تاريخها الاسود مع مصر وكيف خدعها المصريين في حرب اكتوبر
مع تفاصيل غير مسبوقة فى وثائق أمريكية رسمية حصرية عالية التصنيف أثبتت مؤامرة الاثنين الحزين الموافق 5 يونيو 1967، واعتماد إسرائيل على معلومات واشنطن فى تنفيذ عدوانها المباغت على مصر أو كما أسمته الضربة الإجهاضية.
أستهل التفاصيل من «السيدة التنين» وهى تسمية كود عمليات
طائرة التجسس الأمريكية طراز U-2 ومن ملف أسرار 5 يونيو 1967 يتضح أن مصر وإسرائيل ودول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط رصدت تلك الطائرة سوداء اللون عشرات المرات تطير على ارتفاعات شاهقة دون إمكانية التقاط صور واضحة لها.
وأن إسرائيل ومصر حاولتا مرارًا إسقاط «السيدة التنين» بجميع
أنظمة الدفاعات الجوية المتاحة وقتها دون جدوى لوجودها خارج نطاق المضادات الأرضية سواء
الأمريكية فى إسرائيل أو السوفيتية فى مصر.
وسجلت يوميات القوات الجوية الإسرائيلية محاولة الأسراب الجوية اعتراضها دون فائدة بينما لم يتجاوز أقصى ارتفاع للمقاتلات المتواجدة بالخدمة ساعتها 45 ألف قدم.
أما السيدة التنين فصممت للطيران على ارتفاعات بدأت من 70 حتى 75 ألف قدم أى ما يعادل 21 كيلو مترًا من سطح الأرض.
المثير أن قيادة القوات الجوية الإسرائيلية اعترفت فى يوميات عام 1966 أنها أخفت عن هيئة رئاسة الأركان معلومات السيدة التنين لأن المعلومات المتوافرة عنها فى ذلك التوقيت بدت للخبراء وكأنها مأخوذة من فيلم خيال علمى.
اللافت طبقا للوثائق
الأمريكية السرية للغاية التى وثقت لعمليات السيدة التنين داخل المجال الجوى المصرى والإسرائيلى أن
طائرة التجسس U-2 اعتمدت مسارات جوية واحدة دون تبديلها، وأن ذلك التصرف سجل لتأكد قائدها من عدم قدرة أى نظام أرضى على اعتراضه وتهديده.
وعلى ضوء البيانات الموثقة رصدت مصر وإسرائيل معًا تلك الطائرة بداية من أوائل شهر مايو عام 1960، وأن السيدة التنين استمرت فى طلعاتها بنفس المسارات التى رصدت فيها حتى نهاية معارك حرب أكتوبر 1973.
وأثبتت الأسرار الواردة فى الوثائق
الأمريكية عالية التصنيف أن إسرائيل عقدت اتفاقية سرية للغاية مع الولايات المتحدة
الأمريكية بشأن عمليات السيدة التنين بداية من 1 يوليو 1967 حتى 7 أغسطس 1970.
سمحت بموجبها دولة إسرائيل للطائرة بحرية العمل والطيران بهدف مسح منطقة جبهة المواجهات والعمليات العسكرية شريطة حصولها من الولايات المتحدة
الأمريكية على نسخة من الصور الاستراتيجية التى تلتقطها
طائرة التجسس U-2.
وأثبتت أخطر المعلومات الحصرية الواردة فى الوثائق
الأمريكية التى أعرضها لأول مرة أن إسرائيل استغلت صورًا دقيقة التقطتها السيدة التنين فجر يوم 14 أكتوبر 1973 لأرض العمليات والمعارك برزت فيها ثغرة الدفرسوار التى تسللت عبرها القوات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة.
المسجل فنيًا أن
طائرة التجسس الأمريكية U-2 الملقبة باسم السيدة التنين أحادية المحرك من إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» التى تأسست بانضمام لوكهيد ومارتن مارييتا بتاريخ 15 مارس 1995، ومقرها الرئيسى Bethesda ولاية ميريلاند الأمريكية.
والثابت من سجلات الطلعات الجوية السرية للغاية لتلك الطائرة التى تجسست على مصر وإسرائيل بل الشرق الأوسط كله أن أول طلعة جوية لها سجلت بتاريخ 1 أغسطس 1955.
