قصة سرقه اسرائيـــل لميج 29 بولنديه وميج 21 عراقية

bob

عضو
إنضم
20 أغسطس 2009
المشاركات
418
التفاعل
2,014 0 22
الدولة
USA
الخوف من الطيران السورى هو احد اسباب الرعب الصهيونى - لذلك فككت الطائره - ميج 29 - بولنديه و شحنت جوا فى صناديق الى اسرائيل و مع انكشاف الفضيحه هرب الجينيرال البولندى بالمليون دولار و اعادت تل ابيب الطائره الى بولندا مع الاعتذار الحار لموســكو ..
41389.jpg


سافــر ماكسويل الى موسكــو لاجراء مقابله مع الرئيس السوفييتى السابق ميخائيل جورباتشوف كما اعلن رسمــيا فى موسكــو لكن ما لم يتم الاعلان عنه ان السبب الحقيقى وراء الزياره هو بيع برنامج الى المخابرات السوفيتيه K.G.B ذلك البرنامج اللى زود سرا بعنصر شديد السريه و التعقيد اطلق عليه الباب السحرى تستطيع الموســاد من خلاله معرفه ما يختزنه و ما يريده مقتني البرنامج من المعلومات و بهذا اتيحت الفرصه الى اسرائيل فى الوصول الى اسرار عسكريه هامه كانت تسعى اليــها و اهمها الاطلاع و كشف قوه الوحش الروسى الشرس الميج 29 من تسليح و مكونات و اللى لم تظهر لها صوره واحده بكامل تسليحها و لم تكتشف اسرائيل و امريكــا معلومات اكيده عن اسرار قوتها الانقضاضيه و امكانياتها فى المناوره

و بالرغم من الفشل فى الوصول الى اسرار الطائره التى زودت باحدث مبتكرات تكنولوجيا الاتحاد السوفيتى قبل انهياره استمر ماكسويل يواصل اتصالاته و صفقاته و باع برنامج بروميس الى العديد من الدول فى امريكا الشماليه و اسيا و افريــقيا و اوروبا و كانت بولندا احدى محطات عميل الموساد اذ كانت تجمعه صداقه وطيده باغلب رجال الحكم هناك حيث تمكن اخيرا من بيع البرنامج الى جهاز المخابرات البولندى و فى المقابل سمح البولنديون لاسرائيل على حد زعم ارى بنامنشى " ضابط استخبارات اسرائيلى " بسرقه طائره من طراز ميج 29

سهــل عمليه السرقه جينيرال بولندى " لم يذكر اسمه " كان يترأس مكتب الاستخبارات البولندى فى مدينه جدانسك الشماليه الواقعه على خليخ جدانسك و بحر البلطيق مقابل مليون دولار امريكى اودعت فى حسابع باحدى البنوك فى نيو يورك

يواسطه الرشاوى تمكن الجنرال البولندى من اسكات بعض المسئولين فى قوات بلاده الجويه و امكن تفكيك الطائره بزعم انها غير صالحه للطيران لوجود عيوب فنيه فى اجهزتها و وضعت اجزاء الطائره فى صناديق خشبيه كبيره لصقت عليها استيكرات معدات زراعيه مما سهل عمليه شحنها جوا الى اسرائيل حيث اعيد تجميعها هناك و خضعت لتجارب طيران لتمكين الطيارين الاسرائلين من التعرف على اسرارها و امكاناتها الفنيه و القتاليه فى مواجهه الميج 29 السوريه اللتى ترعب اسرائيل و تحسبل لها الف حساب

المثير ان الطائره البولنديه المسروقه كانت حديثه الصنع جدا و حسبما هو معروف دوليــا ان ايه عيوب فنيه فى اجهزه فنيه و كهربائيه مصدره تخضع وفقا للاتفاق لفتره ضمان محدده على الا يكون العطل ناتج عن سوء استخدام فكيف يكون الحال هنا و الصفقه الثمينه طائرات قتاليه بمئات الملايين من الدولارات فلو لم تكن الطائرات الحربيه اللتى كانت تصدرها موسكــوا للدول الحليفه تضخع لشروط ضمان صيانه دقيقه جدا

