من المرجح أن تظهر في الجيش الروسي دبابة مدولبة جديدة على أساس عربة " بوميرانغ" الموحدة التي ظهرت مؤخراً في الاستعراض اليوبيلي ليوم النصر. ومن المتوقع أن تنضم هذه العربة إلى تسليح قوات الإنزال الجوي التي تقوم القيادة العسكرية بتشكيل قوات التدخل السريع منها.
ولدى حديثه في مؤتمر صحفي عن عملية تشكيل قوات التدخل السريع على أساس قوات الإنزال الجوي الروسية، أعلن الجنرال فلاديمير شامانوف قائد قوات الإنزال الجوي عن اقتراب موعد ظهور دبابات جديدة في تسليح هذه القوات، كما أعلن الجنرال لوكالة " نوفوستي" قائلاً " نعتزم أن نحصل في المستقبل القريب على وحدة دبابات جديدة لتعزيز القوة النارية".
ومن المتوقع أن تساعد الدبابات الداخلة في تسليح قوات الإنزال الجوي على تعزيز إمكانيات الوحدات المضادة للدبابات وزيادة حمايتها. وعلاوة على ذلك، فإن وجود مثل هذه الآليات في صفوف قوات الإنزال الجوي يغير من مهماتها القتالية، بحيث يصبح رجال الإنزال قادرين على تنفيذ مهمات قتالية واسعة النطاق وذلك ضمن قوام المجموعات البرية.
وانطلاقاً من المهمات الجديدة، فقد أصبح بإمكان آليات المشاة المحمولة جواً ألا تقوم بعمليات إنزال، بل أن تصل إلى ساحة المعركة عن طريق الأرض، وعلى الرغم من أن قائد قوات الإنزال لم يُشر في حديثه إلى نوع محدد من الدبابات التابعة لقوات التدخل السريع، إلا أنه من المتوقع أن تكون دبابات مدولبة.
دبابات في المدينة
تُشكلّ هذه الدبابات المدولبة اتجاهاً جديداً بالنسبة للجيش الروسي، ذلك أن الاتحاد السوفيتي لم يمتلك عربات مصفحة على عجلات ( الأصح تسميتها دبابات مدولبة) من هذا النوع، فقد كان يستعد لحرب كبيرة، من خلال تطوير واستكمال الأسلحة النووية وحاملاتها. ولذلك فإن الدبابات المدولبة لم تتسق ضمن هذا المجال بأي شكل من الأشكال.
وعلى الرغم من أن الدبابات المدولبة الأولى ظهرت في زمن الحرب العالمية الثانية، إلا أن البلدان الغربية لم تطلق تصاميمها الأساسية إلا بعد انتهاء هذه الحرب.
فقد كانت مراكز البحث والتطوير تركز بشكل أساسي على إنشاء منصة حربية عامة يمكن أن ترّكب عليها مختلف أنواع الأسلحة، وفي مقدمتها أسلحة الدبابات، ذلك أن الجمع ما بين مدفعية الدبابة والهيكل المدولب يحظى بعدد من الميزات أمام الدبابة العادية، فهي أخف وزناً قياساً إلى " أخواتها" المجنزرة، كما أنها تمتلك سرعة كبيرة واحتياطي للسير وقدرة أكبر على المناورة، كما أنها رخيصة في الإصلاح ولا غنى عنها في معارك المدن في ظروف كثافة الأبنية.
ويمكن القول، بالتحديد، إن المدن الكبيرة هي التي جعلت الدبابات المدولبة أحد أنواع الأسلحة ذات المستقبل الواعد.
وفي محاولة لسد الثغرة في هذا المجال، توجهت روسيا إلى الخبرة الأجنبية، ففي عام 2012 أعلن يوري بوريسوف النائب الأول لرئيس اللجنة الحكومية للصناعات العسكرية في مؤتمر صحفي أن وزارة الدفاع الروسية تبدي اهتمامها بالدبابات المدولبة.
وقال بوريسوف إن" المسؤولين العسكريين تحدثوا منذ فترة طويلة عن رغبتهم بوجود دبابات مدولبة في التسليح"...
آنذاك، اشترت وزارة الدفاع الروسية بضعة نماذج من الدبابات المدولبة الإيطالية Centauro وبدأت تجربتها في حقول الرمي. ولكن هذه الدبابات لم ترضِ المسؤولين العسكريين الروس، فقد كان تصفيحها ضعيفاً، وبخاصة ضد قذائف سلاح " آر. بي. جي ـ 7"، كما أن الحماية المضادة للألغام لم تكن على المستوى المطلوب من وجهة نظر القيادة العسكرية الروسية. بالإضافة إلى أن دبابات Centauro لم تتمكن من تجاوز العقبات المائية، بينما كان ذلك الشرط الرئيس للآليات التي تستخدمها قوات الإنزال الجوي.
