ختارت المجلة الأميركية الشهيرة تايم (Time) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصية العام 2007. الاختيار لم يتم بطريقة عشوائية أو مجاملة لقيصر روسيا، الجديد وإنما خضع لمعايير علمية ولدراسة متأنية ومستفيضة لإنجازات وأعمال الرئيس الروسي.
الاعتراف جاء من الغرب أي من الآخر ليس حبا في روسيا ولا في قيصرها الجديد وإنما اعترافا بالطريقة الجديدة التي عرفتها روسيا تحت قيادة بوتين في الإدارة والاقتصاد والتسيير والتعامل مع الأزمات والمشكلات الدولية ومواجهة أملاءات البيت الأبيض على المنظومة الدولية في قضايا إدارة شؤون العالم.
الرئيس الروسي فاجأ العالم بطريقته البراغماتية في التعامل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وباقي دول العالم.المجلة اختارت بوتين لكونه الرجل الذي استطاع أن يحقق الاستقرار لروسيا واستطاع أن يعيد هذا البلد لمسرح السياسة الدولية.
استطاع بوتين خلال الأعوام الثمانية الأخيرة من حكمه لروسيا أن يخرج ببلد مريض ومنهار إلى بر الأمان ويجعل من روسيا قوة عظمى تقف في وجه الأحادية القطبية والنظام الدولي الجديد الذي يتغنى به الرئيس بوش وصقور البيت الأبيض. اقتصاديا استطاع بوتين أن يجعل من روسيا دولة قوية.
حيث إنه استطاع أن يستغل المداخل الهائلة للنفط بعد الارتفاع الكبير في سعره، لترشيد اقتصاد بلاده وجعله اقتصادا قويا ينافس على الصعيد العالمي. سياسيا استطاع بوتين أن يقف الند للند أمام أميركا ويضعها عند حدودها خاصة في الملف النووي الإيراني.
يعتبر بوتين من فئة الأشخاص الذين يصنعون التاريخ ويوجهون مساره في الاتجاه الذي يريدونه. روسيا اليوم أصبح لها كلمة ووزن ويحسب لها ألف حساب بعد أن مرت بفترة سوداء في تاريخها عندما انهار الاتحاد السوفييتي سنة 1990 وسقط جدار برلين وانهارت معه القطبية الثنائية. وبانهيار الكتلة الشرقية واندماج معظم دول أوروبا الشرقية في الاقتصاد الحر ظن الكثيرون أن الروس أصبحوا بعيدين عن صناعة التاريخ وعن كتابة صفحاته.
روسيا تبقى دولة محورية في العالم لعدة اعتبارات من أهمها أنها أكبر دولة مساحة في العالم وأنها تملك أكبر ترسانة نووية في العالم كما أنها تأتي في المرتبة الثانية للدول المنتجة للبترول وهي كذلك لاعب استراتيجي في كل ما يحدث في الشرق الأوسط وفي العالم.
عندما تقلد بوتين الحكم سنة 2000 وجد دولة على حافة الهاوية، دولة فاشلة يشار لها بالضعف والانهيار والفشل. وخلال سنوات حكمه ـ ولايتين متتاليتين ـ استطاع بوتين أن يعيد القطار إلى السكة وأن يضع بلاده على الخارطة. ورغم أنه سيغادر الحكم في شهر مارس المقبل إلا أنه سيواصل قيادة بلاده كوزير أول مما يعني أن بوتين سيواصل سياسته في جعل روسيا دولة قوية اقتصاديا وسياسيا وذات شأن وكلمة وقرار على الصعيد الدولي.
بوتين يقر أن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق كان أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين، لكنه يعترف بشجاعة كل من غورباشتوف ويلتيسين الذي يرجع الفضل لهما بالاعتراف بإفلاس النظام الشيوعي والحاجة إلى التغيير ومسايرة الأحداث العالمية.
كما يعترف بوتين أن قيادة العالم من قبل دولة واحدة أمر غير سليم وغير صحيح وقد يؤدي إلى مخاطر عديدة. ما يحدث اليوم في العراق وفي أفغانستان يعتبر من تداعيات الأحادية القطبية ومن نتائج غطرسة أميركا في حربها ضد الإرهاب.
