“قبو يوم القيامة” يبدأ العمل
ترجمة- شيماء محمد
ترجمة- شيماء محمد
يوم بعد يوم يظهر جليا أمام العالم أن الحرب في سوريا لن تؤثر كارثيا على الشعب السوري أو المنطقة العربية فقط، بل على الإنسانية بأسرها. أدت الحرب الضارية في سوريا إلي سحب بذور لأول مرة من قبو “يوم القيامة” الذي أنشئ لتخزين بذور المحاصيل الزراعية لتأمين الإمدادات الغذائية حال وقوع كارثة إنسانية.
لكن من الواضح أن الحرب في سوريا تجبر البشرية اليوم على البدء بتنفيذ خططها الاحتياطية بأسرع مما كنا نتصور.
ما هو “قبو يوم القيامة”؟
بسبب الكوارث الطبيعية والحروب الإقليمية والعالمية، أدرك العلماء أن الإنسانية بحاجة لاحتياطي آمن للزراعة للحفاظ على الحياة النباتية المرتبطة باستمرار الوجود البشري.
لذلك توصل العلماء لفكرة انشاء مخزن أو بنك عالمي لحماية وحفظ بذور النباتات من خطر الانقراض يطلق عليه “قبو يوم القيامة”، والذي تم افتتاحه عام 2008.
سبب التسمية:
أطلق عليه “قبو يوم القيامة” إشارة إلى الكوارث الاستثنائية الإقليمية أو العالمية، حيث يعمل على حماية بذور النباتات التي يمكن أن تضمن استمرارية العرق البشري مثل الفول والقمح والشعير. لذا، في حال وقوع كارثة تقضي على الزراعة، بهذه البذور يمكن إعادة إنتاج الإمدادات الغذائية. ويطلق على القبو أيضا “قبو سالفبارد العالمي للبذور”.
الموقع:
يقع قبو”يوم القيامة” على بعد 1300 كيلومترا من القطب الشمالي، في الجزيرة النرويجية “سبيتسبيرجين” في أرخبيل سفالبارد، في كهف على عمق 120 متر تحت الأرض.
واختير هذا المكان بسبب بعده عن مناطق النزاع حول العالم، وكذلك بسبب الجغرافيا الطبيعية الموجودة به، التي تجعله بمثابة ثلاجة تجميد طبيعية. يتم تخزين البذور في علب خاصة تمنع الرطوبة، وحتى في حال انقطاع الكهرباء، تبقى العينات محفوظة في درجة حرارة التجمد عدة أعوام.
التأسيس والإدارة:
تأسس قبو “يوم القيامة” على يد شركة كاري فاولر (Cary Fowler ) بالتعاون مع المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR )، وقد تم تمويل أعمال البناء، التي بلغت 9 ملايين دولار، كليا من قبل حكومة النرويج.
ويدار قبو البذور وفقا لشروط منصوص عليها في اتفاق ثلاثي بين الحكومة النرويجية وبنك المحاصيل الزراعية العالمية ومركز الموارد الوراثية لدول الشمال NordGen)).
تخزين البذور:
يحافظ القبو على مجموعة واسعة من بذور النباتات التي هي عينات مكررة من البذور المحفوظة في بنوك الجينات الموجودة في جميع أنحاء العالم في محاولة للتأمين ضد فقدان بعض العينات من هذه البذور في بنوك الجينات خلال الأزمات الواسعة، ولديه القدرة على تخزين 4.5 مليون من أصناف بذور المحاصيل الزراعية.
ضم القبو خلال السنة الأولى من افتتاحه حوالي 400 ألف عينة من البذور جاءت من أيرلندا والولايات المتحدة الأمريكية وسوريا وكولومبيا والمكسيك ووصل عدد العينات حتى الآن إلى أكثر من 860 ألف عينة من جميع دول العالم تقريبا. وتخزين البذور في القبو بالمجان.
الحرب السورية وسحب عينات لأول مرة:
لم يتخيل أحد من المعنيين بمشروع قبو سفالبارد العالمي للبذور بأنه سيرى أول عملية سحب كبرى في تاريخه والسبب لم يكن مرتبطا بكارثة طبيعية خارج سيطرة العالم بل بسبب كارثة يشترك فيها العالم وهي الحرب في سوريا.
وذكرت وكالة “رويترز” أنه بعد فشل محاولة الوصول إلى مخازنه في حلب بسبب النزاع الدائر هناك، قام مركز “إيكاردا”، وهو المركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة، بطلب جزء من مخزونه من البذور المودعة في ”قبو يوم القيامة” القطبي.
وقالت جريث إيفين، الخبيرة بوزارة الزراعة النرويجية، في حديث مع وكالة “رويتر” أن من طلب سحب البذور من القبو هو “المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة” (إيكاردا) الذي نقل مقره عام 2012 من حلب إلى بيروت بسبب الحرب.
وأضافت إيفين، ” إن “ايكاردا” طلب نحو 130 صندوقا من بين 325 صندوقا أودعها في القبو تحتوي على ما إجماليه 116 ألف عينة، مشيرة إلى أنه سيجري نقل الصناديق فور الانتهاء من الإجراءات الإدارية الخاصة بذلك
وأوضحت أنها المرة الأولى التي يجري فيها سحب مثل هذه العينات من القبو، شارحةً أن معظم التقاوي الخاصة بمجموعة حلب هي من البذور ذات الخواص المقاومة للجفاف، التي يمكنها إنتاج محاصيل تصمد أمام التغيرات المناخية في المناطق الجافة.
كما قالت إيفين لرويترز إن ايكاردا طلب نحو 130 صندوقا من بين 325 صندوقا أودعها في القبو تحتوي على ما اجماليه 116 ألف عينة وأضافت أنه سيجري نقل الصناديق فور الانتهاء من الإجراءات الإدارية الخاصة بذلك.
http://elbadil.com/2015/10/26/قبو-يوم-القيامة-يبدأ-العمل/