علمًا أنها دخلت الخدمة الجوية
الأمريكية العاملة بتاريخ 1 يناير 1957 ومازالت أجيالها المتطورة عاملة بالخدمة
الأمريكية ليومنا هذا.
وتعتبر أبرز مساهمة لها فى العمليات العسكرية إبان حرب أفغانستان التى نشبت خلال الفترة من 24 ديسمبر 1979 واستمرت حتى 15 فبراير 1989 ثم مشاركتها المؤثرة إبان حرب تحرير الكويت المسماة بحرب عاصفة الصحراء التى نشبت فى الفترة من 17 يناير حتى 28 فبراير 1991
وتعد كبرى الدول المستخدمة لطائرة
التجسس الأمريكية U-2 التى شهد إنتاجها طفرات علمية وتكنولوجية واسعة منذ الثمانينيات الولايات المتحدة
الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA والإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء المعروفة بالاسم المختصر وكالة «ناسا»
اللافت بين سطور الوثائق
الأمريكية السرية للغاية ما سجل بشأن طلعات
التجسس على منطقة الشرق الأوسط التى تثبت المعلومات أن آخرها نفذته السيدة التنين فى الفترة بين نهاية يناير ومنتصف فبراير 2011 دون إشارة تحدد الدول التى تجسست عليها.
والمثير بالمعلومات الموثقة أن جميع الطلعات التى نفذتها السيدة التنين بهدف
التجسس على مصر لرصد الاتصالات اللاسلكية السيادية لمكتب الرئيس جمال عبد الناصر أقلعت من داخل قاعدة «إنجيرليك» التركية !!!!؟؟
الأمريكية القريبة من مدينة «أضنة» التركية التى شيدت عام 1951.
الثابت طبقًا للبيانات التركية الرسمية دخولها الخدمة كقاعدة عاملة لحساب القوات الجوية
الأمريكية بداية من عام 1955 طبقًا لاتفاقية أمنية أمريكية - تركية ما زالت بنودها قيد الحظر من النشر حتى كتابة تلك السطور.
والأغرب طبقًا لآخر تحديث تم على معلومات قاعدة incirlikHavaUssu كما تنطق باللغة التركية التى تمتلك 57 «هنجرًا» تحت الأرض لحماية وصيانة المقاتلات
الأمريكية ويبلغ طول ممر الإقلاع والهبوط فيها حوالى ثلاثة ونصف كيلو متر أن عمليات تجسس سرية للغاية ما زالت تنطلق منها فى اتجاه معظم دول الشرق الأوسط.
استمرت
طائرة التجسس الأمريكية U-2 فى تنفيذ طلعاتها واعتقد بعضهم أن مهمتها تتوقف عند مسح وتصوير خطوط التماس العسكرية والمناطق الملتهبة على الحدود المصرية - الإسرائيلية ما قبل 5 يونيو 1967.
وكشفت وثائق أسرار 5 يونيو 1967
الأمريكية عالية التصنيف تحت بند «سرى للغاية» أن السيدة التنين تجسست بشكل أسبوعى دائم على اتصالات الرئيس المصرى جمال عبد الناصر اللاسلكية التى أجراها من مقر حكمه أو إقامته بمدينة القاهرة.
وأن هناك جاسوسًا سرب إلى وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA بشكل منتظم شبه أسبوعى توقيتات ومواعيد الاتصالات المقررة للرئيس جمال عبد الناصر حيث كانت السيدة التنين تقلع بناء على تلك التوقيتات كى تكون بالمكان المناسب فوق المجال الجوى لمدينة القاهرة تمهيدًا لاعتراض المكالمات الرئاسية.
فى التفاصيل الحصرية أعدت وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA أرشيفًا احتوى بشكل دورى على تسجيلات اتصالات مكتب الرئيس المصرى بداية من عام 1965 حيث استخدمت الوكالة المكالمات وحللتها لاستخلاص المعلومات لدواعى الأمن القومى وحماية للمصالح
الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط وفى الأساس لحماية إسرائيل.