فالطريقة التي تتعامل بها أميركا مع النزاعات والخلافات في العالم طريقة خاطئة ومليئة بالتناقضات. فحسب بوتين، العالم بحاجة ماسة إلى نظام متعدد الأقطاب وأنه لا توجد دولة واحدة في العالم تستطيع حل مشكلات الأمن بمفردها. فالمنظومة الدولية بحاجة إلى نظام عالمي يضمن الأمن وإمكانيات وسبل التطور والتنمية لجميع بلدان العالم بشكل متكافئ.
فأميركا لوحدها لا تستطيع ضمان الأمن والاستقرار في العالم والدليل على ذلك هو فشلها في العراق وفي أفغانستان وفي حربها على الإرهاب.
«مهمة السلام 2007» التي شارك فيها نحو 6000 جندي من دول «منظمة شنغهاي للتعاون» والمتمثلة في روسيا والصين وكازاخستان، قيرغيستان، طاجيكستان، وأوزبكستان جاءت كإنذار لأميركا وحلفائها وكتنبيه للآخرين بأن يحسبوا ألف حساب للدب الروسي. هل ينوي بوتين إنهاء عهد الأحادية القطبية وإيجاد عالم متعدد الأقطاب؟
وهل تخطى الأميركان حدود صبر الروس بمبادرة الدرع الصاروخية الذي أعتبره الروس تهديدا أمنيا للمنطقة؟ كما يعتبر زعماء منظمة شنغهاي أن مشروع الدرع الصاروخية الأميركي يشكل خطرا على مجمل آسيا. في المقابل ترى أمريكا أن مشروعها يهدف إلى حماية نفسها وأوروبا من خطر نووي إيراني محتمل.
حسب كيسنجر، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية السابق، موسكو وواشنطن مطالبتان بالتعاون بدلا من الصراع والتصادم نظرا لأنهما يواجهان نظاما عالميا ناشئا تتجاوز تهديداته وآفاقه إمكانيات وقدرات أية دولة قومية للتعامل معه بمفردها.
فانتشار أسلحة الدمار الشامل وظاهرة الإرهاب وتحديات البيئة والاحتباس الحراري والاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة كلها تفرض الحاجة إلى التعاون والتنسيق وتضافر الجهود من أجل مصلحة الجميع. فالتعاون الأميركي الروسي أصبح أمرا لا مفر منه حيث إن كل بلد يواجه أخطارا أعظم من تلك التي يمثلها البلد الآخر.
وهنا يجب الإشادة بمبادرة بوتين ـ قيصر روسيا الجديد ـ الذي اقترح من خلالها ربط الناتو بأنظمة التنبيه الروسية وهذا من أجل التعامل بشكل مشترك مع مشكلات وقضايا تتعلق بتهديد كل الدول معا. هل سيشهد العالم في المستقبل القريب عهد التعاون والتكامل أم أن منطق الصراع والنزاعات والحروب هو الذي يفرض نفسه؟
استطاع بوتين، باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء وبفضل دور قيادي لا مثيل له أن يحقق الاستقرار في بلد نادرا ما عرف للاستقرار معنى خلال ما يزيد على قرن من الزمن، كما أنه استطاع بذكائه ودهائه أن يعيد روسيا إلى مصاف العظماء والأقوياء في هذا العالم وأن يعيدها إلى طاولة القوى العالمية. صحيح أن حرية الصحافة وحرية الرأي ما زالتا تعانيان الكثير في عهد بوتين كما الرشوة والبيروقراطية والفساد.
لكن هذا لا يقلل مما فعله القيصر الجديد أثناء حكمه خلال السنوات الثماني الأخيرة. كما أن القضاء على ترسبات النظام الشيوعي الذي سيطر على كل كبيرة وصغيرة في الاتحاد السوفييتي لما يزيد على سبعة عقود ليس بالأمر السهل ولا الهين ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلص منها بسهولة.