%D9%85%D9%8A%D8%AC-29.jpg


فخلال عمليه الجرد الروتينى للطائرات السوفيتيه ميج 29 المصدره الى بلدان حلف وارسو اكتشف السوفيت اختفاء طائره من بولندا بعد وصولها باربعه اشهر الى اسرائيل فهرب الجينيرال البولندى فور اكتشاف الفضيحه الى تل ابيب و اثيرت ازمه حاده تورطت فيها بولندا بينما هددت موسكوا بوقف السماح لليهود السوفيت بالهجره الى اسرائيل الا ان اسرائيل بعدما اطلعت على مكونات الطائره و اسرارها عمليا ضحت بالطائره فى سبيل هجره اليهود السوفيت اليها و اعادت اسرائيل الطائره الى وارسو مره اخرى

اما الضابط البولندى الهارب فقد طلب اللجوء السياسى الى امريكا و رفضت واشنطن على طلبه ما لم تطلع هى الاخرى على الطائره بما يدلل على ان اسرائيل اخفت امر الطائره عن حليفتها بنيه النهوض بصناعه الطائرات المقاتله فنيا و الشعور بالزهو امام الامريكين اللذين لا يمتلكون اسرار الطائره مما يضطرهم الى طلبها من اسرائيل و فى هذه الحاله تقدم اسرائيل لائحه طويله بطلباتها من واشنطن و قد رافق عوده الطائره اعتذار رسمى اسرائيلى تضمن تبريرا غير منطقى عن ملابسات العمليه نتيجه خطا بعض من ضباطها اللذين تحمسوا لسرقه الطائره الحديثه بدون تكليف رسمى و قبلت موسكو الاعتذار


هذه العملية تمت فى اواخر التسعينات تحديدا عام 1997و تم استعاده الطائره مره اخرى بعد 4 اشهر

Omar_CommanDos
 
وأين السوفيت عام 1997 ؟؟؟
 
تصحيح للمكتب بالأحمر


الإتحاد السوفيتي سقط في نهاية 1991 وانت تقول القصة صارت ف 1997

يعني أن الموضوع صار مع الروس و يلتسن و ليس غورباتشوف
 
وماذا بعد ...!!:oops:
وهل عندما استولت اسرائيل على الميج 21 نفعت طياريها بشئ فى حرب 73:D
بالتأكيد اخى الكريم,
استفادة اسرائيل و طياريها بالخصائص الفنية و التكتيكية المكتشفة للميج 21 و نقاط ضعفها خلال حرب الاستنزاف و حرب اكتوبر,
على سبيل المثال , قلة سعة الوقود الداخلى و قصر فترة طيرانها و مداها,

مناورة الموت

هو اسم مناورة خطيرة تعلمها الطيارين المصريين فى سوريا على يد الطيارين الباكستانين ولولها لفقد سلاح الجو المصرى الكثير من طائراتة و الكلام ده على ما اذكر على لسان اللواء طيار نصر موسى نائب قائد القوات الجوية السابق

 
بالتأكيد اخى الكريم,
استفادة اسرائيل و طياريها بالخصائص الفنية و التكتيكية المكتشفة للميج 21 و نقاط ضعفها خلال حرب الاستنزاف و حرب اكتوبر,
على سبيل المثال , قلة سعة الوقود الداخلى و قصر فترة طيرانها و مداها,

مناورة الموت

هو اسم مناورة خطيرة تعلمها الطيارين المصريين فى سوريا على يد الطيارين الباكستانين ولولها لفقد سلاح الجو المصرى الكثير من طائراتة و الكلام ده على ما اذكر على لسان اللواء طيار نصر موسى نائب قائد القوات الجوية السابق


ما علاقة مناورات الموت بما نقوله !!!
 
ما علاقة مناورات الموت بما نقوله !!!
مجرد اضافة,
للتغلب على احد نقاط الضعف الخاصة بقلة الوقود و الجوء اليها فى حالة الضرورة القسوة,
عموما انا اسف على هذا الخطئ و المرة الجاية سيكون الرد على قد الاستفسار فقط,
 
سرقه اسرائيـــل لميج 21 عراقية

هو منير جميل حبيب روفا (1934 - 2000) ، جاسوس إسرائيلي من أصل عراقي



تمكن في عام 1966 من الهروب بطائرة ميغ 21 تابعة للقوات الجوية العراقية إلى مطار إسرائيلي في عملية منظمة من قبل الموساد و إشتهرت بعملية 007 ، إعتبر الموساد هذه العملية المخابراتية واحدة من أنجح عمليات الموساد ، تمكنت المخابرات الإسرائيلية ايضا من تهريب جميع افراد عائلة منير روفا من العراق إلى إسرائيل وقام الموساد بإعارة الطائرة المختطفة بصورة مؤقتة لوكالة المخابرات الأمريكية لغرض إجراء التحليلات الفنية والهندسية المتعلقة بنظريات الطيران والخاصة بتصميم الطائرة.