ونقلت وكالة " إيتار ـ تاس" عن فلاديمير تشيركين قائد القوات البرية قوله إن " هذه الآليات الحربية تمتلك بعض الميزات، ولكن فيها عيوباً كثيرة، لقد بالغوا في الدعاية لها، بينما لم يتفق كل شيء مع الواقع" ، ولذلك تقرر إعادة هذه الدبابات إلى مصدرها وإلغاء الصفقة.
اخطبوط مع " بوميرانغ"
تمثل أحد أسباب هذه الخطوة بإحياء المجمع الدفاعي الصناعي الروسي وظهور بديل حقيقي عن الدبابة الإيطالية، وهو عربة " بوميرانغ" المتوسطة المدولبة.
وكان ديميتري غالكين رئيس الشركة العسكرية الصناعية المنتجة لدبابة " بوميرانغ" قد أعلن في معرض " إنتربوليتيخ" في عام 2011، بأنه سوف يجري إنتاج عربات " بي. تي. إر" ( ناقلة جند مدرعة و "بي. أم. بي" ( عربة جند مقاتلة) على أساس عربة " بوميرانغ"، بالإضافة إلى الدبابات والأسلحة الثقيلة الأخرى".
وتقرر أن تحل عربة " بوميرانغ" محل التصاميم الخاصة للدبابات المدولبة التي لم ترسل إلى الإنتاج المتسلسل. ولكن من غير المستبعد أن يأخذ المصممون أفضل الحلول التقنية لدبابة المستقبل من الماضي، وبخاصة من النموذج القتالي الذي صُمم لوحدة المدفعية ذاتية الحركة " سبروت ـ كي" ( الإخطبوط ـ كي ) على قاعدة " بي تي إر ـ 90".
عندئذ سوف تتساوى الدبابة المدولبة الجديدة المجهزة بمدفعية من عيار 125 مم، من حيث قوة النيران مع مدفع " تي ـ 90" الذي يعدّ حالياً الدبابة الأساسية للقوات المسلحة الروسية، أما الإنتاج المتسلسل للعربات المدرعة من فئة " بوميرانغ" فسوف يبدأ في عام 2017.
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2015/06/08/30353.html
ولدى حديثه في مؤتمر صحفي عن عملية تشكيل قوات التدخل السريع على أساس قوات الإنزال الجوي الروسية، أعلن الجنرال فلاديمير شامانوف قائد قوات الإنزال الجوي عن اقتراب موعد ظهور دبابات جديدة في تسليح هذه القوات، كما أعلن الجنرال لوكالة " نوفوستي" قائلاً " نعتزم أن نحصل في المستقبل القريب على وحدة دبابات جديدة لتعزيز القوة النارية".
ومن المتوقع أن تساعد الدبابات الداخلة في تسليح قوات الإنزال الجوي على تعزيز إمكانيات الوحدات المضادة للدبابات وزيادة حمايتها. وعلاوة على ذلك، فإن وجود مثل هذه الآليات في صفوف قوات الإنزال الجوي يغير من مهماتها القتالية، بحيث يصبح رجال الإنزال قادرين على تنفيذ مهمات قتالية واسعة النطاق وذلك ضمن قوام المجموعات البرية.
وانطلاقاً من المهمات الجديدة، فقد أصبح بإمكان آليات المشاة المحمولة جواً ألا تقوم بعمليات إنزال، بل أن تصل إلى ساحة المعركة عن طريق الأرض، وعلى الرغم من أن قائد قوات الإنزال لم يُشر في حديثه إلى نوع محدد من الدبابات التابعة لقوات التدخل السريع، إلا أنه من المتوقع أن تكون دبابات مدولبة.
دبابات في المدينة
تُشكلّ هذه الدبابات المدولبة اتجاهاً جديداً بالنسبة للجيش الروسي، ذلك أن الاتحاد السوفيتي لم يمتلك عربات مصفحة على عجلات ( الأصح تسميتها دبابات مدولبة) من هذا النوع، فقد كان يستعد لحرب كبيرة، من خلال تطوير واستكمال الأسلحة النووية وحاملاتها. ولذلك فإن الدبابات المدولبة لم تتسق ضمن هذا المجال بأي شكل من الأشكال.
