جيـش المحـور المعتـاد على الهجـوم وجد نفسه في موقع الدفاع
الوضع الميداني للطرفين قبل المعركة (23ت1 - 1942 و4ت2 - 1942)
- المحور:
تعوّد جيش المحور على الاندفاعات المدرعة السريعة والمفاجئة وعملياً الهجوم المتواصل، ولكنه وجد نفسه في وضع جديد، إذ لم يعد يتمتع بغطاء جوّي كاف، وكان يعاني نقصاً في الوقود إلى الحدود الدنيا التي تتطلبها خطوط انتشاره واتصالاته، لذلك وجد نفسه في موضع الدفاع.
كذلك، فإن رومل قائد الجيش كان في ألمانيا للعلاج، وكان ميزان القوى بنسبة 2 إلى 1 لصالح مونتغمري.
كانت قوات المحور بقيادة الجنرال شتوم (56 سنة) وعديدها نحو 108.000 رجل (منهم 53000 رجل ألماني)، ولديه نحو 600 دبابة (منها 300 دبابة إيطالية م13). هذه الدبابات عرفت باسم «الكفن ذي الارتداد الذاتي» (Self-Propelled Coffin)، فقط 38 دبابة ألمانية (مارك 4) كانت تشكل توازناً مع دبابات الشيرمان التي كانت في حوزة الحلفاء. أما عدد طائرات المحور فكان 345 طائرة منها 216 ايطالية، بينما كان يتوافر للحلفاء نحو 900 طائرة انكليزية، إضافة إلى عدد من الطائرات الأميركية.
وكان للمحور نحو 24 مدفعاً فقط من عيار 88 ملم وعدد كبير من المدافع المضادة للدبابات.
كانت مواقع قوات المحور الدفاعية محمية بحزام عميق من الألغام (8 كلم عرض، و60 كلم طول) وكان لديهم نحو 2000 رجل لكل ميل من الجبهة، وهذا لم يكن له تأثير كبير بالنسبة إلى القتال في الصحراء.
النقص في الوقود كان يعني أن المدرعات ستقاتل حيث هي:
- الفرقة 21 بانزر والفرقة آريتي الإيطالية في الجنوب.
- الفرقة 15 بانزر والفرقة ليتوريو الإيطالية في الشمال.
الفرقة تريستا الإيطالية والفرقة 90 الألمانية الخفيفة احتياط في الشمال.
- الحلفاء:
ضمت قوى مونتغمري نحو 220.000 رجل و1352 دبابة من بينها 1196 في بقعة العمل الأمامية (Forward Area) منها 1201 دبابة كانت مستعدة للانطلاق ليلة23/24 تشرين الأول 1942.
كما كان لدى الانكليز 1400 مدفع مضاد للدبابات (550 مدفعاً 2 رطل، و850 مدفعاً 60 رطلاً).
كما كان لديهم 884 قطعة مدفعية (52 مدفعاً متوسطاً و832 مدفع ميدان).
يتبين أن الجيش الانكليزي الثامن كان يتجه إلى المعركة برجحان واضح على خصمه، في العتاد والرجال والقيادة، خصوصاً وأن قائده (مونتغمري) معروف بإرادته الحديدية وتفوّقه في التكتيك.
خطط العمليات وفكرة المناورة عند مونتغمري
«عندما تسلمت قيادة الجيش قلت إن هذا التكليف كان بهدف تدمير رومل وجيشه، وهذا ما يجب القيام به حالما نكون جاهزين، ونحن الآن جاهزون». قال مونتغمري ذلك في 23 تشرين الأول 1942.
كانت خطة مونتغمري المبدئية تقوم على نقطتين:
أولاً: تدمير مدرعات رومل بسرعة.
ثانياً: التعامل مع عناصره غير المدرعة على مهل.
هذه الخطة تتطابق مع الفكر العسكري السائد في ذلك الوقت، ولكن مونتغمري قرر أن يعكس هذه الطريقة ويقوم بتعديلها بعملين متزامنين:
1- احتواء سلاح العدو المدرع.