بعد هبوط الطائرة عقد مؤتمر صحفي سمح لمنير روفا بالتحدث لفترة وجيزة تحدث فيها عن دوافعه لخيانة بلده وسلاحه مدعياً بانه كان يعاني من التفرقة الدينية وانه يشعر بان العراق ليس بلده لذلك طلب اللجوء والهجرة إلى الولايات المتحدة. وبعد فترة وجيزة الحقت عائلته به في اسرائيل ولم يسمح له مغادرة الاراضي الاسرائيلية والتوجه إلى اميركا. بل منح الجنسية "الاسرائيلية" وكوفيء بمنحة مالية.

منير روفا كان ضابط طيار مسيحي عراقي برتبة نقيب وجاسوس عمل لصالح "اسرائيل" من مواليد بغداد عام 1934 من عائلة ينحدر اصلها من الموصل قرية تل الكيف ، لأسرة أرثوذوكسية فقيرة ، وكان ترتيبه الثاني ضمن تسعة أبناء لموظف بسيط، عوقب بالطرد من وظيفته في وزارة الزراعة ، والحبس لعدة أشهر بسبب تلقيه الرشاوى. متزوج وله بنت وولد ، اصول عائلته جاءت لاجأة للعراق مع الكثير من العوائل المسيحية التي كانت تقطن جنوب شرق تركيا وجبال شمال غرب ايران بقرار من عصبة الأمم بسبب الاذى الذي عانت منه تلك العوائل اثناء العمليات العسكرية للحرب العالمية الاولى فتم توطينهم في القرى المسيحية المحيطة بالموصل ، ويعتقد بعض المحللين إن هذا الأمر جعله "يعاني من عقد المواطنة ورغبته الجامحة للهجرة لوطن الاستيطان الافتراضي اميركا" .

تجنيده للموساد

تم تجنيده للعمل في الموساد عام 1965 كونه أحد طياري الميغ 21 المتقدمة في ذلك الحين فيما يعرف بالمهمة 007 للتشابه الغريب مع أحد افلام جيمس بوند لاختطاف طائرة قاصفة متطورة .لقد دخلت طائرة الميغ 21 المنطقة على اثر اتفاق دول الاتحاد الثلاثي كل من العراق ومصر وسوريا مع الاتحاد السوفيتي ، فتمخض ذلك دخول طائرة الميغ 21 لاول مرة للمنطقة الشرق الأوسط عام 1965 . وكان من المؤمل ان يكون الاتحاد المزمع اقامته بديلاً عن الجمهورية العربية المتحدة وكان من اهداف قيام الاتحاد الوقوف بوجه "اسرائيل" لاسيما وان قادة الدول الثلاث جميعهم قد اشتركوا بالحرب الفلسطينية الاولى عام 1948 وهم الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس عبد السلام عارف والرئيس امين الحافظ

الخلفيات السياسية وسباق التسلح
جراء سياسة الحرب الباردة وسعي الدول لامتلاك أفضل ما توصلت اليه تكنولوجيا السلاح تنفيذاً لسياسة سباق التسلح بين العالمين الغربي والشرقي ، تم اعتماد ميزانية ضخمة وصلت إلى ستة مليارات دولار لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية ، حصل من خلالها على التكنولوجيا المتطورة العالية وتوظيف ما يزيد على 250 ألف موظف وعميل انتشروا في سائر دول العالم وذلك لتحسين فاعلية الجهاز وقوة تأثيره بحيث استطاع اسقاط الحكومات في جواتيمالا والكونغو وقبرص واندونيسيا وايران، والتصفية الجسدية لرؤساء الدول والشخصيات المعارضة للسياسة الاميركية الطامحة للحصول على مراكز نفوذ استراتيجي ، حيث تم اغتيال رئيس الدومينيكان رافائيل تروجيللو أمام قصر الرئاسة بوساطة حقائب دبلوماسية مفخخة ، واغتيال الرئيس الفييتنامي نجودين دييم بذات الوسيلة، ثم اغتيال الرئيس الأمريكي نفسه جون كينيدي بتخطيط مازالت أسراره شبه مكتومة حتى الآن، واغتيال كل من داعية الحقوق المدنية في اميركا مارتن لوثر كنج والمناضل الارجنتيني تشي جيفارا وعشرات محاولات اغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو ، علاوة على اللغز المحير لمقتل الرئيس العراقي عبد السلام عارف الذي سقطت الطائرة التي تقله في ضروف غامضة والذي اقنع بصعوبة الاتحاد السوفيتي لتسليح العراق بطائرة الميغ 21 المتطورة والقاصفة انتونوف وعدد من منظومات الدفاع الجوي والانذار المبكر المتقدمة ،واغتيال الطيارين العراقيين المتخصصين بالطائرة المتقدمة ميغ 21 كل من النقيب شاكر محمود يوسف والنقيب محمد غلوب والملازم الاول حامد الضاحي بالتنسيق مع الموساد "الاسرائيلي" .

