مقابلة مع الجنرال لانس ال. سميث القائد الأعلى لقوات حلف الناتو لشؤون عملية التحول

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,255 0 0
int.jpg

الجنرال لانس سميث، المكلف بملف تحديث حلف الناتو، هيئة القيادة العليا لقوات الحلفاء

بصفته القائد الأعلى لقوات حلف الناتو لشؤون عملية التحول، يشرف لانس ال. سميث، الجنرال في القوات الجوية الأمريكية، على الجهود التي يبذلها حلف الناتو لعصرنة وتحديث بنيته العسكرية وقواته وقدراته وعقيدته القتالية، وذلك بهدف تحسين الفاعلية العسكرية للحلف والدول الشريكة له. كما أنه يشغل منصب قائد قيادة القوات المشتركة الأمريكية USJFCOM التي تشارك قيادة حلف الناتو لشؤون عملية التحول ACT المقر نفسه في مدينة نورفولك بولاية فرجينيا الأمريكية، مكرساً بذلك صلة وصل بين الولايات المتحدة وجهود التحول في حلف الناتو. وكان الجنرال لانس قد تقلد عدداً من المناصب القيادية في آسيا، بالإضافة إلى كونه قائداً لكلية حلف الناتو في مدينة أوبرامارغو Oberammergau الألمانية.
مجلة حلف الناتو: كيف تعـرّف لنا التحول؟
الجنرال سميث: يعني التحول أشياء متنوعة لمختـلـِـف الناس. هناك بالتأكيد أولئك الذين ينظرون إليه على أنه تحويل قوة متهالكة إلى قوة مميزة ومتقدمة تقنياً. وأعتقد أن ذلك هو ما سيحصل في نهاية المطاف. لكنه لن يحدث غداً؛ فالأشياء لا تحدث بهذه السرعة لا في بلادنا ولا في حلف الناتو. فعلينا أولاً وقبل كل شيء، أن نضع المفاهيم والمعايير الصحيحة وأن نقرر ما يريد الحلف القيام به ومن ثم تحديد المهمة التي سيضطلع الحلف بأدائها.
وفيما تمثل التقنية جزءاً بسيطاً من العملية، فإن مفهوم الانتقال من قوة ساكنة قابعة في سهول شمالي ألمانيا تنتظر الدخول في معركة أو حرب إلى قوة سريعة ومرنة ودائمة وقابلة للانتشار في الميدان، تقوم بمهماتها إما على حدود دول الحلف أو خارجها، فإن ذلك المفهوم يُعـَـدّ تحولاً هائلاً يحدد لنا الكيفية التي ندرب بها العناصر وماهية الأجهزة والإمدادات التي نحتاج إليها. إنه باختصار يحدد لنا كل شيء نود القيام به.
ومما يدعو إلى الاهتمام أن التحول يؤثر أيضاً في كل المقومات الأخرى للقوة الوطنية والدولية، لأننا نود في النهاية أن نكون قادرين على تنفيذ العمليات قبل أن تبدأ الأعمال العدائية ضدنا. ونرى من التحول أيضاً إيجاد روابط تجمع بين الدبلوماسية والمعلومات والوسائل العسكرية والاقتصادية للتأثير في أي وضع نحاول التأثير فيه.

المجلة: يبدو أن "المقاربة التي تستند إلى مدى تأثير العمليات لها معانٍ تختلف من شخص لآخر أيضاً، أليس كذلك؟
الجنرال سميث: يسمي البعض هذا التوجه بالتنسيق بين التخطيط والتنفيذ، أو التوجه الشامل. وحيثما كان ذلك التوجه، كان هناك الكثير من الأشياء التي يصعب تعريفها في عالم التفكير المستند إلى حجم التأثير. إنها عملية مستندة إلى حجم التأثير، تلك هي الفكرة بكل بساطة ـ أن يمتنع الجندي عن إخبار قائده العسكري بأن "ذلك الأمر هو بالضبط ما نريدك أن تنجزه من الناحية التكتيكية". وبعد ذلك، يبدأ بإخباره كيف يقوم بإنجاز ذلك، بدلاً من أن يقول له إن ذلك هو التأثير الذي نحاول إنجازه في ساحة المعركة ويترك قائده يتخذ القرارات بشأن ما سيقوم به لتحقيق ذلك.
ذلك هو المستوى التكتيكي للتفكير المستند إلى حجم التأثير. وعندما ننتقل إلى مستويات أعلى، إلى مستوى الاستراتيجية الكبرى، سيكون هناك إرباك أكثر، لكن يبقى المبدأ هو نفسه. فإذا كان الواحد منا يريد إحداث تأثير في بلد معين أو في منطقة معينة، فإن ما تعلمناه عن تجاربنا هو أنه لا يمكن تنفيذ ذلك بالقوة العسكرية لوحدها. إنه حتماً يتطلب مقومات أخرى من مقومات القوة الوطنية، ولهذا علينا أن نفكر بهذه الطريقة. لكننا، كعسكريين تحديداً، لم نكن دائماً نفكر بتلك الطريقة، وما أود أن أقوله هنا هو أن الآخرين لم يكونوا دائماً يفكرون بتلك الطريقة أيضاً.

المجلة: ما هي أولوياتكم في عملية التحول؟
الجنرال سميث: إن أكثر الأشياء أهمية، لا سيما ونحن نتعامل مع ست وعشرين دولة مختلفة أعضاء في الحلف، هو أن نضمن أن أي عمل نقوم به، هو عمل يمكننا القيام به مجتمعين، وهو ما يعني أنه يجب أن تكون هناك تبادلية في تشغيل القوات. إنه أمر بالغ الأهمية، وكل دولة من الدول الأعضاء تعرف ذلك، لكنه ما زال أمراً صعباً جداً. إن مجرد جلوسنا جميعاً بعضنا مع بعض لوضع المعايير المشتركة ليس بالعمل البسيط على الإطلاق. وإذا رجعنا إلى العمليات الحربية في دول البلقان، على سبيل المثال، لوجدنا أنه مرت علينا أوقات لم نكن نستطيع فيها أن يتحادث بعضنا مع بعض عبر وسائل اتصالات آمنة. وعلى الرغم من ذلك، وقبل انهيار جدار برلين، ارتقينا إلى تلك المستويات في الممارسة وتمكنـّـا من تطبيق ذلك بصورة أفضل. ولهذا، فإن وضع المعايير وضمان تبادلية التشغيل هما أمران مهمان جداً ويأتيان في مقدمة قائمة الأولويات.
الأولوية الأخرى هي أن نضمن القدرة على نشر القوات وتأمين الدعم لقواتنا. فإذا لم نكن قادرين على الوصول إلى المكان الذي نريده، والبقاء فيه، فإن القدرة على العمل الجماعي لن تكون عند ذلك مجدية.
ألخص بالقول إن أولوياتي الثلاث هي القدرة على نشر القوات وتبادلية التشغيل والدعم. ذلك تحول هائل حقاً. وإن ما نقوم به هو التنسيق مع قيادة عمليات الحلف والقيادة العليا لقوات الحلفاء في أوروبا SHAPE لتحديد متطلباتهم واحتياجاتهم، وبعد ذلك نتأكد من أننا نعمل على تطوير المفاهيم التي تلبي حاجاتهم، كل ذلك كي تكون جميع الدول مشتركة على حد سواء في عملية بناء وتحول قواتها.

