خط بارليف ليس مجرد خط عادى ولكنه أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء وعنه يقول حمدى الكنيسى المراسل الحربى خلال الحرب ( فعلى امتداد الضفة الشرقية للقناة كان الخط الأول والرئيسى ، وبعده على مسافة 3 - 5 كم كان هناك الخط الثانى ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية ثم يجىء بعد ذلك وعلى مسافة من 10 - 12 كم الخط الثالث الموازى للخطين الاول والثانى وكان به تجهيزات هندسية أخرى وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية ، وكل هذه الخطوط بطول 170 كم على طول قناة السويس)
قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك:إن تصور عبور القوات المصرية إلي الضفة الشرقية للقناة يعتبر إهانة للذكاء!!.وكثيرا ما صرحموشي ديانوزير الدفاع الإسرائيلي,وحاييم بارليفرئيس الأركان أن الخط سيكون الصخرة التي تتحطم عليها عظام المصريين.وسيكون مقبرة الجيش المصري,وأن المصريين لا يعرفون أي جحيم سوف ينصب عليهم عندما يضعون أقدامهم علي الضفة الشرقية للقناة.لقد اعتقد الإسرائيليون أن خط بارليف أقوي من خط ماجينو الفرنسي الذي أقيم علي الحدود الفرنسية الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية لمجابهة أطماع هتلر
سد خزانات المواد القابلة للأشتعال
تسلل عدد من الجنود المصريين إلي الضفة الشرقية للقناة,وقاموا بسد فوهات مواسير خزانات المواد القابلة للاشتعال,والتي كانت إسرائيل تخطط لإلقائها في القناة حال حدوث محاولة للعبور لتحولها إلي لهيب نار,وقد سد المصريون الفوهات بواسطة حقن أسمنت سريع الشك ومن المعروف أن الجيش المصري استعان بعالم كيمياء الأسمنت الراحل د.رؤوف شاكر ميخائيل لتطوير الأسمنت المصري ليصبح سريع الشك لاستخدامه إبان الحرب,وكان من المستحيل تدمير مخازن المواد القابلة للاشتعال نظرا لعمقها تحت الأرض , كما أن تدميرها بالمدفعية أو القنابل كان من شأنه أن يفجرها فتعوق نيرانها عملية العبور حتي لو لم تنزل مياه القناة.
تمت عملية دراسة دقيقة لاتجاهات حركة مياه القناة,وكذلك حركة المد والجزر لتحديد موعد العبور ليتم بأسرع وأسهل الطرق,حيث تم دفع آلاف الجنود في قوارب مطاطية ليبلغوا الضفة الشرقية للقناة,وكانت نيران سلاح المدفعية قد دكت المواقع الحصينة قبل عبورهم.
فتح الثغرات فى خط بارليف
كانت المشكلة الرئيسية في المعركة هي فتح تغرات في خط بارليف لمرور الدبابات والمدرعات.وتمكن ضابط شاب بسلاح المهندسين من حل هذه المشكلة بصورة رائعة كان قد رآها في مشروع السد العالي إبان انتدابه هناك.إنها طريقةالتجريف,وقد سميتمدافع الماء حيث يتم تصويب مياه القناة علي الساتر الرملي بخط بارليف من خلال طلمبات مياه ذات ضغط عال.بهذه الطريقة تم فتح60ثغرة في الساتر خلال3ساعات وقدرت كمية الرمال والأتربة التي جرفت وانهارت بنحو150ألف مترمكعب. ومن المؤسف أن تتغاضي بعض المراجع عن ذكر اسم الضابط صاحب فكرة التجريف.إنه اللواءباقي زكي يوسف....هكذا ساهم الأقباط مع إخوتهم المسلمين في صنع المعركة,واختلطت دماؤهم الزكية فوق أرض سيناء.
فكرة إنشاء هذا الخط وتصميمه:
يحمل هذا الخط الدفاعي اسمحاييم بارليفرئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الأسبق , وفي3 نوفمبر1968 م عقدت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اجتماعا برئاسته,واقترح بارليف خطة للدفاع عن سيناء للحيلولة دون وصول الجيش المصري إلي الضفة الشرقية للقناة.تتمثل في إنشاء ساتر ترابي مرتفع ملاصق لحافة القناة الشرقية بطول القناة من بورسعيد إلي السويس.عارض الجنرال أرييل شارون هذه الخطة لأن العقيدة العسكرية الإسرائيلية.ترفض فكرة الاحتماء خلف خطوط دفاعية ثابتة,بل تقوم علي مبدأ القيام بضربات دفاعية وقائية استباقية تنقل الحرب إلي أرض العدو كما حدث في حرب67.كان شارون يري أنه يمكن حماية سيناء بقوات متحركة.لكن لم يؤخذ برأيه,وتقرر إنشاء خط بارليف,وقد حقق الجنرال بارليفبعد ذلك شهرة واسعة في أوساط الرأي العام الإسرائيلي نتيجة فكرته هذه.