اضافةً إلى تصفية العلماء المشتغلين في مجال التسليح والتصنيع العسكري والحربي والمفكرين المشتغلين في مجال مناهضة الامبريالية والهيمنة الغربية مثل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى عام ،1952 والكاتب المكسيكي المشهور إلما بويل بوينديا.

إستنادا إلى ملفات الموساد فإن الاتحاد السوفيتي بدأ بالتعاقد لتزويد الدول العربية بطائرات الميغ 21 الحديثة إلى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1961 وبحلول عام 1963 عندما تسلم مائير عاميت رئاسة الموساد كانت طائرات الميغ 21 جزئا رئيسيا في قوات سلاح الجو في مصر و سوريا و العراق وكانت عملية تزويد الطائرات إلى تلك الدول محاطة بإجراءات أمنية سوفيتية عالية لغرض عدم تسريب التكنولوجيا فقد إشترط السوفيت ان يشرفوا على الإجراءات الأمنية وكان هناك غموض وفضول كبير في الغرب عن قدرة و فعالية هذه المقاتلات الجديدة وحاول الموساد إختراق هذا الحاجز الأمني الكثيف حول الطائرة الجديدة في العراق و مصر و سوريا ولكن محاولاتها نجحت فقط في العراق وجزئياَ في مصر.

تتميز الميج 21 بانها من الطائرات المتقدمة في ذلك الوقت فهي طائرة اسرع من الصوت تعمل بالبانزين الذي اعطاها ميزة السرعة والاقلاع الخفيف في حين وقود الطائرات الاخرى عبارة عن مادة (RT) وهو نوع نظيف من النفط الابيض الكيروسين .وتعد هذه الطائرة من طائرات القتال الجوي لمناورتها العالية وقاصفة ذات احمال خفيفة علاوة على امكاتية اسنادها للقطعات الارضية المشتبكة ، حيث في الطائرات الاعتيادية الاخرى تتخصص طائرة لكل مهمة من هذه المهام . وتتميز ايضاً طائرة المغ 21 عن باقي الطائرات مثيلاتها بسرعة فائقة تقدر بحوالي 2062 كم في الساعة . ويمكنها التحليق في دائرة مغلقة طولها 500 كلم، وبسرعة 1298 كلم في الساعة وفي دائرة مغلقة طولها 100 كلم . وتبلغ السرعة القصوى للطيران المستوي 2375 كم في الساعة ، في حين كانت السرعة بمقدار النصف عند السكاي هوك في ذلك الوقت و1،4 للفانتوم و1،5 للميراج . كما كانت قياسات الطائرة محيرة اذ بلغ عرض اجنحتها 7،60م وطول جسمها 16،75 وهذا ما لم يتوفر للطائرات الأمريكية الفرنسية وتحولت إلى لغز من الألغاز والأهم من ذلك كله ان كل هذه الميزات كانت موضوعة بين ايدي الطيارين العرب وتفتقد اليها "اسرائيل" فكانت الرغبة عارمة لكشف أسرارها عن كثب حيث اصبحت هدفا للسعي الأمريكي "اسرائيل" لاختطاف احداها للوقوف على خفايا قوتها.



