تعليم الصلاة الصحيحة

كيف يكون سجود السهو

مقدمة
الكثير منا يسهو في أداء فريضة الصلاة، تلك الصلاة التي جعلها الله عمود الدين، ونتذكر دائماً أن أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله، لذلك يجب أن تكون الصلاة صحيحة وكاملة كما أمرنا بها رب العالمين أن تكون، وأي جانب يشوبه خطأ أو تردد فلا بُد أن تُعاد الصلاة إلا في بعض المواضع؛ لأن الله لا يكلف نفساً إلّا وسعها، لذلك حتى في أمور السهو والنسيان التي تحصل لكل إنسان، كان لرب العالمين تسهيلاً كي لا تُعاد الصلاة مرة أُخري، للتخفيف على المسلمين وجعلهم يؤدون فريضة الصلاة بالشكل الصحيح والطريقة التي يقبلها رب العالمين، ولكي تكون صالح ويصلُح معها كل عمل، ولا ننسي أن السهو أو النسيان في الصلاة هي من الشيطان لذلك علينا أن نفعل ما أوصانا به رب العالمين لكي تكون الصلاة متكاملة حتى مع وجود سهو ونسيان.

سجود السهو
سجود السهو هي عبارة عن سجدتين، يقوم بهمها المصلي لإصلاح الخلل الذي حصل أثناء تأديته الصلاة، والخلل يكون بالسهو والنسيان والغفلة عن عدد الركعات التي ركعها، وأسباب سجود السهو ثلاثة، إما زيادة في عدد الركعات أو نقصان أو شك.

سجود السهو في حالة الزيادة
أثناء أداء المصلي صلاته قد يتذكر بأن صلاته زادت عن عدد الركعات الأصلية، إذا تذكر وهو في نهاية صلاته فعليه بسجود السهو، لتكون صلاته صحيحة، وإن تذكر الزيادة في أثناء الصلاة يجب عليه الرجوع وأداء سجود السهو، مثلاً إن كان شخصاً يصلي صلاة الظهر وتذكر أنه صلى خمس ركعات ولم يتذكر الزيادة إلى أثناء التشهد، فعليه إكمال التشهد والتسليم ثم يسجد للسهو ويسلم، ولكن إذا تذكر الزيادة وهو في الركعة الخامسة عليه أن يجلس ويتشهد ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم؛ أما إذا سلم المصلي قبل إتمام الركعات الأصلية للصلاة متعمداً، هذا يبطل صلاته، أما إذا كان ناسياً عليه إعادة الصلاة من جديد، وإن تذكر بعد زمن قليل كدقيقتين او ثلاث فيكمل الصلاة ويسلم، ثم يسجد سجود السهو ويسلم، ودليل ذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (أن النبي صلي الله عليه وسلم صلي خمساً، فقيل له : أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمساً، فسجد سجدتين بعدما سلم، وفي رواية أخري، ثني رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم) رواه الجماعة.

سجود السهو في حالة النقصان
نقص الأركان
إذا نقص ركناً من أركان الصلاة كتكبيرة الإحرام مثلاُ عمداً أو سهواً فلا صلاة له؛ لأن صلاته لم تنعقد، وإن كان غير تكبيرة الإحرام فتركه متعمداً يبطل الصلاة، وإن كان تركه سهواً مثل نسيان السجدة الثانية من الركعة الأولى ووصل إلى الركعة الثانية تلغي الركعة التي نسي فيها وتحل الثانية مكان الأولي ويتم استكمال الصلاة بعددها الأصلي وعليه أن يسجد للسهو بعد السلام، مثلاً نسي شخص السجدة الثانية من الركعة الأولى وتذكر وهو جالس بين السجدتين من الركعة الثانية فيتم إلغاء الركعة الأولى وتحل الركعة الثانية محل الأولى ويتم إكمال الصلاة، ويسجد للسهو ويسلم.

نقص الواجبات
إذا ترك المصلي واجباً من واجبات الصلاة بشكلٍ متعمد فصلاته باطلة، وإن كان ناسياً وتذكر قبل أن يفارق مكانه عليه أن يؤدي الواجب، وإن تذكر بعد أن فارق مكانه عليه أداء الواجب ثم إكمال الصلاة والتسليم ويسجد للسهو ويسلم، وإذا تذكر بعد وصوله للركن الذي يليه فلا يرجع إليه ويستمر في صلاته ويسجد للسهو قبل أن يسلم، فمثلاً شخص قام من السجود الثاني في الركعة الثانية ناسياً أداء التشهد الأول وتذكر قبل أن ينهض فعليه أن يبقي جالساً ويتشهد ثم يكمل صلاته ولا شيء عليه، أما إذا تذكر أنه لم يتشهد بعد أن نهض فعليه أن يرجع إلى الجلوس والتشهد ثم يكمل صلاته ويسلم ويسجد للسهو ويسلم، وإذا تذكر بعد أن نهض قائماً سقط عنه التشهد فلا يرجع إليه ويكمل صلاته ويسجد للسهو قبل أن يسلم، ودليل ذلك في ما رواه البخاري عند عبد الله بن بحينة رضي الله عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلي بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين ولم يجلس(للتشهد) فقام الناس معه حتى إذا قضي الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم).

الشك
والشك هو الحيرة التي تقع في أمرين، دون وجود تأكيد على أحدهما، والشك في أداء العبادات لا يُعطي اهتماماً في حالات ثلاث فقط، الحالة الأولي عندما يكون وسواس ومجرد خيال وغير حقيقي، والحالة الثانية إذا حدث لأكثر من مرة مع نفس الشخص وهو يؤدي العبادات، والحالة الثالثة إذا كان الشك بعد الانتهاء من أداء العبادة بشكل كامل، ومثال على ذلك، ومثال على ذلك قيام شخص بأداء صلاة الظهر وعندما انتهي من صلاته أصابه شك وحيرة في أنه رُبما صلى ثلاث ركعات وليس أربع، وهنا لا يجب أن يعطي الأمر اهتماماً إلا إذا كان على يقين بأنه لم يصلي إلا ثلاث ركعات فعليه أن يكمل صلاته ومن ثم يسلم ثم يسجد سجود السهو ويسلم، ويجب أن يكون ذلك بعد انتهاء الصلاة بوقت قصير أما إذا مر وقت طويل على أداء الصلاة فلا يعيد الصلاة.

