مجلة أمريكية: الشرق الأوسط 2015 يشبه أوروبا 1914

H.N.A 95

عضو مميز
إنضم
22 مارس 2015
المشاركات
3,271
التفاعل
6,381 0 0
عند النظر إلى الأحداث المتتالية في سوريا، من السهل بدرجة مخيفة أن نرى كيف انزلقت النخب السياسية عام 1914 إلى الحرب العالمية الأولى وهم يعتقدون أنهم يحققون مجموعة معقولة من المصالح الوطنية.

قد تبدو أوجه الشبه بعيدة كل البعد عن الدقة. فالتحالفات التي تربط اللاعبين في الشرق الأوسط اليوم ليست متشابكة بالدرجة المعقدة التي سادت أوائل القرن الـ20 في أوروبا.

ولم تكن آلة تعبئة الحرب بمثل تلك الصرامة.

وبطبيعة الحال، إن قادة اليوم لديهم النموذج الوقائي للحرب العالمية الأولى: فهم يعرفون مزالق التصعيد والعواقب المأساوية للحرب، برغم أن الناس لا ينتبهون دوماً إلى دروس الماضي.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب الصحفي "فريد كابلان" في مقال تحليلي نشرته مجلة "سليت" الأمريكية المختصة بالعلاقات الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية، أن الشرق الأوسط يواجه اليوم وضعاً خطيراً كالذي واجهته أوروبا منذ 101 سنة، حيث يلتهمه العنف المصحوب بمزيج من الأنظمة الضعيفة والميليشيات الانتحارية والمتمردين لحسابهم الخاص من مختلف الأيديولوجيات، وكل فصيل يتلقى الدعم (أو التسليح المباشر) من قوى أكبر، منها ما اشتبك في حروب بالوكالة، ومنها من اندفع بمشاركة محدودة النطاق (مع نجاح محدود).

ولا يحتاج المرء لخيال جامح ليتصور الشرارة الأولى التي ستؤدي إلى إشعال الحرب، على غرار حادث اغتيال الأرشيدوق فرديناند الذي أشعل الحرب العالمية الأولى.

وهنا يسلط الكاتب الضوء على مجموعة من العناصر:
بدأ الرئيس أوباما الضربات الجوية ضد داعش قبل عام، بهدف تركيز الجهود في العراق مع وضع سوريا في الخلفية. عندما ثبت عدم جدوى هذه الخطة (لأن داعش تجذرت في سوريا)، بدأ تدريب وتجهيز بعض المتمردين "المعتدلين"، حتى يقول لقادة المنطقة السنية أنه يفعل شيئاً حيال سوريا. جاءت هذه الخطة بنتائج عكسية عندما تعرض هؤلاء المتمردين المتدربين للضرب على أرض المعركة وتقلص عددهم، كما دمرت صواريخ كروز روسية مستودع أسلحة لهم تموله وكالة المخابرات المركزية في جنوب سوريا.

كل هذا يضع أوباما في مأزق، بحسب الكاتب، متساءلاً: هل يتراجع أو يلجأ إلى سياسة الانتظار والترقب لتجنب تصعيد الصراع، أو يرقى إلى مستوى التحدي بإرسال مزيد من الموارد على هيئة بعثة وهو الشيء الذي لم يسبق أن رآه خطوة حيوية؟ يخاطر الخيار الأول بتنفير الحلفاء، الذين ينادون بالتزام ملموس من جانب أمريكا (بينما يهربون في بعض الحالات من رؤية جنودهم وهم ملطخين بالدماء). أما الخيار الثاني، فيزيد من مخاطر إشعال حرب مع روسيا.

بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطائرات ودبابات، وربما قوات من "المتطوعين"، في الأسابيع الأخيرة، للمساعدة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعتبر حليفه السياسي العسكري الوحيد خارج الاتحاد السوفياتي السابق.

في الأيام الأخيرة، مضى بوتين إلى مدى أبعد في خطته وأطلق صواريخ كروز- 26 منها يوم الأربعاء فقط- من سفن على بعد 1000 ميل في بحر قزوين، ويُقال أنها لم تضرب عدداً قليلاً من أهداف داعش فحسب، وإنما أيضاً بعض الجماعات المتمردة "المعتدلة" التي تدعمها الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة.
بوتين يحفر لنفسه حفرة
لكن من الممكن أيضاً أن يكون بوتين- الذي يُصوَّر دائماً على أنه ساحر استراتيجي (من قِبَل بعض كتاب الأعمدة والنواب الأمريكيين، بحماس لا يقل عن فريق العلاقات العامة الخاص به)- قد حفر لنفسه حفرة، وفقاً للكاتب. على المستوى الفني، لم يقم الجيش الروسي بتنفيذ عمليات جو أرض طويلة لسنوات عديدة، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى معرفته بطريقة تنفيذها.