إنشاء خط بارليف
تكلف إنشاء خط بارليف نحو500مليون دولار,وهو عبارة عن ساتر ترابي امتد بطول160كم وعمقه داخل سيناء نحو10كم أما ارتفاعه فتراوح بين10و20مترا حسب إمكانية العبور من المنطقة المقابلة.أقيم بزاوية ميل قدرها 80درجة مما يجعل محاولة تسلقه أمرا صعبا واحتوي الخط علي33نقطة حصينة تبعد كل منها عن الأخري بمسافة6كم تقريبا.تتكون كل نقطة من عدة طوابق تختفي أغلبها تحت الأرض,وتعلو حتي تصل إلي ارتفاع الساتر الترابي الذي يصل الفراغات التي بينها.لقد تم تحصين هذه النقاط بالأسمنت المسلح والأحجار الصلبة بالإضافة إلي قضبان السكك الحديدية المنتزعة من سكة حديد سيناء مع شكائر الرمال مما جعلها تتحمل القصف المباشر بالقنابل حتي عيار ألف رطل,وضمت كل نقطة وسائل استطلاعية لرصد أية محاولة للعبور بالإضافة إلي أسلحة خفيفة وثقيلة ومدافع مضادة للدبابات والطائرات وغيرها.وكانت تتصل سلكيا ولا سلكيا بالمواقع الخلفية وبعمق إسرائيل.إنها قلاع حصينة بنيت وسط الساتر الرملي.
وأقيمت بخط بارليف خزانات تحت سطح الأرض يسع كل منها200طن من النابالم أو الجازولين.كانت هذه الخزانات متقاربة ومتصلة بشبكة من الأنابيب تنتهي تحت سطح مياه القناة.هذه المواد الملتهبة حين تشتعل تطفو علي سطح المياه لتصل درجة حرارتها إلي700درجة مئوية,ويصل ارتفاع نيرانها إلي نحو متر فوق سطح القناة,أي تتحول القناة إلي أتون.
تحياتي
المـــــــــــــــــــراجع:
(1) جريدة وطنى الصادرة فى 15/10/2006 م السنة 48 العدد 2338 هذه الصفحة عن مقالة بعنوان في ذكري انتصارات أكتوبر:اقتحم المصريون خط الجحيم وأذهلوا العالم إعداد:د.ممدوح حليم
(2) مصر بعد العبور-علي محبوب وآخرون-مكتبة الأسرة2005.
(3) خلف سور الخداع-مقال بجريدةجيروزاليم بوستبقلمكارولاين كليك-16أغسطس2002
قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك:إن تصور عبور القوات المصرية إلي الضفة الشرقية للقناة يعتبر إهانة للذكاء!!.وكثيرا ما صرحموشي ديانوزير الدفاع الإسرائيلي,وحاييم بارليفرئيس الأركان أن الخط سيكون الصخرة التي تتحطم عليها عظام المصريين.وسيكون مقبرة الجيش المصري,وأن المصريين لا يعرفون أي جحيم سوف ينصب عليهم عندما يضعون أقدامهم علي الضفة الشرقية للقناة.لقد اعتقد الإسرائيليون أن خط بارليف أقوي من خط ماجينو الفرنسي الذي أقيم علي الحدود الفرنسية الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية لمجابهة أطماع هتلر
سد خزانات المواد القابلة للأشتعال
تسلل عدد من الجنود المصريين إلي الضفة الشرقية للقناة,وقاموا بسد فوهات مواسير خزانات المواد القابلة للاشتعال,والتي كانت إسرائيل تخطط لإلقائها في القناة حال حدوث محاولة للعبور لتحولها إلي لهيب نار,وقد سد المصريون الفوهات بواسطة حقن أسمنت سريع الشك ومن المعروف أن الجيش المصري استعان بعالم كيمياء الأسمنت الراحل د.رؤوف شاكر ميخائيل لتطوير الأسمنت المصري ليصبح سريع الشك لاستخدامه إبان الحرب,وكان من المستحيل تدمير مخازن المواد القابلة للاشتعال نظرا لعمقها تحت الأرض , كما أن تدميرها بالمدفعية أو القنابل كان من شأنه أن يفجرها فتعوق نيرانها عملية العبور حتي لو لم تنزل مياه القناة.
تمت عملية دراسة دقيقة لاتجاهات حركة مياه القناة,وكذلك حركة المد والجزر لتحديد موعد العبور ليتم بأسرع وأسهل الطرق,حيث تم دفع آلاف الجنود في قوارب مطاطية ليبلغوا الضفة الشرقية للقناة,وكانت نيران سلاح المدفعية قد دكت المواقع الحصينة قبل عبورهم.
