حتى لاتنجح ( إيران ونظام الأسد ) في النجاح مرة أخرى في إستخدام ( مناديلها القذرة )

إنضم
14 أغسطس 2015
المشاركات
211
التفاعل
539 0 0
مقدمة



عندما تكون دفة السياسة في يدٍ قذرة ستستخدم كل أدواتها القذرة لأهداف وغايات كثيرة.


نظرة متفحصة ومتمعنة وشاملة للتاريخ السياسي وتعاليم الميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) فلايهم قذارة الأداة ونتائج إستخدامها بقدر النتيجة لمصلحة شخص من النظام أو كامل النظام الذي إستخدم الأدة .


ولإن القرن الأخير إبتلي بقادة تشربوا هذه التعاليم طبقوها فعلياً على واقعهم فقد ظهرت نماذج بمنتهى السوء أدارت اللعبة السياسية بقذارة .



الهدف من هذا الإستخدام :


1- الوصول الى هدف معين بأداة قذرة يكون معها النظام الذي إستخدمها نظيف اليد أمام العالم ولايحاسب على جريرة مافعله غيره نظرياً .


2- وسيلة ضغط مستمر ودائم لجهات معينة والتحجج بإن النظام الذي يستخدمها غير مسؤول عن تصرفاتهم .


3- ضمان عدم وجود رد فعل قوي لو كان الفعل مباشر من النظام فيكون الخصم الظاهر منظمة أو جهة أو حركة متواضعة لاتستحق رد صارم وحرب كبرى , ويبقى الفاعل الظاهر ( منديل قذر ) لايعرف من يحركه أمام أعين الناس ولإي هدف يحركه .


4- الإستفادة من فدائية وتضحيات أفراد المنظمات التي لديها عقيدة قتالية شرسة جداً تستميت لها بمختلف أهدافها , فيكون توظيف خفي وإستفادة من هذا الإندفاع منها لخدمة الطرف الموظف لها من تحت الطاولة حتى بدون علم أغلب هذه الأدوات القذرة .




الحلقة الأولى :

إيران وسوريا تستخدمان مناديلها القذرة ( قاعدة الزرقاوي وجيش المهدي )




# ( مرحلة الإحتضان الإيراني للقاعدة )
2001- 2003م



القاعدة ذات أيدلوجية سلفية جهادية لاعلاقة لها بالفكر الرافضي وتتقاطع معه لكن الظروف أدت الى أشبه مايكون بإحتضان , لإن أمريكا لما غزت أفغانستان عام 2001 م شتت طالبان والقاعدة وأبادتهم , طالبان بسبب أصولها البشتونية ومرجعيتها الباكستانية وجدت قليل من التعاطف من الشعب الباكستاني ومن الحكومة الباكستانية بالخفاء , لكن القاعدة لم تجد أرض تقلها أو سماء تظلها الا في دولة عدوة لها في نظرياتها وأدبياتها لكن كمن يأكل جيفة ميتة عندما يوشك على الهلاك .


لذلك وجدت نوع من الترحيب الإيراني ليس رحمة لهم بل نية للإستفادة منهم في وقت لاحق وبإعتبارهم ورقة ضغط متى ماسنحت الظروف بذلك .


ومع هذه الفترة نجد توافد قادة القاعدة الى إيران مثل الظواهري وسيف العدل وعائلة بن لادن بل أغلب كيان القاعدة إنتقل الى إيران في ظل ضبابية وتقارير متواترة عن تواجدهم هناك وفي ظل نفي إيراني على حياء .


هذا التقارب الذي كان سيكون مستحيلاً لو كانت الظروف غير هذه لكن لم تجد القاعدة نفساً من حياة الا في ظل إيراني وجدت فيه القاعدة ملاذها الأخير لكي تبقى رغم كل أدبياتها المعادية لهم في السابق , ووجد فيه الإيرانيين ورقة ضغط ممكن أن تستخدم في وقت لاحق فلايمنع من الإحتفاظ بها .


لكن إيران رغم هذا الإحتضان لم تسمح للقاعدة في ذلك الوقت بإن تتصرف أو تظهر للعلن أو تنفذ عمليات من أرضها لإن الحاجة لم تكن تستدعي ذلك , فبقت القاعدة مجرد ضيوف في الخفاء بكل كياناتهم وتحت الرقابة المشددة في إيران ومنع لهم بالتنقل الى دول أخرى .







# إيران وسوريا تواجهان ( محور الشر ) بتحريك منديلهما القذر

2003 – 2008 م


مع الهجمة الأمريكية الشرسة والعاطفية بعد مقتل 3000 شخص منهم في تفجير برجي التجارةالعالمية في نيويورك عام 2001 وبعد هجومها الكاسح على أفغانستان , حاولت أجتثاث كل مايمثل خطر عليها فألتفتت الى أعداء آخرين تضيفهم لقائمة أفغانستان فوضعت

( محور الشر الثلاثي ) المكون من ( إيران – سوريا – كوريا الشمالية ) رابطهم ضبابية تصرفاتهم وتأييدهم للمنظمات الإرهابية وتصرفاتهم التي تؤيد الهجوم على أمريكا ليس مباشرة بل بأوراق قذرة وعبر منظمات لاتعترف بها ظاهراً لكن تؤيد تحركاتها وتؤؤي قادتها .