ذكرت وكالة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية مؤخراً (وهو ما أكده مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للكاتب بصورة شخصية) أن أربعة صواريخ كروز روسية تحطمت في الأراضي الإيرانية وهي في طريقها إلى سوريا.

ومن غير المعروف حتى الآن كم عدد الصواريخ الـ22 الآخرين التي أصابت أهدافها بالفعل داخل سورية وعدد تلك التي انحرفت ربع ميل أو نحو ذلك عن مسارها. (يمتلك الروس أنظمة توجيه صواريخ بدائية مقارنةً بالنماذج الأكثر تطوراً الموجهة بالأقمار الصناعية في الولايات المتحدة). وإذا حدث واصطدمت بعض الصواريخ الروسية، ربما غدا أو بعد غد، بقاعدة أمريكية في العراق؟ فماذا ستكون النتيجة؟

لغز روسيا بوتين
النتيجة محض لغز كما يحدث غالباً مع روسيا بوتين. في الأسبوع الماضي، عبرت طائرتان روسيتان المجال الجوي التركي [عمداً]، وفقا لمسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية. واشتبكت إحدى الطائرتين في سلوك "استفزازي" مع الطائرات التركية التي اندفعت بعيداً في الجو.

وكادت طائرتان روسيتان على الأقل أن تصطدما مع طائرات أمريكية بدون طيار للمراقبة؛ إحداهما ربما عن طريق الخطأ بينما تعمدت الأخرى تعقب الطائرة بدون طيار.

ماذا لو حدث هذا مرة أخرى وأسقط الأتراك طائرة روسية أو قام الروس بإسقاط طائرة تركية؟ إن تركيا عضو بالناتو، ويمكنها استدعاء المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي وتطلب المساعدة من الدول المتحالفة معها. لذا فإن احتمالات الأخطاء وسوء التقدير- أو التحديات المتعمدة الغريبة- لا حدود لها.

في 1 أكتوبر، قدم مسؤولون في البنتاغون لنظرائهم الروس "مذكرة تفاهم"، لوضع الترددات الخاصة بالاتصالات اللاسلكية للطيارين الأمريكيين من المعلومات الأساسية لتقليل احتمالات تداخل أي من الجانبين في عمليات الآخر.

وهذا إجراء تقليدي عندما تطير دولتان أو أكثر- أصدقاء، أعداء، أو غير ذلك- في نفس المجال الجوي. ولكن لم يرد الروس على مذكرة التفاهم حتى الآن.

إلى جانب حماية نظام الأسد أو تعزيز موطئ قدم لروسيا في سوريا بحيث تلعب دوراً في اختيار خليفة الأسد إذا تم خلعه بطريقة أو بأخرى، لا تزال أهداف بوتين غير واضحة. ونظراً لحالة التكنولوجيا العسكرية الروسية (التي تتخلف عن الأمريكية بعشر سنوات) وقلة الخبرة الروسية في عمليات القتال عالية الإيقاع وعدم قدرتها على إرسال العديد من القوات البرية (استحالة نقل جنود وربما تتذمر القوات الخاصة أو لا تزال في مقرها بشرق أوكرانيا)، لا يمكن لبوتين إبقاء هذا الأمر لفترة طويلة جداً.

ويتوقع بعض المتخصصين الإقليميين أن تأتي الضربات الجوية بنتائج عكسية، بما يؤدي إلى تأجيج المزيد من الجهاديين ودفعهم إلى ساحة المعركة وربما يتطرف المتمردون "المعتدلون" الذين ضربت روسيا معاقلهم.

وبالمثل، ليس من الواضح تماماً ما هي أهداف الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد الكاتب. وهنا يشير فريد كابلان إلى الحلقة الأولى من مسلسل Homeland "الوطن" هذا الموسم، يقوم بيتر كوين، الذي أمضى السنتين الماضيتين في قتل الجهاديين في سوريا، بإلقاء محاضرات لفريق من المحللين بوكالة المخابرات المركزية. يسأله أحدهم: "هل تعمل استراتيجيتنا بنجاح؟" فيرد كوين: "أي استراتيجية؟ قل لي ما هي استراتيجيتنا، أقل لك ما إذا كانت تعمل بنجاح". تغرق الغرفة في الصمت، وأظن أنه إذا كان هذا المشهد جزءاً من واقع الحياة، لغرقت الغرفة في الصمت أيضاً.