سجود السهو على المأموم
إذا سها الإمام وجب على المأموم متابعته في سجود السهو، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه)، وسواء سجد الإمام للسهو قبل السلام أو بعده فيجب على المأموم متابعته، وإذا سها المأموم دون الإمام ولم يفوته شيء من الصلاة فلا سجود عليه؛ لأن سجوده يؤدي إلى خلل في متابعة الإمام.


هذه هي سجدات السهو التي يجب معرفتها والتقيد بها، فلا يوجد إنسان لا يسهو، لذلك لا بُد من معرفة أنواع السهو ومتي تستخدم حتى لا تكون صلاتنا باطلة أو يشوبها الخطأ، وعلينا أن نتبع رسولنا الكريم، فهو خير من يُتبع، ولا ننسي أن للصلاة واجبات لا بُد أن نُتمها حتى لا تتكرر لدينا الأخطاء أو الشكوك، فالشيطان يوسوس لنا ويحاول أن يثنينا عن طريق الهداية، ولكن لن يستطيع ما دمنا متمسكين بقرآن رب السماء وسنة نبيه محمد صلي الله عليه وسلم.

يتبع
 
كيف أقضي الصلاة التي فاتتني

المفهوم الشرعي لقضاء الصلاة
قَضاءُ الصلاةِ هو أداءها في غير وقتها الذي حدده الشرع ، لعذرٍ شرعي يُجيز قضائها ،قال تعالى (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً )) ، لذا يجب المبادرة إلى الصلاة على وقتها ، فهو من أحب الأعمال إلى الله عز وجل ، أما إذا حَالَ عذرٌ شرعي دون ذلك ، ولم يُدركْ الوقت ،فيجبُ المبادرةُ إلى القضاء مباشرةً ،ويكونُ إدراكُ الصلاة ، بإدراك ركعةٍ منها قبل خروج وقتها ، فَمَنْ أدركَ ركعةً قبل أن تَغْرُب الشمس ، فقد أدرك صلاة المغرب على وقتها ، ولا يُعدُ هذا قضاءً .

أوقات الصلاة المكتوبة
يبدأُ وقتُ صلاة الفجر من طُلوعِ الفجرِ الصادق إلى طلوع الشمس ،ويبدأُ وقت صلاة الظهر من أول الزوال حتى يَصيرَ ظلُ كلِ شيءِ مِثْلُه ، ويُقصد بالزوال ، زوالُ الشمس عن منتصف السماء ، ووقت صلاة العصر من نهاية وقت صلاة الظهر ، حتى مغيب قُرصِ الشمسِ عند الغروب ، ووقت صلاة المغرب من بعد مغيب الشمس من الغروب ، حتى غياب الشفق الأحمر ، ليدخل بعدها وقت صلاة العشاء ، والذي أخُتلف في وقت انتهائه ، بأنه حتى طلوع الفجر أو منتصف الليل ، والراجحُ أنه القول الثاني والله أعلم .

كيفية قضاء الصلاة
  • مراعاةُ الترتيب ، وذلك يستلزم قضاء الصلاة الفائتة قبل الصلاة الحاضرة ،إذا أُمِنَ إدراكُ الحاضرة وعدم خروجِ وقتها .
  • تقديمُ الجماعةِ في الصلاة الحاضرة ِعلى الفائتة، بحيث إذا أُمكِن صلاةُ الفائتةِ في صلاة الجماعة للحاضرة ، صلاها وفَصَلَ عن إمامه ، ولَحِقَ به في الحاضرة مسبوقاً ،ومثال ذلك فيمن فاتته صلاة العصر ، وأدرك الجماعة من المغرب جماعة ، فيُصلي المغرب جماعة ، ومن ثم يُصلي بعدها العصر ،وأما من فاتته صلاة المغرب ، وأدرك صلاة العشاء جماعة ، فيدخل مع الإمام في صلاة العشاء بنية المغرب ، ويفارق الإمام بعد الركعة الثالثة ، ويسلم ،ويلتحق بالإمام بنية صلاة العشاء مسبوقا .
  • عمل برنامج لقضائها ، بأني يصلي صلاةً مع كُلِ صلاةٍ مكتوبةٍ ، بأن يُصلي مع الظهر صلاة ظهرٍ أُخرى بنية القضاء ، وذلك على سبيل المثال لمن فاتته الصلاة لعذر .
حكم من فاته وقت الصلاة بدون عذر
العذر في ترك الصلاة وقضائها ، هو ما بينته السنة النبوية ، كقوله عليه السلام (من نسيَ صلاة أو نام عنها ،فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ) وما قامَ مقامهُ من الضرورات الشرعية ،لاشتراك العلة الفقهية ،أما من تَركَ الصلاةَ عامداً مُفرطا بها ، ولم يأخذْ بالأسباب الممكنة لأدراك الصلاة في وقتها ،فعلى الراجح من العلماء أنّه لا قضاء له ، فقد حُرِمَ أجرَ تعويضِ الصلاةِ الفائتة ِ ،بسبب الإهمال ،هذا والله أعلم .