هذه النظرية البوشية وضعت ( سوريا وإيران ) في خندق واحد , وتعزز هذا التخندق بعد غزو العراق عام 2003 , لأن إيران وسوريا جزموا أنهم سيكونوا التالين على قائمة بوش الإبن لذلك سعوا بكل الوسائل والطرق بإن تدخل أمريكا في مستنقع دموي يجعلها لاتفكر في غزو أحد بعد العراق , فلا تترك حتى لاتحقق مبتغاها في العراق بسهولة وتصنع نموذج مدني سلمي ستتفرغ بعده لحرب إيران وسوريا وإقامة نموذج مشابه والبداية في مسح ( محور الشر ) وتحويله الى ( محور خير ) في نظر أمريكا .


لذلك أتفقت المخططات والرؤى بإن يسعى البلدين سوريا وإيران الى ( إفشال غزو أمريكا للعراق ) وبكل السبل الممكنة وأن كانت غير مباشرة لإنها هنا ستكسب عداء أمريكا السافر وتشجعها على المبادرة في حربهم .


لذلك وكالمعتاد هنا سيحرك ( المنديل القذر ) يفشل خطط أمريكا بدخول العراق , يجعل مسؤولية عمل هذا المنديل القذر غير مرتبطة بالبلدين وغير مسؤولين بشكل مباشر عن مايعملون .


هنا كان الدور بتحريك القاعدة التي كانت أشبه بالخاملة في ايران منذا عامي 2001- 2003 , فزجت بها إيران وادخلت قادتها من إيران وأشهرهم ( أبو مصعب الزرقاوي ) الذي أتفقت التقارير على إنه أتى من الأراضي الإيرانية وأسس قاعدة له في العراق وجمع الأتباع , وكان الدور السوري الشريك بكل سطر في هذا المخطط أن يسهل إنضمام المزيد من المقاتلين عبر سوريا الى العراق لإن إيران لم تشأ أن تفضح علاقتها بحركة سلفية جهادية وهي الدولة الرافضية المعادية كلياً للسلفية , لذلك وضعت الثقل بدخول المقاتلين على سوريا التي ستكون أقل حرجاً بفعل غالبيتها السنية وبفعل علمانية دولتهم .


تدفق المقاتلين والسلاح من كل حدب وصوب للقاعدة وكان هدفهم المرسوم لهم ويتفق مع هدف محور ( إيران – سوريا ) هو إدخال أمريكا في دوامة عنف وقتل وإفشال لمخططها ومنعها من تكرار غزو سوريا وايران لاحقاً , بينما كانت القاعدة تقاتل بهدف رد الغازي لبلد المسلمين وعبر أدبياتها المعتادة مع يقين قادتها بالحلف السوري الظاهر لهم والإيراني الظاهر للقليل منهم بالذات قادتهم فأتفقت المصالح بين الاطراف الثلاثة ( القاعدة ) كمنفذ , و( إيران ) كدعم لوجستي وإستخباراتي وتسليحي , و( سوريا ) كخط عبور لآلاف المقاتلين المنظمين لقاعدة الزرقاوي .


كان مخطط محور ( سوريا – إيران ) ناجح جداً فأمريكا وقعت في المستنقع بالفعل وسالت دماء جنودها في فاتورة باهظة لاتتحمل وزرها سياسياً , فكيف لو فكرت بغزو دول أخرى , لذلك إكتفت بالعراق وظلت طويلاً تكافح للخروج من هذا المستنقع .


وظلت إيران وسوريا تستخدم منديلها القذر طوال مدة حكم ( بوش الأبن ) صاحب نظرية

( محور الشر الثلاثي ) وبعد نهاية حكمه عام 2008 وبعد إتضاح عدم وجود نوايا لخليفته

( أوباما ) بغزو إيران وسوريا , وبعد مكافحة أمريكا للخروج من مستنقعها الذي كافحت بقوة وطوال خمس سنوات للخروج منه .


تحول مسار اللعبة هنا الى التهدئة ومحاولة التخلص من المنديل القذر كعادة من يستخدمه دائماً بطريقته المعتادة ( أنهك الأداة لكن إسمح لها أن تستمر ) لذلك نجد منع كلي للدعم من إيران وسوريا للقاعدة بعد إنتهاء الهدف منها وكأنه منديل رمي به في سلة النفايات , فهنا تم تفعيل دور الصحوات بشكل مباشر من إيران حتى يضعف السنة بعضهم بعض وينتهي خطر القاعدة عن دولة العراق الشيعية في حقيقتها .



لو نتسأل هل العراق دخل في هذه المرحلة أي بين عامي 2003 – 2008 في مخطط إستعمال أداة القاعدة , واضح أنه لايعلم لإنه كان من يكتوي بنار القاعدة وجحيمها يصب عليهم كما يصب على الأمريكان في نفس الوقت لكن إيران لم تظهر للعراقيين أنها تؤيد وتدعم القاعدة في العراق ولكن إحتوت دولة العراق بحكومتها ومرجعيتها فكانت دولة العراق في تلك الفترة أشبه ماتكون ولاية إيرانية رغم ماتصبه عليهم إيران من حمم وجحيم من قبل القاعدة التي هي أداة بيدها , فكان السيستاني ذو الأصول الفارسية الذي لاينطق حرف عربي واحد هو مرجعية العراق الدينية وأشبه مايكون بوكيل الخامنئ في العراق , وصنع للعراقيين تقديس وتفخيم للمرجعية بشبه إجترار لفكرة إيران ( الولي الفقيه ) , كذلك حكومة طائفية مخترقة من إيران ومرتمية في حضنها للنخاع , يضاف لذلك حركات شيعية عسكرية مثل جيش المهدي وظفتها إيران بشكل قذر ليس لحرب أمريكا لأنها أجبن من أن تحرك منديل شيعي قذر على أمريكا لأن هنا إيران ستكون متهمة بشكل مباشر , لذلك وظفت منديلها القذر الشيعي لقتل السنة مواطنيين وعلماء ومشائخ وقادة حتى تضعف أي صوت يعارض إيران في العراق , فكانت أمريكا ترى جيش المهدي تحت ناظريها مدجج بالسلاح لكنها تعلم أنه يستهدف السنة فقط ولايستهدفها بل لايستهدف القاعدة أيضاً .


