القوة الجوية العراقية في الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة 6 تشرين الاول (اكتوبر) 1973

فوارس بغداد

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
25 نوفمبر 2009
المشاركات
1,013
التفاعل
3,710 21 0
القوة الجوية العراقية في الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة
6 تشرين الاول (اكتوبر) 1973

موجز لدور قواتنا الجوية في هذه الحرب على الجبهه المصريه


كان دور القوة الجوية العراقية عظيماً كعادته قوياً بارادته عصياً بعناده في انتزاع النصر من الاعداء وكل اعداء الامة العربية، تجسد هذا الدورفي حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973 باشتراكها من جمهورية مصر العربية ومن الجمهورية العربية السورية، ساتناول ذلك في البحث تباعاً.
القوه الجوية العراقية في جمهورية مصر العربية. يبدو وجود اتفاق مسبق بين الحكومة المصرية والعراقية على استضافة سرب او سربين من طائرات (هوكر هنتر) في مصر كنوع من التعاون الجوي مابين الدولتين وهي بادرة جيدة كانت قيادة القوة الجوية العراقية تسعى اليها لكسب الخبرة والتعرف على ظروف الطيران الحربي لكلا البلدين وهذا في حقيقة الامر احد اهداف معاهدت الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لجامعة الدول العربية تجنباً للمفاجآت الغير مرغوبة عندما يتطلب الامر اشراك قوات عربية مشتركة لمواجهة اي طارىء يهدد الامن القومي العربي.

ففي اوائل آذار (مارس)1973 زار السيد رئيس جمهورية العراق أحمد حسن البكر ومعه وزير الدفاع حمادي شهاب وآمر قاعدة الحبانيه حميد شعبان السرب السادس المجهز بطائرات (هوكر هنتر) وابلغ آمر السرب الرائد الطيار الركن يوسف رسول وطياري السرب قرار الحكومة العراقية ارسالهم مع السرب التاسع والعشرون المجهز بنفس نوع الطائرات الى جمهورية مصر العربية بناءً لطلب قائد القوة الجوية اللواء الطياراركان حرب حسني مبارك وذلك للتعرف على طبيعة عمل اسراب القوة الجوية المصرية واحتمال مشاركتهم باي مهمه قد توكل اليهم من قبل القيادة الجوية المصرية، اتخذت اجراءات السفر الى مصر وحدد يوم الجمعة 6 نيسان (إبريل) 1973موعد اقلاع طائرات السربين المذكورين باتباع خط الرحلة (الحبانية – مطار النظائم الثانوي – قاعدة تبوك في السعودية – جزيرة النعمان – عبور البحر الاحمر- ميناء القصير – مطار الاقصر- مطار قويسنا )، اقلع التشكيل الاول المؤلف من ثمان طائرات في الساعه 1500 وفي الساعة1530 اقلع التشكيل الثاني المؤلف من ثمان طائرات أخرى وهبط الجميع في مطار النظائم الثانوي، وفي اليوم التالي اكملت التشكيلات رحلتها الى مطار قويسنا في دلتا مصر واستقر السربان فيه حتى عودتها الى ارض الوطن.

كانت الفترة مابين نيسان(ابريل)لغاية 6 تشرين الاول 1973 عبارة عن تدريب اعتيادي للطيارين وتعرف على طبيعة المهام المحتمل تكليفهم بها وقد اتضحت الصوره والغاية من قدومهم الى مصربعد حين وهو انتظاراً لليوم الموعود لاسترداد ارض سيناء التي اغتصبها العدو الاسرائيلي في حزيران 1967 بالمشاركه مع اخوانهم المصريين في الضربة الجوية الشاملة الاولى ضد الاهداف الاسرائيلية وفي الوقت الذي تحدده القيادة المصرية، لقد اطلق تسمية السرب (66) على الجهد الجوي العراقي في مصر، كما الحقت اربعة طائرات اخرى اثنان منها مزدوجة يمكن استخدامها في المهام القتاليه واصبح المجموع الكلي 20 طائره هنتر و20 طيار هم كلا من (الرائد الطيار الركن يوسف رسول آمر السرب،الرائد الطيار ناطق محمد على، النقيب الطيار عماد احمد عزت، النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي،الملازمين الاوائل الطيارين كلا من سالم احمد ناجي، باسم محمد كاظم، سامي فاضل، دريد عبد القادر، عبد القادر خضر، اسماعيل ابراهيم الهايس، ابراهيم محمد علي، هاشم القدو،الملازمين الطيارين كلا من فهد عبد الباقي، زهير عبد حسون،ضياء صالح جواد، صباح كشموله، جبار حماد الدليمي، ليث زاهد المدرس، عامراحمد القيسي) بالاضافه الى الضباط الفنيين والمسيطرين الجويين والاداريين واعداد من ضباط الصف الفنيين (100-120 فرد).