المجلة: ما هو دور قيادة حلف الناتو لشؤون التحول في بنية الحلف القيادية؟
الجنرال سميث: لقد بدأنا للتو في التحديد الدقيق لمختـلـِـف الأدوار والمهمات والنظر فيما إذا كنا قد حددناها بصورة صحيحة أم لا. فالحلف الآن في طور مراجعة بنيته القيادية تحت توجيه وإشراف اللجنة العسكرية.
وإنه لعمل رائع أن نراجع البنية القيادية، فنعرف ملاءمة كل واحد لمنصبه ودوره. وإن تحديد مسؤوليات كل واحد منا وتنفيذ ما نحاول القيام به يمثلان عمليتين تتطلبان نوعاً من الصقل والتهذيب، ونحن نقوم بذلك حالياً.
وبوجود الجنرال جيم جونـز القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا في مدينة مون، ووجودي أنا هنا في نورفوك، فإنني أعتقد، من الناحية الفلسفية والمبدئية، وكذلك من الناحية العملية أن هناك اتفاقاً عاماً على أن الطريق الذي نسلكه هو الطريق الصحيح للقيام بعملنا. وإن الوقت مناسب جداً الآن كي نتأكد من توزيع المسؤوليات على نحو صحيح.
وأنا أريد أن أسأل، على سبيل المثال، ما هو دور قيادة حلف الناتو لشؤون عملية التحول في عملية تدريب القوات؟ وهل نقوم بتدريب القوات التي يحتاج الجنرال جونـز وجماعته إلى أن تكون قادرة على تنفيذ المهمات الموكلة إليها بصورة صحيحة؟ وهل يمكننا أن نرفع من مستوى أدائنا؟ هل هناك فصل صحيح بين دور قيادة عمليات الحلف ومسؤولياتها في التدريب وبين دورنا ومسؤولياتنا نحن؟ سوف ننظر في ذلك مستقبلاً، وسنتعاون معهم للتأكد من أننا لا نقوم بأشياء لا داعي لها.

المجلة: ما هي الفترة الزمنية المتوقعة للانتهاء من الجولة القادمة من عملية إعادة هيكلة بنية الحلف القيادية؟
الجنرال سميث: العمل جارٍ على قدم وساق، ونتوقع أن يتم تقديم تقرير مؤقت بهذا الخصوص إلى قمة ريغا المقبلة. أما التقرير النهائي فإنه سيُناقـَـش في اجتماع وزراء دفاع الحلف الذي سينعقد في شهر فبراير من السنة القادمة.

المجلة: كيف يتفاعل كل من حلف الناتو أو قيادة الحلف لشؤون عملية التحول مع جهود التحول الأمريكية؟
الجنرال سميث: من أسباب الازدواجية التي يعانيها شخص يتعامل مع كل من قيادة القوات المشتركة الأمريكية وقيادة الحلف لشؤون عملية التحول أن هناك كثيراً من الجهود ووجهات النظر والمسؤوليات المشتركة. ومن المفيد جداً أن تكون هناك علاقة وثيقة بينهما. لكنه من الصعب تحديد من أين يبدأ دور حلف الناتو أو أين ينتهي دور قيادة القوات المشتركة الأمريكية، أو العكس بالعكس. السبب في ذلك هو أن أهدافنا مشتركة مع تجربة كل دولة ومع كل منظمات تطوير المفاهيم فيها ونحو ذلك.
ومما هو مثير للاهتمام أيضاً أنني عندما أقوم بعملي في قيادة القوات المشتركة الأمريكية، تكون لي علاقات ثنائية في مختبرات التجارب في "سوفوك" Suffolk مع ممثلي 42 دولة، العديد منها أعضاء في الحلف. وهناك علاقات ثنائية بين تلك الدول بعضها مع بعض، كما أنها ممثلة في قيادة الحلف لشؤون عملية التحول. وهذا يعني أننا نعمل في بيئة يسودها روح التعاون وتحظى بأهمية بالغة، حيث يمكننا جميعاً تبادل المعلومات وتطوير أساليب للتعامل مع النـزاعات المستقبلية التي تهمنا. ولهذا، أقول إنها حقاً علاقات طبيعية، وليست تحديداً علاقات قيادة الحلف لشؤون عملية التحول مع قيادة القوات الأمريكية المشتركة.
الأمر الآخر الذي يستحق الذكر حول تلك العلاقة هو أن الولايات المتحدة تنفق أموالاً أكثر بكثير من تلك التي ينفقها الحلف في بعض هذه المجالات، وأكثر حتى من تلك التي تنفقها دول بمفردها أيضاً. وإنه لأمر عظيم أن نتمكن من الاستفادة من تلك الأموال وإنفاقها لصالح الحلف. وسأتحدث عن جهود مكافحة أجهزة التفجير المبتكرة، كمثال على ذلك. فستنفق الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي خلال هذه السنة من أجل مكافحة هذه الأجهزة. وسنعمل على نقل تلك المعلومات والقدرات قدر المستطاع، أو بقدر ما يريده حلف الناتو. وسيكون ذلك حتماً بالتنسيق مع كل الجهود التي تبذلها الدول الأخرى في هذا المجال أيضاً. ولهذا، أقول عنه إنه عمل ممتاز يسوده روح التعاون، ولكنه بالتأكيد ليس جهداً منفرداً.

المجلة: هذا يعني أن الولايات المتحدة تستفيد أيضاً، أليس كذلك؟
الجنرال سميث: تستفيد الولايات المتحدة بصورة كبيرة من أي عمل تقوم به أي دولة منفردة في المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما يستفيد الحلف من ذلك أيضاً، لأنه يستثمر من خلال وكالة حلف الناتو للقيادة والسيطرة والاستشارة NC3A ومنظمات أخرى ضمن الحلف في المجالات ذات الاهتمام المشترك. لهذا، فإنه عندما يكون العمل منسقاً ومنفذاً بصورة جيدة، فإنه يمكن لأي طرف الاستفادة من أحسن الممارسات وأفضل الجهود التي بذلها كل من الحلف والدول على نحو منفرد، والاستناد إليها بالتالي من أجل بناء شيء ما بصورة تكون أفضل مما لو بناه بمفرده.