يتبع
 
كيف التزم بالصلاة

جاء الدين الإسلامي بالدعوة المجيدة، وأمر جميع الناس أن تدخل فيه بكل أريحية، فالله سبحانه أنزل دينه على الأرض حتى ينقذها من الهلاك، وينقذ أهلها من العذاب الذي سيحل عليها إن لم يكونوا على الطاعة وحسن السلوك، ولأنّ الله يعلم جيداً أنّ دينه سيعمر الله، وسيحافظ على العقيدة التي ارتبطت بالتواجد الإنساني بشكل عام، فقد حمى الله هذا الدين بكل قوة، وجعل على الأرض من يحافظ عليه، ويرعاه بكل شكل هو متاح، وكان أولهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالدين الحنيف، وتحمل الأذى في سبيله، ولم يتوقف للحظة عن نشر الدين الإسلامي في كل أرجاء المعمورة، ورغم أنّه نبي الله إلّا أنّ هذا الأمر لم يشفع عنه، فعذب من الكفار، وبقي دين الله مستمر رغم الاعتداءات، وكثرة المشكلات التي سببها الكفار للنبي صل الله عليه وسلم.

كيف ألتزم بالصلاة
وبعد أن شاع الدين في كل أرجاء المعمورة، وسمع به القاصي والدّاني أصبح الدين من الأولويات التي نادى بها المسلمون، فكلما أسلم أحدهم كان لا بدّ أن يجلس مع النبي حتى يتعلم الدين، ومع توالي الأيام بدأت الأعداد تتوافد بشكل كبير، وتدخل في دين محمد صل الله عليه وسلم، ولم يكن الإسلام هكذا، بل كانت له قواعد وقوانين على من يدخل به أن يتبعها بأي حال من الأحوال، فأمر الله باتباع المسلمين للأركان الخمس، التي تنص على التعاملات مع المسلم وربه، وكانت من أهمها الصلاة التي تعتبر أهم ركن من أركان الإسلام، والسبب في ذلك راجع إلى أنها علاقة بين المؤمن وربه، كان الله سبحانه يحاسب المسلم على ما بدر منه من صلاة، ففي الصلاة أخلاق المسلم بالكامل تتجلى بين يدي الله، فتبدأ من تلاوة القرآن التي تقرب العبد من ربه، وبعدها حسب الوقوف بين يدي الله، إلى التعامل بصوت خافت وباحترام شديد، كما أنّ الحركات التي يؤديها المسلم في الصلاة قد أثبت الطب الحديث فعاليتها في الحفاظ على صحة الإنسان بشكل عام، فإن أردت أن تتخلص من الصداع ما عليك إلّا أن تسجد، أمّا إن أردت أن تريح ظهرك فالحل عندك في الركوع، كما أن الصلاة تمنحنا القدرة على التواصل مع رب العباد، والشكوى له في كل مكان وزمان، واستشارته في كل مجالات الحياة، ولو أردت أن تبدأ يومك بخير، فما عليك إلا أن تصلي ركعتي الفجر التي تنير يومك بالكامل، وتخفف عنك التوتر والضغط بصفة عامة، وموضوعنا اليوم سيتناول الطرق التي من الممكن للإنسان أن يتبعها للالتزام بالصلاة وهي كالتالي:

انتظار أوقات الصلاة
والمعروف أن تهيئة النفس لاستقبال أوقات الصلاة تجعلك قادر على الالتزام بالصلاة بشكل كبير، فهذا يجعلك تقضي حاجتك، أو تنهي كافة المشاغل التي بيدك، وعندما يحين موعد الصلاة فإن ذلك سيساعدك في الوقوف بين يدي الله بكل خشوع، ولا يشغل بالك أي تفكير بالمطلق، كما أنّ انتظار الصلاة يساعدك في التدبر في المخلوقات وقدرة الله في الكون، وما أجمل الذهاب للصلاة في كل وقت، فسئل رجل طاعن بالسن يذهب كل يوم للمسجد قبل الأذان، وعندما سئل أجاب أنّ الأذان للإنسان الغافل حتى يتذكر الصلاة، وأنا لا أنساها فلماذا أنتظر الأذان، وفي ذلك إجابة منطقية لأن هذا الشخص قد اعتاد على الصلاة في أوقاتها فما عاد يهمه أن يقيم المؤذن الصلاة حتى يأتي مهرولاً للمسجد.

الترديد مع المؤذن
ومن أكثر الأمور التي واظب عليها المسلمين من حول العالم أنهم يرددون مع الأذان، فهذا يبعث في الروح راحة نفسية بشكل كبير، ويساعدك في استقبال الصلاة بروح طيبة، وقلب هادئ، وهناك دعوة بعد الآذان من المفترض أن يقولها المؤمن تيمناً بالنبي صل الله عليه وسلم

استقبال القبلة
بعد أن ينتهي المؤذن من الآذان، اجلس قليلاً وانتهز الفرصة، حيث أن الوقت بين الصلاة والإقامة من أهم الأوقات التي يجاب بها الدعاء، ويكون باب السماء مفتوحاً، فادع الله علها تكون ساعة استجابة ويخفف عنك الضيق والهم، واجعل دعوتك عامة حتى يتقبل الله منك، وبعد الانتهاء صلي على النبي عليه الصلاة والسلام، فالله سبحانه يستحي أن يستجيب نصف الدعوة ويترك الباقي، وهذا ما تعلمه العبد من ربه.

طرق أخرى للالتزام بالصلاة
ومن أكثر الطرق التي تهم في الالتزام بالصلاة معرفة أهمية الصلاة في حياتنا، والتعامل معها بشكل جدي على أنها فرض من فروض الله التي فرضها على عباده، وهي جوزاً سفر المسلم للدخول إلى الجنة، وقد يصلي المسلم طوال حياته دون أن يدرك أن الصلاة التي يصليها لا فائدة منها، لأنه لا يصليها بإتقان أو بخشوع.

