اللواء اركان حرب يسري عمارة
اللواء اركان حرب يسري عمارة
أجرى الحوار – محمد قاياتى
دمرنا 60% من دبابات عساف ياجوري في 30 دقيقة
- الطيران الاسرائيلي بعد 5 يونيو كان يقوم بقصفنا كل طلعة شمس حتي جعلنا نكرة الصباح.. وطلقات "الار بي جي" التي كنا نمتلكها لم تستطيع ان تتخطي مجري القناة.
- الجندي المصري استطاع ان يحمل مدفع 605 كيلو علي كتفة ليصعد خط بارليف من فرط الحماس.
بعد أكبر معارك حرب اكتوبر في اليوم الثالث للمعركة، الذي لقبته إسرائيل بالاثنين الحزين ، ففي هذا اليوم وبعد معارك ضارية بالدبابات والمدرعات ، علي بعد ثلاثة كيلو مترات من مدينة السويس استطاعت القوات المصرية علي لواء اسرائيلي كامل ، وتقدم النقيب يسري عمارة ومعه النقيب فاروق سليم والجندي محمد حسان الي احدي الحفر الرملية ، ليكتشفوا وجود 4 جنود اسرائيليون يعلنون استسلامهم للجيش المصري، وبعد ان اخرجوهم وجردوهم من أسلحتهم إكتشفوا ان من بينهم قائد مدرعات اللواء 190 العقيد عساف يا جورى.
** ونحن نحتفل بذكري 42 عاما علي نصر اكتوبر المجيد، كيف تري سيناء الآن؟
كل ما يحدث في سيناء هي مجرد عواصف رملية صغيرة لجماعات خارجة عن القانون والقوات المسلحة تؤدبها وتقضي عليها، وعلينا ان نعلم جمعيا انه طالما استمر شعار "الجيش والشعب ايد واحدة" حيا في وجدان الجماهير ، سنحمي سيناء بدمائنا وسنقف ضد الجماعات الارهابية المسلحة والجماعات الصهيونية الفاسدة
** قبل حرب اكتوبر عاشت مصر سته سنوات عصيبة كيف كانت تلك السنوات ؟
لقد كنت في الكلية الجوية عندما حدثت النكسة، وشاهدت بعيني ضرب الطائرات على أرض الكلية قبل أن يتم نقلنا إلى مدرسة ثانوية صناعية في مدينة بلبيس، وحدثت وقتها مفارقة فأثناء نقلنا في الأتوبيسات للمدرسة ظن أهل البلدة اننا سنتوجه للجبهة للقتال فأمطرونا بالورود ، لكن في المساء عندما فطنوا للحقيقة عادوا وهاجمونا، واثناء الكشف الدوري على طلبة الكلية الجوية أصبت بكيس دهني على عيني اليسرى، فكتب الطبيب "يحول إلى قسم الإدارة" بما يعني أنني لن أكون طيارا، وعندما ناقشته قال لي أنني سأصاب بحول في العينين بعد سن الأربعين، فقلت له أنه لا أحد يطير بعد الأربعين وحاولت مع زملائي إقناعه بتغيير ذلك لكنه لم يوافق، وترتب على هذا تحويلي إلى الكلية الحربية لأبدأ الدراسة من جديد
** وماذا فعلت بعد انتقالك للكلية الحربية؟
تخرجت في الدفعة 55 من الكلية الحربية في 2 يوليو 1969 والتحقت بالكتيبة 261 مشاة، وكانت بداية خدمتي في منطقة سرابيوم وعين غصين بين الاسماعيلية والسويس، ثم انتقلنا لمقر خدمتنا في قطار حربي كان يسير ببطء شديد مطفأ الأنوار، وعندما وصلنا إلى مقر الفرقة الثانية أرسلت كل كتيبة ضابطا لاستلام أفرادها الجدد، وسهرت بانتظار ضابط كتيبتي حتى جاء وكان اسمه عبد المنعم الدمرداش، ونحن في طريقنا قام طيران العدو بالضرب فنزلنا في حفرة مليئة بالطين، كان ذلك أثناء حرب الاستنزاف التي اراها حربا حقيقية متكاملة عانينا فيها كثيرا بل عانينا فيها أكثر مما عانينا في الحرب نفسها.