اعتقد بعض المؤرخون و المحللون السياسيون ان عملية 007 كانت تحمل اهدافا خفية بالإضافة إلى الهدف الرئيس المعلن بكشف تكنلوجيا السلاح الجديد ميغ 21 التي اصبحت جزءا رئيسيا في ترسانة سلاح الجو في مصر و العراق و سوريا

رسم الخطة الرئيسة والخطط البديلة
وتلى ذلك وضع الخطط من قبل وكالة المخابرات الأمريكية و الموساد لاختطاف الطائرة والتي كانت اما اعتراض طائرة مصرية أو سورية واجبارها على الهبوط في "اسرائيل" وهذه الخطة فاشلة لان إسرائيل لا تمتلك طائرة تضاهي ميغ 21 سرعة ولا بمقدور الطيران "الاسرائيلي" اعتراض الميغ بسبب مهارة الطيارين العرب مما سيؤدي إلى خسارة الطائرات "الاسرائيلية" وطياريها مما سيؤدي إلى رفع للمعنويات العربية. اما الخطة الثانية هي زرع عميل طيار في إحدى القوات الجوية العربية ، وقد رفض الاقتراح لأن تنفيذه يتطلب فترة طويلة. والخطة الثالثة نصت على تجنيد طيار عربي وإغراؤه بمبلغ كبير للهروب بطائرته إلى "اسرائيل" وكان الأمر يحتمل النجاح بنسبة كبيرة و بدأ العمل الاستخباري لمعرفة أي معلومة ولو كانت بسيطة عن طياري مصر والعراق وسوريا من خلال العملاء في العواصم العربية .

تنفيذ المهمة 007

قام جهاز الموساد برئاسة مائير عاميت بوضع الخطط الكفيلة لتحقيق نصر ينقذ سمعة إسرائيل ويعزز من مكانته كمدير جديد للمخابرات وذلك من خلال تنفيذ للوصول إلى الطيارين العرب وكانوا من العراقيين فتم اختيار اربعة منهم الاول النقيب الطيار شاكر محمود يوسف ، وكان منفتحا ولديه العديد من الصداقات والثاني الملازم أول الطيار حامد الضاحي وكان متدينا ودمث الخلق ولا يحب اقامة العلاقات ، والثالث فهو النقيب الطيار محمد غلوب اما الرابع فكان النقيب الطيار منير روفا وهو الطيار الوحيد المسيحي بينهم وكان المطلوب رقم واحد بسبب سهولة استغلال لعبة العقائد والاقليات في عالم الجاسوسية ولكن لوحظت ملازمته للقاعدة العسكرية حتى في اجازاته.

عام 1965 تلقت الموساد برقية من جون ميكون مدير جهاز وكالة المخابرات الأمريكية ينذر بوصول طيارين عرب من قادة الميج 21 إلى الولايات المتحدة في دورة تدريبية ، وان المطلوب التنسيق من أجل تجنيد أحدهم. واكد تلك التقارير الجاسوس "الاسرائيلي" في العراق عيزرا ناجي زلخا الذي تم تكليفه بمتابعة النقيب الطيار شاكر محمود يوسف الذي تمت مراقبته من قبل العميلة الاميركية اليهودية كروثر هلكر اثناء سفره لاميركا ، ثم لاحقته بعد عودته إلى العراق التي استدرجته إلى احدى شقق الجاسوس عيزرا ناجي زلخا في محاولة لتجنيده وعند مصارحته باغتها بسحب حزام بنطاله وبدأ بضربها بعنف وفي غمرة ثورته دخل عليه الجاسوس عيزرا ناجي زلخا وقتله وغادرت هلكر إلى لندن حيث قامت المخابرات بقتلها لكي لا تنكشف العملية، خاصة ان تلك المرحلة شهدت انكشاف الدور "الاسرائيلي" في الاشتراك بقتل ابن بركة في فرنسا. اما الملازم أول حامد ضاحي الذي كان في السادسة والعشرين من العمر فقد عرض عليه الاقامة والعمل في أمريكا مع المخابرات مقابل مبلغ كبير لكن حامد الضاحي سدد ضربة قاسية إلى الموساد إذ ابلغ امرية بالامر الذين وضعوا خطة بالتنسيق مع الاستخابرات العسكرية العراقية للايقاع بهم وتقرر نقله إلى العراق على وجه السرعة الا ان اجراءات السفر الاميركية اخرته ثلاثة أيام، تمكن الموساد اثنائها من الاجهاز عليه بعد تحديد موعد كاذب له مع أحد زملاءة في احدي الكافتريات مما ادى إلى إنهاء الدورة قبل انقضاء مدتها بشهر واحد وعودة الطيارين إلى العراق. اما اغتيل الطيار الثالث محمد غلوب فقد تم من قبل الموساد بالتعاون مع المخابرات الايرانية السافاك في باريس بعد رميه من القطار.