من القصص والدلائل الفاضحة وقت ذلك أن الشيعة في العراق يفجر في مساجدهم ثم يقبض على الشخص الذي كان ينوي التفجير فيجدون أنه عربي سني لكن بمزيد من التحقيق يوضح أنه تسلم السلاح وحدد له المكان من أشخاص يوضحون أنهم سنة وأنهم من القاعدة , ولما يجتهد العراقيين بالتحقيق يجدونهم إيرانيين وأن إيران هل التي أعطتهم الأوامر , فيرسل العراقيين رسالة عتب للإيرانيين يظنون أن الحادث فردي فيتم الرد عليهم ( لو تركنا أمريكا ترتاح وتبني العراق لعادت لحربنا في إكمال القضاء على محور الشر ) قد يتفهم شيعة العراق تخوف إيران أو قد لايتفهمونه لكن الأكيد إن سلطة إيران كانت قوية عليهم بحيث لم يكن لهم أي إستقلال سياسي يخرجهم من فلك إيران مهما فعلت بهم .


بل وصل الحد بإيران الى تفجير مرقد ( العسكريين ) في سامراء العراق بما يدل على إنها تدعي تدينها الرافضي بشكل ظاهري فقط بينما هي لاتملك الا الدفاع عن مصلحتها وفي سبيل بقاء نظامها كل شئ يهون , ففجرته , كما تأمر القاعدة بخفاء بالتفجير في مساجد الشيعة فلايهم الا مصلحة النظام وبنفس الفكر الميكافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) مهما كانت بشاعتها , كل التقارير توضح الإرتباط الوثيق بين إيران وتفجير المرقدين , وبالفعل بعد تفجيره نقلت الصراع في العراق الى درجة خطيرة جدا جدا تحولت الى فترة دامية للغاية على الشعب العراقي فحركت منديلها الشيعي القذر ( جيش المهدي ) مقابل منديلها السلفي القذر ( القاعدة ) فاصبح العراق أنهار من الدماء جعل أمريكا تندم أشد الندم حتى بجنودها ال4000 الذين قتلوا طوال خمس سنوات في العراق فإن الفاتورة الباهظة هي دماء العراقيين التي سالت ووصلت الى مليونيين عراقي 90% ليس بيد أمريكا بل بيد العراقيين بينهم , ففشل غزو العراق فشل ذريع جعلت أمريكا تجعله صفحة سوداء في تاريخها وهي التي دخلت من أجل نهضة العراق وإقامة دولة ديمقراطية متحضرة وجدت جنودها يقتلون لكن الأدهى هو وجدت البلد التي أرادت نهضته بلد مرعب مخيف سالت بحار الدماء فيه .


هذا الشئ كان بتدبير إيران وسوريا التي دعمت القاعدة ثم حركت النعرات الطائفية ثم صنعت نموذج شيعي ثم اسالت دماء العراقيين حتى تفشل أمريكا ولاتغزوهم , فأي بشاعة وجرم في عقول قادة.هذين البلدين .


وبعودتنا لما ذكر نجد أن إيران وسوريا استخدمت ورقة ( القاعدة – جيش المهدي ) لإفشال مشروع بناء العراق وكبح أمريكا من تنفيذ غزو ( محور الشر ) المذكور .


أي إن ايران وسوريا وبالذات إيران هل اللاعب الاساسي والمفكر الأول في إستغلال المناديل القذرة لعبت على ثلاثة خطوط في العراق بين عامي 2003 – 2008 :


1- قتل الكثير من جنود أمريكا في العراق بيد غيرها حتى تكون خارج المسؤولية وهذا كان مهمة القاعدة الزرقاوية وكان أكثر أوراق الضغط على الداخل الأمريكي وكانت نتيجته قتل 4000 جندي أمريكي .


2- قتل مايزيد عن 1,8 مليون سني في العراق بيد المليشيات الشيعية في تلك الفترة وابرزها ( جيش المهدي ) ونتذكر ايام المناشير والجثث التي تلقى بالمئات في الشوارع يومياً من ابناء السنة , هذا لأجل عدة أهداف منها أن ترى أمريكا فشلها العظيم في العراق والدماء التي أسيلت بعد غزوها للعراق كنتيجة غير مباشرة لغزوها , كذلك جعل الشيعة أكثرية في العراق وتحجيم تعداد السنة بقتلهم , كانت مليشيات الشيعة لايتجرأون على قتال الجيش الأمريكي حتى لاتتم مسآلة إيران عن مايفعلون لإن هنا العلاقة ستكون أكثر وضوحاً لذلك تركت قتال الجيش الأمريكي وتفرغت لقتل السنة المستضعفين .


3- تغذية حقد الشيعة على السنة بإفتعال تفجيرات في أماكن مقدسة لهم ومساجد واحياء وذلك بيد قاعدة الزرقاوي ولكن هذا القتل للشيعة لم يصل الى 10% من ضحايا الحرب الدامية الذين أغلبهم سنة , لكن كان لابد منها حتى تجد مليشيات الشيعة الحق الأدبي بالرد حتى غير المتكافئ , ومعلوم للكثير إن إيران لها علاقة قوية بتفجير مرقد العسكريين حتى لو كان بيد القاعدة فهدفها تأجيج العداوات وإسالة بحار الدماء حتى تعلن أمريكا فشلها في العراق ولاتغزو بلداً غيره .


