدة خارج مدى الأفق الراداري.
ب . سرعة الطيران العالية. تتميز الصواريخ البحرية بسرعة طيران عالية من شــــــأنها أن
تقلل مـن زمن الاشتباك وتحقيق المباغتة والتقليل من تأثير وسائل الدفاع الجوي المضادة.
ج. مسار الطيران الواطئ. أن مـســــــار طيران الصواريخ البحرية الحديثة لايزيد عن أمتار
قليلة فوق ســـطح الماء بعد إن تطورت وسائل ضبط الارتفاع. أن الارتفاع الواطئ يزيد
من عامل المباغتة ويقلل من تأثير الكشف ووســــــــائل الدفاع الجوي المعادية إضافة إلى
إصابة السفينة في مناطق قاتلة.
د . الدقة. بفضل تطور وسائل التوجيه الحديثة فقد أصبحت الصواريخ ذات دقة كبيرة مــــما
يجعل الإصابة شبه مؤكدة، أذا تم كل شيء بشكل صحيح .
هـ . القوة التدميرية . في الســـــابق كانت اشـــــــتباكات المدفعية تتطلب عدد من الإصابات
المباشرة لتحقيق التدمير المطلوب فــــــي الســــــفينة الهدف والإصابة بالطوربيد تتطلب
مناورات تقرب معقدة والاقتراب إلى المدى الملائم، أما الصواريخ فبســـبب دقة الإصابة
وما تحمله من مواد متفجرة ووقود وكذلك الإضــــرار الناتجة عن بقية أجزاء الصـاروخ
بعد انفجاره فإنها تحدث تدميراً كبيراً بالسفينة.
و .مرونة الاستخدام. يمكن إطلاق الصواريخ المضادة للسفن من منصات مختلفة سواء على
الساحل، من الزوارق الصغيرة، الســــــفن المختلفة الإحجام، من الســـمتيات والطائرات.
أن الصواريخ الحديثة يمكن إطلاقها بأي اتجاه نحو الهدف مما يسهل من مناورة المنصة
الحاملة.
الاستخدام ألتعرضي للصواريخ في البحر

10. يمكن أن تكون منصات الاستخدام ألتعرضي للصواريخ المضادة للسفن ( زوارق صواريخ
, سفن صواريخ , الطائرات , السمتيات والغواصات ) ., وتكون المراحل الرئيسية للمهمة
التعرضية كما يلي :
ا. الحركة من القاعدة الى منطقة العمليات ( وفيها تكون منصــــة الإطــــــلاق واهنة تجاه
التهديدات المعادية ) .
ب. مرحلة الهجوم ( في هذه الرحلة تبدأ المنـــــصات بإطلاق الصواريخ ضــــــــد أهدافها
الموجودة ضمن مدى الرادار والصاروخ لتدميرها ).
ج. العودة إلى القاعدة ( بعد تنفيذ الضربة تعود المنصات الى قواعدها ).

المراحل الأساسية للدفاع ضد الصواريخ المضادة للسفن

11. أن المراحل الأساسية للدفاع ضد الصواريخ المضادة للسفن
ا. تدمير منصات الإطلاق . وذلك بمشاغلة وتدمير منصات إطلاق الصواريخ قبل وصولها
إلى مدى الرمي . يمكن تحقيق ذلك باستخدام الطائرات أو الأسلحة بعيدة المدى للسفن .
ب .تضليل الصاروخ . يمكن أن يتم حرف الصاروخ نفســـه عن خط ســـــيره أو منعه من
وصول الهدف باســــــتخدام الحرب الالكترونية وهناك إجراءات أما أن تكون ايجابية آو
سلبية :
أولا. الإجراءات الايجابية . يمكن أن تكون ضـد رادارات توجيه الصواريخ ( التــشويش
, مولــــدات الأهداف الكاذبة ).
ثانيا. الإجراءات السلبية . وتشـــمل هذه الإجراءات ( الرقائق المعدنية , مـشاعل الأشـعة
تحت الحمراء , وسائل التضليل المسحوبة و العاكسات الرادارية ).
جـ. تدمير الصاروخ . أن الأجراء الدفاعي الأخير ضــــــد الصاروخ بعد إطلاقه هـو تدميره
باستخدام أنظمة دفاعية نقطوية ( صواريخ مقاومة الصواريخ أو المدافع الطوعية ) .


الخاتمة

12. أن الصواريخ البحرية تطورت عبر مراحل متعددة واســــــتخدمت من قبل بحريات دول
مختلفة، مما أتاح الفرصة لهذه الدول لتطوير وتحسين هذا السلاح بحيث أصبح يســـتخدم
وبكفاءة كبيرة فـــــي المعارك البحرية.
13.هناك ضرورة لتطوير تعبية استخدام الصواريخ المضادة للسفن للوصول الى تدمير أقصى
ما يمكن من الأهداف المعادية , وبنفس الوقت فمع ازدياد منظومات الصواريخ والأعــداء
المحتملين يكون من المهم تطوير دفاعات مقاومة الصواريخ للوحدات العائمة .
14.هناك منصات مختلفة لإطلاق الصواريخ المضادة للسفن منها ( السفن , الطائرات الســمتية
والمقاتلة و الغواصات ) وكل حسب الغرض من استخدامه والمدى اللازم لتدمير الهدف
مع إمكانية تجنب الكشف المعادي له .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
موضوع جيد تشكر عليه
ونتمنى جديدك
 
رد: الصواريخ البحرية المضادة للسفن

الصواريخ المضادة للسفن قوة لايستهان
 
عودة
أعلى