إن تاريخ امة الإسلام مليء بالأحداث والملاحم التي تضيء للأجيال اللاحقة دربهم , فلا تكاد تصاب الأمة بمصاب أو حادثة في العصر الحديث إلا ولها مثيل ومشابه في الزمن الغابر.
ومن المصائب التي كانت ولا زالت تعيشها الأمة الإسلامية هي حب الجاه والتسلط والتوسع في الملك والسلطان مهما كانت الوسيلة إلى الوصول إلى تلك الغاية حتى وان كانت تلك الوسيلة هي التحالف مع العدو أو تقديم تنازلات له ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كلنا يعلم أن العالم الإسلامي كان ولا يزال مقسما وضعيفا فبالأمس كانت هناك دول متعددة تحكم الولايات الإسلامية, فكان الخوارزميون يحكمون جزءا والمماليك يحكمون جزءا وهكذا ولم تكن تلك الدول مترابطة مع بعضها فكان أمرائها يكيدون لبعضهم بل ويحاول كل حاكم أن يطيح بحكم الحاكم الأخر.
كان السلطان الصالح إسماعيل يسيطر على بلاد الشام في حين أن السلطان الصالح أيوب ابن أخيه كان سلطانا على مصر, فطمع العم في ملك ابن أخيه ولكن جيوشه لا تكافئ جيش مصر, فأرسل إلى أعداء الإسلام من الصليبين يطلب التحالف معهم , وبين لهم هدفه , وابلغهم انه سيتنازل لهم عن القدس مع بعض الحصون والمواقع التي تحت حكمه من اجل ذلك, كما انه أباح لهم دخول دمشق وشراء السلاح والطعام اللازم لحرب ابن أخيه في مصر.
وفي ذلك الوقت لم يكن العلماء ليلتزموا الصمت أمام هكذا اتفاقيات أمنية بين المسلمين والصليبين فأفتى الإمام الرباني العز بن عبد السلام بحرمة ذلك, فقام السلطان الصالح إسماعيل بطرده ونفيه من دمشق ومن معه من العلماء المعارضين ومن أبرزهم أبي عمر بن الحاجب.
فعزم الصالح إسماعيل على نيته ملبسا عليه شيطانه أمره, فاستعد لغزو مصر, وأرسل إلى أمراء بعض البلدات في بلاد الشام يحرضهم على القتال معه ومنهم أمير حمص ( المنصور إبراهيم )وأمير الكرك ( الناصر داوود ) وأغراهم بالأموال والغنائم وان لا يخشوا الهزيمة لان قوة الصليبيين معهم.
وصلت الأخبار إلى مصر, ودهش السلطان الصالح أيوب بالتحالف الذي قام به عمه مع اعدائهما من الصليبين , ولكنه توكل على الله تعالى , وعزم على تشكيل حلف إسلامي ضد التحالف الصليبي الجديد لأنه يعلم أن وجود جيش الصالح إسماعيل سيؤثر على سير المعركة وخاصة أن عمه مطلع على نقاط ضعف جيشه.
فأرسل وفدا إلى الملك بركة خان ملك الدولة الخوارزمية السابق يعرض عليه التوحد لصد الهجوم عن مصر, وهو يعلم أن الخوارزميين جنود مسلمون شديدي البأس والقوة من بلاد ما وراء النهر, ومستغلا في نفس الوقت انهيار دولتهم على يد جيوش التتار الكاسحة , فأراد أن يعيد إليهم همتهم وقوتهم المعطلة عن الجهاد , وفعلا وافقوا على الفور فتجمعوا من كل مكان وتوجهوا إلى الشام بكل قوتهم , فأرسل السلطان الصالح أيوب جيوشه المصرية ومعهم كل ما يلزم من العدة الحربية.