4- مسرح عمليات المناديل القذرة كان ( العراق ) وذلك لإن هدف إيران وسوريا إفشال نموذج عراقي ناجح لإمريكا في العراق ولم تنفذ عملية أو حتى ربع عملية في إيران وسوريا .



ولو نرجع لهذه الفترة ونجاح إستخدام المناديل القذرة من قبل إيران وسوريا نجدها نجحت كلياً في كبح جماح وحماس بوش وأعتبرت أمريكا تجربة العراق فاشلة ويصعب تكرارها لعقود قادمة بل إنها شكلت عقدة قوية للرئيس أوباما .


كما أن إيران كافأت سوريا مكافأة ثمينة جداً نظير تعاونها الوثيق في إفشال خطط أمريكا وذلك بتحريك من منديل قذر آخر هو ( حزب الله ) فعندما تشددت الضغوط على بشار الاسد عام 2006 م بعد إتهامه المباشر بقتل الرئيس اللبناني الحريري وطرد الجيش السوري من لبنان , هنا حركت إيران ربيبها حزب الله لخلط الأوراق بمهاجمة إسرائيل وهي التي كانت هادئة على حدودها منذا سنين طويلة هذا التحريك لإنقاذ رقبة الأسد من الإتهام بقتل الحريري وحتى لاتتصاعد الأحداث أكثر من اللازم , وبالفعل كانت حركة ناجحة رغم مادفعه الشعب اللبناني المستضعف من ثمن باهظ الا إن رقبة بشار سلمت ونسوا الناس قصة إتهام بشار بقتل الحريري والضغوط عليه وإنشغلوا لزمن بحرب حزب الله لإسرائيل , والهدف ( منديل قذر ) لايحاسب معه بشار الأسد والمتهم فيه مليشيا غير مسؤولة عن تصرفاتها لكن فرقها عن القاعدة إن القاعدة تدار عبر الإختراق وعبر التسهيلات والتسليح من خلف الكواليس حتى بدون علم أغلبهم , لكن حزب الله تواطء واضح من قادته وربما جنوده لايعلمون مالهدف لكن نصر الله إرتضى إن يكون منديل قذر لإنقاذ بشار الأسد عام 2006 , ونجح للأسف .








# التهدئة والأفول للمناديل القذرة بعد نهاية مهمتها ونجاحها
2008- 2011 م


بعد 2008 خفت وتيرة عمليات القاعدة في العراق وخفت وتيرة إنتقامات جيش المهدي مع تسلم ( أوباما ) رئاسة أمريكا لذلك نجد أفول كلي للقاعدة في تلك السنوات وبالتدريج حتى أنطفء وقطع عنها الإمداد والدعم لكن بقت أدوات بسيطة منه حتى لايموت كلياً لأن الزمن يحتاج تحريك هذه الأداة في وقت آخر فأيران كسبت ورقة القاعدة منذا 2001 ولاتريد التفريط بها أبداً , نجد مع نهاية المهة تفعيل دور الصحوات في العراق وكأن إيران لاتريد سفك دماء الشيعة في قتال القاعدة فأرادت التضحية بالصحوات السنية ودعمتها لتقضي على القاعدة فأصبحت تغطي بقوة على عمليات الصحوات وتجيزها , كذلك من الحدود السوري قطع أي دعم تسليحي أو توافد للمسلحين للقاعدة بل وصلت الأمور لإعتقالهم وسجنهم وربما تعذيبهم وقتلهم لإن ورقتهم إنتهت , وكأن قبل أشهر لم تكن بحار الدماء تسيل في العراق والآف المقاتلين يتقاطرون من سوريا , هذه التهدئة من قبل محركي المناديل القذرة كانت بفعل إعلان فشل أمريكا في غزو العراق وإضمحلال خطر غزو محور الشر بل نسيانه , فهنا تم منع أي دعم للقاعدة من تسليح أو جنود بل الإستفادة من المعرفة المسبقة بإماكنهم لإنها مخترقة الى النخاع من إيران وسوريا فكان تحجيمها سهل جدا , فزج بالآلاف منهم وأعدم الكثير ومنع دخولهم للعراق وتسليحهم وأعطيت المهمة للصحوات السنية بالقضاء عليهم .

لكن بخبث من يستخدم ( المنديل القذر ) فهو لن يسمح بالتفريط به كلياً فسيبقيه ضعيف للغاية في وقت لايريده حتى يقوم بإحياءه وقت مايريد وهذا ماكان مع إزدهار الربيع العربي .
















الحلقة الثانية :
عودة التهديدات لنظام بشار الأسد عبر الربيع العربي
( إحياء المناديل القذرة من جديدة ) 2011- حتى الآن


كما قلت سابقاً تقلصت التهديدات لإيران وسوريا عبر وضعها كـــ ( محور شر ) تقلصت منذا 2008 وحكم (أوباما ) لإمريكا وفشل نموذج العراق بعد إن سالت أنهار الدماء هناك وإن كان أغلبها بيد مليشيات الشيعة بقتل مواطني العراق السنة وبعضها بيد القاعدة كمواجهة للقوات الأمريكية أو بعض العمليات ضد الشيعة ومقدساتهم الا إن الجبهات هدأت وقلصت حركة القاعدة بعد قطع الإمداد عنها ومحاربتها من إيران وسوريا كما أوعز لمليشيات الشيعة بالتهدئة بعد أن فعلت مافعلت , هذا لإن الهدف منها تحقق .


