تعليم الصلاة الصحيحة

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,255 0 0
screen480x480.jpeg


الصلاة هي عبادة لله -عز وجل- وهذه العبادة تتكون من أقوال وأفعال، تبدأ بتكبيرة الإحرام، وتنتهي بالتسليم على اليمين واليسار، ومن أهمية الصلاة عند الله -تبارك وتعالى-، أن جعلها عماد الدين، وهي الركن الأساسي فيه فإن صلحت الصلاة نظر الله في باقي العمل، وإن لم تصلح الصلاة لم ينظر الله إلى باقي العمل.
وحتّى تصح الصلاة لا بدّ أن تتوفر فيها عدة شروط: كأن يكون الإنسان على طهارة كاملة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر، وأن يتوضأ قبل الدخول في هذه العبادة بالماء فإن لم يتوفر الماء كان عليه أن يتمم بالتراب، وأن يكون طاهرًا من النجاسات سواءً كانت النجاسات في بدنه أو في ثوبه.
أمّا عن كيفية الصلاة فيجب على الإنسان المسلم إذا ما أراد الصلاة أن يستقبل القبلة، وأن يتوجه إليها ببدنه وجسده بدون أيّ انحراف أو التفات، ثمّ عليه بعد ذلك أن يضع النية بقلبه من دون أن يقوم بنطقها؛ لأنّ محل النية القلب، وهي أساس لكل عمل يبتغى من خلاله رضى الله -تبارك وتعالى- ثمّ يقوم بعد وضع النية بتكبير التكبيرة الأولى، وهي تكبيرة الإحرام فيقول: "الله أكبر"، ويقوم برفع يديه إلى منكبيه عندما يريد أن يكبر، ثمّ يقوم بعد ذلك بوضع كفه الأيمن فوق كفه الأيسر، ويكون كل ذلك فوق صدره ثمّ يبدأ صلاته بالاستفتاح فيقول: "سبحانك اللهم وبحمد وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك"، ثمّ يبدأ بعد ذلك بقراءة سورة الفاتحة، ثمّ ما تيسر له من القرآن الكريم، ثمّ يركع لله -تبارك وتعالى-، ويكون ذلك بانحناء الظهر، ويقول أثناء ذلك "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات، ثمّ يقوم بعد ذلك بالعدول عن الركوع وقول "سمع الله لمن حمده"، ويقول بعد ذلك ربنا ولك الحمد، ثمّ يسجد بعد ذلك ويقول في السجود "سبحان ربي الأعلى"، ويكون ذلك ثلاث مرات، ثمّ يجلس من السجود، ويقوم بوضع قدمه اليسرى، ونصب القدم اليمنى، ويقول أثناء ذلك "ربي اغفر لي ربّي اغفر لي"، ثمّ يسجد مرة ثانية ويقول ما قال في السجدة الأولى، ثمّ يقوم بأداء الركعة الثانية كما قام بأداء الركعة، وعندما ينتهي من سجوده الثاني من الركعة الثانية يجلس لأداء التشهد فيقول فيه: "التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنّ لا اله إلّا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"، ثمّ يقوم بعد ذلك بالتسليم علي اليمين وعلى اليسار وينتهي من صلاته مستغفرًا لأيّ خطأ أو سهو في صلاته.
%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-14-%D9%88-15.jpg


attachment.php


ouuoo110.jpg


يتبع
 
شروط الصلاة:
الشرط: هو ما كان لازمًا لصحة الشىء وليس جزءًا منه، فلا تصح الصلاة ممن ترك شرطًا من شروط الصلاة، كالوضوء مثلًا فإنه ليس جزءًا من الصلاة لكن الصلاة لا تصح بدونه. شروط الصلاة تُقسم إلى قسمين: هي شروط صحة لا تصح الصلاة إلا بها، وشروط وجوب لا تجب الصلاة إلا بها.


شروط الوجوب:


الإسلام: فكل مسلم يؤمن بـ (وحدانية الله، وأن محمدا ﷺ هو الرسول الخاتم، ويؤمن بباقي الرسل والأنبياء، والكتب السماوية، والملائكة، والقدر). تجب عليه الصلاة، ولا تسقط عنه تحت أي ظرف، عدا المرأة الحائض والنفساء. فغير المسلم لا تجب عليه الصلاة ولا تقبل منه لأن العقيدة عنده فاسدة.


العقل: فلا تجب على المريض مرضا عقليا (المجنون) لأنه ليس مسئولا عن أفعاله وأقواله. فلا تجب الصلاة على غير العاقل المميز لأن العقل مناط التكليف.


البلوغ: فلا تجب الصلاة على غير البالغ أما الصبي فيؤمر بها لسبع سنين ويضرب عليها لعشر سنين، أما التكاليف الشرعية فعند البلوغ.


وشرط زائد للمرأة وهو النقاء من دم الحيض والنفاس.


شروط الصحة:


الطهارة: وتشمل طهارة البدن من الحدث الأصغر بالوضوء، والأكبر بالاغتسال، وطهارة الثوب واللباس، وطهارة المكان.


استقبال القبلة: يشترط على المسلم استقبال القبلة، بشرطين أحدهما القدرة والثاني الأمن. فمن عجز عن استقبال القبلة لمرض أو غيره فإنه يصلي للجهة التي يواجهها، والثاني الأمن فمن خاف من عدو أو غيره على نفسه أو ماله أو عرضه، فإن قبلته حيث يقدر على استقبالها، ولا تجب عليه إعادة الصلاة فيما بعد.


النية: وهي قصد كون الفعل لما شرع له، وينبغي استحضار النية مقارناً بالتكبير ولا تصح الصلاة بالنية المتأخرة من التكبير.


ستر العورة.


دخول الوقت: العلم بدخول الوقت ولو ظنا والواجب التحري عن دخول الوقت.


ترك مبطلات الصلاة.


العلم بالكيفية: أن يعلم فرائضها فلا يؤدي سنة وهو يظن أنها ركن ولا يترك ركن من الأركان عن جهل.

أركان الصلاة:
النية.
تكبيرة الإحرام. قول: الله أكبر بحيث يسمع نفسه فلا يصح التكبير إن لم يسمع نفسه جميع حروفه، وكذلك بقية الأركان القولية يشترط أن ينطق بها بحيث يسمع نفسه.
القيام في الفرض، على القادر.
قراءة سورة الفاتحة إذا كان يصلي منفردا، أما إذا كان يصلي مع الإمام فإن قراءة الإمام تكفي.
الركوع مع الاطمئنان.
الرفع من الركوع.
الاعتدال في القيام.
السجود مع الاطمئنان على الأعضاء السبعة (وهي الأنف مع الجبهة والكفان والركبتان وأطراف القدمين).
الرفع من السجود.
الجلوس بين السجدتين.
التشهد الأخير والجلوس له.
الطمأنينة في الأركان السابقة.
الترتيب بين أركان الصلاة.
التسليم.
من ترك واحداً من هذه الأركان عامداً بغير عذر بطلت صلاته وعليه إعادتها، أما إن تركه ساهياً فيجب عليه، الإتيان بما تركه وتداركة متى ما تذكره، ثم يأتي بسجود السهو.


يتبع
 
كيف تخشع في الصلاة

مقدمة
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
الحمد لله الذي فرض الصلاة وجعلها قرة عين العابدين ، وحلية المتقين ، وملاذ المؤمنين ،تستريح فيها نفوسهم ،وتطمئن بها قلوبهم ، وتزداد خشوعهم وخضوعهم لله رب العالمين.

معني الخشوع

الخشوع في اللغة :هو الخضوع والسكون . قال :{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}
[طه : 108] أي سكنت.
والخشوع في الاصطلاح:هو قيان القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "أصل الخشوع لين القلب ورقنه وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته،فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء،لأنها تابعة له " [الخشوع لابن رجب،ص17] فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح . فمتى اجتمع في قلبك أخي في الله – صدق محبتك لله وأنسك به واستشعار قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته ،وحاجتك وفقرك إليه.متى اجتمع في قلبك ذلك ورثك الله الخشوع وأذاقك لذته ونعيمه تثبيتاً لك على الهدى ،قال تعالى :{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: 17] وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت :69].
فاعلم أخي الكريم – أن الخشوع في الصلاة،هو توفيق من الله جل وعلا،يوفق إليه الصادقين في عبادته ،المخلصين المخبتين له ،العاملين بأمره والمنتهين بنهيه. فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة،لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبعده عن الله .قال تعالى :{ ِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45] ،فالذي لن تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع سبيلاُ،ومن كان حاله كذلك ،فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا ، قال تعالى:{ َاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45].
واعلم أخي المسلم بأن الخشوع واجب على كل مصل .قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويدل على وجوب الخشوع قول الله جل وعلا،قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2] .
[الفتاوى 22/254].

فضل الخشوع في الصلاة

لو لم يكن للخشوع في الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله،وإظهار الذل والمسكنة له ,لكفى بذلك فضلاً ،وذلك لأن الله جل جلاله إنما خلقنا للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56] وأفضل العبادات ما كان فيها الانكسار والذل الذي هو سرها ولبها.ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع .وذلك فقد امتداح الله جل وعلا الخاشعين في آيات كثيرة:قال تعالى : {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء:109].
وقال سبحانه :{ َإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة:45].
وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه أهل الفلاح من المؤمنين فقال:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2].
وقال{وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء : 90].
ولما كان الخشوع صفه يمتدح الله بها عبادة المؤمنين ،دل على فضله ومكانته عبدالله ،ودل على حب الله الأهل الخشوع والخضوع ،لأن الله سبحانه لا يمدح أحداً بشيء إلا وهو يحبه ويحب من يتعبده به . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله في ظله ،يوم لا ظل إلا ظله-وذكر منهم- ورجل ذكر الله خالياُ ففاضت عيناه"[متفق عليه].
ووجه الدلالة من الحديث:أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها,فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.

أهم أسباب الخشوع

أخي الكريم-أعلن حفظك الله- أن الخشوع ما هو إلا ثمرة لصلاح القلب واستقامة الجوارح ولا يحصل ذلك إلا بمعرفة الله جل وعلا،والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،ومعرفة أمره والعمل به ،ومعرفة نهيه واجتنابه ،والإيمان برسول الله صلى الله وسلم واتباعه.ثم اقتران ذلك كله بالإخلاص.لذلك فإن مرد أسباب الخشوع كلها إلى هذه الأمور.

1) معرفة الله: وهي أهم الأسباب وأعظمها ،وبها ينور القلب ويتقد الفكر وتستقيم الجوارح ،فمعرفة أسماء الله وصفاته تولد في النفس استحضار عظمة الله ودوام مراقبته ومعيته.ولذلك قال الله جل وعلا:"فاعلم أنه لا إله إلا الله".
فالعلم اليقين بلا إله إلا الله ،يثمر في القلب طاعة الله وتوقيره والذل والانكسار له في كل اللحظات،ويعلم المؤمن الحياء من الله لإيقانه بوجوده ومعيته وقربه وسمعه وبصره.قال تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[الحديد:4].
فاعلم-أخي الكريم- أنك متى ما عودت نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها أورثك الله خشيته ووهبك الخشوع في الصلاة,وذلك لأنك حينما تستحضر معية الله في أقوالك وأفعالك فإنما تعبد الله بالإحسان،إذ الإحسان هو:"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه براك"كما في حديث جبريل [رواه مسلم].

