أثارت الدعوة التى أطلقتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لسحب قوات حفظ السلام من سيناء، العديد من ردود الفعل الغاضبة، بعدما واصلت الصحيفة تدخلاتها فى الشأن المصرى وتبنيها مواقف معادية دون استناد إلى حقائق أو معلومات. وتجاهلت الصحيفة الأمريكية تراجع حدة العمليات الإرهابية، وفرض القوات المسلحة سيطرتها الكاملة على الأوضاع فى سيناء، مقارنة بالأعوام السابقة، وروجت أن قوات حفظ السلام معرضة للعديد من الأخطار، بما يستوجب سحبها. وأجمع عدد من الخبراء الاستراتيجيين على أن الدعوة التى أطلقتها "نيويورك تايمز" لها أهداف "خبيثة" تروج لها قوى غربية للإيحاء بغياب الاستقرار الأمنى فى سيناء، برغم ما تحققه القوات المسلحة من مكاسب يومًا تلو الأخر فى حربها ضد الإرهاب. تجاهل للمعاهدات الدولية وقال الدكتور طارق فهمى، الخبير الاستراتيجى بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، لـ"اليوم السابع" أن معاهدة "كامب ديفيد" للسلام الموقعة بين مصر وإسرائيل تنص بشكل واضح على وجود تلك القوات بسيناء وعلى الطرفين الالتزام، مشيرا إلى أن الصحيفة الأمريكية وقعت فى خطأ فادح عندما نشرت تلك الدعوة دون قراءة المعاهدة الدولية وبنودها المتفق عليها. وأكد فهمى، أن مثل تلك الدعوات التى تروج لها وسائل الإعلام الغربية، وكذلك بعض مراكز الأبحاث الدولية الهدق منها هو وضع سيناء تحت ما يعرف بـ"الائتمان الدولى" أى وضعها تحت المراقبة الدولية، وذلك بنشر الشائعات بأنها منطقة تعانى من فراغ أمنى يشكل خطرا على الأمن الإقليمى وبالطبع على أمن إسرائيل. وشدد فهمى على أنه يجب مواجهة مثل تلك الدعوات "الخبيثة"، التى تروج لها الميديا الغربية، بالرد عليها بأن تلك القوات لها أدوار مهمة فى حفظ السلم بين البلدين وتطبيق الاتفاقية الدولية وذلك بالاجتماعات الدورية، التى تعقدها مرتين سنويا بمشاركة ممثلين من مصر وإسرائيل فى مدينة "بئر السبع" و"العريش"، وأن تلك الاجتماعات مهمة جدا لأنه يتم فيها مناقشة كل ما يتعلق بأمن الحدود والالتزام الأطراف بتطبيق بنود الاتفاق. وقال فهمى إن تلك الأفكار تصب فى المركز الأول لصالح إسرائيل، موضحا أن تل أبيب تطرح منذ فترة ليست طويلة فكرة "التعاون الإقليمى"، الذى يشمل مصر وإسرائيل وبعض الدول المعتدلة لمكافحة الإرهاب والطموحات النووية الإيرانية بالمنطقة، وتلك الدعوات التى يروجها الغرب التى توحى بعدم استقرار سيناء هى خطوة أولى لوضع سيناء تحت الحماية الدولية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأمريكى تطرق لهذا الأمر بصورة غير مباشرة خلال زيارته الأخيرة للقاهرة عندما طرح فكرة "أهمية ضبط الحدود بمشاركة دولية". فرصة لتغيير بنود "كامب ديفييد" من جانبه، قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، الخبير الإستراتيجى بالمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية، أن الصحيفة الأمريكية دأبت على اتخاذ مواقف سلبية للغاية ضد مصر منذ فترة طويلة، وهى تسعى الآن لترويج صورة أن منطقة سيناء غير أمنة، وتحاول باستمرار ترويج هذا "الوهم". وأضاف الزيات، أنه فى حال تمت قبول تلك الدعوة من جانب المسئولين الأمريكيين، فأنه على مصر التحرك سريعا بالمطالبة بتغيير بنود اتفاقية السلام مع مصر خاصة الملحق العسكرى الذى يحدد عدد القوات على طول الحدود المشتركة والمطالبة بزيادتها، لأن سحب قوات حفظ السلام سيكون مخالفا للاتفاق الدولى وبالتالى فى حال حدوثه فعلى القاهرة أن تطالب بتغيير بنود الاتفاقية بما هو يتوافق مع مصالحها. وأشار الخبير الإستراتيجى إلى أن تلك الدعوات تستهدف القوات المسلحة المصرية، بترويج شائعات بأن الاوضاع غير مسيطر عليها فى سيناء، وذلك بالرغم من الجهود الكبيرة التى يقوم بها الجيش المصرى لمواجهة الإرهاب المتطرف هناك والسيطرة عليه. مؤامرات الإخوان واكاذيب الإعلام الغربى وفى السياق نفسه، قال اللواء عبد الحليم محجوب، الخبير الإستراتيجى، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن جميع تعليقات وتقارير "نيويورك تايمز" منذ ثورة 30 يونيو سلبية ومؤيدة لجماعة "الإخوان" الإرهابية، مشددا على أن القوات الدولية بسيناء منصوص عليها فى اتفاقية السلام، ولا يصح إطلاقا سحبها دون موافقة الأطراف الثلاثة الذين وقعوا عليها. وأضاف محجوب، أن الصحيفة الأمريكية تحاول من تلك التقارير توسيع الفجوة فى العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر والتى هى بالأساس علاقات فاترة إلى حد ما، ويحاولون إحراج صانع القرار المصرى والأمريكى أيضا، ببث تلك الدعوات المغرضة. وأكد محجوب، أن الإعلام الغربى وعلى رأسه تلك الصحيفة يحاول دائما تشويه المجهود المبذول من جانب القوات المسلحة المصرية فى سيناء، وإيصال رسالة مفادها أن الأوضاع غير مستقرة بسيناء. وأضاف الخبير الدولى، أنه كلما زادت مكانة مصر إقليميا ودوليا خاصة بعد افتتاح قناة "قناة السويس الجديدة" زادت تلك الدعوات الخبيثة من جانب بعض وسائل الإعلام الغربية، من خلال اللعب بالأوضاع الداخلية فى مصر، حيث إن الشأن الداخلى يصب دائما فى الشكل الخارجى للدول. وأنهى محجوب حديثه لـ"اليوم السابع" قائلا: "دائما تلعب القوى الغربية على الأمن القومى المصرى لأنه لا يعجبها أن يكون الجيش المصرى متماسك وقوى ويواجه الأخطار بتلك القوة، وبالتالى يروجون لشائعات تقلل من جهوده، بالزعم أن هناك فراغا أمنيا لخلق نوع من التوتر المسلح بتلك المنطقة يصب فى النهاية لصالح إسرائيل".
http://www.youm7.com/story/2015/8/1...عوة-نيويورك-تايمز-لسحب-ق/2302871#.VcuEXfn5K1s
http://www.youm7.com/story/2015/8/1...عوة-نيويورك-تايمز-لسحب-ق/2302871#.VcuEXfn5K1s