المجلة: ما هو دور قيادة حلف الناتو لشؤون عملية التحول في تطوير قوات التدخل السريع NRF؟
الجنرال سميث: إننا ننظر أكثر إلى هذه القوات بالمنظورين القريب والمتوسط، فنساعد على تطوير المفاهيم بما يتفق مع متطلبات واحتياجات قيادة عمليات الحلف في ما يتعلق بقدرات وإمكانيات تلك القوات على التحرك وتنفيذ المهمات الموكلة إليها. وسوف تدرس قيادة عمليات الحلف بدورها ما تحتاج إليه كل دورة من دورات عمليات تلك القوات على صعيد القدرات والإمكانيات. وبعد ذلك، علينا أن نتأكد من إرساء المبادئ السليمة والعقيدة الصحيحة التي توجه تلك القوات، ومن أن جميع الدول على دراية كاملة باحتياجات تلك القوات من القدرات والإمكانيات كي تعمل على إحضارها إلى طاولة البحث لصالح تلك القوات.
وفي الوقت نفسه، فإننا نحاول مساعدة الحلف على تحديد ماهية القوة التي يحتاج إليها كي يكون قادراً على القيام بأشياء تتناسب ومستوى طموحاته، والتي تُعـَـدّ قوات التدخل السريع جزءاً منها بالطبع؛ على أن يكون ذلك من خلال عملية التخطيط للدفاع التي تمثل جزءاً من طموحات كل من قيادة الحلف لشؤون عملية التحول وحلف الناتو. أضف إلى ذلك أننا نحاول في الوقت نفسه أن نضمن أن هذه القوات، عندما تجتمع سوياً، فإن لديها من القدرات والإمكانيات ما يتيح لها تبادلية التشغيل بناءً على معايير صحيحة تساعد على وضعها قيادة عمليات الحلف ACO والقيادة العليا لقوات الحلفاء في أوروبا.
وبمجرد الانتهاء من تحديد هيكلية بنية القيادة، فإننا سنقوم بتدريب أعضاء القيادة من ذوي المناصب العليا، بالإضافة إلى قيادة الوحدات المختلفة. وسيخضع هؤلاء للتدريب في أماكن مختلفة يديرها بصورة عامة كل من مركز شؤون الحرب المشترك، ومقره مدينة ستافنغر Stavanger في النرويج، ومركز تدريب القوات المشتركة، ومقره مدينة بيدغوتش Bydgoszcz في بولندا.
وهكذا، نرى أننا نتحمل مسؤوليات التدريب وتطوير المفاهيم. وعندما تصبح قوات التدخل السريع جاهزة للعمل بالفعل، وعندما نصبح قادرين على إعداد تلك القوات من خلال برنامج الإعداد الطويل المدى، بحيث تعرف كل دولة من خلاله كيف ستشارك في دورات العمليات القادمة، سواء في الدورة العاشرة أو الدورة الحادية عشرة أو الدورة الثانية عشرة، أو حتى إلى أي مدى ننظر، فسيمكـّـن ذلك قيادة الحلف لشؤون عملية التحول من العمل مع تلك الدول المحددة واختبارها. أما المهمة الثانوية لقوات التدخل السريع فهي أن تكون أداة لتحقيق التحول.
وكما رأينا، فإن دورنا هو دور مساند وداعم لتلك القوات، لكنه بالرغم من كل شيء دور مهم ويتلخص في التأكد من قدرة وجاهزية تلك القوات لحظة استدعائها لمهمة معينة.

المجلة: يتمثل أحد أدوار قيادة الحلف لشؤون عملية التحول بتقييم الدروس التي تعلمناها من التجارب السابقة. ما هي الدروس التي تعلمتموها من أول مناورة بالذخيرة الحية لقوات التدخل السريع، والتي أطلق عليها اسم "الفهد الصامد" ونفذت في جزر الرأس الأخضر في شهر يونيو الماضي؟
الجنرال سميث: على الرغم من أننا بحاجة إلى تحديد ما إذا كانت تلك المناورات الحية مصطنعة أم أنها كانت حقيقية، فإن هناك بعض الدروس الواضحة والمبكرة التي تعلمناها منها، وهي تتعلق بالعمليات التي تتضمن أعلام القيادة في مواقع انتشار القوات ونقل صورة واضحة مشتركة عن عملياتها لحظة بلحظة. وعلى الرغم من وجود صورة منقولة عن تلك المناورات، فإنها كانت أحياناً تتضمن معلومات قديمة أو أقدم مما يُتوقـَّـع، هذا إذا كانت متابعة العمليات تتم في الزمن الحقيقي أي لحظة وقوعها تقريباً. ولهذا، فإننا سنعيد دراستها لمعرفة الأسباب، هل هي نتيجة للعمليات نفسها أو بسبب موجات الإرسال أو تقنيات أخرى؟ وإذا وجدنا، بعد التشاور مع المعنيين، أن هناك ضرورة لتحسين أنظمة القيادة والسيطرة، فإننا سنقوم بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، فقد جرى تقييم لمفاهيم العمليات اللوجستية المتكاملة خلال تلك المناورات. وأعتقد أنه بإمكاننا مواصلة العمل بنجاح مع المسؤولين عن العمليات اللوجستية لتأكيد أن كل الأشياء تأتي مجتمعة ـ وهذا صعب جداً ـ في ظل وجود مسؤوليات لوجستية داخلية في كل دولة. لنتخيل ما سيكون عليه الوضع لو أن كل دولة من الدول الست والعشرين الأعضاء في الحلف، أو على الأقل تلك الدول المشاركة في مناورات "الفهد الصامد" كان عندها شح في إمداداتها التموينية الخاصة وأن مستودعات تموينها الخاصة قد نضبت، إلخ. ولهذا، كان أحد أكبر الدروس المستفادة يتمثل بضرورة وجود مفاهيم العمليات اللوجستية المتكاملة وأنه يجب علينا مواصلة العمل لمتابعتها. ونحن سنقوم بذلك بالطبع.

المجلة: كنت قد أشرت إلى دور قيادة الحلف لشؤون عملية التحول في التدريب. فكيف تسير المهمة التدريبية لحلف الناتو في العراق؟
الجنرال سميث: بصورة جيدة. فقد تحسن مستوى الفهم والاستيعاب والخبرة لدى المتدربين على نحو ملحوظ، وهو ما يستدعي تغيير مستوى المقررات التي تُدرس، وهذا أمر إيجابي جداً. كانت المقررات في البداية بسيطة جداً. لكننا، ومع اكتساب المتدربين لخبرة جيدة، نعمل على تغيير المقررات لتلبية حاجاتهم. والأمور تسير بصورة إيجابية وتعرف تحسناً ملحوظاً، وسنواصل العمل على تطوير حاجات المتدربين وتلبيتها، وهذه مهمة ألقيت على عاتقنا.
إننا نقدم المساعدة لتنفيذ مهمة التدريب الآنفة الذكر في منطقة الرستمية، كما ندعم قيادة عمليات الحلف ودورها كقائد. وأنا بنفسي كنت هناك مؤخراً، وقد كونت انطباعاً جيداً عن سير العمل هناك. ويتم حالياً بناء العديد من مراكز التدريب الجيدة. وبحسب خبرتي، فإن الطاقم التدريبـي وقاعات التدريب وجداول الأعمال والمناهج الدراسية، جميعها جيدة وبالمستوى المطلوب.
أعتقد أن الأمور جيدة، وتقوم قيادة الحلف لشؤون عملية التحول بتقديم الدعم حيث تدعو الحاجة إلى ذلك. وإذا أخذنا في الحسبان عملية التدريب الخارجي، فإننا نقوم بعملية تنسيق لحلف الناتو، كما أننا نستخدم منشآت الناتو الخاصة بنا، بالإضافة إلى المنشآت المحلية لغرض التدريب. إننا نسهل حصول العراقيين على البرامج التدريبية التي ترى قيادتهم أنهم بحاجة إليها.
وفي الوقت نفسه، فإننا ننسق عمليات الحصول على العديد من التجهيزات والعتاد وتوزيعها، والتي تأتي على هيئة تبرعات من مختـلـِـف دول حلف الناتو، وذلك من خلال مجموعة حلف الناتو للتدريب وتنسيق التجهيزات.
وكما تلاحظون، فإننا نشارك في ذلك على نحو تكاملي، ونحن نتوقع الاستمرار في ذلك على النهج نفسه. وما هو إيجابي في ذلك هو أن مستويات التعقيد في الأشياء التي نتحدث عنها، وأنواع الأشياء التي يريدها العراقيون، هي جميعاً في زيادة ملحوظة في المستويات الأعلى لكل من الاستراتيجية والعمليات اللوجستية والعمليات العسكرية.