** ما هو وجه المعاناة في حرب الاستنزاف ؟
يكفي انها جعلتنا نكرة الصباح، فقد كان الطيران الاسرائيلي يقوم بقصفنا كل طلعة شمس، وبعد انتهائه تأخذ مدفعيته على الضفة الشرقية دورها في إمطارنا بالقذائف، لم يكن لدى مصر وقتها سلاح دفاع جوي، كما أن تسليحنا لم يكن على المستوى المناسب لصد تلك الهجمات، حتي انني كنت كقائد سرية لا امتلك سوي مدفع "آر بي جي" مداه 180 مترا بينما عرض القناة 200 متر فكانت القذائف تسقط في المياه، واستمر الوضع على ذلك النحو حتى وافق عبد الناصر على وقف إطلاق النار حتى نلتقط انفاسنا ونستكمل تسليحنا
** معني هذا ان وقف حرب الاستنزاف كان معناه يأس من القدرات التسليحية للجيش المصري؟
ليس الي هذا الحد فقد وجهنا إليهم ضربات قوية، وقتها كان قائد كتيبتنا الرائد عبد الله عمران قد اتفق مع القيادة في 29 ديسمبر 1969 على أننا يجب أن نقوم بعمل بطولي يخبر العالم أننا ما زلنا أحياء، فتم الاتفاق على العبور لشرق القناة واصطياد أسرى، وبالفعل عبرت مجموعة من الكتيبة للضفة الشرقية وقامت بحفر حفر للاختباء إلى أن أخبرناهم بقدوم دورية صهيونية قادمة من الشمال للجنوب ، ونجحت العملية وتوجت بأسر ضابط إسرائيلي شهير هو "دان أفيدان شمعون" الذي كان بطل الجيش الصهيوني في المصارعة وفيما بعد صار قياديا كبيرا بالموساد، وردا على العملية أرسل العدو طائراته لقصفنا لكن نجحت المجموعة في نقل الأسير إلى الضفة الغربية، ومن الطريف وقتها أن ذلك الأسير كلما سأل أحدا منا عن اسمه كنا نجيبه "جمال عبد الناصر".
** وكيف بدأت المعركة؟
كانت لحظات لا تنسى، انطلق الطيران وحلق على ارتفاع منخفض متوجها لقصف العدو على الضفة الشرقية، وتحركنا نحن باتجاه القناة للعبور حاملين القوارب المطاطية، وأثناء عودة طائراتنا بعد انتهاء القصف كانت تنخفض تحية للجنود المتوجهين للعبور، عندما وصلنا الضفة كانت الموجة الأولى قد عبرت ورفعت العلم على الضفة الشرقية للقناة، ومن شدة فرحة الجنود عندما وصلوا الضفة الشرقية تركوا القوارب المطاطية وانطلقوا للهجوم على العدو، ومن العجائب التى وقعت أثناء العبور أنه رغم أن جنود العدو في النقاط الحصينة لخط بارليف كانوا يمطروننا بالرصاص لكن أيا من رصاصهم لم يصب ولا قارب واحد من القوارب المطاطية التى عبرنا فيها، ومن العجائب التى تؤكد أن الله تعالى كان يشملنا بعنايته أن السرية التى كنت أقودها كانت تحمل على قواربها 10 مدافع منها 4 مدافع وزن الواحد منها 82 كيلو، و6 مدافع أخرى وزن الواحد منها 605 كيلو.