وجاء دور النقيب الطيار منير روفا الذي تم تجنيده اثناء حضوره احدى الحفلات الفنية الترفيهية في أحد النوادي حيث تعرف على باربرا وهي سيدة انجليزية تبين له لاحقاً بانها زوجة مدير مجموعة شركة النفط العراقية المحدودة الشهيرة بتسمية (IPC) التي تم تأميمها لاحقاً على عهد الرئيس الاسبق أحمد حسن البكر عام 1972 ، والتي كانت رأس حربة وقاعدة للمصالح البريطانية في العراق والمنطقة ووكراً للجاسوسية " وللمزيد من المعلومات راجع محاكمة الجواسيس عام 1969 ".

وكانت السياسة البريطانية في تلك الفترة تطمح لرد اعتبارها على اثر الهزيمة المنكرة في العراق بعد الاطاحة بمصالحها ورجالاتها في ثوره يوليو / تموز 1958 حيث كان العراق ورئيس الوزراء والسياسي المخضرم نوري السعيد باشا يمثل قطب الرحى وعراب هذه السياسة في الشرق الاوسط والمنطقة العربية . فربطت بريطانيا دول المنطقة الموالية لها سياسيا واقتصاديا بحلف سمي حلف السنتو او حلف المعاهدة المركزية او مجازاً حلف بغداد للوقوف امام المد الثوري والتحرري في المنطقة على اثر حركة يوليو / تموز 1952 في مصر وحركة يوليو / تموز 1958 في العراق وحركة سبتمبر/ ايلول 1962 في اليمن ، وكذلك الوقوف امام التوجه الاميركي المتعاضم في المنطقة العربية التي تعتبرها هي وفرنسا تركة لها بعد اتفاقية سايكس بيكو التي منحت الإمارات والولايات العثمانية صفة دولا مستقلة .

تطورت علاقة منير روفا مع باربرا بشكل متسارع لاسقاطات مصلحية لكلا الطرفين فارتبط بها بعلاقة عاطفية عارمة سرعان ما تحولت إلى علاقة غريزية محاولا استغلال موقع زوجها المؤثر لدى السفارة البريطانية لغرض تهريبه إلى إنجلترا او الولايات المتحدة ، وهي تعلقت به لوسامته الشخصية ورشاقته العسكرية ، ثم رأت فيه الاداة لتنفيذ تطلعاتها ومطامح السفارة البريطانية في بغداد. فأخذا يلتقيان تارةً في الكنيسة بذريعة لصلاة وتارة في الموصل المدينة الشمالية البعيدة تلافيا لانظار زوجها من جهة وانظار الاستخبارات العسكرية العراقية من جهة اخرى والمخابرات البريطانية التابعة للسفارة البريطانية وشركة نفط العراق البريطانية من جهة ثالثة .

ومن جانبها كانت تصور علاقتها به للمخابرات البريطانية على انها علاقة عمل الهدف منها تجنيده للعمل مع المخابرات البريطانية او كمصدر للمعلومات عن تسليح العراق وتعبئة قطعاته خصوصاً بعد مشروع الوحدة الثلاثية مع مصر وسوريا عام 1964 على الاخص بعد التطور الخطير على مصالحهم على اثر اتفاق حكومات الدول الثلاثة ، لاتخاذ خطوات من شأنها تفعيل الاجراءات الخاصة بالوحدة بين تلك الدول حيث تم تنفيذ خطة التبادل الاستراتيجي للدفاع المشترك الخاص بأنتشار القطعات العسكرية لتلك الدول على اراضيها ، ففي عام 1965 تم إرسال بعض قطعات المشاة واسراب الطائرات العراقية لمصر وسوريا وتم استقبال قطعات تلك الدول في العراق بضمنها كتيبة من القوات الخاصة المصرية ومجموعة من عناصر جهاز المخابرات المصري العامل ضد "اسرائيل" وكان بضمنهم رجل المخابرات المصري المعروف رفعت الجمال الملقب برأفت الهجان في عهد الرئيس عبد السلام عارف ،للتنسيق والعمل المشترك للوقوف امام دور الجالية اليهودية في دعمها للتجسس ضد العراق لصالح "اسرائيل" من جهة ولبناء اللبنات الاولى لتأسيس جهاز المخابرات العراقي الذي كانت تقوم بمهامه احدى الاقسام التابعة للاستخبارات العسكرية . من جانب اخر ترددت إلى مسمع مدير الشركة علاقة زوجته بالطيار المسيحي الذي وضع هدفا لتجنيده حيث كان تساوره شكوك حول تصرفاتها مما شجعه لتسفيره للتخلص منه . وبعد فترة ابلغت باربرا منير روفا برغبة زوجها مدير شركة النفط لمقابلته الذي التقى زوجها حيث رحب به وشرح له خطة هروبه التي تتضمن مرحلتين