http://www.nato.int/docu/review/2006/issue3/arabic/interview.html
 
تحديث حلف الناتو
a1.jpg


يتناول ستين رايننغ Sten Rynningالخيارات التي ينبغي لحلف الناتو تبنيها لكي يتمكن من تحديث نفسه.
لقد توقع المحللون نهاية حلف الناتو وزواله في مرات عديدة في أعقاب انتهاء الحرب الباردة، وتوقع بعضهم أن يحدث ذلك بسرعة أكبر بُعيد التعقيدات الناجمة عن حرب العراق في عام 2003. غير أن الذين تباروا في نعي حلف الناتو لم يكونوا متفقين على أسباب الوفاة، حيث تباينت أسبابهم ما بين عدم تماثل القوى إلى تباين وجهات النظر حول القضايا العالمية بين طرفي المحيط الأطلسي، غير أنهم متفقون على أن حلف الناتو قد انتهى فعلياً، على الرغم من أنه لا يزال متمسكاً بالبقاء.

وعلى حد وصف مارك توين Mark Twain، فإن التقارير التي تحدثت عن انتهاء حلف الناتو احتوت على مبالغات كبيرة. فمنذ نهاية القرن الماضي، أدرك صانعو القرار في الحلف أن عليهم التصرف في حدود القيود التي أصبح لزاماً على الحلف أن يعمل في إطارها إذا ما قُـيِّـض له أن يبقى ويستمر، وذلك أمر مهم في هذا الصدد. ففي نهاية تسعينيات القرن العشرين، حدث تعارض بين الطموح السياسي والواقع الفعلي في ساحة كوسوفو، وهو ما أدى إلى إفراز أسوأ أزمة يواجهها حلف الناتو في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. لقد استعد حلف الناتو لقمة ريغا التي ستواصل الإنجازات التي تحققت منذ مؤتمر براغ في عام 2002، وهو المؤتمر الذي ناقش فيه قادة الحلف تحديث حلف الناتو والتحولات المتوقعة فيه ليصبح حلفاً عصرياً يستوعب ظروف القرن الحادي والعشرين. وقد حدث توافق الآن بين الطموحات والواقع، وبدأ حلف الناتو مسيرة التحديث.
التوافق بين الطموح والواقع
أظهر تدخل قوات حلف الناتو في كوسوفو في عام 1999 العديد من مظاهر العلل داخل الحلف، وقد تعرفنا على الأسباب التي جعلت الحلف يتجه نحو التحديث من واقع ردود فعل الحلفاء على هذا التدخل. فقد تحول تدخل حلف الناتو في كوسوفو إلى حرب جوية ذات كثافة محدودة ولفترة طويلة على غير ما كان متوقعاً، وهو ما جعل الحلفاء يختلفون حول استراتيجية حلف الناتو، وخلُصت الولايات المتحدة إلى ضرورة تنفيذ الحملات العسكرية خارج إطار الأجهزة الجماعية للحلف، كما أن هذا التدخل دفع الحلفاء الأوروبيين إلى دعم السياسة الأمنية والدفاعية الجديدة للاتحاد الأوروبي.

يُعـَـد تدخل الحلف خلاصة لجهد عقد كامل من الغزل السياسي مع طموح "الوحدة" الذي تم التعبير عنه بصيغ مختلفة، منها على سبيل المثال، يجب أن تكون أوروبا متحدة وحرة، وينبغي توسيع نطاق أسرة الدول الديمقراطية، ويجب على حلف الناتو أن يتصرف بوصفه كتلة واحدة، وعلى حلف الناتو أن يجسد ويعبر في تصرفاته عن القيم الديمقراطية والإنسانية العالمية. وعلاوة على ذلك، في ظل عدم وجود تهديد استراتيجي، كان من الطبيعي أن يتمخض عن هذه المشاعر والطموحات جهد يساعد على تحويل حلف الناتو إلى منظمة توفر الأمن الجماعي للمنطقة الأوروبية. وكان التدخل في كوسوفو مجرد اختبار في هذه الحالة، فقد تدخل حلف الناتو من دون تفويض أممي من الأمم المتحدة، واستمد الشرعية من المطالبة باحترام القيم العالمية.

ومن ثم جاء دور الواقع، فقد اكتشف الحلفاء أنهم ليسوا مستعدين للقتال فعلاً من أجل الدفاع عن هذه القيم (وبالتالي لم تكن هناك حرب برية)، وإنما يجب أن نأخذ في الحسبان أيضاً أن القيم ليست بديلاً للسياسة وما يتمخض عنها من مصالح مهمة (ولذلك ظهر الجدل داخل حلف الناتو، وكان الاختلاف مع روسيا أيضاً). كانت هذه الدروس مصدر إلهام لتسريع خطوات التغيير والتحديث في حلف الناتو. وكانت الاستعدادات لمؤتمر قمة براغ في عام 2002، ثم القمة نفسها، وجاءت أجندة التحول التي خضعت للتحديث في قمة ريغا لتمثل توفيقاً بين الطموحات والواقع. إن نقطة الانطلاق لا تتمثل بالطموح الخاص بالعمل ككتلة متحدة وإنما تتجسد في الحاجة إلى صياغة حلف متحد، ولكنه يعمل بمرونة ضمن تحالفات تحكمها المصالح والقدرات المتوفرة لدى المساهمين في هذا الجهد.

هنالك مؤشرات إيجابية تدل على هذا التغيير، ومنها قوة الرد السريع التابعة للحلف والانتهاء من تنظيم الهيكل الجديد لقوات الحلف الذي يركز على تجهيز القوات المستعدة للانتشار، وتقليص الهيكل القيادي وتوفير الموارد اللازمة لتشكيل قيادات متحركة دون مستوى القيادة الاستراتيجية، والتركيز السياسي الجديد على المهددات غير المتماثلة الناشئة من خارج المنطقة الأوروبية.
الأحلاف والتحالفات
يرى النقاد أن التحالفات سوف تقوض الحلف وتضعفه، وذلك لأنه إذا غابت المخاطر المشتركة، فإن الأحلاف تتفكك وتنقسم على نفسها. وهم يرون أن هذا هو الوضع الذي حدث في حرب العراق في عام 2003. لقد انتهجت الولايات المتحدة سياستها المثيرة للجدل، والتي تفترض "أن المهمة هي التي يجب أن تحدد شكل التحالف المطلوب". ووصل الأمر إلى حد أن حلف الناتو قد شارف على التخلي عن الالتزام بمعاهدة تأسيسه. وعلى وجه التحديد، عندما طلبت تركيا في مطلع عام 2003 إجراء مشاورات حول قضية الأمن، وهو حق أصيل بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف، شعرت فرنسا وبلجيكا وألمانيا بوجود محاولة أمريكية وراء هذا الطلب، تسعى من ورائها الولايات المتحدة للخروج من المأزق الدبلوماسي وتعمل بموجبها على حشد الدعم الدولي عن طريق تطبيق التزامات حلف الناتو المنصوص عليها في معاهدة تأسيسه. ولذلك، رفض هؤلاء الحلفاء طلب إجراء مشاورات أمنية ضمن حلف الناتو، وذلك لكي لا تتعارض مع المداولات التي كان مجلس الأمن الدولي يجريها في الوقت نفسه. وقد تم بذل الكثير من الجهد الدبلوماسي الشاق للتوصل إلى تسوية في تلك الأيام الصعبة من شهر فبراير 2003.