** كل تلك الاوزان صعدتم بها الساتر الرملي؟
لقد كان صعودنا بهم لخط بارليف أمرا شاقا جدا، فقد تقدمت السرية على طريق الصعود لأرى كيف يمكن الوصول إلى ارتفاع الـ 22 مترا بتلك المدافع الثقيلة التى يصل وزن أحدها إلى 605 كيلو، وكان لافتا أن الجنود في عز القصف والحرب لم يتخلوا عن روح الدعابة وإطلاق النكات، وصدقني لا أعلم حتى الآن كيف تم رفع تلك المدافع لذلك الارتفاع ثم نصبها وتجهيزها للضرب، لدرجة أنني بعد حوالي عام من العبور قمت مع بعض الزملاء بعمل تجربة على الضفة الشرقية للقناة لنرى كيف صعد الجنود بالمدافع على الساتر الترابي، وأخذنا سيارة ومدفعا من نفس النوع لكننا لم نستطع الوصول به لذلك الارتفاع.
** وماذا عن عملية أسر القائد الصهيوني عساف ياجوري؟
في يوم 8 أكتوبر، اليوم الذي تسميه إسرائيل الاثنين الحزين لأنها خسرت فيه مدرعات كثيرة على يد الجنود المصريين، تقدم اللواء 190 المدرع الإسرائيلي بغرض النفاذ إلى نقطة الفردان واحتلالها لأنها نقطة قوية وحصينة ومهمة استراتيجيا، وكنت أنا في اللواء الرابع الذي كان يقوده العقيد حمدي الحديدي، قمنا بعمل كماشة على حرف (U) للمدرعات الصهيونية، وفتحنا عليها النيران فتم تدمير أكثر من 60% من اللواء المدرع الإسرائيلي الذي حاول تنفيذ الهجوم وذلك في أقل من نصف ساعة.
** وكيف وجدت عساف ياجوري وسط هذا الحطام؟
بعد هدوء الانفجارات ركبنا مركباتنا بغرض التوغل في سيناء حيث كان الهدف في ذلك اليوم هو التوغل حتى عمق 9 كيلومترات في سيناء، وكنت فوق إحدى المدرعات يقودها النقيب الشهيد فاروق سليم، فجأة وجدت دماء غزيرة على ملابسي فاكتشفت أنني أصبت في يدي دون أن أشعر، نظرت إلى جانب الطريق الذي كنا نسير فوقه فوجدت جنديا إسرائيليا يصوب سلاحه نحوي، وأنا كان معي سلاحي لكني بتلقائية قفزت وجريت نحوه بسرعة ونزعت خزنة سلاحي الآلي وضربته بها فوق رأسه، وسقطت إلى جواره، في تلك الأثناء سمعت أحد الجنود المصريين يهتف بي محذرا من وجود جنود صهاينة آخرين، تولى هو التعامل معهم وكان جنديا من أسوان اسمه محمد حسان، استشهد في يوم 14 أكتوبر، اقتربنا بسرعة من الحفرة التى كان يختبىء بها الجنود الإسرائيليون فصاحوا يطالبوننا بعدم قتلهم معلنين استسلامهم، وكان من بينهم شخص يبدو من ملامحه وهيئته أنه قائد، قمنا بأسرهم ونزع سلاحهم، وكان هذا القائد هو عساف يا
** هل مخطط الشرق الاوسط الجديد ما زال قيد التنفيذ؟
المخطط منشور في مجلة القوة العسكرية في منتصف عام 2013، ولكن الفكرة نفسها تم وضعها في 2003 في الدستور العراقي، من خلال انشاء ثلاثة دويلات طائفية، فدويلات الكردستان والسنستان والشيعستان ثلاثة كيانات طائفية ستقضي نهائيا علي مخطط "سايكس- بيكو" الذي تم تاسيسة عام 1916، لذلك الجميع يعلم جيدا ان سقوط بغداد علي يد الجماعات المسلحة سيكون نواه لشرق اوسط جديد.
** البعض كان يؤكد علي ان مصر كانت جزء من مخطط التقسيم؟
هذا صحيح.. وتنظيم "داعش" لم يظهر الي الوجود بهذه القوة الا بعد سقوط الاخوان المسلمين في مصر، فمصر كانت جزء من مخطط التقسيم لولا ثورة الشعب المصري في 30 يونيو.