كان قائد الجيوش المصرية آنذاك هو القائد المحنك ركن الدين بيبرس رحمه الله , ووصل بجيشه إلى قرية الحربية شمال شرق غزة في يوم 12 جمادى الأولى 642هـ, والتقى الجيشان الصليبي ممثلا بمملكة بيت المقدس والداوية وفرسان القديس يوحنا وفرسان التيوتين مع عملاءه والتي كان يقودها والتر البريني وارماند دي برجارد على راس 11000 جندي , العسكر المصرى الخوارزمى
وعند وصول الجيشين إلى ارض المعركة دارت رحى حرب طاحنة جدا, واستطاعت الجيوش المصرية بفضل الله كسر التحالف الخبيث , وهزيمة تلك الحشود هزيمة منكرة , وقتل في تلك المعركة ما يقدر 7500 جندي صليبي واسر منهم الكثير كان منهم ملوكا وقساوسة وأساقفة وبعض العملاء من أمراء المدن الشامية , وتم إرسال الأسرى إلى السلطان الصالح أيوب بمصر, ولا يزال يوم دخول الأسرى إلى مصر مشهورا , كما أن الغنائم كانت كبيرة وكثيرة جدا.
وكان لهزيمة الصليبين عند غزة في تلك المعركة وما تلاها من سقوط بيت المقدس ثانية في أيدي المسلمين صدى كبير في أوروبا- يشبه صدى سقوطها في يد صلاح الدين الأيوبي عام 1187م- التي أحس ملوكها أن ممالكهم في الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل في أيدي المسلمين.
فراح الأوربيون يجهزون لحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع , حيث أنهم أدركوا , بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر , ثم هزيمتهم في معركة الحربية عند غزة , وضياع بيت المقدس منهم , أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.
وقد أطلقت على هذه المعركة العديد من الأسماء منها معركة الحربية نسبة الى قرية فى جنوب غزةومعركة غزةوالمعركة الخوارزمية , كما سماها الصليبيون بمعركة لافوربي
بيوصف المؤرخ ابن واصل نتيجة المعركه دي بقوله: "و انتصرت العساكر المصرية نصرة عظيمة، ووردت البشائر بذلك إلى مصر، فزين البلدان القاهرة و مصر
ومن المصائب التي كانت ولا زالت تعيشها الأمة الإسلامية هي حب الجاه والتسلط والتوسع في الملك والسلطان مهما كانت الوسيلة إلى الوصول إلى تلك الغاية حتى وان كانت تلك الوسيلة هي التحالف مع العدو أو تقديم تنازلات له ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كلنا يعلم أن العالم الإسلامي كان ولا يزال مقسما وضعيفا فبالأمس كانت هناك دول متعددة تحكم الولايات الإسلامية, فكان الخوارزميون يحكمون جزءا والمماليك يحكمون جزءا وهكذا ولم تكن تلك الدول مترابطة مع بعضها فكان أمرائها يكيدون لبعضهم بل ويحاول كل حاكم أن يطيح بحكم الحاكم الأخر.
كان السلطان الصالح إسماعيل يسيطر على بلاد الشام في حين أن السلطان الصالح أيوب ابن أخيه كان سلطانا على مصر, فطمع العم في ملك ابن أخيه ولكن جيوشه لا تكافئ جيش مصر, فأرسل إلى أعداء الإسلام من الصليبين يطلب التحالف معهم , وبين لهم هدفه , وابلغهم انه سيتنازل لهم عن القدس مع بعض الحصون والمواقع التي تحت حكمه من اجل ذلك, كما انه أباح لهم دخول دمشق وشراء السلاح والطعام اللازم لحرب ابن أخيه في مصر.
وفي ذلك الوقت لم يكن العلماء ليلتزموا الصمت أمام هكذا اتفاقيات أمنية بين المسلمين والصليبين فأفتى الإمام الرباني العز بن عبد السلام بحرمة ذلك, فقام السلطان الصالح إسماعيل بطرده ونفيه من دمشق ومن معه من العلماء المعارضين ومن أبرزهم أبي عمر بن الحاجب.
