انهيار امريكا .. هل اصبح وشيكا ؟
د./ خالد رفعت صالح
هل اصبحت امريكا على وشك فقدان وضعها كقطب اوحد يتحكم فى العالم بعد تشكل عالم متعدد الاقطاب؟ هل تحققت رؤية جورج بوش الاب فى محاضرته الشهيرة بجامعة بوسطن عندما قال "سيكون سقوط الإمبراطورية الأمريكية والانسحاب من العالم بحلول عام 2025 وادعو الشعب الأمريكي للفطام من النفط واستبداله بالطاقة البديلة لان الشرق الأوسط سيحكمه متمردون على الهيمنة الأمريكية."
يوجد ثلاثة مؤشرات لسقوط اى امبراطورية .. وهى بالتتابع انهيار الاقتصادي يليه انهيار عسكري يتبعه أفول سياسي وحضاري .. وهذا بالضبط ما حدث بالترتيب فى انهيار الامبراطوريات العثمانية والاسبانية والبريطانية والفرنسية والسوفيتية ... وعند سقوط الامبراطوريات لا تتوقع ان تتفكك وتتدمر بل تصبح مجرد دول قوية تتشارك السيطرة على العالم مع اقطاب اخرى ناشئة .. وفى حالتنا هذه يبزغ فجر المارد الاوربى والصينى والروسى
بالنسبة للانهيار الاقتصادى فقد اصبح وشيكا جدا .. بسبب ارتفاع العجز في الميزانية الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة. وارتفاع العجز في الميزان التجاري مع كل الدول الصناعية ولا سيما الصين التى استغلت الفرصة فى شراء ما يزيد عن تريليون دولار من سندات الخزينة ومن أوراق الدين الأمريكية مما يجعلها قادرة على إسقاط الإقتصاد الأمريكي إن أرادت ذلك بالتخلص من هذه السندات .. وسبب هذا العجز الكبير هو تكاليف الحروب التى خاضتها امريكا للدفاع عن وضعها كقطب اوحد التى تجاوزت ال 2 تريليون فى اخر 15 عام فقط بسبب مضاعفة ميزانية وزارة الدفاع الامريكية
بالنسبة للانهيار العسكرى فلم نعد نشاهد الانتصارات الامريكية الا شاشات هوليود فقط .. فبعد انسحاب رامبو الامريكى من افغانستان والعراق بدون تحقيق اى هدف للحرب .. ثبت ان الأسلحة المتطورة وحدها لا تجلب النصر ولا تحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب .. وان امتلاك قوة تدميرية عالية بدون القدرة على السيطرة على الارض هو فقط استنزاف للميزانية الامريكية .. فلم تعد القوة العسكرية الامريكية تخيف احد فى ظل التحديات الصريحة والعلنية من دول كبرى مثل روسيا والصين ومن دول اصغر مثل كوريا الشمالية وفنزويلا
بالنسبة للافول السياسى والحضارى .. فقد ثبت زيف اهم ما يروج له العم سام من "نشر الديموقراطية" و "قيم الرأسمالية" .. فقد ثبت لشعوب العالم زيف البضاعة وانها مجرد شعارات براقة لخداع الشعوب ... ولم يعد هناك من ينخدع بشعارات "الربيع العبرى" الذى تم افشاله بتكاتف الشعوب العربية .. ولم تعد الرأسمالية المتوحشة غاية الاقتصاديين .. ناهيك عن الانهيار السياسي والأخلاقي بالداخل الأمريكى وتنامي الحركات العنصرية لا سيما بين الأمريكيين من أصول إفريقية وزيادة اعداد المنحدرين من عرق لاتيني الذين اصبح لهم اليد العليا في انجاح مرشحى الكونجرس والبيت الابيض ولم يعد ”WASP” البيض البروتستانت الأنجلو ساكسونين أصحاب القيادة خصوصا اليمين الأصولي الأمريكي الزاعم دوما أن أمريكا هي ” مدينة فوق جبل” تنير للعالم الجالس في الظلمة نورًا وسلامًا وديمقراطية وأمانًا!!
السؤال لم يعد هل ستنهار الامبراطورية الامريكية بل اضحى هل سينجح اوباما فى تأخير هذا الانهيار ومتى ستنهار ... وهذا موضوع المقال القادم ان شاء الله ..