وتكشف كواليس أسرار يوميات عمليات السيدة التنين بالشرق الأوسط أن
طائرة التجسس الأمريكية U-2 اعتادت التواصل مع محطة تجسس أمريكية أرضية وأنها استفادت من خدمات تلك المحطة الواقعة فى صحراء النقب الإسرائيلية.
الثابت أن محطة
التجسس الأمريكية الأرضية أو طبقًا لكود العمليات السرى للغاية الدال عليها «الموقع صفر» حقيقة واقعة تعمل حتى كتابة تلك السطور بكفاءة كاملة وتبعد كيلو مترات معدودة عن الحدود المصرية.
وفى سياق متصل برزت تلك المحطة المثيرة والمريبة على سطح مكاتبات العمليات الاستخباراتية
الأمريكية السرية للغاية صباح الاثنين الموافق 8 فبراير 1960 عندما نشرت وسائل الإعلام والصحف المصرية القومية نقلًا عن الرئيس جمال عبد الناصر تصريحًا كان نصه:
«أعلن الرئيس جمال عبد الناصر أن الجمهورية العربية المتحدة تتوقع فى هذه الأثناء الهجوم عليها من جانب إسرائيل فى أى لحظة».
عليه أضيئت جميع الأضواء الحمراء بالعاصمة
الأمريكية واشنطن، وأمر «دوايت دافيد إيزنهاور» الرئيس الأمريكى الجمهورى الرابع والثلاثين الثابت شغله مهام منصبه فى الفترة من 20 يناير 1953 حتى 20 يناير 1961 الأجهزة
الأمريكية المعنية متابعة الموقف على الحدود الإسرائيلية - المصرية عن كثب.
وفى توقيت متزامن طلب الرئيس الأمريكى إيزنهاور من وزير دفاعه الجديد وقتها «توماس سوفيريجن جاتس جى آر» الثابت شغله المنصب خلال الفترة من 2 ديسمبر 1959 حتى 20 يناير 1961 ضرورة إبلاغه بدقة حقيقة التطورات الجارية على الأرض.
فأرسل وزير
الدفاع الأمريكى بدوره تعليمات أمريكية سيادية إلى «الموقع صفر» للعمل بكامل طاقته على مدار الساعة للتنصت والتجسس على الاتصالات المصرية اللاسلكية بأنواعها تحسبًا لرصد أى قرار مصرى منفرد لشن الحرب على إسرائيل.
وفى هذه الأجواء صدرت الأوامر العسكرية الأمريكية إلى السيدة التنين U-2 أن تنطلق من قاعدتها التركية - الأمريكية «إنجيرليك» للمعاونة فى رصد اتصالات الرئيس المصرى على مدار الساعة.
فتبادلت عدة طائرات من ذات الطراز العمليات لتغطية الأربع والعشرين ساعة وقد تحدد للطلعات مراقبة الحدود المصرية ومنطقة المفاعل النووى فى مدينة ديمونة داخل صحراء النقب جنوب إسرائيل حيث تقع محطة التجسس الأمريكية التى تعد وقت كتابة تلك السطور أخطر محطات التجسس والتنصت فى منطقة الشرق الأوسط قاطبة.
ومن الأسرار الحصرية يدير تلك المحطة «السرية للغاية» طاقمًا أمريكيًا مكونًا من 120 ضابطًا وخبيرًا وعالمًا يعملون رسميًا وبشكل مباشر لحساب وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA.
وتقدم مجموعة طاقم «الموقع صفر» المحترفة فى علوم الاتصالات والرصد بأنواعه يوميًا تقاريرهم المصنفة تحت بند أسرار الأمن القومى لوكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA وتنقل التقارير بشكل دورى منظم إلى مقر الوكالة بمقاطعة لينجلى بولاية فيرجينيا الحدودية الواقعة غرب العاصمة
الأمريكية واشنطن.
كما تعتبر التقارير اليومية الصادرة عن «الموقع صفر» بندًا رئيسيًا وأساسيًا واجب الالتفات إليه والعمل طبقًا لبياناته لدى حاجة الرئيس والإدارة
الأمريكية إلى استشارات هيئة الأمن القومى بشأن ملفات مصر وإسرائيل ودول منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا ولبنان.