هناك عدد من العوامل التي تجعل تحديث حلف الناتو ممكناً، غير أن التوجهات تختلف عن المستقبل والمصير.
كان المأزق الناجم عن حالة العراق خطيراً، وبخاصة لأنه كان يعبر عن استهتار وتجاهل من جانب الدولة التي تقود الحلف، وهي الولايات المتحدة بالقيم التي يتبناها الحلفاء. ولأسباب منها انعكاسات الدروس المستفادة من تجربة كوسوفو، والتأثير الناجم عن استلهام تيارات العصبية الوطنية ونـزعة المحافظين الجدد التي هيمنت على إدارة الرئيس جورج بوش، فقد فشلت السياسة الأمريكية في أن تكون جاذبة لحلف الناتو عموماً، وفي بعض الأحيان كادت تصل إلى مرحلة الاستخفاف به وازدرائه.

يرى الدراسون لعلم الواقعية السياسية، أو من يُسمون دعاة الواقعية، أن هذا الوضع هو نتيجة عدم تماثل نفوذ الأطراف المعنية، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية لعدم توازن القوى. ويرى هؤلاء أن هذا القدر من النفوذ سوف يسبب ضرراً كبيراً للقوة العظمى نفسها وللمؤسسات التي قامت هذه القوة بتأسيسها. ويبدو أن للواقعيين حجة مقنعة في هذا الصدد، غير أن حلف الناتو لم ينتـهِ أو يزُلْ لهذا السبب، فالقوة العسكرية التي تتمتع بها أمريكا بالمعنى العسكري لا منافس لها، ولكنها ليست كذلك بالمفهوم السياسي. هناك مصاعب جمة في عملية بناء الدولة في أفغانستان والوصول إلى وفاق قومي في العراق، ولن يكون بالإمكان التوصل إلى أي نجاح في هذا الخصوص إلا عبر مجهود جماعي. وعلاوة على ذلك، فإن السياسة الجديدة الخاصة بتشكيل تحالفات مؤقتة للقيام بمهمات محددة أثارت بعض الجدل، وذلك نظراً لأنها قد طُبقت فجأة، ومع ذلك فهي السياسة الملائمة لحلف الناتو.

إن البديل لهذه السياسة الجديدة الخاصة بتشكيل تحالفات لأغراض محددة هو المطالبة بوحدة حلف الناتو في جميع المهمات. ولكن هذا التوجه سيعيدنا إلى فترة التسعينيات من القرن العشرين وما ينجم عن خطر إخفاء الواقع المتمثل بالمصالح المتعارضة التي تقف وراء الطموح الكبير في السعي لتحقيق الوحدة، ولكنه طموح فارغ من أي محتوى. إن الحقيقة هنا هي أنه في البيئة المعاصرة التي تتسم بوجود المهددات غير المتماثلة وغير المتوقعة، فإن التحولات القومية لا تزال مهمة. وإذا كان لحلف الناتو أن يبقى قائماً، فإن عليه المساعدة على تشكيل التحالفات التي تخدم أغراضاً معينة.

إن السبيل الرئيسي للتوفيق بين صيغة الحلف وتشكيل التحالفات يكمن في فتح حوار استراتيجي متواصل يلامس جميع القضايا ذات الصلة ومن دون أي قيود مصطنعة. وسوف يساعد مثل هذا الحوار على توضيح المصالح الاستراتيجية ويمهد لعملية صناعة القرار، كما يساعد الحلفاء على التفاوض فيما بينهم. وما دام الحلفاء على استعداد لتشكيل تحالف يلبي مصالحهم المتوقعة، فإنهم سوف يتفاوضون حول ضرورة الحصول على دعم من حلف الناتو عموماً، لأنهم يعلمون أنهم سوف يحتاجون إلى هذا الدعم في نهاية المطاف. وسيدخل الحلفاء الآخرون طرفاً في عملية التفاوض، لأنها ستوفر لهم الفرصة للمساهمة في تشكيل التحالف المنتظر من دون المشاركة الفعلية فيه. وباختصار، فإن بإمكان حلف الناتو أن يساهم في تسهيل عملية تشكيل التحالفات عن طريق توضيح المصالح الاستراتيجية وتوفير البيئة الملائمة للتفاوض.

ظلت المحاولات جارية لإقامة هذا الحوار الاستراتيجي منذ مطلع عام 2005، عندما دعم المستشار الألماني السابق غيرهارد شرويدر هذه الفكرة، ووافق عليها قادة حلف الناتو، وتم إدراجها ضمن أجندة قمة ريغا. إنها قضية تتعلق بالاختيار بين أولويات استراتيجية لحلف الناتو أو الاكتفاء بدور ثانوي له، على حد قول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وينبغي أن تكون هذه المسألة أهم قضية على جدول أعمال قمة الحلف.
الخيار الأفضل
قد يرى البعض أنه ينبغي استبدال حلف الناتو أو ربما تحويله إلى شراكة جديدة بين قطبين، هما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إن هذه الفكرة ليست بعيدة المنال، لأن التكامل الأوروبي قد بلغ مرحلة متقدمة، ولدى الأوروبيين مصالح في المحيط الأوروبي المجاور لهم لا تشاطرهم الولايات المتحدة إياها بالضرورة. إن تشكيل إطار من قطبين سوف يبث الحيوية في الهيكل المتصلب الذي تم تصميمه عند إنشاء الحلف في أربعينيات القرن العشرين من قبل جورج كينان، والذي أحبطته هيمنة حلف الناتو على ملف الشؤون الأمنية الأوروبية منذ عام 1949.

هنالك التزام واسع بالاتحاد الأوروبي، الذي يتمتع بمزايا سياسية بالمقارنة مع حلف الناتو، وبخاصة في مجال الإعمار المدني للمناطق التي تدمرها الصراعات والحروب. ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي ليس بديلاً لحلف الناتو. وفي البيئة الأمنية الحالية، تواجه المؤسستان التحدي نفسه، وهو ضرورة إضافة التحالفات المرنة إلى الحوار الاستراتيجي. وفي الواقع، قد يكون حلف الناتو أكثر تقدماً من الاتحاد الأوروبي في تلبية متطلبات هذا التحدي، وذلك لأنه يُـعـَـد مؤسسة أقل تعقيداً.