اللواء اركان حرب يسري عمارة
أجرى الحوار – محمد قاياتى
دمرنا 60% من دبابات عساف ياجوري في 30 دقيقة
- الطيران الاسرائيلي بعد 5 يونيو كان يقوم بقصفنا كل طلعة شمس حتي جعلنا نكرة الصباح.. وطلقات "الار بي جي" التي كنا نمتلكها لم تستطيع ان تتخطي مجري القناة.
- الجندي المصري استطاع ان يحمل مدفع 605 كيلو علي كتفة ليصعد خط بارليف من فرط الحماس.
بعد أكبر معارك حرب اكتوبر في اليوم الثالث للمعركة، الذي لقبته إسرائيل بالاثنين الحزين ، ففي هذا اليوم وبعد معارك ضارية بالدبابات والمدرعات ، علي بعد ثلاثة كيلو مترات من مدينة السويس استطاعت القوات المصرية علي لواء اسرائيلي كامل ، وتقدم النقيب يسري عمارة ومعه النقيب فاروق سليم والجندي محمد حسان الي احدي الحفر الرملية ، ليكتشفوا وجود 4 جنود اسرائيليون يعلنون استسلامهم للجيش المصري، وبعد ان اخرجوهم وجردوهم من أسلحتهم إكتشفوا ان من بينهم قائد مدرعات اللواء 190 العقيد عساف يا جورى.
** ونحن نحتفل بذكري 42 عاما علي نصر اكتوبر المجيد، كيف تري سيناء الآن؟
كل ما يحدث في سيناء هي مجرد عواصف رملية صغيرة لجماعات خارجة عن القانون والقوات المسلحة تؤدبها وتقضي عليها، وعلينا ان نعلم جمعيا انه طالما استمر شعار "الجيش والشعب ايد واحدة" حيا في وجدان الجماهير ، سنحمي سيناء بدمائنا وسنقف ضد الجماعات الارهابية المسلحة والجماعات الصهيونية الفاسدة
** قبل حرب اكتوبر عاشت مصر سته سنوات عصيبة كيف كانت تلك السنوات ؟
لقد كنت في الكلية الجوية عندما حدثت النكسة، وشاهدت بعيني ضرب الطائرات على أرض الكلية قبل أن يتم نقلنا إلى مدرسة ثانوية صناعية في مدينة بلبيس، وحدثت وقتها مفارقة فأثناء نقلنا في الأتوبيسات للمدرسة ظن أهل البلدة اننا سنتوجه للجبهة للقتال فأمطرونا بالورود ، لكن في المساء عندما فطنوا للحقيقة عادوا وهاجمونا، واثناء الكشف الدوري على طلبة الكلية الجوية أصبت بكيس دهني على عيني اليسرى، فكتب الطبيب "يحول إلى قسم الإدارة" بما يعني أنني لن أكون طيارا، وعندما ناقشته قال لي أنني سأصاب بحول في العينين بعد سن الأربعين، فقلت له أنه لا أحد يطير بعد الأربعين وحاولت مع زملائي إقناعه بتغيير ذلك لكنه لم يوافق، وترتب على هذا تحويلي إلى الكلية الحربية لأبدأ الدراسة من جديد
** وماذا فعلت بعد انتقالك للكلية الحربية؟
تخرجت في الدفعة 55 من الكلية الحربية في 2 يوليو 1969 والتحقت بالكتيبة 261 مشاة، وكانت بداية خدمتي في منطقة سرابيوم وعين غصين بين الاسماعيلية والسويس، ثم انتقلنا لمقر خدمتنا في قطار حربي كان يسير ببطء شديد مطفأ الأنوار، وعندما وصلنا إلى مقر الفرقة الثانية أرسلت كل كتيبة ضابطا لاستلام أفرادها الجدد، وسهرت بانتظار ضابط كتيبتي حتى جاء وكان اسمه عبد المنعم الدمرداش، ونحن في طريقنا قام طيران العدو بالضرب فنزلنا في حفرة مليئة بالطين، كان ذلك أثناء حرب الاستنزاف التي اراها حربا حقيقية متكاملة عانينا فيها كثيرا بل عانينا فيها أكثر مما عانينا في الحرب نفسها.