هدف الإدارة الأمريكية الأوسع
وأوضح فريد كابلان أن هدف إدارة أوباما الأوسع هو هزيمة داعش مع فرض ضغوط دبلوماسية وعسكرية قد تؤدي إلى إسقاط الأسد من السلطة والتحول إلى حكومة سورية جديدة لا تقتل شعبها. المشكلة هي صعوبة تحقيق أي من هذين الهدفين، بل يستحيل عمليا (وربما منطقيا) تحقيق الهدفين معا.

وبحسب فريد كابلان، تتطلب هزيمة داعش حملة مشتركة تشنها عدة قوى في المنطقة (دول وجيوش وميليشيات)، بما في ذلك إيران وربما الجيش السوري.

صحيح أن وحشية الأسد ضد شعبه هي التي ولّدت السخط الذي استغلته داعش وأن الحرب الأهلية الناجمة تركت فراغاً في السلطة والمؤسسات شغلته داعش بدهاء. لكن هناك حاجة على المدى القصير إلى الأسد، أو أي شخص قادر على قيادة جيشه، لسحق داعش وخاصة في ظل تردد أطراف أخرى ذات مصلحة في عمل ما هو أكثر من ذلك، لأسباب مختلفة. (فالولايات المتحدة لن ترسل قوات برية، وتعتبر تركيا الأكراد خطراً أكبر من داعش، وستفعل الدول العربية والخليجية السُنيّة الكثير إذا كان قتال داعش يعني تقوية إيران وميليشياتها الشيعية).

وفي الوقت نفسه، تكبح إدارة أوباما نفسها عن التعاون العلني مع إيران أو سوريا، ويرجع ذلك جزئياً لأسباب سياسية واضحة، منها رغبتها في تجنب إغضاب حلفائها السُنّة، وعدم رغبة إيران وسوريا التعاون مع أمريكا، أو إظهار تعاونهما مع أمريكا.

هذا هو المصدر الرئيسي لقوة داعش، بحسب الكاتب، والتي لولاها لحصدت الهزيمة من القوة المشتركة لأعدائها الذين يخشى معظمهم بعض الكيانات الأخرى المناهضة لداعش أكثر مما يخافون داعش نفسها. ولن يمتلك أوباما والأعضاء الآخرين في تحالفه أي استراتيجية حقيقية حتى يدركوا كيفية التغلب على هذه المشكلة؛ بمعنى وضع خطة وتمهيد الطريق نحو الوحدة: وحدة التكتيكات العملياتية على الأقل، إن لم تكن وحدة الأهداف النهائية.

يشجب بعض نقاد أوباما مقاومته للتشابكات العسكرية التي قد تتصاعد خارج نطاق السيطرة. ولكن في منطقة تعاني من أشياء كثيرة خارج السيطرة، وحيث تتواجد الكثير من الفصائل المسلحة ذات المصالح المتقاربة والمتضاربة، يُفضل رئيس مقاوِم عن ذلك الذي يؤكد القوة الأمريكية بتبجح غير مبرر أو ينظر إلى الخطوات الروسية الأخيرة من خلال عدسة الحرب الباردة.

إفلاس الإمبراطورية الروسية
وبرغم ما يبدو عليه اختيال بوتين الإمبراطوري، فإن الإمبراطورية السوفياتية أفلست منذ وقت طويل. وسوريا هي الدولة الوحيدة خارج الاتحاد السوفياتي السابق التي تتحالف مع روسيا عسكرياً وتضم ما يشبه قاعدة روسية، وكان على بوتين أن يهب لمساعدتها لأنها كانت على وشك الانهيار.
في الوقت نفسه، يرى فريد كابلان أنه لا يمكن للغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، أن ينظر إلى النزاع السوري على أنه ثأر دموي غامض ينبغي تجاهله، مشيراً إلى أنه كان من الممكن النظر إلى النزاع من هذه الزاوية منذ عدة أشهر، ولكن لا يمكن الآن بالنظر إلى سعي 4 ملايين سوري إلى طلب اللجوء في أوروبا، وهو ما أثار أزمة إنسانية واقتصادية وسياسية في جميع أرجاء القارة. يفر البعض من الأسد، ويفر البعض الآخر من داعش، ولكن يفر معظمهم من الحرب.