معرفة عقوبة تارك الصلاة
ولكي تواظب على الصلاة لا بدّ لك من التعامل مع الدين بشكل جدي، ومعرفة أنّ الله شديد العقاب للذين يتهاونون في عبادته، فإن أردت أن تخالف شرع الله فستنال العقاب الشديد، وسيكون عليك أن تقضي دنياك وأخرتك في جهنم وبئس المصير، ولماذا تضع نفسك على هذا الحال، فمن الممكن أن تتجنب هذا الأمر بالصلاة، وقد عرف في الدين أن الفرق بين المؤمن والكافر الصلاة، فمن تركها فقد كفر.

الصلاة عماد الدين
والمعروف أن الصلاة هي عماد الدين، وهي الطريق السليم التي من الممكن أن يتبعها المؤمن إن أراد الوصول إلى جنان الخلد، فإن كانت الصلاة صالحة فقد صلح سائر العمل، أما إن بطلت الصلاة فقد بطل العمل كله، وسيكون على الإنسان أن يواجه العقاب الشديد، ومعروف عن الصلاة أنها لا تأخذ الكثير من الوقت، فإن أردت أن يكون إسلامك صحيحاً فعليك ألا تتهاون في الصلاة لأنها الأصل بين كل العبادات الأخرى.

الصلاة تقوي الروابط الإنسانية
فالصلاة هي الأصل في تاريخ الإنسان بصفة عامة، فهي تعرف المسلم بأن الله هو الخالق وحده، وهو المسيطر على عباده، وأن الله سبحانه هو الأعلى والأفضل من كل العباد، فإن أردت أن تعرف ما تفعله الصلاة بالمسلم، فتوجه لأي مسجد، ولاحظ أنّ صفوف الصلاة التي تقام في المساجد لا تفرق بين فقير أو غني، بين طبيب أو عامل نظافة، فكلهم يقفون بجانب بعضهم، ويتراصون بالأكتاف، ويكونون في صلاتهم كالأخوة.


وختاماً،
إن أردت أن تلتزم بالصلاة عليك أن تعرف أنّ الدين هو لله وحده، وأن الله هو القادر على هداية البشر للصلاة، وإن كان الله قد دلّنا على بعض الأماكن في الأرض، والتي من شأنها أن تكمل الصلاة الناقصة التي قصرنا فيها خلال حياتنا، كالصلاة في المسجد الحرام، حيث تعادل الصلاة الواحدة به ما يقارب المئة ألف صلاة، وصلاة واحدة بها كفيلة بأن تدخلنا الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب، ويليها المسجد النبوي، وتعادل الصلاة فيها العشرة آلاف صلاة، ويليها المسجد الأقصى الذي أسري به النبي محمد صل الله عليه وسلم من مكة للمدينة، ويعادل ما يقارب الألف صلاة على كل صلاة يؤديها. وقد أوجدت هذه الأماكن للعباد حتى يتمكنوا من قضاء ما فاتهم من صلاة طوال حياتهم، لينالوا البر في الآخرة بإذنه سبحانه وتعالى.

يتبع
 
ما هي مبطلات الصلاة

يجد المسلم في تواصله مع ربّه سبحانه وتعالى اللذّة الكبيرة ، فهو يتصل مع مولاه في اليوم والليلة خمس مراتٍ ، يعبد ربّه ويناجيه ويبتهل إليه فالرّاحة النّفسية والبدنيّة لا تتحقّق بدون الرّجوع إلى منهاج الله وأداء الصّلوات ، والصّلاة ركنٌ أساسيٌ من أركان الإسلام يمتاز بها المسلم عن غيره ، فمن تركها جاحداً لها كفر بإجماع العلماء ، والصّلاة من أحبّ الأعمال إلى الله بل وتتقدّم على برّ الوالدين والجهاد في سبيل الله تعالى ، وإنّ من صفات المتّقين إقامة الصّلاة في وقتها والمحافظة عليها ، بل قد نعى الله أقواما أضاعوا الصّلوات واتّبعوا الشّهوات وتوعّدهم بالغيّ .
و الصّلاة إلى الصّلاة مكفراتٍ لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر ، وشبّه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الصّلوات الخمس بنهرٍ بباب أحدنا يغتسل فيه كلّ يومٍ خمس مراتٍ ، وتخيّل صورة التّشبيه وكيف تعبّر عن حقيقة الصّلوات وثمرتها وآثارها في النّفس والجسد ، فهي كالماء تغسل الذّنوب والآثام وتنفث الخبث ، وتحدث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن المشاءون إلى المساجد في الظّلمات وبشرهم بالنّور التّام يوم القيامة ، وانتظار الصّلاة إلى الصّلاة من أنواع الرّباط .
و للصّلاة أركانٌ وواجباتٌ وسننٌ ، كما للصّلاة شروطٌ منها الإسلام والعقل والبلوغ ، ولها مبطلاتٌ ، فمن مبطلات الصّلاة التّكلم فيها والأكل والشرب متعمداً ، وخروج الحدثين والرّيح ، كما أن مبطلاتها عقد النّيّة على قطعها أو ربط نيّة قطعها بحدوث حدثٍ ، وتكلّم بعض العلماء عن الحركة الكثيرة الزّائدة في الصّلاة وعدّوها من مبطلاتها ، بعضهم حدّدها بثلاث حركاتٍ أو ما بلغ مقدار ركعة زمنياً وإن كان هناك خلافٌ في هذه الجزئيات ، وللصّلاة مكروهاتٌ منها إغماض العينين والنّظر في السّماء .
و قد أصيبت مجتمعاتنا المعاصرة وأسرنا ببلوىً كبيرةً ، فأصبح كثيرٌ من الأولاد لا يتربّون على الصّلاة في صغرهم ، وقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتعليم الأولاد الصّلاة على سبع سنين وضربهم عليها على عشر سنين تأكيداً على أهمية هذه الشّعيرة والرّكن العظيم .