ومع ذلك، نجد أن الاتحاد الأوروبي يتقدم نحو مزيد من المرونة، وبخاصة بالجهد الذي يبذله لإدخال التصويت بنظام الأغلبية (مع الإقرار بأنه لا يزال مقيداً جداً) وتطوير مفهوم دول الإطار. وإذا قام الاتحاد الأوروبي بإيقاف عملية التطور هذه بدواعي السيادة الوطنية والإجماع والوحدة أو غيرها، فإنه سوف يخسر الكثير. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي إذا أراد أن يكون لاعباً مؤثراً في عالم السياسات الأمنية في القرن الحادي والعشرين، فإن عليه أن يواصل التقدم في الاتجاه الذي رسمه حلف الناتو، وهو استنباط الوسائل اللازمة لتنسيق السياسات الاستراتيجية وقبول تشكيل التحالفات التي تخرج من داخل الإطار الجماعي.

ليست هناك حاجة إلى التشكيك في أن الاتحاد الأوروبي سوف يتفوق على حلف الناتو في هذه البيئة الجديدة. ويرتكز حلف الناتو على قاعدتين صلبتين، هما الإيمان بالهدف المشترك المتعلق بالقيم المجسدة في ديباجة معاهدة تأسيس الحلف والقيادة المتمكنة المرتبطة بالقوة المتفوقة التي تتمتع بها الولايات المتحدة. وقد يستند الاتحاد الأوروبي إلى إحساس مشترك بالهدف أيضاً، غير أنه لا يملك الآلية اللازمة لتوفير القيادة في مجال السياسات الأمنية. وقد يتمكن الاتحاد الأوروبي ذات يوم من امتلاك الثقافة الاستراتيجية والمؤسسات السياسية المتكاملة التي تساعد على توفير القيادة، غير أن الخلافات التي ظهرت مؤخراً بشأن المعاهدة الدستورية وتوسيع العضوية والتحديث الاقتصادي قد كشفت لنا أنه لو قـُـيـِّـض للاتحاد الأوروبي أن يحقق ذلك فإنه سوف يحققه في المدى البعيد فقط.
استشراف المستقبل
هناك عدد من العوامل التي تجعل تحديث حلف الناتو أمراً ممكناً، غير أن التوجهات تختلف عن المستقبل والمصير. ومع ذلك، يجب على صانعي القرار أن يتبنوا الخيارات الصحيحة ويستفيدوا منها.

24. ومن البنود المطروحة ضمن جدول أعمال الحلف موضوع التحديث العسكري، وهو أولوية واضحة، ولكنه يمثل أحد الاهتمامات المستمرة التي تشغل بال أعضاء الحلف. ويُعـَـدّ التمويل أحد عوامل التحديث، لأن على الحلفاء أن يدفعوا الأموال اللازمة لتمويل تشكيل قوات جديدة، وعليهم استنباط الأساليب التي تمكـّـنـهـم من تقاسم أعباء التكاليف المالية الناجمة عن المشاركات الجماعية. وبالتالي، فقد تم إدراج موضوع التمويل المشترك ضمن جدول أعمال قمة ريغا، ولكن قد يكون من الملائم اقتصار تطبيق هذه الصيغة على المهمات التي يشارك فيها جميع الحلفاء. أما التحالفات التي يدعمها حلف الناتو، فإن من المفيد أن تعمل وفقاً للصيغة القديمة التي تتبنى قاعدة أن "التكاليف المالية ستكون واجبة في المواضع المستحقة".

هناك شراكات عالمية جديدة مطروحة على جدول الأعمال أيضاً، وهي تعبر عن اهتمام حلف الناتو بتسهيل التعاون مع الدول التي تنضم وتشارك في مهمات معينة يقوم حلف الناتو بتنفيذها. إن التواصل مع الدول التي تتبنى خطاً مشابهاً، أينما كانت هذه الدول، مع العمل في الوقت نفسه على ترشيد أدوات الشراكة في الحلف، يُعـَـد فكرة سليمة وينبغي تبنيها من قبل الحلف. وعلى الرغم من ذلك، سوف يعمل حلف الناتو بصورة جيدة ويحسن صُنعاً إذا تمكن من التمييز بعناية فائقة بين الشراكة والعضوية. وهناك عناصر قد تغري الحلف بأن يُطلق على الأقل "إشارات" تدل على إمكانية منح العضوية للأعضاء الجدد من أسرة الدول الديمقراطية، ولكن ينبغي للحلف أن يقاوم مثل هذا الإغراء. ومن المرتكزات التي يستند إليها حلف الناتو إيمان أعضائه بالهدف المشترك، ولا ينبع هذا الإيمان من المؤسسات الرسمية فقط (النظام الديمقراطي)، وإنما من الأسلوب الذي ساعدت به عناصر التاريخ والثقافة والسياسة على صياغة وتكوين الأسرة الأطلسية.

إن لهذه الأسرة حدوداً معينة، وسيؤدي توسيع حلف الناتو على نحو يتجاوز هذه الحدود إلى التأثير بصورة خطيرة في سلامة الحلف. إن توسيع حلف الناتو وتحويله إلى كيان كبير سوف يجعله يفقد الهدف ويتحول إلى مجرد أداة لتحالف عريض وفضفاض يخدم ويصب على الأغلب في مصلحة هيمنة طرف واحد، وهو الولايات المتحدة. وعلى أي حال، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن يواجه حلف الناتو التحدي من قبل منظمات أصغر حجماً وأكثر ترابطاً. وقد يتمكن الاتحاد الأوروبي من توفير هذا البديل، بشرط ألاّ يتوسع إلى الحد الذي يفقد فيه إيمانه بالهدف المشترك.

ومن جهة أخرى، فإن التركيز على صيغة حلف الناتو المرتكز على الأسرة الأطلسية سوف يساعد على الاحتفاظ بالهدف المشترك، وبذلك يرسخ التحالفات التي تنشأ داخل حلف حقيقي. وبناءً عليه، ينبغي ألاّ يذهب توسيع الحلف إلى الحد الذي يتجاوز فيه النقطة التي كانت الأسرة الأطلسية تستطيع عندها الهيمنة على حلف الناتو. وقد ينضم عدد قليل من دول منطقة البلقان إلى الحلف، غير أن قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ودول أخرى سوف يشكل نقطة تحول في هذا الصدد.

وقد يُحسن حلف الناتو صنعاً إذا فكر ملياً في الدور الذي يمكن أن يؤديه الحوار الاستراتيجي. وينبغي ألاّ يهتم هذا الحوار بالتبادل الآلي لوجهات النظر ومناقشة العقائد والمبادئ القومية بين الدول الأعضاء على أمل التنسيق اللاحق حولها، بل يجب أن يتوصل إلى تعريف محدد للرؤية الأطلسية للنظام العالمي الذي يرتكز على إقامة شراكات بين دول حلف الناتو، وألاّ يكتفي فقط بضم ديمقراطيات أخرى، وإنما يضم أيضاً القوى الرئيسية في النظام الدولي.