لكن الجديد الذي جد هو العودة لتهديد نظام بشار عبر ( الربيع العربي ) , إيران لم تكن مهددة تماماً لكنها دخلت في أتون الصراع دفاعاً عن حليفها السوري الذي عرفت قيمته منذا 2003 ومشاركته له بإدارة الصراع الخفي مع أمريكا في العراق , التعاون السوري الإيراني كان موجود منذا عهد حافظ الاسد لكن كتعاون متوسط وليس كحليف وثيق وبخندق واحد مثلما ماحصل مع بشار الأسد منذا عام 2003 .


لذلك إيران وسوريا تفرغوا لرسم خطط جديدة ومكائد إستخبارتية خبيثة تجعلهم يدريون الصراع بدلاً من أين يديرهم الصراع .

لذلك أيقظوا إحياء ورقة ( القاعدة ) بعد أن أفلت وإختفت من المشهد منذا عام 2008 ولكن الوقت حان من جديد لإستخدامها والهدف هنا تغير ومسرح الأحداث تغير وتوسع أيضاً فبعد أن كان المسرح فقط في العراق والهدف إفشال غزو أمريكا للعراق ودخولهم في بحار من الدماء من الشعب العراقي وقليل من جنود الأمريكين , فتحول الهدف من احياء ( المناديل القذرة ) عام 2011 الى إنقاذ نظام بشار من الربيع العربي وإنقاذ بشار الأسد وبقاءه كحليف وثيق للمعكسر الإيراني العراقي .


كان الإيرانيين والسوريين يراقبون الأحداث في ليبيا عام 2011 ويرون تشكيل معارضة معادية للقذافي قاتلت بإخلاص واتت برقبة القذافي في نفس السنة .


لذلك عملت على لعب أوراق عديدة حسب الطرف المقابل ولكل أداة هدف يرسم لها وإن كان عبر إختراقها والسيطرة الكلية عليها .



# الفوضى الإرهابية ( كمنديل قذر ) لبشار وإيران
2011 – 2013 م


* دولة العراق والشام الإسلامية ( داعش ) :


تحركت من العراق بعد أن كانت أثر بعد عين منذا ثلاث سنوات وكانت مختفيه فأحييت بإطلاق سراح الآف جنودها المسجونين في العراق وسوريا وتوسع عملهم لسوريا حتى تزرع الفوضى هناك وبسيطرة تامة ومباركة إيرانية عراقية سورية خلف الكواليس وفتحت حدود سوريا لهم فأتوا من كل حدب وصوب وتغاضوا عن تسليحهم لكن ضمن إطار لايهدد كيان نظام بشار والعراق فكانت تحت الرقابة وتحت الإختراق التام وربما لاتتحرك شبر الا بأمر محركيهم الحقيقيون حتى لو لم يكن ظاهر الا أن الوقائع تدل على أن تحركهم كله لصالح من يحركهم وبحجم يرضي من يحركهم حتى لايتحولوا لتهديده .

هذه السيطرة تكون عبر :

1- إختراق تام وزرع أتباع للمحركين ( إيران – سوريا – العراق ) لايتم شئ الا بموافقتهم والا ستكون الأداة في مرمى الإنتقام بل والقضاء عليها لو حصل منها تهديد حقيقي .

2- السماح بتدفق مقاتليها من جديد بعد أن كان ذلك ممنوع منذا 2008 وكأن ذلك يحصل عبر الإنهيار السوري على الحدود بينما هو بشكل متعمد .

3- التغاضي عن معظم تحركاتها داخل العراق وسوريا حتى تتعاظم وتشكل قلق لكل من جاور سوريا والعراق , وقتالها فقط معارك قليلة حتى لايتضح أن سوريا والعراق توافق على بقاءها بينها بسلام وحتى لاتكتشف ورقة إستخدامها من خلف الكواليس .

4- جعل داعش نموذج مرعب جدا وبأقصى درجات الوحشية وتفنن فيها حتى يقول المحركين هذا البديل عن نظام بشار فهل ترضون أن يكون بديلاً عنه , ولاشك إن الوحشية التي ترسم وتصور بدقة ومهارة وبرعب منقطع النظير هو بإيعاز إستخباراتي من المحركين حتى يقولوا البديل عنا بشع ومرعب وأكثر بكثير مما يفعل بشار .

5- كان يتغاضى عن تواجد داعش في مناطق السنة فقط في العراق وسوريا وذلك حتى يجد البلدين فرصة لقتل المواطنين السنة الضعفاء بحجة تواجد المقاتلين في مناطقهم , وعدم السماح إطلاقاً بدخولهم أو تواجدهم في قرى واحياء ومدن الشيعة أو العلويين حتى في قرية مكونة من 10 منازل , وهكذا يديرون الصراع بعيداً عن دماء أتباعهم .

كان تواجد داعش وتمددها لسوريا مبكر منذا بداية ثورة سوريا 2011 واحييت بعد أن كانت شبه ميتة في العراق وتوسعت وضربت لها جذور في سوريا والعراق .




* فرع القاعدة في سوريا ( جبهة النصرة ) :

إنشئ فرع آخر للقاعدة هو جبهة النصرة التي هي أقرب للتدخل السوري النظامي أكثر من ( داعش ) , فالعلامات والتساؤلات تدور حول مرجعية الحركة وأهدافها .

ورئيس حركة لايظهر للإعلام الا ببرقع نسائي لايعلم من هو وعن مرجعيته .


