الخطـــــــوات الروسيـــــــة نحــــــو زيـــادة عيـــــار مدافـــــع الدبابـــــات
الروس كغيرهم من الأمم ، اختبروا جزئياً فوائد تضخيم وزيادة عيار مدافع دباباتهم . وتتحدث مصادرهم عن تجربة هذا النوع من الأسلحة وتحديداً العيار 152 ملم ، عندما ثبتوا المدفع 2A83 على هيكل مشروع الدبابة الملغية Object 195 .. خلال العقود القليلة الماضية ، السوفيت وبعد ذلك صناع الأسلحة الروس كان لديهم عدة محاولات لتطوير مدافع دبابات ملساء الجوف من عيار 152 ملم . ابتكار مثل هذه الأسلحة ودخولها العملياتي كان سيشكل بالتأكيد بداية ثورة حقيقية في صناعة الدبابات ، لكن بسبب مصاعب تقنية وربما اقتصادية هذه الأسلحة لم تجهز الدبابات الروسية التي أكتفت باعتماد العيار الكلاسيكي 125 ملم . قصة محاولات زيادة عيار مدافع الدبابات الروسية تعود إلى منتصف الثمانينات ، عندما بدأ الحديث بين منتجي الدبابات وقادة الجيش الروسي حول الحاجة لتحسين القوة النارية للدبابات بزيادة قطر مدافعها . ولغرض دراسة إمكانية تطوير دبابة معركة بهذا السلاح بدأ العمل على مشروع Object 292 . لقد درس تطوير هذا التصميم التجريبي باحثين واختصاصيين من مصنع "لينغراد كيروف" Leningrad Kirov (المصنع الذي أنتج الدبابة T-34 خلال الحرب العالمية الثانية) وكذلك من معهد VNIITransmash للبحث العلمي وتصميم وإنتاج الآلات ، حيث بوشر العمر تحت إشراف المهندس الروسي الشهير "نيكولاي بوبوف" Nikolay Popov (ديسمبر 1931 - فبراير 2008) والذي سبق له الإشراف بشكل رئيس على تصميم الدبابة T-80 خلال عقد السبعينات . وطبقاً للتقديرات الأولية ، تصميم الدبابة بالسلاح الجديد استند على منصة الدبابة T-80BV التي أثبتت الاختبارات أنها لم تكن تتحمل تثبيت سلاح يتجاوز قطر فوهته 140 ملم . حيث عرضت الزيادة الأخرى في القطر أخطار جدية تمثلت في حدوث تشوه وأضرار بنيوية لهيكل المنصة نتيجة قوى الارتداد العنيفة للسلاح . وعلى الرغم من هذه النتيجة وبعد سلسلة من الاختبارات والحسابات ، بدا أنه من الممكن إيجاد طرق وفرص أنجع لزيادة القوة النارية دون المجازفة بفقدان منصة الإطلاق . بالنتيجة ، قرر المصممون الروس الاستقرار عند العيار 152.4 ملم لصالح مشروع مدفع الدبابة . بعد ذلك جاء السؤال الآخر حول طبيعة سبطانة المدفع الجديد ، هل ستكون من النوع الأملس smoothbore أم من النوع محلزن التجويف rifled barrels ؟؟ في الأساس التوجه الروسي كان يسير باتجاه المدفع أملس الجوف ، لكن نتيجة الكثير من الجدل والنقاش ، تقرر تجربة المدفع محلزن الجوف .
أعمال التطوير هذا السلاح لم تبدأ بسبب مشاكل ومصاعب مالية برزت أواخر الثمانينات بالإضافة لقلة المؤيدين للمدفع المحلزن ، فاستكمل العمل مرة أخرى على المدفع أملس الجوف . وبالفعل أوكلت مهمة تطوير المدفع إلى منشأة بحثية صناعية عسكرية روسية متخصصة تدعى "معهد البحث العلمي المركزي" TsNII (تأسس المعهد العام 1970 ويقع في مدينة نازني نوفغورد Nizhny Novgorod وهو متخصص في تطوير وإنتاج ذخيرة المدافع من العيار المتوسط والكبير) ليحمل السلاح بعد ذلك التعيين الرسمي LP-83 . العمل على برج مشروع الدبابة Object 292 تم إقراره في مصنع "أيزهورا" Izhora Plant المتخصص بالصناعات الفولاذية الثقيلة في مدينة لينيغراد ، لكن إدارة المصنع أوقفت العمل لاحقاً لأسباب غير مفهومة . وبعد محاولات متعددة لتطوير برج جديد لصالح المشروع في مصانع أخرى (كان نصيبها هي الأخرى التعثر) ، تم الاتفاق أخيراً على الاستعانة ببرج الدبابة T-80BV مع بعض التعديلات والإضافات الهندسية التي في الحقيقة زادت من وزن البرج ، وذلك بقصد تحميل المدفع على هيكل المجسم التجريبي Object 292 .. ونظراً للقوة الكبيرة التي تميز بها المدفع LP-83 ، فقد كان لا بد من استخدام بعض الأفكار والحلول الجديدة . من هذه كان طلاء حجرة الاحتراق وسبطانة السلاح بعنصر الكروم chromium plating ، الأمر الذي ساهم في تعزيز قدرة جدران المدفع على تحمل ضغوط الغازات حتى حدود 7000 كلغم/سم2 . إضافة لذلك تم ابتكار آلية ميكانيكية جديدة في عقب السلاح بهدف انتزاع الخراطيش المستهلكة spent cartridges وكذلك نظام لتنقية الهواء وبالتالي تخفيض الدخان المتسلل لمقصورة الطاقم . تفاصيل المشروع التجريبي Object 292 تم استكمالها في خريف العام 1990 واختبارات إطلاق النار بدأت في العام 1991 في موقع Rzhevsky لدفن النفايات قرب لينينغراد . لقد أظهرت الاختبارات قدرات مميزة وعالية للسلاح LP-83 مقارنة بالمدفع 2A46 عيار 125 ملم ، حيث امتلك السلاح الجديد طاقة فوهة أعلى بمرة ونصف تقريباً من منافسه الحالي . ورغم النتائج التي تم التوصل لها ، التحولات والتغيرات الرئيسة التي عاشها الإتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أدت لتوجيه ضربة قوية للجيش وصناعة الدفاع ، مما نتج عنه إهمال كامل للمشروع ، حيث بقيت الدبابة Object 292 في موقع الاختبارات لفترة زمنية محددة ، ولم تستخدم في أي من الأعمال . وفي 22 أكتوبر العام 2007 ، جرى إرسال الدبابة إلى متحف الدبابات وعربات القتال الروسية في كوبينكا Kubinka Museum لتعرض هناك .