لذا، يرى الكاتب ضرورة وقف الحرب، أو على الأقل الحد من نطاقها بشكل كبير، معتبراً ذلك الهدف الرئيسي للاستراتيجية التي ستتبعها أي قوة خارجية، مهما كانت التنازلات الجيوسياسية المترتبة عليها. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تُوجَّه جميع العمليات التكتيكية نحو تقليل الحوادث والتقديرات الخاطئة التي يمكن توسّع نطاق الحرب أو تشعل العنف. بعبارة أخرى، يجب إخماد وميض اللهب الأول الذي يمكن أن يكرر نمط الحرب العالمية الأولى.

http://24.ae/mobile/article.aspx?ArticleId=193069
 
إفهمها يا عمي ما خلاص اللعبة إنكشفت هي بداية نهاية للشرق الاوسط حرب كونية تالتة
 
مقال رائع شكرا لنقله لنا

اتفق مع الكاتب انه لا احد يعلم حقيقة ما هي اهداف امريكا او ما هي استراتيجيتها و من خلفها الغرب فهم يقولون و يشددون و يهددون و لم نري شيء ملموس علي ارض الواقع حتي بعد استخدام الكيماوي و الحشد الاعلامي و العسكري لم يحدث شيء فقط سلم الاسد كل او جزء من سلاحه الكيماوي مع وعد بضمانه روسية لعدم استخدامه مره اخري

روسيا مثلها مثل امريكا لا احد يعلم ماذا تريد تارة تظن انها تخلت عن الاسد و لان موقفها و فجاءة تجد موقف اخر هي ايضا تصرح بما لا تفعل

الكاتب ذكر شيء في المقال ان الكل الان يحتاج للاسد لمحاربة الارهاب و هذه هي وجهة النظر المصرية و جوهر الخلاف المصري السعودي

فالسعودية و من خلفها تركيا و قطر يتم التصميم علي رحيل الاسد الان و فورا

اما مصر و التي لم يكن لها موقف واااضح لفترة كبيرة حتي لا تغضب حلفاءها الخليجيين موقفها حاليا يتبلو حول فكرة نعم نحن بالتاكيد مع رحيل الاسد لكن اذا رحل الاسد من سيحارب الارهاب داخل سوريا لا توجد دولة في المنطقة سترسل ابناءها لسوريا و كل الجماعات في الداخل لها توجه و اهداف و ما يجمع جيش الفتح حاليا هو محاربة الاسد فعند سقوط سيتفرق الجمع مره اخري

فلماذا لا يبقي الاسد لفترة انتقالية يتم فيها القضاء علي داعش و جبهة النصرة و انشاء حكومة وطنية تشرف علي العملية الانتقالية
 
يجب ان نرفع لهم القبعه
الغايه تبرر الوسيله
خططو ونفذو
وشكرا
 
مقال رائع شكرا لنقله لنا

اتفق مع الكاتب انه لا احد يعلم حقيقة ما هي اهداف امريكا او ما هي استراتيجيتها و من خلفها الغرب فهم يقولون و يشددون و يهددون و لم نري شيء ملموس علي ارض الواقع حتي بعد استخدام الكيماوي و الحشد الاعلامي و العسكري لم يحدث شيء فقط سلم الاسد كل او جزء من سلاحه الكيماوي مع وعد بضمانه روسية لعدم استخدامه مره اخري

روسيا مثلها مثل امريكا لا احد يعلم ماذا تريد تارة تظن انها تخلت عن الاسد و لان موقفها و فجاءة تجد موقف اخر هي ايضا تصرح بما لا تفعل

الكاتب ذكر شيء في المقال ان الكل الان يحتاج للاسد لمحاربة الارهاب و هذه هي وجهة النظر المصرية و جوهر الخلاف المصري السعودي

فالسعودية و من خلفها تركيا و قطر يتم التصميم علي رحيل الاسد الان و فورا

اما مصر و التي لم يكن لها موقف واااضح لفترة كبيرة حتي لا تغضب حلفاءها الخليجيين موقفها حاليا يتبلو حول فكرة نعم نحن بالتاكيد مع رحيل الاسد لكن اذا رحل الاسد من سيحارب الارهاب داخل سوريا لا توجد دولة في المنطقة سترسل ابناءها لسوريا و كل الجماعات في الداخل لها توجه و اهداف و ما يجمع جيش الفتح حاليا هو محاربة الاسد فعند سقوط سيتفرق الجمع مره اخري

فلماذا لا يبقي الاسد لفترة انتقالية يتم فيها القضاء علي داعش و جبهة النصرة و انشاء حكومة وطنية تشرف علي العملية الانتقالية
لا شكر على واجب يا برنس
 
عودة
أعلى