2) تعظيم قدر الصلاة : وإنما يحصل تعظيم قدرها ،إذا عظم المسلم قدر ربه وجلال وجهه وعظيم سلطانه واستحضر في قلبه وفكره إقبال الله عليه وهو في الصلاة، فعلم بذلك أنه واقف بين يدي الله وأن وجه الله منصوب لوجهه ،ويا له من مشهد رهيب ، حق للجوارح فيه أن تخشع وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يلتفت" [رواه مسلم]. ولذلك كان السلف رضي الله عنهم يتغير حالهم إذا أوشكوا على الدخول في الصلاة، فقد كان على بن الحسين ‘ إذا توضأ صفر لونه فيقول له أهله:ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء ؟فيقول : أتدرون بين يدي من أقوام؟ [رواه الترمذي وأحمد].
وهذا مسلم بن يسار تسقط أسطوانة في ناحية المسجد ويجتمع الناس لذلك ،وهو قائم يصلي ولم يشعر بذلك كله حتى انصرف من الصلاة.

3) الاستعداد للصلاة: واعلم – أخي الكريم – أن استعدادك للصلاة هو علامة حبك لله جل وعلا ،وأن حرصك على أدائها في وقتها في وقتها مع الجماعة ، هو علامة على حب الله لك ،قال تعالى في الحديث القدسي:"وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه " [رواه البخاري].
ولذلك فإقامة الصلاة على الوجه المطلوب هو أول سبب يوجب محبه الله ورضوانه ،وإنما يكون استعدادك – أخي الكريم – بالتفرغ للصولة تفرغاً كاملا، بحيث لا يكون في بالك شاغل يشغلك عنها ،وها لا يتحقق إلا إذا عرفت حقيقة الدنيا،وعلمت أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة،وأنك فيها غريب عابر سبيل سوف ترحل عنها في الغد القريب.قال صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
وكان عبدالله بن عمر يقول :"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء . إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ،وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " [رواه البخاري].
فإذا تفرغ قلبك من شواغل الدنيا،فأصبع الوضوء كما أمرك الله متحرياً واجباته وشروطه سننه لتكون على أكمل طهارة،ثم انطلق إلى بيت الله سبحانه بخطى ملؤها السكينة والوقار واحرص على الصق الأول يمين الإمام.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟"قلنا:بلى يا رسول الله .قال :"إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطى إلى المساجد ،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط.فذلكم الرباط"[رواه مسلم والترمذي]
وقال صلى الله عليه وسلم :"لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ،ينتظر الصلاة ،والملائكة تقول:اللهم اغفر له.اللهم ارحمه.حتى ينصرف أو يحدث"قيل وما يحدث؟قال:"يفسو أو يضرط"[رواه مسلم].
وقد كان السلف رحمهم الله يستعدون للصلاة أيما استعداد سواء كانت فرضاُ أم نفلاً .روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته،فقال:إذا حانت الصلاة،أسبغت الوضوء ، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه،فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي،ثم أقوام ‘لي صلاتي ،وأجعل الكعبة بين حاجبي ،والصراط تحت قدمي ،والجنة عن يميني،والنار عن شمالي ،وملك الموت ورائي ،وأظنها آخر صلاتي ،ثم أقوم يسن يدي الرجاء والخوف ,أكبر تكبيراُ بتحقيق ,وأقرأ بترتيل ،وأركع وكوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع..وأتبعها الإخلاص ،ثم لا أدري أقبلت أم لا؟.
*ومن الاستعداد للصلاة أن تقول المؤذن غير أنه إذا قال:"حي على الصلاة حي على الفلاح"فقل:"لا حول ولا قوة إلا بالله "ثم ذلك بما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم من الأدعية المأثورة ومن ذلك :"اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ,آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته"[رواه البخاري] واعلم – أخي الكريم – أن أداء النوافل والرواتب تزيد من خشوع المؤمن في الصلاة ،لأنها السبب الثاني الموجب لمحبة الله .كما قال جل وعلا في الحديث القدسي :"ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه"[رواه البخاري ].

4) فقه الصلاة : وإنما جعل فقه الصلاة من أسباب الخشوع ،لأن الجهل بأحكامها ينافي أداءها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ،ولأن خشوع المسيء صلاته ،لا يفيده شيئاً في إحسانها ولا يكون له كبير ثمرة حتى يقيم صلاته كما أمر الله.
ولقد صلى رجل أمام رسول الله عليه وسلم فأساء صلاته،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ارجع فصل فإنك لم تصل"[رواه البخاري ومسلم وأبو داود].
فيجب عليك – أخي الكريم – أن تعلم أركان الصلاة وواجباتها ، وسنن الصلاة ومبطلاتها ،حتى تعبد الله بكل حركة أو دعاء تقوم به في الصلاة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"صلوا كما رأيتموني أصلي".

5) اتخاذ السترة : وذلك حتى لا يشغلك شاغل ولا يمر يديك مار سواء من الإنس أو الجن ،فيقطع عليك صلاتك ويكون سبباً في حرمانك من الخشوع.
عن سهل بن حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته"[رواه النسائي وأبو داود].
وأعلم أخي الكريم أن اتخاذ السترة في الصلاة ,قد تهاون فيه كثير من الناس،وذلك لجهلهم بما يوقعه من السكينة والهدوء في قلب المصلي ولجهلهم بحكمه في الصلاة.

6) تكبيرة الإحرام: أخي الكريم – أما وقد عرفت ربك والتزمت بأمره واتبعت سبيله ،فلبيت نداءه وتركت ما سوى ذلك من حطام الدنيا وراء ظهرك ,وأقبلت على ملاك أحسن إقبال بصدق وصفاء وإخلاص ،- أما وقد حصل لك ذلك الاستعداد كله – فاعلم أن تكبيرة الإحرام هي أول شجرة تقطف مها ثمرة الخشوع والذل والانكسار،تقطفها وتتذوق حلاوتها حينما تتصور وقوفك بين يدي الله ، وحينما تغرق تفكيرك في معاني "التكبير" فتتصور قدر عظمة الله في هذا الكون ،وتتأمل – و أنت تكبر – في قول الله جل وعلا { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة : 255] ثم تتأمل قول ابن عباس رضي الله عنه أن الكرسي موضع القدم،فحينئذ تدرك حقيقة الله أكبر".تدركها وهي تلامس قلبك الغافل عن الله فتوقظه,.وتذكره بهزل الموقف وعظم الأمانة التي تحملها الإنسان ولم يؤديها عرضت عليها .تدرك أخي الكريم – حقيقة التكبير وأسراره وتنظر إلى حالك مع الله وما فرطت في جنبه سبحانك ثم تتيقن أنه سبحانه قد نصب وجهه لوجهك في لحظه التكبير لتقيم الصلاة له راجياً رحمته وخائفاً من عذابه ،إنه لموقف ترتعش له الجوارح وتذهل فيه العقول .كان عامر بن عبد الله من خاشعي المصلين وكان إذا صلى ضربت ابنته بالدف ،وتحدث النساء بما يردن في البيت ولم يكن يسمع ذلك ولا يعقله .وقيل له ذات يوم:هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟قال:نعم ,بوقوفي بين يدي الله عز وجل ,و منصرفي إلى إحدى الدارين ،قيل فهل تجد شيئاً من أمور الدنيا؟ فقال:لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون.
فهكذا كان السلف إذا دخلوا في الصلاة فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم من حلاوة ما يجدون من الخشوع والخضوع.

7) التأمل في دعاء الاستفتاح: وأدعيه الاستفتاح كثيرة،وكلها تشمل معاني التوحيد والإنابة وعظم الله وقدرته وجلال وجهه ،لذلك فالتأمل فيها يورث أخي الحبيب هذه المعاني العظيمة التي تهز القلب وتحرك الشوق وتقوي الأنس بالله جل وعلا.ومن الأدعية المأثورة:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ،إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ،لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "[رواه مسلم].
قال القرطبي :"أي قصدت بعبادتي وتوحيدي له عز وجل وحده "[تفسير القرطبي 7/28].

8) تدبر القرآن في الصلاة: وأعلم – أخي الكريم – أن تدبر القرآن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة ,وذلك لما تشتمل عليه الآيات من الوعد والوعيد وأحوال الموت ويوم القيامة وأحوال أهل الجنة والنار وأخبار الأنبياء الرسل وما ابتلوا به من قومهم من الطرد والتنكيل والتعذيب والقتل وأخبار المكذبين بالرسل وما أصابهم من العذاب والنكال،وكل هذه القضايا تسبح بخلدك أخي الكريم فتهيج في قلبك نور الإيمان وصدق التوكل وتزيدك خشوعاً على خشوع وكيف لا وقد قال الله جل وعلا: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[الحشر : 21] .ولذلك استنكر الله جل علا على الغافلين عن التدبر غفلتهم فقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] وقال تعالي أيضاً:{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء : 82].
ويتعين التدبر في سورة الفاتحة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى :قسمت الصلاة بيني عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الفاتحة : 2] قال تعالى :حمدني عبدي .وإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة : 4] قال مجدني عبدي .وإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة : 5] قال:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .فإذا قال:{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة : 7,6] قال :هذا لعبدي ولعبد ما سأل "[رواه مسلم].

9) التذيل لله في الركوع : أما الركوع لله فهو حالة يظهر فيها التذلل لله جل وعلا بانحناء الظهر والجبهة لله سبحانه ،فينبغي لك أخي الكريم أن تحسن فيه التفكر في عظمة الله وكبريائه وسلطانه وملكوته،وأن تستحضر فيه ذنبك وتقصيرك وعيبك،وتتفكر في قدر الله وجلاله وغناه ،فتظهر حاجتك وفقرك وتذللك لله وحده قائلاً:"اللهم لك ركعت ،وبك آمنت ،ولك أسلمت ،خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي"[رواه مسلم]، ثم عند قيامك من الركوع فقل سمع الله لمن حمده،ومعناها:سمع الله حمد من حمده واستجاب له ،ثم احمد الله بعد ذلك بقولك :"ربنا لك الحمد حمداً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد" وتذكر أنك مهما حمدت الله على نعمه فإنك لا تؤدي شكرها.قال تعالى:{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا َّ }[النحل : 18].وهذا التأمل يزيدك إيماناً بتقصيرها في جنب الله ويعمق في نفسك معاني الانكسار والذل وطلب الرحمة من الله وكل هذه الأشياء محفزات لخشوعك في الصلاة.