وطبقًا لنظام تشغيل محطة
التجسس الأمريكية فى صحراء النقب المعروفة باسم «الموقع صفر» فإن المحطة تدار بناء على اتفاقية رسمية وقعت فى منتصف مايو عام 1951 بين CIA وبين مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة المعروفة بالاسم المختصر «الموساد» الثابت تأسيسها بتاريخ 13 ديسمبر 1949 وذلك للتعاون بين الولايات المتحدة
الأمريكية وإسرائيل فى مجال تبادل المعلومات الاستراتيجية والاستخباراتية.
وطبقًا للمعلومات الحصرية الواردة بالوثائق
الأمريكية عن أسرار 5 يونيو 1967 فقد وقع الاتفاقية الأمنية عن إسرائيل «رؤوفين شيلواح» الرئيس الأول ومؤسس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد.
الثابت شغله المنصب خلال الفترة من 13 ديسمبر 1949 وحتى 22 سبتمبر 1952 مع توليه رسميًا مهام الإشراف على جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السرية بداية من 1 إبريل 1951.
وفى المقابل وقع تلك الاتفاقية عن الولايات المتحدة
الأمريكية الجنرال «والتر بيدل سميث» المدير الرابع لوكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA الثابت شغله مهام منصبه فى الفترة من 7 أكتوبر 1950 وحتى 9 فبراير 1953.
فى الموضوع كثفت السيدة التنين من طلعاتها الجوية بداية من 8 فبراير 1960 وفى التوقيت نفسه وجهت محطة
التجسس والتنصت
الأمريكية «الموقع صفر» أطباق التقاط الاتصالات اللاسلكية الحديثة بهدف رصد واعتراض جميع الاتصالات الصادرة والواردة لاسلكيًا من مصر.
المثير طبقًا لمعلومات الوثائق
الأمريكية السرية للغاية أن عملية التنصت على اتصالات مكتب الرئيس جمال عبد الناصر اللاسلكية كانت أطول وأكبر عملية تنصت سجلت فى تاريخ أجهزة الاستخبارات بالعالم حتى يومنا هذا وعلى حد تعبير المستندات
الأمريكية الحصرية إذا قدر لتلك العملية دخول منافسات موسوعة «جينيس» الدولية فهى الأبرز.
فى البداية نسقت السيدة التنين
طائرة التجسس الأمريكية U-2 طلعاتها الجوية مع مركز عمليات «الموقع صفر» وبواسطة أجهزة الرصد وتتبع الاتصالات والتنصت على متن الطائرة.
وبمعاونة أطول برجى رادار بالعالم تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA من تكوين شبكة هوائية عملاقة للرصد اللاسلكى غطت يومها المجال الجوى المصرى فى الاتجاهات الأربعة وبات من الصعب تمرير مكالمة لاسلكية واحدة خارج الحدود المصرية دون إمكانية التقاط موجاتها بالجو بين المصدر المرسل والمستقبل.
فى هذه الأجواء طلب جهاز الموساد الإسرائيلى مشاركة الولايات المتحدة بجميع عمليات «الموقع صفر» لكن واشنطن رفضت وتمسكت CIA ببنود اتفاقية تشغيل محطة
التجسس فى صحراء النقب.
فهددت تل أبيب بإلغاء الاتفاقية وفى المقابل أوقفت واشنطن شحنات سلاح طلبتها إسرائيل بشكل عاجل حتى اتفق الطرفان على تبادل تسجيلات الاتصالات المصرية ذات الأهمية التى رصدتها السيدة التنين أو «الموقع صفر».
وللتوثيق بدأت الاستخبارات الإسرائيلية استقبال شرائط الاتصالات المصرية المهمة غير أن تحليل المكالمات جاء صادمًا لإسرائيل التى اتهمت واشنطن بتضليلها عن عمد بينما نفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وأكدت تسليمها جميع الاتصالات.
فى خلفية تبادل الاتهامات اتفقت تل أبيب وواشنطن تكليف خبراء فك شيفرة عسكرية من الجانبين تخصص رصد وتنصت الاتصالات لتحليل محتويات شرائط التسجيل المختلف عليها.