بوتين نال لقب شخصية العام من مجلة أميركية بمكانة وسمعة «التايم» لأنه وقف ندا للند لأميركا في قضايا ومواضيع ساخنة كانفصال كوسوفو، والدرع الصاروخية في أوروبا وموضوع الملف النووي الإيراني ومواقف أخرى عديدة بدأت تعطي ثمارها في إحداث توازن على صعيد السياسة الدولية.
في السنة الماضية تميزت السياسة الخارجية الروسية في عهد بوتين، القيصر الجديد، بتصاعد الندية والمواجهة ضد سياسات الهيمنة الأميركية في العالم. ما جعل روسيا تعود إلى موقعها الحقيقي في المحافل الدولية حيث ارتقت إلى مصاف الدول الخمس الأولى في العالم في مبيعات السلاح المتطور كما استرجعت هيبتها وأصبح من الصعب تجاهلها في اتخاذ القرارات المصيرية على المستوى الدولي كما كان معمول به في تسعينات القرن الماضي.
استطاع قيصر روسيا الجديد أن يعيد نوعا من التكافؤ في العلاقات الدولية، لكنه يحتاج إلى المزيد حتى تعود المنظومة الدولية إلى «عقلنة» و«أخلقة» ورشادة العديد من القرارات والسلوكيات سواء تعلق الأمر بالحرب على الإرهاب أو ما يجري في العراق أو أفغانستان أو ما يقوم به الكيان الصهيوني من اغتصاب حرية وحقوق وأراضي الفلسطينيين.
ولاننسى حتى بوجوده رئيسا للوزراء الان الا ان باعتراف الجميع يعتبر المسير الرسمي لشؤون الدولة وخصوصا دوره في حرب القوقاز الاخيرة .
قائمة التحديات التي تواجه المنظومة الدولية كبيرة جدا تحتاج إلى أقطاب عديدة وإلى أكثر من دولة عظمى.اختيار المجلة الأميركية لبوتين شخصية عام 2007 جاء تكريما لرجل اختلف عن سابقيه في الكرملين بشجاعته وذكائه ورؤيته الثاقبة حيث إنه أعاد قوة عظمى إلى خارطة العالم حتى يسوده التوازن وتعدد الأقطاب والقوى لتحقيق العدالة والديمقراطية والشفافية في إدارة وتسيير شؤون العالم.
الاعتراف جاء من الغرب أي من الآخر ليس حبا في روسيا ولا في قيصرها الجديد وإنما اعترافا بالطريقة الجديدة التي عرفتها روسيا تحت قيادة بوتين في الإدارة والاقتصاد والتسيير والتعامل مع الأزمات والمشكلات الدولية ومواجهة أملاءات البيت الأبيض على المنظومة الدولية في قضايا إدارة شؤون العالم.
الرئيس الروسي فاجأ العالم بطريقته البراغماتية في التعامل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وباقي دول العالم.المجلة اختارت بوتين لكونه الرجل الذي استطاع أن يحقق الاستقرار لروسيا واستطاع أن يعيد هذا البلد لمسرح السياسة الدولية.
استطاع بوتين خلال الأعوام الثمانية الأخيرة من حكمه لروسيا أن يخرج ببلد مريض ومنهار إلى بر الأمان ويجعل من روسيا قوة عظمى تقف في وجه الأحادية القطبية والنظام الدولي الجديد الذي يتغنى به الرئيس بوش وصقور البيت الأبيض. اقتصاديا استطاع بوتين أن يجعل من روسيا دولة قوية.
حيث إنه استطاع أن يستغل المداخل الهائلة للنفط بعد الارتفاع الكبير في سعره، لترشيد اقتصاد بلاده وجعله اقتصادا قويا ينافس على الصعيد العالمي. سياسيا استطاع بوتين أن يقف الند للند أمام أميركا ويضعها عند حدودها خاصة في الملف النووي الإيراني.
يعتبر بوتين من فئة الأشخاص الذين يصنعون التاريخ ويوجهون مساره في الاتجاه الذي يريدونه. روسيا اليوم أصبح لها كلمة ووزن ويحسب لها ألف حساب بعد أن مرت بفترة سوداء في تاريخها عندما انهار الاتحاد السوفييتي سنة 1990 وسقط جدار برلين وانهارت معه القطبية الثنائية. وبانهيار الكتلة الشرقية واندماج معظم دول أوروبا الشرقية في الاقتصاد الحر ظن الكثيرون أن الروس أصبحوا بعيدين عن صناعة التاريخ وعن كتابة صفحاته.