2- التعامل مع فرق مشاة العدو، وذلك بتدميرها بطريقة منهجية في مراكزها الدفاعية، وهذه الفرق غير المدرعة ستدمر بعمليات تفتيت متتابعة.
إن تحقيق هذه الخطة يتطلب مهاجمة العدو من الجانبين، والخلف، وقطع الإمدادات عنه بعمليات منظمة، ومخططة بعناية ودقة، من خلال سلسلة من القواعد الثابتة تكون بمتناول قواته.
وقد شرح مونتغمري هذه الخطة واجتمع بقادة جيشه نزولاً حتى رتبة عقيد، فشدد على وضع العدو، وركز على ضعفه، وأكد أن القتال سيكون طويلاً (كقتال الكلاب) أو «قتالاً متوازناً»، قد يستغرق أياماً، وقد تكون عشرة. ثم قدم تفاصيل عن قوة جيشه: دباباته، مدافعه وطائراته والإمدادات الهائلة التي بحوزته من الذخيرة وغيرها، وركز على عدم التخلّي عن روح المبادرة، وشدد على أن كل فرد، يجب أن يكون مشبعاً بالرغبة لقتل الألمان.
كيف سارت المعركة؟
بقيت الشكوك تساور أفكار قادة الفرق الثلاثة للفيلق الثلاثين: «فريبرغ»، «مورشيدو»، «بيانار» وقلة ثقتهم بهجوم مدرع مبكر. ففي الصحراء المفتوحة المنبسطة، من المستحيل إخفاء إشارات هجوم مقبل، ولهذا السبب قام الانكليز بوضع مخطط تمويه يجعل الألمان يعتقدون أن الهجوم سيكون على الطرف الجنوبي للجبهة من جهة الصحراء (منخفض القطارة) وقاموا بوضع أشكال دبابات ومدافع وقواعد لوجستية وخزانات نفط وأنابيب كلها خشبية ومموّهة في هذا القطاع.
يتبع .....
الوضع الميداني للطرفين قبل المعركة (23ت1 - 1942 و4ت2 - 1942)
- المحور:
تعوّد جيش المحور على الاندفاعات المدرعة السريعة والمفاجئة وعملياً الهجوم المتواصل، ولكنه وجد نفسه في وضع جديد، إذ لم يعد يتمتع بغطاء جوّي كاف، وكان يعاني نقصاً في الوقود إلى الحدود الدنيا التي تتطلبها خطوط انتشاره واتصالاته، لذلك وجد نفسه في موضع الدفاع.
كذلك، فإن رومل قائد الجيش كان في ألمانيا للعلاج، وكان ميزان القوى بنسبة 2 إلى 1 لصالح مونتغمري.
كانت قوات المحور بقيادة الجنرال شتوم (56 سنة) وعديدها نحو 108.000 رجل (منهم 53000 رجل ألماني)، ولديه نحو 600 دبابة (منها 300 دبابة إيطالية م13). هذه الدبابات عرفت باسم «الكفن ذي الارتداد الذاتي» (Self-Propelled Coffin)، فقط 38 دبابة ألمانية (مارك 4) كانت تشكل توازناً مع دبابات الشيرمان التي كانت في حوزة الحلفاء. أما عدد طائرات المحور فكان 345 طائرة منها 216 ايطالية، بينما كان يتوافر للحلفاء نحو 900 طائرة انكليزية، إضافة إلى عدد من الطائرات الأميركية.
وكان للمحور نحو 24 مدفعاً فقط من عيار 88 ملم وعدد كبير من المدافع المضادة للدبابات.
كانت مواقع قوات المحور الدفاعية محمية بحزام عميق من الألغام (8 كلم عرض، و60 كلم طول) وكان لديهم نحو 2000 رجل لكل ميل من الجبهة، وهذا لم يكن له تأثير كبير بالنسبة إلى القتال في الصحراء.