بعد استقرار السرب 66 وتعرفه على مناطق الطيران والقواعد الجوية في مصر واساليب التعاون مابين القوة الجوية والدفاع الجوي والكلمات الجفرية المحتمل استخدامها اثناء الحركات الفعلية، أصبح جاهزاً لاي مهمه قد توكل اليه، في آب (اغسطس) اطُلعت قيادة القوة الجوية آمر السرب على الاهداف المخصصة لسربه ضمن الضربة الجوية الشاملة ضد الكيان الصهيوني بسيناء في اي تعرض مقبل دون ذكر اية تفاصيل أخرى وهي اربعة اهداف تعالج ب 16 طائره هنتر(1. موقع القياده والسيطره الاسرائيلي في الطاسه يعالج باربعة طائرات 2.موقع صواريخ ارض- جو هوك يعالج بثمان طائرات 3.مواقع مدفعية ذاتي الحركه 175 ملم يعلج باربعة طائرات)، وقد تم اعداد الخرائط وخطط الطيران الازمه لهذه الاهداف وتمت المصادقة عليها في قيادة القوات الجوية المصرية ثم جرى التدريب عليها باهداف مشابهة تقريباً، بعد حين عُدٍلت الخطه واصبح التنفيذ ب12 طائره بدلا من 16 ولكن على نفس الاهداف السابقة. اثناء تواجد السرب بمطار قويسنا توالت زيارات المسؤولين في قيادة القوه الجوية المصرية للسرب ومنها زيارتين للسيد رئيس الجمهوريه انور السادات وكان لها اثراً معنوياً عالياً لكافة منتسبي السرب/66 العراقي.

6 تشرين الاول (اكتوبر) اليوم الموعود. هذا اليوم الساعة 1200 تسلم آمر السرب مضروفاً مغلفاً كتب عليه لايفتح قبل الساعه 1230،وكان هذا المظروف عباره عن تاكيد لما خصص للسرب 66 العراقي من اهداف في العمق الاسرائيلي، سارع الفنيين تجهيز 12 طائرة كلا منها اربعة مدافع 30 ملم بواقع 120 اطلاقه لكل مدفع +24 صاروخ (سورا)، كان توقيت تشكيلات الطيران مختلف الواحد عن الاخرى باختلاف موقع الاهداف المخصصة لكل تشكيل وعليه اقلعت التشكيلات على شكل رفوف اخترقت قناة السويس في توقيت واحد ضمن الضربة الجوية الشاملة الساعة 1400،(يقول اللواء الطيار الركن سالم احمد ناجي احد المشاركين في التشكيل المخصص ضد موقع المدفعية ذاتية الحركه 175 ملم،كان خط سيرنا بتوقيت الثواني وليس الدقائق واتجهت طائراتنا الاربع نحو منطقة قناة السويس وكنا نتوقع صدور أمر العودة قبل خط القناة لحتمال ان يكون ذلك تمرين كسابقاته من التمارين... ولكن بعد عبورنا القناة اصبح يقيناً ان الحرب قد ابتدأت، كان التشكيل يسير بسرعة عالية وارتفاع منخفض اقل من 20 متر فوق سطح الارض،باتجاه الهدف وبعد مسير حوالي 10 دقائق اوعز لنا قائد التشكيل النقيب الطيار عماد احمد عزت بالسحب الى الاعلى والتهيىء للهجوم، انقضت الطائرات تباعاً وفق ما مخطط لها على مواضع المدفعية وتم معالجتها بالصواريخ بدقه متناهية، ثم اوعز لنا مهاجمتها ثانيتاً بالمدافع وتاكدنا ان الاصابة كانت دقيقه وتم تدمير الهدف تماماً، عاد التشكيل الى المطار وتبعته الطائرات الثماني الاخرى بسلام دون خسائر، وعلى الفور تم تسليح الطائرات للطلعة الثانية وكنا بالانتظار ولكن بُلغنا بعدم الحاجه لتكرار الضربة الثانية. في يوم 7 اكتوبر لم نكلف بالطيران رغم استعدادنا له، في يوم الثامن من اكتوبر بعد الظهر اقلعت 12 طائره بمهمة معالجة القطعات الاسرائيلية المشتبكة مع القوات المصرية، في هذه المهمه فقدنا كلا من النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي والملازم عامراحمد القيسي بعد اصابة طائراتهما باسلحة ارض – جو،من المهم ان اذكر ان طائراتنا لاتحتوي على جهاز تعريف الهوية كما موجود بالطائرات الروسية كي تُعرف نفسها لوسائل الدفاع الجوي المصري وعليه كان ذلك احد المشاكل الفنية المستعصية التي تعرضنا لها اي احتمال اطلاق اسلحة ارض – جو الصديقة علينا خاصة عند تعقد الموقف بارتفاع اعداد الطائرات المعاديه في نفس المنطقه وهذه من المشاكل المعقده التي كنا نعاني منها اثناء وجودنا في مصر مما اضطر المصريون الى تخصيص خطوط سير خاصه بنا اثناء الذهاب والعوده. في يوم 11 أكتوبر نفذ واجب باربع طائرات على احد مواقع القيادة والسيطرة الاسرائيلي وفي طريق العوده أُصيبت طائرة قائد التشكيل الرائد الطيار ناطق محمد علي ورقم 2 بالتشكيل الملازم الطيار ضياء صالح مما اضطرا الى القذف من الطائره،في اليوم التالي عَبَر الرائد ناطق القناة سباحه بعد ان امضى ليلته على الساحل الشرقي من القناة وتم التعرف عليه من قبل القطعات المصريه وابلاغ سربه بذلك،اما الملازم ضياء صالح فقد قذف من الطائره غرب القناة وتعرض للضرب المبرح من قبل القوات البرية المصرية لعتقادهم بانه طيار اسرائيلي اسقطت طائرته لولا ان تعرف عليه احد الضباط لكان في خبر كان، وقد اودع الاثنان المستشفى المركزي للقوات المسلحة،