يتبع
 
كيفية يؤدي المريض الصلاة

مقدمة
كما نعلم أن الله عزّ وجلّ بعث إلينا النبي صلى الله عليه وسلم برسالة من السماء مبنية على اليسر والسهولة والبساطة فالدين لا يوجد فيه تعقيد، فما هي الأحكام الواجب اتباعها في الصلاة للمريض، وكما نعلم فأول شروط الصلاة هو الطهارة، فإذا مرض إنسان بمرض يجعله غير قادر على أداء الطهارة من الحدث سواء الحدث الأكبر أو الأصغر فما هي الأمور التي يمكنه القيام بها؟

حالات المرض والتعامل معها
  • إذا كان مرضه لا يسمح له بالوضوء بتاتاً وذلك لخشية تضاعف المرض أو بسبب عدم قدرته على التحرك أو عدم قدرته على لمس الماء كأن يكون عاجز أو مصاب بمرض جلدي يؤخر في الشفاء، فالأصل والمعلوم في هذه الحالة أن عليه التيمم، ويكون التيمم عن طريق ضرب الأرض الطاهرة أي الرمل الطاهر باليد، وبعد الضربة يتم مسح الوجه باليدين، وبعدها يتم مسح الكفين بعضهما ببعض، وإذا كان مرضه لا يسمح له أن يقوم بالتيمم بنفسه كأن يكون جالس على السرير لا يتحرك فلا تسقط عنه الفريضة وعليه أن يستعين بأحد يممه ويقوم شخص آخر بمساعدته بالتيمم وكأن يقوم بالتيمم بنفسه وذلك عن طريق ضرب هذا الشخص الأرض الطاهرة بيده، ويمسح بها وجه المريض وكفيه، كما لو كان لا يستطيع أن يتوضأ بنفسه فيساعده شخص آخر في الوضوء، ولمن لم يجد أرض عليها رمل يتيمم بها يمكنه أن يقوم بالتيمم من الجدار أو من شيء آخر له غبار، فإنّ كان الجدار مطلياً بشيء ولا يوجد عليه غبار، فلا بأس أن يضع تراب في منديل أو إناء و يقوم بالتيمم منه، وإذا تيمم لصلاة وبقي على طهارته إلى وقت الصلاة الأخرى فإنه يصليها بالتيمم الأول ولا يكون عليه إعادة التيمم، لأنه لايزال على طهارته ولم يوجد ما يبطلها، يجب على المريض أن يطهر بدنه من النجاسات أو يخلعها ويلبس ثياباً طاهرة فإنّ لم يستطع صلى على حاله وصلاته صحيحة ولا إعادة عليه، وعند الصلاة يجب أن يصلي على شيء طاهر فإذا كان الفراش فيه نجاسة عليك بتغيير الفراش وإبداله بفراش طاهر، وإن لم يستطع فلا حرج عليه وصلاته صحيحة ولا يكون عليه قضاء لها أو إعادة، أما الحالة الأخيرة أن يكون المريض عاجز عن التيمم لا بنفسه ولا بغيره بسبب حروق شديدة فإنّه يجوز له الصلاة على حاله.
  • إذا كان المريض مصاب بجروح طفيفة نتيجة حادثة وترتب عليها نزيف، وكذلك مريض البواسير النازفة، والذي قام بخلع لأسنانه فإنّ الدم لا يفسد الوضوء إلّا إذا خرج الدم من مخرج البول أو الغائط، أما ما عدا ذلك فلا ينقض الوضوء سواء كان كثير أو قليل، فمثلاً الذي يصاب وهو على وضوء عليه بربط جرحه ويصلى ولا حرج في ذلك وصلاته صحيح بإذن الله وكذلك كما قلنا الذي يخلع ضرسه حتى إذا كان متوضأ يبقى على وضوئه بعد الخلع، فالدم الذي يخرج من الفم وقت الخلع لا يفسد الوضوء.
  • المريض الذي لا يتحكم بنزول البول: الذي لا يستطيع التحكم في نزول البول أو الذي لا يتحكم في انفلات الريح، في هذه الحالة عليه الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقت الصلاة، وبعدها يصلي بسرعة ولا يفسد الوضوء الذي ينزل بعد الوضوء حتى وإن كان في الصلاة لأنه لا يستطيع أكثر من ذلك، وعليه أن يقوم بوضع قطعة من القماش كي لا ينتشر البول في الثياب.
  • المريض الذي وضع له جبيرة، عل أحد أعضاءه أو الجبس، فيمكنه المسح عليها من الحدث الأصغر والأكبر، ويمكنه غسل باقي الأعضاء وإن لم يستطع فيمكنه التيمم.
  • حالة المريض الذي يحتاج لعمل عملية ويضطر للخضوع للبنج الكامل، وفي هذه الحالة يغيب المريض عن الوعي لمدة لا يمكنه تقديرها، وعندما يستيقظ من البنج تكون الملابس الخاصة بالعمليات ملوثة بالدم أو أشياء أخرى، وفي هذه الحالة لا يستطيع تغيير ملابسه لأسباب مختلفة، وقد لا يمكنه التركيز والحركة بعد الخروج من العمليات، في هذه الحالة كيف يمكن التعامل مع هذه الحالة؟ يكون ذلك من خلال الوضوء والصلاة قبل دخول غرفة العمليات إذا كان وقت الصلاة، ويفضل صلاة ركعتين لله قبل دخول غرفة العمليات، وكذلك يمكنك سؤال الطبيب عن تفاصيل العملية والوقت الذي ستبدأ فيه والوقت الذي ستنتهي منه العملية ويخرج وما مقدار الزمن الذي يبقى فيه المريض غائب عن الوعي، ومن خلال معرفة التفاصيل على الوقت التقديري للعملية يمكنه إذا كان يقدر الجمع بين الصلوات وذلك من خلال الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء جمع تقديم، وبذلك يضمن أدائه للصلاة، وبعد أن يفيق من تأثير البنج ويعود لوعيه عليه أن يسأل الطبيب إذا كان باستطاعته الوضوء، فإذا لم تستطع فيمكنك أن تقوم بالتيمم كما ذكرنا مسبقاً كيف تتم عملية التيمم، ويتم أداء الصلاة حسب قدرته إمّا قاعد، قائم، على جنب، أو برأسه وعينيه، ويقوم بتغيير الملابس ولبس ملابس نظيفة ولكن إذا كان لتغيير الملابس مشقة عليه فيمكن أن يبقى بالحالة التي هو عليها وتصح بذلك صلاته.
  • المريض المصاب بالشلل النصفي أو الكامل: يتوضأ وبصلي بحسب ما يقدر إمّا قاعد، قائم، على جنب، مستلق على ظهره، أو برأسه وعينيه، ويكون ذلك حسب قدرته وإمكانيته.
  • المريض المصاب بالغضروف: يحاول الصلاة بحسب قدرته واستطاعته فإمّا قاعد، قائم، على جنب، مستلق على ظهره، أو برأسه وعينيه، مع العلم أن حركات الصلاة تساعد على سرعة شفاء المرضى بعد إجراء العمليات الجراحية للغضروف في العمود الفقري.