** ما هو وجه المعاناة في حرب الاستنزاف ؟
يكفي انها جعلتنا نكرة الصباح، فقد كان الطيران الاسرائيلي يقوم بقصفنا كل طلعة شمس، وبعد انتهائه تأخذ مدفعيته على الضفة الشرقية دورها في إمطارنا بالقذائف، لم يكن لدى مصر وقتها سلاح دفاع جوي، كما أن تسليحنا لم يكن على المستوى المناسب لصد تلك الهجمات، حتي انني كنت كقائد سرية لا امتلك سوي مدفع "آر بي جي" مداه 180 مترا بينما عرض القناة 200 متر فكانت القذائف تسقط في المياه، واستمر الوضع على ذلك النحو حتى وافق عبد الناصر على وقف إطلاق النار حتى نلتقط انفاسنا ونستكمل تسليحنا
** معني هذا ان وقف حرب الاستنزاف كان معناه يأس من القدرات التسليحية للجيش المصري؟
ليس الي هذا الحد فقد وجهنا إليهم ضربات قوية، وقتها كان قائد كتيبتنا الرائد عبد الله عمران قد اتفق مع القيادة في 29 ديسمبر 1969 على أننا يجب أن نقوم بعمل بطولي يخبر العالم أننا ما زلنا أحياء، فتم الاتفاق على العبور لشرق القناة واصطياد أسرى، وبالفعل عبرت مجموعة من الكتيبة للضفة الشرقية وقامت بحفر حفر للاختباء إلى أن أخبرناهم بقدوم دورية صهيونية قادمة من الشمال للجنوب ، ونجحت العملية وتوجت بأسر ضابط إسرائيلي شهير هو "دان أفيدان شمعون" الذي كان بطل الجيش الصهيوني في المصارعة وفيما بعد صار قياديا كبيرا بالموساد، وردا على العملية أرسل العدو طائراته لقصفنا لكن نجحت المجموعة في نقل الأسير إلى الضفة الغربية، ومن الطريف وقتها أن ذلك الأسير كلما سأل أحدا منا عن اسمه كنا نجيبه "جمال عبد الناصر".
** وكيف بدأت المعركة؟
كانت لحظات لا تنسى، انطلق الطيران وحلق على ارتفاع منخفض متوجها لقصف العدو على الضفة الشرقية، وتحركنا نحن باتجاه القناة للعبور حاملين القوارب المطاطية، وأثناء عودة طائراتنا بعد انتهاء القصف كانت تنخفض تحية للجنود المتوجهين للعبور، عندما وصلنا الضفة كانت الموجة الأولى قد عبرت ورفعت العلم على الضفة الشرقية للقناة، ومن شدة فرحة الجنود عندما وصلوا الضفة الشرقية تركوا القوارب المطاطية وانطلقوا للهجوم على العدو، ومن العجائب التى وقعت أثناء العبور أنه رغم أن جنود العدو في النقاط الحصينة لخط بارليف كانوا يمطروننا بالرصاص لكن أيا من رصاصهم لم يصب ولا قارب واحد من القوارب المطاطية التى عبرنا فيها، ومن العجائب التى تؤكد أن الله تعالى كان يشملنا بعنايته أن السرية التى كنت أقودها كانت تحمل على قواربها 10 مدافع منها 4 مدافع وزن الواحد منها 82 كيلو، و6 مدافع أخرى وزن الواحد منها 605 كيلو.