وتحركات مشبوهة ودائمة مثل تركهم طوال أربع سنوات لقرى الشيعة ( الفوعة وكفريا ونبل والزهراء ) دون اطلاق رصاصة واحدة بينما تحيط بها نظرياَ من كل جهة ولمئات الكيلوات شمالها وجنوبها وشرقها وغربها , وهجومهم على المعارضين الذين دربتهم أمريكا لإعطاء الأحداثيات الحقيقية لضرب داعش في سوريا , كذلك قتلهم للدروز في الشمال بعد أن كاد بعض المقاتلين في درعا أن يدخلوا السويداء , كذلك مقاطعهم الكثيرة المضحكة بركض الجنود السوريين كأنهم يهربون راجلين ! بالمئات على بعد عشرات المترات فقط منهم دون أي تدخل ! , كذلك خطتهم المتكررة بفتح ممر للهرب كما يقلون للجنود السوريين !


تحركت غير مقنعة وتوضح لإي مدى الصلة كاملة بينهم وبين النظام أو على الأقل قوة إختراقها وتصريفها حسب مايرى النظام

أرجح إن أنشاءها كنوع من التوازن وضربهم بداعش في مراحل لاحقة مثلما تم إنهاء قاعدة الزرقاوي بيد صحوات السنة أي ضرب السنة بالسنة بعيداً عن دماء الشيعة والعلويين وفي مراحل لاحقة وبعد نهاية وتحقيق الهدف منهم .

فهنا يتم إدارة جبهة النصرة وإن كان بطريقة خفية كداعش عبر إختراقها وربما هنا حتى على مستوى القائد فيكون إدارتهم والسيطرة عليهم :

1- السماح بتدفق المقاتلين لها ومن لايتوافق مع وحشية وادبيات داعش ينظم للنصرة , ويقاتل حتى جبهة الضد لداعش مثلما تقاتل داعش النصرة وغيرها ولو نتابع بدقة نجد أن 70% من صراعات داعش والنصرة ومن معها تكون بينها بينما 30% ضد النظام نظرياً أي أن الأمر موازنة وإستخدامهم بصورة أكبر في مراحل لاحقة حتى ينهوون بعضهم لكن بعد نهاية الهدف منهم وهو إختفاء الضغوط الدولية على رحيل الأسد .

2- كذلك لايسمح بتواجد النصرة كداعش الا في مدن وأحياء وقرى السنة حتى يجد النظام المبرر لتدمير مناطق السنة ويجعل النصرة وداعش والجيش الحر كعذر لقتل المدنيين الذين هم تقريباً 80% من ضحايا الصراع وبيد نظام بشار فهو هنا لايقاتل مسلحين بل يقتل مواطنين ويضع المسلحين فقط حجة وإمعان في إستخدام المنديل القذر .

3- كذلك التغاضي عن تحركاتهم وتنقلهم المستمر بين الحدود وكأن الأمر إنهيار سوري بينما الأمر إعطاء إنطباع أن النظام يعاني , وفي الحقيقة هو يدير هذا الصراع لهدف معين يصل اليه في النهاية ونرجوا أن لايصل اليه وأن تكون رقبة بشار بيد الشعب السوري المستضعف كما كانت رقبة القذافي في يد الشعب الليبي .

4- وضع القاعدة كبديل للنظام السوري لن يرضي كل دول المنطقة فهو يقول البديل لي إما داعش أو النصرة فهي أقوى الموجودين ويكادون يسقطون بشار فعليكم الإختيار بيني وبينهم .



* ( جيش سوري حر ) متهلهل ومتفكك لمن يريد أن يستخدمهم مثل معارضة ليبا المسلحة


كذلك بشار وحليفته إيران إستبقوا الأحداث ولم يكتفوا بزرع منظمات إرهابية تديرها من خلف الكواليس الهدف منها حتى يقول هؤلاء البديل عني فهل ترضون بهم , على الطرف الآخر وضعوا جيش حر كنوع من الإستباق لإنهم درسوا ماحصل في ليبيا ورأوا أن التدخل الإستخباراتي العربي والفرنسي صنع معارضة صادقة أتت برقبة القذافي في آخر المطاف .


لذلك سارع بالتهاون والتساهل بإنشاء جيش حر وضرب في إختراقه وإدارته حتى النخاع وجعله يتوالد بطريقة مأساوية ومتهلهلة فكل يوم كنا نشاهد إنشاء 100 سرية وكتيبة ولواء وفوج ربما بعضها لايصل الى 10 اشخاص , وكل يوم المزيد لايربطها مع بعضها رابط وذلك لخلط الأوراق وكذلك الحصول على الدعم المالي العربي لإن العرب لن يدعموا داعش والنصرة التي تدعمها في الخفاء إيران والعراق وسوريا , فهنا الجيش الحر يحصل على دعم العرب ولكنه مثل عمارة مكونة من 100 طابق تخترق القذائف كل متر من جدرانها .


لايعتمد على ذلك ولايحقق أي نصر , لكنه يحصل على صدقات وحسنات الدول العربية ولايعطيها أي شئ لإنه إنشء ككيان ضعيف غير قابل للحياة , سعى العرب كثيراً جدا حتى يعيدوا الروح لهذا الجيش الحر لكن إختراقه وإقامته على أسس خبيثة من خلف الكواليس جعلت منه عديم الجدوى , ويقوم بعمليات بسيطة فقط لبقاء الدعم المالي العربي , ولايخشى من تهديده للنظام لقوة إختراقه كذلك قوة سيطرة النظام عليه من خلف الكواليس .