النقص في الوقود كان يعني أن المدرعات ستقاتل حيث هي:
- الفرقة 21 بانزر والفرقة آريتي الإيطالية في الجنوب.
- الفرقة 15 بانزر والفرقة ليتوريو الإيطالية في الشمال.
الفرقة تريستا الإيطالية والفرقة 90 الألمانية الخفيفة احتياط في الشمال.
- الحلفاء:
ضمت قوى مونتغمري نحو 220.000 رجل و1352 دبابة من بينها 1196 في بقعة العمل الأمامية (Forward Area) منها 1201 دبابة كانت مستعدة للانطلاق ليلة23/24 تشرين الأول 1942.
كما كان لدى الانكليز 1400 مدفع مضاد للدبابات (550 مدفعاً 2 رطل، و850 مدفعاً 60 رطلاً).
كما كان لديهم 884 قطعة مدفعية (52 مدفعاً متوسطاً و832 مدفع ميدان).
يتبين أن الجيش الانكليزي الثامن كان يتجه إلى المعركة برجحان واضح على خصمه، في العتاد والرجال والقيادة، خصوصاً وأن قائده (مونتغمري) معروف بإرادته الحديدية وتفوّقه في التكتيك.
خطط العمليات وفكرة المناورة عند مونتغمري
«عندما تسلمت قيادة الجيش قلت إن هذا التكليف كان بهدف تدمير رومل وجيشه، وهذا ما يجب القيام به حالما نكون جاهزين، ونحن الآن جاهزون». قال مونتغمري ذلك في 23 تشرين الأول 1942.
كانت خطة مونتغمري المبدئية تقوم على نقطتين:
أولاً: تدمير مدرعات رومل بسرعة.
ثانياً: التعامل مع عناصره غير المدرعة على مهل.
هذه الخطة تتطابق مع الفكر العسكري السائد في ذلك الوقت، ولكن مونتغمري قرر أن يعكس هذه الطريقة ويقوم بتعديلها بعملين متزامنين:
1- احتواء سلاح العدو المدرع.
2- التعامل مع فرق مشاة العدو، وذلك بتدميرها بطريقة منهجية في مراكزها الدفاعية، وهذه الفرق غير المدرعة ستدمر بعمليات تفتيت متتابعة.
إن تحقيق هذه الخطة يتطلب مهاجمة العدو من الجانبين، والخلف، وقطع الإمدادات عنه بعمليات منظمة، ومخططة بعناية ودقة، من خلال سلسلة من القواعد الثابتة تكون بمتناول قواته.
وقد شرح مونتغمري هذه الخطة واجتمع بقادة جيشه نزولاً حتى رتبة عقيد، فشدد على وضع العدو، وركز على ضعفه، وأكد أن القتال سيكون طويلاً (كقتال الكلاب) أو «قتالاً متوازناً»، قد يستغرق أياماً، وقد تكون عشرة. ثم قدم تفاصيل عن قوة جيشه: دباباته، مدافعه وطائراته والإمدادات الهائلة التي بحوزته من الذخيرة وغيرها، وركز على عدم التخلّي عن روح المبادرة، وشدد على أن كل فرد، يجب أن يكون مشبعاً بالرغبة لقتل الألمان.
كيف سارت المعركة؟
بقيت الشكوك تساور أفكار قادة الفرق الثلاثة للفيلق الثلاثين: «فريبرغ»، «مورشيدو»، «بيانار» وقلة ثقتهم بهجوم مدرع مبكر. ففي الصحراء المفتوحة المنبسطة، من المستحيل إخفاء إشارات هجوم مقبل، ولهذا السبب قام الانكليز بوضع مخطط تمويه يجعل الألمان يعتقدون أن الهجوم سيكون على الطرف الجنوبي للجبهة من جهة الصحراء (منخفض القطارة) وقاموا بوضع أشكال دبابات ومدافع وقواعد لوجستية وخزانات نفط وأنابيب كلها خشبية ومموّهة في هذا القطاع.
يتبع .....