فتح الثغرات فى خط بارليف
كانت المشكلة الرئيسية في المعركة هي فتح تغرات في خط بارليف لمرور الدبابات والمدرعات.وتمكن ضابط شاب بسلاح المهندسين من حل هذه المشكلة بصورة رائعة كان قد رآها في مشروع السد العالي إبان انتدابه هناك.إنها طريقةالتجريف,وقد سميتمدافع الماء حيث يتم تصويب مياه القناة علي الساتر الرملي بخط بارليف من خلال طلمبات مياه ذات ضغط عال.بهذه الطريقة تم فتح60ثغرة في الساتر خلال3ساعات وقدرت كمية الرمال والأتربة التي جرفت وانهارت بنحو150ألف مترمكعب. ومن المؤسف أن تتغاضي بعض المراجع عن ذكر اسم الضابط صاحب فكرة التجريف.إنه اللواءباقي زكي يوسف....هكذا ساهم الأقباط مع إخوتهم المسلمين في صنع المعركة,واختلطت دماؤهم الزكية فوق أرض سيناء.
فكرة إنشاء هذا الخط وتصميمه:
يحمل هذا الخط الدفاعي اسمحاييم بارليفرئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الأسبق , وفي3 نوفمبر1968 م عقدت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اجتماعا برئاسته,واقترح بارليف خطة للدفاع عن سيناء للحيلولة دون وصول الجيش المصري إلي الضفة الشرقية للقناة.تتمثل في إنشاء ساتر ترابي مرتفع ملاصق لحافة القناة الشرقية بطول القناة من بورسعيد إلي السويس.عارض الجنرال أرييل شارون هذه الخطة لأن العقيدة العسكرية الإسرائيلية.ترفض فكرة الاحتماء خلف خطوط دفاعية ثابتة,بل تقوم علي مبدأ القيام بضربات دفاعية وقائية استباقية تنقل الحرب إلي أرض العدو كما حدث في حرب67.كان شارون يري أنه يمكن حماية سيناء بقوات متحركة.لكن لم يؤخذ برأيه,وتقرر إنشاء خط بارليف,وقد حقق الجنرال بارليفبعد ذلك شهرة واسعة في أوساط الرأي العام الإسرائيلي نتيجة فكرته هذه.
إنشاء خط بارليف
تكلف إنشاء خط بارليف نحو500مليون دولار,وهو عبارة عن ساتر ترابي امتد بطول160كم وعمقه داخل سيناء نحو10كم أما ارتفاعه فتراوح بين10و20مترا حسب إمكانية العبور من المنطقة المقابلة.أقيم بزاوية ميل قدرها 80درجة مما يجعل محاولة تسلقه أمرا صعبا واحتوي الخط علي33نقطة حصينة تبعد كل منها عن الأخري بمسافة6كم تقريبا.تتكون كل نقطة من عدة طوابق تختفي أغلبها تحت الأرض,وتعلو حتي تصل إلي ارتفاع الساتر الترابي الذي يصل الفراغات التي بينها.لقد تم تحصين هذه النقاط بالأسمنت المسلح والأحجار الصلبة بالإضافة إلي قضبان السكك الحديدية المنتزعة من سكة حديد سيناء مع شكائر الرمال مما جعلها تتحمل القصف المباشر بالقنابل حتي عيار ألف رطل,وضمت كل نقطة وسائل استطلاعية لرصد أية محاولة للعبور بالإضافة إلي أسلحة خفيفة وثقيلة ومدافع مضادة للدبابات والطائرات وغيرها.وكانت تتصل سلكيا ولا سلكيا بالمواقع الخلفية وبعمق إسرائيل.إنها قلاع حصينة بنيت وسط الساتر الرملي.
وأقيمت بخط بارليف خزانات تحت سطح الأرض يسع كل منها200طن من النابالم أو الجازولين.كانت هذه الخزانات متقاربة ومتصلة بشبكة من الأنابيب تنتهي تحت سطح مياه القناة.هذه المواد الملتهبة حين تشتعل تطفو علي سطح المياه لتصل درجة حرارتها إلي700درجة مئوية,ويصل ارتفاع نيرانها إلي نحو متر فوق سطح القناة,أي تتحول القناة إلي أتون.
تحياتي
المـــــــــــــــــــراجع:
(1) جريدة وطنى الصادرة فى 15/10/2006 م السنة 48 العدد 2338 هذه الصفحة عن مقالة بعنوان في ذكري انتصارات أكتوبر:اقتحم المصريون خط الجحيم وأذهلوا العالم إعداد:د.ممدوح حليم
(2) مصر بعد العبور-علي محبوب وآخرون-مكتبة الأسرة2005.
(3) خلف سور الخداع-مقال بجريدةجيروزاليم بوستبقلمكارولاين كليك-16أغسطس2002