10) استحضار لقرب من الله في السجود: لئن كان القيام والركوع والتشهد في الصلاة،من أسباب الخشوع و الاستكانة والتذلل لله ،فإن السجود هو أعلى درجات الاستكانة وأظهر حالات الخضوع لله لعلي القدير.
فاعلم أخي الكريم :أنك إذا سجدت تكون أقرب إلى الله ،ومتى استحضر قلبك معني القرب من خالق ومبدع الكون،متى تصور ذلك كذلك خضع وخشع.وتصور حالك وأنت أقرب إلى ملك عظيم من ملوك الدنيا تود الحديث إليه،ألا يصيبك من الارتباك والسكون ما يغير حالك ويخفق قلبك،فكيف وأنت أقرب في حالة سجودك إلى الله ذي الملك والملكوت والعز و الجبروت. ولله المثل الأعلى .واعلم أن السجود أقرب موضع لإجابة الدعاء،ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات.قال الله تعالى: {َاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }[العلق : 19]. وقال صلى الله عليه وسلم :"أقرب ما يكون العبد من ربه هو ساجد،فأكثروا الدعاء فيه"[رواه مسلم] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده:"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة"[رواه أبو داود والنسائي] ويقول أيضاً:"اللهم اغفر لي ذنبي كله ،دقه وجله ،وأوله وآخره،وعلانيته وسره"[رواه مسلم] والأدعية الواردة في السجود كثيرة ليس هذا محل بسطها.

11) استحضار معاني التشهد: وذلك لأن التشهد اشتمل على معاني عظيمة جليلة،فإذا تأملت فيها – أخي الكريم – أخذت بمجامع قلبك وألقت عليك من ظلال السكينة والرحمة ما يلبسك ثوب الخشوع الاستكانة.إذا أنك في التشهد تلقي التحيات لله سبحانه،وهذا – والله – مشهد يستعذبه القلب ويخفق له ،ثم تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام كما صح ذلك في الحديث ،ثم تستشعر معاني الأخوة في المجتمع الإسلامي حينما تسلم على نفسك وعلى عباد اله الصالحين،ثم تستعيذ من عذاب النار والقبر ومن فتنة المسيح الدجال وفتنة المحيا والممات ، وكلها تغمر القلب بمعاني اللجوء والفرار إلى الله والتقرب إليه بما يحب.

أسباب أخرى معينة على الخشوع

إذا تتبعنا أسباب الخشوع بالتفصيل ،فسنجدها هي كل قربة من الله ، إذا أن أصل الخشوع هو خشية الله تعالى ،وإليك أخي الكريم بعض الأسباب المعينة على الخشوع:
12) عدم الالتفات في الصلاة: عن مجاهد قال :كان الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود ،وحدث أن أبا بكر قال كذلك .قال :وكان يقال :ذاك الخشوع في الصلاة[رواه البيهقي في سننه بإسناد صحيح].
13) التأني في الصلاة والطمأنينة فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود"[رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه].
14) اختيار الأماكن المناسب : لأن الأماكن الني يكثر فيها التشويش أو غيره من موانع الخشوع تفقد المصلي صوابه فضلاُ عن خشوعه.
15) اختيار الملبس المناسب : قال الله تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف : 31] .
16) الاستعاذة من الشيطان: لم يزل يوسوس للإنسان في صلاته فيقول :"اذكر كذا ،لم لم يكن يذكر من قبل ،حتى يضل الرجل ما يدري كم صلى " [البخاري ومسلم].
17) ملازمة التوبة والاستغفار والاجتهاد في قيام الليل.
18) الإكثار من النوافل فإنها أسباب لمحبة الله.
19) الإخلاص والصدق مع الله.

خاتمة

وأخيراً...... اعلم أن أساب الخشوع أكثر مما ذكرت لك ،وإن كان ما ذكرت يتدرج تحته بالإلزام ما لم أذكر ،فاجتهد وفقك الله لكل خير،واصدق مع الله في أمور كلها و لا سيما الصلاة ،لأنها عمود الدين،واعلم أن الخاشعين على مراتب وأحوال ،فليس كل باك خاشع وليس كل خاشع مطمئن ،وإنما مرد ذلك كله إلى علام الغيوب والمطلع على ما في الصدور ،وفقنا الله وإياك إلى الإخلاص في العمل ،والبعد عن الخطايا والزلل.وصلى الله وسلم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،و الحمد لله رب العالمين ....والله تعالى أعلم.

يتبع
 
كيفية قضاء الصلاة الفائتة

%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AA%D8%A9.jpg


الصلاة ركن من أركان الإسلام الخمسة وهي عمود الدين، لذلك يجن أن تؤدي صلاة بشكل صحيح حتى نحصل علي الأجر الكامل من الله عز وجل ،كما يعد تارك الصلاة خارج عن دين الإسلام إذ تعتبر الصلاة هي الشعرة التي تفصل بين الإسلام والكفر لذلك يجب علي إنسان يؤمن بالله ورسوله أن يقيم الصلاة حتى يصح إسلامه،الله سبحانه وتعالي يعاقب عبده إذا قصر في الصلاة او اخل بها فكيف تاركها.الصلاة هي راحة لنفس خلوة للمؤمن مع ربه لكي يشكي له همه ويدعوه ويطلب رضاه ورحمته،لذلك كما أسلفنا الذكر يجب أن نكون علي علم تام بأحكام الصلاة وكيفية الصلاة وأوقاتها وكيفية التعامل إذا لم نصلي صلاة من الصلوات الخمس التي فرضها الله علينا كيف نقضيها،إذا ما نمنا ولم نستطيع إدراك صلاة الفجر مثلا أو العصر كيف نقضيها،أمور فقهية يجب أن يكون كل مسلم موحد علي علم ومعرفة بها حتى يصح اسلامة وصلاته.
هناك مسالة في الصلاة دائما يسال عنها وهناك من لا يعرف كيف يتعامل معها وهي الصلاة الفائتة ،يسال البعض إذا فاتني فرض أو أكثر لنوم أو نسيان . فكيف أقضي الصلاة الفائته؟هل أصليها أولاً ثم الصلاة الحاضر أم العكس ؟
أخي المسلم : عليك أن تصليها أولا ولا يجوز التأخير،وخاصة انه شاع عند الناس أن الإنسان إذا فاته فرض فإنه يقضيه مع الفرض الموافق له في اليوم الثاني وهذا غير صحيح الصلاة تقض فور تذكرها ،لقول الرسول صل الله علية وسلم ((من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها)) ولم يقل فليصليها في اليوم الثاني .
الرسول صل الله عليه وسلم حين فاتته الصلوات في يوم من أيام الخندق صلاها قبل الصلاة الحاضرة فدل هذا على أن الإنسان يصلي الفائتة ثم الحاضرة لكن لو نسي فقدم الحاضرة على الفائتة أو كان جاهلاً لا يعلم فإن صلاته صحيحة لأن هذا عذر .

الصلاة بالنسبة للقضاء تقسم إلي ثلاثة أقسام:-
القسم الأول:
تقضي الصلاة الفائتة فور انتهاء العذر فانه متى زال العذر بالتأخير وجب قضاؤها.

القسم الثاني: إذا فات لا يقضى وإنما يقضى بدله وهو صلاة الجمعة إذا جاء بعد الرفع الإمام من الركعة الثانية فإنه في هذه الحال يصلي ظهراً وأما من أدرك الركوع من الركعة الثانية فإنه يصلي جمعة أي: يصلي ركعة بعد ما إذا سلم الإمام وهذه يجهلها كثير من الناس فإن بعض الناس يأتي يوم الجمعة والإمام قد رفع من الركعة الثانية فإنه لم يدرك من الجمعة شيئاً فعليه أن يصلي ظهراً. لقول االنبي صل الله عليه وسلم: ((من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة)) ومفهومه أن من أدرك أقل فإنه لم يدرك الصلاة والجمعة تقضى ظهراً ولهذا يجب على النساء في البيوت وعلى المرضى الذين لا يأتون الجمعة يجب عليهم أن يصلوا ظهراً ولا يصلوا جمعة فإن صلوا جمعة في هذه الحال فإن صلاتهم باطلة مردودة.

القسم الثالث:صلاة إذا فاتت لا تقضى إلا في نظير وقتها وهي صلاة العيد إذا لم يعلم بها بعد زوال الشمس فإن أهل العلم يقولون يصلونها من اليوم التالي في نظير وقتها .

يتبع
 
ما فضل صلاة الوتر
%D9%85%D8%A7_%D9%81%D8%B6%D9%84_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AA%D8%B1.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد،

يقول أهل اللغة أن الوتر هو: الفرد، فإذا كان العدد فرديًا فهو وتر، وصلاة الوتر: هي الصلاة التي تكون ركعاتها فردية، وأقلها ركعة، وتجوز أن تكون بثلاث أو خمس أو أكثر، ويكون وقتها من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر فلا وتر.

وصلاة الوتر سنة مؤكدة وثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي من جملة صلوات التطوع التي سنها الرسول لهذه الأمة، وهي من العبادات العظيمة التي حث الرسول عليها كثيرًا، وحرص على أن يصليها باستمرار؛ وذلك لما لها من فضائل كثيرة، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: « إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها، وهي الوتر. » [رواه أحمد، وصححه الألباني]، وقال أيضًا في الحديث المتفق عليه: « إن الله وتر يحب الوتر ».

ويقول العلماء أن صلاة الوتر تكون أفضل في آخر الليل، وبالأخص في وقت السحر، ولكن يستحب أن يعجلها في أول الليل إذا خشي المسلم أن يغلبه النوم ولا يقوم آخر الليل، واستدلوا على هذا بالحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : « من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل. » [رواه مسلم].

ومن الأحكام المرتبطة بصلاة الوتر أنه لا يجوز تكرار الوتر في الليلة الواحدة، وقد ورد النهي عن التكرار في أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنها إذا كانت بثلاث ركعات لا يجوز للمسلم أن يصليها بتشهدين وسلام كما في صلاة المغرب؛ حيث ورد عن الرسول النهي عن ذلك، وإنما تكون بتشهدين وسلامين، فيصلي ركعتين ويتشهد فيهما ويسلم، ومن ثم يقوم للثالثة ويتشهد فيها ويسلم، أو يسردها سردًا بتشهد واحد وسلام واحد في الركعة الأخيرة، ويستحب أن يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، في كل ركعة.

وإذا كانت صلاة الوتر خمسًا أو سبعًا أو تسعًا فيصليها سردًا ولا يجلس للتشهد والتسليم إلا في الركعة الأخيرة، وقد ثبت ذلك في الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة، والذي أخرجه الإمام مسلم، حيث جاء في الحديث وصفٌ يبين وتر الرسول صلى الله عليه وسلم.

هذا ما تيسر لنا جمعه في فضل صلاة الوتر، مع بيان شيءٍ من أحكامها وصفتها، ونسأل الله أن ينفع المسلمين بما كتبنا، والحمد لله رب العالمين.
 
ما هي صلاة الوتر

الوتر في اللغة يعني العدد الفردي، أما في في الشرع فالوتر هو من الصلوات المسنونة سنة مؤكدة (أي أن النبي قد واظب على أدائها)، وقد سميت هذه الصلاة بالوتر لأنها تصلى بعدد ركعات فردي؛ أي تصلى كركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو خمس أو سبع أو تسع أو أحد عشر ركعة، ودليل مشروعيتها قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وتر يحب الوتر"، أخرجه البخاري/ كتاب الوتر/ باب لله مائة اسم غير واحدة/ 6047، وقول النبي عليه السلام عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: "الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل" أخرجه أبو داود ج2/ كتاب الصلاة/ باب 338 / 1422.


