مــــــــــــاذا تعــــــــــرف عــــــــــــن سبطانــــــــــات مدافـــــــــع الدبابـــــــــات
Gun Barrel
Gun Barrel
سبطانة المدفع هي عبارة عن أنبوب معدني طويل ذو جدران سميكة ، يتم من خلاله توفير وسيلة تصويب المقذوف بالاتجاه المقصود . تشتمل السبطانة في بناءها على حجرة النار أو الاحتراق combustion chamber والتي هي عبارة عن ثقب أقصر كثيراً في طرف عقب سبطانة المدفع لكنه مع قطر أكبر بقليل وشكل اسطواني مستدق أو متناقص tapered shape . ثقوب أو تجاويف سبطانات مدافع الدبابات تأتي ضمن تصنيفين رئيسين ، فهي إما أن تكون ملساء الجوف أو تكون محلزنة . النوع الأول كما يشير اسمه يدل على أن المدفع بسطح داخلي مصقول وأملس جداً ، والمقذوفات التي تطلق منه لها عادة زعانف لتأمين الاستقرار أثناء طيران المقذوف . الثقب المحلزن من الناحية الأخرى يحوي الكثير مما يسمى بالأراضي والأخاديد الممتدة على طول محور تجويف السبطانة . هذه الأراضي والأخاديد المشغولة ميكانيكياً تكون على هيئة طيات أو التواءات حلزونية helix twist التي تتسبب في دوران المقذوف حول محوره بينما هو لا يزال في الثقب . هذا الدوران المستمر بعد الخروج من فوهة السلاح ، يوفر طيران مستقر ومتوازن إلى المقذوف . سبطانة المدفع هي المسئولة أيضاً عن السيطرة على التمدد والتوسع السريع للغازات التي ستدفع في النهاية المقذوف خارج النهاية الطرفية للسبطانة بسرعة مرتفعة جداً . لذا ، سبطانات المدافع يجب أن تكون قادرة على تحمل التوسع المفرط الناتج عن شحنات الدوافع لضمان انجاز سرعة فوهة قصوى للمقذوف . السبطانات بشكل عام يجب أن تكون قابلة للفك والتبديل بسهولة نسبية متى ما أقتضى الوضع الميداني ذلك الأمر . في المدفع الأمريكي M256 عيار 120 ملم ، تنزلق سبطانة المدفع داخل عقب السلاح ثم تستدير لنحو 45 درجة ، وتقوم أسنان المقاومة اللولبية بربط كل من جزئي العقب وسبطانة المدفع بعضهما البعض . إن سبطانة المدفع تتحصل خارجياً على منظومة رداء حراري thermal shroud لتخفيض تأثيرات الإنحاء نتيجة الظروف الطبيعية ، كما أن جوف السبطانة مطلي بطبقة من عنصر الكروم لحمايته من الإهتراء والتآكل الناتج .
لقد أتاح التقدم التكنولوجي الحديث الذي اقترن بتقدم علم السبائك والمعادن "الميتالورجي" Metallurgy (علم يختص بدراسة السلوك الطبيعي والكيميائي للعناصر المعدنية ، ونواتج خلط مواد معدنية مع بعضها لتكوين سبائك تختلف في خواصها عن المادتين المكونتين لها) أتاح إمكانية إنتاج سبطانات شديدة القوة والصلابة ، تتحمل الاهتزازات وتأثيرات الحركة . فعلى مدى الزمن ، عرضت سبطانات المدافع أشكال عدة من أنماط التصنيع والإنتاج . البداية كانت مع السبطانة المصنعة من قطعة واحدة معدنية monobloc tube ، لكن هذه الطريقة لم تكن لتوفر منتج بكفاءة عالية أو ذو خصائص وملكيات تطبيقية جيدة . الخطوة التالية كانت مع السبطانات المغلفة أو ذات البطانات المتعددة jacketed tube والتي شملت طبقات منفصلة جمعت مع بعض كإنشاء مركب تحت الضغط الشديد . هذا النوع في الغالب ملغي الآن ، واستبدل بتقنية تصنيع أخرى تدعى autofrettaging أو الإحاطة الذاتية . حيث يتم هنا تعريض تجويف أو ثقب السبطانة لتشويه لدائني باتجاه القطر الخارجي لها .
أخيراً نشير لمصطلح أو تعبير عسكري دارج الاستخدام هو "caliber" أو العيار والذي يشير إلى قطر ثقب سبطانة المدفع من الداخل . وفي حالة الحديث عن السبطانات المحلزنة Rifled barrel ، فإن هذا القطر مقاس ومقدر من أحد قمم الأرض الداخلية في التجويف إلى الجانب الآخر المعاكس والمواجه . توضيح أو تعريف بديل عن مصطلح العيار يستخدم الطول الكلي لسبطانة المدفع ويقسمه على قطر الثقب . هذا يعطي إشارة ودلالة تقريبية لنسبة الطول العام إلى القطر الخاص بسبطانة المدفع . على سبيل المثال ، سبطانة مدفع 120 ملم يبلغ طولها 5280 ملم ، سيشار إليها باسم سبطانة بعيار 44 أو "caliber 44" ، حيث أن تقسيم الرقم 5280 على 120 يساوي 44 .