وعلى الرغم من أن الدبابات المدولبة الأولى ظهرت في زمن الحرب العالمية الثانية، إلا أن البلدان الغربية لم تطلق تصاميمها الأساسية إلا بعد انتهاء هذه الحرب.
فقد كانت مراكز البحث والتطوير تركز بشكل أساسي على إنشاء منصة حربية عامة يمكن أن ترّكب عليها مختلف أنواع الأسلحة، وفي مقدمتها أسلحة الدبابات، ذلك أن الجمع ما بين مدفعية الدبابة والهيكل المدولب يحظى بعدد من الميزات أمام الدبابة العادية، فهي أخف وزناً قياساً إلى " أخواتها" المجنزرة، كما أنها تمتلك سرعة كبيرة واحتياطي للسير وقدرة أكبر على المناورة، كما أنها رخيصة في الإصلاح ولا غنى عنها في معارك المدن في ظروف كثافة الأبنية.
ويمكن القول، بالتحديد، إن المدن الكبيرة هي التي جعلت الدبابات المدولبة أحد أنواع الأسلحة ذات المستقبل الواعد.
وفي محاولة لسد الثغرة في هذا المجال، توجهت روسيا إلى الخبرة الأجنبية، ففي عام 2012 أعلن يوري بوريسوف النائب الأول لرئيس اللجنة الحكومية للصناعات العسكرية في مؤتمر صحفي أن وزارة الدفاع الروسية تبدي اهتمامها بالدبابات المدولبة.
وقال بوريسوف إن" المسؤولين العسكريين تحدثوا منذ فترة طويلة عن رغبتهم بوجود دبابات مدولبة في التسليح"...
آنذاك، اشترت وزارة الدفاع الروسية بضعة نماذج من الدبابات المدولبة الإيطالية Centauro وبدأت تجربتها في حقول الرمي. ولكن هذه الدبابات لم ترضِ المسؤولين العسكريين الروس، فقد كان تصفيحها ضعيفاً، وبخاصة ضد قذائف سلاح " آر. بي. جي ـ 7"، كما أن الحماية المضادة للألغام لم تكن على المستوى المطلوب من وجهة نظر القيادة العسكرية الروسية. بالإضافة إلى أن دبابات Centauro لم تتمكن من تجاوز العقبات المائية، بينما كان ذلك الشرط الرئيس للآليات التي تستخدمها قوات الإنزال الجوي.
ونقلت وكالة " إيتار ـ تاس" عن فلاديمير تشيركين قائد القوات البرية قوله إن " هذه الآليات الحربية تمتلك بعض الميزات، ولكن فيها عيوباً كثيرة، لقد بالغوا في الدعاية لها، بينما لم يتفق كل شيء مع الواقع" ، ولذلك تقرر إعادة هذه الدبابات إلى مصدرها وإلغاء الصفقة.
اخطبوط مع " بوميرانغ"
تمثل أحد أسباب هذه الخطوة بإحياء المجمع الدفاعي الصناعي الروسي وظهور بديل حقيقي عن الدبابة الإيطالية، وهو عربة " بوميرانغ" المتوسطة المدولبة.
وكان ديميتري غالكين رئيس الشركة العسكرية الصناعية المنتجة لدبابة " بوميرانغ" قد أعلن في معرض " إنتربوليتيخ" في عام 2011، بأنه سوف يجري إنتاج عربات " بي. تي. إر" ( ناقلة جند مدرعة و "بي. أم. بي" ( عربة جند مقاتلة) على أساس عربة " بوميرانغ"، بالإضافة إلى الدبابات والأسلحة الثقيلة الأخرى".
وتقرر أن تحل عربة " بوميرانغ" محل التصاميم الخاصة للدبابات المدولبة التي لم ترسل إلى الإنتاج المتسلسل. ولكن من غير المستبعد أن يأخذ المصممون أفضل الحلول التقنية لدبابة المستقبل من الماضي، وبخاصة من النموذج القتالي الذي صُمم لوحدة المدفعية ذاتية الحركة " سبروت ـ كي" ( الإخطبوط ـ كي ) على قاعدة " بي تي إر ـ 90".
عندئذ سوف تتساوى الدبابة المدولبة الجديدة المجهزة بمدفعية من عيار 125 مم، من حيث قوة النيران مع مدفع " تي ـ 90" الذي يعدّ حالياً الدبابة الأساسية للقوات المسلحة الروسية، أما الإنتاج المتسلسل للعربات المدرعة من فئة " بوميرانغ" فسوف يبدأ في عام 2017.
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2015/06/08/30353.html