ووقت صلاة الوتر بعد صلاة العشاء إلى وقت طلوع الفجر، ولم يكن النبي عليه السلام يتركها تحت أي ظرف، وقد تصلى صلاة الوتر إما في أول الليل (أي بعد صلاة العشاء فورا) أو تؤخر إلى آخر الليل، ومن المستحب أن يختم المسلم يومه بها ولا يصلي بعدها، لذا يستحب تأخيرها للمسلم الذي يقوم الليل، لكن إن خاف أن لا يستيقظ من نومه للقيام فعليه صلاتها أول الليل، عن ابن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة"، مسلم ج1/ كتاب صلاة المسافرين وقصرها /باب 21 / 162.


أما كيفية أداء صلاة الوتر فتكون إما بصلاة كل ركعتين لوحدهما (أي يسلم بعد كل ركعتين) ثم يصلي ركعة؛ وهو ما يسمىبالفصل، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ قال صلى الله عليه وسلم: "مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة"، أخرجه البخاري/ كتاب أبواب التهجد/ باب كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل؟/ 1086، وأخرجه مسلم/ كتاب صلاة المسافرين وقصرها/ باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل/ 749.


أو يصلي كل الركعات معاً على أن يكون عددها مجموعة عددا فرديا وهو ما يسمى بالوصل، ولا يجلس للتشهد إلا في آخر ركعة ثم يسلم، إلا كان عدد الركعات تسعاً أو أحد عشر ركعة، فيصلي كل الركعات ويجلس للتشهد في الركعة قبل الأخيرة ثم يقوم ويصلي آخر ركعة ويجلس للتشهد والصلاة الإبراهيمية ثم يسلم. ولا يتم الجلوس للتشهد قبل انتهاء الصلاة في حال كان عدد ركعات الصلاة ثلاثا أو خمسا أو سبعا حتى يتم تمييز صلاة الوتر عن صلاة المغرب. عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها" أخرجه مسلم /كتاب صلاة المسافرين وقصرها /باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي " في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة /737.


أما الأفضل في صلاة الوتر هو الفصل، ثم الوصل. أما عن القنوت(الدعاء في الصلاة) في صلاة الوتر، فقد ذهب علماء الفقه إلى أن القنوت واجب في صلاة السنة كلها، لكن القنوت في الصلاة أو تركه لا ينقص من الصلاة في شيء، ويكون القنوت بعد إتمام الركوع والقيام منه وقول سمع الله لمن حمده...ربنا ولك الحمد، فيتلو دعاء القنوت، وهو: "اللهم اهدنا فيمن هديت, وعافنا فيمن عافيت, وتولنا فيمن توليت, وبارك لنا فيما أَعطيت, وقنا شَرَّ ما قضيت, فإِنَّك تقضي ولا يُقضى عليك, وإِنَّه لا يَذِلُّ من واليت, وَلاَ يَعِزُّ من عاديت, تباركت ربنا وتعاليت. لا منجا منك إِلاَّ إليك"، أو "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنّا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونُثني عليك الخيرُ كلُّه، نَشكركَ ولا نَكفُرُك، ونخلَعُ ونتركُ من يفجرُك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إنّ عذابك الجِّدِّ بالكافرين ملحق، اللهم عذّب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك"

 
وقتُ صلاةِ الوتر
يبدأ وقت صلاةِ الوتر بعدَ العشاءِ، ويَمتدُّ حتّى الفجرِ، والدّليلُ على ذلك قولُه – صلّى الله عليه وسلمّ - : " إنّ اللهَ زادَكُم صلاةً فصلّوها بينَ العشاءِ والفجرِ"، لكنْ من المُستحبّ تأخيرُها إلى آخرِ الّليلِ، كما جاءَ في قولِهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ : "مَن خافَ أنْ لا يقومَ آخرَ الّليلِ، فليُوتِر أوّلَه، ومن طمِعَ أن يقومَ آخرَهُ فليُوتِر آخرَ الّليلِ، فإنّ صلاةَ آخرِ الّليلِ مشهودةٌ، وذلكَ أفضل".

عدد ركعات الوتر
ليسَ لصلاةِ الوترِ عددُ ركعاتٍ معيّنٍ؛ إذ منَ المُمكنِ أنْ تُصَلّى بأقلّ عددٍ من الرّكعات وهو ركعة واحدة، كما قال عليه الصّلاة والسّلام: "الوترُ ركعةٌ مِن آخرِ الّليلِ"، وصلاةُ الوترِ بركعةٍ واحدةٍ غيرُ مكروهة، والدّليلُ على ذلك قولُ نبيّنا الكريمِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ: "ومن أحبَّ أن يُوترَ بواحدةٍ، فليفعل"، وأقصى عددٍ من الرّكعاتِ يُمكنُنا أن نُوترَ به هو إحدى عشرةَ ركعةً، بحيثُ تُصلّى ركعتَين، ركعتَين، ومن ثمّ نُوتِر بواحدة، وهذا أفضلُ الوتر لقولِ أمّ المُؤمنينَ عائشة رضي الله عنها : "كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي بالّليلِ إحدى عشرةَ ركعةً يُوتر مِنها بواحدة"، ويَصِحُّ أن يزيدَ عددُ الرّكعاتِ عن ثلاثَ عشرةَ ركعةً، لكن يجبُ ختمُهُنَّ بوتر، كما جاء في قولِ نبيّنا الكريم : "صلاةُ الّليلِ مَثنى مَثنى فإذا خَشيتَ الصّبحَ أوتِرْ بواحدةٍ".

السّور المسنونة في الوتر
من السّنّةِ أنْ يقرأَ المُصلّي في الرّكعةِ الأولى سورةَ الأعلى، وفي الرَكعةِ الثّانيةِ سورةَ الكافرون، وفي الرّكعةِ الثّالثةِ سورةَ الإخلاصِ، وذلكَ لقولِ عائشة رضي الله عنها: "كان رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأُ في الرّكعةِ الأولى بـ { سبّح اسمَ ربّكَ الأعلى } وفي الثّانيةِ بـ { قُل يا أيّها الكافرون } وفي الثّالثةِ بـ { قُل هو اللهُ أحد } والمعوّذتَين"، أمّا بالنسبةِ لدعاءِ القُنوتِ فهو مُستحبٌّ وليسَ واجباً، ومحلُّهُ في الرَكعةِ الأخيرةِ من الوترِ، بعدَ الانتهاءِ من القراءةِ، وقبلَ الرّكوعِ.

يتبع
 
كيف تصلى صلاة العيد

%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%AA%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF.jpg


صلاة العيد
صلاة العيد من الصلوات النوافل التي يُتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى بعد تمام الفرائض؛ وصلاة العيد هي الصلاة التي تؤدّى يوم العيد، ونسبت الصلاة إلى العيد تمييزا له عن أنواع الصلوات الأخرى، لذلك فهذه الصلاة كالعيد لا تؤدى إلا مرتين في السنة الهجرية الواحدة، صلاة العيد حث عليها الإسلام لما فيها من تعزيز الشعور بالقوة والتمكين بين المسلمين يتجلى في الخروج الجماعيّ للصلاة في الخلاء فيوقع الهيبة في قلوب غير المسلمين.

حُكم صلاة العيد
صلاة العيد مشروعةٌ في الكتاب والسُّنة وإجماع المسلمين، قال تعالى بشأن صلاة عيد الأضحى:"فصلِّ لربِّك وانحر"، وبشأن صلاة عيد الفِطر قال تعالى:"قد أفلح من تزكّى* وذكر اسم ربِّه فصلَّى" حيث قال بعض السَّلف أن معنى من تزكّى أي أدّى زكاة الفِطر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده يداومون عليها.
صلى النبي صلى الله عليه وسلم جميع صلوات العيد من أول صلاة تلت أول صيام له في السنة الثانية من الهجرة، ففيها إظهارٌ لشعار الإسلام وتمييزًا للمسلمين عن اليهود والنّصارى بطرق صلواتهم في الأعياد.

كيفيّة صلاة العيد

  • صلاة العيد ركعتان بإجماع المسلمين، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفِطر، فصلّى ركعتين لم يُصلِّ قبلهما ولا بعدهما.
  • لا يوجد أذان أو إقامة في صلاة العيد.
  • يُكبّر في الركعة الأولى تكبيرة الإحرام، وهي أساس التكبيرات وركن الصلاة الثابت.
  • يستفتح- أي يقرأ دعاء الاستفتاح - ثُمّ يكبر ستّ تكبيراتٍ مع كلّ تكبيرةٍ يرفع يديه اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم ثُمّ يتعوذ من الشيطان عقِب التّكبيرة السّادسة، ثُمّ يقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثُمّ يركع ويرفع من الركوع ويسجد سجدتين كأي صلاةٍ مكتوبةٍ.
  • يرفع من السجود وينتصب قائمًا ويكبر تكبيرة الرفع من السُّجود يليها خمس تكبيراتٍ مع كل تكبيرةٍ يرفع يديه اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم ثُمّ يقرأ الفاتحة وما تيّسر من القرآن ويُكمل صلاته حتى آخرها.
  • بعد التسليم، يخطب الإمام خطبتين يجلس بينهما، يركّز على ما تمرّ به الأمة من أمورٍ وما يحتاج له النّاس من تنبيهٍ ووعظٍ، وتنبيه الغافلين وتعليم الجاهلين.


أحكام متعلّقة بصلاة العيد

  • صلاة العيد جهريّةٌ في الركعتين.
  • يُقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الأعلى، وفي الثانية سورة الغاشية، كما ورد أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ في الأولى سورة ق، وفي الثانية سورة الانشقاق، وإنْ قرأ شيئًا آخر من القرآن فهو جائزٌ.
  • يُسنّ في عيد الفِطر التكبير المُطلق - أي التّكبير في أي وقتٍ - أمّا في عيد الأضحى يُشرع التّكبير المُقيد - أي التكبير عقِب كل صلاةٍ فريضةٍ في جماعةٍ - وصفة التّكبير أنْ يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
  • يُسن الإمام أن يقول بين كل تكبيرتين أثناء الصلاة: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلًا، وصلى الله على محمدٍ النبي وآله وسلم تسليمًا كثيرًا.
  • الأصل أن تؤدّى صلاة العيد في الخلاء؛ فالخروج للصحراء أو الأماكن الخالية خارج حدود العمران والبناء فيها إبراز هيبة المسلمين من خلال خروجهم جماعات رجالا ونساء للصلاة في وقت محدد عقب فريضتي الصوم والحج، وإظهارًا لشعائر الدِّين إلا في مكة المكرمة فإنّها تُصلّى في المسجد الحرام، ولكن إنْ تعذرَ الخروج للصحراء تُصلّى في المسجد.
  • يجوز للمرأة حضور صلاة العيد من غير زينة أو تبرّج.