وهنا لا اقول أن جنود الجيش الحر أو جنود داعش والنصرة يعلمون بتوظيف الاسد لهم لكن كلها مخترقة حتى النخاع ومسيطر عليها بوضوح من الأسد ويديرهم الأسد وإيران لتحقيق هدفهم في النهاية ( بقاء نظام الأسد ) .


سبب إقامة الجيش الحر وعدم الإكتفاء بداعش والنصرة :


1- كما قلنا إن داعش والنصرة منظمات إرهابية بنظر كل دول العالم ولن ترضى الدول بإن تكون بديل للأسد لذلك الدول ستسعى لإقامة جيش له كيان غير إرهابي يحصل على الدعم ولذلك الأسد وإيران إستبقوا ذلك لعلمهم إن الدول ستسعى لإنشاء مثل هذا الجيش من الداخل السوري , فأقاموا جيوش وجحافل حرة بالمسمى كلها متهلهة وغير مترابطة وغير قابلة للحياة وذلك كقطع الطريق على أي جهود دولية لإنشاء مثل هذا الجيش فيقولوا الجيش الحر موجود أصلاً .

2- الدعم المالي الذي سيصل مثل هذه الجيش التي ستدعمه بعض الدول العربية لكن ستكون أطراف كثيرة جداً لاتعلم من تدعم وتترك ولايربطها رابط .

3- مع الوقت سيمل العرب من وضع الجيش الحر يأس من توحده ويأس من تنفيذه شئ وبالتالي ترك الميدان للأسد ولإيران وحدها وعدم التدخل الجاد كما حصل في ليبيا .

لذلك الجيش الحر إنشئ لهدف آخر غير جبهة النصرة وداعش ولأمر آخر وكان لابد من وضعه لقطع الطريق على إنشاء جيش حر مخلص .


فنجد لكل جهة هدفها وطرق إدارتها من خلف الكواليس .





* تهديد الجارة تركيا بورقة ( الأكراد )


كما أعطت إيران الرسالة واضحة للعالم بإن بديل الأسد ( داعش أو النصرة ) الأقوى حضوراً نظرياً , وهذا مالايرضاه العالم فهنا سيقول العالم الأسد أفضل منهما , لم يضع خيارات كثيرة للعالم .


كما أعطى رسالة لمن يريد أن يتدخل في سوريا بالجيش الحر كما حصل في ليبيا سيقول :

( عندنا جيش حر ) إستخدموه ضدنا لكن سيجدون وضع مأساوي غير قابل للحل بالآف الكيانات كلها لن تفعل شئ ولن تتوحد ويهمها الدعم المالي لاغير بدون أي إنجاز , وكقطع طريق على تأسيس جيش حر بيد الدول العربية .


الرسالة الثالثة لتركيا الحساسة جداً من إستخدام ورقة الأكراد سيقول الأسد وإيران هناك خطر داهم على تركيا فسقوط الأسد يعني إن الكرد سيؤسسون دولتهم على حدود تركيا من عفرين في أقصى غرب شمال غرب سوريا الى الحسكة أقصى شمال شرق سوريا بل ترتبط بدولة كردستان العراق الشبه مستقلة وبالتالي خطورة ظهور نوازع إنفصالية في جنوب تركيا الكردية وصراعها الطويل مع الكرد هناك , فالتساهل مع وجود الأكراد وتمددهم شمال سوريا يعني أن تركيا ستكون مهددة أيضاً لإنتقال الصراع اليها بعد تعزيز موقف الأكراد بتوحدهم في سوريا والعراق .

هنا يدير الأسد وإيران ورقة الكرد بخبث وكمنديل قذر آخر يراد به في النهاية إحراج تركيا وأن تقول الأسد هو الحل الوحيد للقضاء على مطامع الكرد وهذا الهدف النهائي الذي يدندن عليه الأسد وإيران منذا خمس سنوات وبذلوا دماء مئات الآلاف من المساكين لأجل هذا الهدف اللعين .

التحرك الكردي تحت السيطرة والإرتباط أكثر وضوح وإن كان غير معترف به يعزز الأسد عدم تهديد التحرك الكردي له بالبقاء في الحسكة كما بقى في دير الزور لعدم تهديد داعش الجدي له .









# نقل تحركات ( المناديل القذرة ) الى مرحلة جديدة وخطيرة

2013 – حتى الآن



الأسد وإيران وكذلك العراق التي دخلت في مخططاتهم كلياً منذا عام 2011 وربما لم يكن كذلك في المراحل السابقة , كانوا يتابعون الوضع ويرون أن العالم لازال يضغط على الأسد للرحيل ولم يشكل عليهم وجود داعش والنصرة والكرد في سوريا أي هاجس حقيقي وتركوا الأسد وسوريا لمصيرها بعد أن يأسوا من تحرك جاد للجيش الحر المتهلهل .

هنا نقل الأسد وإيران صراعهم لمرحلة خطيرة حتى يقولوا لاتستمروا في التهديد برحيل الأسد فخطر داعش المرعب لن يكون عليه وحده بل سيصل لكم في دولكم وهنا ربما ستختفي أي أصوات تطالب برحيل الأسد وسيقولون هو أفضل السيئين .