وبناءً عليه، فإن الخيارات الصحيحة ليست بمنتهى السهولة، فهي تقتضي توفير التمويل وتعيين الحدود الجغرافية للحلف وتوفير الرؤية الاستراتيجية. وبوسع هذه الخيارات أن تضمن استمرارية عملية تحديث حلف الناتو.
يتبع
 
تقييم عملية التحول في قدرات وإمكانيات منظمة حلف شمالي الأطلسي
a3.jpg


ستكون قمة ريغا المقبلة مناسبة لاستعراض التقدم الذي تم إحرازه على صعيد قدرات وإمكانيات منظمة حلف شمالي الأطلسي. وستحدد القضايا الرئيسية التي تواجه هذا الحلف إطار المناقشات التي ستدور خلال اجتماع القمة الذي سينعقد في العاصمة اللاتفية خلال شهر نوفمبر الحالي ويحضره رؤساء الدول الأعضاء في الحلف ورؤساء حكوماتها. أحد الأسئلة التي ستـُـطـرَح للنقاش يدور حول المدى الذي وصلت إليه جهود الحلف من أجل تعزيز قدراته على مواجهة التحديات الحالية على صعيد بيئة الأمن. هناك سؤال آخر يدور حول قدرة الحلف على بذل المزيد من الجهود وضرورة تلك الجهود من أجل البقاء ككيان فعال له أهميته على مسرح الأحداث الدولية. هناك سؤال ثالث أيضاً يدور حول الكيفية التي يتم بها تأمين أفضل حماية ممكنة لقوات الحلف المنتدبة في مهمات تعمل على تنفيذها في بيئات خطرة وبعيدة عن وطنها الأم.

وكانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهايبة، وكذلك الهجمات الإرهابية في كل من مدريد ولندن، كانت قد شكلت حافزاً مأساوياً لدول الحلف من أجل العمل على تعزيز قدراته في الرد على التحديات الأمنية الجديدة مهما كان مصدرها. وتـُـعـَـدّ قضايا مثل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل ووجود دول ضعيفة تمتلك تقنيات خطيرة وتشكل تهديداً للآخرين، بالإضافة إلى عدم الاستقرار، تـُـعـَـدّ هذه جميعها تهديدات رئيسية تواجه الأمن في العالم. وللرد على تلك التهديدات، يعمل الحلف على تطوير مجموعة مناسبة من القدرات والإمكانيات. وكان الحلف قد أطلق مبادرات جديدة تهدف إلى تحسين قدرات الدفاع الوطنية ضد الإرهاب وترفع من مستوى تبادلية التشغيل في العمليات المشتركة بين الدول الأعضاء في الحلف، وتعمل كذلك على تطوير إمكانيات التدخل السريع والصمود للقوات المقاتلة. وقد تم طرح تلك المبادرات في قمتي زعماء الحلف المنعقدتين في براغ في عام 2002 وفي اسطنبول في عام 2004. وقد شكلت قوات التدخل السريع التابعة للحلف NRF، والتي تم تأسيسها في العاصمة التشيكية براغ، شكلت الأساس الذي بُنيت عليه قدرات التدخل لقوات الحلف. وتزداد أهمية هذه القدرات وضرورتها لكونها يُستفاد منها في التعامل مع كل أنواع المهمات، سواء كانت حرباً شاملة تقليدية تهدف إلى تحقيق دفاع جماعي كما نصت على ذلك المادة الخامسة من نظام الحلف، أو عمليات ذات طابع إنساني في المناطق النائية.
إن التحول في قدرات وإمكانيات الحلف قد غدا أمراً واقعاً على الرغم من أنه لم يكتمل حتى الآن


وقد أثبتت العمليات الحالية التي تقوم بها قوات الحلف، سواء تلك المتمركزة في أفغانستان أو تلك التي تقوم بمهمات تدريبية في العراق، وكذلك العمليات الأخيرة في باكستان، والتي حملت طابعاً إنسانياً، أثبتت وبوضوح أن هناك تحولاً حقيقياً قد حدث فعلاً باتجاه العمليات السريعة والمحدودة. إن التحديات التي تواجه دول الحلف والفرص المتاحة أمامها تتمثل في التأكد من أنها تمتلك القدرات الجيدة للقيام بمثل هذه العمليات. وفي هذا السياق، تقوم الجهات المصنعة لأسلحة الحلف بإقامة مركز يهدف إلى دعم قوات الحلف المنتدبة في مهمات مختلفة، وذلك من خلال تحسين قدراتها العسكرية المتحركة والمشتركة والدائمة.
تقييم الإنجازات
إن مهمتنا في مقر قيادة حلف شمالي الأطلسي تتطلب منا أن نقدم تقييماً لما تم إنجازه حتى الآن مع تقديم توصيات موجزة تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال والمهمات. وإننا بحاجة إلى التركيز على عدد من القضايا الجوهرية بهدف التغلب على النقص المهم في قدراتنا وإمكانياتنا، وذلك لتهيئة الأرضية المناسبة لقمة ناجحة. ومن بين الموضوعات المهمة التي ستناقشها القمة المقبلة تطوير قوات التدخل السريع والالتزام الجدي والمستمر بمقاومة الإرهاب ومواصلة الجهود لتحسين عمليات النقل الجوي الاستراتيجية، بالإضافة إلى تطوير قدرات المراقبة والاستطلاع البرية للحلف. كما ينبغي للقمة المقبلة أن تكرس التزامها بدعم قوات الحلف الموجودة في الميدان في العديد من المناطق النائية من العالم.

لقد عملنا على تطوير مفهوم إنشاء قوة التدخل السريع التابعة للحلف التي يبلغ عدد أفرادها خمسة وعشرين ألف جندي لتصبح قوة عاملة تؤمـّـن قدرات مختلفة من الأداء السريع. ويُعـدّ تشكيل قوة التدخل السريع أفضل تحول قام به الحلف في الوقت الحاضر. وستثبت هذه القوة أنه لا يمكن الاستغناء عنها في تحسين قدرات الحلف على التدخل السريع في مجالات رئيسية مثل عمليات الإمداد الدولية المتكاملة وأنظمة المعلومات والاتصالات CIS القابلة للنشر في أرض المعركة. فوجود عمليات دولية مشتركة للإمداد يسرع كثيراً من كفاءة العمليات ويوفر مزيداً من الموارد. كما يُعـَـدّ وجود أنظمة معلومات واتصالات أمراً حاسماً في الميدان إذا كنا نريد لقواتنا أن تنجح في مهماتها بعيداً عن أرض الوطن. ويجب أن تكون هذه الأنظمة خفيفة وتتمتع بتبادلية التشغيل، ولديها القدرة على معالجة المعلومات الاستخبارية الحساسة.

