التصريح الايراني متعودين عليه
السعودية اظن راح تتعامل مع تركيا مثل ما تعاملت مع السويد
تصريح وقح
أنت لم تر الوقاحة التركية ولم تعرفها حتى الان. حزب اردوغان ملمسه ناعم جدا. متع ناظريك:
جريدة الشرق الاوسط ٣٠ يناير ٢٠٠٢
اعترضت الحكومة التركية على مشروع وقف الملك عبد العزيز للحرم المكي «قلعة أجياد»، وقدمت احتجاجاً رسمياً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على ان قلعة أجياد إرث من الدولة العثمانية ولا يجوز المساس به وهاجت وماجت الحكومة التركية وصحافتها.
فالحملة الاعلامية التي شنتها تركيا وتصريحات رجال السياسة والثقافة الأتراك واتهام الرياض بتدمير القلعة دفعنا لنسأل ونتساءل:
هل فات الاتراك ان السعوديين سوف يبرزون وثائقهم التاريخية ليثبتوا ان قلعة أجياد سعودية صرفة؟ فحري بالاتراك ان يتوقفوا، للحظة على الأقل، أمام حقيقتين:
أولاً ان السعودية تحتضن الحرمين الشريفين وهي قبلة المسلمين في العالم.
وثانياً ان المشروع الجديد يخدم الحرم المكي.
ونسأل: ألم يدرك القادة الاتراك ان تطور الجدال بين بلادهم والسعودية يؤثر سلباً على تركيا نفسها من الناحيتين الاقتصادية والسياحية وحتى السياسية في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي أو الأمم المتحدة؟
ترى ماذا سيفعل هؤلاء المدافعون عن الثقافة العثمانية اذا اتخذت السعودية خطوة رادعة وجريئة واعترفت بالابادة الأرمنية مستندة في ذلك الى منشور الديوان الهاشمي عام 1917 من الشريف حسين بن علي، أمير مكة، الذي يدعو فيه الأميرين فيصل وعبد العزيز الجربا الى مساعدة الأرمن المشردين على كل أمورهم والمحافظة عليهم؟
وكيف تتطاول الحكومة التركية على هيبة المملكة العربية السعودية دون خجل لتنعت عملية الهدم بأنها جريمة ضد الانسانية؟ وكيف تتجرأ بتسمية ازالة القلعة بـ «ابادة ثقافية»؟
فإن كانت تركيا تعتبر نفسها وارثة الدولة العثمانية فعليها ان تقبل وتتحمل الإرث بكافة أوراقه وملفاته، بواجباتها الدينية والسياسية واخطائها وجرائمها ايضاً. ثم، كيف يمكن للانسان ان يقارن ازالة قلعة طينية بهدم وحرق قرى بأكملها في أرمينيا الغربية. وكيف يمكن للانسان ان يقارن ازالة قلعة أجياد السعودية بازالة كنائس وآثار مسيحية أرمنية في «أني» و«فان» و«أضنة» و«جبل موسى» وغيرها، ان لم نتحدث عن التهجير القسري لمئات الآلاف من الأرمن نحو الصحراء السورية، حيث أخذ العرب السوريون والمسلمون دور الحماة وقدموا لهم المأوى والمأكل.
كان من الاجدى ان يُظهر الأتراك تمدنهم ودفاعهم عن الثقافة والحضارة والحفاظ على الحقوق أمام مجالس الأمن بالاعتراف بجرائمهم من هدم حضارة الأرمن وقتل وذبح وابادة أكثر من مليون ونصف المليون منهم، بدلاً من ان يظهروا متمدنين يدافعون عن قلعة اشتراها الشريف غالب بن مساعد وبناها من ماله الخاص وهي لذريته من بعده.
لقد اعتقدت تركيا انها وقعت على أثر عثماني أو «فرصة ذهبية» يمكن لها من خلاله ان ترفع رأسها وجبينها الملطخين عالياً لتبرز شيئا من افضال الدولة العثمانية على الانسانية والعرب.. إلا انها فوجئت ان الصفحة «البيضاء» للقلعة غير مسجلة أو مصنفة حتى ضمن لائحة منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونيسكو).
واليوم، تحتج الحكومة التركية على زوال أثر عثماني حديث تاريخياً وتستغرب لاحتجاج الأرمن على زوال مدن وقرى وذبح وقتل وابادة مليون ونصف المليون منهم.