وفى مفاجأة أقلقت الجانبين ساعتها أثبتت تل أبيب صحة اتهامها لواشنطن عندما اكتشف خبراء فك الشيفرة عقب كسرهم شيفرة الاتصالات المصرية أن التسجيلات كانت عبارة عن محادثات غرامية ملتهبة لحد الابتذال بين مجموعة رجال مصريين بمناطق متعددة على الخريطة المصرية وعلى ما يبدو صديقات لهم.
وهنا بات من الواضح أن النظام المصرى كان مدركًا لوجود عمليات تنصت دورية تتم فى الخفاء للتنصت على الاتصالات المصرية الرئاسية وأن الشيفرة الرئاسية تم تبديلها دون علم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA التى استمرت فى متابعة تردد معروف لديها، بينما تحدث الرئيس جمال عبد الناصر على تردد مختلف وفره الاتحاد السوفيتى له.
الحقيقة سجلت عملية التنصت على الاتصالات الرئاسية المصرية رقمًا قياسيًا غير مسبوق إذ امتدت لحوالى سبعة أعوام متتالية دأبت خلالها السيدة التنين بالتعاون مع «الموقع صفر» فى متابعة ورصد أى اتصال لاسلكى يصدر من مصر.
وكان المضحك من واقع سجل الاتصالات التى نجح «الموقع صفر» فى رصدها حتى عام 1966 مكالمات صدر معظمها من مراكب صيد فى البحر المتوسط وبحيرة المنزلة بدت فيها اللهجة مختلفة عن لهجة أهل القاهرة مع عدد مكالمات صدرت من معسكرات للجيش لضباط وجنود هاتفوا أسرهم بمحافظات مصر المختلفة.
تسربت معلومات الفضيحة وفى شهر مايو عام 1966 تسببت الميزانية المتضخمة لطلعات السيدة التنين وعمل محطة التنصت والتجسس «الموقع صفر» المستمر بالتجسس والتنصت على الاتصالات المصرية فى أزمة سياسية حقيقية للرئيس الأمريكى الديمقراطى السادس والثلاثين «ليندون باينيس جونسون» الثابت شغله مهام منصبه خلال الفترة من 22 نوفمبر 1963 حتى 20 يناير 1969.
عندما رفض الكونجرس الأمريكى التاسع والثمانون ذو الأغلبية الديمقراطية الثابت فعاليته خلال الفترة من 3 يناير 1965 حتى 3 يناير 1967 خلال انعقاد دورته الثانية الممتدة من 10 يناير 1966 حتى 22 أكتوبر 1966.
قبول الميزانية المقدمة من الإدارة
الأمريكية وبها بند سرى للغاية أصر الرئيس ليندون جونسون على عدم اطلاع الكونجرس عليه، وعندما صمم أعضاء الكونجرس على كشف البند اتضح أنها عملية استمرت على مدار سبعة أعوام جرت العادة خلالها على التنصت بشكل يومى على اتصالات مكتب الرئاسة المصرية.
وعندما شكل الكونجرس لجنة متخصصة للتحقيق فى العملية خلال جلسات مغلقة سرية للغاية اكتشف المحققون فشل عملية
التجسس وقدمت لجنة التحقيق تقريرًا تاريخيًا كشف الكونجرس فيها كود عملية
التجسس تحت اسمTheBossonline
وعلى الرغم من التوصية الواضحة من الكونجرس بضرورة وقف عملية التنصت لعدم تحقيقها النتائج المرجوة منها إلا أن الإدارة
الأمريكية أصرت على استكمال المراقبات اليومية دون النظر للنتائج السريعة وألزم البيت الأبيض وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية CIA ضرورة توفير البند المناسب لاستمرار العملية.
فشلت معظم محاولات CIA على مدار سبعة أعوام فى كسر شيفرة اتصالات الرئيس جمال عبد الناصر بسبب تغيير الشيفرة أسبوعيًا والاعتماد فى الاتصالات المهمة على نظام هاتف سوفيتى معقد ومتطور.
وفى صباح 6 يونيو 1967 عقب توقف الأجهزة المصرية تقريبًا عن العمل بسبب العدوان الإسرائيلى المباغت نجحت إسرائيل بالتعاون مع «الموقع صفر» فى التقاط مكالمة تاريخية واحدة للرئيس جمال عبد الناصر جرت بينه وبين الملك الأردنى «الحسين بن طلال»