د./ خالد رفعت صالح
هل اصبحت امريكا على وشك فقدان وضعها كقطب اوحد يتحكم فى العالم بعد تشكل عالم متعدد الاقطاب؟ هل تحققت رؤية جورج بوش الاب فى محاضرته الشهيرة بجامعة بوسطن عندما قال "سيكون سقوط الإمبراطورية الأمريكية والانسحاب من العالم بحلول عام 2025 وادعو الشعب الأمريكي للفطام من النفط واستبداله بالطاقة البديلة لان الشرق الأوسط سيحكمه متمردون على الهيمنة الأمريكية."
يوجد ثلاثة مؤشرات لسقوط اى امبراطورية .. وهى بالتتابع انهيار الاقتصادي يليه انهيار عسكري يتبعه أفول سياسي وحضاري .. وهذا بالضبط ما حدث بالترتيب فى انهيار الامبراطوريات العثمانية والاسبانية والبريطانية والفرنسية والسوفيتية ... وعند سقوط الامبراطوريات لا تتوقع ان تتفكك وتتدمر بل تصبح مجرد دول قوية تتشارك السيطرة على العالم مع اقطاب اخرى ناشئة .. وفى حالتنا هذه يبزغ فجر المارد الاوربى والصينى والروسى
بالنسبة للانهيار الاقتصادى فقد اصبح وشيكا جدا .. بسبب ارتفاع العجز في الميزانية الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة. وارتفاع العجز في الميزان التجاري مع كل الدول الصناعية ولا سيما الصين التى استغلت الفرصة فى شراء ما يزيد عن تريليون دولار من سندات الخزينة ومن أوراق الدين الأمريكية مما يجعلها قادرة على إسقاط الإقتصاد الأمريكي إن أرادت ذلك بالتخلص من هذه السندات .. وسبب هذا العجز الكبير هو تكاليف الحروب التى خاضتها امريكا للدفاع عن وضعها كقطب اوحد التى تجاوزت ال 2 تريليون فى اخر 15 عام فقط بسبب مضاعفة ميزانية وزارة الدفاع الامريكية
بالنسبة للانهيار العسكرى فلم نعد نشاهد الانتصارات الامريكية الا شاشات هوليود فقط .. فبعد انسحاب رامبو الامريكى من افغانستان والعراق بدون تحقيق اى هدف للحرب .. ثبت ان الأسلحة المتطورة وحدها لا تجلب النصر ولا تحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب .. وان امتلاك قوة تدميرية عالية بدون القدرة على السيطرة على الارض هو فقط استنزاف للميزانية الامريكية .. فلم تعد القوة العسكرية الامريكية تخيف احد فى ظل التحديات الصريحة والعلنية من دول كبرى مثل روسيا والصين ومن دول اصغر مثل كوريا الشمالية وفنزويلا
بالنسبة للافول السياسى والحضارى .. فقد ثبت زيف اهم ما يروج له العم سام من "نشر الديموقراطية" و "قيم الرأسمالية" .. فقد ثبت لشعوب العالم زيف البضاعة وانها مجرد شعارات براقة لخداع الشعوب ... ولم يعد هناك من ينخدع بشعارات "الربيع العبرى" الذى تم افشاله بتكاتف الشعوب العربية .. ولم تعد الرأسمالية المتوحشة غاية الاقتصاديين .. ناهيك عن الانهيار السياسي والأخلاقي بالداخل الأمريكى وتنامي الحركات العنصرية لا سيما بين الأمريكيين من أصول إفريقية وزيادة اعداد المنحدرين من عرق لاتيني الذين اصبح لهم اليد العليا في انجاح مرشحى الكونجرس والبيت الابيض ولم يعد ”WASP” البيض البروتستانت الأنجلو ساكسونين أصحاب القيادة خصوصا اليمين الأصولي الأمريكي الزاعم دوما أن أمريكا هي ” مدينة فوق جبل” تنير للعالم الجالس في الظلمة نورًا وسلامًا وديمقراطية وأمانًا!!
السؤال لم يعد هل ستنهار الامبراطورية الامريكية بل اضحى هل سينجح اوباما فى تأخير هذا الانهيار ومتى ستنهار ... وهذا موضوع المقال القادم ان شاء الله ..