يتبع
 
كيف تكون صلاة التراويح

يتميزُ شهرُ رمضان عن غيرِه من أَشْهُر السنة عندَ المسلمين؛ وذلك لأنَّهم يقومون بأداء فريضة الصيام فيه، وينتظر المسلمون هذا الشهر بفارغِ الصبر؛ فالأجرُ فيه مضاعف، تُغْلَقُ أبوابُ النارِ وتُصْفَدُ الشياطين، لذلك تتعدد أشكال الطاعات في هذا الشهر، فيقرأ المسلمون القرآن ويتنافسون على ختمه، كما يزورون أرحامهم، ويُخْرِجُوا زكاةَ أموالِهم، ويعتكفون في المساجد، ويؤدُّون صلاة التراويح، ونَأخذُكم في هذا المقالِ في رحابِ شهر رمضان، وكلُنا رغبة في التّعرفِ أكثر على صلاةِ التراويح.

التراويحُ بين اللغة والاصطلاح
التراويح في اللغة هي جمع تَرْوِيْحَة، وهي الاستراحة القصيرة، وسُمِّيَتْ صلاةُ التراويح كذلك لأنَّ المسلمين كانوا يأخذن راحةً بعد كلِّ ركعتين من هذه الصلاة. وصلاةُ التراويح في الاصطلاح هي صلاةٌ يؤدِّيها المسلمون في شهرِ رمضان بعد صلاةِ العشاء، وهي من قيامِ الليل، وهي سنةٌ مؤكَّدةٌ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم، ويبقى وقتها مُتاحاً حتى ما قبلَ الفجر، وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بصلاتها جماعة في المسلمين ليومين، وامتنع عن ذلك بعدها، ولمَّا سُئِلَ عن ذلك قالَ أنَّه يخشى أن تُفرضُ على المسلمين، فتُصبح ثقيلةً عليهم، وظلَّ الحالُ على ذلك حتى عهد أمير المؤمنين عمرَ رضي الله عنه، حيث وجد أن َّبعض الناس قد تكاسلوا عن هذه الصلاة فطلب أن يجتمع المسلمون لها وصلَّى المسلمون خلفَ أُبَي ابن كَعْب، ومنذ ذلك الحين تُصَلَّى التراويحُ جماعة في المسجد.

عدد ركعات صلاة التراويح
سُئِلَت السيدةُ عائشة رضي الله عنها عن قيامِ الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان، فقالت "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان أو غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلي أربعة فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يُصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يُصلي ثلاثا"، فلم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أيّ حديث عن صلاة التراويح، ولكنَّها أُخِذَتْ من فعله، كما لم يثبت أنَّ هذا العدد وهو إحدى عشرة ركعة هو المفروض، ولكنَّ الأمرَ متاحٌ للمسلمين، فهناك من يُصلي إحدى عشر ركعة (ثمان ركعات تراويح، وثلاثة للشفع والوتر)، وهناك من يُصلي ثلاث وعشرون ركعة، وهناك من يصلي تسع وأربعون ركعة، وما بين ذلك وتلك، وكل ذلك متروكٌ لقدرةِ المسلم، ورغبته.

فضلُ صلاةِ التراويح
إنَّ صلاةَ التراويحِ لها شأنٌ عظيمٌ عند المسلمين، وذلك لأنَّها سنةٌ مؤكدةٌ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم وهي تُقَامُ في خيرِ شهور السنة، شهرُ الصيام، فالأجرُ في هذا الشهرِ عظيم، وقد حافظَ المسلمون على هذه الصلاة؛ لأنَّ فيها إحياءٌ لسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي تشغلهم بطاعةِ الله في هذا الشهر الكريم، فلا يشغلهم ما يعصي الله أو ما لا ينفع، فقيامُ ليل رمضان خير عمل يتقرب به العبد إلى ربه، ولا ننسى أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم قد قرن القيام بالصيام، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّه قال "من قام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر"، وكما قلنا فإنَّ صلاةَ التراويحِ هي من القيام.

كيف تُصَلَّى التراويح
إنَّ صلاة التراويح تأتي بعد أداء صلاة العشاء، فيدخلُ المسلم إلى المسجدِ بنية القيام، حيثُ يصلي المسلمون أربع ركعات (صلاة العشاء)، ثم ركعتين (سنة العشاء)، ثم يقومُ الإمامُ فيصلي بالمسلمين ركعتين (قيام)، ثم ركعتين (قيام)، ثم يرتاح المسلمون، حيث يتخلل فترة الراحة موعظةٌ حسنة أو خطبةٌ قصيرة، ثم ركعتين (قيام)، ثم ركعتين (قيام)، ثم ركعتين (شَفَع)، ثم ركعة (وِتِر)، حيثُ يتخللُ ركعة الوتر دعاءٌ إلى الله، والإطالةُ في صلاة التراويح أفضل، وهناك من يزيد في الصلاة، وبين كلّ أربع ركعات ترويحة أو استراحة للمسلمين، فإذا وصلَ أحد المسلمين مُتأخِّرا إلى المسجد ووجدَ أنَّ الجماعةَ يصلُّون صلاة التراويح ولم يُصَلِّي العشاءَ فلهُ أن يختار بين أمرين:

  • يُصلِّي مع الجماعة ولكن بِنِيَّة أنْ يُصلي العشاءَ أولاً، وبعد أنْ يُسَلِّمَ الإمام يُكْمِلُ هو الركعتين المتبقيتين من صلاة العشاء، وهذا الأمرُ أفضل من الأمر التالي.
  • يُصلي العشاءَ بشكلٍ فردي، ثم يُدرك الجماعةَ فيُصَلِّي معهم ما تَبَقَّى من التراويح

الإطَالةُ في صلاةِ التراويح
لقد كانَ المسلمون في عهد الصحابة وما بعدهم يُصلُّون صلاةَ التراويح ويتعمَّدون الإطالة فيها، حتى كان الأمر يصل إلى أنْ يبدأَ المسلمون صلاة التراويح بعد صلاة العشاء، وينتهون منها قبيل الفجر، وقد كان أُبَيُ بن كَعْب رضي الله عنه في عهد أمير المؤمنين عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه يُصَلِّي بالرجالِ فيطيلَ في الصلاة، حيث يقرأُ ثلاثين أية من طِوال السور، ومائتين أية من السور القصار أو ما يزيد، فكان المسلمون حينها يَسْتَحِبُّونَ الإطالةَ؛ لغاية ختم القرآن الكريم في هذه الصلاة، ولكنَّ الحال الآن تَغَيَّر، فيبدأ المسلمون بصلاة التراويح بعد صلاة العشاء، وينتهون منها بساعة ونيف، إلاَّ من رحم ربي، فيتعمد المسلمون عدم الإطالة، والغرض من ذلك هو أن يصل المسلمون أرحامهم قبل أن يتأخر الليل، ولا أقول عن ذلك أنَّه مرفوض أو غير جائز، ولكنَّ الأفضل أنَّه إذا أراد الإمام الإطالة في القراءة قلَّلَ عدد الركعات على المسلمين، وإذا أرادَ عدم الإطالة يقوم بزيادة عدد الركعات، وفي كل الأحوال فإنَّ مبدأ الطمأنينة والتأنِّي يجب أن يتم تحقيقه في هذه الصلاة.

حضورُ النساء لصلاةِ التراويح
قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله"، فمن الجائز أن تحضرَ النساءُ صلاة التراويح في المسجد، وقد كان تميم الداري رضي الله عنه يُصلِّي بالنساء في عهدِ عمرَ رضي الله عنه، فتذهب النساء إلى المساجد لتؤدي صلاة التراويح في جماعة ولكن بشرط، أن يكون هذا الأمر لا يُثير الفتنة، فتذهب المرأة إلى المسجد مُحجبة، غير مُتَبَرِّجَة، غير متطيبة، ولا تُبدي منها أيّ زينة، ولا ترفع صوتها في المسجد، ولا تتسامر مع النساء الأخريات في المسجد؛ لأن في كل ذلك إثارة للفتن، فيُصلي الرجال في الصفوف الأمامية وتُصلي النساء في الصفوف الخلفية، مع أهمية تخصيص باب للنساء، والكثير من المساجد في وقتنا الحاضر تتكون من طابقين، فمن المُستحسن أن يخصص الطابق العُلوي للنساء، وإذا ما سلَّم الإمام تُغادر النساء المساجد من دون تأخير، والشيء الهام هنا ألاَّ تصطحب النساء الأطفال الصغار والرُضَّع؛ لكي لا تزعج المصلين في المسجد، فمن لم يبلغ ابنها الصغير سن التمييز الأفضل لها أن تبقى في بيتها، لأنَّ رضيعها سوف يُشْغِلُ بالها طيلةَ الصلاة وسوف يزعج جميع المصلين من النساء والرجال.
والشائعُ في وقتنا الحاضر هو أنَّ إمام المسجد يُخصِّصُ لكلِّ يومِ قيامٍ جزءٌ من القرآن الكريم؛ حتى يختمه خلال صلاة التراويح في هذا الشهر المبارك، ولكن للأسف في العديد من المساجد نجدُ أنَّ المصلين يغادرون بعد أربع أو ثمان ركعات، فلا يُكملون صلاةَ التراويح مع الجماعة، إلاَّ من رحمِ ربي، وهناك العديد من الأمور التي تشغل بال المسلم في شهر رمضان كالتجارة، فأخي المُسلم، لا تُضَيِّع على نفسك الأجر، ودَاوِم على صلاة التراويح لِمَا فيها من منفعةٍ لكَ ولسائر المسلمين، ولا تجعل الدنيا تشغل بالك، فاترك اللعب واللهو والتجارة وقم بأداء صلاة التراويح، لأن شهرُ رمضان هو شهر الخير والبركات.