روسيا تبقى دولة محورية في العالم لعدة اعتبارات من أهمها أنها أكبر دولة مساحة في العالم وأنها تملك أكبر ترسانة نووية في العالم كما أنها تأتي في المرتبة الثانية للدول المنتجة للبترول وهي كذلك لاعب استراتيجي في كل ما يحدث في الشرق الأوسط وفي العالم.
عندما تقلد بوتين الحكم سنة 2000 وجد دولة على حافة الهاوية، دولة فاشلة يشار لها بالضعف والانهيار والفشل. وخلال سنوات حكمه ـ ولايتين متتاليتين ـ استطاع بوتين أن يعيد القطار إلى السكة وأن يضع بلاده على الخارطة. ورغم أنه سيغادر الحكم في شهر مارس المقبل إلا أنه سيواصل قيادة بلاده كوزير أول مما يعني أن بوتين سيواصل سياسته في جعل روسيا دولة قوية اقتصاديا وسياسيا وذات شأن وكلمة وقرار على الصعيد الدولي.
بوتين يقر أن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق كان أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين، لكنه يعترف بشجاعة كل من غورباشتوف ويلتيسين الذي يرجع الفضل لهما بالاعتراف بإفلاس النظام الشيوعي والحاجة إلى التغيير ومسايرة الأحداث العالمية.
كما يعترف بوتين أن قيادة العالم من قبل دولة واحدة أمر غير سليم وغير صحيح وقد يؤدي إلى مخاطر عديدة. ما يحدث اليوم في العراق وفي أفغانستان يعتبر من تداعيات الأحادية القطبية ومن نتائج غطرسة أميركا في حربها ضد الإرهاب.
فالطريقة التي تتعامل بها أميركا مع النزاعات والخلافات في العالم طريقة خاطئة ومليئة بالتناقضات. فحسب بوتين، العالم بحاجة ماسة إلى نظام متعدد الأقطاب وأنه لا توجد دولة واحدة في العالم تستطيع حل مشكلات الأمن بمفردها. فالمنظومة الدولية بحاجة إلى نظام عالمي يضمن الأمن وإمكانيات وسبل التطور والتنمية لجميع بلدان العالم بشكل متكافئ.
فأميركا لوحدها لا تستطيع ضمان الأمن والاستقرار في العالم والدليل على ذلك هو فشلها في العراق وفي أفغانستان وفي حربها على الإرهاب.
«مهمة السلام 2007» التي شارك فيها نحو 6000 جندي من دول «منظمة شنغهاي للتعاون» والمتمثلة في روسيا والصين وكازاخستان، قيرغيستان، طاجيكستان، وأوزبكستان جاءت كإنذار لأميركا وحلفائها وكتنبيه للآخرين بأن يحسبوا ألف حساب للدب الروسي. هل ينوي بوتين إنهاء عهد الأحادية القطبية وإيجاد عالم متعدد الأقطاب؟
وهل تخطى الأميركان حدود صبر الروس بمبادرة الدرع الصاروخية الذي أعتبره الروس تهديدا أمنيا للمنطقة؟ كما يعتبر زعماء منظمة شنغهاي أن مشروع الدرع الصاروخية الأميركي يشكل خطرا على مجمل آسيا. في المقابل ترى أمريكا أن مشروعها يهدف إلى حماية نفسها وأوروبا من خطر نووي إيراني محتمل.
حسب كيسنجر، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية السابق، موسكو وواشنطن مطالبتان بالتعاون بدلا من الصراع والتصادم نظرا لأنهما يواجهان نظاما عالميا ناشئا تتجاوز تهديداته وآفاقه إمكانيات وقدرات أية دولة قومية للتعامل معه بمفردها.