كيفية أداء الصلاة للمريض
يجب على المريض أن يصلى الفريضة وهو قائم، منحني، يتركز على عمود، أو يتركز على عصا، فإذا لم يكن بمقدوره الصلاة واقف يمكنه أداء الصلاة جالس والأفضل أن يكون متربع في موضع القيام والركوع ومفترش في حالة السجود، فإذا كان لا يستطيع الصلاة جالساً صلى على جنبه ويوجه نفسه إلى القبلة، وإذا لم يكن قادر على التوجه للقبلة يصلي كما كان اتجاهه ولا إعادة عليه، أما إذا كان لا يستطيع الصلاة على جنب فيصلي مستقيم وتكون رجلاه موجهة إلى القبلة والأفضل أن يرفع رأسه قليلاً ليتجه إلى القبلة فإذا لم يستطع أن تكون رجلاه إلى القبلة يصلي كما كان ولا يوجد عليه إعادة فصلاته صحيحة إن شاء الله، وعلى المريض إذا لم يستطع الركوع والجلوس فعليه الاماء برأسه وعليه أن يجعل السجود اخفض من الركوع فإنّ استطاع الركوع دون سجود ركع حال الركوع وكأنه سجود وإذا استطاع السجود دون الركوع سجد عند السجود وأومأ بالركوع، وإذا لم يكن يستطيع الإيماء برأسه في الركوع والسجود أشار بطرفه عينه، فعند الركوع يقوم بغمض عينيه قليلاً، وعند السجود يغمض أكثر، ويجب الإشارة إلى أن حركة الأصبع التي يفعلها البعض عند السجود والركوع هي غير صحيحة، أما إذا لم يستطع الإيماء برأسه ولا الإشارة بالعين صلى بقلبه فينوي الركوع والسجود والقيام والقعود بقلبه.


كما رأينا فديننا دين يسر فقد بسط الأمور إلى أبعد الحدود لكنه نهى وأبعد احتمال عدم الصلاة وتركها فترك الصلاة جرم فلا يمكن ترك الصلاة لأي سبب من الأسباب، وهذا دليل على حب الله للعبد فهو يسعد عند تقرب عبده له فالصلاة هي الرابط بين العبد وربه.

يتبع
 
ما مكانة الصلاة في الإسلام

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد،
الصلاةً لغةً تعني الدعاء، وفي الشرع: هي أقوال وأفعال مخصوصة تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم. وإن للصلاة فضل ومكانة كبيرة في الإسلام، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وتوصف بأنها عمود الدين، وهي العبادة الوحيدة التي تلقاها الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرةً من رب العالمين من دون واسطة الوحي جبريل عليه السلام، وكان ذلك في ليلة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد له سائر عمله » [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة]، وقد كانت الصلاة من آخر وصايا الرسول قبيل وفاته، وهذا مما يدل على الأهمية والمكانة الكبيرة للصلاة في الإسلام.
إن الصلاة تعزز الصلة بين العبد وربه، فعن طريقها تتحقق مناجاته ودعائه، فتكون وسيلة للتقرب لله عز وجل، وسببًا في مغفرة الذنوب، وللصلاة أيضًا الكثير من الثمرات الأخلاقية والتربوية على الفرد التي تنعكس إيجابيًا عليه وعلى وأسرته ومجتمعه، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتحقق للإنسان التزكية والراحة النفسية، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال بن رباح: « أرحنا بها يا بلال ».
لا زال العديد من العلماء يفتون بأن تارك الصلاة المداوم على تركها كافر خارج عن ملة الإسلام، وإن كان تركه لها تكاسلًا وليس جحودًا وإنكارً لشرعيتها، وهؤلاء العلماء هم مجتهدون، ولديهم أدلة على ما يفتون به، وقد خالفهم علماء آخرون في هذه المسألة، وقالوا بأن تارك الصلاة إن كان تركه لها كسلًا فهو ليس بكافر، ولا يسع المسلم في ظل هذا الخلاف إلا أن يحرص على الصلاة حرصًا شديدًا، وأن يؤديها بتمامها، وفي أوقاتها المحددة، وبصفتها الصحيحة، وألا يتهاون أبدًا في تركها حتى لا يكون كافرًا على رأي الذين قالوا بكفر تارك الصلاة. فهذا الخلاف الذي نراه بين العلماء إن دل على شيء، فهو يدل على أهمية الصلاة وعظمها، ومكانتها في الإسلام؛ لأنها العبادة الوحيدة التي وقع بين العلماء خلافٌ في تركها كسلًا، فكلهم متفقون بأن العبادات الأخرى من الصيام والزكاة وغيرها إن تركها العبد تقصيرًا منه من غير جحودٍ وإنكارٍ لها، لا يعتبر كافراً.