يتبع
 
كيفية اداء صلاة الجماعة

الصلاة أهم ركن عملي من أركان الدين الإسلامي ، و تؤدى الصلاة فرادى و جماعات ، و لا خلاف بين جميع فقهاء الأمة الإسلامية على أن فضل صلاة الجماعة أزيد من فضل صلاة الفرد ، و إن إختلفوا في مقدار ذلك التفاوت بينهما في الفضل ، فإنهم بلا ريب متفقون على أنه الأفضل للمسلم أن يؤدي الصلاة جماعة .
إن الصلوات التي تؤدى جماعة هي جميع الصلوات المفروضة : الفجر و الظهر و العصر و المغرب و العشاء ، و كذلك صلاة الجمعة ، و صلاة عيد الفطر ، و صلاة عيد الأضحى ، و صلاة الكسوف ، و صلاة الخسوف ، و صلاة التهجد ، و صلاة الإستسقاء ، وصلاة الجنازة ، و صلاة الخوف ، كما يمكن أن تصلى جماعة أي صلاة حتى لو كانت من السنن ، ولكن إقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة و السلام فيستحب أيضا و من وقت لآخر صلاة سنن الصلوات المفروضة في المنزل و لو فرادى حتى يملأ المسلم بيته بأجواء الإيمان و الرحمة .
تنعقد صلاة الجماعة بشخصين فما فوق ، لو كان شخصان يريدان إقامة الجماعة فيتقدم أحدهما و يصلي كإمام و الآخر يقف إلى يمينه متراجعاً خطوة صغيرة فقط ( و ليس خلفه ) ، أما إذا كانت الجماعة ثلاثة فما فوق ، فيتقدم الإمام و يقف خلف الآخرون في صف مستقيم حتى إذا كان العدد كبيرا أنشئ صف آخر خلفه و هكذا .
في جميع الصوات يكبر الإمام و يقرأ ، و يتبعه من خلفه دون أن يسبقوه ، كما لا يجوز للمأمومين الجهر مطلقا حتى في صلوات الجهر ( الفجر و المغرب و العشاء ) و إنما يجهر الإمام و يستمع المصلون ( أو يقرأون داخل قلوبهم ) بخشوع و يتبعون الإمام في باقي الصلاة حتى نهايتها .
إذا وصل شخص لمكان الصلاة وكان الإمام ماضياً في صلاته ، فإنه يتابع مع المصلين حيث هم ، و بعد سلام الإمام يتم ما بقي له حتى تمام ركعات الصلاة ، علما أنه من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة ( حتى لو فاتته القرآءة )

يتبع
 
كيفية الصلاة وراء الإمام

الصلاة وراء الأمام تكون بخطوات يراعيها المأموم خلف إمامه .
  • إن الصلاة وراء الإمام تكون في صلاة الجماعة حيث يذهب المسلم للمسجد لنيل ثواب و جزاء و أجر صلاة الجماعة و صلاة الجماعة لا تقتصر على المسجد و إنما تكون عند الجماعات حيث يكون هناك شخص كفوء يؤم المصلين .
  • عند وقوف الإمام للصلاة على المسلمين الوقوف وراء الإمام حتى يؤم بهم للصلاة فوقوف الإمام تعني البدء بالصلاة .
  • تعتبر قراءة و تلاوة سور القرآن الكريم من قبل الإمام في الصلاة ، هي بمثابة قراءة للمصلي و خصوصا في وقت الصلاة الجهرية أي صلاة الفجر و صلاة المغرب و صلاة العشاء ، نوضح هنا يقرأ الإمام سورة الفاتحة و سورة من القرآن الكريم بصوت جهري في صلاة الفجر حيث يكتفي المأموم بالإستماع و إتباع الإمام في خطواته الأخرى فصلاة الفجر صلاة جهرية في ركعتيها ، و أما بالنسبة لصلاة المغرب يستمع إلى الأمام في الركعة الأولى و الركعة الثانية ثم يجلس كما يجلس الإمام ثم ينهض للركعة الثالثة و يقرأة الفاتح فقط في سره لأن الإمام يقرأ الفاتحة في الركعة الثالثة فقط سراً ، أما بخصوص صلاة العشاء هي أربع ركعات حيث يجهر الإمام في الركعتين الأولى و الثانية حيث تعتبر قراءة الإمام قراءة للمأموم ثم يجلس الإمام للتشهد و الجلوس و يكون سراً فعندما ينهض الإمام نحرص على النهوض بعده أي لا ننهض مع الإمام مباشرة ، و عند الركعة الثالثة و الرابعة يقرأ الإمام سورة الفتحة فقط سرا لذلك يجب على المأموم قراءة الفاتحة سراً كما يفعل الإمام و عندما يجلس نجلس وراءه و عند التسليم ننتظر الإمام عندما يسلم أي عندما ينتهي من التسليم يمينا و شمالا يسلم المأموم يمينا و شمالا.
  • على الإمام أن يكون صوته جهورياً يسمعه المأموم خلفه في حال وقوف المأموم في الصفوف الخلفية و إن لم يسمع شيئاً عليه بقراءة سورة الفاتحة .
  • في حالة سهو الإمام في الصلاة فعلى المأموم أن ينبه الإمام بالسهو و ذلك إما بالتسبيح أو التكبير بصوت عالي حتى يتنبه الإمام إنه سها في الصلاة ليسجد سجود السهو و يكمل صلاته ، و في حالة عدم سماع الإمام التنبيه و مضى في صلاته على المأموم تنبيه الإمام بموضع السهو حتى يسجد الإمام مرة أخرى سجود السهو .
  • عندما يصل المأموم متاخراً و الإمام يصلي فإن كان بالركعة الثالثة عليه أن يتبع الإمام في القراءة لأنه أدرك ركعة من الصلاة ، أي لا يجوز أن يصلي الركعة الأولى و الثانية و الإمام في الركعة الثالثة ، لذلك عندما يفرغ من الصلاة يقضي المأموم الركعة الأولى و الثانية.
يتبع
 
لماذا لا اخشع في صلاتي

على الرّغم من أهميّة الصلاة إلّا أنّ الكثير منّا لا يسلم من مشكلة عدم الخشوع في الصلاة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ المعاصي والذنوب تؤثر في القلوب، وكلّما تزيد الذنوب يقلّ خشوع هذا القلب المؤمن، وتقلّ إنابته وعودته لله جلّ وعلا. ومن أسباب الخشوع أيضاً أن المصلّي لا يشعر وهو يصلّي بأنّه بين يديّ الله تعالى، ولا يستشعر بعظمة هذا الموقف، ولو علم المسلم المصلي أنّ الله يردّ عليه في صلاته، وعندما يقرأ الفاتحة، وتذكر هذا في كلّ صلاة له، لما صلّى صلاة له بدون خشوع. كما أنّ أداءنا للصلاة في غير مكانها الصحيح، أي أن نصلّي في مكان فيه كثير من الملهيات تضيع الخشوع من صلاتنا، لأنّ من يصلّي عليه أن يكون في مكان بعيد عن الملهيات والأصوات، وأن لا يلتهي بما حوله من أصوات ومزعجات.
وللتغلّب على هذه المشكلة، على المسلم أن يحرص على أن كلّ ما يأتي بنفسه على الخشوع ويزيده ويقوّيه. ويكون ذلك بالإستعداد للصلاة كما ذكرها رسولنا الكريم بالوضوء والدعاء والذكر، وأن يكون مطمئناً وأن يتذكر الموت في كل صلاته، وأن يتدبر الآيات التي تقرأ في الصلاة، وأن يرتّل في قراءته للقرآن ويحسّن صوته بها، وأ يستشعر بعظمة الله وأنّه بين يديه.
وعلى المصلّي أيضاً أن يحرص في نظره أن يكون في مكان السجود، وأن يضع اليد اليمنى على اليسرى، وأن ينوّع في السور والآيات القرآنيّة، وأن يتعوّذ من الشيطان قبل أن يصلّي، وأن يتأمل في صلاته. وعليه أيضاً معرفة مزايا الخشوع في الصلاة، وفضل ذلك على المسلم، يقول رسولنا الكريم "صلّى الله عليه وسلّم": "ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها، إلّا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، و ذلك الدهر كلّه ".
كما ويجب على المسلم أيضاً للحرص على الخشوع أن يصرف عنه كلّ ما يعكّر صفو هذا الخشوع. ومن الأمثلة على ذلك، حرص المصلّي على أن يزيل ما يشغله في المكان، وأن لا يصلي بثياب فيها نقوش أو تصاوير تشغله عن الصلاة، وأن لا يصلّي وفي المكان طعام يشتهيه، وأن لا يصلّي وهو يحتاج للذهاب للحمام، وأن لا يصلّي وهو يشعر بالنعاس، وأن لا يصلّي خلف نائم، وأن يحرص على أن لا يلتفت في الصلاة إلا لمكان السجود، وعدم رفع البصر إلى السماء. كما وعليه أن يجاهد نفسه في التثاؤب، وأن لا يبصق أمامه، وأن لا يشوّش على الآخرين في الصلاة.

يتبع
 
كيفية إمامة المرأة للنساء في الصلاه

أما عن كيفية إمامة المرأة للنساء فهي كإمامة الرجل بالرجال مع اختلاف توسط المرأة بين النساء لأنهن عورات والواجب بالمرأة الستر وهذا أستر لها لقول النووي : السنة أن تقف إمامة النساء وسطهن ، لما روي أن عائشة وأم سلمة أمّتا نساءً فقامتا وسطهنّ . المجموع شرح المهذّب ج/4 ص/192 ولكن صلاة المرأة في بيتها أفضل فعن أم حميد الساعدية أنها جاءت إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم –فقالت :يا رسول الله إني أحب الصلاة معك . فقال –صلى الله عليه وسلم –( قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي)...

يتبع
 
كيفية ووقت صلاة الاستخارة


ما هي صلاة الاستخارة
هي ركعتين من غير الصلوات المكتوبة يصليهما الشخص بنية طلب الخيرة بين أمرين، ولها شروطٌ محددة بيّنها لنا رسولنا الكريم _صلوات ربي وسلامه عليه_ في أحاديث كثيرةٍ، وحكمها سنةٌ كما أجمع علماء المسلمين.

طرق الاستخارة
للاستخارة طريقتان:
  1. طلب الخيرة من ربِّ العالمين لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة.
  2. طلب المشورة من أهل الرأي والصلاح
ولكن أيّهما مقدم على الآخر، استخارة الله تعالى، أم طلب المشورة من أهل الرأي؟
اختلف العلماء فيما هو مقدم على الآخر، فمنهم من قدّم المشورة، ومنهم من قدّم الاستخارة، ولكن حديث رسول الله _صلّى الله عليه وسلم_ الذي يقول فيه: "إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك...إلى آخر الحديث" قد بيّن أنّ المقدّم هو الاستخارة.

وقت صلاة الاستخارة
ليس هنالك وقتٌ محدد لصلاة الاستخارة، فللمستخير أن يصليها في أي وقت يشاء عدا الأوقات المنهي عنها للصلاة بشكل عام، إلّا أن تكون ضرورة لا تؤجّل، فيجوز أن يصليها في تلك الأوقات.

شروط الاستخارة
كثيراً ما يبحث العوام من المسلمين في موضوع الاستخارة، ويركزون بحثهم على شروطها، والرؤى التالية لها، إلى غير ذلك مما يعتقدونه الناس نتيجة قلة الوعي الديني عند الناس _إلا من رحم ربي_ ولكن الاستخارة لا تحتاج من المستخير سوى شروط الصلاة بشكل عام، كالنيّة والوضوء...وغيرها.
ولكن الشرط الوحيد الذي يختص بصلاة الاستخارة هو أنها تكون ركعتين من غير الفريضة، على أن تُعقد عليها نيّة الاستخارة، ويجوز للمستخير أن يعقد نيّة الاستخارة على السنن الرواتب، والضحى... وغيرها من النوافل.
بذلك نجد أن كثيراً ممّا يعتقدون الناس ليس له أساساً من الصحة فيما يتعلق بالشروط الكثيرة التي نقرأها على مواقع الشبكة العنكبوتيّة، فالدين يسر وليس عسر، والله تعالى أعلم.