فانتشار أسلحة الدمار الشامل وظاهرة الإرهاب وتحديات البيئة والاحتباس الحراري والاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة كلها تفرض الحاجة إلى التعاون والتنسيق وتضافر الجهود من أجل مصلحة الجميع. فالتعاون الأميركي الروسي أصبح أمرا لا مفر منه حيث إن كل بلد يواجه أخطارا أعظم من تلك التي يمثلها البلد الآخر.
وهنا يجب الإشادة بمبادرة بوتين ـ قيصر روسيا الجديد ـ الذي اقترح من خلالها ربط الناتو بأنظمة التنبيه الروسية وهذا من أجل التعامل بشكل مشترك مع مشكلات وقضايا تتعلق بتهديد كل الدول معا. هل سيشهد العالم في المستقبل القريب عهد التعاون والتكامل أم أن منطق الصراع والنزاعات والحروب هو الذي يفرض نفسه؟
استطاع بوتين، باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء وبفضل دور قيادي لا مثيل له أن يحقق الاستقرار في بلد نادرا ما عرف للاستقرار معنى خلال ما يزيد على قرن من الزمن، كما أنه استطاع بذكائه ودهائه أن يعيد روسيا إلى مصاف العظماء والأقوياء في هذا العالم وأن يعيدها إلى طاولة القوى العالمية. صحيح أن حرية الصحافة وحرية الرأي ما زالتا تعانيان الكثير في عهد بوتين كما الرشوة والبيروقراطية والفساد.
لكن هذا لا يقلل مما فعله القيصر الجديد أثناء حكمه خلال السنوات الثماني الأخيرة. كما أن القضاء على ترسبات النظام الشيوعي الذي سيطر على كل كبيرة وصغيرة في الاتحاد السوفييتي لما يزيد على سبعة عقود ليس بالأمر السهل ولا الهين ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلص منها بسهولة.
بوتين نال لقب شخصية العام من مجلة أميركية بمكانة وسمعة «التايم» لأنه وقف ندا للند لأميركا في قضايا ومواضيع ساخنة كانفصال كوسوفو، والدرع الصاروخية في أوروبا وموضوع الملف النووي الإيراني ومواقف أخرى عديدة بدأت تعطي ثمارها في إحداث توازن على صعيد السياسة الدولية.
في السنة الماضية تميزت السياسة الخارجية الروسية في عهد بوتين، القيصر الجديد، بتصاعد الندية والمواجهة ضد سياسات الهيمنة الأميركية في العالم. ما جعل روسيا تعود إلى موقعها الحقيقي في المحافل الدولية حيث ارتقت إلى مصاف الدول الخمس الأولى في العالم في مبيعات السلاح المتطور كما استرجعت هيبتها وأصبح من الصعب تجاهلها في اتخاذ القرارات المصيرية على المستوى الدولي كما كان معمول به في تسعينات القرن الماضي.
استطاع قيصر روسيا الجديد أن يعيد نوعا من التكافؤ في العلاقات الدولية، لكنه يحتاج إلى المزيد حتى تعود المنظومة الدولية إلى «عقلنة» و«أخلقة» ورشادة العديد من القرارات والسلوكيات سواء تعلق الأمر بالحرب على الإرهاب أو ما يجري في العراق أو أفغانستان أو ما يقوم به الكيان الصهيوني من اغتصاب حرية وحقوق وأراضي الفلسطينيين.
ولاننسى حتى بوجوده رئيسا للوزراء الان الا ان باعتراف الجميع يعتبر المسير الرسمي لشؤون الدولة وخصوصا دوره في حرب القوقاز الاخيرة .
قائمة التحديات التي تواجه المنظومة الدولية كبيرة جدا تحتاج إلى أقطاب عديدة وإلى أكثر من دولة عظمى.اختيار المجلة الأميركية لبوتين شخصية عام 2007 جاء تكريما لرجل اختلف عن سابقيه في الكرملين بشجاعته وذكائه ورؤيته الثاقبة حيث إنه أعاد قوة عظمى إلى خارطة العالم حتى يسوده التوازن وتعدد الأقطاب والقوى لتحقيق العدالة والديمقراطية والشفافية في إدارة وتسيير شؤون العالم.