في يوم 13 اكتوبر كلف السرب بمهمتين في مهاجمة القوات الاسرائيلية المتقدمة تجاه ثغرة(الدفرسوار التي تقع بين الجيشين الثالث والثاني الميدانيين شرق قناة السويس) كل مهمة من اربعة طائرات مجهزه بالصواريخ والعتاد، اقلع التشكيل الاول وبعده التشكيل الثاني باتجاه الارتال الاسرائيلية المتقدمه باتجاه ثغرة الدفرسوار وتمت معالجتها باصابات مباشره ولكن طائرتان من التشكيل الاول اصيبت اصابات بالغه اثناء الهجوم احداها باتجاه قائد التشكيل الاول النقيب الطيار عماد احمد عزت تمكن من القذف بالمظلة في منطقة العدو وتم اسره، اما رقم 3 من نفس التشكيل الملازم الاول الطيار سامي فاضل فقد استشهد بعد أصابة طائرته اصابه مباشره من قبل صواريخ ارض – جو في منطقة الهدف. في 14 اكتوبر نفذت اربعة مهام كلا منها بطائرتين في عمق سيناء وفق متطلبات الموقف ولكن فقدنا طائرتين مع طياريها وهم كلا من الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر والملازم الاول الطيار دريد عبد القادر وتبين بعد حين انهما اسرى لدى العدو الاسرائيلي،بعد يوم 15 اكتوبر توقف طيران السرب بسبب تعقد المواقف الارضيه بعد تطويق الجيش الثالث الميداني من قبل العدو الاسرائيلي.
كانت حصيلة خسائر السرب 66 العراقي مع العدو الاسرائيلي كما يلي ثلاثة شهداء هم

12079054_902812629786638_7585579627017530859_n.jpg


اما خسائر السرب من الطائرات بلغت ثمان طائرات من مجموع عشرين طائره هنتر.
في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) 1973 اوعزت قيادة القوة الجوية العراقية بعوده السرب الى العراق بحكم موافقة مصر وسوريا على قرار مجلس الامن 338 في 22 تشرين الاول (اكتوبر) 1973 وهكذا اسدل الستار على دور الاسراب السادس والتاسع والعشرين في هذه الحرب بعد ان قاما بالدور البطولي الذي اوكل لهما على اكمل وجه وقد اشاد بهذا الدور كلا من السيد رئيس الجمهوريه انور السادات والسيد قائد القوة الجوية المصرية اللواء حسني مبارك بعد ان قلد ابطاله باعلى أوسمة الشجاعه المصريه.

الموضوع من مذكرات اللواء الطيار الركن ( علوان حسون العبوسي )
والصورة من مذكرات رئيس اركان الجيش المصري ( سعد الشاذلي )

منقول
 
سبحان الله كنت ناوي اعمل موضوع عن الطيارين العراقيين الابطال الذين شاركوا في الحرب
 
عودة
أعلى