فوائد الاستخارة
إن صلاة الاستخارة لها فوائد كثيرة تعود بالخير على الناس، ونذكر منها:
  • الاستخارة راحة وطمأنينة لنفس المؤمن، فالمستخير مطمئن النفس، مرتاح البال، كيف لا وقد فوّض أمره إلى الله، الذي لا تضيع ودائعه.
  • الاستخارة ترسخ مبدأ التوكل على الله، فبها يعتمد المؤمن على ربه _سبحانه وتعالى_ اعتماداً كاملاً لا يحتاج به غيره من الناس.
  • الاستخارة تبعد الكثير من المصائب، فعندما يستخير العبد ربّه بين أمرين بنيّة خالصة لوجه الله، يختار الله له الخير أينما كان.
  • بالاستخارة يصلح المجتمع، فإذا استخار العبد ربّه في زواج مثلاً، سنجد أن مجتمعنا أصبح مجتمعاً صالحاً، لأن الزوجة نصف المجتمع، وتلد النصف الآخر، فإن كانت صالحة كان المجتمع صالحاً.

كيفية صلاة الاستخارة
  1. قبل كل شيء: نتوضأ وضوء الصلاة، ويفضّل أن نتّبع السنّة في ذلك كأذكار الوضوء والإسباغ.... الخ.
  2. وأهم شيء: النيّة، فهي شرطٌ لجميع أنواع العبادات، ولا تصح الاستخارة دون عقد النيّة عليها.
  3. نصلّي ركعتي الاستخارة، وهي ركعتين دون الفريضة، نقرأ في الركعة الأولى (سورة الكافرون)، وفي الثانية (سورة الاخلاص)، وذلك لمن أراد اتّباع سنّة رسول الله _صلوات الله وسلامه عليه_ وليس ذلك على سبيل الالزام.
  4. بعد السلام من الصلاة، نحمد الله تعالى ونثني عليه، ثم نصلي على رسول الله _ صلّى الله عليه وسلم_، ويفضّل أن تكون الصلاة الابراهيميّة اقتداءً بسنّة نبيّنا محّمد _صلّى الله عليه وآله وسلم_.
  5. بعد ذلك نبدأ بدعاء الاستخارة، وسنذكر دعاء الاستخارة كما ورد عن حبيب الله محمّد _ عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم_ في السطور القليلة القادمة بإذن الله.
  6. بعد الانتهاء نتوكل على الله ونفوّض أمرنا إليه فهو حسبنا وبه رجاؤنا.

تنبيهات وأخطاء يقع فيها الكثيرون
يعتقد كثيرٌ من الناس أن صلاة الاستخارة مرتبطة ببعض الطقوس، وأنها تتبع برؤيا يراها المستخير ....الخ، كما أسلفنا، وبطبيعة الحال كل ذلك من الخزعبلات والخرافات التي لا أصل لها في الكتاب ولا السنّة، وفيما يلي سنتحدّث عن بعض الأمور الواجب التنبّه لها:
  • أن تكون الاستخارة بركعتين من غير الصلاة المكتوبة بشرط نيّة الاستخارة, وهنا تجدر الإشارة إلى أن نسيان النيّة لا تجزئ الصلاة، بمعنى أنها لا تحسب استخارة.
  • عدم الاستخارة في أوقات النهي عن الصلاة إلّا لضرورة قصوى، وأوقات النهي معلومة للجميع.
  • دعاء الاستخارة يكون بعد السلام من الصلاة، ويجوز أن يكون بعد التشّهد وقبل السلام.
  • يجوز أن نكرّر صلاة الاستخارة أكثر من مرّة.
  • يجوز للمرأة الحائض أن تستخير بالدعاء دون الصلاة، إن كان الأمر ضرورياً، أما ان كانت تستطيع التأجيل فيجب عليها الانتظار إلى أن يزول المانع وتصلي ركعتي الاستخارة.
  • يجب على المسلم أن يستقبل قبلة الله سبحانه وتعالى ويحاول بكل الطرق أن يستحضر كامل الخشوع الذي يحتاجه في الصلاة، والابتعاد عن التفكير في الأمور التي تشغله.
  • عدم انتظار الرؤى، وما شابه ذلك، فتلك ليست شرطاً، انّما هي كرامة من الله يعطيها من يشاء من عباده.
  • الإقدام على الأمر بكل طمأنينة وثقة تامّة بالله، فالمستخير قد فوّض أمره لله.
  • يجوز أن نقرأ الدعاء من وسيلة مساعدة في حال عدم حفظه، ولكن الأولى أن نحفظه.
  • استخارة الله في كل الأمور، صغيرها وكبيرها.

دعاء الاستخارة
بعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ نبدأ بدعاء الاستخارة، ونقرأه بتضرّع، ونسمّي حاجتنا في مواضع تسميتها في الدعاء، والدعاء كما ورد عن رسول الله، ونبيّ الرحمة _صلّى الله عليه وسلم_ هو كالتالي:
"اللهّم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم ((ونذكر حاجتنا)) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسّره لي، وإن كان هذا الأمر شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عنّي واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ رضّني به" .

ختاماً
في الختام، لابد لنا من كلمةٍ نقولها، فالاستخارة هي أمرٌ من الأمور الكثيرة التي غفل عنها كثيرٌ من المسلمين، ولو علمنا فضلها علينا لما أضعناها أبداً، فهي أولاً فيها أجرٌ من الله كبير لمن أدّاها وذلك لأنّ من يؤدّيها، يقرّ اقراراً تامّاً بأن النفع والضرّ بيد الله وحده، ويتوكّل على الله حق التوكّل، وفي الاستخارة أيضاً تفويضٌ كامل من العبد لربه، فهل سيضيّع الله من فوّض أمره إليه؟! حاشاه.
فعلينا أن نطلب الخيرة من الله في جميع أمور حياتنا، صغيرها وكبيرها، سواء أكان ذلك في زواجٍ، أو شراء سيّارة، أو عملٍ، أو سفر ...وغيرها الكثير من أمور حياتنا التي قد تأخذنا الحيرة فيها، فلنجعل الاستخارة شعارٌ ومنهاجٌ لحياتنا.
اللّهم علمّنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، واجعلنا ممّن يستمعون القول ويتّبعون أحسنه، إنك أنت العزيز الحكيم، والحمد لله رب العالمين، وصلّ اللهم على محمدٍ وعلى آله وصحبه وبارك وسلم.

يتبع
 
كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة
%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D9%81_%D9%86%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D8%A9_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%A9.jpg


الإنسان في كل نواحي حياته اليومية؛ يكون قادراً على التعامل مع كافة الظروف والأمور المحيطة به والتي تؤثر على حياته بشكلٍ مباشر وغير مباشر. فالإنسان كائن عقلاني يمكنه أن يتخذ قراره بنفسه وبما فيه مصلحته، ولكن في بعض الاحيان يكون القرار في موضوعٍ ما أمراً صعباً عليه، فيكون واقِفاً في مُفترق طرق لا يعرف إلى أين يذهب، فيشعر في هذه الحالة بأنه غير مُسيطر على حياته؛ فالقرار مهمٌ جداً ويؤثر على حياته بشكلٍ كبير، فيلجأ إلى الله سبحانه وتعالى حتى يختار له الله الأفضل؛ كونه عاجز عن اتخاذ القرار المناسب. ومن هذا المنطلق جاءت صلاة الإستخارة، فالإستخارة في اللغة هي طلب الخير، واصطلاحاً هي طلب الخيرة من الله سبحانه وتعالى، فيترك العبد القرار الذي لم يستطع اتخاذه بين يدي الله عزَّ وجل ليختار له الأفضل. وحكم صلاة الإستخارة أنها سُنة، وتُصلى دون الفرض، أي بعده أو قبله وفي أي وقت، وليس لها وقتٌ معيَّن لتأديتها، ولكنها صلاة؛ فيُشترط لها الطهارة والوضوء؛ ويُصلي الإنسان ركعتين ينوي فيهما الإستخارة، وبعد أن يُسلم يقرأ دُعاء الإستخارة كما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويترك الأمر لله جلَّ وعلا؛ لأنه هو الأخبر بعباده.
تكثر الحكايات والأقاويل عن نتيجة صلاة الإستخارة، فمنهم من يقول بأن النتيجة تأتي للعبد على شكل رؤيا في المنام؛ تُخبره بما أراد الله له، ومنهم من يقول إنها تكون على حسب المِزاج الذي تستيقظُ فيه من النوم، فإن استيقظت سعيداً فهي بُشرى خير لاستخارتك، وإن استيقظت مهموماً فهي دليل على نذير سوء. الأمر الأول والذي يقول بالرؤيا؛ هو لا خطأ ولا صواب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرؤيا الصادقة أنه جزء من ستة وأربعون جزءاً من النبوة، وهذا لا ينفي أن يرى العبد نتيجة استخارته في المنام، ولكن هذا ليس شرطاً ولا وعداً قطعه الله سبحانه وتعالى على نفسه. أما من يقول عن طبيعة المزاج عند الإستيقاظ؛ فهذا أمرٌ مردود شكلاً وموضوعاً، لأن طبيعة مزاجك يُحدِّدُها طريقة نومك وراحتك أثناء النوم؛ وليس نتيجة لاستخارتك.
إنّ معرفة نتيجة الإستخارة تكون بمعرفة الهدف من صلاة الإستخارة، فالهدف منها كما هو مذكور في جزء من الدعاء (إن كنتَ تعلم ان هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري "أو قال عاجله وآجله" فاقدره لي ويسِّره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري "أو قال عاجله وآجله" فاصرفه عني واصرفني عنه واقضِ لي الخير حيث كان ثم ارضني به)، في هذا الدعاء ما يوضِّح لنا كيف ستكون نتيجة صلاة الإستخارة، فهي إن كانت خيراً؛ فإن الله سبحانه وتعالى سيُسهِّل الأمور وييسرها للشخص حتى ينال مراده، اما إن كانت شراً فإن الله سيجعل الأمر عسيراً ويمنعه من الحدوث، لأنه هو الخبير سبحانه؛ والعبد قد ترك أمر هذا الشأن له، فسوف يُعطيه الأفضل أو يمنع عنه الأسوأ.

يتبع
 
كيفية صلاة الجنازة

%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9.jpg


صلاة الجنازة
إنّ صلاة الجنازة من حقّ المسلمين على بعضهم البعض، وهي فرض كفاية أي يكفي أن يقوم به بعض المسلمين، واتّباع الجنازة يعتبر من سنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم لما لها من أثر في نفوس المسلمين والأجر والثواب وتذكير بالموت وأخذ العبرة والموعظة. وتكون مواساة لأهل الميت وإكرام ووفاء للميت قال رسول صلّى الله عليه وسلّم (من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط) ففي صلاة الجنازة أجر و ثواب في الآخرة وإحياء لسنة نبينا.