يتبع
 
كيف يمكن معرفة اتجاه القبلة

القبلة هي الوجهة التي يولي المسلم لها وجهه أثناء صلاته، حيث أن الصلاة لا تصح إلى بالاتجاه نحوها. القبلة هي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، كما ويسمى المسجد الأقصى بأولى القبلتين لأنه قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة، وهناك أقوال تقول بأن المسجد الأقصى هو ثاني القبلتين حيث أن القبلة الأولى هي الكعبة أيضاً ولقد حولت إلى المسجد الأقصى لأهميته و عظمته في التاريخ، و للدلالة على أن المسجد الأقصى للمسلمين، ثم و بعد ذلك عادت القبلة مرة أخرى إلى الكعبة و إلى الأبد. جرى تحويل القبلة إلى الكعبة بعدما كانت إلى المسجد الأقصى في السنة الثانية للهجرة، كما و أن القبلة قد انتقلت إلى الكعبة في اليوم الثامن من شهر محرم للسنة الثانية للهجرة، حيث كان تحويل القبلة في ذاك اليوم و تحديداً في صلاة الظهر و خلال الركعة الثانية منها.
ذكرت القبلة في مواضع كثيرة و متعددة في كتاب الله – عز وجل –، قال تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " سورة البقرة، آية 143.


تحديد اتجاه القبلة

شيء مهم يجل الانتباه إليه عند تحديد اتجاه القبلة، و هو ان القبلة تحدد بأخذ المسافة الأقصر بين نقطة الصلاة و بين الكعبة بناءً على شكل الأرض الكروي و ليس بناءً على شكلها المسطح، فحقيقة الأض كروية و ليست مسطحة، و من هنا يتوجب أن يكون الإنسان قادراً على تحديد مكان الكعبة بناءً على هذه النقطة.
لتحديد القبلة يمكن لنا أن نحدد الدائرة التي تربط بين الكعبة و بين نقطة الصلاة، حتى يتم تحديد الزاوي التي تتكون بين هذه الدائرة و بين الجهات الأربعة، و يمكن تحديد الجهات الأربعة باستخدام البوصلة. فالزاوية المحددة هي التي ندير لها وجهنا في الصلاة. مع مراعاة أن البوصلة تعطي الاتجاه الشمالي المغناطيسي و الاتجاه الجنوبي المغناطيسي و ليس اتجاهات الأرض الجغرافية، لهذا يجب أن يتم أخذ زاوية الانحراف بعين الاعتبار. يمكن الاستعانة أيضاً بالطرق الحديثة عن طريق استخدام تطبيقات الهواتف الذكية أو البوصلات التي تصنع مخصصاً لتحديد اتجاهات القبلة.

يتبع
 
كيف شرع الاذان في الاسلام


يمكن اعتبار الآذان على أنه الوسيلة التي ينادي بها المؤذن على المسلمين للتجمع، بسبب أن وقت الصلاة قد حان أو أن هناك أمر مهم يجب اجتماع المسلمين لأجله ليتباحثوا فيه، كما كان يستخدم قديماً أما اليوم و مع ظهور الوسائل الإعلامية المختلفة مثل التلفاز والمذياع والإنترنت والصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي فلم يعد الأذان يستخدم في أية أغراض أخرى غير الإيذان وإعلام الناس بدخول موعد الصلاة أو العبادة، فيتجمع الناس في المسجد أو في أي مكان آخر، ليتجهزوا أو يصلوا ويؤدوا فرائضهم، التي أمرهم الله تعالى بتأديتها. يؤذن المؤذن من مئذنة الجامع وهي مكان عالٍ مرتفع يبنى مع المسجد ويصعد عليه المؤذن لينادي بالآذان، كما أنه في الوقت الحالي يتم استخدام مكبر الصوت لضمان وصول صوت المؤذن إلى أبعد مكان ممكن.
كان الناس في بداية فرض الصلاة إذا جاء وقتها، وحان موعدها يتجهون مباشرة إلى المساجد لأدائها، دون أن يكون هناك أي إعلام أو أي نداء يعلم أن موعد الصلاة قد حان، وكان هذا مدعاة لتفكير الرسول – صلى الله عليه وسلم -، بسبب عدم وجود طريقة يجمع بها المسلمين عند دخول وقت الصلاة، فأشار عليه الصحابة بأن اليكون النداء للصلاة بالناقوس أو بالبوق، فبدأت صناعتهما، إلى أن رأى الصحابي الجليل عبدالله بن زيد مناماً سمع فيه " الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله " فأعجب الرسول هذا النداء وأمر بلال بن رباح أن ينادي به، لأن صوته جميل يستطيع أن يستلذ السامع عند سماعه للآذان منه، ولاخقاً تم إضافة جملة " الصلاة خير من النوم " وأقر الرسول بلالاً عليها وهي تقال فقط في صلاة الفجر.
يجب على المؤذن أن يكون صوته جميل، يطرب الناس عند سماعهم للآذان ويشدهم إلى الصلاة والعبادة، فليس أي إنسان يصلح لأن يكون مؤذناً، كما أن الآذان يجب أن يقرأ مرتباً ومن شخص واحد وأيضاً يجب أن يكون عاقلاً راشداً، كم أنه يجب أن يكون الصوت مرتفع أثناء المناداة بالآذان، كل هذا لان الآذان يعتبر من أكثر الأمور أهمية في الدين الحنيف لأنه يؤذن بالصلاة.

يتبع
 
متى فرضت الصلاة

الصلاة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام وعموده وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله.
هي ركن من أركان الإسلام ومن أعظم الفروض التي فرضها الله على المسلمين وهي عمود الدين، وقد فرضها الله علينا للتقرب منه سبحانه وتعالى ولها فضائل كثيرة منها غفران الذنوب وأنّها نور في الدنيا والاخرة، فمتى فرضها الله على المسلمين، ما هو حكمها، على من فرضت.