فعزم الصالح إسماعيل على نيته ملبسا عليه شيطانه أمره, فاستعد لغزو مصر, وأرسل إلى أمراء بعض البلدات في بلاد الشام يحرضهم على القتال معه ومنهم أمير حمص ( المنصور إبراهيم )وأمير الكرك ( الناصر داوود ) وأغراهم بالأموال والغنائم وان لا يخشوا الهزيمة لان قوة الصليبيين معهم.
وصلت الأخبار إلى مصر, ودهش السلطان الصالح أيوب بالتحالف الذي قام به عمه مع اعدائهما من الصليبين , ولكنه توكل على الله تعالى , وعزم على تشكيل حلف إسلامي ضد التحالف الصليبي الجديد لأنه يعلم أن وجود جيش الصالح إسماعيل سيؤثر على سير المعركة وخاصة أن عمه مطلع على نقاط ضعف جيشه.
فأرسل وفدا إلى الملك بركة خان ملك الدولة الخوارزمية السابق يعرض عليه التوحد لصد الهجوم عن مصر, وهو يعلم أن الخوارزميين جنود مسلمون شديدي البأس والقوة من بلاد ما وراء النهر, ومستغلا في نفس الوقت انهيار دولتهم على يد جيوش التتار الكاسحة , فأراد أن يعيد إليهم همتهم وقوتهم المعطلة عن الجهاد , وفعلا وافقوا على الفور فتجمعوا من كل مكان وتوجهوا إلى الشام بكل قوتهم , فأرسل السلطان الصالح أيوب جيوشه المصرية ومعهم كل ما يلزم من العدة الحربية.
كان قائد الجيوش المصرية آنذاك هو القائد المحنك ركن الدين بيبرس رحمه الله , ووصل بجيشه إلى قرية الحربية شمال شرق غزة في يوم 12 جمادى الأولى 642هـ, والتقى الجيشان الصليبي ممثلا بمملكة بيت المقدس والداوية وفرسان القديس يوحنا وفرسان التيوتين مع عملاءه والتي كان يقودها والتر البريني وارماند دي برجارد على راس 11000 جندي , العسكر المصرى الخوارزمى
وعند وصول الجيشين إلى ارض المعركة دارت رحى حرب طاحنة جدا, واستطاعت الجيوش المصرية بفضل الله كسر التحالف الخبيث , وهزيمة تلك الحشود هزيمة منكرة , وقتل في تلك المعركة ما يقدر 7500 جندي صليبي واسر منهم الكثير كان منهم ملوكا وقساوسة وأساقفة وبعض العملاء من أمراء المدن الشامية , وتم إرسال الأسرى إلى السلطان الصالح أيوب بمصر, ولا يزال يوم دخول الأسرى إلى مصر مشهورا , كما أن الغنائم كانت كبيرة وكثيرة جدا.
وكان لهزيمة الصليبين عند غزة في تلك المعركة وما تلاها من سقوط بيت المقدس ثانية في أيدي المسلمين صدى كبير في أوروبا- يشبه صدى سقوطها في يد صلاح الدين الأيوبي عام 1187م- التي أحس ملوكها أن ممالكهم في الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل في أيدي المسلمين.
فراح الأوربيون يجهزون لحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع , حيث أنهم أدركوا , بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر , ثم هزيمتهم في معركة الحربية عند غزة , وضياع بيت المقدس منهم , أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.
وقد أطلقت على هذه المعركة العديد من الأسماء منها معركة الحربية نسبة الى قرية فى جنوب غزةومعركة غزةوالمعركة الخوارزمية , كما سماها الصليبيون بمعركة لافوربي
بيوصف المؤرخ ابن واصل نتيجة المعركه دي بقوله: "و انتصرت العساكر المصرية نصرة عظيمة، ووردت البشائر بذلك إلى مصر، فزين البلدان القاهرة و مصر