كيفية صلاة الجنازة
  • يُسَن أن يقوم الإمام عند رأس الرجل، وعند وسط المرأة لفعله صلّى الله عليه وسلّم.
  • السنة أن يتقدم الإمام على المأمومين، ولكن إذا لم يجد بعض المأمومين مكاناً فإنهم يصفون عن يمينه وعن يساره.
  • يكبّر الإمام أربع تكبيرات، يقرأ بعد التكبيرة الأولى الفاتحة بعد أن يتعوذ، وبعد التكبيرة الثانية يصلي على النبي صلّى الله عليه وسلّم كما يفعل في التشهد، أي يقول: (اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) وإن اقتصر على قوله: (اللهم صلِّ على محمد) فإنه يجوز.
  • ثم بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت بما ورد من أدعية، ومن ذلك قول: (اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدَنَس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار).
أما السَّقط وهو من كان عمره 4 أشهر فأكثر، فإنه يدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (والسَّقط يُصلى عليه ويُدْعى لوالديه بالمغفرة والرحمة). ثم بعد التكبيرة الرابعة يسكت قليلاً، ثم يُسَلم عم يمينه تسليمة واحدة، لفعله صلّى الله عليه وسلّم، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره.
  • يسن أن يرفع المصلى يديه مع كل تكبيرة، لفعله صلّى الله عليه وسلّم 21.
  • من فاته بعض التكبير مع الإمام فانه يُتابع الإمام، مثلاً: إذا دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة، فانه يدعو للميت ثم بعد التكبيرة الرابعة يكبر فيقرأ الفاتحة ثم يكبر فيصلي على النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم يُسَلم، إذا أمكنه ذلك قبل رفع الجنازة، وإلّا سلم مع الإمام ولا شيء عليه.

تأدية صلاة الجنازة
يقف الإمام عند رأس الرجل الميت متجها القبلة، أما إذا كان الميتامرأة فإنه يقف عند وسطها ويتجه للقبلة، وهذا ورد عند أبي داوود، كذلك من السنة التي وردت عن رسولنا محمد عليه الصلاةوالسلام أن يقف الإمام أمام الناس ليصلي بهم صلاة الجنازة، وإن لم يجد المأمومون مكانا لهم للصلاة فمن السنة أن يقفوا بجانب الإمام، كذلك من السنة التي يجب اتباعها في صلاة الجنازة رفع الإمام يديه عندما يكبر في الصلاة.

تكبيرات صلاة الجنازة
لذا يقوم الإمام بالتكبير أربع تكبيرات، وهي:
  • التكبيرة الأولى:
  • وبعدها يقوم الإمام بالتعوذ من الشيطان الرجيم، ثم يقرأ البسملة حيث يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ سورة الفاتحة كاملة وهنا تنتهي التكبيرة الأولى.

  • التكبيرة الثانية:
  • يكبر الإمام التكبيرة الثانية، ثم يقوم بالصلاة والسلام على نبينا محمد عليه الصلاة والسلاة مثلما نقرأ التشهد وهو: (اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد، اللّهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد)، ويجوز الاختصار والاقتصار بقوله اللهم صل على محمد.

  • التكبيرة الثالثة:
  • بعد التكبيرة الثانية وقول التشهد يقوم الإمام بالتكبير مرة ثالثة ثم يدعو للميت من الأدعية التي وردت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا من السنة، ومنهاالدعاء المشهور للميت الذي ورد عن النبي عليه الصلاة والصيام قوله: (اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ داراً خَيراً من دارِه وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النّارِ، وَقِه عَذابَ القَبْرِ) رواه مسلم وأحمد. وله أن يزيد فيقولاللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، أو أن يقول: اللهم اغفر له وثبته بالقول الثابت أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة وهناك أدعية كثيرة وردت عن النبي عليهالسلام وقد ذكرتها جميع كتب الأذكار.

  • التكبيرة الرابعة:
  • بعد التكبيرة الثالثة يقوم الإمام بالتكبيرة الرابعة ثم يقول الإمام: (اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ)، وقد ذكره بعض العلماء في كتبهم وعدوه الأفضل. أو أن لا يقرأ الإمام هذا الدعاء بل يعمد إلى السكوت قليلا بعد التكبيرة ثم يسلم عن يمينه مرة واحدة وهذا كما ورد في سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وقد ذكر العلماء هذا الكلام وحسنوا إسناده، كما يجوز للإمام أن يسلم عن يساره كذلك مرة واحدة وهذا ورد في كتب العلماء منهم أحكام الجنائز للألباني.وهنا تنتهي الصلاة على الميت لذا يتوجب على الرجال الذهاب إلى الدفن دون النساء لقولرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام): من شهد جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: يا رسول الله ما القيراطين قال: مثل الجبلين العظيمين) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

يتبع
 
كيفية جمع الصلاة في السفر

أجاز الله للمسافر سفرا طويلا بقصد مباح (زواج، تجارة حلال، عبادة ... الخ) أن يجمع بين صلواته بقصد التخفيف عنه. والجمع بمعنى ضم صلاة إلى أخرى في وقت إحداهما، كأن يجمع صلاة الظهر وصلاة العصر إما في وقت الظهر أو في وقت العصر، أو أن يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء إما في وقت المغرب أو في وقت العشاء. ودليل مشروعية ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير، ويجمع بين المغرب والعشاء" البخاري، ج1/أبواب تقصير الصلاة باب 13 / 1056. وبذلك إن تم الجمع بين الصلاتين في وقت الأولى كان جمع تقديم (مثلا جمع صلاتي الظهر والعصر في وقت الظهر)، وإن كان الجمع في وقت الثانية كان جمع تأخير (كجمع صلاتي الظهر والعصر في وقت العصر).

الحالات التي يجوز فيها الجمع:
  • يجوز الجمع بين الصلوات إن كان المسافر مسافراً سفراً طويلاً ومباحاً؛ أي أن يكون هدف السفر يقع في نطاق الحلال والمباح مثل الزواج أو التجاة الحلال أو الحج أو العبادة أو أي هدف آخر من الأمور الدنيوية المباحة للمسلم، وأن تكون المسافة ثمانون كيلو مترا فأكثر.
  • يجوز الجمع بين فروض الصلوات فقط دون السنن، ويكون بجمع صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء فقط، فلا تجمع صلاة الصبح إلى أي صلاة أخرى، كما لا تجمع إحدى الصلوات النهارية إلى صلاة ليلية أو العكس. أما عن صلاة الجمعة فيمكن جمعها مع العصر بشرط صحة صلاتها، ويكون جمعها في وقت الظهر فقط لأن وقتها هو وقت الظهر، فلا يجوز جمعها مع العصر في وقت العصر.

كيفية وشروط جمع الصلاة:
  • النية: وتكون النية في جمع التقديم في وقت الصلاة الأولى، فينوي الجمع بين الصلاتين بأن يقول: نويت أن أصلي فرض الظهر مجموعا مع فرض العصر جمع تقديم. أما فيجمع التأخير فيجب أن ينوي الجمع قبل الخروج من وقت الصلاة الأولى، وإن لم ينوي في وقت الأولى فإن الصلاة التي فاتته هي قضاء وليس جمعا.
  • أن يبدأ بالأولى: وذلك لأن الأصل في الصلوات الترتيب، فلا يجوز أن يصلي الظهر قبل العصر. قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري، الأذان 595. وإن حدث وصلى الصلاة الثانية قبل الأولى وجب عليه أن يعيد الصلاة الثانية بعد الإنتهاء من الصلاة الأولى.
  • الموالاة: أي القيام بالصلاة الأولى ثم الصلاة الثانية دون أي فاصل بينهما، حتى لو كانت صلاة نافلة، أو صلاة جنازة.
  • أن تكون الصلاة صحيحة: فلو تذكر بعد الإنتهاء من الصلاتين أنه قد ترك ركناً من الصلاة الأولى وجب إعادة الصلاتين وجوبا لبطلان الصلاة الأولى بترك ركن منها مع تعذر تداركه بطول الفصل وبطلان الصلاة الثانية لفقدان الترتيب. أما لو ترك ركنا من الصلاة الثانية وطالت المدة حتى تذكر ذلك، وجب عليه إعادة الصلاة الثانية فقط في وقتها. أما إذا تذكر قبل أن تطول المدة يجب عليه تدارك الخطأ بسجود السهو والتالي تصح الصلاتين.
  • استمرارية السفر: أي أن يستمر السفر من قبل دخول وقت الأولى حتى وقت الإحرام بالثانية في جمع التقديم، واستمرار السفر من قبل الأولى حتى تمام الثانية (في المذهب الشافعي) واستمرار السفر من قبل الأولى حتى وقت الثانية (أي أنه إذا وصل بعد جمع التأخير في الثانية وقبل دخول وقت الصلاة التي بعدها كان الجمع صحيحا عند المذهب الحنبلي) في جمع التأخير.
يتبع
 
كيفية جمع الصلاة
%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D8%AC%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9.jpg


هل كنت مسافراً في يوم من الأيام واحترت في كيفية أداء الصلوات أثناء سفرك؟ هل تشعر بالتعب أثناء مرضك ولا تعلم كيف ستتصرف تجاه أداء الصلوات؟ حسناً، فإن الدين الإسلامي الحنيف قد أعطى رخص وأعذار مخصوصة يمكن عند وقوعها أن يقوم المسلم بجمع الصلاة من ضمنها السفر والمرض والمطر، وذلك للتخفيف على المسلمين في مواقف وأوقات معينة، لذا دعونا نتعرف على كيفية جمع الصلاة للمسافر أو المريض؟

الظهر والعصر :
يمكن لمن يُسمح له بجمع الصلاة أن يقوم بجمع صلاة الظهر والعصر بحيث يقوم بتأدية صلاة الظهر في وقتها ثم يتبعها صلاة العصر مباشرة وهذا يعرف بجمع التقديم، أو أن يقوم بأداء صلاة الظهر في موعد صلاة العصر ثم يقوم بأداء صلاة العصر بعدها مباشرة وهو ما يعرف بجمع التأخير.

المغرب والعشاء :
كذلك الحال بالنسبة لكل من صلاة المغرب والعشاء، فإما أن يقوم المسلم بأداء صلاة المغرب في موعدها ثم يتبعها صلاة العشاء وهو جمع تقديم، أو أن يقوم بتأدية صلاة المغرب في موعد صلاة العشاء ثم يقوم بأداء صلاة العشاء بعدها مباشرة وذلك جمع تأخير.
وبطبيعة الحال فإنه لا يجوز الجمع بين أي صلوات أخرى فمثلاً أن يجمع بين الفجر والظهر أو العشاء والفجر وهكذا، كما يجوز جمع الصلاة في عدة مواضع منها للحاج في عرفات وفي المرض والسفر والمطر، وبطبيعة الحال فإن الجمع بسبب المطر يقع في حق المصلين في المساجد وذلك عند وقوع المطر الشديد أثناء وقت الصلاة كما لا يجوز جمع الصلاة لأي أعذار أخرى إلا بعض الحالات الاستثنائية والطارئة جداً والتي لا يمكن عند الوقوع فيها من تأدية الصلاة في وقتها.
أيضاً يجب أن نعلم أن جمع الصلوات هو رخصة مؤقتة وليست سنة، فكثير من الناس وخصوصاً المسافرين يقوم بجمع الصلاة حتى وإن أمكنه أداء الصلاة في وقتها لاعتقاده أن من ذلك من السنة وهذا خطاً، فطالما أن بإمكانك أداء الصلاة في موعدها دون الحاجة لجمع الصلاة فلا داعي للجمع، أما إن رأيت أحسست بالإجهاد أو أن الصلاة سوف تفوتك فحينها يمكن الأخذ برخصة الجمع بين الصلوات.

يتبع
 
عودة
أعلى