متى فرضت الصلاة
فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات في حادثة الأسراء والمعراج، وأول ما فرضت فرضت ركعتين.
ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أقرت صلاة ، وزيد في ، أصبحت الظهر أربعاً والعصر أربعاً والمغرب ثلاثاً والعشاء أربعاً، الفجر ركعتين لأنه يطول بصلاتها قراءة ، والمغرب ثلاثاً لأنها وتر النهار.

حكم الصلاة
هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد فرضها الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل إليه البشر وفي ليلة الأسراء والمعراج، وقد فرضها الله خمسين مرة ولكن خففها الله على عباده لتصبح خمس صلوات فعلياً وتكتب في خمسين.
أجمع علماء المسلمين كافة: أن الإنسان إذا جحد فرض الصلوات الخمس أو فرض واحدة منها فهو كافر مرتد عن الإسلام يباح دمه وماله إلاّ أن يتوب إلى الله عزّ وجلّ، ما لم يكن حديث عهد بالإسلام لا يعرف من شعائر الإسلام شيئاً فأنه يعذر بجهله في هذه الحال، ثم يعرف فأن أصر بعد علمه بوجوبها على انكار فريضتها فهو كافر.

فرضت الصلاة
فرضت الصلاة على كل مسلم، بالغ، عاقل، من ذكر أو أنثى، فالمسلم ضده الكافر، والكافر لا تجب عليه الصلاة، والبالغ وهو الذي حصل على واحدة من علامات البلوغ، والعاقل ضده المجنون، الذي لا عقل له أو وصل إلى حد فقد التمييز.

اتمني ان اكون اديت الامانه
واشهد ان لا اله الا الله محمدآ رسول الله
الذي بعث رحمتآ للعالمين
اللهم اشهد انه بلغ الرساله واد الامانه ونصح الامه
وسوف اقوم بوضع روابط الموضوع
وجزاكم الله كل خير
Special Forces commander
 
الروابط الخاصه ب الموضوع

















































 
screen480x480.jpeg


الصلاة هي عبادة لله -عز وجل- وهذه العبادة تتكون من أقوال وأفعال، تبدأ بتكبيرة الإحرام، وتنتهي بالتسليم على اليمين واليسار، ومن أهمية الصلاة عند الله -تبارك وتعالى-، أن جعلها عماد الدين، وهي الركن الأساسي فيه فإن صلحت الصلاة نظر الله في باقي العمل، وإن لم تصلح الصلاة لم ينظر الله إلى باقي العمل.
وحتّى تصح الصلاة لا بدّ أن تتوفر فيها عدة شروط: كأن يكون الإنسان على طهارة كاملة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر، وأن يتوضأ قبل الدخول في هذه العبادة بالماء فإن لم يتوفر الماء كان عليه أن يتمم بالتراب، وأن يكون طاهرًا من النجاسات سواءً كانت النجاسات في بدنه أو في ثوبه.
أمّا عن كيفية الصلاة فيجب على الإنسان المسلم إذا ما أراد الصلاة أن يستقبل القبلة، وأن يتوجه إليها ببدنه وجسده بدون أيّ انحراف أو التفات، ثمّ عليه بعد ذلك أن يضع النية بقلبه من دون أن يقوم بنطقها؛ لأنّ محل النية القلب، وهي أساس لكل عمل يبتغى من خلاله رضى الله -تبارك وتعالى- ثمّ يقوم بعد وضع النية بتكبير التكبيرة الأولى، وهي تكبيرة الإحرام فيقول: "الله أكبر"، ويقوم برفع يديه إلى منكبيه عندما يريد أن يكبر، ثمّ يقوم بعد ذلك بوضع كفه الأيمن فوق كفه الأيسر، ويكون كل ذلك فوق صدره ثمّ يبدأ صلاته بالاستفتاح فيقول: "سبحانك اللهم وبحمد وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك"، ثمّ يبدأ بعد ذلك بقراءة سورة الفاتحة، ثمّ ما تيسر له من القرآن الكريم، ثمّ يركع لله -تبارك وتعالى-، ويكون ذلك بانحناء الظهر، ويقول أثناء ذلك "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات، ثمّ يقوم بعد ذلك بالعدول عن الركوع وقول "سمع الله لمن حمده"، ويقول بعد ذلك ربنا ولك الحمد، ثمّ يسجد بعد ذلك ويقول في السجود "سبحان ربي الأعلى"، ويكون ذلك ثلاث مرات، ثمّ يجلس من السجود، ويقوم بوضع قدمه اليسرى، ونصب القدم اليمنى، ويقول أثناء ذلك "ربي اغفر لي ربّي اغفر لي"، ثمّ يسجد مرة ثانية ويقول ما قال في السجدة الأولى، ثمّ يقوم بأداء الركعة الثانية كما قام بأداء الركعة، وعندما ينتهي من سجوده الثاني من الركعة الثانية يجلس لأداء التشهد فيقول فيه: "التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنّ لا اله إلّا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"، ثمّ يقوم بعد ذلك بالتسليم علي اليمين وعلى اليسار وينتهي من صلاته مستغفرًا لأيّ خطأ أو سهو في صلاته.
%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-14-%D9%88-15.jpg


attachment.php


ouuoo110.jpg


يتبع

بارك الله فيك أخي الكريم على المشاركة و التوعية
 
الله المستعان.
صليت في مسجد ومن يؤم المصلين غير حافظ للقرآن ويرتكب أخطاء . كما لاحظت أنهم لم يقيموا الصلاة.
هل يجوز اكمال الصلاة أو الخروج منها أو إعادتها فردا؟
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى