صحيفة أمريكية: موسكو ترسل للعالم 5 رسائل عبر خطواتها نحو سوريا

H.N.A 95

عضو مميز
إنضم
22 مارس 2015
المشاركات
3,271
التفاعل
6,381 0 0
رأت صحيفة "ناشونال إينتيريست" الأمريكية، أنه مع مواصلة نقل سفن وطائرات روسية لجنود وعتاد عسكري إلى سوريا، يهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإرسال خمس رسائل جيو-سياسية إلى العالم.

١ـ القول بأن التقارير التي تشير إلى نهاية روسيا مبالغ بها، أي بمعنى آخر، من المبكر الحديث عن أن العقوبات الغربية مقرونة بانخفاض أسعار النفط، مترافقة مع تباطؤ الاقتصاد الصيني جعلت الكرملين على شفا الانهيار. وعلى الرغم من كون روسيا تملك جزءاً ضئيلاً من النفوذ بالمقارنة مع القدرات الهائلة للقوة الأمريكية، فإن قدرتها على إرسال قوات إلى سوريا تضعها في صفوف قلة مختارة من الدول ـ مع تراجع قوى أوروبية أخرى إلى الصفوف الخلفيةـ ممن يستطيعون إرسال قوات خارج حدودها المباشرة، والاحتفاظ بها لفترة طويلة. ويبدو واضحاً بأن الكرملين يخطط للعب دور فعال في رسم الأجندة في الشرق الأوسط، وليس الاكتفاء بموقف سلبي، وقبول الرؤية الأمريكية لمستقبل المنطقة.

رفض تام٢ـ ترى الصحيفة بأن بوتين يؤكد وبوضوح أنه يرفض جملة وتفصيلاً الموقف الأمريكي القائم على أساس إن إزاحة رجل من السلطة هو الطريق الوحيد لإرساء استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط. وفيما ما زالت الولايات المتحدة وأوروبا يواصلان النقاش بشأن خطواتهما المقبلة، وخاصة عشية أزمة الهجرة، بدت روسيا مستعدة لتنفيذ رؤيتها بأن مزيداً من الدعم العسكري المباشر للأسد في حربه ضد داعش، يمثل الطريق الأمثل لإنهاء الصراع. وكان بوتين لوح مراراً بأنه إن كان هدف السياسة الغربية هو خفض تدفق اللاجئين وتقليص خطر الإرهاب، يتم عبر عمليات جديدة على الطراز الأفغاني، فإن التجربة في العراق وليبيا توحي بأن قلب الأسد على أمل أن تتمكن المعارضة من تشكيل حكومة فاعلة ومستقرة، لن يحقق تلك الغايات.

ثقة ٣ـ وتلفت "ناشونال إينتيريست" إلى ثقة إضافية باتت روسيا تتحلى بها حيال موقفها في أوكرانيا. فقد تراجعت حدة العنف في الصيف الحالي، مع احتمال استمرار الهدنة. وفي نفس الوقت، تشير المشاكل الاقتصادية والسياسية المحلية لاحتمال عدم تحقق انفراج قد يؤدي لتقوية ثورة الميدان في أوكرانيا، ولا لوضع البلاد على طريق تكامل أوثق مع العالم الأوروبي ـ الاطلنطي. وعوضاً عن ذلك، يبدو أن الأشياء آخذة في التحول لصراع مجمد مؤجل تحتفظ فيه روسيا باليد الطولى.

خطوط حمراء٤ـ تقول الصحيفة بأن الكرملين بات يفرض خطوطه الحمراء. فكما منعت موسكو تعرض الانفصاليين لهزيمة ساحقة في أوكرانيا في الصيف الماضي، أشارت أكثر من مرة إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، والسماح بالإطاحة ببشار الأسد أو قلبه بفعل عمل عسكري خارجي. ومع نشر مزيد من القوات الروسية على الأرض، ومع ما يشاع عن دعم القدرات الدفاعية الجوية لنظام الأسد، زادت خطورة القيام بأي تحرك أمريكي، أو من قبل الناتو، لفرض منطقة حظر طيران من أجل إنشاء منطقة آمنة على الأرض لصالح اللاجئين، لأنه من شأن ذلك أن يهدد باحتمال التصادم مع قوات روسية.

عدة أهداف٥ـ برأي "ناشونال إينتيرست" يخدم الاستعداد الروسي" لنشر قوات على الأرض" في سوريا، لخدمة عدة أهداف، في تعارض تام لمسعى يائس من جانب حلفاء واشنطن في المنطقة لنشر قوات قادرة ومستعدة لمحاربة كل من الأسد وداعش، فضلاً عن امتناع حلفاء أمريكا الرئيسيين في تحمل مزيد من المسؤولية. فمن شأن ذلك طمأنة شركاء روسيا بأن موسكو مستعدة لتنفيذ وعودها، وحتى لو كان ذلك على حساب مواردها وجنودها وسمعتها. ولم يغب هذا الأمر من دون تنبه جهات مثل مصر وأذربيجان حيث تساءلت الحكومتان عن عمق الالتزام الأمريكي تجاههما.

رفع الكلفةوترى الصحيفة بأنه بنظر دول شرق أوسطية عارضت السياسة الروسية في سوريا، قد يقود قرار بوتين برفع كلفة ودرجة استعداده للتدخل، لدفعهم لإعادة تقييم المسار لتسوية قابلة للتطبيق لا تعتمد على واشنطن، التي سرعان ما ستكون منشغلة بحملة انتخابية، بل تتم عبر موسكو.

إن قرار بوتين، يعكس، برأي الصحيفة، تقييماً يرى بأن خطر مشاركة روسية أكبر في سوريا يفوق مخاطر تعرض مصالح روسيا للخطر في حال سقوط الأسد. ولن تقتنع روسيا جراء مبادرات كلامية لوقف نشر قواتها. وتحتاج الولايات المتحدة في صياغة ردها لأن تضع في اعتبارها حسابات مشابهة للتوصل لنتيجة تأمل بتحقيقها عبر وسائل تكون مستعدة لاتباعها.


http://24.ae/mobile/article.aspx?ArticleId=186048
 
عودة
أعلى