** كل تلك الاوزان صعدتم بها الساتر الرملي؟
لقد كان صعودنا بهم لخط بارليف أمرا شاقا جدا، فقد تقدمت السرية على طريق الصعود لأرى كيف يمكن الوصول إلى ارتفاع الـ 22 مترا بتلك المدافع الثقيلة التى يصل وزن أحدها إلى 605 كيلو، وكان لافتا أن الجنود في عز القصف والحرب لم يتخلوا عن روح الدعابة وإطلاق النكات، وصدقني لا أعلم حتى الآن كيف تم رفع تلك المدافع لذلك الارتفاع ثم نصبها وتجهيزها للضرب، لدرجة أنني بعد حوالي عام من العبور قمت مع بعض الزملاء بعمل تجربة على الضفة الشرقية للقناة لنرى كيف صعد الجنود بالمدافع على الساتر الترابي، وأخذنا سيارة ومدفعا من نفس النوع لكننا لم نستطع الوصول به لذلك الارتفاع.
** وماذا عن عملية أسر القائد الصهيوني عساف ياجوري؟
في يوم 8 أكتوبر، اليوم الذي تسميه إسرائيل الاثنين الحزين لأنها خسرت فيه مدرعات كثيرة على يد الجنود المصريين، تقدم اللواء 190 المدرع الإسرائيلي بغرض النفاذ إلى نقطة الفردان واحتلالها لأنها نقطة قوية وحصينة ومهمة استراتيجيا، وكنت أنا في اللواء الرابع الذي كان يقوده العقيد حمدي الحديدي، قمنا بعمل كماشة على حرف (U) للمدرعات الصهيونية، وفتحنا عليها النيران فتم تدمير أكثر من 60% من اللواء المدرع الإسرائيلي الذي حاول تنفيذ الهجوم وذلك في أقل من نصف ساعة.
** وكيف وجدت عساف ياجوري وسط هذا الحطام؟
بعد هدوء الانفجارات ركبنا مركباتنا بغرض التوغل في سيناء حيث كان الهدف في ذلك اليوم هو التوغل حتى عمق 9 كيلومترات في سيناء، وكنت فوق إحدى المدرعات يقودها النقيب الشهيد فاروق سليم، فجأة وجدت دماء غزيرة على ملابسي فاكتشفت أنني أصبت في يدي دون أن أشعر، نظرت إلى جانب الطريق الذي كنا نسير فوقه فوجدت جنديا إسرائيليا يصوب سلاحه نحوي، وأنا كان معي سلاحي لكني بتلقائية قفزت وجريت نحوه بسرعة ونزعت خزنة سلاحي الآلي وضربته بها فوق رأسه، وسقطت إلى جواره، في تلك الأثناء سمعت أحد الجنود المصريين يهتف بي محذرا من وجود جنود صهاينة آخرين، تولى هو التعامل معهم وكان جنديا من أسوان اسمه محمد حسان، استشهد في يوم 14 أكتوبر، اقتربنا بسرعة من الحفرة التى كان يختبىء بها الجنود الإسرائيليون فصاحوا يطالبوننا بعدم قتلهم معلنين استسلامهم، وكان من بينهم شخص يبدو من ملامحه وهيئته أنه قائد، قمنا بأسرهم ونزع سلاحهم، وكان هذا القائد هو عساف يا
** هل مخطط الشرق الاوسط الجديد ما زال قيد التنفيذ؟
المخطط منشور في مجلة القوة العسكرية في منتصف عام 2013، ولكن الفكرة نفسها تم وضعها في 2003 في الدستور العراقي، من خلال انشاء ثلاثة دويلات طائفية، فدويلات الكردستان والسنستان والشيعستان ثلاثة كيانات طائفية ستقضي نهائيا علي مخطط "سايكس- بيكو" الذي تم تاسيسة عام 1916، لذلك الجميع يعلم جيدا ان سقوط بغداد علي يد الجماعات المسلحة سيكون نواه لشرق اوسط جديد.
** البعض كان يؤكد علي ان مصر كانت جزء من مخطط التقسيم؟
هذا صحيح.. وتنظيم "داعش" لم يظهر الي الوجود بهذه القوة الا بعد سقوط الاخوان المسلمين في مصر، فمصر كانت جزء من مخطط التقسيم لولا ثورة الشعب المصري في 30 يونيو.
http://www.anntv.tv/new/showsubject.aspx?id=118228#.ViDp1Cv2SDs