الاولى ، بضرورة تقديم اجازة مرضية من سربه في قاعدة الرشيد الجوية قرب بغداد والعمل على نقل افراد عائلته إلى المحافظات الشمالية لتهريبهم إلى ايران التي كان يحكمها الشاه محمد رضا بهلوي صديق بريطانيا حيث كان لشركة نفط العراق فرعا في طهران بأسم شركة نفط إيران ، والتي ستقوم من جانبها بتأمين نقلهم كلاجئين إلى بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة.

الثانية ، ترحيله من البصرة متخفياً إلى بريطانيا الذي من المفترض ان يلتقي عائلته هناك ثم الانطلاق منها إلى الولايات المتحدة.

وافق منير على الخطة مع بعض التعديلات خصوصاُ التوقيتات لاسباب مهنية تتعلق بعمله العسكري. وتلافي متابعة مديرية الاستخبارات العسكرية له. فطلب اجازة مرضية طويلة متحججاً بمرض زوجته لمرافقتها لزيارةاهلها في الموصل وقد رفضت باديء الامر للشكوك التي كنت تحوم حوله من زملائه وامرية حول تذمره الدائم والانطباع لعدم وطنيته الذي عزز ذلك التقارير نصف السنوية لمديرية الاستخبارات العسكرية عنه وطلب دراسة اما ايقافه عن الخدمة العسكرية واحالته على التقاعد او نقله إلى صنف سلاح اخر بصفة خدمات ارضية ، وبقي الامر قيد المتابعة والمراقبة لعدم وجود ادله على خيانته ، وايد ذلك بعض زملائه بانه كان يمر بضروف اجتماعية صعبة بزوالها ستزول مبررات تذمره . وبدلاً عن السفر إلى الشمال نحو الموصل سافر بالاتجاة المعاكس إلى الجنوب نحو البصرة حيث التقى زوجها مدير شركة النفط للمرة الثانية الذي رحب به واعد لتنفيذ الخطة لتهريبه بجواز مزور بصفة أحد العمال المشتغلين على ظهر احدى البواخر من اسطول ناقلات النفط العائدة للشركة.


وانطلقت الرحلة والمفاجأة كانت بعد ساعات نوم عميقة من جراء المخدر الذي اعطي له . فوجد نفسه في تل ابيب بدلاً عن لندن. وتم التحقيق معه من قبل الموساد الذي وثق له الصور وابلغه بانهم سينشرون هذه الصور مالم يتعاون معهم وان جميع طلباته ستكون مستجابة وعلى رأسها هجرته وافراد اسرته إلى الولايات المتحدة ولكن بطائرة حربية عراقية من النوع الحديث الذي تعاقد عليها العراق مؤخراً. رفض باديءالامر مدعيا عجزه عن تحقيق هذه المهمة مع وجود قوة حوية عراقية صارمة واستخبارات عسكرية دقيقة . الا ان الموساد تعهد بتذليل جميع الصعوبات من خلال العمل على احداث ثغرات تساعد على خرق الدفاعات والاستخبارات العراقية باستغلال أحد ايام العطل الرسمية وجذب انتباه الاستخبارات والقوة الجوية العراقية لحادث ثانوي مفتعل لتمكين منير روفا بالهرب بالطائرة. وفي الجانب الاخر كانت عائلة روفا قد وصلت إلى الموصل لاتعلم شيئا عما يجري سوى ما ابلغها منير بانه في واجب عسكري لمدة شهر وعليهم السفر لزيارة الاهل .

بعد عودته عكف بهدوء لتنفيذ الخطة فبعد أشهر تم نقل افراد عائلته من بغداد إلى الموصل ومنها إلى المناطق الكردية المتاخمة للحدود مع ايران حيث نقلوا بطائرة عمودية إلى داخل إيران ومنها إلى لندن. ظل الطيار منير روفا بعد سفر عائلته إلى لندن في حال عصبية شديدة لكن احدا لم ينتبه إلى هذا التغيير الذي طرأ على هذا الطيار فكانت تتملكه نوبات من الخوف والقلق على مصيره اذا ما افتضح وعلى عائلته . كانت الساعة قد بلغت الثامنة إلا ربعاً صباح يوم 16 اغسطس / اب 1966 عندما اصطف تشكيل من طائرات الميج 21 التابع لسلاح للقوة الجوية العراقية اً للقيام بطلعات تدريبية معتادة وكان ضمن الطاقم التدريبي في هذا اليوم الطيار الجاسوس منير روفا.