وكنا خلال السنوات الماضية قد طوّرنا مفهوم شبكة الإمكانيات المفعـّـلة لمنظمة حلف شمالي الأطلسي. ويُعـَـدّ هذا العمل أفضل ما قام الحلف بإنجازه حتى الآن على صعيد القيادة والسيطرة والاتصالات. فهو ينظم مكونات مختلفة من بيئة العمليات على هيئة شبكة للمعلومات. ومعلوم أن تبادل المعلومات يحسن كثيراً من قدرة الاطلاع على الأشياء في أماكن حدوثها، وهو ما يسمح باتخاذ قرارات صائبة أثناء أداء المهمات المختلفة. كما أن الحصول على معلومات صحيحة يؤدي إلى إنقاذ حياة العديد من الجنود الذين يؤدون مهماتهم في ظروف قاسية وصعبة. ويتمثل نجاحنا ببناء أسس هذه الشبكة في تطوير أنظمة اتصال لا سلكي قابلة للتعريف بواسطة برامج كمبيوتر معينة، بالإضافة إلى امتلاك نظام لتتبع القوات الصديقة لقواتنا في أفغانستان.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن برنامج الدفاع ضد الإرهاب، الذي تم إطلاقه في عام 2004 آتى أكله. فقد تم مؤخراً توسيع مبادراته الثماني التي بدأ بها لتصبح عشر مبادرات. وكل واحدة من هذه المبادرات تتعامل مع مجال مهم من مجالات الحرب على الإرهاب، وتقودها عادة إحدى الدول الأعضاء في الحلف وتدعمها بقية الدول الأعضاء. ومن شأن هذه المقاربة أن تعزز قدرات وإمكانيات الحكومات الوطنية وأن تدعم الصناعة والعلوم ونشاطات البحث والتطوير، لأنها ستعمل جميعاً من أجل تطوير سريع لوسائل وأساليب مضادة للإرهاب. وانطلاقاً من ذلك، انتهينا وبنجاح من تطوير نماذج أولية وأنظمة تقييم وبرامج تدريب للقوات. وحققنا نجاحات كذلك في مجال التكتيكات والتقنيات والإجراءات. فعلى سبيل المثال، قمنا باتخاذ خطوات كبيرة تهدف إلى تطوير تقنيات متقدمة لمواجهة أجهزة التفجير المبتكرة، بالإضافة إلى تقنية دقيقة لعملية الإنزال الجوي لقوات المهمات الخاصة. وإن قواتنا المتمركزة في أفغانستان اليوم هي في أمس الحاجة إلى مثل هذه القدرات والإمكانيات. إلا أن ما يجب الإشارة إليه هنا هو أن هناك ضرورة ملحة لتكريس التزاماتنا وتوفير الموارد المناسبة، حتى نتمكن من دفع البرنامج بسرعة إلى الأمام.

كما أننا قطعنا شوطاً بعيداً خلال السنوات الماضية في تطوير برنامج قدرات الحلف في مجال المراقبة والاستطلاع على مستوى العمليات البرية، وهو أكبر برنامج للحلف حتى الآن. ويؤمـّـن هذا البرنامج إمكانيات قوية لمراقبة مساحات واسعة من الأراضي، وهذه من شأنها مساعدة قواتنا على تأدية مهماتها بصورة كبيرة. ويُعـَـدّ هذا البرنامج مهماً جداً لكونه يضمن التطور المستقبلي لقدرات وإمكانيات الحلف. ونشير هنا إلى أن أننا أصبحنا على وشك البدء بمرحلة التصميم والتطوير في البرنامج، وذلك بعد أن مر بمرحلة طويلة من العمل التحضيري.

ومن البرامج الأخرى التي تم إطلاقها، هناك برنامج فعّال ومتعدد المستويات للحماية من الصواريخ البالستية. وهذا البرنامج يهدف إلى تأمين الحماية لقواتنا العاملة في مسرح العمليات ضد الصواريخ القصيرة المدى. وقد تم الانتهاء مؤخراً من دراسة جدوى لبرنامج أوسع يتعلق بالحماية من الصواريخ العابرة للقارات. ويمكن للمناقشات السياسية ـ العسكرية أن تستمر لغرض الوصول إلى قرار يتعلق برغبة الحلف أو عدمها في وجود قدرات وإمكانيات دفاعية ضد الصواريخ. فإذا كانت الرغبة موجودة، فإن العمل سيتواصل من أجل تحديد أفضل خطة تجمع بين ما هو موجود حالياً وبين ما هو مخطط له من الأنظمة والقدرات والإمكانيات.

إن توفير قوات التدخل السريع تتطلب قدرات وإمكانيات استراتيجية لنقل القوات، وهذه تـُـعـَـدّ نقطة الضعف الرئيسية بالنسبة لقدرات وإمكانيات الحلف. وفي الوقت الذي يتمتع فيه الحلف بإمكانيات قوية على الإجلاء بحراً، فإنه يفتقر وبشكل مخيف إلى ما هو بأشد الحاجة إليه، ألا وهو عمليات النقل الجوي الاستراتيجية. ولهذا، قامت أربع عشرة دولة عضواً في الحلف في وقت سابق من هذه السنة بتوفير آلية لعمليات نقل جوي استراتيجية مؤقتة بهدف الاطمئنان على توفير القدرة على تنفيذ عمليات نقل جوي استراتيجية يُلجـَـأ إليه عند الحاجة الطارئة، وليسد الثغرة القائمة إلى أن يتم التطوير النهائي لجسر جوي استراتيجي يتم الاعتماد فيه على طائرة ايه 400 ام A400M التي يتم التخطيط لإنتاجها. إلا أن هذا الحل المؤقت يجب أن يُستكمَل، لأنه بوضعه الحالي لا يؤمـّـن سوى عمليات النقل الجوي الضرورية في المناطق غير المعادية، وبالتحديد لأغراض المساعدات الإنسانية. ولهذا، فإن العمل مستمر من أجل الوصول إلى مبادرة تهدف إلى وجود إمكانيات جسر جوي استراتيجي للحلف تشمل أسطولاً دولياً من طائرات سي ـ 17 C-17 للنقل الجوي الاستراتيجي، والتي تمتلكها وتستعملها الدول الأعضاء المشاركة. ويحدونا الأمل في الإعلان عن تشكيله في قمة ريغا المقبلة.
ما بعد قمة ريغا
يشارك حلف الناتو في عمليات التدخل السريع على المستوى العالمي. فالمسألة لم تعد مجرد التحول إلى منظمة جديدة بأهداف ومهمات جديدة. إنما هي مسألة تتعلق بالحصول على القدرات والإمكانيات المناسبة من أجل إنجاز هذه المهمات. وما يمكن قوله هو أن القرارات التي اتُخِذت في قمتي براغ واسطنبول قد آتت أكلها، وها نحن نرى تحولاً في قدرات وإمكانيات الحلف، وقد غدا أمراً واقعاً على الرغم من أنه لم يكتمل حتى الآن.

ولهذا، فإن ما نقترحه على رؤساء الدول والحكومات الذين سيشاركون في القمة المقبلة يجب أن يكون واضحاً لهم بأن النقص في القدرات والإمكانيات هو عملية مستمرة وتزداد سوءاً. وفي الوقت الذي نسلط فيه الضوء على التقدم الكبير الذي تم إحرازه حتى الآن، فإنه من الواجب علينا أن نلفت انتباههم إلى أن التحديات الأصعب ما زالت في انتظارهم ـ وهو عمل يتطلب المزيد من الالتزام والجهد على مختـلـِـف المستويات والصُعُد. ونختم مقالتنا بالقول إن وجود مجموعة من الالتزامات للتحول بقدرات وإمكانيات الحلف سيمهد الطريق أمام تحقيق التحول الأكبر.

http://www.nato.int/docu/review/2006/issue3/arabic/art3.html

http://www.nato.int/docu/review/2006/issue3/arabic/art1.html
 
هذا هو برنامج تطوير وشامل قوات حلف شمال الاطلسي(الناتو)
اتمني ان ينال اعجبكم
 
عودة
أعلى