يقول «العبادي» أن أمريكا أعطت له الضوء الأخضر لقبول الإمدادات من إيران
«ذي إيكونوميست»: الجيش العراقي ... وداعا للسلاح
08-06-2015 الساعة 07:56 | ترجمة: أسامة محمد، الخليج الجديد
يواجه رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي» العديد من المشاكل في محاربة «الدولة الإسلامية»، ولكن التمويل هو من بين أكبر المشاكل التي تواجهه. فقد وصلت تكاليف الحرب إلى ما يقدر بـ 23 مليار دولار في 2015 مع انخفاض أسعار النفط إلى النصف والتي يعتمد العراق على القسم الأكبر من إيراداتها.
قبل أيام قليلة وفي باريس وفي يوم الثاني من يونيو/حزيران الحالي قال «العبادي» خلال اجتماع مع شركائه في التحالف، أنه لم يتبق لديه المال الكافي للحصول على عقود أسلحة جديدة. وأضاف «العبادي» بأن الروتين يفاقم المشكلة، بسبب تعرقل تسليم الطلبات السابقة. حيث قال السيد «العبادي» بأن شحنة من روسيا توقفت بسبب العقوبات ضد هذا البلد.
وبينما يقول «العبادي» بأن أمريكا أعطت له الضوء الأخضر لقبول الإمدادات من إيران، لم يتحقق طلبه للحصول على إعفاء رسمي من الأمم المتحدة التي تفرض عقوبات على إيران.
إن جنوب العراق مستقر إلى حد كبير، ويأمل أيضا في الحفاظ على تدفق الأموال من خلال استغلال احتياطياتها النفطية.
ويعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط في العالم. فمن المقرر في هذا الشهر أن يقوم العراق بتصدير 3.75 مليون برميل يوميا. لكن قطاع النفط الذي تسيطر عليه الدولة يحتاج استثمارات كبيرة لتلبية الهدف المعلن المتمثل في 8 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020، والحكومة تفتقر إلى الأموال اللازمة.
كان الفساد المستشري في العراق أقل تأثيرا عندما كان النظام يتمتع بعوائد، ولكن الآن، تمويل القواعد التي تحت رعايته آخذ في التقلص. حتى أن توفير الرواتب الحكومية لـ6 ملايين شخص أصبحت إشكالية. يقول مسؤول مالي كبير: «نحن لا نعرف ما اذا كنا نستطيع دفع الرواتب الشهر المقبل».
ومما يزيد الحاجة إلى ذخيرة جديدة وجود سلاح جديد من جانب «الدولة الإسلامية» ضد القوات الحكومية يتمثل في الهجمات الانتحارية. وكانت التفجيرات الانتحارية أدت حين نفذت لمرة واحدة إلى تقويض معنويات المدنيين، وقد حولها جيل من الجهاديين الجدد إلى سلاح في الحرب.
في كثير من الأحيان تم الاستيلاء على مصفحات من القواعد العراقية وخلق مساحات من خلالها لمرور قوافل شاحنات مدرعة محملة بالمتفجرات. ويقول «العبادي» بأنه حتى المقاتلات الأمريكية فشلت في وقف هذا التكتيك الجديد (خبراء الدفاع يشككون في هذا الادعاء).
ويؤكد مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية وصول نصف شحنة قوامها 2000 من الصواريخ المضادة للدبابات، ولكن «العبادي» قلل من أهمية ذلك بالقول بأنه لم يتم اختبارها بعد، وليس من الواضح كيف يمكن نشرها في الدقائق التي تحتاجها «داعش» لشن هجوم.
المراقبة الجوية قد تقدم إنذارا مسبقا، ولكن يشكو العراقيون أن تغطيتها محدودة للغاية لوقف القتال العدو على جبهات متعددة.
لم يصل السيد «العبادي» إلى حد طلب القوات الأجنبية، لأنه يخشى في قرارة نفسه أن الحكومات الغربية لن ترسل له على أي حال. ويبدو أن مؤتمر التحالف في باريس بدا أكثر عجزا عن اتخاذ إجراءات فضلا عن القيام بخطوات ملموسة. بعد قرابة عام منذ أن بدأ التحالف في قصف «داعش»، ما زالت تواصل تقدمها في كل من سوريا والعراق.
لا يبدو أن الجهات الفاعلة غير الحكومية في العراق تواجه نفس أنواع المشاكل. «داعش» تحصل على مخزونها من قواعد الحكومة حيث قال «العبادي» أنها استولت على 2300 سيارة مصفحة بقيمة مئات الملايين من الدولارات عندما احتلت الموصل في الصيف الماضي. وقد باعت عددا منها بمبالغ وفيرة.
والميليشيات الشيعية أيضا قامت بالحصول على إمداداتها في صفقات من تحت الطاولة، عبر إيران. وعلى كل حال تستفيد «داعش» والميليشيات الشيعية من القوى القادمة بوفرة من الخارج. حيث قال «العبادي» أن 60٪ من المقاتلين مع «داعش» في العراق من الأجانب.
وفي حين أن دولة العراق تكافح لتجديد أسلحتها فإن ميليشياتها المتعددة تبدو أكثر إمكانية للعب دور أكثر بروزا من أي وقت مضى.
المصدر | ذي إيكونوميست
المصدر :
http://www.thenewkhalij.com/node/15265