يوم الهروب

صعد منير روفا إلى طائرته وصعد طيارو تشكيل الميغ 21 الجاثمة على ارض قاعدة الرشيد في بغداد وكان منير قد عقد العزم على ألا يفوت هذه الفرصة مطلقا ًبينما تأخر هو قليلاً بتشغيل محرك طائرته الاسرع من الصوت شغل باقي افراد التشكيل محركات طائراتهم التي اخذت تزمجر على مدارج القاعدة الجوية ، على غير عادتها وربما بسبب العطلة الرسمية ، كانت القاعدة في ذلك اليوم يشوبها هدوء غريب اشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة ، وأخيراً اقلع منير والتحق خلف التشكيل ، وما لبث ان قام امر التشكيل بالاتصال بمنير ليتحقق من سلامة اجراءات الاقلاع والتوتر الواضح الذي اعتراه منذ الصباح الباكر لهذا اليوم غير العادي ، وعلى حين غرة فاجاْ منير الجميع بابتعاده عن التشكيل وطار بسرعة اعلى بكثير من التشكيل أو حتى السرعة المعتادة في التدريب مدعيا قيامه بمناورة تدريبية ضمن المنهج المقرر ، وبعد تأخرة لدقائق وجه اليه امر التشكيل نداء بالعودة للتشكيل إلا انه لم يرد عليه فحاول اللحاق به الا ان منير كان قد تجاوزه بمسافة كبيرة متخذاً طريقه نحو الحدود الاردنية وبسرعة فائقة متجنباً المرور من فوق مدافع مقاومة الطائرات ، وعند اختراقه للحدود الاردنية قامت طائرتان من طراز هنتر أردنيتان ذات السرعة الاقل من الصوت ، باعتراضه إلا انه افلت منهما نظراً لفارق السرعة والتقنية واتجه فورا إلى حدود إسرائيل التي دخلها مخترقاً منطقة البحر الميت.. وبمجرد دخول الطائرة الميغ 21 الاجواء "الإسرائيلية" رصدتها ثلاثة ردادات كما دوت صافرات الانذار معلنةً وجود هجوم جوي معادي ، اقلع النقيب الطيار ران وكان معروفاً بأنه متخصص بطيران الالعاب بطائرته الميراج 3 الاقل كفاءة عن الميغ 21 والذي تقدم مرعوبا نحو الطائرة بعلمها العراقي الثلاثي النجوم متصورا هجوما معاديا قد انطلق صوب "اسرائيل" ، بينما قام بأسناده في المطاردة سرب كامل من طائرات الميراج اتخذ بعضها وضع الهجوم في حين تأهبت الاخريات للانسحاب في حالة تطور الامور لما لايحمد عقباه ، كان الجو غائماً متقطعاً مما زاد من هلع الطيارين "الاسرائيليين" وهم يرون لاول مرة بالعين المجردة الميغ ذات الجناح المثلث وهي تزئر مخترقةً الاجواء "الاسرائيلية" مستعرضةً رشاقتها تارةً ومتتخفيةً خلف الغيوم تارةً اخرى وكأنها صاروخ منطلقاً دون توقف نحو مقتله .. ومرت لحظات صمت رهيبه تقطعت فيها الانفاس .. ثم كسر هذا الصمت منير بالانحدار قليلا وخفظ سرعة الميغ 21 ليمكن الطيار "الاسرائيلي" ران من التسلق بسرعة إلى ارتفاع اعلى من ارتفاع الطائرة الميج 21 واخذ ران يعد العدة لوضع طائرته بوضع الاستعداد القتالي لمهاجمة الطائرة متصوراً ان مناورةً ما سيقوم بها الطيار المعادي عندما خفض سرعته . وفي هذه الثواني العصيبة دوى صوت متحشرج وكان قائد القوة الجوية "الإسرائيلي" مردخاي هود عبر جهاز اللاسلكي الخاص بران وطائرات سرب الميراج المتصدية ، يطلب من ران بلهجة حازمة "توقف عن اطلاق النار توقف فوراً" لكي لا يعترض الطائرة الميغ 21 ويصاحبها حتى تهبط.



منقول من الاخ الكريم
Omar_CommanDos
 
عودة
أعلى