لذلك وبخبث منقطع النظير عملت إيران وسوريا على أربع مسارات :


1- داعش وضعتها كدولة مرعبة تهدد تركيا والسعودية والكويت وكل الخليج فتم التنازل لها بشكل متعمد وبهروب وتواطء لايخفى على أي أحد تركت لها مدينة بحجم الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق تضم ملايين البشر وتضم ألوية وأسلحة ثقيلة لايهدد وجودها حفنة من القوات الراجلة من داعش , وتركت لها آليات ومدافع ومدرعات حتى يقولوا الخطر وشيك وعلى العالم تدارك الخطر المحدق بنا وبكم فداعش لن تلتهم سوريا والعراق وحدها بل ستصل الى بقية الدول , فسبحان الله كيف أصبح هذا في يوم وليلة , عززوا تحرك داعش بسقوط الرقة في سوريا لتصل سيطرتهم الى نصف العراق وسوريا وتركت مدن وقرى ومناطق بهروب عراقي سوري متعمد , وإضافوا عليه ضربة قاصمة بإسقاط الرمادي القريبة من حدود السعودية حتى ينقلوا للعالم صورة إن الخطر اصبح أكبر من أن يسكت عليه .


2- تعزيز تحركات جبهة النصرة في غرب سوريا وسيطرتها على المناطق بسهولة , وتعزيز المخاوف الإسرائيلية والأردنية أن النصرة ستكون على حدودهم والبديل بقاء الاسد هو من سينهي كل هذه الأخطار بينما في الواقع هو من يحرك في الخفاء هذه المناديل القذرة , ولاخطر على كيان دولته ولادولة العراق فنجد الأسد يتحرك الى البرلمان والمناطق ويعيش حياته بمتعه وكأن الحرب ليست موجودة وهذا بفعل قوة إختراقه لهذه المنظمات وثقته أنه سينهيها وقت مايريد فقط إذا قال العالم بشار يستحق البقاء وهنا ستختفي داعش والنصرة والجيش الحر وكل المسميات في غضون اشهر مثلما أختفت عام 2008 عندما تحقق الهدف منها .


3- جهود الدول العربية بإيجاد بديل للاسد عبر محاولة إنعاش الجيش الحر بقت دون جدوى وبقوا كجيش عديم الفائدة لإنه بني اساساً بإن لايكون له فائدة من الأساس لقوة إختراقه وقطع الطريق فقط على إنشاء جيش حر حقيقي .


4- نقل الخطر الكردي الى مراحل أخطر وإقتراب إتصال عفرين بعين العرب ومد الشريط الكردي لبعضه حرك هواجس الأتراك الى مراحل خطيرة خاصة إن ذلك تزامن بوضوح مع تهجير للعرب من تلك المناطق مما يدلل على نية كردية بوضع دولتهم هناك يضاف لذلك ضرب العمق التركي بعمليات كردية مشبوهة تجعل الأتراك يقولوا بشار وحده من سيجابه هذه المطامع الكردية .


5- تعزيز دور مليشيات الشيعة من كل مكان وحزب الله لإعطاء إنطباع أن الأسد يوشك على الإنهيار وتفرغ هذه العصابات الإجرامية لقتل السنة والتشنيع بهم كما فعلت مليشيات الشيعة بالعراق .






هذه المرحلة لم تنتهي ونرجوا أن لاتنجح ببقاء الاسد لإنه نجح هو وإيران بين أعوام 2003- 2008 بمنع تكرار غزو أمريكا المباشر لبلديهم بعد العراق , ومخططهم الجديد منذا 2011 – الى الآن لايزال جاري ونجحوا في جزء كبير منه وهو إرعاب العالم من داعش وإقامة تحالف دولي يساعد على حربها فهنا نجح الأسد وإيران بشكل جزئي لإن الكفتين الآن اصبحت ( بشار ) مقابل ( داعش ) ويريدون تعزيز ها الشئ لكنهم حتى الآن فشلوا في ذلك لإن دول العالم إرتضت بالعراق كشريك لحرب داعش بإعتبار بعض أراضيه محتلة من داعش لكن الأسد لم تسمح له دول العالم بالدخول في هذا التحالف الذي سيكون الخطوة الأولى لإسكات أي صوت دولي يطالب برحيله , ومحاولات روسيا بوضع الأسد كجزء من تحالف دولي ضد الإرهاب يصب في هذا الإتجاه فهم يسيرون بمخطط خبيث نجحوا فيه بشكل جزئي لكن غير كامل لإن المطالبات برحيل الأسد لاتزال قائمة لكن خفت بشكل تدريجي وربما يعملون عليها بالمزيد من شيطنة داعش والمزيد من عمليات داعش القذرة في دول الجوار وإطلاق داعش للكيماوي حتى تعتبر داعش وجه آخر للشيطان ولاخلاص الا بعودة الأسد .







هذا الشئ لا أتمناه وبإذن الله لن ينجح مخططهم وعلى الدول العربية والعالمية السعي الجدي بإن لايركزون على داعش وحدها بل إجتثاث الاسد أيضاً بعملية جادة لإن سقوطه يعني سقوط داعش والنصرة وغيرها بالتدريج لإن ماكفل لهم البقاء هو المخططات الرامية لبقاء الاسد , فتكون عملية عسكرية كاملة لاتعتمد على أحد بل بيد جيوش عربية مع دعم غربي بالطيران والدعم اللوجستي ينهون هذا الجرح الغائر وإن يحجموا نفوذ ايران في العراق بوضع حاكم مستقل ينفض كل الأوساخ التي علقت بتاريخ العراق , وقطع الطريق بين ايران وسوريا ولبنان سيحجم دور ايران لداخلها وينهي أي ورقة قذرة تستخدمها لأهدافه القذرة التي ربما تتطور الى أهداف أكثر خطورة تهدد بها كيانات الدول العربية فإستخدامها لهذه المناديل القذرة مثل طفل تعطيه عصا بها نار فيخاف أن يحرق البيت كامل , وإيران حصلت على هذه العصاء الخطيرة منذا عام 2001 ويجب أن تنتزع من يدها .
 
عودة
أعلى